الحمد لله رب العالمين. نحمده على نعمه ونشكره على مننه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:00:00
اما بعد فهذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في تفسير سورة النور اعاننا الله جل وعلا على فهمها والعمل بما فيها. فلنستمع ايات هذه السورة. ثم بعد ذلك اسأل الله ان يعين - 00:00:21
جميع على فهم اياته. تفضل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ان الذين بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منه ومنهم له عذاب عظيم - 00:00:41
لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون او ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة - 00:01:23
لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم يتلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا - 00:02:06
سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله ان تعودوا لمثلي ابدا ان كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. والله يعلم - 00:02:44
انتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته ان الله رؤوف رحيم يذكر الله جل وعلا في هذه الايات قصة الافك وهي قصة عظيمة وفيها فوائد كبيرة وسمي بالافك لانه بلغ - 00:03:29
اعظم درجات الكذب والبهتان وفيه معنيان اولهما انه حديث اختلقوه ولم يكتفوا بنقله ونشره وثانيهما ان ذلك الحديث يوقنون بان بانه كذب. فاولئك الذين تكلموا به يعلمون لانه من احاديث الكذب - 00:04:01
وقد ذكر الله جل وعلا هذه القصة في كتابه من اجل ان تكون تسلية لاولئك الذين اتهمونا سواء في اعراظهم او في دينهم بان لا يلتفتوا لمثل ذلك. وان الله جل وعلا قد - 00:04:30
اراد بهم الخير حديث اولئك الذين يقدحون فيهم ويتكلمون عنهم. فان الله جل وعلا اذا اراد ان اظهر مرتبة احد من عباده هيا له طائفة يتحدثون فيه بالقدح والذم ليكون هذا من اسباب - 00:04:50
رفعة درجته وهذه سنة كونية قد جعلها الله في عباده. من اجل الا يحزن احد بكثرة لمن يتكلم فيه فان هذا من اسباب رفعة درجته في الدنيا والاخرة وخلاصة قصة الافك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يخرج لغزوة بني - 00:05:13
غزوة المريسيع اقرع بين نسائه فخرجت القرعة لعائشة رضي الله عنها فلما عاد من تلك الغزوة ونزل في احد المنازل انزلوا هودج عائشة من على اعيرها كعادتهم في كل ليلة ثم انها نزلت وذهبت لقضاء حاجتها فلما عادت تفقدت - 00:05:44
انتهى فاذا بها قد فقدت قلادتها. فعادت مرة اخرى تبحث عن القلادة و آآ تأخرت بسبب وجود الظلام الذي لا يجد الانسان معه حوائجه بسرعة فلما عادت فاذا بالقوم قد ارتحلوا وذلك ان من يحمل الهودج حملوه ولم يفقدوا ولم يفقدوا - 00:06:12
عائشة وذلك لخفة وزنها رضي الله عنها ووضعوه على بعيرها وارتحلوا. فلما عادت عائشة فاذا بالقوم قد ارتحلوا. فجلست في المكان الذي كان فيه به الهودج ولعل القوم ان يفقدوها فيرجعوا اليها. ثم انها غلبها النوم. فنامت - 00:06:44
رضي الله عنها وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع خلف القوم رجلا يسير وراءهم ليفقد او ليتفقد ما يسقط منهم فيأتي به. الا وهو صفوان ابن المعطل رضي الله عنه - 00:07:11
فلما جاء صفوان فاذا بالسواد امامه فلما وصل اليه فاذا بها عائشة نائمة فاسترجع ورفع صوته حتى استيقظت عائشة رضي الله عنها. ثم انه قرب لها بعيره وركبت على البعير ولم يكلمها ولم تكلمه حتى وصلوا الى الناس واذا بهم - 00:07:31
قد فقدوا عائشة رضي الله عنها ووصل اليهم قرب الظهيرة فحينئذ تكلم بعض اهل النفاق في عائشة وفي عرضها وتبعهم بعض اهل الايمان من غير تفكير في مثل ذلك الحديث. فوقع في ذلك ما - 00:08:01
قع من طول مدة حيث ان الله عز وجل بحكمته اخر نزول الوحي لمدة يكثر عن الشهر من اجل ان يتمحص ما عند الناس ثم بعد ذلك نزلت هذه الايات - 00:08:28
ابرئ عائشة رضي الله عنها وتكون هذه الايات بمثابة منهج حياة لاولئك الذين يتحدثون عنهم ويقدح فيهم. وفي هذا شيء عظيم الا وهو ان شأن اهل النفاق ومن ينقص عندهم الايمان ان يتكلموا في - 00:08:48
اهل الفضل والاحسان ولذلك نجد انهما من زمان الا ويوجد فيه من يتكلم في عائشة رضي الله عنها بالافك والبهتان يقول تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم اي ان هذا الافتراء وهذا البهتان - 00:09:14
انما قام بتوليده وبالحديث فيه عصبة منكم. فهم الذين جاءوا بهذا الحديث الذي اشتمل على البهتان والكذب الواضح غير المستند الى دلائله وبالتالي فهذا الحديث انما هو افك وبهتان. ثم قال لا تحسبوه شرا - 00:09:39
لكم اي لا تظنوا ان هذا الحديث وهذا الافتراء سيكون شرا لكم يا ايها المتحدث فيه بالقدح على جهة الكذب والبهتان. بل هو خير لكم لما فيه من الاجر العظيم ولما في - 00:10:07
فيه من رفعة المنزلة ولما فيه من اثبات البراءة بعد ذلك ولما يجعل الله بعده من العاقبة الحميدة و من ذلك ما حدث في قصة عائشة حيث كانت براءتها والثناء عليها ايات عظيمات - 00:10:27
نزلت في كتاب الله تبقى الى قيام الساعة ثم قال تعالى لكل امرئ منهم اي هؤلاء الذين تكلموا بالافك وجاؤوا به لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم اي عليه اثم عظيم. وذلك لكونه قد اكتسب الاثم. وقال - 00:10:50
هنا اكتسب لان هذا اثم. فيقال في الخير كسب الخير. ويقال في الشر والاثم اكتسب لبيان انه قد اجهد نفسه واتعبها في هذا الاثم الذي سيعود ظرره عليه ثم قال تعالى والذي تولى كبره - 00:11:16
اي الذي قام ببث هذا الحديث بوظع آآ حياد والتلقيف ذلك الكذب حوله له عذاب عظيم فهذا الذي تحمل وابتدأ باعظم الحديث واكبره من هؤلاء متكلمين قد جعل الله له عذابا عظيما - 00:11:42
اي اليما شديدا. وقد جاء في ذلك ان المراد به عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم جلد رجلين وامرأة لانهم تكلموا في عائشة - 00:12:14
الافك والقذف. ولم يرد انه جلد عبد الله ابن ابي. وذلك لانه كان يستملي حديث ويستنطقه ويقربه ولم يتكلم به صراحة ثم حث الله جل وعلا المؤمنين على عدم الاستماع لمثل هذا الحديث وعلى تكذيبه - 00:12:37
بمجرد وروده اليهم. فقال سبحانه لولا هذه للحظ الترغيب لولا اذ سمعتموه. يعني يا ايها المؤمنون وفي هذا ارسال الخطاب مباشرة لاهل الايمان ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا. يعني انه كان - 00:13:05
يجب عليهم ان تكون قلوبهم مشتملة على احسان الظن باخوانهم المؤمنين وفي هذا الثناء على عائشة بانها من اهل الايمان. وبانه يجب ان ينسب فيها حديث الخير والفضيلة لا الحديث المضاد له - 00:13:35
وقوله لولا اذ سمعتموه اي سمعتم ذلكم الافك. ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا اي انهم سالمون مما كذب عليهم من ذلك الحديث وقالوا هذا افك مبين. اي الواجب عليهم ان يكذبوا هذا الحديث. وان يصفوه بانه افك وكذب - 00:14:04
وافتراء وبهتان واضح بين ويدل على انه من الكذب انهم لم يأتوا عليه بالشهداء الذين يشهدون لصحة الكلام بالقذف فان الكلام بالقذف لا يقبل الا اذا كان معه اربعة شهود كما في - 00:14:32
النصوص التي وردت في هذا. فقال تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة. ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا. واولئك هم الفاسقون فحين لم يأت هؤلاء بالشهداء الذين يشهدون على هذه الفريا وهذا الاتهام - 00:14:57
انهم يوصفون بانهم كذبة في حكم الله تعالى. ولذا قال فاذ لم يأتوا بالشهداء اه اي لما كان من شأنهم انهم لم يحضروا الاربعة الشهود فحينئذ يحكم عليهم بحكم الله عز وجل بانهم كاذبون. ولذا قال فاولئك عند الله هم الكاذبون - 00:15:27
ومن ثم لا يصح ان يكذب من اتهم مجرد هذه الاتهامات حينما ينفي عن نفسه تلك الاتهامات. ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمسكم فيما حفظتم فيه عذاب عظيم. اي ان الله عز وجل تفضل عليكم - 00:15:57
رحمكم فلم ينزل عليكم العقوبة والعذاب العظيم بسبب انه رحمكم فانكم تحقون للعذاب بسبب ما تكلمتم به وما خضتم فيه من الكذب والافتراء. كيف وهذا الكذب في حق ام المؤمنين. وكيف وهو في حق من لم - 00:16:27
تعرف حقيقة حالها. وكيف وهو من الحديث الذي يؤثر على مكانتها مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الله عز وجل رحمكم ايها ايها المؤمنون. فلم يعاجل عليكم العقوبة - 00:16:57
وبسبب انه رحمكم في الدنيا وسيرحمكم في الاخرة وقيل بان قوله في الدنيا والاخرة متعلق بقوله لمسكم يعني لمسكم في الدنيا والاخرة بما افضتم فيه عذاب عظيم. وفي هذا دلالة - 00:17:20
على ان العقوبة العظيمة تكون من قذف المبرآت الطاهرات الا ان يعود الله عز وجل عليهم بالرحمة. وفي هذا ايضا انه تقبل توبة القاذف ثم قال تعالى اذ تلقونه بالسنتكم. اي ان هذا الحديث الكاذب وهذا الافك والبهتان - 00:17:43
آآ يأتي عليكم بحيث ينتقل من اذانكم الى السنتكم مباشرة فتتحدثون بمجرد وروده عليكم قبل ان تتفكروا فيه. وقبل ان تتأملوا في مدى صدقه او كذبه وحينئذ تقولون بافواهكم اي تروونه وتتناقلونه مع بطلانه وانتم لا تعلمون - 00:18:12
يعلمون حقيقته فتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم. وانتم تستخفون هذا الكلام وتظنوا انه من الامور الهينة السهلة وتحسبونه هينا لكنه عند الله عظيم اي شديد وفيه عقوبة كبيرة لما فيه من الكذب ولما فيه من الايذاء ولما فيه من نشر الفاحشة ولما فيه من - 00:18:45
تهوين هذه الذنوب والمعاصي. ثم قال تعالى ولولا اي هلا كان من شأنكم اذ سمعتموه اي لما وصل الى اذانكم ان تنكروه وان تردوا على المتكلم به وتقول ما يكون لنا ان نتكلم بهذا. اي ليس مما يجوز لنا. او يصح لنا - 00:19:15
ان نتكلم بهذا بل يا ايها المتكلم يجب عليك ان تسكت عن هذا الكلام ولا يجوز لك ان تتكلم به فان هذا مما يسخط الله جل وعلا. ولذا قال سبحانك اي ننزه الله جل وعلا - 00:19:46
عن ان يجيز الحديث بمثل هذا الكلام. وننزه الله جل وعلا على ان يرظى لنساء نبي بمثل هذا الكلام وننزه الله عز وجل ان يقدر مثل هذا بل هذا بهتان عظيم اي كذب وحديث شنيع وكذب عظيم لا - 00:20:06
يمكن ان يقبل وفي هذا رد كلام من تكلم في عرظ اخوانه. ثم قال تعالى الله اي يذكركم بما ينفعكم. وينصحكم لان لا تعودوا لمثل هذا الحديث. بحيث او تعودوا للسكوت عن مثل هذا الحديث - 00:20:36
فان من مقتضى الايمان ان تردوا عن عرض اخوانكم. والله جل وعلا من رحمته بكم ان يبين لكم الاحكام وان يوضح لكم ما يكون سببا لصلاح احوالكم. ولذا قال ويبين الله لكم - 00:21:04
كم الايات والله عليم. فلا يخفى عليه شيء من احوالكم. بل هو مطلع على ذنب من تكلم بمثل هذا الكلام وهو جل وعلا مطلع على من خالف شريعة رب العزة والجلال - 00:21:24
ولم يسر على وفق ما امر الله جل وعلا. وبالتالي سيجازي العباد على افعالهم ما لم يعفو عن ثم هو حكيم يظع الامور في نصابها. وبالتالي فقد ارجأكم شهرا كاملا بحكمة يا رب - 00:21:44
طه من اجل ان يكون ذلك له تأثير في قلوبكم فاذا نزلت هذه الايات وفيها هذا الخطاب ابو الشديد وهذا الوعيد الاكيد ترتدع قلوبكم وتتأثر منه. ثم قال تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا - 00:22:04
لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. اهل الايمان يريدون الطهارة ويريدون ان تصفو المجتمعات من من ذكر السوء واهل النفاق بضد ذلك. كما قال تعالى والله يريد ان يتوب عليكم - 00:22:28
الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا فهؤلاء الذين يحبون انتشار ذكر الفواحش في المجتمعات لهم عذاب اليم. وهؤلاء الذين تنعقد قلوبهم على الرغبة في وجود الفواحش في المجتمعات لهم عذاب مؤلم - 00:22:48
شديد يعذبهم الله في الدنيا وفي الاخرة. فقال ان الذين يحبون اي يرغبون ويسعون في ان تشيع الفاحشة اي ان تذكر الفواحش في المجتمعات او ان تنتشر الفاحشة في المجتمع - 00:23:20
لانهم عندما ينسبون الى بعض اصحاب الفضل والمكانة الاقدام على الفواحش يكون ذلك مما يهون على النفوس ان تقدم على تلك الفواحش. ولذا توعدهم الله بالعذاب الاليم اي العذاب الموجع - 00:23:40
في الدنيا سواء كان ذلك بالحدود حد القذف او بالعقوبات الدنيوية التي يقدرها الله عز وجل على من خالف امره. سواء بغفلة قلوبهم. وباعراظهم عن الحق وبركوبهم لسبيل الباطل او بالعقوبات المتعلقة بامور الدنيا سواء - 00:24:04
بنزع البركة من اموالهم او اعمارهم او احوالهم او تتابع الامراض عليهم وهكذا يتوعدهم الله بعذاب الاخرة وهو اشنع من عذاب الدنيا ولذا كان للمنافق الدرك الاسفل من النار. ثم قال والله يعلم اي - 00:24:34
لا يخفى على الله شيء من حقائق الامور. فهو يعلم كذب هؤلاء ويعلم العاقبة السيئة التي تكون لهم في الدنيا والاخرة وانتم لا تعلمون. اي لا تعلمون ما سيقع في المستقبل لهؤلاء - 00:25:02
اولئك الكذبة اهل الافتراء والافكاء. وكذلك الله يعلم بما يحقق المصالح وما كونوا سببا من اسباب الخير وانتم قد تخفى عليكم اوجه من اوجه الحق و المصالح ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم. اي تفظل الله - 00:25:22
عز وجل عليكم يا اهل الايمان ورحمكم لم يعاقبكم بما سكتم عنه من حديث اولئك بالباطل. وهكذا تفظل عليكم ورحمكم فلم ينزل عليكم العقوبات تفضل عليكم ورحمكم بان بين لكم الاحكام واوضح لكم ما تحتاجون اليه من امور - 00:25:52
شريعة وتفضل عليكم ورحمكم بان اوجد لكم مثالا في النزاهة والبراءة ومع ذلك يتكلم فيه اهل النفاق لئلا يخدش ذلك في قلوب المؤمنين. الذين يتكلم في اعراضهم في ما يأتي - 00:26:20
من الزمان ثم قال تعالى وان الله رؤوف رحيم. اي لولا ان الله رؤوف رحيم من صفته ان يرأف بالعباد. وان يرحمهم لعاجلكم بالعقوبة ولكن الله جل وعلا رأف بكم وفي المقابل حذرهم من اتباع خطوا خطوات عدوهم والطرق التي - 00:26:40
يسير عليها فان الشيطان يريد من العباد ان يعصوا الله جل وعلا وان تفسد مجتمعاتهم ولذا الله جل وعلا من اتباع خطوات الشيطان. وذكرهم بانه لولا فضل الله عليهم ورحمته - 00:27:10
لكان من شأنهم ان لا يزكو احد منهم ولا يتطهر احد منهم ولا تقبل توبة احد منهم ولكن الله يتفضل على العباد فيزكي بعظ عباده بفظله واحسانه فهذه الايات العظيمة فيها فوائده كثيرة. فمن فوائد هذه الايات - 00:27:30
فضل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلو منزلتها وبرائتها من حديث الكذب والبهتان وفي هذه الايات الامر بتحمل ما قد يصدر من اساءات في القول تجاه اهل الايمان. وفي هذه الاية - 00:27:59
الامر بالرد عن عرظ اخواننا المؤمنين. اه يرد على من تكلم وقد ورد في الخبر من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة وفي هذه الايات ان بعض ما يقدره الله جل وعلا على العباد مما قد لا ترغبه نفوسهم يكون من - 00:28:22
من صالحهم ويكون من اه الفائدة العظيمة التي يجنونها. وفي هذه الايات عظم وذنب من تكلم في عائشة رضي الله عنها وقدحها وفي هذه الايات وجوب ان يرد ان يظن المؤمن باخوانه المؤمنين خيرا. ولا يسمح بان يتكلم في اعراظ - 00:28:52
وفي هذه الايات ان القذف لا يقبل الا اذا احضر القاذف اربعة شهود وان من تكلم بالقذف فانه يعد عند الله كاذبا ولو كان قد شاهد ما قذف به بعينيه فانه يجب عليه - 00:29:21
ان يصمت وان لا يتكلم به ما دام لم يحظر الشهود. وفي هذه الايات سعة فضل الله جل وعلا وسعة رحمته سبحانه وتعالى حيث لا يعاجل لا يعاجل العباد بانزال العقوبات بهم - 00:29:41
وفي هذه الايات ايضا انه ينبغي بالانسان قبل ان يتكلم باي كلام ان يفكر فيه وان لينظر الى عواقبه وان ينظر الى مدى موافقته للشرع ومخالفته وان ينظر هل يستفيد منه في الاخرة - 00:30:01
او لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وفي هذه الايات انه لا يجوز للانسان ان يتكلم بكلام الا وقد عرف حقيقته. وتيقن من صدقه - 00:30:21
وتيقن من موافقته للشرع وفي هذه الايات ان بعض افعال العباد التي يخالفون بها الشرع يظنون انها سمحة سهلة وتكون بضد ذلك تكون عظيمة شنيعة عند الله جل وعلا. وبالتالي لا يجوز للانسان ان - 00:30:41
اهين بمعصية فانها قد تكون من اسباب هلاكه. فكم من انسان استصغر صغيرة وهونها على نفسه فكان ذلك من اسباب جرأته على الكبائر وفي هذه الايات تنزيه الله جل وعلا من ان يضع الفحشاء في اوليائه المؤمنين وخصوصا في نساء نبيه - 00:31:05
صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان من وقع في معصية رفعها الله عز وجل عنه سامحه وتاب عليه فانه حينئذ يحذر من العودة الى تلك المعصية فلا ليستهينوا بالعود عليها. وفي هذه الايات - 00:31:35
ان الايمان يشمل ترك المعاصي والذنوب ولذا قال ان كنتم مؤمنين مما يدل على ان الاعمال تدخل في مسمى الايمان وفي هذه الايات فظل الله على عباده المؤمنين بتبيين الاحكام وتسهيلها وتيسيرها عليهم وفي هذه - 00:32:00
ايات تحريم محبة انتشار الفواحش في الناس. وان ذلك من انواع المعاصي وفي هذه الايات من الفوائد ايضا انه يجب على الانسان ان يسلم لله عز وجل في احكام ولا يعترض على شيء من هذه الاحكام. وفي هذه الايات - 00:32:25
رأفة الله جل وعلا بعباده المؤمنين ورحمته سبحانه وتعالى بهم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلكم الله من الموفقين المعانين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:32:52
التفريغ
الحمد لله رب العالمين. نحمده على نعمه ونشكره على مننه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:00:00
اما بعد فهذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في تفسير سورة النور اعاننا الله جل وعلا على فهمها والعمل بما فيها. فلنستمع ايات هذه السورة. ثم بعد ذلك اسأل الله ان يعين - 00:00:21
جميع على فهم اياته. تفضل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ان الذين بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منه ومنهم له عذاب عظيم - 00:00:41
لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون او ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة - 00:01:23
لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم يتلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا - 00:02:06
سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله ان تعودوا لمثلي ابدا ان كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. والله يعلم - 00:02:44
انتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته ان الله رؤوف رحيم يذكر الله جل وعلا في هذه الايات قصة الافك وهي قصة عظيمة وفيها فوائد كبيرة وسمي بالافك لانه بلغ - 00:03:29
اعظم درجات الكذب والبهتان وفيه معنيان اولهما انه حديث اختلقوه ولم يكتفوا بنقله ونشره وثانيهما ان ذلك الحديث يوقنون بان بانه كذب. فاولئك الذين تكلموا به يعلمون لانه من احاديث الكذب - 00:04:01
وقد ذكر الله جل وعلا هذه القصة في كتابه من اجل ان تكون تسلية لاولئك الذين اتهمونا سواء في اعراظهم او في دينهم بان لا يلتفتوا لمثل ذلك. وان الله جل وعلا قد - 00:04:30
اراد بهم الخير حديث اولئك الذين يقدحون فيهم ويتكلمون عنهم. فان الله جل وعلا اذا اراد ان اظهر مرتبة احد من عباده هيا له طائفة يتحدثون فيه بالقدح والذم ليكون هذا من اسباب - 00:04:50
رفعة درجته وهذه سنة كونية قد جعلها الله في عباده. من اجل الا يحزن احد بكثرة لمن يتكلم فيه فان هذا من اسباب رفعة درجته في الدنيا والاخرة وخلاصة قصة الافك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يخرج لغزوة بني - 00:05:13
غزوة المريسيع اقرع بين نسائه فخرجت القرعة لعائشة رضي الله عنها فلما عاد من تلك الغزوة ونزل في احد المنازل انزلوا هودج عائشة من على اعيرها كعادتهم في كل ليلة ثم انها نزلت وذهبت لقضاء حاجتها فلما عادت تفقدت - 00:05:44
انتهى فاذا بها قد فقدت قلادتها. فعادت مرة اخرى تبحث عن القلادة و آآ تأخرت بسبب وجود الظلام الذي لا يجد الانسان معه حوائجه بسرعة فلما عادت فاذا بالقوم قد ارتحلوا وذلك ان من يحمل الهودج حملوه ولم يفقدوا ولم يفقدوا - 00:06:12
عائشة وذلك لخفة وزنها رضي الله عنها ووضعوه على بعيرها وارتحلوا. فلما عادت عائشة فاذا بالقوم قد ارتحلوا. فجلست في المكان الذي كان فيه به الهودج ولعل القوم ان يفقدوها فيرجعوا اليها. ثم انها غلبها النوم. فنامت - 00:06:44
رضي الله عنها وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع خلف القوم رجلا يسير وراءهم ليفقد او ليتفقد ما يسقط منهم فيأتي به. الا وهو صفوان ابن المعطل رضي الله عنه - 00:07:11
فلما جاء صفوان فاذا بالسواد امامه فلما وصل اليه فاذا بها عائشة نائمة فاسترجع ورفع صوته حتى استيقظت عائشة رضي الله عنها. ثم انه قرب لها بعيره وركبت على البعير ولم يكلمها ولم تكلمه حتى وصلوا الى الناس واذا بهم - 00:07:31
قد فقدوا عائشة رضي الله عنها ووصل اليهم قرب الظهيرة فحينئذ تكلم بعض اهل النفاق في عائشة وفي عرضها وتبعهم بعض اهل الايمان من غير تفكير في مثل ذلك الحديث. فوقع في ذلك ما - 00:08:01
قع من طول مدة حيث ان الله عز وجل بحكمته اخر نزول الوحي لمدة يكثر عن الشهر من اجل ان يتمحص ما عند الناس ثم بعد ذلك نزلت هذه الايات - 00:08:28
ابرئ عائشة رضي الله عنها وتكون هذه الايات بمثابة منهج حياة لاولئك الذين يتحدثون عنهم ويقدح فيهم. وفي هذا شيء عظيم الا وهو ان شأن اهل النفاق ومن ينقص عندهم الايمان ان يتكلموا في - 00:08:48
اهل الفضل والاحسان ولذلك نجد انهما من زمان الا ويوجد فيه من يتكلم في عائشة رضي الله عنها بالافك والبهتان يقول تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم اي ان هذا الافتراء وهذا البهتان - 00:09:14
انما قام بتوليده وبالحديث فيه عصبة منكم. فهم الذين جاءوا بهذا الحديث الذي اشتمل على البهتان والكذب الواضح غير المستند الى دلائله وبالتالي فهذا الحديث انما هو افك وبهتان. ثم قال لا تحسبوه شرا - 00:09:39
لكم اي لا تظنوا ان هذا الحديث وهذا الافتراء سيكون شرا لكم يا ايها المتحدث فيه بالقدح على جهة الكذب والبهتان. بل هو خير لكم لما فيه من الاجر العظيم ولما في - 00:10:07
فيه من رفعة المنزلة ولما فيه من اثبات البراءة بعد ذلك ولما يجعل الله بعده من العاقبة الحميدة و من ذلك ما حدث في قصة عائشة حيث كانت براءتها والثناء عليها ايات عظيمات - 00:10:27
نزلت في كتاب الله تبقى الى قيام الساعة ثم قال تعالى لكل امرئ منهم اي هؤلاء الذين تكلموا بالافك وجاؤوا به لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم اي عليه اثم عظيم. وذلك لكونه قد اكتسب الاثم. وقال - 00:10:50
هنا اكتسب لان هذا اثم. فيقال في الخير كسب الخير. ويقال في الشر والاثم اكتسب لبيان انه قد اجهد نفسه واتعبها في هذا الاثم الذي سيعود ظرره عليه ثم قال تعالى والذي تولى كبره - 00:11:16
اي الذي قام ببث هذا الحديث بوظع آآ حياد والتلقيف ذلك الكذب حوله له عذاب عظيم فهذا الذي تحمل وابتدأ باعظم الحديث واكبره من هؤلاء متكلمين قد جعل الله له عذابا عظيما - 00:11:42
اي اليما شديدا. وقد جاء في ذلك ان المراد به عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم جلد رجلين وامرأة لانهم تكلموا في عائشة - 00:12:14
الافك والقذف. ولم يرد انه جلد عبد الله ابن ابي. وذلك لانه كان يستملي حديث ويستنطقه ويقربه ولم يتكلم به صراحة ثم حث الله جل وعلا المؤمنين على عدم الاستماع لمثل هذا الحديث وعلى تكذيبه - 00:12:37
بمجرد وروده اليهم. فقال سبحانه لولا هذه للحظ الترغيب لولا اذ سمعتموه. يعني يا ايها المؤمنون وفي هذا ارسال الخطاب مباشرة لاهل الايمان ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا. يعني انه كان - 00:13:05
يجب عليهم ان تكون قلوبهم مشتملة على احسان الظن باخوانهم المؤمنين وفي هذا الثناء على عائشة بانها من اهل الايمان. وبانه يجب ان ينسب فيها حديث الخير والفضيلة لا الحديث المضاد له - 00:13:35
وقوله لولا اذ سمعتموه اي سمعتم ذلكم الافك. ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا اي انهم سالمون مما كذب عليهم من ذلك الحديث وقالوا هذا افك مبين. اي الواجب عليهم ان يكذبوا هذا الحديث. وان يصفوه بانه افك وكذب - 00:14:04
وافتراء وبهتان واضح بين ويدل على انه من الكذب انهم لم يأتوا عليه بالشهداء الذين يشهدون لصحة الكلام بالقذف فان الكلام بالقذف لا يقبل الا اذا كان معه اربعة شهود كما في - 00:14:32
النصوص التي وردت في هذا. فقال تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة. ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا. واولئك هم الفاسقون فحين لم يأت هؤلاء بالشهداء الذين يشهدون على هذه الفريا وهذا الاتهام - 00:14:57
انهم يوصفون بانهم كذبة في حكم الله تعالى. ولذا قال فاذ لم يأتوا بالشهداء اه اي لما كان من شأنهم انهم لم يحضروا الاربعة الشهود فحينئذ يحكم عليهم بحكم الله عز وجل بانهم كاذبون. ولذا قال فاولئك عند الله هم الكاذبون - 00:15:27
ومن ثم لا يصح ان يكذب من اتهم مجرد هذه الاتهامات حينما ينفي عن نفسه تلك الاتهامات. ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمسكم فيما حفظتم فيه عذاب عظيم. اي ان الله عز وجل تفضل عليكم - 00:15:57
رحمكم فلم ينزل عليكم العقوبة والعذاب العظيم بسبب انه رحمكم فانكم تحقون للعذاب بسبب ما تكلمتم به وما خضتم فيه من الكذب والافتراء. كيف وهذا الكذب في حق ام المؤمنين. وكيف وهو في حق من لم - 00:16:27
تعرف حقيقة حالها. وكيف وهو من الحديث الذي يؤثر على مكانتها مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الله عز وجل رحمكم ايها ايها المؤمنون. فلم يعاجل عليكم العقوبة - 00:16:57
وبسبب انه رحمكم في الدنيا وسيرحمكم في الاخرة وقيل بان قوله في الدنيا والاخرة متعلق بقوله لمسكم يعني لمسكم في الدنيا والاخرة بما افضتم فيه عذاب عظيم. وفي هذا دلالة - 00:17:20
على ان العقوبة العظيمة تكون من قذف المبرآت الطاهرات الا ان يعود الله عز وجل عليهم بالرحمة. وفي هذا ايضا انه تقبل توبة القاذف ثم قال تعالى اذ تلقونه بالسنتكم. اي ان هذا الحديث الكاذب وهذا الافك والبهتان - 00:17:43
آآ يأتي عليكم بحيث ينتقل من اذانكم الى السنتكم مباشرة فتتحدثون بمجرد وروده عليكم قبل ان تتفكروا فيه. وقبل ان تتأملوا في مدى صدقه او كذبه وحينئذ تقولون بافواهكم اي تروونه وتتناقلونه مع بطلانه وانتم لا تعلمون - 00:18:12
يعلمون حقيقته فتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم. وانتم تستخفون هذا الكلام وتظنوا انه من الامور الهينة السهلة وتحسبونه هينا لكنه عند الله عظيم اي شديد وفيه عقوبة كبيرة لما فيه من الكذب ولما فيه من الايذاء ولما فيه من نشر الفاحشة ولما فيه من - 00:18:45
تهوين هذه الذنوب والمعاصي. ثم قال تعالى ولولا اي هلا كان من شأنكم اذ سمعتموه اي لما وصل الى اذانكم ان تنكروه وان تردوا على المتكلم به وتقول ما يكون لنا ان نتكلم بهذا. اي ليس مما يجوز لنا. او يصح لنا - 00:19:15
ان نتكلم بهذا بل يا ايها المتكلم يجب عليك ان تسكت عن هذا الكلام ولا يجوز لك ان تتكلم به فان هذا مما يسخط الله جل وعلا. ولذا قال سبحانك اي ننزه الله جل وعلا - 00:19:46
عن ان يجيز الحديث بمثل هذا الكلام. وننزه الله جل وعلا على ان يرظى لنساء نبي بمثل هذا الكلام وننزه الله عز وجل ان يقدر مثل هذا بل هذا بهتان عظيم اي كذب وحديث شنيع وكذب عظيم لا - 00:20:06
يمكن ان يقبل وفي هذا رد كلام من تكلم في عرظ اخوانه. ثم قال تعالى الله اي يذكركم بما ينفعكم. وينصحكم لان لا تعودوا لمثل هذا الحديث. بحيث او تعودوا للسكوت عن مثل هذا الحديث - 00:20:36
فان من مقتضى الايمان ان تردوا عن عرض اخوانكم. والله جل وعلا من رحمته بكم ان يبين لكم الاحكام وان يوضح لكم ما يكون سببا لصلاح احوالكم. ولذا قال ويبين الله لكم - 00:21:04
كم الايات والله عليم. فلا يخفى عليه شيء من احوالكم. بل هو مطلع على ذنب من تكلم بمثل هذا الكلام وهو جل وعلا مطلع على من خالف شريعة رب العزة والجلال - 00:21:24
ولم يسر على وفق ما امر الله جل وعلا. وبالتالي سيجازي العباد على افعالهم ما لم يعفو عن ثم هو حكيم يظع الامور في نصابها. وبالتالي فقد ارجأكم شهرا كاملا بحكمة يا رب - 00:21:44
طه من اجل ان يكون ذلك له تأثير في قلوبكم فاذا نزلت هذه الايات وفيها هذا الخطاب ابو الشديد وهذا الوعيد الاكيد ترتدع قلوبكم وتتأثر منه. ثم قال تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا - 00:22:04
لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. اهل الايمان يريدون الطهارة ويريدون ان تصفو المجتمعات من من ذكر السوء واهل النفاق بضد ذلك. كما قال تعالى والله يريد ان يتوب عليكم - 00:22:28
الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا فهؤلاء الذين يحبون انتشار ذكر الفواحش في المجتمعات لهم عذاب اليم. وهؤلاء الذين تنعقد قلوبهم على الرغبة في وجود الفواحش في المجتمعات لهم عذاب مؤلم - 00:22:48
شديد يعذبهم الله في الدنيا وفي الاخرة. فقال ان الذين يحبون اي يرغبون ويسعون في ان تشيع الفاحشة اي ان تذكر الفواحش في المجتمعات او ان تنتشر الفاحشة في المجتمع - 00:23:20
لانهم عندما ينسبون الى بعض اصحاب الفضل والمكانة الاقدام على الفواحش يكون ذلك مما يهون على النفوس ان تقدم على تلك الفواحش. ولذا توعدهم الله بالعذاب الاليم اي العذاب الموجع - 00:23:40
في الدنيا سواء كان ذلك بالحدود حد القذف او بالعقوبات الدنيوية التي يقدرها الله عز وجل على من خالف امره. سواء بغفلة قلوبهم. وباعراظهم عن الحق وبركوبهم لسبيل الباطل او بالعقوبات المتعلقة بامور الدنيا سواء - 00:24:04
بنزع البركة من اموالهم او اعمارهم او احوالهم او تتابع الامراض عليهم وهكذا يتوعدهم الله بعذاب الاخرة وهو اشنع من عذاب الدنيا ولذا كان للمنافق الدرك الاسفل من النار. ثم قال والله يعلم اي - 00:24:34
لا يخفى على الله شيء من حقائق الامور. فهو يعلم كذب هؤلاء ويعلم العاقبة السيئة التي تكون لهم في الدنيا والاخرة وانتم لا تعلمون. اي لا تعلمون ما سيقع في المستقبل لهؤلاء - 00:25:02
اولئك الكذبة اهل الافتراء والافكاء. وكذلك الله يعلم بما يحقق المصالح وما كونوا سببا من اسباب الخير وانتم قد تخفى عليكم اوجه من اوجه الحق و المصالح ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم. اي تفظل الله - 00:25:22
عز وجل عليكم يا اهل الايمان ورحمكم لم يعاقبكم بما سكتم عنه من حديث اولئك بالباطل. وهكذا تفظل عليكم ورحمكم فلم ينزل عليكم العقوبات تفضل عليكم ورحمكم بان بين لكم الاحكام واوضح لكم ما تحتاجون اليه من امور - 00:25:52
شريعة وتفضل عليكم ورحمكم بان اوجد لكم مثالا في النزاهة والبراءة ومع ذلك يتكلم فيه اهل النفاق لئلا يخدش ذلك في قلوب المؤمنين. الذين يتكلم في اعراضهم في ما يأتي - 00:26:20
من الزمان ثم قال تعالى وان الله رؤوف رحيم. اي لولا ان الله رؤوف رحيم من صفته ان يرأف بالعباد. وان يرحمهم لعاجلكم بالعقوبة ولكن الله جل وعلا رأف بكم وفي المقابل حذرهم من اتباع خطوا خطوات عدوهم والطرق التي - 00:26:40
يسير عليها فان الشيطان يريد من العباد ان يعصوا الله جل وعلا وان تفسد مجتمعاتهم ولذا الله جل وعلا من اتباع خطوات الشيطان. وذكرهم بانه لولا فضل الله عليهم ورحمته - 00:27:10
لكان من شأنهم ان لا يزكو احد منهم ولا يتطهر احد منهم ولا تقبل توبة احد منهم ولكن الله يتفضل على العباد فيزكي بعظ عباده بفظله واحسانه فهذه الايات العظيمة فيها فوائده كثيرة. فمن فوائد هذه الايات - 00:27:30
فضل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلو منزلتها وبرائتها من حديث الكذب والبهتان وفي هذه الايات الامر بتحمل ما قد يصدر من اساءات في القول تجاه اهل الايمان. وفي هذه الاية - 00:27:59
الامر بالرد عن عرظ اخواننا المؤمنين. اه يرد على من تكلم وقد ورد في الخبر من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة وفي هذه الايات ان بعض ما يقدره الله جل وعلا على العباد مما قد لا ترغبه نفوسهم يكون من - 00:28:22
من صالحهم ويكون من اه الفائدة العظيمة التي يجنونها. وفي هذه الايات عظم وذنب من تكلم في عائشة رضي الله عنها وقدحها وفي هذه الايات وجوب ان يرد ان يظن المؤمن باخوانه المؤمنين خيرا. ولا يسمح بان يتكلم في اعراظ - 00:28:52
وفي هذه الايات ان القذف لا يقبل الا اذا احضر القاذف اربعة شهود وان من تكلم بالقذف فانه يعد عند الله كاذبا ولو كان قد شاهد ما قذف به بعينيه فانه يجب عليه - 00:29:21
ان يصمت وان لا يتكلم به ما دام لم يحظر الشهود. وفي هذه الايات سعة فضل الله جل وعلا وسعة رحمته سبحانه وتعالى حيث لا يعاجل لا يعاجل العباد بانزال العقوبات بهم - 00:29:41
وفي هذه الايات ايضا انه ينبغي بالانسان قبل ان يتكلم باي كلام ان يفكر فيه وان لينظر الى عواقبه وان ينظر الى مدى موافقته للشرع ومخالفته وان ينظر هل يستفيد منه في الاخرة - 00:30:01
او لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وفي هذه الايات انه لا يجوز للانسان ان يتكلم بكلام الا وقد عرف حقيقته. وتيقن من صدقه - 00:30:21
وتيقن من موافقته للشرع وفي هذه الايات ان بعض افعال العباد التي يخالفون بها الشرع يظنون انها سمحة سهلة وتكون بضد ذلك تكون عظيمة شنيعة عند الله جل وعلا. وبالتالي لا يجوز للانسان ان - 00:30:41
اهين بمعصية فانها قد تكون من اسباب هلاكه. فكم من انسان استصغر صغيرة وهونها على نفسه فكان ذلك من اسباب جرأته على الكبائر وفي هذه الايات تنزيه الله جل وعلا من ان يضع الفحشاء في اوليائه المؤمنين وخصوصا في نساء نبيه - 00:31:05
صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان من وقع في معصية رفعها الله عز وجل عنه سامحه وتاب عليه فانه حينئذ يحذر من العودة الى تلك المعصية فلا ليستهينوا بالعود عليها. وفي هذه الايات - 00:31:35
ان الايمان يشمل ترك المعاصي والذنوب ولذا قال ان كنتم مؤمنين مما يدل على ان الاعمال تدخل في مسمى الايمان وفي هذه الايات فظل الله على عباده المؤمنين بتبيين الاحكام وتسهيلها وتيسيرها عليهم وفي هذه - 00:32:00
ايات تحريم محبة انتشار الفواحش في الناس. وان ذلك من انواع المعاصي وفي هذه الايات من الفوائد ايضا انه يجب على الانسان ان يسلم لله عز وجل في احكام ولا يعترض على شيء من هذه الاحكام. وفي هذه الايات - 00:32:25
رأفة الله جل وعلا بعباده المؤمنين ورحمته سبحانه وتعالى بهم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلكم الله من الموفقين المعانين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:32:52