الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. وبعد فهذا - 00:00:00
اهو الدرس السابع من دروس تفسير سورة النور لعلنا ان شاء الله ان نبتدأه بقراءة ايات من هذه السورة يتفضل بها الاخ عبد الفتاح فليتفضل مشكورا الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون - 00:00:17
ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقذف اولئك. فاولئك هم الفاح فازا واقسموا بالله جهد ايمانهم لان امرتهم ليخرجن. قل لا تقسموا طاعة معروفة ان الله خبير بما تعملون. قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول - 00:00:52
ان تولوا فانما عليهما حمل وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه اهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات لا يستخلفنهم لا يستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم - 00:01:22
ان لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. لا تحسبن الذين - 00:01:52
معجزين في الارض ومأواهم النار ولبئس المصير يذكر الله جل وعلا هنا شأن المؤمنين في الاستجابة لما يرد اليهم من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فبعد ان ذكر حال اهل النفاق - 00:02:22
وانكم انما يعملون باهوائهم. فان وافق ما صدر عن الله وعن رسوله صلى الله عليه رغباتهم اسرعوا اليه وقبلوه وان لم يوافق اهواءهم فانهم حينئذ يعرضون عنه ولن يقبلوه ومن ثم كان المعيار الحقيقي عندهم هو ما تهواه نفوسهم. وان استدلوا بايات فاستدلوا - 00:02:47
بها لانها توافق واهواهم. لا لان ما يرد عن الله يقدمونه على كل شيء يقابل هؤلاء اهل الايمان ولذا قال جل وعلا في وصفهم انما لبيان انهم ينحصر شأنهم في الاستجابة - 00:03:21
لله ولرسوله وتصديق ما ورد عنهما وعدم التردد او الاعراظ عنهما بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يزن ايمانه فعليه ان ينظر ما مدى استجابة لما يرد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى انما كان قول - 00:03:45
المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. اي ان شأنه هم انهم يستجيبون ما يرد عن الله وعن رسوله فيسمعون اوامرهم بمعنى انهم ينفذونها. ويقومون بها - 00:04:15
ويطيعون اوامرهما ويستجيبون لحكمهما بدون تردد. وحينئذ فنون من اهل الفلاح فبمقدار ما يكون عندك من الاستجابة لامر الله ولرسوله يكون عندك الفلاح في الدنيا والاخرة. ولذا قال واولئك هم المفلحون. بمعنى انه لا يوجد مفلح - 00:04:39
سواهم وقد عمم الحكم ليشمل الفلاح في الدنيا والاخرة والفلاح هو الفوز الدائم الذي لا انقطاع له ثم ذكر الله جل وعلا قاعدة في هذا الباب فقال ومن يطع الله ورسوله ان يستجيبوا لاوامرهما وينفذ ما يرد عنهما - 00:05:09
لحكمهما ويخشى الله اي يكون عنده خوف من الله مبني على علم به صفاته بحيث شاهدوا سننه في الكون اجتمعوا لمواعظه وعلموا انه مطلع عليهم. قادر عليهم. وانهم اغنياء وانهم فقراء وهو الغني وانه لو شاء لاذهبهم وانهم عما قريب سيكونون بين يديه - 00:05:39
ليحاسبهم ومن ثم فهم يخافون منه جل وعلا. نتيجة ان عندهم شيء من مخالفة او نتيجة ما لديهم من التقصير ويتقيه اي يكون من اهل التقوى. والتقوى خصلة ومعنى قلبي يؤثر على الاعمال - 00:06:14
ابدان من كان من اهل هذه الصفات الثلاث طاعة الله ورسوله وخشية الله وحده وتقواه سبحانه وحده بحيث يقدم على فعل المأمورات وترك المنهيات من كان كذلك فاولى اولئك هم الفائزون اي هم من يفوز بخيري الدنيا والاخرة وحدهم - 00:06:39
ثم ذكر الله جل وعلا شأن المنافقين ففي الاية السابقة رد على اهل النفاق بانكم لستم من اهل الايمان اذ لو كنتم من اهل الايمان انا شأنكم ان تقابلوا ما يرد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة - 00:07:10
ثم قال عن اهل النفاق واقسموا بالله جهد ايمانهم اي حلفوا حلفا غليظا ويمينا مشددة على اقصى درجات اليمين التي يتمكنون من ان يحلفوا بها. بماذا حلفوا؟ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن يسير على طريقته في تولي امر الهداية والتقوى - 00:07:36
واو الايمان لان امرتهم اي اذا طلبت منهم فعلا لا فانهم سيستجيبون له ومن ذلك انهم قالوا لو طلبتنا للجهاد بانفسنا واموالنا فاننا سنخرج تمتثل اوامرك وهكذا لو طلبت منا ان نستمع لله عز وجل ونقوم - 00:08:06
بامره فاننا حينئذ سنخرج عن اهواءنا ورغباتنا الى طاعتك رأس طاعة الله عز وجل فرد الله عز وجل عليهم فقال لا تقسموا يعني يعني اننا نعلم بحالكم ونعلم انكم لن تفعلوا ما وعدتم به - 00:08:36
وبعض اهل العلم قالوا بان المراد بذلك تأنيبهم فيما حصل منهم سابقا وبعضهم قال بل المراد انهم التزموا ووعدوا بالالتزام فيما يستقبل ولا يمتنع ان يكون الجميع مرادا. رد الله عليهم قال لا تقسموا اي نحن نعلم بحالكم وان - 00:09:03
ان هذا القسم الذي اقدمتم عليه انما هو كلام باللسان. ولكنكم لن تمتثلوه وانما انتم عند رأيكم وعند رغباتكم وبالتالي نحن نعرف من يكون له طاعة صحيحة ومن ليس كذلك - 00:09:33
ولذا قال طاعة معروفة اي من كان يطيع فانه لا يحتاج الى ان يتعهد وان يقسم لان من شأنه ان يبادر للامتثال وانتم طريقتكم معروفة فانكم انما يستجيبون اذا كانت الاوامر الالهية والنبوية تتوافق مع رغباتكم واهوائكم وما تتطلعون اليه - 00:09:55
وحينئذ ذكرهم بان الله خبير باعمالهم. لا يخفى عليه شيء من هذه الاعمال بل اطلعوا على دقائقها واسرارها مهما كانت تلك الاعمال في الخفاء ثم امرهم امرا جازما بطاعة الله وطاعة رسوله بحيث تكون الطاعة في جميع الاحوال - 00:10:25
قال سواء حال موافقة الاوامر لاهوائهم او في حال مخالفتها لرغباتهم وما يتطلعون اليه. ولذا قال قل يعني يا ايها الرسول قل لهؤلاء المنافقين ويا قارئ القرآن قل لمن سار على طريقة اهل النفاق - 00:10:55
بتحكيم بتحكيم هواه ورغبته على ما يرد عن الله جل وعلا وعن رسوله قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان هذا هو الواجب عليكم بان تلتزموا باوامر الله وتنفذوها وتبادروا الى تصديقها والى العمل بها. وفي هذا - 00:11:22
اعمال بكتاب الله عز وجل؟ وعمل بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان كان من شأنكم عدم الاستجابة لذلك بحيث لا تأخذون من كلام الله ورسوله واوامره بهما الا ما يتوافق مع مع اهوائكم. فحينئذ لن تظروا احدا. ولن تظروا رسول الله - 00:11:51
صلى الله عليه وسلم ولن تضروا اهل الايمان فانهم قد قاموا بما يجب عليهم من مسؤوليات وبالتالي لن يتضرر احد سواكم. فانما عليه فان تولوا اي فان اعرظتم ولم تجعلوا - 00:12:19
اوامر الله ورسوله هي المعيار في اعمالكم بل جعلتم ذلك الى اهوائكم ورغباتكم فحين اذ اعلموا بان عليهما حمل اي ان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤولية الدعوة والبلاغ وقد قام بها وانتم عليكم مسؤولية الاستجابة والعمل والطاعة - 00:12:39
وبالتالي اذا لم تقوموا بها فانه ستكون عليكم العقوبة التي تتناسب مع افعال وان تطيعوه تهتدوا. اي اذا كان من شأنكم طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فحينئذ سيكون من شأنكم الهداية والوصول للحق وسيكون من - 00:13:09
تانيكم ان تكونوا على افضل الاحوال واحسنها وحينئذ قال وما على الرسول الا البلاغ المبين. اي مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومهمة اتباعه من دعاة والعلماء ان يبلغوا الشرع وان يوصلوه الى الناس بشكل واضح وبكلام مفهوم - 00:13:39
اما اجبار الناس على الدخول في دين الله او اجبارهم على العمل بشرع الله فليس هذا شأن الدعاة الى الله جل وعلا. وانما شأنهم البلاغ المبين ولا يعني هذا ان يلزم الناس بعدم اظهار المنكرات خصوصا اذا كان هناك - 00:14:08
بولاية كالاب في بيته وكالاستاذ في فصله وكاصاحب الولاية في هل لامره ونهيه فانهم انما انما فانهم مأمورون بكف الناس عن ان يظهر ويشهر معصية الله جل وعلا. واما ما بطن بين الانسان وبين ربه سبحانه وتعالى - 00:14:37
فمسئولية كل انسان على نفسه ولما ذكر الله شأن المؤمنين بين انهم يقدمون طاعة الله وطاعة على اهوائهم وبالتالي يكونون مفلحين ويكونون فائزين. ذكر ما وعدهم الله جل وعلا به - 00:15:07
من المواعيد العظيمة التي التي يتفضل الله عز وجل بها عليهم. وفي بهذا اشعار بان من خالف طريقة المؤمنين فانه لن يعطى من فضل الله عز وجل المذكور ها هنا فقال سبحانه وعد الله اي ان الله التزم بفظله واحسانه واوجب على نفسه - 00:15:32
ان يجعل للذين امنوا منكم وعملوا الصالحات اي كانوا ممن يقدم على افعال الخير تجيبون لاوامر الله ورسوله واربط ذلك بقوله انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا - 00:16:02
ما جزاؤهم؟ وما الذي وعدهم الله به؟ وعدهم الله بثلاثة امور عظيمة اولها ان يستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم. اي ان يجعلهم يخلفون من سبقهم في هذه - 00:16:28
الارض فيكون لهم الامر والنهي ويكون لهم التصرف والملك وهذا فضل من الله جل وعلا فيجعلهم يخلفون ويأتون بعد من كان له الامر والنهي في الارض ليستخلفن انهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم. واما ما وعدهم به ثانيا في قوله وليمكنن - 00:16:48
لهم دينهم الذي ارتضى لهم. اي انه سيجعلهم يتمكنون من الالتزام بدين الله عز وجل وسيكون دينهم ممكنا في الارض بحيث يكون له الغلبة وله المكانة ثم قال في البشارة الثالثة وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا اي يغير ما يكون عندهم من - 00:17:18
اقتراب القلوب بسبب مخافة تسلط الاعداء. وبسبب ما قد يكون من السراق ونحوهم الى ان يكون هناك امن وارف بين الناس. تطمئن به قلوبهم ويسلمون في قاصدهم فتسلم دماؤهم وتسلم اموالهم وتسلم جميع احوالهم. وهذا فظل - 00:17:49
بالعزة والجلال هؤلاء المؤمنين الذين يعملون الصالحات والناظر في التاريخ يجد شواهد ذلك كثيرة متعددة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الاجلاء رضوان الله عليهم لما التزموا بشرعه وساروا على طريقة دينه - 00:18:19
بدل الله احوالهم وتغيرت امورهم ويذكرني هذا بما ورد في حديث عدي ابن ات من رضي الله عنه انه قال له النبي صلى الله عليه وسلم والله ليتمن هذا الامر حتى - 00:18:46
اخرج الظعينة منه حتى تخرج الظعينة يعني المرأة التي ليس لها وال من المدينة الى البصرة لا تخاف الا الله والذئب على غنمها. فقال عدي في نفسه اين ذعار طي - 00:19:06
اي من اشتهروا منهم بالسرقة واخذ الاموال قال عدي فما هي الا سنوات حتى رأيت ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدل الله احوال جزيرة العرب فانقلبت من الخوف الى الامن اطمأن الناس وتغيرت احوالهم وامنوا - 00:19:26
وفي هذا فضيلة الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان لفإنهم قد استقرت قالوا في زمانهم وامن الناس على انفسهم ودمائهم وعلى اموالهم وهكذا نجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ عندما تعود الامة الى دينها وتستجيب لكلام ربها - 00:19:53
وتطيع نبيها صلى الله عليه وسلم يورثهم الله الخيرات ويجعل لهم الامن يمكنهم في الارض بفضل رب العزة والجلال. واخر ذلك ما شهدناه في هذه البلاد عندما مكن الله جل وعلا ولاتها من ال سعود بارك الله فيهم. لما عادوا الى شرعه - 00:20:23
راية دين الله فكانت رايتهم لا اله الا الله محمد رسول الله. وكان من شأن من يحكموا شرع الله وان يقدروا علماء الشريعة وان يستجيبوا لما يرد عنهم مما ينقلونه من - 00:20:52
احكام الله عز وجل واحكام رسوله صلى الله عليه وسلم. مكنهم الله في الارض وجعل لهم المنزلة والمكانة فهم فهم مع كثرة من يكيدهم ويحاول ان يمكر بهم الا ان الله عز وجل ينصرهم ويجعل العاقبة الحميدة لهم. بارك الله فيهم وجعلهم الله ممن يستمر على - 00:21:12
اهذا النهج بتقديم طاعة الله وطاعة رسوله؟ على اهواء الناس ورغباتهم. قال جل وعلا ذاكرا شرط هذا الوعد يعبدونني اي يقومون بصرف العبادة لله وحده و يقومون بفرائض دينهم عبودية لله عز وجل لا يشركون بي شيئا اي لا يصرف - 00:21:42
شيئا مما لله الى غيره. فالعبادة حق لله وحده. فيوقنون بان المتصرف ففي الكون هو الله ويوقنون بان من كان الله معه فلن يقف احد في وجهه ويؤمنون بان العبادة حق لله وحده لا تصرف لاحد سواها - 00:22:12
لو قدر ان طائفة عبدوا الله وامنوا وعملوا الصالحات فمكنوا منها به الخيرات المذكورة في هذه الايات. لكنهم بعد ان جاءهم الخير وتمكنوا مما في الارض بدلوا شأنهم وغيروا احوالهم فانهم حينئذ لا يأمنون ان تنزل بهم العقوبات لانهم - 00:22:37
بهذا الفسق لانهم بهذا الفسق يخشى ان تنزل عليهم العقوبة وان يعاقبوا في دنياهم مع ما ننتظرهم من العقاب في الاخرة. كما قال الله جل وعلا في كتابه العزيز. كما قال الله - 00:23:08
وعلا في كتابه العزيز وظرب الله وظرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة فيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون - 00:23:30
ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. وكما قال تعالى واذا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا - 00:23:50
ثم قال تعالى مذكرا بصفات اهل الايمان الذين تتحقق فيهم الذين تتحقق فيهم مواعيد الله السابقة. فقال واقيموا الصلاة اي ليكن من شأنكم ان تؤدوا الصلاة كجماعة اركانها وشروطها وبواجباتها وتؤدواها جماعة - 00:24:18
وهكذا من شأنهم ان يؤتوا الزكاة فيعطوا جزءا من اموالهم للفقراء ومن الله تعالى واطيعوا الرسول اي قدموا طاعة الرسول على اهوائكم واستجيبوا لما يأمر يأمركم به واتركوا ما ينهاكم عنه. فحينئذ سيكون هذا من اسباب نزول رحمة الله بكم - 00:24:46
وزوال ما يكون من العذاب بكم. فاذا اردتم ان ان يرحمكم الله وان يزيل ما اللحق بكم من العذاب بسبب الفسق. فعليكم حينئذ بهذه الصفات اقامة الصلاة جماعة وايتاء الزكاة - 00:25:16
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع تقديمها على رغبات النفوس واهوائها. ثم فقال تعالى لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض. اي يا قارئ القرآن لا تظن ولا يدر في خلدك ولا تعتقد ان هؤلاء الكفار الذين اوتوا شيئا من الدنيا سيتمكن - 00:25:36
نون من معاجزة الله جل وعلا في الارض. بحيث لا يتمكن الله من انزال العقوبة بهم. فان الله جل وعلا متى اراد ان ينزل بهم العقوبة انزلها ولكنه ولكنه يجعل للعقوبات اوقاتا ومواسم ومن فاتته عقوبة الدنيا لم تفته - 00:26:06
ذو عقوبة الاخرة فهؤلاء وان اعجبت بهم في مجال من مجالات الدنيا لكنهم يتعذبون في مجالات اخرى. فانه وان وجد عندهم مال فلا يدل هذا على ان نفوسهم هانئة مطمئنة وعندنا عقوبة اشد الا وهي عقوبة الاخرة التي - 00:26:32
يبقون فيها ابد الاباد. ولذا قال ومأواهم النار اي الموطن الذي يأوون اليه ويستمرون فيه هو نار جهنم تلك النار العظيمة التي تحرق الابدان وتبدل الجلود من اجل ان يذوقوا - 00:27:02
العذاب ولبئس المصير. اي ان مآلهم ومصيرهم ومرجعهم ذاك مرجع بئيس اه بئيس غير مرضي ولا مقبول عند اصحاب العقلاء عند اصحاب العقل. ففي هذه الايات من من الفوائد ان الايمان يزيد وينقص - 00:27:22
وان معيار الايمان هو الاستجابة لله جل وعلا. ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان شأن المؤمن ان يقدم طاعة الله عز وجل على رغبة نفسه وهواه. وفي هذه الاية - 00:27:50
ان الفلاح والفوز في الدنيا والاخرة يكون بالعمل بالكتاب والسنة وتحكيمهما وتقديم على رغبات النفوس. وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يخاف من الله. ومن عقوبته فمن لم يخف من الله فحينئذ سيفوته الفوز. وفي هذه الايات ان شأن اهل النفاق ان - 00:28:10
المؤمنين بالاستجابة لله كأنهم بذلك يتفضلون على المؤمنين في هذه المواعيد حينئذ يخبرون بان طاعة العبد لمصلحته هو ولن يتضرر الطائع بعدم طاعة وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ولا يحسن ان ان يقسم بفعل - 00:28:40
ولا ان يلتزم بها وانما يفعلها بدون نذر ولا قسم حتى يكون هذا من المعروفة وفي هذه الايات وجوب تقديم طاعة الله وطاعة رسوله وتحكيم الكتاب والسنة على رغبات النفوس. وفي هذه الايات الوعد الصادق من الله جل وعلا لاهل الايمان والعمل الصالح - 00:29:10
ان يجعلهم يملكون في الارض ويستخلفون فيها يؤتون من مواردها وامكاناتها. وفي هذا هذه الايات ان اهل الايمان يمكنون في الارض ويتمكنون من اقامة دينهم. وفي هذه الايات انه بمقدار ما يكون عند العبد من الايمان والعمل الصالح يعطيه الله عز وجل الامن و - 00:29:40
هذا الوعد الذي في هذه الاية وعد موجه للعموم بمعنى ان هذه الاحكام وهذه المواعيد تكون للجماعة المؤمنة عندما يلتزمون بدين الله عز وجل. وفي هذه الايات ان التوحيد هو اساس العز دنيا واخرة. وان من وان من اراد سعادة الدنيا والاخرة. فعليه بتوحيد رب - 00:30:10
العزة والجلال في عبد الله بدون ان يكون عنده شرك في افعاله ولا في اعتقاداته. وفي هذه الايات تحذير اهل الايمان الذين اتاهم الله عز وجل خيرات الدنيا من ان - 00:30:40
اتركوا طريقتهم التي كانوا عليها. وتحذيرهم بان الله سيسلبهم نعمه متى تركوا طريقته وفي هذه الايات بيان الاسباب التي تؤدي الى رحمة رب العزة والجلال حتى من اولئك كالذين خالفوا اه خالفوا منهج الله بعد ان اتاهم الدنيا بسبب تمسكهم بشرعه - 00:31:00
هذا المنهج يقوم على ثلاثة اشياء اولها اقامة الصلاة بحيث تكون شعيرة ظاهرة وثانيها ايتاء الزكاة وثالثها طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات من الفوائد اثبات ان رحمة الله - 00:31:30
جل وعلا لها اسباب من فعل العباد وفي هذه الايات ان بهارج الدنيا التي عند غير المسلمين. لا تعني انهم قد فازوا او سعدوا في الدنيا والاخرة. ولا تعني انهم يعاجزون الله ويفوتونه بحيث لا - 00:31:50
لا يتمكن منهم فالله قادر عليهم ولكن له حكم ولكن له سبحانه حكم يريد ان تتحقق في العبادة. فكما قال تعالى ولو شاء الله لانتصر منهم ولو شاء الله لن - 00:32:15
منهم ولكن له حكم في عباده. وحينئذ نعلم او حينئذ لا نغتر بما عند هؤلاء الكفار من انواع خيرات الدنيا فانما اتاهم الله اياها من اجل ان يقيم الحجة عليهم - 00:32:35
والله جل وعلا ناصر نبيه وناصر الانبياء واولياءه متى قاموا بشرعه كما قال تعالى ينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:32:58
توامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور. بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم وجعل الله العاقبة الحميدة لكم في الدارين. كما اسأله سبحانه ان يجعلنا من اهل الايمان - 00:33:18
يستجيبون لله ولرسوله ويقدمون ما في الكتاب والسنة على رغبات نفوسهم واهوائها بفظله فهو ارحم الراحمين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:33:38
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. وبعد فهذا - 00:00:00
اهو الدرس السابع من دروس تفسير سورة النور لعلنا ان شاء الله ان نبتدأه بقراءة ايات من هذه السورة يتفضل بها الاخ عبد الفتاح فليتفضل مشكورا الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون - 00:00:17
ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقذف اولئك. فاولئك هم الفاح فازا واقسموا بالله جهد ايمانهم لان امرتهم ليخرجن. قل لا تقسموا طاعة معروفة ان الله خبير بما تعملون. قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول - 00:00:52
ان تولوا فانما عليهما حمل وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه اهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات لا يستخلفنهم لا يستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم - 00:01:22
ان لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. لا تحسبن الذين - 00:01:52
معجزين في الارض ومأواهم النار ولبئس المصير يذكر الله جل وعلا هنا شأن المؤمنين في الاستجابة لما يرد اليهم من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فبعد ان ذكر حال اهل النفاق - 00:02:22
وانكم انما يعملون باهوائهم. فان وافق ما صدر عن الله وعن رسوله صلى الله عليه رغباتهم اسرعوا اليه وقبلوه وان لم يوافق اهواءهم فانهم حينئذ يعرضون عنه ولن يقبلوه ومن ثم كان المعيار الحقيقي عندهم هو ما تهواه نفوسهم. وان استدلوا بايات فاستدلوا - 00:02:47
بها لانها توافق واهواهم. لا لان ما يرد عن الله يقدمونه على كل شيء يقابل هؤلاء اهل الايمان ولذا قال جل وعلا في وصفهم انما لبيان انهم ينحصر شأنهم في الاستجابة - 00:03:21
لله ولرسوله وتصديق ما ورد عنهما وعدم التردد او الاعراظ عنهما بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يزن ايمانه فعليه ان ينظر ما مدى استجابة لما يرد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى انما كان قول - 00:03:45
المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. اي ان شأنه هم انهم يستجيبون ما يرد عن الله وعن رسوله فيسمعون اوامرهم بمعنى انهم ينفذونها. ويقومون بها - 00:04:15
ويطيعون اوامرهما ويستجيبون لحكمهما بدون تردد. وحينئذ فنون من اهل الفلاح فبمقدار ما يكون عندك من الاستجابة لامر الله ولرسوله يكون عندك الفلاح في الدنيا والاخرة. ولذا قال واولئك هم المفلحون. بمعنى انه لا يوجد مفلح - 00:04:39
سواهم وقد عمم الحكم ليشمل الفلاح في الدنيا والاخرة والفلاح هو الفوز الدائم الذي لا انقطاع له ثم ذكر الله جل وعلا قاعدة في هذا الباب فقال ومن يطع الله ورسوله ان يستجيبوا لاوامرهما وينفذ ما يرد عنهما - 00:05:09
لحكمهما ويخشى الله اي يكون عنده خوف من الله مبني على علم به صفاته بحيث شاهدوا سننه في الكون اجتمعوا لمواعظه وعلموا انه مطلع عليهم. قادر عليهم. وانهم اغنياء وانهم فقراء وهو الغني وانه لو شاء لاذهبهم وانهم عما قريب سيكونون بين يديه - 00:05:39
ليحاسبهم ومن ثم فهم يخافون منه جل وعلا. نتيجة ان عندهم شيء من مخالفة او نتيجة ما لديهم من التقصير ويتقيه اي يكون من اهل التقوى. والتقوى خصلة ومعنى قلبي يؤثر على الاعمال - 00:06:14
ابدان من كان من اهل هذه الصفات الثلاث طاعة الله ورسوله وخشية الله وحده وتقواه سبحانه وحده بحيث يقدم على فعل المأمورات وترك المنهيات من كان كذلك فاولى اولئك هم الفائزون اي هم من يفوز بخيري الدنيا والاخرة وحدهم - 00:06:39
ثم ذكر الله جل وعلا شأن المنافقين ففي الاية السابقة رد على اهل النفاق بانكم لستم من اهل الايمان اذ لو كنتم من اهل الايمان انا شأنكم ان تقابلوا ما يرد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة - 00:07:10
ثم قال عن اهل النفاق واقسموا بالله جهد ايمانهم اي حلفوا حلفا غليظا ويمينا مشددة على اقصى درجات اليمين التي يتمكنون من ان يحلفوا بها. بماذا حلفوا؟ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن يسير على طريقته في تولي امر الهداية والتقوى - 00:07:36
واو الايمان لان امرتهم اي اذا طلبت منهم فعلا لا فانهم سيستجيبون له ومن ذلك انهم قالوا لو طلبتنا للجهاد بانفسنا واموالنا فاننا سنخرج تمتثل اوامرك وهكذا لو طلبت منا ان نستمع لله عز وجل ونقوم - 00:08:06
بامره فاننا حينئذ سنخرج عن اهواءنا ورغباتنا الى طاعتك رأس طاعة الله عز وجل فرد الله عز وجل عليهم فقال لا تقسموا يعني يعني اننا نعلم بحالكم ونعلم انكم لن تفعلوا ما وعدتم به - 00:08:36
وبعض اهل العلم قالوا بان المراد بذلك تأنيبهم فيما حصل منهم سابقا وبعضهم قال بل المراد انهم التزموا ووعدوا بالالتزام فيما يستقبل ولا يمتنع ان يكون الجميع مرادا. رد الله عليهم قال لا تقسموا اي نحن نعلم بحالكم وان - 00:09:03
ان هذا القسم الذي اقدمتم عليه انما هو كلام باللسان. ولكنكم لن تمتثلوه وانما انتم عند رأيكم وعند رغباتكم وبالتالي نحن نعرف من يكون له طاعة صحيحة ومن ليس كذلك - 00:09:33
ولذا قال طاعة معروفة اي من كان يطيع فانه لا يحتاج الى ان يتعهد وان يقسم لان من شأنه ان يبادر للامتثال وانتم طريقتكم معروفة فانكم انما يستجيبون اذا كانت الاوامر الالهية والنبوية تتوافق مع رغباتكم واهوائكم وما تتطلعون اليه - 00:09:55
وحينئذ ذكرهم بان الله خبير باعمالهم. لا يخفى عليه شيء من هذه الاعمال بل اطلعوا على دقائقها واسرارها مهما كانت تلك الاعمال في الخفاء ثم امرهم امرا جازما بطاعة الله وطاعة رسوله بحيث تكون الطاعة في جميع الاحوال - 00:10:25
قال سواء حال موافقة الاوامر لاهوائهم او في حال مخالفتها لرغباتهم وما يتطلعون اليه. ولذا قال قل يعني يا ايها الرسول قل لهؤلاء المنافقين ويا قارئ القرآن قل لمن سار على طريقة اهل النفاق - 00:10:55
بتحكيم بتحكيم هواه ورغبته على ما يرد عن الله جل وعلا وعن رسوله قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان هذا هو الواجب عليكم بان تلتزموا باوامر الله وتنفذوها وتبادروا الى تصديقها والى العمل بها. وفي هذا - 00:11:22
اعمال بكتاب الله عز وجل؟ وعمل بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان كان من شأنكم عدم الاستجابة لذلك بحيث لا تأخذون من كلام الله ورسوله واوامره بهما الا ما يتوافق مع مع اهوائكم. فحينئذ لن تظروا احدا. ولن تظروا رسول الله - 00:11:51
صلى الله عليه وسلم ولن تضروا اهل الايمان فانهم قد قاموا بما يجب عليهم من مسؤوليات وبالتالي لن يتضرر احد سواكم. فانما عليه فان تولوا اي فان اعرظتم ولم تجعلوا - 00:12:19
اوامر الله ورسوله هي المعيار في اعمالكم بل جعلتم ذلك الى اهوائكم ورغباتكم فحين اذ اعلموا بان عليهما حمل اي ان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤولية الدعوة والبلاغ وقد قام بها وانتم عليكم مسؤولية الاستجابة والعمل والطاعة - 00:12:39
وبالتالي اذا لم تقوموا بها فانه ستكون عليكم العقوبة التي تتناسب مع افعال وان تطيعوه تهتدوا. اي اذا كان من شأنكم طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فحينئذ سيكون من شأنكم الهداية والوصول للحق وسيكون من - 00:13:09
تانيكم ان تكونوا على افضل الاحوال واحسنها وحينئذ قال وما على الرسول الا البلاغ المبين. اي مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومهمة اتباعه من دعاة والعلماء ان يبلغوا الشرع وان يوصلوه الى الناس بشكل واضح وبكلام مفهوم - 00:13:39
اما اجبار الناس على الدخول في دين الله او اجبارهم على العمل بشرع الله فليس هذا شأن الدعاة الى الله جل وعلا. وانما شأنهم البلاغ المبين ولا يعني هذا ان يلزم الناس بعدم اظهار المنكرات خصوصا اذا كان هناك - 00:14:08
بولاية كالاب في بيته وكالاستاذ في فصله وكاصاحب الولاية في هل لامره ونهيه فانهم انما انما فانهم مأمورون بكف الناس عن ان يظهر ويشهر معصية الله جل وعلا. واما ما بطن بين الانسان وبين ربه سبحانه وتعالى - 00:14:37
فمسئولية كل انسان على نفسه ولما ذكر الله شأن المؤمنين بين انهم يقدمون طاعة الله وطاعة على اهوائهم وبالتالي يكونون مفلحين ويكونون فائزين. ذكر ما وعدهم الله جل وعلا به - 00:15:07
من المواعيد العظيمة التي التي يتفضل الله عز وجل بها عليهم. وفي بهذا اشعار بان من خالف طريقة المؤمنين فانه لن يعطى من فضل الله عز وجل المذكور ها هنا فقال سبحانه وعد الله اي ان الله التزم بفظله واحسانه واوجب على نفسه - 00:15:32
ان يجعل للذين امنوا منكم وعملوا الصالحات اي كانوا ممن يقدم على افعال الخير تجيبون لاوامر الله ورسوله واربط ذلك بقوله انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا - 00:16:02
ما جزاؤهم؟ وما الذي وعدهم الله به؟ وعدهم الله بثلاثة امور عظيمة اولها ان يستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم. اي ان يجعلهم يخلفون من سبقهم في هذه - 00:16:28
الارض فيكون لهم الامر والنهي ويكون لهم التصرف والملك وهذا فضل من الله جل وعلا فيجعلهم يخلفون ويأتون بعد من كان له الامر والنهي في الارض ليستخلفن انهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم. واما ما وعدهم به ثانيا في قوله وليمكنن - 00:16:48
لهم دينهم الذي ارتضى لهم. اي انه سيجعلهم يتمكنون من الالتزام بدين الله عز وجل وسيكون دينهم ممكنا في الارض بحيث يكون له الغلبة وله المكانة ثم قال في البشارة الثالثة وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا اي يغير ما يكون عندهم من - 00:17:18
اقتراب القلوب بسبب مخافة تسلط الاعداء. وبسبب ما قد يكون من السراق ونحوهم الى ان يكون هناك امن وارف بين الناس. تطمئن به قلوبهم ويسلمون في قاصدهم فتسلم دماؤهم وتسلم اموالهم وتسلم جميع احوالهم. وهذا فظل - 00:17:49
بالعزة والجلال هؤلاء المؤمنين الذين يعملون الصالحات والناظر في التاريخ يجد شواهد ذلك كثيرة متعددة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الاجلاء رضوان الله عليهم لما التزموا بشرعه وساروا على طريقة دينه - 00:18:19
بدل الله احوالهم وتغيرت امورهم ويذكرني هذا بما ورد في حديث عدي ابن ات من رضي الله عنه انه قال له النبي صلى الله عليه وسلم والله ليتمن هذا الامر حتى - 00:18:46
اخرج الظعينة منه حتى تخرج الظعينة يعني المرأة التي ليس لها وال من المدينة الى البصرة لا تخاف الا الله والذئب على غنمها. فقال عدي في نفسه اين ذعار طي - 00:19:06
اي من اشتهروا منهم بالسرقة واخذ الاموال قال عدي فما هي الا سنوات حتى رأيت ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدل الله احوال جزيرة العرب فانقلبت من الخوف الى الامن اطمأن الناس وتغيرت احوالهم وامنوا - 00:19:26
وفي هذا فضيلة الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان لفإنهم قد استقرت قالوا في زمانهم وامن الناس على انفسهم ودمائهم وعلى اموالهم وهكذا نجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ عندما تعود الامة الى دينها وتستجيب لكلام ربها - 00:19:53
وتطيع نبيها صلى الله عليه وسلم يورثهم الله الخيرات ويجعل لهم الامن يمكنهم في الارض بفضل رب العزة والجلال. واخر ذلك ما شهدناه في هذه البلاد عندما مكن الله جل وعلا ولاتها من ال سعود بارك الله فيهم. لما عادوا الى شرعه - 00:20:23
راية دين الله فكانت رايتهم لا اله الا الله محمد رسول الله. وكان من شأن من يحكموا شرع الله وان يقدروا علماء الشريعة وان يستجيبوا لما يرد عنهم مما ينقلونه من - 00:20:52
احكام الله عز وجل واحكام رسوله صلى الله عليه وسلم. مكنهم الله في الارض وجعل لهم المنزلة والمكانة فهم فهم مع كثرة من يكيدهم ويحاول ان يمكر بهم الا ان الله عز وجل ينصرهم ويجعل العاقبة الحميدة لهم. بارك الله فيهم وجعلهم الله ممن يستمر على - 00:21:12
اهذا النهج بتقديم طاعة الله وطاعة رسوله؟ على اهواء الناس ورغباتهم. قال جل وعلا ذاكرا شرط هذا الوعد يعبدونني اي يقومون بصرف العبادة لله وحده و يقومون بفرائض دينهم عبودية لله عز وجل لا يشركون بي شيئا اي لا يصرف - 00:21:42
شيئا مما لله الى غيره. فالعبادة حق لله وحده. فيوقنون بان المتصرف ففي الكون هو الله ويوقنون بان من كان الله معه فلن يقف احد في وجهه ويؤمنون بان العبادة حق لله وحده لا تصرف لاحد سواها - 00:22:12
لو قدر ان طائفة عبدوا الله وامنوا وعملوا الصالحات فمكنوا منها به الخيرات المذكورة في هذه الايات. لكنهم بعد ان جاءهم الخير وتمكنوا مما في الارض بدلوا شأنهم وغيروا احوالهم فانهم حينئذ لا يأمنون ان تنزل بهم العقوبات لانهم - 00:22:37
بهذا الفسق لانهم بهذا الفسق يخشى ان تنزل عليهم العقوبة وان يعاقبوا في دنياهم مع ما ننتظرهم من العقاب في الاخرة. كما قال الله جل وعلا في كتابه العزيز. كما قال الله - 00:23:08
وعلا في كتابه العزيز وظرب الله وظرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة فيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون - 00:23:30
ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. وكما قال تعالى واذا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا - 00:23:50
ثم قال تعالى مذكرا بصفات اهل الايمان الذين تتحقق فيهم الذين تتحقق فيهم مواعيد الله السابقة. فقال واقيموا الصلاة اي ليكن من شأنكم ان تؤدوا الصلاة كجماعة اركانها وشروطها وبواجباتها وتؤدواها جماعة - 00:24:18
وهكذا من شأنهم ان يؤتوا الزكاة فيعطوا جزءا من اموالهم للفقراء ومن الله تعالى واطيعوا الرسول اي قدموا طاعة الرسول على اهوائكم واستجيبوا لما يأمر يأمركم به واتركوا ما ينهاكم عنه. فحينئذ سيكون هذا من اسباب نزول رحمة الله بكم - 00:24:46
وزوال ما يكون من العذاب بكم. فاذا اردتم ان ان يرحمكم الله وان يزيل ما اللحق بكم من العذاب بسبب الفسق. فعليكم حينئذ بهذه الصفات اقامة الصلاة جماعة وايتاء الزكاة - 00:25:16
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مع تقديمها على رغبات النفوس واهوائها. ثم فقال تعالى لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض. اي يا قارئ القرآن لا تظن ولا يدر في خلدك ولا تعتقد ان هؤلاء الكفار الذين اوتوا شيئا من الدنيا سيتمكن - 00:25:36
نون من معاجزة الله جل وعلا في الارض. بحيث لا يتمكن الله من انزال العقوبة بهم. فان الله جل وعلا متى اراد ان ينزل بهم العقوبة انزلها ولكنه ولكنه يجعل للعقوبات اوقاتا ومواسم ومن فاتته عقوبة الدنيا لم تفته - 00:26:06
ذو عقوبة الاخرة فهؤلاء وان اعجبت بهم في مجال من مجالات الدنيا لكنهم يتعذبون في مجالات اخرى. فانه وان وجد عندهم مال فلا يدل هذا على ان نفوسهم هانئة مطمئنة وعندنا عقوبة اشد الا وهي عقوبة الاخرة التي - 00:26:32
يبقون فيها ابد الاباد. ولذا قال ومأواهم النار اي الموطن الذي يأوون اليه ويستمرون فيه هو نار جهنم تلك النار العظيمة التي تحرق الابدان وتبدل الجلود من اجل ان يذوقوا - 00:27:02
العذاب ولبئس المصير. اي ان مآلهم ومصيرهم ومرجعهم ذاك مرجع بئيس اه بئيس غير مرضي ولا مقبول عند اصحاب العقلاء عند اصحاب العقل. ففي هذه الايات من من الفوائد ان الايمان يزيد وينقص - 00:27:22
وان معيار الايمان هو الاستجابة لله جل وعلا. ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات ان شأن المؤمن ان يقدم طاعة الله عز وجل على رغبة نفسه وهواه. وفي هذه الاية - 00:27:50
ان الفلاح والفوز في الدنيا والاخرة يكون بالعمل بالكتاب والسنة وتحكيمهما وتقديم على رغبات النفوس. وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يخاف من الله. ومن عقوبته فمن لم يخف من الله فحينئذ سيفوته الفوز. وفي هذه الايات ان شأن اهل النفاق ان - 00:28:10
المؤمنين بالاستجابة لله كأنهم بذلك يتفضلون على المؤمنين في هذه المواعيد حينئذ يخبرون بان طاعة العبد لمصلحته هو ولن يتضرر الطائع بعدم طاعة وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ولا يحسن ان ان يقسم بفعل - 00:28:40
ولا ان يلتزم بها وانما يفعلها بدون نذر ولا قسم حتى يكون هذا من المعروفة وفي هذه الايات وجوب تقديم طاعة الله وطاعة رسوله وتحكيم الكتاب والسنة على رغبات النفوس. وفي هذه الايات الوعد الصادق من الله جل وعلا لاهل الايمان والعمل الصالح - 00:29:10
ان يجعلهم يملكون في الارض ويستخلفون فيها يؤتون من مواردها وامكاناتها. وفي هذا هذه الايات ان اهل الايمان يمكنون في الارض ويتمكنون من اقامة دينهم. وفي هذه الايات انه بمقدار ما يكون عند العبد من الايمان والعمل الصالح يعطيه الله عز وجل الامن و - 00:29:40
هذا الوعد الذي في هذه الاية وعد موجه للعموم بمعنى ان هذه الاحكام وهذه المواعيد تكون للجماعة المؤمنة عندما يلتزمون بدين الله عز وجل. وفي هذه الايات ان التوحيد هو اساس العز دنيا واخرة. وان من وان من اراد سعادة الدنيا والاخرة. فعليه بتوحيد رب - 00:30:10
العزة والجلال في عبد الله بدون ان يكون عنده شرك في افعاله ولا في اعتقاداته. وفي هذه الايات تحذير اهل الايمان الذين اتاهم الله عز وجل خيرات الدنيا من ان - 00:30:40
اتركوا طريقتهم التي كانوا عليها. وتحذيرهم بان الله سيسلبهم نعمه متى تركوا طريقته وفي هذه الايات بيان الاسباب التي تؤدي الى رحمة رب العزة والجلال حتى من اولئك كالذين خالفوا اه خالفوا منهج الله بعد ان اتاهم الدنيا بسبب تمسكهم بشرعه - 00:31:00
هذا المنهج يقوم على ثلاثة اشياء اولها اقامة الصلاة بحيث تكون شعيرة ظاهرة وثانيها ايتاء الزكاة وثالثها طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الايات من الفوائد اثبات ان رحمة الله - 00:31:30
جل وعلا لها اسباب من فعل العباد وفي هذه الايات ان بهارج الدنيا التي عند غير المسلمين. لا تعني انهم قد فازوا او سعدوا في الدنيا والاخرة. ولا تعني انهم يعاجزون الله ويفوتونه بحيث لا - 00:31:50
لا يتمكن منهم فالله قادر عليهم ولكن له حكم ولكن له سبحانه حكم يريد ان تتحقق في العبادة. فكما قال تعالى ولو شاء الله لانتصر منهم ولو شاء الله لن - 00:32:15
منهم ولكن له حكم في عباده. وحينئذ نعلم او حينئذ لا نغتر بما عند هؤلاء الكفار من انواع خيرات الدنيا فانما اتاهم الله اياها من اجل ان يقيم الحجة عليهم - 00:32:35
والله جل وعلا ناصر نبيه وناصر الانبياء واولياءه متى قاموا بشرعه كما قال تعالى ينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:32:58
توامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور. بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم وجعل الله العاقبة الحميدة لكم في الدارين. كما اسأله سبحانه ان يجعلنا من اهل الايمان - 00:33:18
يستجيبون لله ولرسوله ويقدمون ما في الكتاب والسنة على رغبات نفوسهم واهوائها بفظله فهو ارحم الراحمين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:33:38