بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما مزيدا يوم الدين اما بعد. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. رب يسر واعن. والحمد لله وحده - 00:00:00
حسبنا الله ونعم الوكيل. قال الشيخ الامام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين ابو محمد عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور بري المقدسي رحمه الله تعالى الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والاسماء - 00:00:33
المنزه عن الاشباه والنظراء الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء. وصلى الله على الهادي للمحجة البيضاء والشريعة الغراء. محمد سيد المرسلين والانبياء - 00:00:53
وعلى اله وصحبه الطاهرين الاتقياء. صلاة دائمة الى يوم اللقاء. الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى - 00:01:13
على اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو اول مجالس في قراءة هذا السفر المبارك الموسوم بالاقتصاد في الاعتقاد في بداية هذا المجلس ارحب بالاخوان في هذه الدورة المباركة التي نسأل الله تعالى - 00:01:33
ان ينفع بها المتكلم والسامع وان يجعلها في موازين الاعمال. والعلم اشرف ما يشتغل به الانسان فان انه سبيل الوصول الى الله تعالى وهو الطريق الموصل الى الجنة. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به - 00:01:57
طريقا الى الجنة فنحن نتعلم هذا العلم نرجو ثواب الله تعالى. ونرجو حسن العقبى منه بالفوز بالجنان. و موضوع هذا الكتاب هو مسائل الاعتقاد وبيان ما هو عقد اهل السنة - 00:02:17
والجماعة في ابواب الاعتقاد المتنوعة. فان هذا الكتاب كتاب الاقتصاد في الاعتقاد او عقيدة عبد الغني المقدسي كتاب مختصر وهو من الكتب التي احتوت جملا في العقيدة فيما يتعلق بالايمان - 00:02:37
بالله تعالى والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقضاء والقدر وآآ المؤلف رحمه الله ضمن هذا الكتاب مسائل منثورة ابتدأها فيما يتعلق بالايمان بالله تعالى. في اول ما بدأ رحمه الله لان الايمان بالله تعالى اصل الايمان - 00:03:00
كله وهو الاس الذي يبنى عليه بقية الاصول وبقية الاركان فالايمان بالله تعالى اصل الايمان الذي لا يتم لاحد سعادة في الدنيا ولا جهة في الاخرة الا به فالايمان بالله تعالى هو الاصل ولذلك ذكر رحمه الله في هذه الرسالة المباركة ما يتعلق بهذا الاصل في - 00:03:29
اول كتابته وتأليفه وهذا الكتاب موسوم بالاقتصاد في الاعتقاد وله اسم اخر اشهر من هذا الاسم وهو عقيدة عبد الغني المقدسي. فالكتابان كتاب واحد فمن المحققين من سمى الكتاب بعقيدة عبد الغني - 00:03:55
المقدسي كما هو الظاهر من مخطوطات هذا الكتاب فان مخطوطات هذا الكتاب عنونت هذه الرسالة هذا العنوان ففي قضاة التي ذكرها او اعتمدها المحقق الدكتور احمد الغامدي فيها هذه عقيدة الشيخ الحافظ تقي الدين - 00:04:17
ابي محمد عبد الغني ابن عبد الواحد ابن علي المقدسي. وقد طبع هذا الكتاب بهذا الاسم طبع عدة مرات بهذا الاسم الا ان المحقق دكتور احمد اجتهد في تسمية هذا الكتاب بالاقتصاد في الاعتقاد - 00:04:40
بناء على ان للمؤلف اللي هو الشيخ عبد الغني المقدسي كتاب في الاعتقاد اسمه الاقتصاد في الاعتقاد فنزل هذا الاسم على هذا الكتاب. والواقع ان فيما يظهر ان هذا الاسم لا يقع على هذا الكتاب - 00:04:58
فان الاقتصاد في الاعتقاد وصف بانه كتاب كبير وسفر جليل في مسائل العقيدة وهذا الكتاب ليس موصوفا بهذا الوصف بل هو عقيدة مختصرة ذكر فيها المؤلف رحمه الله جبلا من المسائل الاعتقادية فيما ذكرنا قبل قليل من ابواب الايمان. في هذه التسمية نوع تجوز - 00:05:18
اي تنزيل اسم اي كتاب الاقتصاد في الاعتقاد ليس له ما يسنده انما هذا هو كتاب عقيدة عبدالغني المقدسي رحمه الله. ولذلك طبع عدة طبعات بهذا الاسم. وعلى كل سواء كان - 00:05:40
ما ذكره المؤلف رحمه الله مطابقا للواقع من ان هذا هو كتاب الاقتصاد اولى فهذا الكتاب هو من المختصرات في متون العقيدة وهو من المختصرات المتقدمة لان مؤلفه رحمه الله من علماء القرن السادس الهجري - 00:05:57
يظهر ان المؤلف رحمه الله اراد فيه تقرير مسائل كثر فيها الاشكال وهذا هو ديدن وعمل اهل العلم فيما يكتبون من من كتب العقيدة. لا يؤلفون تأليفا مبتدأ من قبل انفسهم - 00:06:13
تقرير مسائل مرسلة انما في الغالب تأليفاتهم هي جواب لاشكالات. وحل لمعضلات وتفنيد لشبهات. ولذلك كان هذا الكتاب قد ذكر مسائل مما يكثر فيه الاشكال. ويقع فيه التشبيه من المخالفين لطريق اهله - 00:06:33
السنة والجماعة الكتاب كما عنونه محققه هو كتاب الاقتصاد في الاعتقاد والاقتصاد في لسان العرب مأخوذ من القصد وهو الاعتدال والتوسط. فالاقتصاد في الشيء هو الاعتدال فيه والاعتدال يتحقق بامرين - 00:06:53
الامر الاول عدم الغلو والامر الثاني عدم المجاوزة فلا يمكن ان يتحقق الاقتصاد في امر من الامور سواء كان امرا دينيا او امرا دنيويا الا بالسلامة من هاتين الافتين وهما افة الافراط - 00:07:17
او التفريط ولذلك يطلق الاقتصاد في العمل ويطلق الاقتصاد في الاعتقاد ويطلق الاقتصاد في المعاش ويطلق الاقتصاد في سائر الشأن فقوله رحمه الله الاقتصاد في الاعتقاد اي المنهج القويم الذي يسلم من الغلو والمجاوزة - 00:07:38
من الافراط والتفريط وهو بهذا يشير الى طريق اهل السنة والجماعة ومنهجهم القويم في مسلكهم في الايمان على اختلاف ابوابه وتنوع وتنوع مسائله انهم اهل استقامة وتوسط فليس عندهم غلو ولا عندهم - 00:07:58
مجاوزة ليس عندهم افراط ولا عندهم تفريط بل هم اهل قصد والاقتصاد مدحه الله تعالى في كتابه وامر به. ففي المشي قال واقصد في مشيك اي اعتدل وقال في بني اسرائيل منهم امة مقتصدة اي معتدلة متوسطة - 00:08:20
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم القصد القصد تبلغ في بيان الطريق او صفة السير الى الله تعالى كيف تكون؟ صفة السير الموصلة الى الله تعالى كيف تكون. وقوله رحمه الله في الاعتقاد - 00:08:43
من الترجمة من التسمية للكتاب ان هذا الكتاب يدور على تقرير مسائل الاعتقاد. والاعتقاد مأخوذ من العقد في اللغة والعقد هو الربط والشد مثل ما تقول عقدت الحبل اي ربطته وشددته - 00:08:57
والعقيدة سميت بهذا الاسم اصطلح العلماء قديما وحديثا على تسمية ما يكون في القلب من مسائل الايمان عقيدة لان القلب يتوثق بها و يربط عليها فهي كربط الحبل وغيره من الاشياء التي تحتاج الى توثيق. فالقلب يوثق بالايمان الذي جاء في الكتاب - 00:09:13
يوصلنا. واما من حيث معناه الاصطلاح فالاعتقاد هو الاقرار. بالتصديق والاذعان. هذا ما يقال في تعريفه في الاصطلاح الاعتقاد هو الاقرار بالتصديق والاذعان او التصديق والالتزام هذا اجود ما يقال في تعريف الاعتقاد. ومن التعريف - 00:09:39
يفهم ان الاعتقاد عمل قلبي عمل قلبي لانه اقرار والاقرار انما يكون بالقلب ولذلك تعريف الايمان الايمان هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول. للاذعان والقبول فالاعتقاد والايمان معناهما متقارب ويمكن ان ان يقال معناهما واحد. وانما الشأن في اختلاف التعبير عن الشيء والا فهما شيء واحد - 00:10:05
لان الايمان اعتقاد والاعتقاد ايمان والايمان قد يكون حقا وقد يكون باطلا فمن امن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره من اصول من انا مؤمنا سليم الايمان ومن كان على غير هذه الطريقة فقد نقص في ايمانه بقدر ما نقص في مطابقته لما جاء بالكتاب - 00:10:35
والسنة لما جاء به الكتاب والسنة. طيب المؤلف رحمه الله ابتدأ هذه الرسالة بايش بالحمدلة وانما البسملة من النساخ. ولذلك قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن هذا من من كلام النساخ. الحمد لله وحده حسبنا الله ونعم الوكيل. قال الشيخ الامام - 00:10:55
مزدحد وما يمكن ان يكون هو الذي كتب هذا الكلام لانه لا يمكن ان يصف نفسه بهذه الاوصاف انما هذا من من عمل النساخ. فالرسالة تبتدأ بقوله الحمدلله المتفرد بالكمال والبقاء. فابتدأ المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالحمدلة ولم - 00:11:20
اذكر البسملة فيما نقل الينا من نسخ لعل في نسخ لم تصلنا ذكر البسملة او لعل النساخ اقتصروا بذكرهم للبسملة عن عن ذكر الحنبلة ذكرهم البسملة في اول كتابتهم عن عن تكرارها في قول آآ عبد الغني رحمه الله. على كل حال المشروع في - 00:11:42
الكتب هو البدء بالبسملة المشروع في الكتابات البداءة بالبسملة. ولذلك تجدون اهل العلم يفتتحون مؤلفاتهم وكتبهم البسملة وهذا اقتداء بكلام الله تعالى الذي افتتح الله تعالى كلامه بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. فالبسملة اية في اول كل سورة هذا من وجه. الوجه الثاني انه - 00:12:03
سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية. فجميع كتبه صلى الله عليه وسلم التي كتبها وارسلها مفتتحة بالبسملة. له من ذلك الكتاب الشهير الذي في الصحيحين كتابه له رقد فان فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم وهكذا - 00:12:30
في صلح الحديبية كتب قال لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال قالوا له لا نعرف الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم وابتدأ تاب بهذه البسملة. الحمدلة تذكر في كلام اهل العلم في اول الكتب ايضا - 00:12:50
ولكن الاصل الاقتصار على البسملة. ولذلك من المشهور في كلام اهل العلم ان السنة دلت على ان البسملة نصيب الكتب وان الحمدلة نصيب الخطب. فالخطب ما تفتتح بالبسملة انما تفتتح بايش؟ بحمد الله وثناءه. فجميع - 00:13:07
خطب النبي صلى الله عليه وسلم افتتحت بالحمد لله رب العالمين. او ان الحمد لله او غير ذلك من صيغ الحمد واما الكتب فهي التي تفتتح بالحمدلة. كتب النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر للحمدلة - 00:13:27
انما فيها البسملة ثم الشروع ببيان المرسل والمرسل اليه والمقصود من الرسالة. اما عمل اهل العلم فالغالب انهم يجمعون في كتب بين الامرين بين الحمد والبسملة. هل في ذلك سنة قولية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا يثبت في ذلك شيء - 00:13:42
عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فما جاء عند البيهقي وعند الخطيب من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن - 00:14:03
الرحيم فهو اقطع حديث متفق على ضعفه متفق على ضعفه حديث ضعيف بالاتفاق ففيه ابن الجندي وغيره ممن اتهم اتهمهم العلم والحديث من اجلهم. امثل ما جاء في ذلك ما ذكر فيه الحمدلة - 00:14:17
وهو ما رواه ابو داوود وغيره مرسلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو ابتر فهو اقطع قد جاء بذكر الله وجاء بحمد الله وجاء ببسم الله. وكل هذه الروايات واهية وضعيفة واقواها امثلها مع ضعفها - 00:14:39
رواية الحنبلة. وبهذا يعلم انه لم يثبت في ما يتعلق الحمدلله والبسملة حديث قولي. اهل العلم درجوا على البسملة تأسيا بكتاب الله وسنة رسوله درجوا على ذكر الحمد في اول الكتب ايضا وذلك تأسيا - 00:14:59
كتاب الله تعالى فان الله تعالى افتتح كتابه بالحمدلة بسم الله الرحمن الرحيم ثم جاء جاء ذكر الحمد في اول الكتاب في ام القرآن والامر في هذا واسع لكن عند الاختيار الاقتصار على البسملة في الكتاب في الكتاب والحمدلة في الخطاب. طيب هذي مقدمة - 00:15:24
نحتاجها لا لهذا المتن لا تتصل بهذا المتن انما هي مقدمة تتعلق بكل الافتتاحيات في في كتب اهل العلم قال المؤلف رحمه الله فالحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والاسمى المنزه عن الاشباه والنظراء - 00:15:43
الذي سبق علمه في بريته في محكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء هذا كله حمد وثناء انتهى الحمد والثناء عند قوله واستوى على عرشه فوق السماء. ما معنى الحمد - 00:16:06
اكثر المفسرين يقولون الحمد هو الثناء على المحمود بالجميل الاختياري هذا اكثر اهل العلم في بيان معنى الحمد. الثناء على المحمود بالجميل الاختياري ومقصود بالجميل الاختياري اي الصفات المحمودة التي تكون بفعل من المحمود لان الاشياء - 00:16:22
احمد اما بفعل منها او تحمد بغير فعل منها او يثنى عليها نقول يثنى عليها بفعل منها او بفعل خارج عنها. فاذا قلت هذا كريم مدحته بفعل منه او بفعل - 00:16:50
خارج عنه بفعل منه هو الذي اعطى وهو الذي بذل حتى اصبح كريما. لكن اذا قلت فلان جميل او فلان قوي البدن او كبير الجسم او ما الى ذلك من الصفات التي ليس له اثر في كسبه يعني صفات ليست - 00:17:06
صفات جبلية هل يصلح ان يكون هل هل الحمد محله صفات الاختيارية؟ او الصفات غير الاختيارية؟ الحمد صفاته الفعل الاختياري ولذلك قال بالجميل الاختياري اما الجميل غير الاختياري لا يحمد عليه الانسان لانه ليس من فعله - 00:17:26
ولذلك يمدح بالجميل غير الاختياري لكنه لا يحمد الا على الاختيار. فصفة الجمال صفة ممدوحة او مذمومة محل ثناء او غير ثناء محل ثناء الجمال مطلوب ان الله جميل يحب الجمال. لكن هل يحمد الانسان على جماله؟ الجواب لا. لانه ليس من فعله - 00:17:46
حمد محله ما يكون فعلا من الانسان. اما المدح فانه يكون على الاختيار وعلى غير الاختيار. اذا عرفنا انه الحمد هو الثناء على المحمود بالجميل الاختياري. هذا كلام اكثر اهل العلم في معنى - 00:18:12
الحمد وذهب جماعة من المحققين من اهل العلم الى ان الحمد هو ذكر المحمود او الثناء المحمود هذا وهذا كله يمشي. الثناء على المحمود او ذكر المحمود بصفات الكمال بصفات الكمال. الى هذا الحد ما في فرق. كبير - 00:18:30
لكن ما سيأتي هو الفارق وهو محبة وتعظيما محبة وتعظيما. فالحمد عمل قلبي يقترن بركنين اساسيين وهما المحبة والتعظيم للمحمود المحبة للمحمود والتعظيم آآ المحبة للمحمود والتعظيم له. الحمد اذا قلت الحمد لله حقيقة الامر - 00:18:52
انك تذكر المحمود بصفات كماله ولذلك انظر الى الحمد في كلام الله تعالى ماذا يقول الله جل وعلا في ام القرآن؟ الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين كلها صفات ثناء. فانت تحمده على صفات الكمال التي اتصف بها جل وعلا. كذلك الحمد - 00:19:18
الله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. كذلك الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وما الى ذلك من الايات التي ذكر الله تعالى فيها الحمد كلها يذكر بعدها الصفات التي توجب محبة المحمود وتعظيمه جل وعلا. اذا الحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال - 00:19:38
محبة وتعظيما المؤلف ذكر لنا من صفات الله تعالى ما توجب محبته. وقد ذكر من الصفات ما يناسب موضوع الرسالة وهذا يسميه علماء البلاغة ايش؟ براعة الاستهلال يعني ان تأتي في المقدمة بما يناسب ما تكتب عنه. المؤلف يكتب - 00:19:58
في مسائل الاعتقاد في مسائل الايمان في مسائل الصفات. فناسب ان يأتي في هذا المقام بما يناسب كتابه ورسالته يقول الحمد لله للمتفرد بالكمال والبقاء المتفرد اي الذي ليس له شريك في في الكمال والبقاء جل وعلا. والكمال هو بلوغ الغاية في كل وصف محمود - 00:20:18
هذا الكمال بلوغ الغاية يعني الوصول الى النهاية في كل ايش؟ وصف محمود فالكمال هو ان تبلغ الغاية في كل وسط محمود. ويختلف الكمال كمال رب العالمين. ليس ككمال الخلق. بل له من الكمال ما يناسبه جل وعلا. وقوله - 00:20:45
بالكمال يعني الذي جمع صفات الكمال لا اله الا هو لا يشاركه فيها احد فهو متفرد بذلك. وتفرده دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف الامة وسيأتي تقرير ذلك في كلام المؤلف رحمه الله. والبقاء - 00:21:05
البقاء اي عدم الزوال والبقاء انما ذكره المؤلف لانها صفة مميزة لرب العالمين جل وعلا فليس شيء الا هالك كما قال جل وعلا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو ذو الجلال والاكرام كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام - 00:21:20
وبقاء الله تعالى ثابت في الكتاب والسنة من ذلك هذه الاية وقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه واما السنة ففي ذلك بيان معنى الاخر في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء في دعائه - 00:21:40
اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. فهو الباقي بلا انتهاء سبحانه وبحمده. والعز والكبرياء تفرد بالعز والكبرياء وهذه الصفات تفرد بها الله تعالى لا شريك له فيها. العز والكبرياء - 00:22:00
الموصوف بصفات العز معناه انه جل وعلا لا يضام امره ولا يراب جنابه سبحانه وبحمده. فهو مأخوذ من المتانة والقوة والكبرياء صفة مدح فله الكبرياء في السماوات وفي الارض سبحانه وبحمده. والموصوف بصفاته الموصوف - 00:22:18
بالصفات والاسماء وهذا فيه الرد على من انكر ان لله تعالى اسماء او ان لله تعالى صفات تليق به جل قال المنزه عن الاشباه والنظراء بعد ان اثبت الاسمى والصفات بين ان هذا الاثبات سالم من - 00:22:40
المخلوقين ولذلك قال المنزه عن الاشباه والنظرا الاشباه جمع شبيه والنظراء جمع نظير وسيأتي بيان معنى الشبيه والنظير في امنة بعد في كلام المؤلف بعد قليل. الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء. فاثبت علم الله تعالى السابق لكل شيء - 00:23:00
احكم القضاء ثم قال من السعادة والشقاء فهو عالم اهل السعادة وعالم باهل الشقاء قبل ان يخلقهم واستوى على عرشه فوق هذه كلها من الصفات الموجبة لتحميد الله تعالى وتقديسه وتمجيده سبحانه وبحمده. ثم قال وصلى الله على - 00:23:20
الهادي الى المحجة البيضاء صلى الله على الهادي الى المحجة البيضاء والشريعة الغراء فسأل الله تعالى ان يصلي على رسوله. والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاهل العلم فيها اقوال. فقير ان الصلاة عليه هي سؤال الله تعالى الرحمة له - 00:23:40
وقيل ان الصلاة عليه هي تسأل الله ان يذكره في الملأ الاعلى. وهذان قولان مشهوران. معنى الصلاة على النبي ايش؟ سؤال الرحمة. سؤال الرحمة للنبي صلى الله عليه وسلم اذا قلت اللهم صلي على محمد او صلى الله على محمد فانت تسأل الله ان يرحم محمدا - 00:24:00
او ان يثني المعنى الثاني ان يثني عليه في الملأ الاعلى. وهذا المعنى الاخير ذكره البخاري عن ابي العالية في صحيحه ان صلاة الله على نبيه هي ذكره والثناء عليه في الملأ الاعلى. طيب ما الراجح في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ الراجح في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انه - 00:24:20
قال الله تعالى لنبيه الخير الكثير هذا معناه فيما يبدو وهذا يشمل المعاني الاخرى يشمل الرحمة ويشمل الذكر والثناء عليه في الملأ الاعلى ويشمل كل خير فقولك اللهم صلي على محمد انت تسأل الله تعالى لنبيه الخير الكثير والله تعالى قد وعد نبيه بل اعطى نبيه - 00:24:40
خير الكثير كما قال الله تعالى انا اعطيناك الكوثر والكوثر هو الخير الكثير في الدنيا والاخرة. فنحن نسأل الله له الخير الكثير في الدنيا والاخرة ومنه ان يذكره ويعلي شأنه ويثني عليه في الملأ الاعلى. وهذا - 00:25:03
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما مزيدا يوم الدين اما بعد. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. رب يسر واعن. والحمد لله وحده - 00:00:00
حسبنا الله ونعم الوكيل. قال الشيخ الامام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين ابو محمد عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور بري المقدسي رحمه الله تعالى الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والاسماء - 00:00:33
المنزه عن الاشباه والنظراء الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء. وصلى الله على الهادي للمحجة البيضاء والشريعة الغراء. محمد سيد المرسلين والانبياء - 00:00:53
وعلى اله وصحبه الطاهرين الاتقياء. صلاة دائمة الى يوم اللقاء. الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى - 00:01:13
على اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو اول مجالس في قراءة هذا السفر المبارك الموسوم بالاقتصاد في الاعتقاد في بداية هذا المجلس ارحب بالاخوان في هذه الدورة المباركة التي نسأل الله تعالى - 00:01:33
ان ينفع بها المتكلم والسامع وان يجعلها في موازين الاعمال. والعلم اشرف ما يشتغل به الانسان فان انه سبيل الوصول الى الله تعالى وهو الطريق الموصل الى الجنة. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به - 00:01:57
طريقا الى الجنة فنحن نتعلم هذا العلم نرجو ثواب الله تعالى. ونرجو حسن العقبى منه بالفوز بالجنان. و موضوع هذا الكتاب هو مسائل الاعتقاد وبيان ما هو عقد اهل السنة - 00:02:17
والجماعة في ابواب الاعتقاد المتنوعة. فان هذا الكتاب كتاب الاقتصاد في الاعتقاد او عقيدة عبد الغني المقدسي كتاب مختصر وهو من الكتب التي احتوت جملا في العقيدة فيما يتعلق بالايمان - 00:02:37
بالله تعالى والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقضاء والقدر وآآ المؤلف رحمه الله ضمن هذا الكتاب مسائل منثورة ابتدأها فيما يتعلق بالايمان بالله تعالى. في اول ما بدأ رحمه الله لان الايمان بالله تعالى اصل الايمان - 00:03:00
كله وهو الاس الذي يبنى عليه بقية الاصول وبقية الاركان فالايمان بالله تعالى اصل الايمان الذي لا يتم لاحد سعادة في الدنيا ولا جهة في الاخرة الا به فالايمان بالله تعالى هو الاصل ولذلك ذكر رحمه الله في هذه الرسالة المباركة ما يتعلق بهذا الاصل في - 00:03:29
اول كتابته وتأليفه وهذا الكتاب موسوم بالاقتصاد في الاعتقاد وله اسم اخر اشهر من هذا الاسم وهو عقيدة عبد الغني المقدسي. فالكتابان كتاب واحد فمن المحققين من سمى الكتاب بعقيدة عبد الغني - 00:03:55
المقدسي كما هو الظاهر من مخطوطات هذا الكتاب فان مخطوطات هذا الكتاب عنونت هذه الرسالة هذا العنوان ففي قضاة التي ذكرها او اعتمدها المحقق الدكتور احمد الغامدي فيها هذه عقيدة الشيخ الحافظ تقي الدين - 00:04:17
ابي محمد عبد الغني ابن عبد الواحد ابن علي المقدسي. وقد طبع هذا الكتاب بهذا الاسم طبع عدة مرات بهذا الاسم الا ان المحقق دكتور احمد اجتهد في تسمية هذا الكتاب بالاقتصاد في الاعتقاد - 00:04:40
بناء على ان للمؤلف اللي هو الشيخ عبد الغني المقدسي كتاب في الاعتقاد اسمه الاقتصاد في الاعتقاد فنزل هذا الاسم على هذا الكتاب. والواقع ان فيما يظهر ان هذا الاسم لا يقع على هذا الكتاب - 00:04:58
فان الاقتصاد في الاعتقاد وصف بانه كتاب كبير وسفر جليل في مسائل العقيدة وهذا الكتاب ليس موصوفا بهذا الوصف بل هو عقيدة مختصرة ذكر فيها المؤلف رحمه الله جبلا من المسائل الاعتقادية فيما ذكرنا قبل قليل من ابواب الايمان. في هذه التسمية نوع تجوز - 00:05:18
اي تنزيل اسم اي كتاب الاقتصاد في الاعتقاد ليس له ما يسنده انما هذا هو كتاب عقيدة عبدالغني المقدسي رحمه الله. ولذلك طبع عدة طبعات بهذا الاسم. وعلى كل سواء كان - 00:05:40
ما ذكره المؤلف رحمه الله مطابقا للواقع من ان هذا هو كتاب الاقتصاد اولى فهذا الكتاب هو من المختصرات في متون العقيدة وهو من المختصرات المتقدمة لان مؤلفه رحمه الله من علماء القرن السادس الهجري - 00:05:57
يظهر ان المؤلف رحمه الله اراد فيه تقرير مسائل كثر فيها الاشكال وهذا هو ديدن وعمل اهل العلم فيما يكتبون من من كتب العقيدة. لا يؤلفون تأليفا مبتدأ من قبل انفسهم - 00:06:13
تقرير مسائل مرسلة انما في الغالب تأليفاتهم هي جواب لاشكالات. وحل لمعضلات وتفنيد لشبهات. ولذلك كان هذا الكتاب قد ذكر مسائل مما يكثر فيه الاشكال. ويقع فيه التشبيه من المخالفين لطريق اهله - 00:06:33
السنة والجماعة الكتاب كما عنونه محققه هو كتاب الاقتصاد في الاعتقاد والاقتصاد في لسان العرب مأخوذ من القصد وهو الاعتدال والتوسط. فالاقتصاد في الشيء هو الاعتدال فيه والاعتدال يتحقق بامرين - 00:06:53
الامر الاول عدم الغلو والامر الثاني عدم المجاوزة فلا يمكن ان يتحقق الاقتصاد في امر من الامور سواء كان امرا دينيا او امرا دنيويا الا بالسلامة من هاتين الافتين وهما افة الافراط - 00:07:17
او التفريط ولذلك يطلق الاقتصاد في العمل ويطلق الاقتصاد في الاعتقاد ويطلق الاقتصاد في المعاش ويطلق الاقتصاد في سائر الشأن فقوله رحمه الله الاقتصاد في الاعتقاد اي المنهج القويم الذي يسلم من الغلو والمجاوزة - 00:07:38
من الافراط والتفريط وهو بهذا يشير الى طريق اهل السنة والجماعة ومنهجهم القويم في مسلكهم في الايمان على اختلاف ابوابه وتنوع وتنوع مسائله انهم اهل استقامة وتوسط فليس عندهم غلو ولا عندهم - 00:07:58
مجاوزة ليس عندهم افراط ولا عندهم تفريط بل هم اهل قصد والاقتصاد مدحه الله تعالى في كتابه وامر به. ففي المشي قال واقصد في مشيك اي اعتدل وقال في بني اسرائيل منهم امة مقتصدة اي معتدلة متوسطة - 00:08:20
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم القصد القصد تبلغ في بيان الطريق او صفة السير الى الله تعالى كيف تكون؟ صفة السير الموصلة الى الله تعالى كيف تكون. وقوله رحمه الله في الاعتقاد - 00:08:43
من الترجمة من التسمية للكتاب ان هذا الكتاب يدور على تقرير مسائل الاعتقاد. والاعتقاد مأخوذ من العقد في اللغة والعقد هو الربط والشد مثل ما تقول عقدت الحبل اي ربطته وشددته - 00:08:57
والعقيدة سميت بهذا الاسم اصطلح العلماء قديما وحديثا على تسمية ما يكون في القلب من مسائل الايمان عقيدة لان القلب يتوثق بها و يربط عليها فهي كربط الحبل وغيره من الاشياء التي تحتاج الى توثيق. فالقلب يوثق بالايمان الذي جاء في الكتاب - 00:09:13
يوصلنا. واما من حيث معناه الاصطلاح فالاعتقاد هو الاقرار. بالتصديق والاذعان. هذا ما يقال في تعريفه في الاصطلاح الاعتقاد هو الاقرار بالتصديق والاذعان او التصديق والالتزام هذا اجود ما يقال في تعريف الاعتقاد. ومن التعريف - 00:09:39
يفهم ان الاعتقاد عمل قلبي عمل قلبي لانه اقرار والاقرار انما يكون بالقلب ولذلك تعريف الايمان الايمان هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول. للاذعان والقبول فالاعتقاد والايمان معناهما متقارب ويمكن ان ان يقال معناهما واحد. وانما الشأن في اختلاف التعبير عن الشيء والا فهما شيء واحد - 00:10:05
لان الايمان اعتقاد والاعتقاد ايمان والايمان قد يكون حقا وقد يكون باطلا فمن امن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره من اصول من انا مؤمنا سليم الايمان ومن كان على غير هذه الطريقة فقد نقص في ايمانه بقدر ما نقص في مطابقته لما جاء بالكتاب - 00:10:35
والسنة لما جاء به الكتاب والسنة. طيب المؤلف رحمه الله ابتدأ هذه الرسالة بايش بالحمدلة وانما البسملة من النساخ. ولذلك قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن هذا من من كلام النساخ. الحمد لله وحده حسبنا الله ونعم الوكيل. قال الشيخ الامام - 00:10:55
مزدحد وما يمكن ان يكون هو الذي كتب هذا الكلام لانه لا يمكن ان يصف نفسه بهذه الاوصاف انما هذا من من عمل النساخ. فالرسالة تبتدأ بقوله الحمدلله المتفرد بالكمال والبقاء. فابتدأ المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالحمدلة ولم - 00:11:20
اذكر البسملة فيما نقل الينا من نسخ لعل في نسخ لم تصلنا ذكر البسملة او لعل النساخ اقتصروا بذكرهم للبسملة عن عن ذكر الحنبلة ذكرهم البسملة في اول كتابتهم عن عن تكرارها في قول آآ عبد الغني رحمه الله. على كل حال المشروع في - 00:11:42
الكتب هو البدء بالبسملة المشروع في الكتابات البداءة بالبسملة. ولذلك تجدون اهل العلم يفتتحون مؤلفاتهم وكتبهم البسملة وهذا اقتداء بكلام الله تعالى الذي افتتح الله تعالى كلامه بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. فالبسملة اية في اول كل سورة هذا من وجه. الوجه الثاني انه - 00:12:03
سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية. فجميع كتبه صلى الله عليه وسلم التي كتبها وارسلها مفتتحة بالبسملة. له من ذلك الكتاب الشهير الذي في الصحيحين كتابه له رقد فان فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم وهكذا - 00:12:30
في صلح الحديبية كتب قال لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال قالوا له لا نعرف الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم وابتدأ تاب بهذه البسملة. الحمدلة تذكر في كلام اهل العلم في اول الكتب ايضا - 00:12:50
ولكن الاصل الاقتصار على البسملة. ولذلك من المشهور في كلام اهل العلم ان السنة دلت على ان البسملة نصيب الكتب وان الحمدلة نصيب الخطب. فالخطب ما تفتتح بالبسملة انما تفتتح بايش؟ بحمد الله وثناءه. فجميع - 00:13:07
خطب النبي صلى الله عليه وسلم افتتحت بالحمد لله رب العالمين. او ان الحمد لله او غير ذلك من صيغ الحمد واما الكتب فهي التي تفتتح بالحمدلة. كتب النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر للحمدلة - 00:13:27
انما فيها البسملة ثم الشروع ببيان المرسل والمرسل اليه والمقصود من الرسالة. اما عمل اهل العلم فالغالب انهم يجمعون في كتب بين الامرين بين الحمد والبسملة. هل في ذلك سنة قولية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا يثبت في ذلك شيء - 00:13:42
عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فما جاء عند البيهقي وعند الخطيب من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن - 00:14:03
الرحيم فهو اقطع حديث متفق على ضعفه متفق على ضعفه حديث ضعيف بالاتفاق ففيه ابن الجندي وغيره ممن اتهم اتهمهم العلم والحديث من اجلهم. امثل ما جاء في ذلك ما ذكر فيه الحمدلة - 00:14:17
وهو ما رواه ابو داوود وغيره مرسلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو ابتر فهو اقطع قد جاء بذكر الله وجاء بحمد الله وجاء ببسم الله. وكل هذه الروايات واهية وضعيفة واقواها امثلها مع ضعفها - 00:14:39
رواية الحنبلة. وبهذا يعلم انه لم يثبت في ما يتعلق الحمدلله والبسملة حديث قولي. اهل العلم درجوا على البسملة تأسيا بكتاب الله وسنة رسوله درجوا على ذكر الحمد في اول الكتب ايضا وذلك تأسيا - 00:14:59
كتاب الله تعالى فان الله تعالى افتتح كتابه بالحمدلة بسم الله الرحمن الرحيم ثم جاء جاء ذكر الحمد في اول الكتاب في ام القرآن والامر في هذا واسع لكن عند الاختيار الاقتصار على البسملة في الكتاب في الكتاب والحمدلة في الخطاب. طيب هذي مقدمة - 00:15:24
نحتاجها لا لهذا المتن لا تتصل بهذا المتن انما هي مقدمة تتعلق بكل الافتتاحيات في في كتب اهل العلم قال المؤلف رحمه الله فالحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والاسمى المنزه عن الاشباه والنظراء - 00:15:43
الذي سبق علمه في بريته في محكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء هذا كله حمد وثناء انتهى الحمد والثناء عند قوله واستوى على عرشه فوق السماء. ما معنى الحمد - 00:16:06
اكثر المفسرين يقولون الحمد هو الثناء على المحمود بالجميل الاختياري هذا اكثر اهل العلم في بيان معنى الحمد. الثناء على المحمود بالجميل الاختياري ومقصود بالجميل الاختياري اي الصفات المحمودة التي تكون بفعل من المحمود لان الاشياء - 00:16:22
احمد اما بفعل منها او تحمد بغير فعل منها او يثنى عليها نقول يثنى عليها بفعل منها او بفعل خارج عنها. فاذا قلت هذا كريم مدحته بفعل منه او بفعل - 00:16:50
خارج عنه بفعل منه هو الذي اعطى وهو الذي بذل حتى اصبح كريما. لكن اذا قلت فلان جميل او فلان قوي البدن او كبير الجسم او ما الى ذلك من الصفات التي ليس له اثر في كسبه يعني صفات ليست - 00:17:06
صفات جبلية هل يصلح ان يكون هل هل الحمد محله صفات الاختيارية؟ او الصفات غير الاختيارية؟ الحمد صفاته الفعل الاختياري ولذلك قال بالجميل الاختياري اما الجميل غير الاختياري لا يحمد عليه الانسان لانه ليس من فعله - 00:17:26
ولذلك يمدح بالجميل غير الاختياري لكنه لا يحمد الا على الاختيار. فصفة الجمال صفة ممدوحة او مذمومة محل ثناء او غير ثناء محل ثناء الجمال مطلوب ان الله جميل يحب الجمال. لكن هل يحمد الانسان على جماله؟ الجواب لا. لانه ليس من فعله - 00:17:46
حمد محله ما يكون فعلا من الانسان. اما المدح فانه يكون على الاختيار وعلى غير الاختيار. اذا عرفنا انه الحمد هو الثناء على المحمود بالجميل الاختياري. هذا كلام اكثر اهل العلم في معنى - 00:18:12
الحمد وذهب جماعة من المحققين من اهل العلم الى ان الحمد هو ذكر المحمود او الثناء المحمود هذا وهذا كله يمشي. الثناء على المحمود او ذكر المحمود بصفات الكمال بصفات الكمال. الى هذا الحد ما في فرق. كبير - 00:18:30
لكن ما سيأتي هو الفارق وهو محبة وتعظيما محبة وتعظيما. فالحمد عمل قلبي يقترن بركنين اساسيين وهما المحبة والتعظيم للمحمود المحبة للمحمود والتعظيم آآ المحبة للمحمود والتعظيم له. الحمد اذا قلت الحمد لله حقيقة الامر - 00:18:52
انك تذكر المحمود بصفات كماله ولذلك انظر الى الحمد في كلام الله تعالى ماذا يقول الله جل وعلا في ام القرآن؟ الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين كلها صفات ثناء. فانت تحمده على صفات الكمال التي اتصف بها جل وعلا. كذلك الحمد - 00:19:18
الله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. كذلك الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وما الى ذلك من الايات التي ذكر الله تعالى فيها الحمد كلها يذكر بعدها الصفات التي توجب محبة المحمود وتعظيمه جل وعلا. اذا الحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال - 00:19:38
محبة وتعظيما المؤلف ذكر لنا من صفات الله تعالى ما توجب محبته. وقد ذكر من الصفات ما يناسب موضوع الرسالة وهذا يسميه علماء البلاغة ايش؟ براعة الاستهلال يعني ان تأتي في المقدمة بما يناسب ما تكتب عنه. المؤلف يكتب - 00:19:58
في مسائل الاعتقاد في مسائل الايمان في مسائل الصفات. فناسب ان يأتي في هذا المقام بما يناسب كتابه ورسالته يقول الحمد لله للمتفرد بالكمال والبقاء المتفرد اي الذي ليس له شريك في في الكمال والبقاء جل وعلا. والكمال هو بلوغ الغاية في كل وصف محمود - 00:20:18
هذا الكمال بلوغ الغاية يعني الوصول الى النهاية في كل ايش؟ وصف محمود فالكمال هو ان تبلغ الغاية في كل وسط محمود. ويختلف الكمال كمال رب العالمين. ليس ككمال الخلق. بل له من الكمال ما يناسبه جل وعلا. وقوله - 00:20:45
بالكمال يعني الذي جمع صفات الكمال لا اله الا هو لا يشاركه فيها احد فهو متفرد بذلك. وتفرده دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف الامة وسيأتي تقرير ذلك في كلام المؤلف رحمه الله. والبقاء - 00:21:05
البقاء اي عدم الزوال والبقاء انما ذكره المؤلف لانها صفة مميزة لرب العالمين جل وعلا فليس شيء الا هالك كما قال جل وعلا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو ذو الجلال والاكرام كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام - 00:21:20
وبقاء الله تعالى ثابت في الكتاب والسنة من ذلك هذه الاية وقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه واما السنة ففي ذلك بيان معنى الاخر في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء في دعائه - 00:21:40
اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. فهو الباقي بلا انتهاء سبحانه وبحمده. والعز والكبرياء تفرد بالعز والكبرياء وهذه الصفات تفرد بها الله تعالى لا شريك له فيها. العز والكبرياء - 00:22:00
الموصوف بصفات العز معناه انه جل وعلا لا يضام امره ولا يراب جنابه سبحانه وبحمده. فهو مأخوذ من المتانة والقوة والكبرياء صفة مدح فله الكبرياء في السماوات وفي الارض سبحانه وبحمده. والموصوف بصفاته الموصوف - 00:22:18
بالصفات والاسماء وهذا فيه الرد على من انكر ان لله تعالى اسماء او ان لله تعالى صفات تليق به جل قال المنزه عن الاشباه والنظراء بعد ان اثبت الاسمى والصفات بين ان هذا الاثبات سالم من - 00:22:40
المخلوقين ولذلك قال المنزه عن الاشباه والنظرا الاشباه جمع شبيه والنظراء جمع نظير وسيأتي بيان معنى الشبيه والنظير في امنة بعد في كلام المؤلف بعد قليل. الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء. فاثبت علم الله تعالى السابق لكل شيء - 00:23:00
احكم القضاء ثم قال من السعادة والشقاء فهو عالم اهل السعادة وعالم باهل الشقاء قبل ان يخلقهم واستوى على عرشه فوق هذه كلها من الصفات الموجبة لتحميد الله تعالى وتقديسه وتمجيده سبحانه وبحمده. ثم قال وصلى الله على - 00:23:20
الهادي الى المحجة البيضاء صلى الله على الهادي الى المحجة البيضاء والشريعة الغراء فسأل الله تعالى ان يصلي على رسوله. والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاهل العلم فيها اقوال. فقير ان الصلاة عليه هي سؤال الله تعالى الرحمة له - 00:23:40
وقيل ان الصلاة عليه هي تسأل الله ان يذكره في الملأ الاعلى. وهذان قولان مشهوران. معنى الصلاة على النبي ايش؟ سؤال الرحمة. سؤال الرحمة للنبي صلى الله عليه وسلم اذا قلت اللهم صلي على محمد او صلى الله على محمد فانت تسأل الله ان يرحم محمدا - 00:24:00
او ان يثني المعنى الثاني ان يثني عليه في الملأ الاعلى. وهذا المعنى الاخير ذكره البخاري عن ابي العالية في صحيحه ان صلاة الله على نبيه هي ذكره والثناء عليه في الملأ الاعلى. طيب ما الراجح في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ الراجح في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انه - 00:24:20
قال الله تعالى لنبيه الخير الكثير هذا معناه فيما يبدو وهذا يشمل المعاني الاخرى يشمل الرحمة ويشمل الذكر والثناء عليه في الملأ الاعلى ويشمل كل خير فقولك اللهم صلي على محمد انت تسأل الله تعالى لنبيه الخير الكثير والله تعالى قد وعد نبيه بل اعطى نبيه - 00:24:40
خير الكثير كما قال الله تعالى انا اعطيناك الكوثر والكوثر هو الخير الكثير في الدنيا والاخرة. فنحن نسأل الله له الخير الكثير في الدنيا والاخرة ومنه ان يذكره ويعلي شأنه ويثني عليه في الملأ الاعلى. وهذا - 00:25:03