قل هذه سبيلي ادعو الى الله على انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين - 00:00:00
اما بعد يقول الثانية يعني من المسائل التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل - 00:00:30
ودليل ذلك قول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وجه الدلالة على ان الله لا يرضى بالشرك كائنا من كان المشرك به ان الله جل وعلا قال وان المساجد لله - 00:00:46
هذا من جهة ومن جهة اخرى تأكيدا لهذا التوحيد قال فلا تدعوا مع الله احدا فاثبات المساجد وهي محال العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وتعقيب ذلك في النهي عن دعاء غيره دليل على اي شيء - 00:01:03
دليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى ان يشرك معه احد غيره ويدل لذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى ولا يرظى لعباده الكفر ودليل ذلك من السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:24
قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى ان يشرك معه احد - 00:01:39
لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن ان يشرك به من الاشجار والاحجار والاصنام فاذا كان لا يرظى ان يشرك به ملكه وهم اشرف الخلق من الخلق الغيبي الذي نعلمه. ولا نبي مرسل وهم اشرف - 00:01:55
جنسنا اشرف بني ادم فكيف بالاشراك بغيرهم ممن هو دونهم فلا شك ان الله سبحانه وتعالى لا يرضاه بل يبغضه وقد قال الله جل وعلا في بيان عقوبة من وقع منه الشرك انه من يشرك - 00:02:16
بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهذا فيه التهديد البليغ البين وفيه بيان عظم الشرك وانه امر خطير كبير لا يرضاه الله والا لما توعد عليه بهذا الوعيد الشديد العظيم - 00:02:32
من تحريم الجنة والاخبار بدخول النار ثم قال رحمه الله في بيان المسألة الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله فلا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب - 00:02:50
هذا من اصول الايمان فان اوثق عرى الايمان الحب في اللهو والبغض في الله. وذلك انه اذا وقر الايمان في قلب العبد احب ما يحبه الله وابغض ما يبغضه الله سبحانه وتعالى - 00:03:07
والله سبحانه وتعالى يحب التوحيد واهله ويبغض الشرك والكفر واهله فمن احب اهل الشرك ووادهم وتقرب منهم فانه قد حاد الله سبحانه وتعالى. لقوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم. والموالاة - 00:03:23
مأخوذة في الاصل من ولي الشيخ يعني اذا قرب منه والقرب يكون في الاصل بالقلب ثم يتبعه قرب القول والعمل والمنهي عنه هنا هو قرب القلب بالمودة والمحبة وقرب القول والعمل الا - 00:03:44
ان تتقوا منهم تقات والا من استثناهم الله عز وجل في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين - 00:04:06
لان هذا من جملة الاحسان الذي كتبه الله على كل شيء فليس هذا من المودة البر والقسط مع الكفار ليس من المودة والموالاة التي حرمت وهذه مسألة مهمة يجب التنبه لها - 00:04:22
لان المنهي عنه هو موالاة القلب لا البر والاحسان في من استثناهم الله عز وجل في هذه الاية نعم ثم قال المؤلف رحمه الله في الاستدلال على هذه المسألة قال والدليل قوله تعالى - 00:04:42
الدليل على انه لا يجوز موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب قول الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وافتتاح الاية بهذا النفي به التشويق الى معرفة ما تظمنته - 00:05:02
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. والمحادة هي الممانعة والمضادة لله جل وعلا ولرسوله. ولو كانوا اباءهم يعني ولو كان اولئك المحادين اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم - 00:05:22
وهؤلاء متفاوتون في الصلة الا انهم من اقرب من يتصل بهم الانسان وبدأ بمراتبهم الاقرب كالاقرب اولئك المشار اليه من الذين لا يوادون هؤلاء اذا كانوا محادين لله ورسوله اولئك كتبا في قلوبهم الايمان - 00:05:46
اي ثبت في قلوبهم الايمان ورسخ في قلوبهم في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه اي قواهم وامدهم بروح منه اي بوحيه سبحانه وتعالى الذي به تثبت قلوبهم وبعونه الذي يستطيعون به - 00:06:09
مواجهة هؤلاء فقوله بروح منه يشمل المدد الوحي من الكتاب والسنة ويشمل ايضا العون والتأييد والتقوية والنصر ايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها من تحتها الانهار خالدين فيها. هذا جزاؤهم - 00:06:32
لانهم قدموا محاب الله على ما تقتضيه طبائعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله فاضافهم اليه تشريفا وتكريما واجلالا لفعله. وكل ما يضيفه الله سبحانه وتعالى لنفسه مما ليس من صفاته - 00:06:55
انما المقصود به التشريف والتكريم. وقد يضاف الشيء اضافة خلق لكن هذا قليل. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون والفلاح اجمع كلمة للخير في لسان العرب وهي ايش - 00:07:16
حصول المطلوب والامن من المرفوض فيحصل لهؤلاء مطلوبهم ويأمنون مما يرهبونه ويخافونه في الدنيا والاخرة نعم ثم قال رحمه الله نعم اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين - 00:07:37
وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والموسى الا ليعبدون ومعنى يعبدوني يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه - 00:08:00
شرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. نعم هذا التمهيد ايضا ليه الاصول الثلاثة هو بيان لدين الاسلام في الجملة فان دين الاسلام هو ملة ابراهيم. فقال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية - 00:08:21
ملة ابراهيم حنيفية التي كل يتمنى ان ينتسب اليها وكل يسعى الى الاتصاف بها هي ملة ابراهيم وهي التي من رغب عنها فقد سفه فقد سفه نفسه كما قال الله جل وعلا ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه - 00:08:48
اي خسرها واهملها والدليل على ان ملة ابراهيم ان ملة ابراهيم هي الحنيفية قول الله تعالى فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وقوله تعالى ان ابراهيم كان امة - 00:09:11
قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين ملة ابراهيم هي الحنيفية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم مجددا لها وداعيا اليها والحنيفية في الاصل مأخوذة من حنف وهو - 00:09:28
الميل من الضلال الى الاستقامة ويقابلها الجنف وهو الميل من الاستقامة الى الضلال فالحنيفية مأخوذة من الحنف وهو الميل من الضلالة الى الاستقامة. يقول في بيان ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين - 00:09:47
دليل ذلك قوله تعالى وما كان من المشركين لا قولا ولا عقدا ولا عملا ولا حالا ولا مآلا فانه ليس منه في شيء ولذلك قال رحمه الله في بيان ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده دون غيره - 00:10:08
واكد ذلك بقوله مخلصا له الدين اي مخلصا له العمل من كل شائبة شرك تجعل فيه لغير الله نصيب فقوله مخلصا له الدين اي العمل والعمل عمل القلب وعمل الجوارح فليس فقط عمل الجوارح - 00:10:27
قال وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها امر الله تعالى بذلك جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا دليل على اي شيء - 00:10:47
على الامر ولا الغاية من الخلق دليل على الغاية من الخلق وبدأ في الاستدلال بالغاية لان كون الله جل وعلا اخبر الخلق بانه انما خلقهم ليعبدوه يدل على اي شيء. انه يجب عليهم ان يعبدوه - 00:11:01
والا لما حققوا ما من اجله خلقوا. واضحة يا اخوان فهو دال على الامرين على ان على انه هو الغاية من الخلق وعلى ان الله امرهم بها امرهم بعبادته سبحانه وتعالى وحده - 00:11:21
واما كون ذلك امرا لجميع الناس فلان هذا هو الغاية من جميع الناس من خلق جميع الناس قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا لاجل عبادتي وقد تقدم الكلام على هذه الاية وان اللام في قوله الا ليعبدون - 00:11:37
ليعبدوا اللام لام التعليم وليست لام العاقبة والصيرورة. لانه من المعلوم ان اكثر الخلق ليسوا على هذا الامر. ولم يحققوا هذه الغاية قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض ايش - 00:11:58
يضلوك عن سبيل الله وقال سبحانه وتعالى في سورة الشعراء في ذكر القصص ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وقال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور - 00:12:16
كل هذه الادلة تدل على ان اللام هنا لام ايش؟ لام التعليل الغائية لا لام التعليل الفاعلة اية التي هي للعاقبة والصيرورة وانظر كيف جاء الخبر عن هذه الغاية بهذا الاسلوب - 00:12:33
النفي والاستثناء الذي يفيد الحصر وانه لم يخلقهم لشيء اخر انما خلقهم لهذه الغاية. ثم قال رحمه الله ومعنى يعبدون يوحدون ومن اين ذلك ذلك من تفسير ابن عباس رضي الله عنه فانه فسر قوله تعالى ليعبدون - 00:12:51
بيوحدون ولا شك ان اول ما يدخل واول ما يدخل في قوله ليعبدون هو التوحيد لانه هو غاية الوجود وهو اصل العبادة الذي لا تصح الا به قال سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل - 00:13:12
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالشرك مفسد للعمل مذهب للغاية من الخلق مبطل لما قصده الله جل وعلا من خلق الجن والانس قال واعظم ما امر الله به التوحيد. ما في اشكال - 00:13:29
اعظم ما امر الله به التوحيد ويدل على ذلك ان الله سبحانه وتعالى افتتح اول سورة في كتابه باثبات الالهية في قوله الحمد لله رب العالمين فذكر هذا الاسم في اول ذكر له في كتابه جل وعلا في ام الكتاب دليل على انه هو المقصود - 00:13:46
وكذلك مما يدل على ان اعظم ما امر الله به التوحيد انه اول امر في كتاب الله عز وجل فان اول الاوامر في كتاب الله عز وجل هي قوله تعالى يا ايها الناس - 00:14:09
اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون والعبادة لا يمكن ان تثبت ولا يمكن ان يتصف بها الانسان الا اذا حقق التوحيد ودلائل كوني اعظم ما جاءت به الرسل هو التوحيد - 00:14:22
كثيرة ليس المقام مقام عدها وذكرها انما يكفي ما آآ ما ذكرنا قال وهو افراد الله بالعبادة هذا بيان لاي شيء للتوحيد وهو بيان لاشرف انواعه واعلاها وهو توحيد الالهية - 00:14:39
وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل واقوامهم ولذلك فسر التوحيد بهذا ولم يفسره بتوحيد الربوبية ولا بتوحيد الاسماء والصفات اذا قوله رحمه الله وهو افراد الله بالعبادة هذا تفسير وبيان لتوحيد الالهية - 00:14:59
اليس كذلك؟ لماذا لم يفسر توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية لان هذا هو الذي وقعت الخصومة فيه بين الرسل واقوامهم ولانه اعظم انواع التوحيد ولان من حققه فقد حقق توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات - 00:15:15
توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية طريق وسبيل لتحقيق توحيد الالهية ولذلك استدل الله جل وعلا في كتابه على وجوب افراده بالعبادة باسمائه وصفاته وبانه سبحانه وتعالى الخالق المالك الرازق المدبر - 00:15:35
وقوله رحمه الله افراد الله بالعبادة العبادة هنا تشمل كل ما امر الله به ورسوله من الاقوال والاعمال والاعتقادات الظاهرة والباطنة او نقول من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فكل عبادة لا يجوز صرفها لغير الله - 00:15:55
فكما انك لا يجوز ان ان تصلي لغير الله فكذلك لا يجوز ان تذبح لغير الله لان الذبح عبادة ولا يجوز ان تعتمد في جلب رزقك على غير الله عز وجل - 00:16:15
ولا ان تتوكل على غيره بل يجب افراده سبحانه وتعالى باعمال القلوب واعمال الجوارح قال رحمه الله اعظم ما نهى عنه الشرك ثم بين ما هو الشرك قال وهو دعوة غيره معه - 00:16:27
هو دعوة غيره معه وعبر بالدعوة ليشمل نوعي الدعاء. دعاء المسألة او دعاء العبادة فمن قال يا رسول الله اغثني ويا علي انقذني ويا فلان ارزقني هذا اشرك في اي انواع الدعاء - 00:16:41
في دعاء المسألة فسأل وطلب غير الله عز وجل من ذبح لغير الله اشرك بدعائه غير الله لكن الدعاء هنا في هذه الصورة دعاء عبادة وذلك ان كل من صلى وصام وحج وتصدق وذبح لله سبحانه وتعالى ماذا يريد؟ بهذه الافعال - 00:17:03
يريد الجنة فهو في حقيقته داع وسائل. يسأل الله عز وجل ان يقبل منه العمل وان يجعله من الناجين بهذه الاعمال فكل عمل هو من دعاء العبادة فقول المؤلف رحمه الله وهو دعوة غيره يشمل صرف كل نوع من انواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى - 00:17:25
من الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة ثم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اعبدوا الله هذا فيه الامر بعبادة الله وحده لا شريك له والعبادة هنا تشمل كل ما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:17:48
من الاقوال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة وقوله ولا تشركوا به شيئا يشمل النهي او يتضمن النهي عن كل طرف للعبادة لغير الله عز وجل كائنا من كان من صرفت له العبادة - 00:18:07
ويشمل النهي عن الشرك الاصغر والشرك الاكبر فيشمل النهي عن الحلف بغير الله كما يشمل النهي عن السجود لغير الله كما يشمل النهي عن النذر لغير الله والذبح لغير الله. وسؤال المقبورين ودعائهم - 00:18:25
كل هذا داخل في قوله ولا تشركوا به شيئا وهذا امر واضح جلي ولكن الاشكال كل الاشكال في من يقرأ هذه الايات الواضحات في كتاب الله عز وجل ثم يجيز - 00:18:42
تؤال المقبورين والتوجه اليهم في قضاء الحوائج والذبح لهم والنذر لهم وغير ذلك من من العبادات التي تصرف لغير الله. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:18:58
التفريغ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين - 00:00:00
اما بعد يقول الثانية يعني من المسائل التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل - 00:00:30
ودليل ذلك قول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وجه الدلالة على ان الله لا يرضى بالشرك كائنا من كان المشرك به ان الله جل وعلا قال وان المساجد لله - 00:00:46
هذا من جهة ومن جهة اخرى تأكيدا لهذا التوحيد قال فلا تدعوا مع الله احدا فاثبات المساجد وهي محال العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وتعقيب ذلك في النهي عن دعاء غيره دليل على اي شيء - 00:01:03
دليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى ان يشرك معه احد غيره ويدل لذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى ولا يرظى لعباده الكفر ودليل ذلك من السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:24
قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى ان يشرك معه احد - 00:01:39
لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن ان يشرك به من الاشجار والاحجار والاصنام فاذا كان لا يرظى ان يشرك به ملكه وهم اشرف الخلق من الخلق الغيبي الذي نعلمه. ولا نبي مرسل وهم اشرف - 00:01:55
جنسنا اشرف بني ادم فكيف بالاشراك بغيرهم ممن هو دونهم فلا شك ان الله سبحانه وتعالى لا يرضاه بل يبغضه وقد قال الله جل وعلا في بيان عقوبة من وقع منه الشرك انه من يشرك - 00:02:16
بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهذا فيه التهديد البليغ البين وفيه بيان عظم الشرك وانه امر خطير كبير لا يرضاه الله والا لما توعد عليه بهذا الوعيد الشديد العظيم - 00:02:32
من تحريم الجنة والاخبار بدخول النار ثم قال رحمه الله في بيان المسألة الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله فلا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب - 00:02:50
هذا من اصول الايمان فان اوثق عرى الايمان الحب في اللهو والبغض في الله. وذلك انه اذا وقر الايمان في قلب العبد احب ما يحبه الله وابغض ما يبغضه الله سبحانه وتعالى - 00:03:07
والله سبحانه وتعالى يحب التوحيد واهله ويبغض الشرك والكفر واهله فمن احب اهل الشرك ووادهم وتقرب منهم فانه قد حاد الله سبحانه وتعالى. لقوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم. والموالاة - 00:03:23
مأخوذة في الاصل من ولي الشيخ يعني اذا قرب منه والقرب يكون في الاصل بالقلب ثم يتبعه قرب القول والعمل والمنهي عنه هنا هو قرب القلب بالمودة والمحبة وقرب القول والعمل الا - 00:03:44
ان تتقوا منهم تقات والا من استثناهم الله عز وجل في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين - 00:04:06
لان هذا من جملة الاحسان الذي كتبه الله على كل شيء فليس هذا من المودة البر والقسط مع الكفار ليس من المودة والموالاة التي حرمت وهذه مسألة مهمة يجب التنبه لها - 00:04:22
لان المنهي عنه هو موالاة القلب لا البر والاحسان في من استثناهم الله عز وجل في هذه الاية نعم ثم قال المؤلف رحمه الله في الاستدلال على هذه المسألة قال والدليل قوله تعالى - 00:04:42
الدليل على انه لا يجوز موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب قول الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وافتتاح الاية بهذا النفي به التشويق الى معرفة ما تظمنته - 00:05:02
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. والمحادة هي الممانعة والمضادة لله جل وعلا ولرسوله. ولو كانوا اباءهم يعني ولو كان اولئك المحادين اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم - 00:05:22
وهؤلاء متفاوتون في الصلة الا انهم من اقرب من يتصل بهم الانسان وبدأ بمراتبهم الاقرب كالاقرب اولئك المشار اليه من الذين لا يوادون هؤلاء اذا كانوا محادين لله ورسوله اولئك كتبا في قلوبهم الايمان - 00:05:46
اي ثبت في قلوبهم الايمان ورسخ في قلوبهم في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه اي قواهم وامدهم بروح منه اي بوحيه سبحانه وتعالى الذي به تثبت قلوبهم وبعونه الذي يستطيعون به - 00:06:09
مواجهة هؤلاء فقوله بروح منه يشمل المدد الوحي من الكتاب والسنة ويشمل ايضا العون والتأييد والتقوية والنصر ايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها من تحتها الانهار خالدين فيها. هذا جزاؤهم - 00:06:32
لانهم قدموا محاب الله على ما تقتضيه طبائعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله فاضافهم اليه تشريفا وتكريما واجلالا لفعله. وكل ما يضيفه الله سبحانه وتعالى لنفسه مما ليس من صفاته - 00:06:55
انما المقصود به التشريف والتكريم. وقد يضاف الشيء اضافة خلق لكن هذا قليل. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون والفلاح اجمع كلمة للخير في لسان العرب وهي ايش - 00:07:16
حصول المطلوب والامن من المرفوض فيحصل لهؤلاء مطلوبهم ويأمنون مما يرهبونه ويخافونه في الدنيا والاخرة نعم ثم قال رحمه الله نعم اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين - 00:07:37
وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والموسى الا ليعبدون ومعنى يعبدوني يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه - 00:08:00
شرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. نعم هذا التمهيد ايضا ليه الاصول الثلاثة هو بيان لدين الاسلام في الجملة فان دين الاسلام هو ملة ابراهيم. فقال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية - 00:08:21
ملة ابراهيم حنيفية التي كل يتمنى ان ينتسب اليها وكل يسعى الى الاتصاف بها هي ملة ابراهيم وهي التي من رغب عنها فقد سفه فقد سفه نفسه كما قال الله جل وعلا ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه - 00:08:48
اي خسرها واهملها والدليل على ان ملة ابراهيم ان ملة ابراهيم هي الحنيفية قول الله تعالى فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وقوله تعالى ان ابراهيم كان امة - 00:09:11
قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين ملة ابراهيم هي الحنيفية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم مجددا لها وداعيا اليها والحنيفية في الاصل مأخوذة من حنف وهو - 00:09:28
الميل من الضلال الى الاستقامة ويقابلها الجنف وهو الميل من الاستقامة الى الضلال فالحنيفية مأخوذة من الحنف وهو الميل من الضلالة الى الاستقامة. يقول في بيان ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين - 00:09:47
دليل ذلك قوله تعالى وما كان من المشركين لا قولا ولا عقدا ولا عملا ولا حالا ولا مآلا فانه ليس منه في شيء ولذلك قال رحمه الله في بيان ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده دون غيره - 00:10:08
واكد ذلك بقوله مخلصا له الدين اي مخلصا له العمل من كل شائبة شرك تجعل فيه لغير الله نصيب فقوله مخلصا له الدين اي العمل والعمل عمل القلب وعمل الجوارح فليس فقط عمل الجوارح - 00:10:27
قال وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها امر الله تعالى بذلك جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا دليل على اي شيء - 00:10:47
على الامر ولا الغاية من الخلق دليل على الغاية من الخلق وبدأ في الاستدلال بالغاية لان كون الله جل وعلا اخبر الخلق بانه انما خلقهم ليعبدوه يدل على اي شيء. انه يجب عليهم ان يعبدوه - 00:11:01
والا لما حققوا ما من اجله خلقوا. واضحة يا اخوان فهو دال على الامرين على ان على انه هو الغاية من الخلق وعلى ان الله امرهم بها امرهم بعبادته سبحانه وتعالى وحده - 00:11:21
واما كون ذلك امرا لجميع الناس فلان هذا هو الغاية من جميع الناس من خلق جميع الناس قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا لاجل عبادتي وقد تقدم الكلام على هذه الاية وان اللام في قوله الا ليعبدون - 00:11:37
ليعبدوا اللام لام التعليم وليست لام العاقبة والصيرورة. لانه من المعلوم ان اكثر الخلق ليسوا على هذا الامر. ولم يحققوا هذه الغاية قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض ايش - 00:11:58
يضلوك عن سبيل الله وقال سبحانه وتعالى في سورة الشعراء في ذكر القصص ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وقال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور - 00:12:16
كل هذه الادلة تدل على ان اللام هنا لام ايش؟ لام التعليل الغائية لا لام التعليل الفاعلة اية التي هي للعاقبة والصيرورة وانظر كيف جاء الخبر عن هذه الغاية بهذا الاسلوب - 00:12:33
النفي والاستثناء الذي يفيد الحصر وانه لم يخلقهم لشيء اخر انما خلقهم لهذه الغاية. ثم قال رحمه الله ومعنى يعبدون يوحدون ومن اين ذلك ذلك من تفسير ابن عباس رضي الله عنه فانه فسر قوله تعالى ليعبدون - 00:12:51
بيوحدون ولا شك ان اول ما يدخل واول ما يدخل في قوله ليعبدون هو التوحيد لانه هو غاية الوجود وهو اصل العبادة الذي لا تصح الا به قال سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل - 00:13:12
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالشرك مفسد للعمل مذهب للغاية من الخلق مبطل لما قصده الله جل وعلا من خلق الجن والانس قال واعظم ما امر الله به التوحيد. ما في اشكال - 00:13:29
اعظم ما امر الله به التوحيد ويدل على ذلك ان الله سبحانه وتعالى افتتح اول سورة في كتابه باثبات الالهية في قوله الحمد لله رب العالمين فذكر هذا الاسم في اول ذكر له في كتابه جل وعلا في ام الكتاب دليل على انه هو المقصود - 00:13:46
وكذلك مما يدل على ان اعظم ما امر الله به التوحيد انه اول امر في كتاب الله عز وجل فان اول الاوامر في كتاب الله عز وجل هي قوله تعالى يا ايها الناس - 00:14:09
اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون والعبادة لا يمكن ان تثبت ولا يمكن ان يتصف بها الانسان الا اذا حقق التوحيد ودلائل كوني اعظم ما جاءت به الرسل هو التوحيد - 00:14:22
كثيرة ليس المقام مقام عدها وذكرها انما يكفي ما آآ ما ذكرنا قال وهو افراد الله بالعبادة هذا بيان لاي شيء للتوحيد وهو بيان لاشرف انواعه واعلاها وهو توحيد الالهية - 00:14:39
وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل واقوامهم ولذلك فسر التوحيد بهذا ولم يفسره بتوحيد الربوبية ولا بتوحيد الاسماء والصفات اذا قوله رحمه الله وهو افراد الله بالعبادة هذا تفسير وبيان لتوحيد الالهية - 00:14:59
اليس كذلك؟ لماذا لم يفسر توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية لان هذا هو الذي وقعت الخصومة فيه بين الرسل واقوامهم ولانه اعظم انواع التوحيد ولان من حققه فقد حقق توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات - 00:15:15
توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية طريق وسبيل لتحقيق توحيد الالهية ولذلك استدل الله جل وعلا في كتابه على وجوب افراده بالعبادة باسمائه وصفاته وبانه سبحانه وتعالى الخالق المالك الرازق المدبر - 00:15:35
وقوله رحمه الله افراد الله بالعبادة العبادة هنا تشمل كل ما امر الله به ورسوله من الاقوال والاعمال والاعتقادات الظاهرة والباطنة او نقول من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فكل عبادة لا يجوز صرفها لغير الله - 00:15:55
فكما انك لا يجوز ان ان تصلي لغير الله فكذلك لا يجوز ان تذبح لغير الله لان الذبح عبادة ولا يجوز ان تعتمد في جلب رزقك على غير الله عز وجل - 00:16:15
ولا ان تتوكل على غيره بل يجب افراده سبحانه وتعالى باعمال القلوب واعمال الجوارح قال رحمه الله اعظم ما نهى عنه الشرك ثم بين ما هو الشرك قال وهو دعوة غيره معه - 00:16:27
هو دعوة غيره معه وعبر بالدعوة ليشمل نوعي الدعاء. دعاء المسألة او دعاء العبادة فمن قال يا رسول الله اغثني ويا علي انقذني ويا فلان ارزقني هذا اشرك في اي انواع الدعاء - 00:16:41
في دعاء المسألة فسأل وطلب غير الله عز وجل من ذبح لغير الله اشرك بدعائه غير الله لكن الدعاء هنا في هذه الصورة دعاء عبادة وذلك ان كل من صلى وصام وحج وتصدق وذبح لله سبحانه وتعالى ماذا يريد؟ بهذه الافعال - 00:17:03
يريد الجنة فهو في حقيقته داع وسائل. يسأل الله عز وجل ان يقبل منه العمل وان يجعله من الناجين بهذه الاعمال فكل عمل هو من دعاء العبادة فقول المؤلف رحمه الله وهو دعوة غيره يشمل صرف كل نوع من انواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى - 00:17:25
من الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة ثم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اعبدوا الله هذا فيه الامر بعبادة الله وحده لا شريك له والعبادة هنا تشمل كل ما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:17:48
من الاقوال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة وقوله ولا تشركوا به شيئا يشمل النهي او يتضمن النهي عن كل طرف للعبادة لغير الله عز وجل كائنا من كان من صرفت له العبادة - 00:18:07
ويشمل النهي عن الشرك الاصغر والشرك الاكبر فيشمل النهي عن الحلف بغير الله كما يشمل النهي عن السجود لغير الله كما يشمل النهي عن النذر لغير الله والذبح لغير الله. وسؤال المقبورين ودعائهم - 00:18:25
كل هذا داخل في قوله ولا تشركوا به شيئا وهذا امر واضح جلي ولكن الاشكال كل الاشكال في من يقرأ هذه الايات الواضحات في كتاب الله عز وجل ثم يجيز - 00:18:42
تؤال المقبورين والتوجه اليهم في قضاء الحوائج والذبح لهم والنذر لهم وغير ذلك من من العبادات التي تصرف لغير الله. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:18:58