فقد جاء بهما القرآن الكريم. قال الله تعالى وانه لقرآن كريم. وقال تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. هذا فيما يتعلق بوصف الاحكام وقد جاء وصفه في قوله تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم. فجاء في القرآن عدة اوصاف جاء وصفه بالحكيم - 00:00:00
جاء وصفه بالكريم وجاء وصفه بالمجيد وبغير ذلك من الاوصاف لكن ما يتعلق بالوصف الذي ذكره المؤلف في النظم في نسخ نسخة الحكيم وقد دل عليها قوله تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم ونسخها الكريم ودل عليها قول الله تعالى وانه لقرآن كريم - 00:00:35
ونسخة القديم فنحتاج الى النظر في صحة هذا الوصف. هل يصح هذا الوصف؟ هل يصح وصف القرآن بالقديم او لا القديم في كلام المتكلمين المقصود به الاول الذي ليس قبله شيء. هذا مرادهم بالقديم. يعني اذا قال اهل - 00:00:57
الكلام قديم فالمراد بالقديم الذي لا يسبقه شيء. بمعنى ان الاول الذي ليس قبله شيء. وهذا تعريف للقديم خلاف ما جرى عليه عمل اهل اللغة فان اهل اللغة يستعملون القديم - 00:01:17
للمتقدم على غيره بغض النظر عن كونه مسبوقا بعدم او لم يسبق بعدم. واما اهل الكلام فعندهم القديم بمعنى الذي ليس قبله شيء فبينهما فرق اهل العلم من اهل السنة والجماعة - 00:01:35
ليس في كلام احد منهم وصف القرآن بانه قديم. ليس في كلام اهل السنة وصف القرآن بالقديم. وانما اذلك في كلام بعض مثبتة الصفات فاهل السنة متفقون على ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته يعني - 00:01:56
جل وعلا وان كان جنس الكلام قديما لكن كلامه بمشيئته وقدرته. ذهب بعض مثبتة صفات الى ان كلام الله تعالى قديم النوع والافراد. وهذا قول ابن كلاب. اول من قال به عبد الله بن كلاب - 00:02:16
ولذلك وصف القرآن بانه قديم وهو اول من اشتهر عنه هذا القول واما الائمة من السلف فانهم لم يقولوا ذلك ولا يحفظ عنهم فيه شيء بل ان الله تعالى قد وصف بعظ القرآن بانه محدث - 00:02:36
قال تعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون فوصفه بانه محدث والمقصود بالاحداث هنا ما يقابل القديم لكن ما يقابل القديم في لغة العرب لا القديم الذي اصطلح عليه اهل الكلام - 00:02:56
المقصود انه لا يصح وصف القرآن بالقديم فليس في كلام السلف ما يصدق هذا الوصف. بل فيهما يدل على بطلانه لان الله تعالى تكلم بالقرآن لما انزله. واما ابن كلاب وتبعه الاشعري وجماعة من مثبت - 00:03:14
الصفات فيقولون انه تكلم بالقرآن ازلا ولم يتكلم به وقت نزوله. ولذلك يقولون القرآن قديم يعني انه كذاته فلم يحدث بعد ان لم يكن. وهذا مبني على اختلال عندهم في اصل من اصول - 00:03:36
الاعتقاد وهو مسألة ان الحادث لا يكون الا في حادث وان الحدوث يدل على الحدوث. على كل حال الذي يهمنا ان هذه اللفظة لا يمكن ان تصح عن شيخ الاسلام رحمه الله - 00:03:55
وهي وصف القرآن بالقديم. لان هذا الوصف لم يأتي في كلام السلف ولانه معناه باطل. اذ يلزم ان الله لم يتكلم بالقرآن بمشيئته وقدرته وهو يخالف ما دلت عليه الايات. ومنها قوله تعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث - 00:04:10
وصفه الله تعالى بانه محدث قال رحمه الله في ثاني الاوصاف التي يثبتها للقرآن قال فهو القديم المنزل ولم يبين المؤلف من اين نزل اولا وصف القرآن بانه منزل جاء ذلك في كلام الله تعالى في قوله تعالى في سورة الانعام والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من رب - 00:04:30
بك بالحق فما ذكره رحمه الله من ان ايات القرآن جاءت بهذا الوصف صحيح. وهو في هذه الاية من سورة الانعام وهذا يدل على ان القرآن غير مخلوق فان قوله رحمه الله فهو القديم المنزل المنزل من فوائد هذا الوصف ان القرآن غير مخلوق - 00:04:59
كما دل عليه قوله تعالى والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق. فليس القرآن مخلوق كما يقوله الجهمية والمعتزلة بل القرآن كلام الله تعالى منه بدأ اي منه - 00:05:22
خرج فابتدأ به الكلام سبحانه وتعالى. لم يبتدأ الكلام من غيره. وقد جاء وصف القرآن بانه منزل في كثيرة وبين في ايات كثيرة من اين انزل وهذا يبين انه انزال خاص - 00:05:42
لان الانزال الانزال الذي اخبر به الله عز وجل به في كتابه اما ان يكون مقيدا واما ان يكون مطلقا. المقيد هو ما بين فيه جهة الانزال او مصدر الانزال - 00:06:04
قال الله تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. فهذا اخبار بانزال وبيان من اين انزل. تنزيل الكتاب من الله العزيز اليم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. كل هذه الايات دالة - 00:06:17
على ما ذكره المؤلف رحمه الله من ان القرآن منزل وهي تفيد انه كلام الله تعالى غير مخلوق و قد بين الله تعالى ان انزاله كان بالحق كما قال جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك بالحق - 00:06:33
فهذي ايضا كالايات السابقة في بيان جهة الانزال وفي بيان انه انزال مصاحب للحق فهو حق وهذا الانزال حق والذي نزل به جبريل كما قال الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل - 00:06:53
فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه. فاخبر الله تعالى بانزال القرآن. وان من نزل به جبريل وقال تعالى في اية اخرى نزل به الروح الامين. وهو جبريل عليه السلام - 00:07:10
فروحوا الامين هو جبريل لان الله تعالى بين ان من اعمال جبريل التي توجب ولايته ومحبته وتنفي عداوته وبغضه انزاله القرآن قال الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه - 00:07:27
وهذا يبين ان القرآن منزل من رب العالمين. وعلى هذا اجمع سلف الامة لا خلاف بينهم ودلائل هذا في القرآن واضحة لا خفاء فيها ولا لبس. لكن الذي يفيده انزال القرآن انه غير مخلوق. وفي هذا الرد على جميع - 00:07:49
الطوائف التي ضلت في باب الاسماء وفي باب كلام الله تعالى وفي باب القرآن خصوصا. ثم قال رحمه الله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول. المؤلف رحمه الله ذكر في القرآن بيتا واحدا. اثبت - 00:08:09
ما يعتقده في القرآن وانه يعتقد في القرآن ما دلت عليه الايات. وذكر من ذلك امرين الامر الاول انه حكيم والامر الثاني انه في النسخة الثانية انه كريم. وانه منزل منه جل وعلا. ومعنى كريم وحكيم واظح الكريم كثير - 00:08:29
البركة والخير والاحسان والحكيم انه محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فيصدق بعضه بعضا فهو محكم في اخباره محكم في احكامه. فالاحكام منتظم جميع ما في هذا القرآن - 00:08:48
ثم بعد هذا انتقل المؤلف رحمه الله لذكر ما يجب اعتقاده في الصفات عموما في صفات الله تعالى ليس فقط في القرآن انما في الصفات كلها. وهذا من باب الانتقال من الخاص الى العام. فذكر ما يجب - 00:09:05
في القرآن ولعله اجل حاجة السائل ثم انتقل لتقعيد ما يجب ان يكون عليه المؤمن في باب صفات الله تعالى. فقال رحمه الله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول - 00:09:21
وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيل واقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا اتأول والو قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطر. هذه الابيات الاربعة - 00:09:45
هي تقعيد لما يجب اعتقاده في باب الاسماء والصفات. يقول رحمه الله وصحيح اخبار الصفات. الصفات صفة وهي ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من اسمائه وصفاته لان المقصود بالصفات هنا الصفات وما يدل عليها - 00:10:05
فان الاسماء دالة على الصفات. فالمقصود هذا الباب باب الاسماء والصفات الاسماء التي ذكرها الله تعالى عن نفسه والصفات التي اخبر بها عن نفسه جل وعلا يقول وصحيح اخبار الصفات امرها صحيح اخبار الصفات - 00:10:25
ولم يتكلم عن الايات لان الايات لا صحيحة فيها وضعيف انما كلها ثابتة. لكن قد بين انه يقول بما تدل عليه الايات في البيت السابق. حيث قال واقول في القرآن ما جاءت به اياته - 00:10:43
فدل ذلك على ان ما دلت عليه الايات يجب قبوله وتصديقه في القرآن وفي غيره ثم لما كان كثير من الصفات قد ثبتت في الاحاديث ولما كان المعترك فيما يثبت ما يرد من الصفات في الاحاديث بخلاف القرآن فان القرآن لا يناقش - 00:11:00
في ثبوته انتقل الى بيان ما يجب اعتقاده في احاديث الصفات والامر لا يختص احاديث الصفات فقط بل نصوص الصفات لكن اشار بقوله صحيح اخبار الصفات انه لا يعتمد في الاحاديث الا ما كان صحيحا فما كان ضعيفا فانه - 00:11:20
يعتمده في اثبات صفات الله تعالى اذا لماذا؟ قال المؤلف رحمه الله صحيح اخبار الصفات مع ان الصفات ثبتت بالكتاب والسنة؟ الجواب على هذا ان يقال ان القرآن قد ذكره في البيت السابق في قوله واقول في القرآن ما جاءت به اياته وكذا في سائر الصفات. فلم يحتج الى ذكر القرآن - 00:11:40
او يقال انه لم يذكر القرآن لان القرآن من حيث الثبوت لا ينقسم الى صحيح وضعيف. بخلاف السنة فانها تنقسم الى صحيح وضعيف فاحتاج الى ان يميز ما الذي يثبته من احاديث الصفات اما ايات الصفات فانها ثابتة - 00:12:03
لا تحتاج الى مناقشة قال رحمه الله وصحيح اخبار اخبار جمع خبر وهو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والاصل في الخبر انه اوسع من الحديث لانه يدخل فيه قول الصحابي وقول التابعي فكله خبر لكن المقصود - 00:12:23
بالخبر هنا خبر الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول وصحيح اخبار الصفات امرها والصفات معلوم انها تنقسم الى اقسام الصفات التي ثبتت في الله تعالى بالنصوص منها ما هو ذاتي ومنها ما هو فعلي ومنها - 00:12:43
ما هو خبر فالصفات لها تقسيمات عديدة وكل هذه الصفات يجب اثباتها كما قال المؤلف رحمه الله. لانه قال وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول امرها حقا امرها وقول حقا حال يعني حال كوني مقرا بها - 00:13:03
وحال كوني معتقدا انها حق. وحال كونها حق. فقول حق يحتمل ان يكون حال من الفاعل ويحتمل ان يكون حال من المفعول امرها حال كونها حق والمقصود انه يمرها معتقدا ما تظمنته. فليس المقصود بالامرار هنا - 00:13:30
امرار الفاظها دون معانيها فان هذا لا يريده المؤلف ولا هو مقصود السلف انما المقصود بالامرار في قوله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا امرار اللفظ والمعنى. وهذا الذي يجب اعتقاد - 00:13:56
قادوا فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه اننا نمر ما اخبر الله تعالى به عن نفسه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم لم من دون تعرض لذلك بعقل او فكر. فان العقول تقصر عن ادراك - 00:14:13
معاني وحقائق تلك الاخبار قال الله تعالى ولا يحيطون به علما. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه. قال تعالى هل تعلم له سم يا؟ قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال - 00:14:33
كل هذه الايات وغيرها كثير يدل على ان حقائق تلك الصفات لا سبيل الى ادراكها. حقائق تلك الصفات لا سبيل الى ادراكها انما الواجب امرارها واعتقاد معناها دون التعرظ لحقائقها وكيفياتها. يقول رحمه الله حقا كما - 00:14:51
ذكر الطراز الاول كما ذكر الطراز الطراز في لسان العرب الجيد من كل شيء. وقد استعمله العرب قديما يقول حسان بيض كريمة احسابهم شم الانوف من الطراز الاولي. ومقصوده بالطراز الاول الاجاويد - 00:15:14
فاضل ويستعمل هذا اللفظ في كلام العرب للدلالة على القديم. فيقال هذا رجل من الطراز الاول يعني من القدماء من قدماء الرجال. فقول المؤلف رحمه الله حقا كما ذكر الطراز الاول اي كما ذكر السلف - 00:15:36
من هم السلف المتقدمون؟ هم الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من التابعين وتابعيهم من اهل القرون المفضلة واذا نظرنا في المنقول عن هؤلاء وجدنا ان المنقول عن هؤلاء كلهم هو ما ذكره المؤلف - 00:15:56
رحمه الله فقد روى ابو بكر الخلال في كتاب السنة عن الاوزاعي قال سئل مكحول والزهري عن تفسير الاحاديث احاديث الصفات قال امروا قال امروها كما جاءت. وقد روى ايظا عن الوليد ابن مسلم قال سألت مالك ابن انس والاوزاعي - 00:16:16
وسفيان الثوري والليث عن ايات الصفات فقالوا امروها كما جاءت وقد علق جماعة من اهل العلم على هذا فقالوا ان مكحول والزهري من اعلم التابعين وان الاربعة اللي هم انس والليث وسفيان والاوزاعي - 00:16:40
ائمة الدنيا في زمانهم في زمن تابعي التابعين فاذا كان هذا عقد اولئك فان هذا يدل على ان سلف الامة كانت هذه عقيدتهم في ايات الصفات. وهو اثباتها وامرارها كما جاءت بلا كيف؟ فثبت ان الطراز الاول هذا عقدهم وهو من قول في الكتب التي اعتنت بنقل العقائد - 00:17:04
ككتاب السنة الامام احمد ابن عبد الله ابن الامام احمد والسنة للخلال والابانة للعكبري والشريعة للاجر وغيرها من الكتب التي تحتفي المنقول عن السلف في باب الاعتقاد ولا تكاد تخطئ عينك هذا القول في كتاب من هذه الكتب - 00:17:31
منقولا عن جماعات من سلف الامة. فدل هذا على ان الواجب ما ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بصفات الله تعالى وهو امرارها كما جاءت. فان السلف امروا بذلك وسلكوا هذا المسلك - 00:17:53
ومعنى امرارها في قول امروها كما جاءت معنى ذلك ايش اي لا تتعرضوا لها بتأويل او تحريف او تكييف وليس المقصود ان نقر بها الفاظا مجردة على المعاني هذا لا - 00:18:11
ان يقول له احد ولا يمكن ان ينسبه احد لسلف الامة فان سلف الامة اعلم بالله واعلم برسوله من ان يعتقدوا في كلامه او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:18:29
انه لفظ لا معنى له بل كانوا يقرون بالالفاظ وما تظمنتها من المعاني اذا قول السلف امروها كما جاءت اي لا تتعرضوا لها بتأويل ولا بتحريف ولذلك يقول المؤلف وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيل - 00:18:43
واقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا اتأول في هذين البيتين فسر المؤلف رحمه الله وبين معنى الامرار الذي اخبر به في البيت السابق في قوله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا - 00:19:06
كما ذكر الطراز الاول فالامرار الذي كان عند السلف وامروا به ليس جمودا عن فهم المعاني فان الله تعالى انما انزل القرآن ليتدبروا الاتعاظ به ويدكر به. ولا يمكن ان يكون هذا دون النظر في المعاني - 00:19:26
ومن اكثر ما اخبر الله تعالى في كتابه خبره عن نفسه فكيف يكون اكثر ما في القرآن الذي انزل عبرة وعظة؟ ويتدبر يجب امرار اللفظ دون النظر في المعاني. لا شك ان هذا من ابعد ما - 00:19:46
اذا هذا الذي ذكر المؤلف رحمه الله من امرار الصفات كما جاءت وما كان عليه السلف في هذا يجب ان يقيد بما ذكره في قوله وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيله. واقول قال الله جل جلاله والمصطفى - 00:20:01
ولا اتأول - 00:20:24
التفريغ
فقد جاء بهما القرآن الكريم. قال الله تعالى وانه لقرآن كريم. وقال تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. هذا فيما يتعلق بوصف الاحكام وقد جاء وصفه في قوله تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم. فجاء في القرآن عدة اوصاف جاء وصفه بالحكيم - 00:00:00
جاء وصفه بالكريم وجاء وصفه بالمجيد وبغير ذلك من الاوصاف لكن ما يتعلق بالوصف الذي ذكره المؤلف في النظم في نسخ نسخة الحكيم وقد دل عليها قوله تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم ونسخها الكريم ودل عليها قول الله تعالى وانه لقرآن كريم - 00:00:35
ونسخة القديم فنحتاج الى النظر في صحة هذا الوصف. هل يصح هذا الوصف؟ هل يصح وصف القرآن بالقديم او لا القديم في كلام المتكلمين المقصود به الاول الذي ليس قبله شيء. هذا مرادهم بالقديم. يعني اذا قال اهل - 00:00:57
الكلام قديم فالمراد بالقديم الذي لا يسبقه شيء. بمعنى ان الاول الذي ليس قبله شيء. وهذا تعريف للقديم خلاف ما جرى عليه عمل اهل اللغة فان اهل اللغة يستعملون القديم - 00:01:17
للمتقدم على غيره بغض النظر عن كونه مسبوقا بعدم او لم يسبق بعدم. واما اهل الكلام فعندهم القديم بمعنى الذي ليس قبله شيء فبينهما فرق اهل العلم من اهل السنة والجماعة - 00:01:35
ليس في كلام احد منهم وصف القرآن بانه قديم. ليس في كلام اهل السنة وصف القرآن بالقديم. وانما اذلك في كلام بعض مثبتة الصفات فاهل السنة متفقون على ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته يعني - 00:01:56
جل وعلا وان كان جنس الكلام قديما لكن كلامه بمشيئته وقدرته. ذهب بعض مثبتة صفات الى ان كلام الله تعالى قديم النوع والافراد. وهذا قول ابن كلاب. اول من قال به عبد الله بن كلاب - 00:02:16
ولذلك وصف القرآن بانه قديم وهو اول من اشتهر عنه هذا القول واما الائمة من السلف فانهم لم يقولوا ذلك ولا يحفظ عنهم فيه شيء بل ان الله تعالى قد وصف بعظ القرآن بانه محدث - 00:02:36
قال تعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون فوصفه بانه محدث والمقصود بالاحداث هنا ما يقابل القديم لكن ما يقابل القديم في لغة العرب لا القديم الذي اصطلح عليه اهل الكلام - 00:02:56
المقصود انه لا يصح وصف القرآن بالقديم فليس في كلام السلف ما يصدق هذا الوصف. بل فيهما يدل على بطلانه لان الله تعالى تكلم بالقرآن لما انزله. واما ابن كلاب وتبعه الاشعري وجماعة من مثبت - 00:03:14
الصفات فيقولون انه تكلم بالقرآن ازلا ولم يتكلم به وقت نزوله. ولذلك يقولون القرآن قديم يعني انه كذاته فلم يحدث بعد ان لم يكن. وهذا مبني على اختلال عندهم في اصل من اصول - 00:03:36
الاعتقاد وهو مسألة ان الحادث لا يكون الا في حادث وان الحدوث يدل على الحدوث. على كل حال الذي يهمنا ان هذه اللفظة لا يمكن ان تصح عن شيخ الاسلام رحمه الله - 00:03:55
وهي وصف القرآن بالقديم. لان هذا الوصف لم يأتي في كلام السلف ولانه معناه باطل. اذ يلزم ان الله لم يتكلم بالقرآن بمشيئته وقدرته وهو يخالف ما دلت عليه الايات. ومنها قوله تعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث - 00:04:10
وصفه الله تعالى بانه محدث قال رحمه الله في ثاني الاوصاف التي يثبتها للقرآن قال فهو القديم المنزل ولم يبين المؤلف من اين نزل اولا وصف القرآن بانه منزل جاء ذلك في كلام الله تعالى في قوله تعالى في سورة الانعام والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من رب - 00:04:30
بك بالحق فما ذكره رحمه الله من ان ايات القرآن جاءت بهذا الوصف صحيح. وهو في هذه الاية من سورة الانعام وهذا يدل على ان القرآن غير مخلوق فان قوله رحمه الله فهو القديم المنزل المنزل من فوائد هذا الوصف ان القرآن غير مخلوق - 00:04:59
كما دل عليه قوله تعالى والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق. فليس القرآن مخلوق كما يقوله الجهمية والمعتزلة بل القرآن كلام الله تعالى منه بدأ اي منه - 00:05:22
خرج فابتدأ به الكلام سبحانه وتعالى. لم يبتدأ الكلام من غيره. وقد جاء وصف القرآن بانه منزل في كثيرة وبين في ايات كثيرة من اين انزل وهذا يبين انه انزال خاص - 00:05:42
لان الانزال الانزال الذي اخبر به الله عز وجل به في كتابه اما ان يكون مقيدا واما ان يكون مطلقا. المقيد هو ما بين فيه جهة الانزال او مصدر الانزال - 00:06:04
قال الله تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. فهذا اخبار بانزال وبيان من اين انزل. تنزيل الكتاب من الله العزيز اليم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. كل هذه الايات دالة - 00:06:17
على ما ذكره المؤلف رحمه الله من ان القرآن منزل وهي تفيد انه كلام الله تعالى غير مخلوق و قد بين الله تعالى ان انزاله كان بالحق كما قال جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك بالحق - 00:06:33
فهذي ايضا كالايات السابقة في بيان جهة الانزال وفي بيان انه انزال مصاحب للحق فهو حق وهذا الانزال حق والذي نزل به جبريل كما قال الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل - 00:06:53
فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه. فاخبر الله تعالى بانزال القرآن. وان من نزل به جبريل وقال تعالى في اية اخرى نزل به الروح الامين. وهو جبريل عليه السلام - 00:07:10
فروحوا الامين هو جبريل لان الله تعالى بين ان من اعمال جبريل التي توجب ولايته ومحبته وتنفي عداوته وبغضه انزاله القرآن قال الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه - 00:07:27
وهذا يبين ان القرآن منزل من رب العالمين. وعلى هذا اجمع سلف الامة لا خلاف بينهم ودلائل هذا في القرآن واضحة لا خفاء فيها ولا لبس. لكن الذي يفيده انزال القرآن انه غير مخلوق. وفي هذا الرد على جميع - 00:07:49
الطوائف التي ضلت في باب الاسماء وفي باب كلام الله تعالى وفي باب القرآن خصوصا. ثم قال رحمه الله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول. المؤلف رحمه الله ذكر في القرآن بيتا واحدا. اثبت - 00:08:09
ما يعتقده في القرآن وانه يعتقد في القرآن ما دلت عليه الايات. وذكر من ذلك امرين الامر الاول انه حكيم والامر الثاني انه في النسخة الثانية انه كريم. وانه منزل منه جل وعلا. ومعنى كريم وحكيم واظح الكريم كثير - 00:08:29
البركة والخير والاحسان والحكيم انه محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فيصدق بعضه بعضا فهو محكم في اخباره محكم في احكامه. فالاحكام منتظم جميع ما في هذا القرآن - 00:08:48
ثم بعد هذا انتقل المؤلف رحمه الله لذكر ما يجب اعتقاده في الصفات عموما في صفات الله تعالى ليس فقط في القرآن انما في الصفات كلها. وهذا من باب الانتقال من الخاص الى العام. فذكر ما يجب - 00:09:05
في القرآن ولعله اجل حاجة السائل ثم انتقل لتقعيد ما يجب ان يكون عليه المؤمن في باب صفات الله تعالى. فقال رحمه الله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول - 00:09:21
وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيل واقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا اتأول والو قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطر. هذه الابيات الاربعة - 00:09:45
هي تقعيد لما يجب اعتقاده في باب الاسماء والصفات. يقول رحمه الله وصحيح اخبار الصفات. الصفات صفة وهي ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من اسمائه وصفاته لان المقصود بالصفات هنا الصفات وما يدل عليها - 00:10:05
فان الاسماء دالة على الصفات. فالمقصود هذا الباب باب الاسماء والصفات الاسماء التي ذكرها الله تعالى عن نفسه والصفات التي اخبر بها عن نفسه جل وعلا يقول وصحيح اخبار الصفات امرها صحيح اخبار الصفات - 00:10:25
ولم يتكلم عن الايات لان الايات لا صحيحة فيها وضعيف انما كلها ثابتة. لكن قد بين انه يقول بما تدل عليه الايات في البيت السابق. حيث قال واقول في القرآن ما جاءت به اياته - 00:10:43
فدل ذلك على ان ما دلت عليه الايات يجب قبوله وتصديقه في القرآن وفي غيره ثم لما كان كثير من الصفات قد ثبتت في الاحاديث ولما كان المعترك فيما يثبت ما يرد من الصفات في الاحاديث بخلاف القرآن فان القرآن لا يناقش - 00:11:00
في ثبوته انتقل الى بيان ما يجب اعتقاده في احاديث الصفات والامر لا يختص احاديث الصفات فقط بل نصوص الصفات لكن اشار بقوله صحيح اخبار الصفات انه لا يعتمد في الاحاديث الا ما كان صحيحا فما كان ضعيفا فانه - 00:11:20
يعتمده في اثبات صفات الله تعالى اذا لماذا؟ قال المؤلف رحمه الله صحيح اخبار الصفات مع ان الصفات ثبتت بالكتاب والسنة؟ الجواب على هذا ان يقال ان القرآن قد ذكره في البيت السابق في قوله واقول في القرآن ما جاءت به اياته وكذا في سائر الصفات. فلم يحتج الى ذكر القرآن - 00:11:40
او يقال انه لم يذكر القرآن لان القرآن من حيث الثبوت لا ينقسم الى صحيح وضعيف. بخلاف السنة فانها تنقسم الى صحيح وضعيف فاحتاج الى ان يميز ما الذي يثبته من احاديث الصفات اما ايات الصفات فانها ثابتة - 00:12:03
لا تحتاج الى مناقشة قال رحمه الله وصحيح اخبار اخبار جمع خبر وهو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والاصل في الخبر انه اوسع من الحديث لانه يدخل فيه قول الصحابي وقول التابعي فكله خبر لكن المقصود - 00:12:23
بالخبر هنا خبر الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول وصحيح اخبار الصفات امرها والصفات معلوم انها تنقسم الى اقسام الصفات التي ثبتت في الله تعالى بالنصوص منها ما هو ذاتي ومنها ما هو فعلي ومنها - 00:12:43
ما هو خبر فالصفات لها تقسيمات عديدة وكل هذه الصفات يجب اثباتها كما قال المؤلف رحمه الله. لانه قال وصحيح اخبار الصفات امرها حقا كما ذكر الطراز الاول امرها حقا امرها وقول حقا حال يعني حال كوني مقرا بها - 00:13:03
وحال كوني معتقدا انها حق. وحال كونها حق. فقول حق يحتمل ان يكون حال من الفاعل ويحتمل ان يكون حال من المفعول امرها حال كونها حق والمقصود انه يمرها معتقدا ما تظمنته. فليس المقصود بالامرار هنا - 00:13:30
امرار الفاظها دون معانيها فان هذا لا يريده المؤلف ولا هو مقصود السلف انما المقصود بالامرار في قوله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا امرار اللفظ والمعنى. وهذا الذي يجب اعتقاد - 00:13:56
قادوا فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه اننا نمر ما اخبر الله تعالى به عن نفسه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم لم من دون تعرض لذلك بعقل او فكر. فان العقول تقصر عن ادراك - 00:14:13
معاني وحقائق تلك الاخبار قال الله تعالى ولا يحيطون به علما. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه. قال تعالى هل تعلم له سم يا؟ قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال - 00:14:33
كل هذه الايات وغيرها كثير يدل على ان حقائق تلك الصفات لا سبيل الى ادراكها. حقائق تلك الصفات لا سبيل الى ادراكها انما الواجب امرارها واعتقاد معناها دون التعرظ لحقائقها وكيفياتها. يقول رحمه الله حقا كما - 00:14:51
ذكر الطراز الاول كما ذكر الطراز الطراز في لسان العرب الجيد من كل شيء. وقد استعمله العرب قديما يقول حسان بيض كريمة احسابهم شم الانوف من الطراز الاولي. ومقصوده بالطراز الاول الاجاويد - 00:15:14
فاضل ويستعمل هذا اللفظ في كلام العرب للدلالة على القديم. فيقال هذا رجل من الطراز الاول يعني من القدماء من قدماء الرجال. فقول المؤلف رحمه الله حقا كما ذكر الطراز الاول اي كما ذكر السلف - 00:15:36
من هم السلف المتقدمون؟ هم الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من التابعين وتابعيهم من اهل القرون المفضلة واذا نظرنا في المنقول عن هؤلاء وجدنا ان المنقول عن هؤلاء كلهم هو ما ذكره المؤلف - 00:15:56
رحمه الله فقد روى ابو بكر الخلال في كتاب السنة عن الاوزاعي قال سئل مكحول والزهري عن تفسير الاحاديث احاديث الصفات قال امروا قال امروها كما جاءت. وقد روى ايظا عن الوليد ابن مسلم قال سألت مالك ابن انس والاوزاعي - 00:16:16
وسفيان الثوري والليث عن ايات الصفات فقالوا امروها كما جاءت وقد علق جماعة من اهل العلم على هذا فقالوا ان مكحول والزهري من اعلم التابعين وان الاربعة اللي هم انس والليث وسفيان والاوزاعي - 00:16:40
ائمة الدنيا في زمانهم في زمن تابعي التابعين فاذا كان هذا عقد اولئك فان هذا يدل على ان سلف الامة كانت هذه عقيدتهم في ايات الصفات. وهو اثباتها وامرارها كما جاءت بلا كيف؟ فثبت ان الطراز الاول هذا عقدهم وهو من قول في الكتب التي اعتنت بنقل العقائد - 00:17:04
ككتاب السنة الامام احمد ابن عبد الله ابن الامام احمد والسنة للخلال والابانة للعكبري والشريعة للاجر وغيرها من الكتب التي تحتفي المنقول عن السلف في باب الاعتقاد ولا تكاد تخطئ عينك هذا القول في كتاب من هذه الكتب - 00:17:31
منقولا عن جماعات من سلف الامة. فدل هذا على ان الواجب ما ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بصفات الله تعالى وهو امرارها كما جاءت. فان السلف امروا بذلك وسلكوا هذا المسلك - 00:17:53
ومعنى امرارها في قول امروها كما جاءت معنى ذلك ايش اي لا تتعرضوا لها بتأويل او تحريف او تكييف وليس المقصود ان نقر بها الفاظا مجردة على المعاني هذا لا - 00:18:11
ان يقول له احد ولا يمكن ان ينسبه احد لسلف الامة فان سلف الامة اعلم بالله واعلم برسوله من ان يعتقدوا في كلامه او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:18:29
انه لفظ لا معنى له بل كانوا يقرون بالالفاظ وما تظمنتها من المعاني اذا قول السلف امروها كما جاءت اي لا تتعرضوا لها بتأويل ولا بتحريف ولذلك يقول المؤلف وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيل - 00:18:43
واقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا اتأول في هذين البيتين فسر المؤلف رحمه الله وبين معنى الامرار الذي اخبر به في البيت السابق في قوله وصحيح اخبار الصفات امرها حقا - 00:19:06
كما ذكر الطراز الاول فالامرار الذي كان عند السلف وامروا به ليس جمودا عن فهم المعاني فان الله تعالى انما انزل القرآن ليتدبروا الاتعاظ به ويدكر به. ولا يمكن ان يكون هذا دون النظر في المعاني - 00:19:26
ومن اكثر ما اخبر الله تعالى في كتابه خبره عن نفسه فكيف يكون اكثر ما في القرآن الذي انزل عبرة وعظة؟ ويتدبر يجب امرار اللفظ دون النظر في المعاني. لا شك ان هذا من ابعد ما - 00:19:46
اذا هذا الذي ذكر المؤلف رحمه الله من امرار الصفات كما جاءت وما كان عليه السلف في هذا يجب ان يقيد بما ذكره في قوله وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيله. واقول قال الله جل جلاله والمصطفى - 00:20:01
ولا اتأول - 00:20:24