والجماعة فيه انه ميزان يزن الله تعالى به الاعمال يوم القيامة كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الموازين القسط يعني العدل ليوم القيامة اي اجر يوم القيامة وقيل في يوم القيامة وقيل عند يوم القيامة - 00:00:03
ثلاثة اقوال لاهل العلم في اللام في قوله ليوم القيامة اما للتعليم واما انها للظرفية واما انها للوقت اي لوقت يوم القيامة ووضع الموازين ليوم القيامة في وقت يوم القيامة لان الله تعالى يحاسب الخلق - 00:00:26
وحسابهم يتبين بالميزان ولذلك قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها ثم قال وكفى بنا حاسبين. فالميزان مما يتعلق بالحساب. ولذلك اختلف العلماء رحمهم الله في وقت - 00:00:44
الوزن هل هو قبل الحساب او بعده والذي يظهر انه في الحساب ومما يكمل به الحساب لان الحساب العد وذلك ان الله تعالى يحصي الحسنات ويحصي السيئات عددا ثم تحصى وزنا - 00:01:08
فان رجحت الحسنات صار الى الجنة وان رجحت السيئات استحق النار. فان شاء عذبه وان شاء غفر له. فالميزان مما يرتبط بالحساب وهو ميزان حقيقي لله تعالى فيه حكمة من حكمه ان الله تعالى يظهر به العدل - 00:01:28
ومن حكمه ان الله تعالى يقيم به الحجة على الخلق فان الله تعالى يظهر رجحان الموازين حتى يراها الناس فيكون جل وعلا قد اظهر عدله اقام الحجة على الانسان من جهة عمله ومن جهة يبصرها ويدركها وهو رجحان الحسنات والسيئات. واختلف العلماء رحمهم الله في الميزان هل هو واحد - 00:01:49
ام متعدد فذهب جمهور اهل العلم الى انه ميزان واحد. وقال جماعة من اهل العلم انها موازين وليست ميزانا واحدا وذلك ان الله تعالى ذكر في كتابه الموازين. قال ونضع الموازين القسط. فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه - 00:02:21
فذكر الله تعالى الموازين بصيغة الجمع ولا يمنع ان يكون هناك موازين متعددة وهذا التعدد اما باعتبار العمل فلكل عمل ميزان واما باعتبار العمال فلكل عامل ميزان واما بغير هذا من الاعتبارات التي - 00:02:43
قضاها الله تعالى وحكم بها فعندنا في العدد قولان وهذا القول الاخير يعني ان الموازين متعددة هو ما مال اليه الشنقيطي رحمه الله فيما يظهر من كلامه حيث قال وقد جاء الميزان مجموعة في كتاب الله تعالى والاصل بقاء اللفظ على ظاهره ما لم يدل دليل على خلاف ذلك - 00:03:06
فظاهر قوله رحمه الله في التفسير انه يميل الى انها موازين والمسألة في هذا قريبة لكن الذي يجب اعتقاده انه ميزان قسط ويمكن ان يقال ان التعدد باعتبار الموازين واختلاف الاعمال كما ذكرنا. فلا اشكال في التعدد - 00:03:30
هذا على قول الجمهور وعلى القول الثاني على القول انه انها موازين متعددة لا اشكال في الجمع والافراد يكون باعتبار ذكر الجنس اذا عندنا في عدد الموازين اختلف فيه العلماء على قولين الجمهور على انه واحد والتعدد اما باعتبار - 00:03:53
العمل او باعتبار العمال او بغير ذلك من الاعتبارات. والقول الثاني ان الموازين متعددة. وان تعددها اما باعتبار الخلق فلكل ميزان او باعتبار الاعمال فلكل عمل ميزان او بغير ذلك من اعتبارات. لكن نؤمن بانها موازين - 00:04:13
ما جاء في الاحاديث انه ميزان واحد فهو باعتبار الجنس. من ذلك ما في الصحيحين من حديث عمارة ابن القعقاع عن ابي الزرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان - 00:04:33
حبيبتان للرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وفي حديث ابي مالك الاشعري في صحيح الامام مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان فجاءت مفردة - 00:04:53
في السنة فيحمل هذا الافراد على ان المذكور هو الجنس. ولان المذكور عمل واحد فافرد لان المذكور عمل واحد وهو الذكر افرد ذكر الميزان والمسألة في هذا كما ذكرنا قريبا. طيب هذي مسألة من المسائل التي وقع فيها الاختلاف بين اهل العلم فيما يتعلق بالميزان. المسألة الثانية - 00:05:07
فيما يتعلق بالموزون فمنهم من قال ان الوزن للعمل ومنهم من قال ان الوزن لصحائف الاعمال ومنهم من قال ان الوزن للعمال ومنهم من قال ان الوزن للجميع وهذا هو الذي دلت عليه النصوص وبه تجتمع الاقوال - 00:05:30
فالوزن يكون للعمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثقيلتان في الميزان وكما قال الحمد لله تملأ الميزان فهذا وزن للعمل. واما دلالة القرآن قال الله تعالى في ذكر الوزن للاعمال ونضع الموازين القسطة ليوم القيامة - 00:05:50
فلا تظلموا نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وهذا فيه ان الوزن لشيء ويتفاوت هذا الشيء ثقلا وصغرا ودقة لقوله تعالى وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها - 00:06:09
القول ايضا الوزن يكون للعامل لقول الله تعالى في الكافر فلا نقيم له يوم القيامة وزنا وجاء في الصحيحين من طريق ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:26
ان الرجل السمين العظيم يؤتى به يوم القيامة فلا يزن عند الله تعالى جناح بعوضة. اقرأوا قول الله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وهذا يدل على ان الوزن للعامل. ويشهد لهذا - 00:06:45
ما رواه الامام احمد من حديث ام موسى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اجتبى للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:05
اراك فعلى شجرة فضحك الصحابة من دقي ساقي عبدالله بن مسعود فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتضحكون من دقي رجلي ابن مسعود والله انها لاثقل في الميزان يوم القيامة من جبل احد - 00:07:17
وهذا يدل على ان العامل يوزن. والحديث اسناده جيد قال عنه ابن عبد البر حسن وكذلك قال عنه الحافظ ابن حجر في الاصابة وهذا يدل على ان الوزن ايش؟ للعامل - 00:07:37
بقي الوزن للسجلات ودليل ذلك ما رواه الترمذي وغيره من حديث ابي عبد الرحمن المعافر الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة صاحب البطاقة - 00:07:53
وهو ان الله تعالى يخلص رجلا يوم القيامة من بين الخلق يؤتى به ويؤتى بصحائف عمله فتوضع في الميزان فيؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر او مد البصر - 00:08:08
يقال اتنكر من هذا شيئا؟ فيقول لا فيقول اظلمك الحفظة؟ فيقول لا ويشهد على نفسه باستحقاق العذاب ثم يقول الله تعالى انك لن تظلم شيئا فيؤتى ببطاقة والبطاقة هي الرقعة الصغيرة - 00:08:33
كتب عليها لا اله الا الله في بعض الروايات اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقول الرجل ما هذه في تلك السجلات؟ فتوضع هذه البطاقة في الكفة الثانية فترجح بها فتطيش تلك السجلات - 00:08:51
الشاهد من هذا الحديث موضع الشاهد السجلات السجلات السيئات وبطاقة العمل الصالح. وانهما يوزنان هذا ما دل عليه حديث عبدالله بن عمرو وهذه البطاقة من رحمة الله انها لكل مسلم. لكن ليس كل مسلم معه من ثقل هذه البطاقة - 00:09:06
ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم به في حديث عبد الله بن عمرو. فهذا متفاوت بقدر تفاوت ما في القلوب من الصدق والايمان واليقين هذه الاحاديث التي تتعلق الموزون هل هو العمل او العامل - 00:09:28
او سجلات العمل واشكل على القول بانه يوزن العمل ان الاعمال اعراظ فكيف تكون اجراما يوم القيامة؟ الان الصلاة ليست جرما يوضع في الميزان وهذا مما شغب به المعتزلة واشباههم على مثل هذه الاحاديث - 00:09:45
فالجواب ان يقال ان الادلة دالة على ان العمل يوزن من ذلك ما تقدم في حديثي ابي هريرة وحديث ابي ما لك الاشعري وكذلك اثقل شيء في الميزان حسن الخلق. وهذا عند احمد وغيره من حديث ام الدرداء عن ابي الدرداء ان - 00:10:08
النبي صلى الله عليه وسلم قال اثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق حسن الخلق امر معنوي عرظ ليس جرما او جسما فالجواب على هذا الاشكال ان يقال ان الله تعالى يحولها الى اعيان والله على كل شيء قدير. ولهذا شاهد - 00:10:28
هذا الاحتجاج وهو ما في صحيح الامام مسلم من حديث معاوية بن سلام عن زيد اخيه ابن سلام عن ابي سلام عن ابي امامة الالباهلي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن - 00:10:51
فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة ال عمران الشاهد فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين او السحابتين او الفرقين من طير صواف يحاجان عن صاحبهما وهذا يدل على ان البقرة وال عمران وهي عمل يأتي ثوابه يوم القيامة على هذه الصورة - 00:11:06
ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فدل هذا على ان الاعمال يقربها الله تعالى يوم القيامة الى اعياد ويوضح هذا ايضا ما في السنن واحمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة - 00:11:33
فالصدقة تتحول الى ظل يستظل به الانسان. والصدقة هنا تشمل كل احسان عيني او معنوي فالتبسم في وجه اخيك صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون كذلك فالاحسان لا يقتصر الاحسان العيني فقط بل - 00:11:54
يدخل فيها ايضا الاحسان العملي. هذه المسائل التي تتعلق بالميزان في قول المؤلف رحمه الله واقر بالميزان والحوظ الذي. ارجو باني من هوريا انهله المعتزلة ذهبوا الى ان الميزان هو العدل وليس هناك ميزان - 00:12:13
له كفتان ولسان يوزن به العمل وقد شن عليهم اهل الاسلام اذ ان هذا القول قد اجمع العلماء على رده وابطاله وبعض المعتز يستمسك بما جاء عن مجاهد من انه قال الميزان العدل لكن هذا ليس في حجة فان الميزان لا شك انه من العدل - 00:12:32
لذلك قال الله تعالى وكفى بنا حاسبين حاسبي عدلا وحاسبين احصاءا وحاسبين عدا لكن لا يعني هذا ان يلغى ما دلت عليه النصوص من ان الميزان حقيقي مما يتعلق بالميزان موضع الوزغ متى يكون - 00:12:56
فمن العلماء من قال ان الوزن يكون في ارض المحشر. ومنهم من يقول ان الوزن يكون قبل الحوض. ومنهم من يقول ان الحوض اول ما يكون من احوال ذلك اليوم اذا ارتفع الكرب وزالت الشدة فنجعل هذه المسألة فيما يتعلق بمسائل الحوظ هذا ما يتعلق - 00:13:14
المسائل في الميزان ثم قال والحوض الذي واقر بالحوض الذي ارجو باني منه لي انحله. الحوض اصله مجمع الماء ولذلك يقول حوض النخلة وحوض الشجرة وما اشبه ذلك. فكل مكان سواء كان معدا - 00:13:34
ان بفعل الانسان او انه بطبيعته اجتمع فيه الماء يسمى حوضا فالحوظ هو مجمعه المال والحوظ مما بشر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في كتابه ومما دلت عليه السنة. واجمع عليه اهل الاسلام. وانه من مناقب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:54
وخصائصه. اما دليله في الكتاب قول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر والكوثر نهر في الجنة كما جاء ذلك في الصحيح ولكن الحوظ من هذا النهر يمد كما جاء ذلك في حديث ابي هريرة - 00:14:20
وحديث ابي ذر فان فيه ميزابان يشخبان ان يصبان من الجنة اي في الحوض وهو من نهر الكوثر فيدخل في قول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر وقد استدل بذلك اهل العلم على اثبات الحوظ استدل العلماء على - 00:14:37
اثبات الحوض باعطاء الله تعالى الكوثر لان الكوثر هو الخير الكثير في الدنيا والاخرة ومن ومن ذلك ما يكون في ارض المحشر. واما ما جاء في السنة في احاديث بلغت حد التواتر - 00:14:58
اخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن حوضه وانه فرط الى الحوض وانه على الصفات التي سيأتي بيانه ما هو توضيحها؟ فالسنة مليئة بذكر ذلك على وجه بلغ حد التواتر - 00:15:13
والحوظ اصله في ارض المحشر لكنهم اختلفوا في موضعه هل هو قبل عبور الصراط او بعده؟ والذي يظهر من صنيع البخاري ان الحوظ يكون بعد الصراط واستدلوا لذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يظمأ بعدها ابدا. ومعلوم ان المار على الصراط - 00:15:30
الذي يصيبه من عذابها بقدر سيئاته يظمأ واشار البخاري الى هذا حيث جعل باب الحوض بعد باب الصراط فجعل كلامه عن الحوض بعد فراغه مما يتعلق بالصراط نحوه مما يكون في ارض المحشر. والمسألة في هذا - 00:15:56
قريبة لكن فيما يظهر ان الحوض يكون في ارض المحشر قبل الصراط هذا الظاهر ولا تعارض لانه قد ينتفي عنه الظمأ من يعذب بالنار بسبب سيئاته في مروره على الصراط ينتفي عنه الظمأ - 00:16:19
لكن يعذب بعذاب اخر لان عذاب النار لا يقتصر فقط على الظمأ بل قد يكون هناك الوان من العذاب اخرى ليس الظمأ منها فلا تعارض بين قوله صلى الله عليه وسلم من شرب منه لا يظمأ بعده ابدا - 00:16:34
الحوض ورد في وصفه احاديث عديدة منها ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فانه ذكر صفة الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال حوضي مسيرة شهر. ابيض من اللبن واطيب ريحا من المسك - 00:16:51
عدد كيزانه كنجوم السماء. من يشرب منه لا يظمأ ابدا هذا ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه وفيه بيان شيء من اوصاف الحوض وبيان سعة هذا الحوض - 00:17:11
طيب وجاء في مسلم من حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان طوله وعرضه سواء وفي رواية عبد الله بن عمر في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم زواياه سواء - 00:17:30
وكل هذه اوصاف لهذا الحوظ العظيم الذي يكرم الله تعالى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكرم به الامة فان الناس يريدون اشد ما يكونون حاجة الى الماء. ولذلك قال الناظم رحمه الله ارجو باني منه ريا انهله. ارجو اي - 00:17:46
طمع واؤمل باني منه ريا انهلوا اي اشربوا منه شربا يحصل لي به الري ضد الظمأ. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من يشرب منه لا يظمأ - 00:18:06
بعده ابدا جاء ذلك في عدة احاديث منها ما في الصحيحين من حديث نافع بن عمر عن ابن ابي مليكة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه وفي اخر الحديث قال من يشرب منه لا يظمأ بعده ابدا - 00:18:26
والحوظ قد جعله الله تعالى لهذه الامة خاصة من حيث سعته وكثرة من يرد اليه. اما بالنسبة اه سائر الانبياء فقد جاء في حديث سمرة عند الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حوض - 00:18:45
ولكن الذي ثبت بالتواتر ان ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا يمنع ان يكون مثله لغيره من الانبياء. قال وكذا الصراط على جهنم مده. وعندك في النسخة وكذا الصراط يمد فوق جهنم. الصراط فعال بمعنى - 00:19:05
مفعول اي صراط بمعنى مسروط واصل الصراط من سرطة وهو المرور بسرعة المرور في الشيء بسرعة. فالصراط هذا اصله من حيث اللغة. لا من حيث الاشتقاق ولا من حيث المعنى - 00:19:25
اما من حيث آآ معناه في كلام الله تعالى وكلام رسوله فالصراط المقصود به الصراط المضروب على متن جهنم على ظهرها هو الجسر المضروب على متن جهنم. وهو الذي يمر الناس عليه - 00:19:46
حسب اعمالهم وقد جاء الخبر عنه في احاديث عديدة كلها تدل على ثبوت هذا الصراط واشار اليه قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا والورود هو المرور على الصراط - 00:20:06
كما في قول جماعة من المفسرين من الصحابة ومن بعدهم الصراط دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واجمعت عليه الامة وهو مضروب على متن جهنم - 00:20:28
يعني على ظهرها وهو جسر جاء الخبر عنه في احاديث عديدة في صفته فقيل في صفته انه دحض مزلة كما في الصحيحين في حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر عن الجسر قالوا وما الجسر؟ قال دحظ مزلة - 00:20:44
هكذا قال في مسلم في رواية مسلم وفي رواية البخاري مدحضة مزلة والمعنيان واحد والدحض والمزلة معناهما واحد وهو الطريق الزلق الذي لا تثبت فيه قدم. هو لا يستقر فيه سائر. فوصفه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:21:12
بهذا الوصف لكون السير عليه من اشق ما يكون والسير عليه انما هو سير الاعمال فهي الرتائب التي يسير عليها الناس في ذلك اليوم فليس السير بالقوة والحول بقوة الانسان وحوله انما بما ييسره الله تعالى من العمل. والناس يتفاوتون في سيرهم. فمنهم من يكون سيره كاللمح - 00:21:32
كلك الطرف ومنهم من يكون سيره كالبرق ومنهم من يكون سيره كالريح ومنهم من يكون سيره كاجاويد الخيل ومنهم من يكون سيره كاجاويد الابل الركاب ومنهم من يكون سيره دون ذلك فمنهم من يعدو ومنهم من يمشي ومنهم من يزحف - 00:22:01
ومنهم من يحبو هكذا مراتب الناس ومنهم من تعيق ويعلق بالخطاطيف والكلاليب التي على الجسر وجاء في بعض الاثار انه ادق من الشعر واحد من السيف وذلك في رواية مسلم فيما رواه ابو سعيد رضي الله عنه قال في اخر الحديث الذي - 00:22:21
فيه احوال القيامة واحوال الموقف قال وبلغني ان الصراط ادق من الشعر واحد من السيف قال حافظ ابن حجر لم يثبت في ذلك اسناد يصح او اسناد يعتمد عليه. فليس في ذلك اثبات واضح لهذا الوصف - 00:22:49
من جهة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والذي جاء في السنة وصفه بالدحظ والمذلة. ومقتضى دلالة ذلك مقتضى بدلالة الاسم اسم الصراط ان الطريق واسع. انه طريق واسع لكنه طريق لا تثبت فيه الاقدام الا بتثبيت الله جل وعلا - 00:23:08
والناس في سيرهم على مراحل وعلى مراتب اعلاها كلمح البصر وادناها من تخطفه الكلاليب ثم الناس ينقسمون الى قسمين يقول فمسلم ناج واخر مهمل. هذا باعتبار الغاية والمنتهى تقسيم هذا باعتبار الغاية والمنتهى. لا باعتبار صفة السير. انما باعتبار ما يؤول اليه حال من يمر على هذا الصراع - 00:23:28
وهذا الصراط يمر عليه الناس فمنهم من يسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة وغيرهما دم ناج وناج مخدوش ومكدوس والمكدوس هو المتراكم الواقع وفي بعض الروايات منكوس وكل هذا يدل على انه يناله من العذاب ما يناله بسبب بطء سيره - 00:23:56
لكن الجميع يمرون على هذا الصراط. ما من احد من اهل الايمان الا ويمر على هذا الصراط كما دل عليه قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا. وجاء في الصحيحين من حديث اه ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:21
فقال من مات له ثلاثة من الولد لم تمسه النار وفي بعض الروايات من قدم ثلاثة من الولد لم تمسه النار الا تحلت القسم وتحلت القسم قيل ان الاشارة في القسم هنا الى قوله - 00:24:41
حتما مقظيا وهذا فسره بعض اهل العلم قسما واجبا. ومن اهل العلم من قال ان قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا تحلة القسم المقصود به يعني الا اقل القليل وهو وروده الذي يحصل به النجاة - 00:24:57
ويقال هذا في كلام العرب على القليل قال لم يبقى فيها الا تحلة القسم او لم يقم الا تحلة القسم اشارة الى قلة المقام وقلة الزمن الذي يمضيه الانسان في العمل او في المقام او ما الى ذلك. المقصود ان الكل - 00:25:17
يريدون النار لكن ذلك على تفاوت بين واضح في نصيبهم منها. وهذا الورود لا ما جاءت به الاخبار من السلامة والنجاة من النار لاهل التقوى والايمان. فان ذلك ورود لا يلحقهم به اذى. وان كان - 00:25:37
اوقفوا مهولا عظيما حيث ان الانبياء على عظيم مكانتهم ليس لهم قول عند اجتياز الصراط الا قولهم اللهم سلم سلم - 00:25:57
التفريغ
والجماعة فيه انه ميزان يزن الله تعالى به الاعمال يوم القيامة كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الموازين القسط يعني العدل ليوم القيامة اي اجر يوم القيامة وقيل في يوم القيامة وقيل عند يوم القيامة - 00:00:03
ثلاثة اقوال لاهل العلم في اللام في قوله ليوم القيامة اما للتعليم واما انها للظرفية واما انها للوقت اي لوقت يوم القيامة ووضع الموازين ليوم القيامة في وقت يوم القيامة لان الله تعالى يحاسب الخلق - 00:00:26
وحسابهم يتبين بالميزان ولذلك قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها ثم قال وكفى بنا حاسبين. فالميزان مما يتعلق بالحساب. ولذلك اختلف العلماء رحمهم الله في وقت - 00:00:44
الوزن هل هو قبل الحساب او بعده والذي يظهر انه في الحساب ومما يكمل به الحساب لان الحساب العد وذلك ان الله تعالى يحصي الحسنات ويحصي السيئات عددا ثم تحصى وزنا - 00:01:08
فان رجحت الحسنات صار الى الجنة وان رجحت السيئات استحق النار. فان شاء عذبه وان شاء غفر له. فالميزان مما يرتبط بالحساب وهو ميزان حقيقي لله تعالى فيه حكمة من حكمه ان الله تعالى يظهر به العدل - 00:01:28
ومن حكمه ان الله تعالى يقيم به الحجة على الخلق فان الله تعالى يظهر رجحان الموازين حتى يراها الناس فيكون جل وعلا قد اظهر عدله اقام الحجة على الانسان من جهة عمله ومن جهة يبصرها ويدركها وهو رجحان الحسنات والسيئات. واختلف العلماء رحمهم الله في الميزان هل هو واحد - 00:01:49
ام متعدد فذهب جمهور اهل العلم الى انه ميزان واحد. وقال جماعة من اهل العلم انها موازين وليست ميزانا واحدا وذلك ان الله تعالى ذكر في كتابه الموازين. قال ونضع الموازين القسط. فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه - 00:02:21
فذكر الله تعالى الموازين بصيغة الجمع ولا يمنع ان يكون هناك موازين متعددة وهذا التعدد اما باعتبار العمل فلكل عمل ميزان واما باعتبار العمال فلكل عامل ميزان واما بغير هذا من الاعتبارات التي - 00:02:43
قضاها الله تعالى وحكم بها فعندنا في العدد قولان وهذا القول الاخير يعني ان الموازين متعددة هو ما مال اليه الشنقيطي رحمه الله فيما يظهر من كلامه حيث قال وقد جاء الميزان مجموعة في كتاب الله تعالى والاصل بقاء اللفظ على ظاهره ما لم يدل دليل على خلاف ذلك - 00:03:06
فظاهر قوله رحمه الله في التفسير انه يميل الى انها موازين والمسألة في هذا قريبة لكن الذي يجب اعتقاده انه ميزان قسط ويمكن ان يقال ان التعدد باعتبار الموازين واختلاف الاعمال كما ذكرنا. فلا اشكال في التعدد - 00:03:30
هذا على قول الجمهور وعلى القول الثاني على القول انه انها موازين متعددة لا اشكال في الجمع والافراد يكون باعتبار ذكر الجنس اذا عندنا في عدد الموازين اختلف فيه العلماء على قولين الجمهور على انه واحد والتعدد اما باعتبار - 00:03:53
العمل او باعتبار العمال او بغير ذلك من الاعتبارات. والقول الثاني ان الموازين متعددة. وان تعددها اما باعتبار الخلق فلكل ميزان او باعتبار الاعمال فلكل عمل ميزان او بغير ذلك من اعتبارات. لكن نؤمن بانها موازين - 00:04:13
ما جاء في الاحاديث انه ميزان واحد فهو باعتبار الجنس. من ذلك ما في الصحيحين من حديث عمارة ابن القعقاع عن ابي الزرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان - 00:04:33
حبيبتان للرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وفي حديث ابي مالك الاشعري في صحيح الامام مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان فجاءت مفردة - 00:04:53
في السنة فيحمل هذا الافراد على ان المذكور هو الجنس. ولان المذكور عمل واحد فافرد لان المذكور عمل واحد وهو الذكر افرد ذكر الميزان والمسألة في هذا كما ذكرنا قريبا. طيب هذي مسألة من المسائل التي وقع فيها الاختلاف بين اهل العلم فيما يتعلق بالميزان. المسألة الثانية - 00:05:07
فيما يتعلق بالموزون فمنهم من قال ان الوزن للعمل ومنهم من قال ان الوزن لصحائف الاعمال ومنهم من قال ان الوزن للعمال ومنهم من قال ان الوزن للجميع وهذا هو الذي دلت عليه النصوص وبه تجتمع الاقوال - 00:05:30
فالوزن يكون للعمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثقيلتان في الميزان وكما قال الحمد لله تملأ الميزان فهذا وزن للعمل. واما دلالة القرآن قال الله تعالى في ذكر الوزن للاعمال ونضع الموازين القسطة ليوم القيامة - 00:05:50
فلا تظلموا نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وهذا فيه ان الوزن لشيء ويتفاوت هذا الشيء ثقلا وصغرا ودقة لقوله تعالى وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها - 00:06:09
القول ايضا الوزن يكون للعامل لقول الله تعالى في الكافر فلا نقيم له يوم القيامة وزنا وجاء في الصحيحين من طريق ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:26
ان الرجل السمين العظيم يؤتى به يوم القيامة فلا يزن عند الله تعالى جناح بعوضة. اقرأوا قول الله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وهذا يدل على ان الوزن للعامل. ويشهد لهذا - 00:06:45
ما رواه الامام احمد من حديث ام موسى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اجتبى للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:07:05
اراك فعلى شجرة فضحك الصحابة من دقي ساقي عبدالله بن مسعود فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتضحكون من دقي رجلي ابن مسعود والله انها لاثقل في الميزان يوم القيامة من جبل احد - 00:07:17
وهذا يدل على ان العامل يوزن. والحديث اسناده جيد قال عنه ابن عبد البر حسن وكذلك قال عنه الحافظ ابن حجر في الاصابة وهذا يدل على ان الوزن ايش؟ للعامل - 00:07:37
بقي الوزن للسجلات ودليل ذلك ما رواه الترمذي وغيره من حديث ابي عبد الرحمن المعافر الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة صاحب البطاقة - 00:07:53
وهو ان الله تعالى يخلص رجلا يوم القيامة من بين الخلق يؤتى به ويؤتى بصحائف عمله فتوضع في الميزان فيؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر او مد البصر - 00:08:08
يقال اتنكر من هذا شيئا؟ فيقول لا فيقول اظلمك الحفظة؟ فيقول لا ويشهد على نفسه باستحقاق العذاب ثم يقول الله تعالى انك لن تظلم شيئا فيؤتى ببطاقة والبطاقة هي الرقعة الصغيرة - 00:08:33
كتب عليها لا اله الا الله في بعض الروايات اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقول الرجل ما هذه في تلك السجلات؟ فتوضع هذه البطاقة في الكفة الثانية فترجح بها فتطيش تلك السجلات - 00:08:51
الشاهد من هذا الحديث موضع الشاهد السجلات السجلات السيئات وبطاقة العمل الصالح. وانهما يوزنان هذا ما دل عليه حديث عبدالله بن عمرو وهذه البطاقة من رحمة الله انها لكل مسلم. لكن ليس كل مسلم معه من ثقل هذه البطاقة - 00:09:06
ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم به في حديث عبد الله بن عمرو. فهذا متفاوت بقدر تفاوت ما في القلوب من الصدق والايمان واليقين هذه الاحاديث التي تتعلق الموزون هل هو العمل او العامل - 00:09:28
او سجلات العمل واشكل على القول بانه يوزن العمل ان الاعمال اعراظ فكيف تكون اجراما يوم القيامة؟ الان الصلاة ليست جرما يوضع في الميزان وهذا مما شغب به المعتزلة واشباههم على مثل هذه الاحاديث - 00:09:45
فالجواب ان يقال ان الادلة دالة على ان العمل يوزن من ذلك ما تقدم في حديثي ابي هريرة وحديث ابي ما لك الاشعري وكذلك اثقل شيء في الميزان حسن الخلق. وهذا عند احمد وغيره من حديث ام الدرداء عن ابي الدرداء ان - 00:10:08
النبي صلى الله عليه وسلم قال اثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق حسن الخلق امر معنوي عرظ ليس جرما او جسما فالجواب على هذا الاشكال ان يقال ان الله تعالى يحولها الى اعيان والله على كل شيء قدير. ولهذا شاهد - 00:10:28
هذا الاحتجاج وهو ما في صحيح الامام مسلم من حديث معاوية بن سلام عن زيد اخيه ابن سلام عن ابي سلام عن ابي امامة الالباهلي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن - 00:10:51
فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة ال عمران الشاهد فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين او السحابتين او الفرقين من طير صواف يحاجان عن صاحبهما وهذا يدل على ان البقرة وال عمران وهي عمل يأتي ثوابه يوم القيامة على هذه الصورة - 00:11:06
ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فدل هذا على ان الاعمال يقربها الله تعالى يوم القيامة الى اعياد ويوضح هذا ايضا ما في السنن واحمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة - 00:11:33
فالصدقة تتحول الى ظل يستظل به الانسان. والصدقة هنا تشمل كل احسان عيني او معنوي فالتبسم في وجه اخيك صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون كذلك فالاحسان لا يقتصر الاحسان العيني فقط بل - 00:11:54
يدخل فيها ايضا الاحسان العملي. هذه المسائل التي تتعلق بالميزان في قول المؤلف رحمه الله واقر بالميزان والحوظ الذي. ارجو باني من هوريا انهله المعتزلة ذهبوا الى ان الميزان هو العدل وليس هناك ميزان - 00:12:13
له كفتان ولسان يوزن به العمل وقد شن عليهم اهل الاسلام اذ ان هذا القول قد اجمع العلماء على رده وابطاله وبعض المعتز يستمسك بما جاء عن مجاهد من انه قال الميزان العدل لكن هذا ليس في حجة فان الميزان لا شك انه من العدل - 00:12:32
لذلك قال الله تعالى وكفى بنا حاسبين حاسبي عدلا وحاسبين احصاءا وحاسبين عدا لكن لا يعني هذا ان يلغى ما دلت عليه النصوص من ان الميزان حقيقي مما يتعلق بالميزان موضع الوزغ متى يكون - 00:12:56
فمن العلماء من قال ان الوزن يكون في ارض المحشر. ومنهم من يقول ان الوزن يكون قبل الحوض. ومنهم من يقول ان الحوض اول ما يكون من احوال ذلك اليوم اذا ارتفع الكرب وزالت الشدة فنجعل هذه المسألة فيما يتعلق بمسائل الحوظ هذا ما يتعلق - 00:13:14
المسائل في الميزان ثم قال والحوض الذي واقر بالحوض الذي ارجو باني منه لي انحله. الحوض اصله مجمع الماء ولذلك يقول حوض النخلة وحوض الشجرة وما اشبه ذلك. فكل مكان سواء كان معدا - 00:13:34
ان بفعل الانسان او انه بطبيعته اجتمع فيه الماء يسمى حوضا فالحوظ هو مجمعه المال والحوظ مما بشر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في كتابه ومما دلت عليه السنة. واجمع عليه اهل الاسلام. وانه من مناقب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:54
وخصائصه. اما دليله في الكتاب قول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر والكوثر نهر في الجنة كما جاء ذلك في الصحيح ولكن الحوظ من هذا النهر يمد كما جاء ذلك في حديث ابي هريرة - 00:14:20
وحديث ابي ذر فان فيه ميزابان يشخبان ان يصبان من الجنة اي في الحوض وهو من نهر الكوثر فيدخل في قول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر وقد استدل بذلك اهل العلم على اثبات الحوظ استدل العلماء على - 00:14:37
اثبات الحوض باعطاء الله تعالى الكوثر لان الكوثر هو الخير الكثير في الدنيا والاخرة ومن ومن ذلك ما يكون في ارض المحشر. واما ما جاء في السنة في احاديث بلغت حد التواتر - 00:14:58
اخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن حوضه وانه فرط الى الحوض وانه على الصفات التي سيأتي بيانه ما هو توضيحها؟ فالسنة مليئة بذكر ذلك على وجه بلغ حد التواتر - 00:15:13
والحوظ اصله في ارض المحشر لكنهم اختلفوا في موضعه هل هو قبل عبور الصراط او بعده؟ والذي يظهر من صنيع البخاري ان الحوظ يكون بعد الصراط واستدلوا لذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يظمأ بعدها ابدا. ومعلوم ان المار على الصراط - 00:15:30
الذي يصيبه من عذابها بقدر سيئاته يظمأ واشار البخاري الى هذا حيث جعل باب الحوض بعد باب الصراط فجعل كلامه عن الحوض بعد فراغه مما يتعلق بالصراط نحوه مما يكون في ارض المحشر. والمسألة في هذا - 00:15:56
قريبة لكن فيما يظهر ان الحوض يكون في ارض المحشر قبل الصراط هذا الظاهر ولا تعارض لانه قد ينتفي عنه الظمأ من يعذب بالنار بسبب سيئاته في مروره على الصراط ينتفي عنه الظمأ - 00:16:19
لكن يعذب بعذاب اخر لان عذاب النار لا يقتصر فقط على الظمأ بل قد يكون هناك الوان من العذاب اخرى ليس الظمأ منها فلا تعارض بين قوله صلى الله عليه وسلم من شرب منه لا يظمأ بعده ابدا - 00:16:34
الحوض ورد في وصفه احاديث عديدة منها ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فانه ذكر صفة الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال حوضي مسيرة شهر. ابيض من اللبن واطيب ريحا من المسك - 00:16:51
عدد كيزانه كنجوم السماء. من يشرب منه لا يظمأ ابدا هذا ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه وفيه بيان شيء من اوصاف الحوض وبيان سعة هذا الحوض - 00:17:11
طيب وجاء في مسلم من حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان طوله وعرضه سواء وفي رواية عبد الله بن عمر في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم زواياه سواء - 00:17:30
وكل هذه اوصاف لهذا الحوظ العظيم الذي يكرم الله تعالى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكرم به الامة فان الناس يريدون اشد ما يكونون حاجة الى الماء. ولذلك قال الناظم رحمه الله ارجو باني منه ريا انهله. ارجو اي - 00:17:46
طمع واؤمل باني منه ريا انهلوا اي اشربوا منه شربا يحصل لي به الري ضد الظمأ. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من يشرب منه لا يظمأ - 00:18:06
بعده ابدا جاء ذلك في عدة احاديث منها ما في الصحيحين من حديث نافع بن عمر عن ابن ابي مليكة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه وفي اخر الحديث قال من يشرب منه لا يظمأ بعده ابدا - 00:18:26
والحوظ قد جعله الله تعالى لهذه الامة خاصة من حيث سعته وكثرة من يرد اليه. اما بالنسبة اه سائر الانبياء فقد جاء في حديث سمرة عند الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حوض - 00:18:45
ولكن الذي ثبت بالتواتر ان ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا يمنع ان يكون مثله لغيره من الانبياء. قال وكذا الصراط على جهنم مده. وعندك في النسخة وكذا الصراط يمد فوق جهنم. الصراط فعال بمعنى - 00:19:05
مفعول اي صراط بمعنى مسروط واصل الصراط من سرطة وهو المرور بسرعة المرور في الشيء بسرعة. فالصراط هذا اصله من حيث اللغة. لا من حيث الاشتقاق ولا من حيث المعنى - 00:19:25
اما من حيث آآ معناه في كلام الله تعالى وكلام رسوله فالصراط المقصود به الصراط المضروب على متن جهنم على ظهرها هو الجسر المضروب على متن جهنم. وهو الذي يمر الناس عليه - 00:19:46
حسب اعمالهم وقد جاء الخبر عنه في احاديث عديدة كلها تدل على ثبوت هذا الصراط واشار اليه قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا والورود هو المرور على الصراط - 00:20:06
كما في قول جماعة من المفسرين من الصحابة ومن بعدهم الصراط دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واجمعت عليه الامة وهو مضروب على متن جهنم - 00:20:28
يعني على ظهرها وهو جسر جاء الخبر عنه في احاديث عديدة في صفته فقيل في صفته انه دحض مزلة كما في الصحيحين في حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر عن الجسر قالوا وما الجسر؟ قال دحظ مزلة - 00:20:44
هكذا قال في مسلم في رواية مسلم وفي رواية البخاري مدحضة مزلة والمعنيان واحد والدحض والمزلة معناهما واحد وهو الطريق الزلق الذي لا تثبت فيه قدم. هو لا يستقر فيه سائر. فوصفه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:21:12
بهذا الوصف لكون السير عليه من اشق ما يكون والسير عليه انما هو سير الاعمال فهي الرتائب التي يسير عليها الناس في ذلك اليوم فليس السير بالقوة والحول بقوة الانسان وحوله انما بما ييسره الله تعالى من العمل. والناس يتفاوتون في سيرهم. فمنهم من يكون سيره كاللمح - 00:21:32
كلك الطرف ومنهم من يكون سيره كالبرق ومنهم من يكون سيره كالريح ومنهم من يكون سيره كاجاويد الخيل ومنهم من يكون سيره كاجاويد الابل الركاب ومنهم من يكون سيره دون ذلك فمنهم من يعدو ومنهم من يمشي ومنهم من يزحف - 00:22:01
ومنهم من يحبو هكذا مراتب الناس ومنهم من تعيق ويعلق بالخطاطيف والكلاليب التي على الجسر وجاء في بعض الاثار انه ادق من الشعر واحد من السيف وذلك في رواية مسلم فيما رواه ابو سعيد رضي الله عنه قال في اخر الحديث الذي - 00:22:21
فيه احوال القيامة واحوال الموقف قال وبلغني ان الصراط ادق من الشعر واحد من السيف قال حافظ ابن حجر لم يثبت في ذلك اسناد يصح او اسناد يعتمد عليه. فليس في ذلك اثبات واضح لهذا الوصف - 00:22:49
من جهة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والذي جاء في السنة وصفه بالدحظ والمذلة. ومقتضى دلالة ذلك مقتضى بدلالة الاسم اسم الصراط ان الطريق واسع. انه طريق واسع لكنه طريق لا تثبت فيه الاقدام الا بتثبيت الله جل وعلا - 00:23:08
والناس في سيرهم على مراحل وعلى مراتب اعلاها كلمح البصر وادناها من تخطفه الكلاليب ثم الناس ينقسمون الى قسمين يقول فمسلم ناج واخر مهمل. هذا باعتبار الغاية والمنتهى تقسيم هذا باعتبار الغاية والمنتهى. لا باعتبار صفة السير. انما باعتبار ما يؤول اليه حال من يمر على هذا الصراع - 00:23:28
وهذا الصراط يمر عليه الناس فمنهم من يسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة وغيرهما دم ناج وناج مخدوش ومكدوس والمكدوس هو المتراكم الواقع وفي بعض الروايات منكوس وكل هذا يدل على انه يناله من العذاب ما يناله بسبب بطء سيره - 00:23:56
لكن الجميع يمرون على هذا الصراط. ما من احد من اهل الايمان الا ويمر على هذا الصراط كما دل عليه قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا. وجاء في الصحيحين من حديث اه ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:21
فقال من مات له ثلاثة من الولد لم تمسه النار وفي بعض الروايات من قدم ثلاثة من الولد لم تمسه النار الا تحلت القسم وتحلت القسم قيل ان الاشارة في القسم هنا الى قوله - 00:24:41
حتما مقظيا وهذا فسره بعض اهل العلم قسما واجبا. ومن اهل العلم من قال ان قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا تحلة القسم المقصود به يعني الا اقل القليل وهو وروده الذي يحصل به النجاة - 00:24:57
ويقال هذا في كلام العرب على القليل قال لم يبقى فيها الا تحلة القسم او لم يقم الا تحلة القسم اشارة الى قلة المقام وقلة الزمن الذي يمضيه الانسان في العمل او في المقام او ما الى ذلك. المقصود ان الكل - 00:25:17
يريدون النار لكن ذلك على تفاوت بين واضح في نصيبهم منها. وهذا الورود لا ما جاءت به الاخبار من السلامة والنجاة من النار لاهل التقوى والايمان. فان ذلك ورود لا يلحقهم به اذى. وان كان - 00:25:37
اوقفوا مهولا عظيما حيث ان الانبياء على عظيم مكانتهم ليس لهم قول عند اجتياز الصراط الا قولهم اللهم سلم سلم - 00:25:57