قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:00
بين الشيخ رحمه الله هذه هذه الايات فقال ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. واعلم ان كل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فانه اما ان يكون شركا - 00:00:35
واما ان يكون سببا موصلا الى الشرك واما ان يكون نقصا في التوحيد فالمعاصي التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى مثل الغيبة على سبيل المثال هل هي شرك ليست شركا - 00:00:55
هل هي من اسباب الشرك ليست من اسباب الشرك هل هي من نواقص التوحيد؟ نعم وهذا يندرج تحته كل ذنب كل ذنب ومعصية فانها من نقص التوحيد ولذلك لما ذكر الله جل وعلا - 00:01:20
صرف السوء والفحشاء عن يوسف عليه السلام قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين في قراءة المخلصين فالاخلاص وكمال التوحيد من اعظم اسباب انصراف الانسان عن المعاصي - 00:01:43
الدقيق منها والجنين وقوله يدعو الى التوحيد يدعو الى التوحيد ببيانه وما يجب لله عز وجل منه و اسباب تحقيقه ويدعو اليها ايضا ببيان عاقبة الموحدين فدعوة النبي صلى الله عليه وسلم دائرة على النهي عن الشرك والامر بالتوحيد - 00:02:11
مع ان الشريعة جاءت باوامر كثيرة لكن كل هذه الاوامر تدور في فلك تحقيق التوحيد ولذلك قال ابن القيم رحمه الله القرآن كله امر بالتوحيد ونهي عن الشرك ويتبين ذلك ان القرآن جاء بالنهي عن الشرك. والامر بالتوحيد - 00:02:38
بيان عاقبة المشركين وبيان عاقبة الموحدين وبيان ما يتم به التوحيد ويكمل به التوحيد ولذلك كان التوحيد هو المحور الذي يدور عليه كتاب الله عز وجل ثم قال رحمه الله - 00:03:03
وربك فكبر عظمه بالتوحيد ولا شك ان اعظم ما يعظم به الرب سبحانه وتعالى التوحيد لان التوحيد فرع عن تعظيم الله وغايته ومحبة الله عز وجل ونهايتها. فالتوحيد يقوم على هذين - 00:03:21
الامرين على التعظيم وهو الذل لله جل وعلا والمحبة وبهما يحصل تمام التعظيم والتكبير لله جل وعلا وبقدر ما يحصل من النقص في هذين الركنين العظيمين للتوحيد بقدر ما يحصل - 00:03:45
نقص التوحيد والخلل فيه قال وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك فجعل الثياب معنى ثياب الاعمال واصل الاعمال اعمال القلوب فيجب تطهيره اعمال القلب من كل شرك وكفر وكذلك - 00:04:06
اعمال الجوارح ولذلك قال ابن القيم رحمه الله جمهور المفسرين من السلف على ان معنى قوله وثيابك فطهر اي وقلبك فطهر ويكون ذلك باصلاح العمل والخلق وكلا المعنيين صحيح وظاهر - 00:04:34
قال والرجز فاهجر الرجز الاصنام والاصل في الرجز يطلق على النجاسات والمستقذرات. ولا شك ان الاصنام من النجاسات المعنوية كما قال الله سبحانه وتعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان - 00:04:55
فهي من النجاسات المعنوية التي يجب على المؤمن ان يتخلى عنها وان ينأى بنفسه عنها قال وهجرها اي هجر الاصنام تركها واهلها والبراءة منها واهلها. ان الهجر اصله الترك والمفارقة - 00:05:19
فامر الله عز وجل بالترك والمفارقة للاصنام وذلك بتركها وترك من يعظمها وبالبراءة منها والبراءة من اهلها توقف المؤلف رحمه الله عن بيان بقية الايات لان المقصود حصل فيما يستدله بالايات - 00:05:50
الثلاث السابقة او الاربعة السابقة قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاجر. واما قول ولا تمنن تستكثر فمعناه اي لا تعطي عطاء ترجو ان يهدى اليك او تعطى اكثر منه - 00:06:18
وقيل في معناه لا تمنن تستكثر اي لا ترى ما تعمله ما تعمله او ما تلقاه بسبب دعوتك الناس الى التوحيد شيئا كبيرا فيحملك ذلك على اي شيء على الاستكثار من العمل يعني انك تتعاظم هذا العمل فتقصر عن الزيادة وعن آآ آآ مزيد عمل - 00:06:35
هكذا قيل في في تفسير ولا تمنن ان تستكثر وكلاهما مع وكلاهما يصح تفسير الايات به. وقول ولربك فاصبر امر الله عز وجل نبيه الصبر له وذلك بان يخلص صبره لله عز وجل. لان من الناس من يصبر لكن لا يستحضر - 00:07:02
ان صبره لله عز وجل والمأمور به من الصبر هو الصبر لله عز وجل احتسابا فقوله ولربك فاصبر ايصبر رغبة فيما عنده ورجاء ثوابه واعانته سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله واخذ على هذا اي على الدعوة الى التوحيد عشر سنين يدعو الى التوحيد. واخذ على هذا عشر سنين يدعو الى - 00:07:21
وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وهذا فيه انه لم يسبق هذا امر بالصلاة وقد اختلف في وقت العروج هل كان قبل ثلاث سنوات او قبل سنتين او اكثر او اقل المهم انه في اخر - 00:07:49
مدة اقامته في مكة صلى الله عليه وسلم ولا يفهم من قوله رحمه الله انه اقتصر في الدعوة الى التوحيد على العشر السنوات الاولى ثم انقطعت الدعوة هذا ليس مرادا ولم يقصده المؤلف رحمه الله. انما اراد بيان ان صلب ما كانوا يدعو ما كان يدعو اليه - 00:08:12
ويكرره على الناس طيل طيلة العشر سنوات الاولى من الدعوة هي التوحيد فقط ومع ذلك كان يدعو صلى الله عليه وسلم الى صلة الارحام والى انواع من من الخير التي هي من مكملات التوحيد وهي من فضائل الاخلاق - 00:08:34
لكن صلب الدعوة اصلها واساسها ومحور الخلاف مع المشركين هو دعوته صلى الله عليه وسلم الى عبادة الله وحده ولذلك لم ينكر اهل مكة عليه غير هذه الدعوة. اجعل الالهة اله واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فانما استغربوا - 00:08:56
وتعجبوا من هذه الدعوة لا من غيرها قال وفرضت عليه الصلوات الخمس والعروج بالنبي صلى الله عليه وسلم امر ثابت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. بل ودل عليه القرآن - 00:09:21
فالعروج قد جاء ذكره في اول سورة النجم واما الاسراء فقد جاءه صريحا واضحا في اول سورة بني اسرائيل سورة الاسراء وقد عرج بروحه وجسده على الصحيح من اقوال اهل العلم - 00:09:41
قال وفرضت عليه الصلوات الخمس يعني في وقت عروجه وذلك لشرفها وعظيم مكانتها فان الله سبحانه وتعالى اختص هذه الفريضة دون غيرها بان باشر فرضها سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ولم - 00:10:01
يجعل بينه وبين رسوله سفيرا او رسولا من الملائكة قال وصلى في مكة ثلاث سنين يعني هذه الصلوات المفروضة وبعدها امر بالهجرة الى المدينة وذلك انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم تعذر عليه - 00:10:18
دعوة الناس وحيل بينه وبين الدعوة الى التوحيد وحوصر وهم قومه ان يقتلوه. فلما سدت الطرق واوصدت الابواب. ولم يكن سبيل الى تبليغ دين الله عز وجل الا بالهجرة امره الله سبحانه وتعالى بالهجرة من مكة الى المدينة - 00:10:39
نعم. والهجرة الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام. وهي فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة الظالمين انفسهم - 00:11:05
قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة هاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا - 00:11:29
فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم. وكان الله عفوا غفورا. وقول تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا. ناداه - 00:11:59
الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى لا تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها قوله رحمه الله والهجرة الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام - 00:12:30
هذا هو معناها في الاصطلاح هجرة في اصطلاح العلماء الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي من حيث الاصل مشتقة من الهجر والهجر تقدم بيانه قبل قليل وانه ايش - 00:12:52
الترك والمفارقة ثم من هذا التعريف يتبين لنا ان البلاد تنقسم الى قسمين من حيث الجملة بلاد الشرك وبلاد اسلام وهي التي يتكلم عنها الفقهاء بقولهم دار الحرب نعم دار الكفر ودار الاسلام - 00:13:13
فما هي دار الكفر؟ وما هي دار الاسلام دار الكفر هي البلاد التي يغلب فيها اهل الكفر ودار الاسلام هي البلاد التي يغلب فيها اهل الاسلام هذا هو اجود ما قيل - 00:13:37
في بيان دار الكفر ودار الاسلام دار الكفر هي التي يغلب فيها اهل الكفر ودار الاسلام هي التي يغلب فيها اهل الاسلام وهناك من الدور ما يتعذر وصفه بكفر او اسلام - 00:14:05
وهي الدور التي يختلط فيها المسلمون بالكفار اختلاطا لا يمكن ان يوصف المكان بانه دار كفر ولا يمكن ان يوصف بدار اسلام وهذا هذه الدار يعامل فيها الكافر بما يستحق والمسلم بما يستحق - 00:14:29
قال المؤلف رحمه الله والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فافادنا رحمه الله ان الهجرة واجبة على اهل الاسلام من بلد الشرك الى بلد الاسلام - 00:14:58
واعلم ان الهجرة منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب الهجرة الواجبة هي في حق من لم يستطع ان يقوم بشعائر الدين يعني المسلم الذي في بلاد الكفر ولا يتمكن من اظهار دينه - 00:15:21
فانه يجب عليه ان يهاجر ان استطاع ففهمنا ان الهجرة الواجبة لها شرطان الشرط الاول عدم التمكن من اظهار شاعر الدين ما يستطيع ان يقيم دينه. الشرط الثاني ان يكون مستطيعا - 00:15:46
وهذا سيتبين من الاية والدليل الذي ساقه المؤلف رحمه الله اما الهجرة المستحبة فهي الهجرة من المكان الذي ينقص فيه دين الانسان ينقص ويتمكن من اظهار الدين والقيام شعائره لكن ينقص - 00:16:11
دينه في هذا المكان الهجرة في الهجرة عن مثل هذا المكان حكمها ايش الاستحباب سواء كانت دار كفر او كانت دار فسق هذا من حيث الاصل في تقسيم الهجرة الى واجبة ومستحبة - 00:16:38
قال رحمه الله وهي باقية الاشارة الى اي شيء؟ الى الهجرة باقية الى ان تقوم الساعة الى ان تقوم الساعة وذلك لما سيذكره من دليل في قوله لا تنقطع لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. وهذا يفيد استمرار الهجرة - 00:17:00
استدل رحمه الله على وجوب الهجرة قال والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم باي شيء و ظلموا انفسهم بالبقاء بين ظهراني المشركين مع امكان الهجرة وتعذر اقامة الدين - 00:17:24
قالوا فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض فاذا كانوا مستضعفين في الارض هذا يفيدنا انهم لا يتمكنون من اي شيء من اظهار شاعر الدين قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها - 00:17:52
هذا جواب الملائكة على اعتذارهم في انهم مستضعفون قال فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا هذا حكم الله فيهم مأواهم اي مصيرهم ومآلهم جهنم وساءت مصيرا اعوذ بالله منها ثم استثنى - 00:18:10
فقال الا المستضعفين ثم بين من هو؟ من هم؟ وهذا فيه الدليل على الشرط الثاني وهو؟ القدرة على الهجرة. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا - 00:18:33
فهم لا يستطيعون التخلص من هذا الاستضعاف الذي هم فيه ولا سبيل لهم الى الوصول الى المسلمين اما بضعفهم او اكراههم على الاقامة بين المشركين او غير ذلك مما يحقق هذا الوصف فيهم انهم لا يستطيعون حيلة - 00:18:55
يتخلصون بها من تسلط الكفار ولا يهتدون سبيلا يصلون به الى المسلمين قال فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وهذا وعد من الله عز وجل بالعفو عن هؤلاء - 00:19:22
لعذرهم بعدم الاستطاعة ثم قال وقوله يعني في الدليل على وجوب الهجرة يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون امر الله عز وجل - 00:19:41
هنا بالهجرة اذا تعذر اقامة العبادة في مكان ان يهاجر الى ارض الله الواسعة ليحقق العبادة. قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم باسم الايمان - 00:20:04
وفهمنا من هذا ان ترك الهجرة كفر اوليس بكفر ترك الهجرة مع القدرة عليها ليس بكفر انما هو من المعاصي فقوله فما فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا هذه هذه عقوبة وليست جهنم - 00:20:24
التي يخلد فيها اهلها نعم. قال والدليل على الهجرة من السنة قوله لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وعند ذلك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:20:44
وهذا دليل استمرار الهجرة طيب هذا الحديث كيف يتفق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم في في الصحيحين لا هجرة بعد الفتح وانما جهاد ونية او ولكن جهاد ونية - 00:21:11
يتفق ان الهجرة المنفية في في حديث الصحيحين هي الهجرة المعهودة في زمانه وهي الهجرة من مكة الى المدينة وذلك ان انه بالفتح تحولت مكة من من كونها دار كفر الى دار اسلام - 00:21:26
ولما صارت دار الاسلام انتهى وجوب الهجرة منها او استحباب الهجرة منها وكذلك بقية الجهات في الجزيرة بالفتح سلمت للنبي صلى الله عليه وسلم واتى الوفود اليه صلى الله عليه وسلم مقرين - 00:21:52
بدعوته مستسلمين له صلى الله عليه وسلم فقال لا هجرة بعد الفتح واما الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فهي مستمرة لقوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. وللعموم في قوله يا عبادي الذين - 00:22:22
امنوا ان ارضي واسعة وكذلك العموم في ايات سورة النساء نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:39
التفريغ
قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:00
بين الشيخ رحمه الله هذه هذه الايات فقال ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. واعلم ان كل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فانه اما ان يكون شركا - 00:00:35
واما ان يكون سببا موصلا الى الشرك واما ان يكون نقصا في التوحيد فالمعاصي التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى مثل الغيبة على سبيل المثال هل هي شرك ليست شركا - 00:00:55
هل هي من اسباب الشرك ليست من اسباب الشرك هل هي من نواقص التوحيد؟ نعم وهذا يندرج تحته كل ذنب كل ذنب ومعصية فانها من نقص التوحيد ولذلك لما ذكر الله جل وعلا - 00:01:20
صرف السوء والفحشاء عن يوسف عليه السلام قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين في قراءة المخلصين فالاخلاص وكمال التوحيد من اعظم اسباب انصراف الانسان عن المعاصي - 00:01:43
الدقيق منها والجنين وقوله يدعو الى التوحيد يدعو الى التوحيد ببيانه وما يجب لله عز وجل منه و اسباب تحقيقه ويدعو اليها ايضا ببيان عاقبة الموحدين فدعوة النبي صلى الله عليه وسلم دائرة على النهي عن الشرك والامر بالتوحيد - 00:02:11
مع ان الشريعة جاءت باوامر كثيرة لكن كل هذه الاوامر تدور في فلك تحقيق التوحيد ولذلك قال ابن القيم رحمه الله القرآن كله امر بالتوحيد ونهي عن الشرك ويتبين ذلك ان القرآن جاء بالنهي عن الشرك. والامر بالتوحيد - 00:02:38
بيان عاقبة المشركين وبيان عاقبة الموحدين وبيان ما يتم به التوحيد ويكمل به التوحيد ولذلك كان التوحيد هو المحور الذي يدور عليه كتاب الله عز وجل ثم قال رحمه الله - 00:03:03
وربك فكبر عظمه بالتوحيد ولا شك ان اعظم ما يعظم به الرب سبحانه وتعالى التوحيد لان التوحيد فرع عن تعظيم الله وغايته ومحبة الله عز وجل ونهايتها. فالتوحيد يقوم على هذين - 00:03:21
الامرين على التعظيم وهو الذل لله جل وعلا والمحبة وبهما يحصل تمام التعظيم والتكبير لله جل وعلا وبقدر ما يحصل من النقص في هذين الركنين العظيمين للتوحيد بقدر ما يحصل - 00:03:45
نقص التوحيد والخلل فيه قال وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك فجعل الثياب معنى ثياب الاعمال واصل الاعمال اعمال القلوب فيجب تطهيره اعمال القلب من كل شرك وكفر وكذلك - 00:04:06
اعمال الجوارح ولذلك قال ابن القيم رحمه الله جمهور المفسرين من السلف على ان معنى قوله وثيابك فطهر اي وقلبك فطهر ويكون ذلك باصلاح العمل والخلق وكلا المعنيين صحيح وظاهر - 00:04:34
قال والرجز فاهجر الرجز الاصنام والاصل في الرجز يطلق على النجاسات والمستقذرات. ولا شك ان الاصنام من النجاسات المعنوية كما قال الله سبحانه وتعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان - 00:04:55
فهي من النجاسات المعنوية التي يجب على المؤمن ان يتخلى عنها وان ينأى بنفسه عنها قال وهجرها اي هجر الاصنام تركها واهلها والبراءة منها واهلها. ان الهجر اصله الترك والمفارقة - 00:05:19
فامر الله عز وجل بالترك والمفارقة للاصنام وذلك بتركها وترك من يعظمها وبالبراءة منها والبراءة من اهلها توقف المؤلف رحمه الله عن بيان بقية الايات لان المقصود حصل فيما يستدله بالايات - 00:05:50
الثلاث السابقة او الاربعة السابقة قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاجر. واما قول ولا تمنن تستكثر فمعناه اي لا تعطي عطاء ترجو ان يهدى اليك او تعطى اكثر منه - 00:06:18
وقيل في معناه لا تمنن تستكثر اي لا ترى ما تعمله ما تعمله او ما تلقاه بسبب دعوتك الناس الى التوحيد شيئا كبيرا فيحملك ذلك على اي شيء على الاستكثار من العمل يعني انك تتعاظم هذا العمل فتقصر عن الزيادة وعن آآ آآ مزيد عمل - 00:06:35
هكذا قيل في في تفسير ولا تمنن ان تستكثر وكلاهما مع وكلاهما يصح تفسير الايات به. وقول ولربك فاصبر امر الله عز وجل نبيه الصبر له وذلك بان يخلص صبره لله عز وجل. لان من الناس من يصبر لكن لا يستحضر - 00:07:02
ان صبره لله عز وجل والمأمور به من الصبر هو الصبر لله عز وجل احتسابا فقوله ولربك فاصبر ايصبر رغبة فيما عنده ورجاء ثوابه واعانته سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله واخذ على هذا اي على الدعوة الى التوحيد عشر سنين يدعو الى التوحيد. واخذ على هذا عشر سنين يدعو الى - 00:07:21
وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وهذا فيه انه لم يسبق هذا امر بالصلاة وقد اختلف في وقت العروج هل كان قبل ثلاث سنوات او قبل سنتين او اكثر او اقل المهم انه في اخر - 00:07:49
مدة اقامته في مكة صلى الله عليه وسلم ولا يفهم من قوله رحمه الله انه اقتصر في الدعوة الى التوحيد على العشر السنوات الاولى ثم انقطعت الدعوة هذا ليس مرادا ولم يقصده المؤلف رحمه الله. انما اراد بيان ان صلب ما كانوا يدعو ما كان يدعو اليه - 00:08:12
ويكرره على الناس طيل طيلة العشر سنوات الاولى من الدعوة هي التوحيد فقط ومع ذلك كان يدعو صلى الله عليه وسلم الى صلة الارحام والى انواع من من الخير التي هي من مكملات التوحيد وهي من فضائل الاخلاق - 00:08:34
لكن صلب الدعوة اصلها واساسها ومحور الخلاف مع المشركين هو دعوته صلى الله عليه وسلم الى عبادة الله وحده ولذلك لم ينكر اهل مكة عليه غير هذه الدعوة. اجعل الالهة اله واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فانما استغربوا - 00:08:56
وتعجبوا من هذه الدعوة لا من غيرها قال وفرضت عليه الصلوات الخمس والعروج بالنبي صلى الله عليه وسلم امر ثابت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. بل ودل عليه القرآن - 00:09:21
فالعروج قد جاء ذكره في اول سورة النجم واما الاسراء فقد جاءه صريحا واضحا في اول سورة بني اسرائيل سورة الاسراء وقد عرج بروحه وجسده على الصحيح من اقوال اهل العلم - 00:09:41
قال وفرضت عليه الصلوات الخمس يعني في وقت عروجه وذلك لشرفها وعظيم مكانتها فان الله سبحانه وتعالى اختص هذه الفريضة دون غيرها بان باشر فرضها سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ولم - 00:10:01
يجعل بينه وبين رسوله سفيرا او رسولا من الملائكة قال وصلى في مكة ثلاث سنين يعني هذه الصلوات المفروضة وبعدها امر بالهجرة الى المدينة وذلك انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم تعذر عليه - 00:10:18
دعوة الناس وحيل بينه وبين الدعوة الى التوحيد وحوصر وهم قومه ان يقتلوه. فلما سدت الطرق واوصدت الابواب. ولم يكن سبيل الى تبليغ دين الله عز وجل الا بالهجرة امره الله سبحانه وتعالى بالهجرة من مكة الى المدينة - 00:10:39
نعم. والهجرة الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام. وهي فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة الظالمين انفسهم - 00:11:05
قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة هاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا - 00:11:29
فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم. وكان الله عفوا غفورا. وقول تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا. ناداه - 00:11:59
الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى لا تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها قوله رحمه الله والهجرة الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام - 00:12:30
هذا هو معناها في الاصطلاح هجرة في اصطلاح العلماء الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي من حيث الاصل مشتقة من الهجر والهجر تقدم بيانه قبل قليل وانه ايش - 00:12:52
الترك والمفارقة ثم من هذا التعريف يتبين لنا ان البلاد تنقسم الى قسمين من حيث الجملة بلاد الشرك وبلاد اسلام وهي التي يتكلم عنها الفقهاء بقولهم دار الحرب نعم دار الكفر ودار الاسلام - 00:13:13
فما هي دار الكفر؟ وما هي دار الاسلام دار الكفر هي البلاد التي يغلب فيها اهل الكفر ودار الاسلام هي البلاد التي يغلب فيها اهل الاسلام هذا هو اجود ما قيل - 00:13:37
في بيان دار الكفر ودار الاسلام دار الكفر هي التي يغلب فيها اهل الكفر ودار الاسلام هي التي يغلب فيها اهل الاسلام وهناك من الدور ما يتعذر وصفه بكفر او اسلام - 00:14:05
وهي الدور التي يختلط فيها المسلمون بالكفار اختلاطا لا يمكن ان يوصف المكان بانه دار كفر ولا يمكن ان يوصف بدار اسلام وهذا هذه الدار يعامل فيها الكافر بما يستحق والمسلم بما يستحق - 00:14:29
قال المؤلف رحمه الله والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فافادنا رحمه الله ان الهجرة واجبة على اهل الاسلام من بلد الشرك الى بلد الاسلام - 00:14:58
واعلم ان الهجرة منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب الهجرة الواجبة هي في حق من لم يستطع ان يقوم بشعائر الدين يعني المسلم الذي في بلاد الكفر ولا يتمكن من اظهار دينه - 00:15:21
فانه يجب عليه ان يهاجر ان استطاع ففهمنا ان الهجرة الواجبة لها شرطان الشرط الاول عدم التمكن من اظهار شاعر الدين ما يستطيع ان يقيم دينه. الشرط الثاني ان يكون مستطيعا - 00:15:46
وهذا سيتبين من الاية والدليل الذي ساقه المؤلف رحمه الله اما الهجرة المستحبة فهي الهجرة من المكان الذي ينقص فيه دين الانسان ينقص ويتمكن من اظهار الدين والقيام شعائره لكن ينقص - 00:16:11
دينه في هذا المكان الهجرة في الهجرة عن مثل هذا المكان حكمها ايش الاستحباب سواء كانت دار كفر او كانت دار فسق هذا من حيث الاصل في تقسيم الهجرة الى واجبة ومستحبة - 00:16:38
قال رحمه الله وهي باقية الاشارة الى اي شيء؟ الى الهجرة باقية الى ان تقوم الساعة الى ان تقوم الساعة وذلك لما سيذكره من دليل في قوله لا تنقطع لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. وهذا يفيد استمرار الهجرة - 00:17:00
استدل رحمه الله على وجوب الهجرة قال والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم باي شيء و ظلموا انفسهم بالبقاء بين ظهراني المشركين مع امكان الهجرة وتعذر اقامة الدين - 00:17:24
قالوا فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض فاذا كانوا مستضعفين في الارض هذا يفيدنا انهم لا يتمكنون من اي شيء من اظهار شاعر الدين قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها - 00:17:52
هذا جواب الملائكة على اعتذارهم في انهم مستضعفون قال فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا هذا حكم الله فيهم مأواهم اي مصيرهم ومآلهم جهنم وساءت مصيرا اعوذ بالله منها ثم استثنى - 00:18:10
فقال الا المستضعفين ثم بين من هو؟ من هم؟ وهذا فيه الدليل على الشرط الثاني وهو؟ القدرة على الهجرة. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا - 00:18:33
فهم لا يستطيعون التخلص من هذا الاستضعاف الذي هم فيه ولا سبيل لهم الى الوصول الى المسلمين اما بضعفهم او اكراههم على الاقامة بين المشركين او غير ذلك مما يحقق هذا الوصف فيهم انهم لا يستطيعون حيلة - 00:18:55
يتخلصون بها من تسلط الكفار ولا يهتدون سبيلا يصلون به الى المسلمين قال فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وهذا وعد من الله عز وجل بالعفو عن هؤلاء - 00:19:22
لعذرهم بعدم الاستطاعة ثم قال وقوله يعني في الدليل على وجوب الهجرة يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون امر الله عز وجل - 00:19:41
هنا بالهجرة اذا تعذر اقامة العبادة في مكان ان يهاجر الى ارض الله الواسعة ليحقق العبادة. قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم باسم الايمان - 00:20:04
وفهمنا من هذا ان ترك الهجرة كفر اوليس بكفر ترك الهجرة مع القدرة عليها ليس بكفر انما هو من المعاصي فقوله فما فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا هذه هذه عقوبة وليست جهنم - 00:20:24
التي يخلد فيها اهلها نعم. قال والدليل على الهجرة من السنة قوله لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وعند ذلك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:20:44
وهذا دليل استمرار الهجرة طيب هذا الحديث كيف يتفق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم في في الصحيحين لا هجرة بعد الفتح وانما جهاد ونية او ولكن جهاد ونية - 00:21:11
يتفق ان الهجرة المنفية في في حديث الصحيحين هي الهجرة المعهودة في زمانه وهي الهجرة من مكة الى المدينة وذلك ان انه بالفتح تحولت مكة من من كونها دار كفر الى دار اسلام - 00:21:26
ولما صارت دار الاسلام انتهى وجوب الهجرة منها او استحباب الهجرة منها وكذلك بقية الجهات في الجزيرة بالفتح سلمت للنبي صلى الله عليه وسلم واتى الوفود اليه صلى الله عليه وسلم مقرين - 00:21:52
بدعوته مستسلمين له صلى الله عليه وسلم فقال لا هجرة بعد الفتح واما الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فهي مستمرة لقوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. وللعموم في قوله يا عبادي الذين - 00:22:22
امنوا ان ارضي واسعة وكذلك العموم في ايات سورة النساء نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:39