بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى. في - 00:00:00
ذات هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الشؤون الهندسية علي مدابغي ومن الماستر كنترول ساعد الصحفي من تنفيذ البرنامج على الهواء مصطفى مستنطق واخراج خالد الزهراني ومن استوديو الهواء مصطفى الصحفي - 00:00:20
باسمكم جميعا مستمعينا الكرام ارحب بضيف البرنامج فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم ضيفنا الدائم في برنامج اه الدين والحياة. اه سيكون معنا بمشيئة الله تعالى بعد دقائق اه قليلة على الهاتف - 00:00:38
سيكون حديثنا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة امتداد للموضوعات التي التي نتحدث عنها في برنامج الدين والحياة هذه الموضوعات التي تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويرتقي بها في تعاملاته مع نفسه - 00:00:58
ومع اخوانه في هذه الحياة الدنيا الموضوعات التي حث عليها ديننا الاسلامي ونحاول بمشيئة الله تعالى ان نسلط الظوء على كما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم من الاحاديث - 00:01:16
والنصوص اه القرآنية آآ التي تحث على هذا الموضوع في هذه الحلقة آآ سنتحدث حول موضوع الرفق وحديث النبي عليه الصلاة والسلام اه ما كان الرفق في شيء اه الا زانه سنتحدث حول نقاط متعلقة بهذا الموضوع من ضمن هذه النقاط التي سنتحدث عنها - 00:01:32
بمشيئة الله تعالى آآ عن آآ تعريف آآ الرفق ما هو الرفق؟ وسنتحدث عن فضائله واثاره وفوائده آآ المرجوة جميع مستمعينا الكرام نرحب بضيفي وضيفكم الكريم مجددا فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلحي استاذ الفقه بجامعة القصيم. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله - 00:01:55
وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله اخي وائل واهلا وسهلا بك واسأل الله ان يجعله لقاء نافعا مباركا. اللهم امين. فضيلة الشيخ آآ ذكرت اننا سنتحدث بمشيئة الله تعالى عن الرفق ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام ما كان الرفق في شيء الا زانه سنتحدث آآ عن عن الرفق وعن فضائله - 00:02:15
اثاره وفوائده المرجوة لكن ابتداء دعنا نتحدث فضيلة الشيخ عن آآ الرفق وكيف انه هو من الفضائل التي آآ تدعو اليها الشريعة الاسلامية ونريد ايضا ان نتعرف على الرفق تعريفه وما هو ايضا - 00:02:36
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فتحية طيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لك اخي والي جميع الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات اه حديثنا اليوم عن - 00:02:53
الرفق. الرفق هو من جملة كريم الخصال وجميل الاخلاق وحسن اه الصفات وآآ عندما نتحدث عن الاخلاق فاحنا نتحدث عن اه اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة فان اثقل شيء في الميزان يوم القيامة حسن الخلق كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:03:09
وليس ثمة انفصال بين حسن آآ العبادة وطيب آآ الديانة واستقامة المرء وبين آآ حسن الخلق بل حسن الخلق وصف اصيل اكيد في خصال اهل الايمان اه في كل جوانب اه الاخلاق الحسنة قد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في - 00:03:33
المسند باسناد جيد انما بعثت ليتمم صالح الاخلاق اي لاكملها واهذبها وارشدها واعرف بها وابينها صالح الاخلاق من اه اه مما يندرج فيه ومما هو في الحقيقة اه من ابرز سماته - 00:04:00
الرفق والرفق في اللغة ضد العنف وهو لين الجانب فرفقك بالشيء مجانبة العنف والغلظة والفظاظة و استعمال اللطف والليونة و حسن التأتي معه ولهذا لم يكن المعنى الاصطلاحي للرفق عند العلماء بعيدا عن المعنى اللغوي - 00:04:22
بل هو امتداد له وتحديد اه وتوضيح للرفق بشكل اه اوظح فيما يتعلق بالاخلاق يعرف الرفق بانه لين الجانب بالقول والفعل. لين الجانب بالقول والفعل والاخذ بالاسهل هذا تعريف ذكره بعض اهل العلم للرفق وبه يتبين ان الرفق - 00:04:53
يشتمل على كل ما يكون من خصلة للانسان القولية والفعلية والمعاملاتية اي في معاملته لغيره فالرفق مداراة مع الرفقاء لرجانب لطف في اخذ الامور باحسن الوجوه وايسرها ولذلك يكون مع الرفق - 00:05:19
من التأتي الحسن و اخذ الامور باحسن الوجوه واسهل المسالك وايسر السبل السبل مع يبين ويجلي معنى الرفق فالرفق لين وسهولة ويسر ولطف وعطف ومداراة كل هذه المعاني تندرج في معنى الرفق - 00:05:45
ويتبين بها الرفق بالرفق خلاصة و زوجة كل هذه المظاهر وتلك الصفات التي ذكرت في تعريفه وفي بيان معناه وبه يتبين ان الرفق يشتمل على الاتصاف بالحكمة التي هي وضع الامور في مواضعها التصاف بكمال العقل. فان الرفيق - 00:06:15
كامل العقل الاتصاف بقوة الشخصية فلا يكون رفيقا في الامر كله الا من كان ذا نفس وقلب وشخصية قوية تحسن التصرف وتظبط الانفعالات وتحكم الايرادات وتعتدل في النظر وتتزن في - 00:06:45
التعاطي مع الامور فالرفق مظهر من مظاهر غشت وهو ثمرة في الحقيقة من ثمار التدين السليم وثمرة من ثمار الاستقامة اذ انه من خصال اهل الايمان فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمنون هينون لينون كالجمل - 00:07:06
ان قيد انقاد وان انيخ على صخرة استراخ ليس ضعفا ولا ابتزالا انما كما قال الله تعالى محمد رسول الله والذين امنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم فالرفق يستخلص كل هذه المعاني. وتجتمع فيه كل هذه - 00:07:31
الامور حتى يخلص لنا ان الرزق في الحقيقة كمال في جميل الخصال زبدة صالح الاعمال ثمرة لي تدين صحيح قويني لانه يكون فيه الانسان ضابطا نفسه ليه بالدين وبالعقل وبالطيب العمل الذي يشكر عليه في في الدنيا وفي الاخرة - 00:08:04
والرفق آآ ادلة آآ فضله وادلة رفيع مقامه لا تنحصر في اه نص بل النصوص في فضل الرفق وفي مكانته كثيرة آآ ووفيرة فمنها ما جاء في حديث جرير ابن عبد الله البجلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:39
ان الله عز وجل يعطي على الرزق ما لا يعطي على الخرق اي الحمقى ثم قال واذا احب الله عبدا اعطاه الرفق ثم قال صلى الله عليه وسلم وما كان اهل بيت - 00:09:09
يحرمون الرفق الا حرموا الخير كله الخير كله وفي الصحيح من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله رفيق يحب الرفق يحب الرفق فقد صلاح بسيطة واحب من اتصل بها ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف - 00:09:24
ثم قال صلى الله عليه وسلم ويعطي على الرفق ما لا يعطي على سواه في رواية اخرى وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق لما فيه من الخير العميم والفضل الكبير فقال يا عائشة ارفقي فان الله - 00:09:44
اذا اراد باهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق وفي رواية ادخل عليهم الرفق الرفق من جميل الخصال التي تواردت النصوص في بيان فضله وكبير منزلته. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء - 00:10:03
الا زان ولا نزع من شيء الا شهده وهذا يبين الفضل الكبير والاجر العظيم المترتب على الرفق وانه موجب عطاء الله عز وجل موجب فضله واحسانه وكريمه جوده فانه من - 00:10:24
استعمل الرفق واستعان به في امره كله كان ذلك موجبا اه لعطاء عظيم جزيل. ان الله يحب الرفق ويؤتى على الرفق ما لا يعطي على العنف ومن اعطي حظه من الرفقة اعطي حظه فقد اعطي حظه آآ من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه - 00:10:48
اهو من الخير كل هذه النصوص متواترة في بيان ان الرفق يدرك به الانسان من الخير ما لا يدركه بغيره فيتجنب الشطط ويتجنب الزلل وتجنب الغلو ويتجنب الاشقاق ويكونوا كما - 00:11:12
قال النبي صلى الله عليه وسلم على هدي قاصد عليكم هديا قاصدا اي سبيلا مستقيما متزنا معتدلا غير شاق لا يلزم فيه الانسان نفسه بخروج عن ما تقتضيه الفترة والطبيعة - 00:11:34
ولا يتورط في انحلال وانحراف يوقعه في سوء وشر ولهذا من المهم ان يستحي ان ان يعرف الانسان عظيم فضل الرفق عظيم اثره في مسلكه سواء الحياة او الديني في صلته بربه او في صلته بالخلق - 00:11:55
ولما كان الرفق بهذه المنزلة فانه قد اتصف به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان رفيقا في كل احواله وفي معاملته وفي شأنه صلى الله عليه وسلم مع القريب والبعيد والموافق والمخالف قال الله تعالى - 00:12:17
قالت بما رحمة من الله لنت لهم ولين هو الرفق ولو كنت فظا وهذا العنف الذي يقابل النفط فظا ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فبين الله عز وجل ما يدركه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وما تفضل به جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم من - 00:12:34
الذي يدرك به صلاح الحال وجميل المنقلب والمآل فكان صلى الله عليه وسلم من احب الناس للناس ومن انفعهم لهم وذلك لما حباه الله تعالى من الرحمة والرفق واللين فلو كان صلى الله عليه وسلم سيء الكلام قاسي القلب لانفض عنه الناس وتركوه ولما - 00:12:57
آآ اجتمعوا عليه فقد جمع الله تعالى عليه قلوب الخلق والان آآ له العسير. ذلك بما كان عليه صلى الله عليه وسلم من لين الجانب وتأليف القلوب وما حباه الله تعالى من جميل الاخلاق. وانك لعلى خلق عظيم - 00:13:22
و النبي صلى الله عليه وسلم من رفقه كان شديد الالم العناء في كل ما يشق على امته يشق عليه ما يشق على امته من رفقه بهم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين - 00:13:42
خوف الرحيم هذه خصاله صلى الله عليه وسلم التي كان عليها ليس بفض ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق صلوات الله وسلامه عليه بل كان رحيما رفيقا رؤوفا يشق عليهما يشق على امته ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما - 00:14:03
صلى الله عليه وعلى اله وسلم و لهذا يتبين ان هذا الخلق كما انه يصلح الدنيا فبالرفق تستقيم حياة الانسان في خاصته وفي ايضا محيطه ومعاملته لكل من يحيط به - 00:14:25
ايضا هو مما يستقيم به صلة الانسان بربه. فان الله يحب الرزق وما احبه الله اجزل له المثوبة والعطاء. وفقه الى كل خير وادخل عليه كل سرور وبر هذه المقدمة - 00:14:46
بينا فيها صلة الرفق والاخلاق عرفنا بينا في حقيقة الرفق بينا فيها فضائل ما يكون من هذا من هذه الخصلة وما جاء في شأنها في الحث عليها والندب اليها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي عمله - 00:15:03
فقد قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فهو صلى الله عليه وسلم الاسوة ومن الاسوة التأسي به ان نكون على ما كان عليه من اخلاق ولطف وعمل صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:15:26
عليه افضل الصلاة واتم التسليم. ايضا فضيلة الشيخ الاحاديث التي جاءت في آآ في بيان آآ خلق النبي عليه الصلاة والسلام او الايات التي جاءت في يعني خلق النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بالرفق كثيرة في كتاب الله عز وجل. يعني لا نريد آآ ان نذكرها يأخذنا الوقت كثيرا في في - 00:15:42
يعني اه خلق النبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اسمح لي فضيلة الشيخ ان نذهب الى فاصل بعده بمشيئة الله تعالى سنستكمل حديثنا حول آآ آآ الرفق وآآ نستعرض اثاره وفوائده بمشيئة الله تعالى. سنذهب الى فاصل قصير بعده نكمل الحديث ابقوا معنا - 00:16:02
حياكم الله مستمعينا الكرام مجددا في هذه الحلقة المباشرة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة. ضيفنا الكريم هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم اهلا وسهلا فضيلة الشيخ حياك الله - 00:16:22
مرحبا بك حياك الله اهلا وسهلا. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ نتحدث في هذه الحلقة اه عن اه الرفق واه ما وضع الرفق في شيء آآ الا زانه. آآ فضيلة الشيخ آآ يعني في نقطة نريد ان نتحدث عنها قبل ان نتحدث عن الاثار وان الرفق لا يكون فقط في - 00:16:38
بتعامل الناس مع الناس. ايضا الرفق يكون في تعامل الانسان اه مع الحيوان وجاءت اه كثير من من الاثار عن النبي عليه الصلاة والسلام في اه قضية الرفق بالعناية اه او الرفق - 00:16:58
اه الحيوان ومع الحيوان نريد ان نتحدث عن عن هذا الجانب قليلا قبل ان نتحدث عن الاثار الايجابية الحقيقة ان الرفق خصلة اه تشمل وتنتظم كل آآ تصرفات التصرفات الانسان فلا تقتصر - 00:17:13
لا الجوادر ولا على مسلك من المسالك بل هي في كل شأن من الشؤون. ولهذا جاء الرفق آآ مأمورا به في كل الجوانب في صلة الانسان بربه وفي صورة الانسان بنفسه - 00:17:31
وفي صورة الانسان بمحيطه من بني ادم ومن غيرهم ولذلك نحن نحتاج الى ان نعرف ان الرفق حاصر الريف في صورة او في جانب هو اختزال لهذا الوصف هذه الخاصة الكبيرة التي - 00:17:50
آآ آآ التي بها ندرك خيرا عظيما واه ننال الخيرية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله باهل بيته خيرا ادخل عليهم الاخوة آآ من حرم حظه من اعطي حظه من الرزق اعطي حظه من الخير - 00:18:07
فنحن نحتاج الى ان نعرف ان الرفق ليس محصورا به بعض المظاهر التدين وهو المقصود الاعظم الذي خلق الله تعالى الخلق من اجله امرنا فيه بان نكون على رفقهم في تديننا وفي اه اه عبادتنا لله عز وجل - 00:18:27
فقد جاء ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق ان هذا الدين متين اي عظيم ومحكم وشامل معاش الانسان ونواحي حياته ثم قال صلى الله عليه وسلم - 00:18:50
فاوغل فيه برفق وقولها فاوغلوا فيه برفق يعني سيروا فيه برفق وابلغ الغاية القصوى منه رفق وسهولة ويسر دون ان تشقوا على انفسكم ودون ان تحملوها ما لا تطيق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:19:18
في بيان ما يتعلق بالتدين عليكم هديا قاصدا فانه من يشاد هذا الدين يغلبه والتشدد في الدين والغلو فيه يجافي الرفق ويوقع الانسان في الهلاك ولذلك نهى الله تعالى عن الغلو في الدين - 00:19:45
وبين ان ذلك موقع في الهلكة هلك المتنطعون هلك المتنطعون هذا كالمتنطعون هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التدين مأمور فيه بان يكون الانسان رفيقا في تدينه - 00:20:07
تالكا طريقا معتدلا غير شاق لا يلزم نفسه باكثر مما تطيق بل يرفق بها ويكون على لطف ويسر فيها فهذا المعنى لابد ان يلاحظ وهو انه حتى في تحقيق الغاية والمقصود من الخلق - 00:20:27
وهو عبادة الله لا بد فيها من الرفق ولنذكر ان هذا الدين فاوغلوا فيه برفق بيسر بسهولة وسماحة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة. الحنيفية التوحيد - 00:20:53
والسمحة اي التي لا عنف فيها ولا مشقة ولا آآ تحميل للنفس ما لا تطيق بل بيسر وسهولة ان الدين يسر. ولن يشاد الدين احد الا غلبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:12
هذا المظهر من مواهب الرفق التي يجب ان يتحلى بها الانسان وان يستحضرها حتى يخرج عنان يحمل نفسه شيئا لا يطيقه. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند والسنن من حديث - 00:21:33
عائشة رضي الله تعالى عنها اتلفوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يأبى حتى تملوا وان احب العمل الى الله ادومه ادومه وان قل فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى - 00:21:51
بشكل واضح ظاهر وهذا من جوانب الرفق التي ينبغي ان لا يغفل عنها الانسان من جوانب الرفق ومواضع التي ينبغي ان لا يغفل عنها الانسان ايضا وقد جاء بيانها في - 00:22:07
آآ كلام الله عز وجل وكلام رسوله ان يرفق الانسان بنفسه في المحافظة عليها من ان يلحقها ضررا او يوقعها في هلكة قال الله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة - 00:22:22
فنهانا الله تعالى عن القاء الالقاء بالناس في التهلكة وفي الاية الاخرى قال ان الله يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بل بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عنك راض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما - 00:22:43
فنهى الله تعالى عن قتل الله ان يقتل الانسان نفسه وذلك من رفقه جل وعلا بالانسان ورحمته وايضا حفاظ الانسان على نفسه هو من رفقه بها فينبغي الانسان ان يستحضر هذه المعاني - 00:23:00
وان يستحضر ان تكليف نفسه شيئا لان تحميله نفسي في امر دين او امر دوني يعني زائد عما تطيقه هو مجاف للرفق الذي امر به الانسان فالمسلم لا يحمل نفسه في عبادة ولا في طلب دنيا - 00:23:20
لا يحمل نفسه في عبادة ولا في طلب دنيا ما لا تطيقه فان المطلوب هو الاعتدال وسلوك الهدي القاصد بامر الدين وفي امر الدنيا مما يؤمر فيه الانسان بالرفق ايضا - 00:23:44
ان يرفق في معاملته للناس على وجه العموم كما جاء ذلك قوله صلى الله عليه وسلم المؤمنون هينون لينون جمل الف ان قيدا قاد واذا استنيخ السلاخ يعامل الانسان الناس بالرفق - 00:24:03
اللطف بالليونة السماحة اه اليسر الذي يدخل في عموم القاعدة التي ذكرها الله تعالى في باب حسن الخلق خذ العفو وامر بالعرف واعرض على الجاهلين فاليسر الذي امر الله تعالى - 00:24:27
بالاخذ به في قوله آآ خذ خذ العفو الذي امر الله تعالى باخذه في قوله خذ العفو هو الا تشق على الناس وان ترفق بهم والا تكلفهم ما لا يطيقون او ما لا تسمح به انفسهم في معاملتك به في معاملتك و فيما يتصل به - 00:24:51
آآ ما لك عليهم من من الحقوق فتأخذ العفو وهو ما تيسر. وهذا من من الرفق. الرفق يحتاجه الانسان في ادارة شؤون من له ولاية عليهم في البعيد في العمل - 00:25:13
في اه اه سائر اوجه اه من يكون له ولاية على غيره فان الرفق يجلب الخير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر امتي شيئا - 00:25:34
فشق عليهم فاشقق عليه. ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به فالاب في بيته والام في بيتها المدير في عمله وكل صاحب مسؤولية اذا تعمل هذا هذه الخصلة - 00:25:51
من الرفق في من تحت يده لمن يأتمرون بامره وله عليهم ولاية كان ذلك موجبا للخير بينه وبينهم. دخل بينهم حسن الخلق دخل بينهم اللين واستحقوا من الله الرفق لانهم - 00:26:11
يرفق الله تعالى بهم ويبعد عنهم كل عناء ومشقة فاذا كانت هذه الحال هي حال الانسان مع غيره في معاملته لمن يعامله كان ذلك موجبا لان يرفق الله به. يعني انت لما تتعامل مع - 00:26:31
الناس برفق وليونة وسهولة وسماحة تدرك كل هذه المعاني من الله تعالى في شأنك الخاص والعام فيرفق الله تعالى بك ويبلغك الله تعالى ما تؤمل ويدفع عنك ما تكره ويلطف بك جل في علاه وهذا - 00:26:48
كله من من الجزاء المعجل الذي تدركه في الدنيا اما الاخرة فالثواب عند الله تعالى عظيم والاخرة خير وابقى الرفق نحتاجه في مقام النصح والتوجيه لابنائنا وبناتنا وكل من نتحدث معه - 00:27:08
اه بامر بخير او نهي عن شر فان ذلك مما يستدعي القبول كما قال الله تعالى في شأن الرسول فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب فظا غليظ القلب - 00:27:29
غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم فاغفر لهم شاورهم في الارض فاذا عزمت فتوك على الله فالانسان ينبغي ان يكون على هذه الخصلة التي هي الرفق في من نوجه اليهم امرا بخير او نهيا عن شر. سواء كانوا صغارا او كبارا - 00:27:45
اه ذكورا او اناثا اقارب او اباعد فانه مما يندرج في فيما وصف الله تعالى به سبيل الرسول صلوات الله وسلامه عليه في قوله ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن - 00:28:06
ولذلك حتى مع المخطئ ينبغي ان يكون الانسان رفيقا في تقويم الخطأ بعيدا عن المجافاة في بما يكون عونا لا عونا للشيطان عليه قد جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى - 00:28:26
برجل في الخمر فيقيم عليهما فرض الله تعالى من عقوبة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به. وفي رواية قال اخزاك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:46
لا تعينوا الشيطان على اخيكم فامر بالرفق حتى في معالجة الخطأ وان انسان يعالج الاخطاء بلطف بيسر وسماحة فلا يخرج عن حدود الشريعة ولذلك قال الله عز وجل فان تاب واصلح فاعرضوا عنهما - 00:29:04
فان تاب واصلحا فاعرضوا عنهما ومعنى الاعراب ان لا يتعرض بشيء من التثريب او التأنيب او التعيين اه الذي يلحق هؤلاء اه الما في نفوسهم وضيقا في اه خواطرهم واه قد يكون مدخل - 00:29:28
من مداخل الشيطان عليهم لذلك من المهم نحن في مقام توجيه ابنائنا وفي مقام توجيهي بناتنا وفي خطابنا لمن نخاطبه ممن آآ ندله على خير او نحذره من شر ان ان نكون في غاية الليونة واللطف - 00:29:50
وهذا لا يعني آآ الا يبين الانسان الحق او الا ينهى عن الشر والفساد لكن يعني ان يسلك فيما يريد من الامر بالخير وفيما يريد من النهي عن الشر اسلحت طرق وايصالها التي توصل الى الغاية والمقصود في بيان - 00:30:14
بخطورة الخطأ و اهمية نسيان الخير ابراهيم عليه السلام لما دعى اباه الى توحيد الله عز وجل وهي اكبر قضية واهم آآ مسألة من مسائل المعروف والخير الذي ينبغي ان يعتنى به فان عبادة الله هي وحده لا شريك له هي - 00:30:37
نجاة الدنيا وفوز الاخرة وهي غاية الوجود اذا ما حققه الانسان خرج من الدنيا عاش في دنياه خاسرا وانقلب في اخراه الى بئس المصير يقول الله تعالى في بيان محادثة ابراهيم بن ابيها. رفض ابراهيم - 00:31:05
آآ رفض اعذر قبول دعوة ابراهيم قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا هذا الوعيد اولا هذا الرد لما دعاه اليه من توحيد الله عز وجل - 00:31:26
مع حمله على عدم تكرار دعوته الى ما دعاه اليه من عبادة الله وحده وتهديده لان لم تنتهي اذا ما اذا ما انتهيت فان عقوبتك عندي الرجم والهجر قال سلام عليك هذا الذي رد به ابراهيم عليه السلام - 00:31:45
على ابيه الذي رفض ما دعاه اليه من الهدى ودين الحق سلام عليك فاستغفر لك ربي انه كان بي حفيا هذا هذه الاية الكريمة تضمنت بيان ما كان عليه ابراهيم من النصح لابيه - 00:32:10
وما كان عليه في ذلك من الرفق واللين مع ايضاح الحق والتحذير من عبادة من لا تنفع عبادته و مع الرد العنيف الذي كان من ابيه تجاه لم يقابله بمثله بل - 00:32:33
كان جوابه في غاية الرفق واللين سلام عليه يعني لن يأتي مني تجاه الا السلامة والسلامة تقتضي شف كل شر وكف كل بر يتوجه من الانسان لغيره. في قوله او عمله - 00:32:55
ولم يقتصر على هذا بل قال ساستغفر لك ربي انه كان في عفيا وعده بان يطلب الله له المغفرة وهذا في غاية الاحسان ومقابلة الاساءة بما يكون من لطيف المعاملة - 00:33:15
فينبغي ان يكون الانسان على هذا النحو من الرفق في توجيهه ولم يكن هذا ظعفا من ابراهيم ولا آآ اتضاعا وآآ ذلت انما كان سلوكي للسبيل الذي امر الله تعالى به الحكمة والموعظة الحسنة الرحمة التي - 00:33:33
توجب القبول يتوقع معها ان يقابل ما يؤمر به من معروف وما يناه به عن منكر وما يؤمر به من خير وما ينهبيه عن شر آآ محلا للقبول والرضا كذلك يكون الرفق - 00:33:59
مع الضعفاء لان عادة الضعفاء قد يعامله الانسان بشيء من الجفاء لكونهم لا يؤبه بهم او لا يلتفت اليهم وقد جاءت النصوص النبوية في التأكيد على اللطف مع الخدم ومع - 00:34:18
اشباههم ممن يكونون على حال من الضعف قلة ذات اليد والمسجد فاوجب الرفق والاحسان اليهم وان يطعموا وان لا يكلفه في العمل ما لا يطيقون وان يعانوا والا يغلظ عليهم في العقوبة حتى اذا اخطأوا - 00:34:50
وقد حصل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ان رأى صحابيا من الصحابة رضي الله تعالى عنه عنهم جميعا يعاقب مملوكا كان تحت يده في خطأ فكان يجلده فناداه النبي صلى الله عليه وسلم بصوته - 00:35:18
مسموع وهو على هذه الحال فقال ابا مسعود هكذا ناداه اعلم ابا مسعود لا هو سعود البدري رضي الله تعالى عنه كان يضرب غلاما له بالثوب يقول فسمعت من خلفي صوتا - 00:35:43
اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود كررها ثلاثا قلت لم افهم الصوت من مما كان عليه من حال انفعال وغضب رضي الله تعالى عنه مما فعل هذا الغلام - 00:36:06
فصخ سمعه فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فسقط الصوت من يدي من هيبته سقط الصوت من يده من هيبة رسول الله. لانه من الصوت والاسلوب وصياغة الجملة واضح ان ان وسلم - 00:36:26
يريد ان ينبهه الى خطأ اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام اعلم ابا مسعود ان الله اعلم ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام - 00:36:48
لان كانت عقوبة شديدة في غير محلها فقلت يا رسول الله انظر سرعة الاستجابة هو حر لوجه الله ثم قال النبي وسلم اما لو لم تفعل لا لفحتك النار او لمستك النار - 00:37:07
فقلت هو الذي بعثك بالحق لا اضرب عبدا بعده ابدا. يقول رضي الله تعالى عنه فما ظربت مملوكا لي بعد ذلك اليوم هذا الحديث وهو في اصله زعيما مسلم بين - 00:37:24
ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة للضعفاء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقدس امته لا يعطون الضعيف منهم حقه وقال صلى الله عليه وسلم اني احرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة - 00:37:39
كل هذه المعاني تندرج في ما كان ما جاءت به الشريعة من واللين في معاملة الخلق وعدم والعنف والجفاء حتى مع من كان منهم صاحب خطأ او اساءة. جميل. اه فضيلة الشيخ اه يعني اخذنا الحديث كثيرا في ما جاءت به الشريعة وندبت - 00:37:59
اليه في باب الرفق ويعني اخذنا الوقت كثيرا لكن بودي ان نختم في في خمس دقائق لو تكرمت عن الاثار التي يتحصلها الانسان اه من رفقه بهذه الامور من خلال هذه الامور التي جاءت بها الشريعة وندبت اليها - 00:38:25
لا شك ان الرفق من جميل الاخلاق وحسن يعني وحسن الاخلاق جاء فيه من الفضائل والاجور ما بينه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. اما الله عز وجل فقد وصف بحسن - 00:38:43
خلق اه وصف اه اشرف الخلق بحسن الخلق وذلك دليل على عظيم الاجر المرتب على ذلك. قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم وهذا يبين عظيم الاجر المرتب على حسن خلق - 00:39:05
حسن الخلق قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من شيء اثقل في الميزان من حسن الخلق والرفق من ابرز الخصال التي يتحقق بها حسن الخلق في جميع - 00:39:28
الا وجه فهو اثقل شيء في الميزان خلال دقيقتين فضيلة الشيخ لو تكرمت. طيب هو على كل حال حسن الخلق اجره عظيم وفضله كبير. يدرك به الانسان عظيم الاجر. والرفق من حسن الخلق الذي يدرك به عظيم الاجر - 00:39:45
وكبير الفضل من الله عز وجل. ايضا يدرك بحسن الخلق محبة الله عز وجل لان الله تعالى يحب الرفق ومن احبه الله فتحت له ابواب الخيرات. وادرك عظيم الفضل والاجر من رب يعطي على القليل الكثير - 00:40:04
حسن الخلق يدرك به الانسان محبة من حسن الخلق ويدرك به الانسان محبة الناس حسن الخلق يحمي الانسان على وظع الامور في في في نصابها حسن الخلق يحمل انسان على الاتزان - 00:40:22
وحسن والرفق آآ يدرك به الانسان اتزانه اتزانه واستقامته. والرفق آآ اذا انتشر بين الناس ادخل عليه فيهم الخير ولذلك قال اذا اراد الله عز وجل لاهل بيت خيرا ادخل عليهم الرفق - 00:40:37
كل هذه المعاني مما تدرك الرفق ولذلك انا ادعو نفسي واخواني واخواتي وجميع المستمعين والمستمعات الى بذل الجهد في تخلق بهذا الخلق. قد يقول قائل يعني صعب التخلق بهذا الخلق. انت اذا قرأت الفضائل واذا عرفت الثمار والنتائج وجميل الاثار المرتبة على هذا - 00:40:57
هذه الحفلة اعانك على التخلق بها. التخلق بها يحتاج الى شيء من الممارسة يحتاج الى شيء من التدرب يحتاج الى شيء من التخلق بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم وكذلك الرضا - 00:41:25
يأتي باستعمال اسنابه والدصاص به وسؤال الله عز وجل ان يرزقك الرفق وان يجعلك رفيقا وبذلك تدرك ما تامل من خير الدنيا والاخرة فنسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم طيب الاخلاق ان يهدينا لاحسنها وان يصرف عنا سيئها وان يرزقنا الرفق في الامر كله وان يسوق لنا الخير في الشأن كله. اللهم امين اللهم امين شكرا - 00:41:41
جزيلا فضيلة الشيخ شكر الله لك كتب الله اجرك. شكرا جزيلا الشيخ خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. شكرا جزيلا فضيلة الشيخ على ما اجدت به وافت وانا اشكرك واشكر الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات وفريق عمل اسأل الله تعالى لي ولكم القبول والتسديد وان يقر - 00:42:09
بما نحب فيما في ديننا ودنيانا وان يوفق ولاة امرنا الى ما فيه الخير والعز وتمكين لبلادنا اه سائر بلاد المسلمين وان يبارك في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يؤيدهم بتأييده وان يسددهم في الاقوال والاعمال وصلى الله - 00:42:29
وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مستمعينا الكرام وصلنا لختام هذه - 00:42:49
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى. في - 00:00:00
ذات هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الشؤون الهندسية علي مدابغي ومن الماستر كنترول ساعد الصحفي من تنفيذ البرنامج على الهواء مصطفى مستنطق واخراج خالد الزهراني ومن استوديو الهواء مصطفى الصحفي - 00:00:20
باسمكم جميعا مستمعينا الكرام ارحب بضيف البرنامج فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم ضيفنا الدائم في برنامج اه الدين والحياة. اه سيكون معنا بمشيئة الله تعالى بعد دقائق اه قليلة على الهاتف - 00:00:38
سيكون حديثنا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة امتداد للموضوعات التي التي نتحدث عنها في برنامج الدين والحياة هذه الموضوعات التي تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويرتقي بها في تعاملاته مع نفسه - 00:00:58
ومع اخوانه في هذه الحياة الدنيا الموضوعات التي حث عليها ديننا الاسلامي ونحاول بمشيئة الله تعالى ان نسلط الظوء على كما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم من الاحاديث - 00:01:16
والنصوص اه القرآنية آآ التي تحث على هذا الموضوع في هذه الحلقة آآ سنتحدث حول موضوع الرفق وحديث النبي عليه الصلاة والسلام اه ما كان الرفق في شيء اه الا زانه سنتحدث حول نقاط متعلقة بهذا الموضوع من ضمن هذه النقاط التي سنتحدث عنها - 00:01:32
بمشيئة الله تعالى آآ عن آآ تعريف آآ الرفق ما هو الرفق؟ وسنتحدث عن فضائله واثاره وفوائده آآ المرجوة جميع مستمعينا الكرام نرحب بضيفي وضيفكم الكريم مجددا فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلحي استاذ الفقه بجامعة القصيم. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله - 00:01:55
وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله اخي وائل واهلا وسهلا بك واسأل الله ان يجعله لقاء نافعا مباركا. اللهم امين. فضيلة الشيخ آآ ذكرت اننا سنتحدث بمشيئة الله تعالى عن الرفق ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام ما كان الرفق في شيء الا زانه سنتحدث آآ عن عن الرفق وعن فضائله - 00:02:15
اثاره وفوائده المرجوة لكن ابتداء دعنا نتحدث فضيلة الشيخ عن آآ الرفق وكيف انه هو من الفضائل التي آآ تدعو اليها الشريعة الاسلامية ونريد ايضا ان نتعرف على الرفق تعريفه وما هو ايضا - 00:02:36
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فتحية طيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لك اخي والي جميع الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات اه حديثنا اليوم عن - 00:02:53
الرفق. الرفق هو من جملة كريم الخصال وجميل الاخلاق وحسن اه الصفات وآآ عندما نتحدث عن الاخلاق فاحنا نتحدث عن اه اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة فان اثقل شيء في الميزان يوم القيامة حسن الخلق كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:03:09
وليس ثمة انفصال بين حسن آآ العبادة وطيب آآ الديانة واستقامة المرء وبين آآ حسن الخلق بل حسن الخلق وصف اصيل اكيد في خصال اهل الايمان اه في كل جوانب اه الاخلاق الحسنة قد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في - 00:03:33
المسند باسناد جيد انما بعثت ليتمم صالح الاخلاق اي لاكملها واهذبها وارشدها واعرف بها وابينها صالح الاخلاق من اه اه مما يندرج فيه ومما هو في الحقيقة اه من ابرز سماته - 00:04:00
الرفق والرفق في اللغة ضد العنف وهو لين الجانب فرفقك بالشيء مجانبة العنف والغلظة والفظاظة و استعمال اللطف والليونة و حسن التأتي معه ولهذا لم يكن المعنى الاصطلاحي للرفق عند العلماء بعيدا عن المعنى اللغوي - 00:04:22
بل هو امتداد له وتحديد اه وتوضيح للرفق بشكل اه اوظح فيما يتعلق بالاخلاق يعرف الرفق بانه لين الجانب بالقول والفعل. لين الجانب بالقول والفعل والاخذ بالاسهل هذا تعريف ذكره بعض اهل العلم للرفق وبه يتبين ان الرفق - 00:04:53
يشتمل على كل ما يكون من خصلة للانسان القولية والفعلية والمعاملاتية اي في معاملته لغيره فالرفق مداراة مع الرفقاء لرجانب لطف في اخذ الامور باحسن الوجوه وايسرها ولذلك يكون مع الرفق - 00:05:19
من التأتي الحسن و اخذ الامور باحسن الوجوه واسهل المسالك وايسر السبل السبل مع يبين ويجلي معنى الرفق فالرفق لين وسهولة ويسر ولطف وعطف ومداراة كل هذه المعاني تندرج في معنى الرفق - 00:05:45
ويتبين بها الرفق بالرفق خلاصة و زوجة كل هذه المظاهر وتلك الصفات التي ذكرت في تعريفه وفي بيان معناه وبه يتبين ان الرفق يشتمل على الاتصاف بالحكمة التي هي وضع الامور في مواضعها التصاف بكمال العقل. فان الرفيق - 00:06:15
كامل العقل الاتصاف بقوة الشخصية فلا يكون رفيقا في الامر كله الا من كان ذا نفس وقلب وشخصية قوية تحسن التصرف وتظبط الانفعالات وتحكم الايرادات وتعتدل في النظر وتتزن في - 00:06:45
التعاطي مع الامور فالرفق مظهر من مظاهر غشت وهو ثمرة في الحقيقة من ثمار التدين السليم وثمرة من ثمار الاستقامة اذ انه من خصال اهل الايمان فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمنون هينون لينون كالجمل - 00:07:06
ان قيد انقاد وان انيخ على صخرة استراخ ليس ضعفا ولا ابتزالا انما كما قال الله تعالى محمد رسول الله والذين امنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم فالرفق يستخلص كل هذه المعاني. وتجتمع فيه كل هذه - 00:07:31
الامور حتى يخلص لنا ان الرزق في الحقيقة كمال في جميل الخصال زبدة صالح الاعمال ثمرة لي تدين صحيح قويني لانه يكون فيه الانسان ضابطا نفسه ليه بالدين وبالعقل وبالطيب العمل الذي يشكر عليه في في الدنيا وفي الاخرة - 00:08:04
والرفق آآ ادلة آآ فضله وادلة رفيع مقامه لا تنحصر في اه نص بل النصوص في فضل الرفق وفي مكانته كثيرة آآ ووفيرة فمنها ما جاء في حديث جرير ابن عبد الله البجلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:39
ان الله عز وجل يعطي على الرزق ما لا يعطي على الخرق اي الحمقى ثم قال واذا احب الله عبدا اعطاه الرفق ثم قال صلى الله عليه وسلم وما كان اهل بيت - 00:09:09
يحرمون الرفق الا حرموا الخير كله الخير كله وفي الصحيح من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله رفيق يحب الرفق يحب الرفق فقد صلاح بسيطة واحب من اتصل بها ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف - 00:09:24
ثم قال صلى الله عليه وسلم ويعطي على الرفق ما لا يعطي على سواه في رواية اخرى وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق لما فيه من الخير العميم والفضل الكبير فقال يا عائشة ارفقي فان الله - 00:09:44
اذا اراد باهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق وفي رواية ادخل عليهم الرفق الرفق من جميل الخصال التي تواردت النصوص في بيان فضله وكبير منزلته. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء - 00:10:03
الا زان ولا نزع من شيء الا شهده وهذا يبين الفضل الكبير والاجر العظيم المترتب على الرفق وانه موجب عطاء الله عز وجل موجب فضله واحسانه وكريمه جوده فانه من - 00:10:24
استعمل الرفق واستعان به في امره كله كان ذلك موجبا اه لعطاء عظيم جزيل. ان الله يحب الرفق ويؤتى على الرفق ما لا يعطي على العنف ومن اعطي حظه من الرفقة اعطي حظه فقد اعطي حظه آآ من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه - 00:10:48
اهو من الخير كل هذه النصوص متواترة في بيان ان الرفق يدرك به الانسان من الخير ما لا يدركه بغيره فيتجنب الشطط ويتجنب الزلل وتجنب الغلو ويتجنب الاشقاق ويكونوا كما - 00:11:12
قال النبي صلى الله عليه وسلم على هدي قاصد عليكم هديا قاصدا اي سبيلا مستقيما متزنا معتدلا غير شاق لا يلزم فيه الانسان نفسه بخروج عن ما تقتضيه الفترة والطبيعة - 00:11:34
ولا يتورط في انحلال وانحراف يوقعه في سوء وشر ولهذا من المهم ان يستحي ان ان يعرف الانسان عظيم فضل الرفق عظيم اثره في مسلكه سواء الحياة او الديني في صلته بربه او في صلته بالخلق - 00:11:55
ولما كان الرفق بهذه المنزلة فانه قد اتصف به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكان رفيقا في كل احواله وفي معاملته وفي شأنه صلى الله عليه وسلم مع القريب والبعيد والموافق والمخالف قال الله تعالى - 00:12:17
قالت بما رحمة من الله لنت لهم ولين هو الرفق ولو كنت فظا وهذا العنف الذي يقابل النفط فظا ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فبين الله عز وجل ما يدركه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وما تفضل به جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم من - 00:12:34
الذي يدرك به صلاح الحال وجميل المنقلب والمآل فكان صلى الله عليه وسلم من احب الناس للناس ومن انفعهم لهم وذلك لما حباه الله تعالى من الرحمة والرفق واللين فلو كان صلى الله عليه وسلم سيء الكلام قاسي القلب لانفض عنه الناس وتركوه ولما - 00:12:57
آآ اجتمعوا عليه فقد جمع الله تعالى عليه قلوب الخلق والان آآ له العسير. ذلك بما كان عليه صلى الله عليه وسلم من لين الجانب وتأليف القلوب وما حباه الله تعالى من جميل الاخلاق. وانك لعلى خلق عظيم - 00:13:22
و النبي صلى الله عليه وسلم من رفقه كان شديد الالم العناء في كل ما يشق على امته يشق عليه ما يشق على امته من رفقه بهم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين - 00:13:42
خوف الرحيم هذه خصاله صلى الله عليه وسلم التي كان عليها ليس بفض ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق صلوات الله وسلامه عليه بل كان رحيما رفيقا رؤوفا يشق عليهما يشق على امته ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما - 00:14:03
صلى الله عليه وعلى اله وسلم و لهذا يتبين ان هذا الخلق كما انه يصلح الدنيا فبالرفق تستقيم حياة الانسان في خاصته وفي ايضا محيطه ومعاملته لكل من يحيط به - 00:14:25
ايضا هو مما يستقيم به صلة الانسان بربه. فان الله يحب الرزق وما احبه الله اجزل له المثوبة والعطاء. وفقه الى كل خير وادخل عليه كل سرور وبر هذه المقدمة - 00:14:46
بينا فيها صلة الرفق والاخلاق عرفنا بينا في حقيقة الرفق بينا فيها فضائل ما يكون من هذا من هذه الخصلة وما جاء في شأنها في الحث عليها والندب اليها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي عمله - 00:15:03
فقد قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فهو صلى الله عليه وسلم الاسوة ومن الاسوة التأسي به ان نكون على ما كان عليه من اخلاق ولطف وعمل صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:15:26
عليه افضل الصلاة واتم التسليم. ايضا فضيلة الشيخ الاحاديث التي جاءت في آآ في بيان آآ خلق النبي عليه الصلاة والسلام او الايات التي جاءت في يعني خلق النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بالرفق كثيرة في كتاب الله عز وجل. يعني لا نريد آآ ان نذكرها يأخذنا الوقت كثيرا في في - 00:15:42
يعني اه خلق النبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اسمح لي فضيلة الشيخ ان نذهب الى فاصل بعده بمشيئة الله تعالى سنستكمل حديثنا حول آآ آآ الرفق وآآ نستعرض اثاره وفوائده بمشيئة الله تعالى. سنذهب الى فاصل قصير بعده نكمل الحديث ابقوا معنا - 00:16:02
حياكم الله مستمعينا الكرام مجددا في هذه الحلقة المباشرة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة. ضيفنا الكريم هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم اهلا وسهلا فضيلة الشيخ حياك الله - 00:16:22
مرحبا بك حياك الله اهلا وسهلا. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ نتحدث في هذه الحلقة اه عن اه الرفق واه ما وضع الرفق في شيء آآ الا زانه. آآ فضيلة الشيخ آآ يعني في نقطة نريد ان نتحدث عنها قبل ان نتحدث عن الاثار وان الرفق لا يكون فقط في - 00:16:38
بتعامل الناس مع الناس. ايضا الرفق يكون في تعامل الانسان اه مع الحيوان وجاءت اه كثير من من الاثار عن النبي عليه الصلاة والسلام في اه قضية الرفق بالعناية اه او الرفق - 00:16:58
اه الحيوان ومع الحيوان نريد ان نتحدث عن عن هذا الجانب قليلا قبل ان نتحدث عن الاثار الايجابية الحقيقة ان الرفق خصلة اه تشمل وتنتظم كل آآ تصرفات التصرفات الانسان فلا تقتصر - 00:17:13
لا الجوادر ولا على مسلك من المسالك بل هي في كل شأن من الشؤون. ولهذا جاء الرفق آآ مأمورا به في كل الجوانب في صلة الانسان بربه وفي صورة الانسان بنفسه - 00:17:31
وفي صورة الانسان بمحيطه من بني ادم ومن غيرهم ولذلك نحن نحتاج الى ان نعرف ان الرفق حاصر الريف في صورة او في جانب هو اختزال لهذا الوصف هذه الخاصة الكبيرة التي - 00:17:50
آآ آآ التي بها ندرك خيرا عظيما واه ننال الخيرية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله باهل بيته خيرا ادخل عليهم الاخوة آآ من حرم حظه من اعطي حظه من الرزق اعطي حظه من الخير - 00:18:07
فنحن نحتاج الى ان نعرف ان الرفق ليس محصورا به بعض المظاهر التدين وهو المقصود الاعظم الذي خلق الله تعالى الخلق من اجله امرنا فيه بان نكون على رفقهم في تديننا وفي اه اه عبادتنا لله عز وجل - 00:18:27
فقد جاء ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق ان هذا الدين متين اي عظيم ومحكم وشامل معاش الانسان ونواحي حياته ثم قال صلى الله عليه وسلم - 00:18:50
فاوغل فيه برفق وقولها فاوغلوا فيه برفق يعني سيروا فيه برفق وابلغ الغاية القصوى منه رفق وسهولة ويسر دون ان تشقوا على انفسكم ودون ان تحملوها ما لا تطيق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:19:18
في بيان ما يتعلق بالتدين عليكم هديا قاصدا فانه من يشاد هذا الدين يغلبه والتشدد في الدين والغلو فيه يجافي الرفق ويوقع الانسان في الهلاك ولذلك نهى الله تعالى عن الغلو في الدين - 00:19:45
وبين ان ذلك موقع في الهلكة هلك المتنطعون هلك المتنطعون هذا كالمتنطعون هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التدين مأمور فيه بان يكون الانسان رفيقا في تدينه - 00:20:07
تالكا طريقا معتدلا غير شاق لا يلزم نفسه باكثر مما تطيق بل يرفق بها ويكون على لطف ويسر فيها فهذا المعنى لابد ان يلاحظ وهو انه حتى في تحقيق الغاية والمقصود من الخلق - 00:20:27
وهو عبادة الله لا بد فيها من الرفق ولنذكر ان هذا الدين فاوغلوا فيه برفق بيسر بسهولة وسماحة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة. الحنيفية التوحيد - 00:20:53
والسمحة اي التي لا عنف فيها ولا مشقة ولا آآ تحميل للنفس ما لا تطيق بل بيسر وسهولة ان الدين يسر. ولن يشاد الدين احد الا غلبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:12
هذا المظهر من مواهب الرفق التي يجب ان يتحلى بها الانسان وان يستحضرها حتى يخرج عنان يحمل نفسه شيئا لا يطيقه. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند والسنن من حديث - 00:21:33
عائشة رضي الله تعالى عنها اتلفوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يأبى حتى تملوا وان احب العمل الى الله ادومه ادومه وان قل فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى - 00:21:51
بشكل واضح ظاهر وهذا من جوانب الرفق التي ينبغي ان لا يغفل عنها الانسان من جوانب الرفق ومواضع التي ينبغي ان لا يغفل عنها الانسان ايضا وقد جاء بيانها في - 00:22:07
آآ كلام الله عز وجل وكلام رسوله ان يرفق الانسان بنفسه في المحافظة عليها من ان يلحقها ضررا او يوقعها في هلكة قال الله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة - 00:22:22
فنهانا الله تعالى عن القاء الالقاء بالناس في التهلكة وفي الاية الاخرى قال ان الله يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بل بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عنك راض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما - 00:22:43
فنهى الله تعالى عن قتل الله ان يقتل الانسان نفسه وذلك من رفقه جل وعلا بالانسان ورحمته وايضا حفاظ الانسان على نفسه هو من رفقه بها فينبغي الانسان ان يستحضر هذه المعاني - 00:23:00
وان يستحضر ان تكليف نفسه شيئا لان تحميله نفسي في امر دين او امر دوني يعني زائد عما تطيقه هو مجاف للرفق الذي امر به الانسان فالمسلم لا يحمل نفسه في عبادة ولا في طلب دنيا - 00:23:20
لا يحمل نفسه في عبادة ولا في طلب دنيا ما لا تطيقه فان المطلوب هو الاعتدال وسلوك الهدي القاصد بامر الدين وفي امر الدنيا مما يؤمر فيه الانسان بالرفق ايضا - 00:23:44
ان يرفق في معاملته للناس على وجه العموم كما جاء ذلك قوله صلى الله عليه وسلم المؤمنون هينون لينون جمل الف ان قيدا قاد واذا استنيخ السلاخ يعامل الانسان الناس بالرفق - 00:24:03
اللطف بالليونة السماحة اه اليسر الذي يدخل في عموم القاعدة التي ذكرها الله تعالى في باب حسن الخلق خذ العفو وامر بالعرف واعرض على الجاهلين فاليسر الذي امر الله تعالى - 00:24:27
بالاخذ به في قوله آآ خذ خذ العفو الذي امر الله تعالى باخذه في قوله خذ العفو هو الا تشق على الناس وان ترفق بهم والا تكلفهم ما لا يطيقون او ما لا تسمح به انفسهم في معاملتك به في معاملتك و فيما يتصل به - 00:24:51
آآ ما لك عليهم من من الحقوق فتأخذ العفو وهو ما تيسر. وهذا من من الرفق. الرفق يحتاجه الانسان في ادارة شؤون من له ولاية عليهم في البعيد في العمل - 00:25:13
في اه اه سائر اوجه اه من يكون له ولاية على غيره فان الرفق يجلب الخير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر امتي شيئا - 00:25:34
فشق عليهم فاشقق عليه. ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به فالاب في بيته والام في بيتها المدير في عمله وكل صاحب مسؤولية اذا تعمل هذا هذه الخصلة - 00:25:51
من الرفق في من تحت يده لمن يأتمرون بامره وله عليهم ولاية كان ذلك موجبا للخير بينه وبينهم. دخل بينهم حسن الخلق دخل بينهم اللين واستحقوا من الله الرفق لانهم - 00:26:11
يرفق الله تعالى بهم ويبعد عنهم كل عناء ومشقة فاذا كانت هذه الحال هي حال الانسان مع غيره في معاملته لمن يعامله كان ذلك موجبا لان يرفق الله به. يعني انت لما تتعامل مع - 00:26:31
الناس برفق وليونة وسهولة وسماحة تدرك كل هذه المعاني من الله تعالى في شأنك الخاص والعام فيرفق الله تعالى بك ويبلغك الله تعالى ما تؤمل ويدفع عنك ما تكره ويلطف بك جل في علاه وهذا - 00:26:48
كله من من الجزاء المعجل الذي تدركه في الدنيا اما الاخرة فالثواب عند الله تعالى عظيم والاخرة خير وابقى الرفق نحتاجه في مقام النصح والتوجيه لابنائنا وبناتنا وكل من نتحدث معه - 00:27:08
اه بامر بخير او نهي عن شر فان ذلك مما يستدعي القبول كما قال الله تعالى في شأن الرسول فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب فظا غليظ القلب - 00:27:29
غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم فاغفر لهم شاورهم في الارض فاذا عزمت فتوك على الله فالانسان ينبغي ان يكون على هذه الخصلة التي هي الرفق في من نوجه اليهم امرا بخير او نهيا عن شر. سواء كانوا صغارا او كبارا - 00:27:45
اه ذكورا او اناثا اقارب او اباعد فانه مما يندرج في فيما وصف الله تعالى به سبيل الرسول صلوات الله وسلامه عليه في قوله ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن - 00:28:06
ولذلك حتى مع المخطئ ينبغي ان يكون الانسان رفيقا في تقويم الخطأ بعيدا عن المجافاة في بما يكون عونا لا عونا للشيطان عليه قد جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى - 00:28:26
برجل في الخمر فيقيم عليهما فرض الله تعالى من عقوبة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به. وفي رواية قال اخزاك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:46
لا تعينوا الشيطان على اخيكم فامر بالرفق حتى في معالجة الخطأ وان انسان يعالج الاخطاء بلطف بيسر وسماحة فلا يخرج عن حدود الشريعة ولذلك قال الله عز وجل فان تاب واصلح فاعرضوا عنهما - 00:29:04
فان تاب واصلحا فاعرضوا عنهما ومعنى الاعراب ان لا يتعرض بشيء من التثريب او التأنيب او التعيين اه الذي يلحق هؤلاء اه الما في نفوسهم وضيقا في اه خواطرهم واه قد يكون مدخل - 00:29:28
من مداخل الشيطان عليهم لذلك من المهم نحن في مقام توجيه ابنائنا وفي مقام توجيهي بناتنا وفي خطابنا لمن نخاطبه ممن آآ ندله على خير او نحذره من شر ان ان نكون في غاية الليونة واللطف - 00:29:50
وهذا لا يعني آآ الا يبين الانسان الحق او الا ينهى عن الشر والفساد لكن يعني ان يسلك فيما يريد من الامر بالخير وفيما يريد من النهي عن الشر اسلحت طرق وايصالها التي توصل الى الغاية والمقصود في بيان - 00:30:14
بخطورة الخطأ و اهمية نسيان الخير ابراهيم عليه السلام لما دعى اباه الى توحيد الله عز وجل وهي اكبر قضية واهم آآ مسألة من مسائل المعروف والخير الذي ينبغي ان يعتنى به فان عبادة الله هي وحده لا شريك له هي - 00:30:37
نجاة الدنيا وفوز الاخرة وهي غاية الوجود اذا ما حققه الانسان خرج من الدنيا عاش في دنياه خاسرا وانقلب في اخراه الى بئس المصير يقول الله تعالى في بيان محادثة ابراهيم بن ابيها. رفض ابراهيم - 00:31:05
آآ رفض اعذر قبول دعوة ابراهيم قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا هذا الوعيد اولا هذا الرد لما دعاه اليه من توحيد الله عز وجل - 00:31:26
مع حمله على عدم تكرار دعوته الى ما دعاه اليه من عبادة الله وحده وتهديده لان لم تنتهي اذا ما اذا ما انتهيت فان عقوبتك عندي الرجم والهجر قال سلام عليك هذا الذي رد به ابراهيم عليه السلام - 00:31:45
على ابيه الذي رفض ما دعاه اليه من الهدى ودين الحق سلام عليك فاستغفر لك ربي انه كان بي حفيا هذا هذه الاية الكريمة تضمنت بيان ما كان عليه ابراهيم من النصح لابيه - 00:32:10
وما كان عليه في ذلك من الرفق واللين مع ايضاح الحق والتحذير من عبادة من لا تنفع عبادته و مع الرد العنيف الذي كان من ابيه تجاه لم يقابله بمثله بل - 00:32:33
كان جوابه في غاية الرفق واللين سلام عليه يعني لن يأتي مني تجاه الا السلامة والسلامة تقتضي شف كل شر وكف كل بر يتوجه من الانسان لغيره. في قوله او عمله - 00:32:55
ولم يقتصر على هذا بل قال ساستغفر لك ربي انه كان في عفيا وعده بان يطلب الله له المغفرة وهذا في غاية الاحسان ومقابلة الاساءة بما يكون من لطيف المعاملة - 00:33:15
فينبغي ان يكون الانسان على هذا النحو من الرفق في توجيهه ولم يكن هذا ظعفا من ابراهيم ولا آآ اتضاعا وآآ ذلت انما كان سلوكي للسبيل الذي امر الله تعالى به الحكمة والموعظة الحسنة الرحمة التي - 00:33:33
توجب القبول يتوقع معها ان يقابل ما يؤمر به من معروف وما يناه به عن منكر وما يؤمر به من خير وما ينهبيه عن شر آآ محلا للقبول والرضا كذلك يكون الرفق - 00:33:59
مع الضعفاء لان عادة الضعفاء قد يعامله الانسان بشيء من الجفاء لكونهم لا يؤبه بهم او لا يلتفت اليهم وقد جاءت النصوص النبوية في التأكيد على اللطف مع الخدم ومع - 00:34:18
اشباههم ممن يكونون على حال من الضعف قلة ذات اليد والمسجد فاوجب الرفق والاحسان اليهم وان يطعموا وان لا يكلفه في العمل ما لا يطيقون وان يعانوا والا يغلظ عليهم في العقوبة حتى اذا اخطأوا - 00:34:50
وقد حصل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ان رأى صحابيا من الصحابة رضي الله تعالى عنه عنهم جميعا يعاقب مملوكا كان تحت يده في خطأ فكان يجلده فناداه النبي صلى الله عليه وسلم بصوته - 00:35:18
مسموع وهو على هذه الحال فقال ابا مسعود هكذا ناداه اعلم ابا مسعود لا هو سعود البدري رضي الله تعالى عنه كان يضرب غلاما له بالثوب يقول فسمعت من خلفي صوتا - 00:35:43
اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود كررها ثلاثا قلت لم افهم الصوت من مما كان عليه من حال انفعال وغضب رضي الله تعالى عنه مما فعل هذا الغلام - 00:36:06
فصخ سمعه فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فسقط الصوت من يدي من هيبته سقط الصوت من يده من هيبة رسول الله. لانه من الصوت والاسلوب وصياغة الجملة واضح ان ان وسلم - 00:36:26
يريد ان ينبهه الى خطأ اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام اعلم ابا مسعود ان الله اعلم ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام - 00:36:48
لان كانت عقوبة شديدة في غير محلها فقلت يا رسول الله انظر سرعة الاستجابة هو حر لوجه الله ثم قال النبي وسلم اما لو لم تفعل لا لفحتك النار او لمستك النار - 00:37:07
فقلت هو الذي بعثك بالحق لا اضرب عبدا بعده ابدا. يقول رضي الله تعالى عنه فما ظربت مملوكا لي بعد ذلك اليوم هذا الحديث وهو في اصله زعيما مسلم بين - 00:37:24
ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة للضعفاء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقدس امته لا يعطون الضعيف منهم حقه وقال صلى الله عليه وسلم اني احرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة - 00:37:39
كل هذه المعاني تندرج في ما كان ما جاءت به الشريعة من واللين في معاملة الخلق وعدم والعنف والجفاء حتى مع من كان منهم صاحب خطأ او اساءة. جميل. اه فضيلة الشيخ اه يعني اخذنا الحديث كثيرا في ما جاءت به الشريعة وندبت - 00:37:59
اليه في باب الرفق ويعني اخذنا الوقت كثيرا لكن بودي ان نختم في في خمس دقائق لو تكرمت عن الاثار التي يتحصلها الانسان اه من رفقه بهذه الامور من خلال هذه الامور التي جاءت بها الشريعة وندبت اليها - 00:38:25
لا شك ان الرفق من جميل الاخلاق وحسن يعني وحسن الاخلاق جاء فيه من الفضائل والاجور ما بينه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. اما الله عز وجل فقد وصف بحسن - 00:38:43
خلق اه وصف اه اشرف الخلق بحسن الخلق وذلك دليل على عظيم الاجر المرتب على ذلك. قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم وهذا يبين عظيم الاجر المرتب على حسن خلق - 00:39:05
حسن الخلق قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من شيء اثقل في الميزان من حسن الخلق والرفق من ابرز الخصال التي يتحقق بها حسن الخلق في جميع - 00:39:28
الا وجه فهو اثقل شيء في الميزان خلال دقيقتين فضيلة الشيخ لو تكرمت. طيب هو على كل حال حسن الخلق اجره عظيم وفضله كبير. يدرك به الانسان عظيم الاجر. والرفق من حسن الخلق الذي يدرك به عظيم الاجر - 00:39:45
وكبير الفضل من الله عز وجل. ايضا يدرك بحسن الخلق محبة الله عز وجل لان الله تعالى يحب الرفق ومن احبه الله فتحت له ابواب الخيرات. وادرك عظيم الفضل والاجر من رب يعطي على القليل الكثير - 00:40:04
حسن الخلق يدرك به الانسان محبة من حسن الخلق ويدرك به الانسان محبة الناس حسن الخلق يحمي الانسان على وظع الامور في في في نصابها حسن الخلق يحمل انسان على الاتزان - 00:40:22
وحسن والرفق آآ يدرك به الانسان اتزانه اتزانه واستقامته. والرفق آآ اذا انتشر بين الناس ادخل عليه فيهم الخير ولذلك قال اذا اراد الله عز وجل لاهل بيت خيرا ادخل عليهم الرفق - 00:40:37
كل هذه المعاني مما تدرك الرفق ولذلك انا ادعو نفسي واخواني واخواتي وجميع المستمعين والمستمعات الى بذل الجهد في تخلق بهذا الخلق. قد يقول قائل يعني صعب التخلق بهذا الخلق. انت اذا قرأت الفضائل واذا عرفت الثمار والنتائج وجميل الاثار المرتبة على هذا - 00:40:57
هذه الحفلة اعانك على التخلق بها. التخلق بها يحتاج الى شيء من الممارسة يحتاج الى شيء من التدرب يحتاج الى شيء من التخلق بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم وكذلك الرضا - 00:41:25
يأتي باستعمال اسنابه والدصاص به وسؤال الله عز وجل ان يرزقك الرفق وان يجعلك رفيقا وبذلك تدرك ما تامل من خير الدنيا والاخرة فنسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم طيب الاخلاق ان يهدينا لاحسنها وان يصرف عنا سيئها وان يرزقنا الرفق في الامر كله وان يسوق لنا الخير في الشأن كله. اللهم امين اللهم امين شكرا - 00:41:41
جزيلا فضيلة الشيخ شكر الله لك كتب الله اجرك. شكرا جزيلا الشيخ خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. شكرا جزيلا فضيلة الشيخ على ما اجدت به وافت وانا اشكرك واشكر الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات وفريق عمل اسأل الله تعالى لي ولكم القبول والتسديد وان يقر - 00:42:09
بما نحب فيما في ديننا ودنيانا وان يوفق ولاة امرنا الى ما فيه الخير والعز وتمكين لبلادنا اه سائر بلاد المسلمين وان يبارك في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يؤيدهم بتأييده وان يسددهم في الاقوال والاعمال وصلى الله - 00:42:29
وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مستمعينا الكرام وصلنا لختام هذه - 00:42:49