التفريغ
قال الشيخ رحمه الله ومن حكم بغير ما انزل الله. ايضا هذا من الطواغيت وقد انزل الله تعالى في سورة المائدة ايات محكمات في تعظيم هذا الامر وتشييعه. فقال الله سبحانه وتعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون - 00:00:00ضَ
ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون. في ايات متواليات وقال بعد ذلك وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله - 00:00:20ضَ
ولا تتبع اهواءهم. وقال واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك. ثم قال بعد ذلك افحكم الجاهلية يا ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. فجاءت هذه الايات العظيمات في سورة المائدة في - 00:00:40ضَ
تكفير من حكم بغير ما انزل الله والتشنيع عليه ووجوب التزام الشريعة التي انزلها الله والتحذير من الاستذلال والافتتان والتخلي عن بعض ما انزل الله تعالى. وبيان ان ما تم الا حكم الله وحكم الجاهلية - 00:01:00ضَ
ولا سواء ولا مقارنة بين الامرين. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ كما ان الله سبحانه وتعالى قال نفى الايمان عمن استغنى عن حكمه بحكم غيره. فذكر الله سبحانه وتعالى طائفة من المنافقين - 00:01:20ضَ
قال عنهم الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول - 00:01:40ضَ
رأيت المنافقين رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيق اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم - 00:02:00ضَ
خذهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا الى ان قال الله تعالى فلا وربك انظر هذا القسم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما. اذا ايها - 00:02:20ضَ
الا ترون وضوح هذه المسألة ووضوح هذه القضية وهي وجوب الحكم بما انزل الله عز وجل لان الله على ما انزل هذه الشريعة لكي تكون مادة تحفظ في الكتب وتصف على الرفوف. وانما انزل الله هذه الشريعة - 00:02:40ضَ
لتحتكم اليها البشرية فتصلح بها فتصلح بها احوالهم وتستقيم امورهم وترد المظالم بسبب وتقام الحدود ببركتها ويندفع الشر. فلا شك ان من نحى هذه الشريعة واستبدلها بقوانين وضعية انه طاغوت من الطواغيت الخمسة الذين عدهم الشيخ رحمه الله ومن حكى - 00:03:00ضَ
بغير ما انزل الله. لكن الحكم بغير ما انزل الله من حيث هو لا شك ان الله ان الله قد سماه كفرا وفسقا وظلما. وهذا لا يختلف عليه اثنان ممن يقرأون القرآن. ولكن هل هذا الكفر - 00:03:30ضَ
كفر اكبر ام كفر اصغر؟ وهل ذلك الفسق؟ فسق اكبر ام فسق اصغر؟ وهل ذلك الظلم ظلم اكبر او ظلم اصغر. لان الاكبر من هذه الثلاثة مخرج عن الملة. والاصغر لا يبلغ الخروج عن الملة. قد اختلف المفسرون في - 00:03:50ضَ
هذا الامر هل يكون ذلك مخرجا عن الملة؟ ام لا ام لا يبلغ ان يكون مخرجا عن الملة والصحيح في هذا هو التفصيل. فانه يفرق بين ان يحكم حاكم بغير ما انزل الله. في قضية عين - 00:04:10ضَ
تحمله عليها رغبة او رهبة. وبين ان يقنن قانونا ويسن نظاما ويحمل عليه الكافة فالذي يحكم في قضية عين بغير ما انزل الله رغبة او رهبة فقد اتى كبيرة لا تبلغ به مبلغ الكفر - 00:04:30ضَ
مثال ذلك احتكم رجلان الى حاكم شرعي فحكم للجاني على المجني عليه محاباة له. لانه من جماعته واصحابه. اذا هو قد حكم بغير ما انزل الله لكن في في قضية معينة فهذا لا يبلغ مبلغ الكفر لكنه اتى كبيرة ولا ريب. او حكم - 00:04:50ضَ
للظالم على حساب المظلوم رهبة من الظالم وخوفا منه فهذا قد حكم في قضية عين بغير ما فحكمه وان سميناه كفرا فانه لا يكون كفرا اكبر مخرجا عن الملة. كما قال ابن عباس في - 00:05:20ضَ
على الخوارج قال ليس الذي يذهبون اليه. يعني انه الكفر المخرج عن الملة كفر دون كفر. اما اذا شرع الانسان شرعا للناس واستعاظ به عن شرع الله المنزل وحملهم عليه ودعاهم اليه وزهدهم في شرع الله عز وجل فهذا لا ريب انه ينبئ عن كفر اكبر - 00:05:40ضَ
قال الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فسماهم الله تعالى شركاء كأن هذا منازعة لله عز وجل في حق من حقوقه المتعلق بربوبيته - 00:06:10ضَ
الوهيته ايضا فان من ربوبيته الامر الاله الخلق والامر فهو الآمر سبحانه لا يجوز ان ينازع سبحانه في هذا وطاعته من من هذا الجانب من التعبد اليه ومن حقوق الوهيته. فلاجل ذا - 00:06:30ضَ
كان الحكم بغير ما انزل الله يتعلق به توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية. فهذا هو القول الفصل في هذه المسألة وهو ان يقال ان من حكم في قضية عين رغبة او رهبة لم يخرج بذلك عن عن حد الايمان ولم ينتقل الى - 00:06:50ضَ
الكفر ولكنه اتى كبيرة ولا ريب. ويوصف عمله بانه كفر وفسق وظلم لكنه اصغر اما من سن قوانينا وحمل الكافة عليها ودعا اليها واستعاض بها عن شرع الله عز وجل فان هذا - 00:07:10ضَ
يلحقه بالكفر الاكبر لانه ما كان ليصنع ذلك الا لاعتقاده بان هذه القوانين افضل وخير من حكم الله عز جل ومما انزل الله تعالى. او على الاقل انها مساوية. وكلا الحالين تعتبر مخرجة عن الملة. وقد - 00:07:30ضَ
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تاريخه آآ ان هولاك الذي غزا البلاد الاسلامية من جهة المشرق اتخذ لقومه قانونا وضعه ابوه جنكيز خان يقال له ياسر جمع فيه - 00:07:50ضَ
احكاما من مختلف الملل والنحل والشرائع ومنها شريعة الاسلام. وحمل الناس عليه كذلك رحمه الله من الكفر. فلاجل ده لا يجوز لاهل الاسلام ان يستعيذوا بهذه القوانين الوضعية عن شريعة - 00:08:10ضَ
بل الواجب على اهل الاسلام ان ان يتمسكوا بالشريعة الاسلامية وان يقدموها والا شيئا منها او يستحوا منه فانما انزل الله تعالى في كتابه من الاحكام والحدود هو غاية المصلحة لكل زمان - 00:08:30ضَ
ولكل مكان ولكل جيل وقبيل. ويجب علينا ايها الاخوان الا نخفي شيئا منها او ان نعتذر عن شيء منها فان بعض الذين خالطوا الغرب وتأثروا بثقافتهم صاروا يستحون من ان تتضمن شريعتنا قطعا - 00:08:50ضَ
السارق ورجم الزاني المحصن وجلده ويعتبرون ان ذلك مناف لحقوق الانسان ونحو ذلك من الامور كثير منهم الان يتلجلج ويجمجم ويغمغم عند ذكر حد الردة. ويقال كيف هذا يتنافى مع حرية ابداء الرأي - 00:09:10ضَ
ايوة يتنافى مع كذا وكذا. يا سبحان الله. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ الان الدول المختلفة تسن قوانين من قوانين الاعدام فيما يسمونه بالخيانة العظمى لو ارتكب احد افرادهم شيئا مخلا بالا - 00:09:30ضَ
الامن العام والمصلحة القومية لقومهم ويرونه مستحقا للاعدام. فكيف يستعظمون ان يكون المرتد عن دينه اتى اكبر خيانة غير مستحق لحد الردة. قد يقول قائل لا تتمكن دولة ما او - 00:09:50ضَ
نظام ما من تطبيق الحد هذا شيء لكن ان يقال ليس في دين الله حد الردة ليس في دين الله حكم الرجم هذا شيء اخر فلا يجوز جحد ما انزل الله في كتابه ورده لمجرد ظنون واوهام او مصالح آآ مزعومة او مصالح - 00:10:10ضَ
ملغية فعلينا اهل الاسلام ان نعتز بديننا وشريعتنا ونعلم ان ما انزل الله تعالى هو الحق والمصلحة وان به تندفع الشرور. فحد يقام في الارض خير من ان تمطر اربعين صباحا. كما جاء ذلك - 00:10:30ضَ
وفي بعض الاحاديث وانظروا واعتبروا بحمد الله في هذه البلاد في المملكة العربية السعودية. حيث تقام الحدود ويحكم بشريعة الله عز وجل في المحاكم الشرعية كيف ان الله تعالى كف شرورا عظيمة ببركة تطبيق الشريعة الاسلامية لكن الدول الغازية - 00:10:50ضَ
لبلاد المسلمين بعد انخراط نظام الخلافة العثمانية. استغلت ضعف المسلمين هذه القوانين الوضعية القانون الفرنسي القانون الانجليزي الالماني الى غيره. في الممالك الاسلامية المختلفة الخناق على الشريعة الاسلامية فلا يكاد يحكم بالشريعة الاسلامية الا في في ما يسمونه بالاحوال الشخصية - 00:11:10ضَ
في مسائل الطلاق والنكاح وربما الى حد يسير فيما يتعلق بالمواريد. واما بقية الاحكام المتعلقة بالامور المالية والجنائية والحدود فنحيت جانبا ويعني هجرت. وهذا امر عظيم يجب على المسلمين ان يراجعوا انفسهم - 00:11:40ضَ
ويعودوا الى دينهم. ونسأل الله تعالى ان يثبت القائمين على الحكم بما انزل الله. وان يمسكوا بالكتاب ثم قال الشيخ رحمه الله والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب - 00:12:00ضَ
لا اكراه في الدين اي لا محوج للاكراه في الدين وقد تبين الرشد من الغيب. لماذا لا اكره ما في الدين لان الدين ظاهر بين ادلته ساطعة وبراهينه ناصعة فلا اكراه في الدين قد تبين - 00:12:20ضَ
الرشد من الغيب. فالرشد هو الصواب والغي هو الضلالة. قد تبين الرشد من الغيب. فكأن هذه الجملة جملة لبيان عدم الاكراه في الدين. فكل عاقل استبان له الحق والرشد فانه يتجه اليه غير مكره. بل مختارا. وليس معنى ذلك ان لا اكراه في - 00:12:40ضَ
ان يخلى كل احد ولا يدعى الى الاسلام وكما يدعي العصرانيون بالحرية الفكرية ان لكل احد ان ينثر كنانته وينشر غيه وفساده لا بل الواجب على من بسط الله تعالى يده - 00:13:10ضَ
ان يقيم الملة المعوجة وان ينشر الحق الذي انزله الله تعالى وان يمنع الباطل وان لا قيل لاهل البدع والفساد والغي من ان يفسدوا المجتمعات. لكن اهل الاسلام يدعون الى دين الله عز وجل - 00:13:30ضَ
فان كان لهم شوكة وسلطان دعوهم الى الاسلام. فان اعتنقوه فذاك. وان ابوا عرظوا عليهم الجزية فان بذلوها على يد وهم صاغرون خلي بينهم وبين اه ما ما يعتقدون غير انهم لا يظهرون - 00:13:50ضَ
شيئا ينافي امور الاسلام العامة. فان ابوا فالسيف. هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع مع اعدائه ومخالفيه. وهذا الامر يرتبط بحال اهل الاسلام قوة وضعفا. فانهم يكونون في بعض الاحوال ممكنين وعندهم اه عون واه شوكة وقوة وفي بعض الاحيان يلحقهم بعض - 00:14:10ضَ
عفوا فلا يتمكنون من تطبيق ذلك. ولهذا كان القول الراجح ان الايات النازلة في امر الجهاد ايات مرحلية تنزل كل اية على الحال التي يناسبها. فالمؤمنون قيل لهم في مكة كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:14:40ضَ
لانهم كانوا مستضعفين. لا يستطيعون ان يواجهوا عدوهم. ولما قال ابو مالك ابن التيهان رحمه الله رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة. يا رسول الله لو امرتنا غدا ان نميل على اهل منى باسيافنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا لم نؤمر بعد - 00:15:00ضَ
ثم انهم لما كان لهم آآ نوع من في المدينة قيل اذن لهم بقتال من يقاتلونهم. ثم لما مكنهم الله عز عز وجل نزلت اية السيف فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم - 00:15:20ضَ
كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. اذا ينبغي ان نلحظ هذا المعنى ولا يصح لانسان ان يعمل اية في غير موضعها وان يقوم باعمال حمقاء او تصرفات - 00:15:40ضَ
غير مدروسة ويفسد على اهل الاسلام امرهم او يجرهم الى امور آآ تعود عليهم بالظرر. هذه من امور العامة من شأن ولاة الامور واهل الحل والعقد ولا يصح في الامور العامة ان ينفرد كل احد برأيه - 00:16:00ضَ
افعل ما يعني يعني زينه له عقله. لا بد من الرجوع كالامور العامة الى اهل الحل والعقد من الامراء والعلماء اه حتى تكون كلمة المسلمين واحدة ويصدر جميعا عن قرار واحد - 00:16:20ضَ