نعم فاحوال العارفين كلها تدل على انهم لم يكونوا يلتفتون الى هذه الخوارق وانما كان اهتمامهم بمعرفة الله وخشيته ومحبته والانس به. والشوق الى لقائه وطاعته. والعلماء الربانيون يشاركون في - 00:00:00
ذلك ويزيدون عليهم بالعلم بامر الله وبدعوة الخلق الى الله. وهذا هو الفضل العظيم عند الله ملائكته ورسله كما قال بعض السلف من عمل وعلم وعلم فذلك يدعى عظيما في ملكوت السماء - 00:00:20
واذا ظهر فضل العالم على العابد فانما المراد تفضيله على العابد بعلم. فاما العابد بغير علم فانه ومذموم ولهذا شبهه السلف بالسائر على غير طريق وبانه يفسد اكثر مما يصلح. وبانه - 00:00:40
الحمار في الطاحون يدور حتى يهلك من التعب ولا يبرح مكانه. وهذا اشد ظهورا ووضوحا من ان الى بسط القول فيه. اذا الموازنة بين العلماء والعباد هو في العباد الذين عبدوا الله تعالى بعلم. اما الذين عبدوا - 00:01:00
الله تعالى بجهل وبدع وخرافات واهواء فهؤلاء خارجون عن المفاضلة وهم الذين ورد كلام العلماء في ذمهم ووصفهم بما ذكر المؤلف رحمه الله شيئا منه في هذا المقطع. ولنضرب ها هنا مثلا جامعا لاحوال الخلق كلهم بالنسبة الى دعوة الرسول - 00:01:20
صلى الله عليه وسلم وانقسامهم في اجابة دعوته الى سابق ومقتصد وظالم لنفسه. وبه يظهر فظل علماء ربانيين على غيرهم من الناس اجمعين. فنقول مثل ذلك كمثل رسول قدم من بلد الملك - 00:01:40
الاعظم فادى رسالة الملك الى سائر البلدان وظهر لهم صدقه في رسالته فكان مضمون رسالته التي نهى عن الملك الاعظم الى رعيته ان هذا الملك لا احسان اتم من احسانه ولا عدل اكمل من عدله - 00:02:00
ولا بطش اشد من بطشه وانه لابد ان يستدعي الرعية كلهم اليه. ليقيموا عنده. فمن قدم عليه باحسان جازاه باحسانه افضل الجزاء. ومن قدم عليه باساءة جازاه باساءته اشد الجزاء. وانه - 00:02:20
يحب كذا وكذا ويكره كذا وكذا. ولم يدع شيئا مما تعلمه الرعية الا اخبرهم بما يحبه الملك وبما يكرهه وامرهم بالتجهز والسير الى دار الملك التي فيها الاقامة. واخبرهم بخراب جميع - 00:02:40
سوى ذلك البلد وان من لم يتجهز للسير بعث اليه الملك من يزعجه عن وطنه وينقله منه على اسوأ حال وجعل يصف صفات هذا الملك الحسنى من الجمال والكمال والجلال والافضال فانقسم الناس في - 00:03:00
اجابة هذا الرسول الداعي الى الملك اقساما عديدة. المثل المضروب واضح في بيان تكميل الرسول البيان للناس حيث الرسول اتى الى الناس فقال ان هذا الملك لا احسانا اتم من احسان ولا عدل اكمل من عدله الى اخر ما ذكر. بعد هذا البيان والتوضيح الشامل - 00:03:20
البين الذي بين فيه صفات الملك وبين فيه الطريق الذي يحب الملك سلوكه انقسم الناس في اجابة هذا الرسول داعي الى الملك اقساما عديدة وهذا المثل للتقريب والتصوير يقول رحمه الله فمنهم فمنهم من صدقه ولم يكن له - 00:03:40
الا السؤال عما يحب هذا الملك من الرعية واستصحابه الى داره عند السير اليه. فاشتغل بتخليصه وبدعاء من يمكنه دعاؤه من الخلق الى ذلك. وعما يكرهه الملك فاجتنبه وامر الناس باجتنابه - 00:04:00
وجعل همه الاعظم السؤال عن صفات الملك وعظمته وافضاله. فزاد بذلك محبته لهذا الملك واجلاله والشوق الى لقائه فارتحل الى الملك مستصحبا لانفس ما قدر عليه مما يحبه الملك ويرتضيه - 00:04:20
واستصحب معه ركبا عظيما على مثل حاله. سار بهم الى دار الملك. وقد عرف من جهة ذلك الدليل وهو طول الصادق اقرب الطرق التي يتوصل بالسير فيها الى الملك. وما ينفع من التزود للمسير فيها. وعمل بمقتضى - 00:04:40
ذلك في السير هو ومن اتبعه. فهذه صفة العلماء الربانيين الذين اهتدوا وهدأوا الخلق معهم الى طريق الله وهؤلاء يقدمون على الملك قدوم الغائب على اهله المنتظرين لقدومه المشتاقين اليه اشد الشوق - 00:05:00
اخرون اشتغلوا بالتأهب لمسيرهم بانفسهم الى الملك. ولم يتفرغوا لاستصحاب غيرهم معهم. وهذه صفة العباد الذين تعلموا ما ينفعهم في خاصة انفسهم واشتغلوا بالعمل بمقتضاه. وقسم اخرون تشبهوا باحد القسمين واظهروا للناس انهم منهم وان قصدهم التزود للرحيل وانما كان قصدهم استيطانا - 00:05:20
دارهم الفانية وهم العلماء والعباد المراءون باعمالهم لينالوا بذلك مصالح دارهم التي هم بها مستوطنون وحال هؤلاء عند الملك الاعظم اذا قدموا عليه شر حال. ويقال لهم اطلبوا جزاء اعمالكم - 00:05:50
ممن عملتم لهم فليس لكم عندنا من خلاق وهم اول من تسعر بهم النار من اهل التوحيد. دل على ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه في خبر الاول من تسعر بهم النار وهو الحديث والحديث في صحيح الامام مسلم وانه الشهيد ومن تعلم العلم - 00:06:10
يقال عالم ومن انفق ليقال منفق. هؤلاء الثلاثة هم اول من تسعر بهم النار من اهل التوحيد كما ذكر المؤلف رحمه الله. وهؤلاء بصورة العمل الصالح. علم او عبادة لكنهم لم يكونوا قاصدين الله تعالى بهذه الاعمال - 00:06:30
القصد مكسبا من مكاسب الدنيا. تعلموا العلم ليقال علماء جاهدوا في سبيل الله ليقال جريء. انفقوا اموالهم في الصالحات ليقال كرماء منفقين. قد قال الله تعالى لهؤلاء كلهم بعد ان عرفه نعمهم عليهم فقد قيل - 00:06:50
ثم يسحبون الى النار على وجوههم نعوذ بالله من الخذلان. فهؤلاء هم القسم الثالث وهم من اشتغل بصورة العمل الصالح دون حقيقته. قال قسم اخرون وقسم اخرون فهموا ما اراده الرسول من رسالة الملك لكنهم غلب عليهم - 00:07:10
سلوا التقاعد عن التزود للسفر واستصحاب ما يحب الملك واجتناب ما يكرهه. وهؤلاء العلماء الذين لا ايعملون بعلمهم وهم على شفا هلكة وربما انتفع غيرهم بمعرفتهم ووصفهم لطريق السير فسار المتعلم - 00:07:30
فنجوا وانقطع بمن تعلموا منهم الطريق فهلكوا. وقسم اخرون. صدقوا الرسول فيما دعا اليهم من دعوة الملك لكنهم لم يتعلموا منه طريق السير ولا معرفة تفاصيل ما يحبه الملك وما يكرهه فساروا - 00:07:50
انفسهم ورموا نفوسهم في طرق شاقة ومخاوف وظفار وعرة. فهلك اكثرهم وانقطعوا في الطريق ولم يصلوا الى دار الملك وهؤلاء هم الذين يعملون بغير علم. وقسم لم يهتموا بهذه الرسالة ولا رفعوا بها - 00:08:10
رأسا واشتغلوا بمصالح اقامتهم في اوطانهم التي اخبر الرسول بخرابها. وهؤلاء منهم من كذب الرسول بالكلية ومنهم من صدقه بالقول ولكنه لم يشتغل بمعرفة ما دل عليه ولا بالعمل به. وهؤلاء - 00:08:30
عموم الخلق المعرضون عن العلم والعمل. ومنهم الكفار والمنافقون والظالمون لانفسهم. فلم يشعروا الا وقد تركهم داعي الملك فاخرجهم عن اوطانهم واستدعاهم الى الملك فقدموا عليه قدوم الابق على سيدهم - 00:08:50
الغظبان فاذا تأملت اقسام الناس المذكورة لم تجد اشرف ولا اقرب عند الملك من العلماء الربانيين فهم افضل الخلق بعد المرسلين. هذا المثل مضروب اه وان كان فيه طول لكنه مثل يقرب المعنى ويدني - 00:09:10
المقصود حتى يدركه القارئ والسامع فانه مثل بهذا المثل القريب الذي يتضح به فضل العلماء الربانيين العلماء بالله تعالى والعلماء بامره جل وعلا وانهم افضل السائرين واسبق العاملين الى الله تعالى. نعم - 00:09:30
قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء صلة شرح الحديث حديث ابي ذر هذا مقطع من حديث ابي ذر الذي هو موظوع هذه الرسالة فيقول مالك رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء هذا بيان شرح. نعم. يعني انهم ورثوا ما جاء - 00:09:50
به الانبياء من العلم فخلفوا الانبياء في اممهم بالدعوة الى الله والى طاعته والنهي عن معاصي الله عن دينه وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة الله على خلفائي قالوا - 00:10:11
يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله. وقد روي نحوه من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه مرفوعا ايضا. فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه كما - 00:10:31
قال ابن المنكدر ان العالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم. وقال ابن عيينة اعظم منزلة من كان بين الله وبين خلقه الانبياء والعلماء. وقال سهل الدستوري من اراد ان ينظر الى - 00:10:51
الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان ايش تقول؟ في رجل حلف على امرأته كذا فيقول طلقت امرأته ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته - 00:11:11
بكذا وكذا فيقول ليس يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او عالم فاعرفوا لهم ذلك ورأت امرأة من العابدات في زمن الحسن البصري كانها تستفتي في المستحاضة. كانها تستفتى. فقيل لها - 00:11:31
مستفتين وفيكم الحسن وفي يده خاتم جبرائيل عليه السلام. وفي هذا اشارة الى ما ورثه الحسن ما جاء به جبرائيل من الوحي بخاتمه ورأى بعض العلماء النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا - 00:11:51
رسول الله قد اختلف علينا في ما لك والليث ايهما اعلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما لك ولتجدي يعني ولث علمي. ورأى بعضهم في المنام النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد. والناس - 00:12:11
وحوله ومالك قائم بين يديه وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك. وهو يأخذ منه قبضة فيدفعها الى مالك ومالك ينشرها على الناس فاول ذلك لمالك بالعلم واتباع السنة. ورأى - 00:12:31
ابن عياض النبي صلى الله عليه وسلم في منامه جالسا والى جنبه فرجة. فجاء ليجلس فيها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هذا مجلس ابي اسحاق الفزاري. فسأل بعضهم ايهما افضل - 00:12:51
كان افضل ابو اسحاق او الفضيل فقال كان فضيل رجل نفسه وكان ابو اسحاق رجل عامة يشير الى انه كان عالما ينتفع الناس بعلمه. وكان فضيل عابدا نفعه لنفسه. والعلماء في الاخرة - 00:13:11
يتلون الانبياء في الشفاعة وغيرها. كما في الترمذي عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء. فالعالم اذا علم من يقوم به بعده فقد خلف علما نافعا - 00:13:31
صدقة جارية وقال مالك بن دينار بلغنا انه يقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم قف فاشفع وقد روي هذا مرفوعا من حديث ابي هريرة باسناد ضعيف جدا. وللعلماء الكلام في الموقف اذا اشتبهت - 00:13:51
على الناس فاذا ظن اهل الموقف انهم لم يلبثوا في قبورهم الا ساعة بين اهل العلم ان الامر على خلاف كما قال تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون - 00:14:11
وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث. والعلماء يخبرون يوم القيامة المشركين كما قال تعالى ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم - 00:14:31
تشاقون فيهم. قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. وقد روي في اسم مرفوع. ان الناس يحتاجون في الجنة الى العلماء. كما كانوا يحتاجون اليهم في الدنيا. اذ استدعى - 00:14:51
اهل الجنة لزيارته وقال لهم سلوني ما شئتم فيلتفتون الى العلماء منهم فيقولون تلوه رؤيته فما في الجنة اعظم منها. وهذا كله يبين ان لا درجة بعد النبوة افضل من درجة - 00:15:11
وقد يطلق اسم العلماء ويراد ادخال الانبياء فيهم كما في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فلم يفرد الانبياء بالذكر بل ادخلهم في مسمى - 00:15:31
علماء وكفى بهذا شرفا للعلماء انهم يسمون باسم يجتمعون هم والانبياء فيه. ومن هنا قال من قال ان العلماء العاملين هم اولياء الله كما قال ابو حنيفة والشافعي ان لم يكن العلماء - 00:15:51
والفقهاء واولياء الله فليس لله ولي. وقال الامام احمد في اهل الحديث انهم هم الابدال يقول رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء. ان العلماء ورثة الانبياء وهم الذين كملوا العلم بالله - 00:16:11
تعالى والعلم بامره هم ورثة الانبياء يعني الذين ورثوا الانبياء في مقامهم وان لم يبلغوا منزلتهم الوراثة هنا سيأتي بيانها ولذلك سيعقد المؤلف رحمه الله مقطعا في كلامه لبيان ما الذي ورثه الانبياء؟ ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما - 00:16:31
وانما ورثوا العلم. هذا المقطع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو بيان ان العلماء ورثة الانبياء. وفيه تفضيل العلماء على سائر طبقات الامة فانهم بلا شك افضل من العباد لانه لم يجعلوا وراثة للعباد. انما جعلوا وراثة نبوة وجعل ميراث النبوة في العلماء ان - 00:16:53
العلماء ورثة الانبياء. يعني انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم. فخلفوا الانبياء في اممهم بالدعوة الى الله والى طاعة والنهي عن معاصي الله والذب عن دينه. اذا الوراثة هي القيام بمسؤوليات الانبياء. القيام بعمل النبوة. الانبياء - 00:17:13
في نبوتهم من هداية الخلق ودلالتهم وارشادهم والقيام على حدود الله تعالى. وفي مراسيل الحسن وهي من المراسيل الضعيفة كما سيأتي ان شاء الله تعالى رحمة الله على خلفائه قالوا يا رسول الله ومن خلفاؤه؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله. ثم بعد ذلك قال - 00:17:33
فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه. كما قال ابن المنكدر. الواسطة بين الله تعالى وبين الخلق نوعان واسطة جاءت الشريعة باقرارها بل لا غنى بالناس عنها وهي وساطة الرسل وخلفاؤهم. وهذه وساطة بيان ودلالة - 00:17:53
تشاد وهداية وبركة والنوع الثاني الوساطة التي نهى الله تعالى عنها وحذر منها وهي الوساطة الشركية التي جعلها المشركون بينهم وبين الله تعالى فينزلون حوائجهم بالخلق ويزعمون انهم وسائط كما قال الله تعالى والذين اتخذوا من - 00:18:13
اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهذا النوع من الوساطة هو الذي نهى الله تعالى عنه وحذر منه. ونهى الكلام الان في النوع الاول من الوساطة وهو وساطة الانبياء وخلفاؤهم وذلك بالدلالة على الله تعالى - 00:18:33
تعرف به يقول فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه. وذلك انهم خلفاء الرسل كما قال ابن المنكدر ان العالم بين الله وبينهم خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم اي كيف يكون واسطة بين الله تعالى وبين خلقه. وافضل السبيل ما ذكره المؤلف - 00:18:53
سابقا من قول علي الفقيه حق الفقيه هو الذي لم يجر الناس على معصية الله ولا يقطع امله في رحمة الله تعالى اي لا ييأسهم من رحمة الله تعالى بل يكون حاملا لهم على الطاعة مبينا لهم ما يجب عليهم من حقوق الله - 00:19:13
تعالى قال ابن عيينة اعظم الناس منزلة من كان بين الله وبين خلقه الانبياء والعلماء. قال سهل التستر من اراد ان ينظر مجالس الامن فلينظر الى مجالس العلماء وهذا فيه بيان عظيم الجلوس للعلم وانه جلوس في مقام النبوة ثم ذكر الاثار - 00:19:33
من المنامات المنقولة عن بعض السلف وهذا ذكرنا انه يذكر على وجه الاستئناس لا على وجه الاستقلال في الاستدلال. قال رحمه الله بعد ذلك في بيان فظل العالم على العابد وفضل العلماء وعلو منزلتهم وانهم اعلى طبقات الامة فالعلماء في الاخرة يتلون الانبياء في - 00:19:53
ساعة ان يأتون بعدهم في الشفاعة ونفع الخلق وذلك لما رواه الترمذي من حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة الانبياء ثم علماء ثم الشهداء. وهذا الحديث اسناده ضعيف. هذا الحديث اسناده ضعيف فيه علاق بن ابي مسلم. عن - 00:20:13
ابان بن عثمان عن عثمان وعلاق هذا فيه جهالة. قال عنه في التهذيب التهذيب مجهول. واما الراوي عنه وهو وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي فقد قال عنه الحافظ ابن حجر وهو احد الضعفاء. هذا الحديث في اسناده ضعف ومنزلة - 00:20:34
تعرف من غير هذا الحديث. ايضا استدل لبيان عظيم منزلة العلماء انهم يتكلمون يوم القيامة. ولا يتكلم الا اصحاب المنازل عليا يوم القيامة ولذلك قال وللعلماء كلام في الموقف اذا اشتبهت الامور على الناس واستدل بقوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما - 00:20:54
غير ساعة يعني في حياتهم. كذلك كانوا يؤفكون اي يصرفون. وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث. هذا يوم البعث الذي كنتم به تكذبون. وكذلك يتكلمون ويخبرون بالخزي لاهل الكفر في قوله تعالى - 00:21:14
قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. وذكر الحديث قال وقد روي في حديث مرفوع ان الناس يحتاجون في الجنة الى العلماء كما يحتاجون اليهم في الدنيا. هذا الحديث حديث موضوع وليس بحديث نبوي فهو من حديث مجاشع بن عمرو - 00:21:34
عن محمد ابن الزبرقان عن ابي الزبير عن جابر ومجاشع بن عمرو له كتاب موظوع قال عنه ابن ابن معين رأيته احد الكذابين وقال عنه العقيلي حديثه منكر المقصود ان هذا الحديث موضوع كما ذكر ذلك حفظ ذهبي رحمه الله في - 00:21:54
الميزان. ثم قال وقد يطلق اسم العلماء في بيان فضل العلماء ايضا الوجه الرابع الذي ذكره المؤلف في بيان فضل العلماء وانهم يلون الانبياء في المنزلة شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فجمع الله تعالى بين الانبياء وغيرهم بهذا الوصف. فقول اولي العلم يشمل الانبياء - 00:22:14
ولذلك قال رحمه الله فلم يفرد الانبياء بالذكر بل ادخلهم في مسمى العلماء وكفى بهذا شرفا للعلماء انهم يسمون باسم يجتمعون هم والانبياء فيه ومن هنا قال من قال ان العلماء العاملين هم اولياء الله تعالى وذكر كلام ابي حنيفة والشافعي واحمد وفي كلام احمد قال - 00:22:34
الامام احمد في اهل الحديث انهم هم الابدال. الابدال جمع بدل والبدل هم الذين يخلفون الانبياء في الدلالة والبيان وهداية الخلق. ولذلك وصفوا بالابدال وقد ورد فيهم حديث ضعيف انهم اربعون وانهم - 00:22:54
في الشام لكنه لا يصح في ذلك شيء والحديث ضعيف باتفاق اهل الحديث لكن جاء وصفهم بالابدال في كلام المتقدمين من السلف ومقصود بالابدان قال اما انهم الذين يخلفون الانبياء في اممهم فهم بدل عن الانبياء واما انه يخلف بعظهم بعظا يحمل هذا العلم من كل خلل - 00:23:14
عدوله فاذا مات عالم قام اخر في الدلالة والبيان والمعنى الثالث انهم بدلوا السيئات بالحسنات بدلوا اعمالهم السيئة واصلحوها بالعمل الصالح. هذه ثلاث معاني للابدال في كلام العلماء. نعم - 00:23:34
التفريغ
نعم فاحوال العارفين كلها تدل على انهم لم يكونوا يلتفتون الى هذه الخوارق وانما كان اهتمامهم بمعرفة الله وخشيته ومحبته والانس به. والشوق الى لقائه وطاعته. والعلماء الربانيون يشاركون في - 00:00:00
ذلك ويزيدون عليهم بالعلم بامر الله وبدعوة الخلق الى الله. وهذا هو الفضل العظيم عند الله ملائكته ورسله كما قال بعض السلف من عمل وعلم وعلم فذلك يدعى عظيما في ملكوت السماء - 00:00:20
واذا ظهر فضل العالم على العابد فانما المراد تفضيله على العابد بعلم. فاما العابد بغير علم فانه ومذموم ولهذا شبهه السلف بالسائر على غير طريق وبانه يفسد اكثر مما يصلح. وبانه - 00:00:40
الحمار في الطاحون يدور حتى يهلك من التعب ولا يبرح مكانه. وهذا اشد ظهورا ووضوحا من ان الى بسط القول فيه. اذا الموازنة بين العلماء والعباد هو في العباد الذين عبدوا الله تعالى بعلم. اما الذين عبدوا - 00:01:00
الله تعالى بجهل وبدع وخرافات واهواء فهؤلاء خارجون عن المفاضلة وهم الذين ورد كلام العلماء في ذمهم ووصفهم بما ذكر المؤلف رحمه الله شيئا منه في هذا المقطع. ولنضرب ها هنا مثلا جامعا لاحوال الخلق كلهم بالنسبة الى دعوة الرسول - 00:01:20
صلى الله عليه وسلم وانقسامهم في اجابة دعوته الى سابق ومقتصد وظالم لنفسه. وبه يظهر فظل علماء ربانيين على غيرهم من الناس اجمعين. فنقول مثل ذلك كمثل رسول قدم من بلد الملك - 00:01:40
الاعظم فادى رسالة الملك الى سائر البلدان وظهر لهم صدقه في رسالته فكان مضمون رسالته التي نهى عن الملك الاعظم الى رعيته ان هذا الملك لا احسان اتم من احسانه ولا عدل اكمل من عدله - 00:02:00
ولا بطش اشد من بطشه وانه لابد ان يستدعي الرعية كلهم اليه. ليقيموا عنده. فمن قدم عليه باحسان جازاه باحسانه افضل الجزاء. ومن قدم عليه باساءة جازاه باساءته اشد الجزاء. وانه - 00:02:20
يحب كذا وكذا ويكره كذا وكذا. ولم يدع شيئا مما تعلمه الرعية الا اخبرهم بما يحبه الملك وبما يكرهه وامرهم بالتجهز والسير الى دار الملك التي فيها الاقامة. واخبرهم بخراب جميع - 00:02:40
سوى ذلك البلد وان من لم يتجهز للسير بعث اليه الملك من يزعجه عن وطنه وينقله منه على اسوأ حال وجعل يصف صفات هذا الملك الحسنى من الجمال والكمال والجلال والافضال فانقسم الناس في - 00:03:00
اجابة هذا الرسول الداعي الى الملك اقساما عديدة. المثل المضروب واضح في بيان تكميل الرسول البيان للناس حيث الرسول اتى الى الناس فقال ان هذا الملك لا احسانا اتم من احسان ولا عدل اكمل من عدله الى اخر ما ذكر. بعد هذا البيان والتوضيح الشامل - 00:03:20
البين الذي بين فيه صفات الملك وبين فيه الطريق الذي يحب الملك سلوكه انقسم الناس في اجابة هذا الرسول داعي الى الملك اقساما عديدة وهذا المثل للتقريب والتصوير يقول رحمه الله فمنهم فمنهم من صدقه ولم يكن له - 00:03:40
الا السؤال عما يحب هذا الملك من الرعية واستصحابه الى داره عند السير اليه. فاشتغل بتخليصه وبدعاء من يمكنه دعاؤه من الخلق الى ذلك. وعما يكرهه الملك فاجتنبه وامر الناس باجتنابه - 00:04:00
وجعل همه الاعظم السؤال عن صفات الملك وعظمته وافضاله. فزاد بذلك محبته لهذا الملك واجلاله والشوق الى لقائه فارتحل الى الملك مستصحبا لانفس ما قدر عليه مما يحبه الملك ويرتضيه - 00:04:20
واستصحب معه ركبا عظيما على مثل حاله. سار بهم الى دار الملك. وقد عرف من جهة ذلك الدليل وهو طول الصادق اقرب الطرق التي يتوصل بالسير فيها الى الملك. وما ينفع من التزود للمسير فيها. وعمل بمقتضى - 00:04:40
ذلك في السير هو ومن اتبعه. فهذه صفة العلماء الربانيين الذين اهتدوا وهدأوا الخلق معهم الى طريق الله وهؤلاء يقدمون على الملك قدوم الغائب على اهله المنتظرين لقدومه المشتاقين اليه اشد الشوق - 00:05:00
اخرون اشتغلوا بالتأهب لمسيرهم بانفسهم الى الملك. ولم يتفرغوا لاستصحاب غيرهم معهم. وهذه صفة العباد الذين تعلموا ما ينفعهم في خاصة انفسهم واشتغلوا بالعمل بمقتضاه. وقسم اخرون تشبهوا باحد القسمين واظهروا للناس انهم منهم وان قصدهم التزود للرحيل وانما كان قصدهم استيطانا - 00:05:20
دارهم الفانية وهم العلماء والعباد المراءون باعمالهم لينالوا بذلك مصالح دارهم التي هم بها مستوطنون وحال هؤلاء عند الملك الاعظم اذا قدموا عليه شر حال. ويقال لهم اطلبوا جزاء اعمالكم - 00:05:50
ممن عملتم لهم فليس لكم عندنا من خلاق وهم اول من تسعر بهم النار من اهل التوحيد. دل على ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه في خبر الاول من تسعر بهم النار وهو الحديث والحديث في صحيح الامام مسلم وانه الشهيد ومن تعلم العلم - 00:06:10
يقال عالم ومن انفق ليقال منفق. هؤلاء الثلاثة هم اول من تسعر بهم النار من اهل التوحيد كما ذكر المؤلف رحمه الله. وهؤلاء بصورة العمل الصالح. علم او عبادة لكنهم لم يكونوا قاصدين الله تعالى بهذه الاعمال - 00:06:30
القصد مكسبا من مكاسب الدنيا. تعلموا العلم ليقال علماء جاهدوا في سبيل الله ليقال جريء. انفقوا اموالهم في الصالحات ليقال كرماء منفقين. قد قال الله تعالى لهؤلاء كلهم بعد ان عرفه نعمهم عليهم فقد قيل - 00:06:50
ثم يسحبون الى النار على وجوههم نعوذ بالله من الخذلان. فهؤلاء هم القسم الثالث وهم من اشتغل بصورة العمل الصالح دون حقيقته. قال قسم اخرون وقسم اخرون فهموا ما اراده الرسول من رسالة الملك لكنهم غلب عليهم - 00:07:10
سلوا التقاعد عن التزود للسفر واستصحاب ما يحب الملك واجتناب ما يكرهه. وهؤلاء العلماء الذين لا ايعملون بعلمهم وهم على شفا هلكة وربما انتفع غيرهم بمعرفتهم ووصفهم لطريق السير فسار المتعلم - 00:07:30
فنجوا وانقطع بمن تعلموا منهم الطريق فهلكوا. وقسم اخرون. صدقوا الرسول فيما دعا اليهم من دعوة الملك لكنهم لم يتعلموا منه طريق السير ولا معرفة تفاصيل ما يحبه الملك وما يكرهه فساروا - 00:07:50
انفسهم ورموا نفوسهم في طرق شاقة ومخاوف وظفار وعرة. فهلك اكثرهم وانقطعوا في الطريق ولم يصلوا الى دار الملك وهؤلاء هم الذين يعملون بغير علم. وقسم لم يهتموا بهذه الرسالة ولا رفعوا بها - 00:08:10
رأسا واشتغلوا بمصالح اقامتهم في اوطانهم التي اخبر الرسول بخرابها. وهؤلاء منهم من كذب الرسول بالكلية ومنهم من صدقه بالقول ولكنه لم يشتغل بمعرفة ما دل عليه ولا بالعمل به. وهؤلاء - 00:08:30
عموم الخلق المعرضون عن العلم والعمل. ومنهم الكفار والمنافقون والظالمون لانفسهم. فلم يشعروا الا وقد تركهم داعي الملك فاخرجهم عن اوطانهم واستدعاهم الى الملك فقدموا عليه قدوم الابق على سيدهم - 00:08:50
الغظبان فاذا تأملت اقسام الناس المذكورة لم تجد اشرف ولا اقرب عند الملك من العلماء الربانيين فهم افضل الخلق بعد المرسلين. هذا المثل مضروب اه وان كان فيه طول لكنه مثل يقرب المعنى ويدني - 00:09:10
المقصود حتى يدركه القارئ والسامع فانه مثل بهذا المثل القريب الذي يتضح به فضل العلماء الربانيين العلماء بالله تعالى والعلماء بامره جل وعلا وانهم افضل السائرين واسبق العاملين الى الله تعالى. نعم - 00:09:30
قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء صلة شرح الحديث حديث ابي ذر هذا مقطع من حديث ابي ذر الذي هو موظوع هذه الرسالة فيقول مالك رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء هذا بيان شرح. نعم. يعني انهم ورثوا ما جاء - 00:09:50
به الانبياء من العلم فخلفوا الانبياء في اممهم بالدعوة الى الله والى طاعته والنهي عن معاصي الله عن دينه وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة الله على خلفائي قالوا - 00:10:11
يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله. وقد روي نحوه من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه مرفوعا ايضا. فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه كما - 00:10:31
قال ابن المنكدر ان العالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم. وقال ابن عيينة اعظم منزلة من كان بين الله وبين خلقه الانبياء والعلماء. وقال سهل الدستوري من اراد ان ينظر الى - 00:10:51
الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان ايش تقول؟ في رجل حلف على امرأته كذا فيقول طلقت امرأته ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته - 00:11:11
بكذا وكذا فيقول ليس يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او عالم فاعرفوا لهم ذلك ورأت امرأة من العابدات في زمن الحسن البصري كانها تستفتي في المستحاضة. كانها تستفتى. فقيل لها - 00:11:31
مستفتين وفيكم الحسن وفي يده خاتم جبرائيل عليه السلام. وفي هذا اشارة الى ما ورثه الحسن ما جاء به جبرائيل من الوحي بخاتمه ورأى بعض العلماء النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا - 00:11:51
رسول الله قد اختلف علينا في ما لك والليث ايهما اعلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما لك ولتجدي يعني ولث علمي. ورأى بعضهم في المنام النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد. والناس - 00:12:11
وحوله ومالك قائم بين يديه وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك. وهو يأخذ منه قبضة فيدفعها الى مالك ومالك ينشرها على الناس فاول ذلك لمالك بالعلم واتباع السنة. ورأى - 00:12:31
ابن عياض النبي صلى الله عليه وسلم في منامه جالسا والى جنبه فرجة. فجاء ليجلس فيها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هذا مجلس ابي اسحاق الفزاري. فسأل بعضهم ايهما افضل - 00:12:51
كان افضل ابو اسحاق او الفضيل فقال كان فضيل رجل نفسه وكان ابو اسحاق رجل عامة يشير الى انه كان عالما ينتفع الناس بعلمه. وكان فضيل عابدا نفعه لنفسه. والعلماء في الاخرة - 00:13:11
يتلون الانبياء في الشفاعة وغيرها. كما في الترمذي عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء. فالعالم اذا علم من يقوم به بعده فقد خلف علما نافعا - 00:13:31
صدقة جارية وقال مالك بن دينار بلغنا انه يقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم قف فاشفع وقد روي هذا مرفوعا من حديث ابي هريرة باسناد ضعيف جدا. وللعلماء الكلام في الموقف اذا اشتبهت - 00:13:51
على الناس فاذا ظن اهل الموقف انهم لم يلبثوا في قبورهم الا ساعة بين اهل العلم ان الامر على خلاف كما قال تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون - 00:14:11
وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث. والعلماء يخبرون يوم القيامة المشركين كما قال تعالى ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم - 00:14:31
تشاقون فيهم. قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. وقد روي في اسم مرفوع. ان الناس يحتاجون في الجنة الى العلماء. كما كانوا يحتاجون اليهم في الدنيا. اذ استدعى - 00:14:51
اهل الجنة لزيارته وقال لهم سلوني ما شئتم فيلتفتون الى العلماء منهم فيقولون تلوه رؤيته فما في الجنة اعظم منها. وهذا كله يبين ان لا درجة بعد النبوة افضل من درجة - 00:15:11
وقد يطلق اسم العلماء ويراد ادخال الانبياء فيهم كما في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فلم يفرد الانبياء بالذكر بل ادخلهم في مسمى - 00:15:31
علماء وكفى بهذا شرفا للعلماء انهم يسمون باسم يجتمعون هم والانبياء فيه. ومن هنا قال من قال ان العلماء العاملين هم اولياء الله كما قال ابو حنيفة والشافعي ان لم يكن العلماء - 00:15:51
والفقهاء واولياء الله فليس لله ولي. وقال الامام احمد في اهل الحديث انهم هم الابدال يقول رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء. ان العلماء ورثة الانبياء وهم الذين كملوا العلم بالله - 00:16:11
تعالى والعلم بامره هم ورثة الانبياء يعني الذين ورثوا الانبياء في مقامهم وان لم يبلغوا منزلتهم الوراثة هنا سيأتي بيانها ولذلك سيعقد المؤلف رحمه الله مقطعا في كلامه لبيان ما الذي ورثه الانبياء؟ ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما - 00:16:31
وانما ورثوا العلم. هذا المقطع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو بيان ان العلماء ورثة الانبياء. وفيه تفضيل العلماء على سائر طبقات الامة فانهم بلا شك افضل من العباد لانه لم يجعلوا وراثة للعباد. انما جعلوا وراثة نبوة وجعل ميراث النبوة في العلماء ان - 00:16:53
العلماء ورثة الانبياء. يعني انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم. فخلفوا الانبياء في اممهم بالدعوة الى الله والى طاعة والنهي عن معاصي الله والذب عن دينه. اذا الوراثة هي القيام بمسؤوليات الانبياء. القيام بعمل النبوة. الانبياء - 00:17:13
في نبوتهم من هداية الخلق ودلالتهم وارشادهم والقيام على حدود الله تعالى. وفي مراسيل الحسن وهي من المراسيل الضعيفة كما سيأتي ان شاء الله تعالى رحمة الله على خلفائه قالوا يا رسول الله ومن خلفاؤه؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله. ثم بعد ذلك قال - 00:17:33
فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه. كما قال ابن المنكدر. الواسطة بين الله تعالى وبين الخلق نوعان واسطة جاءت الشريعة باقرارها بل لا غنى بالناس عنها وهي وساطة الرسل وخلفاؤهم. وهذه وساطة بيان ودلالة - 00:17:53
تشاد وهداية وبركة والنوع الثاني الوساطة التي نهى الله تعالى عنها وحذر منها وهي الوساطة الشركية التي جعلها المشركون بينهم وبين الله تعالى فينزلون حوائجهم بالخلق ويزعمون انهم وسائط كما قال الله تعالى والذين اتخذوا من - 00:18:13
اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهذا النوع من الوساطة هو الذي نهى الله تعالى عنه وحذر منه. ونهى الكلام الان في النوع الاول من الوساطة وهو وساطة الانبياء وخلفاؤهم وذلك بالدلالة على الله تعالى - 00:18:33
تعرف به يقول فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه. وذلك انهم خلفاء الرسل كما قال ابن المنكدر ان العالم بين الله وبينهم خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم اي كيف يكون واسطة بين الله تعالى وبين خلقه. وافضل السبيل ما ذكره المؤلف - 00:18:53
سابقا من قول علي الفقيه حق الفقيه هو الذي لم يجر الناس على معصية الله ولا يقطع امله في رحمة الله تعالى اي لا ييأسهم من رحمة الله تعالى بل يكون حاملا لهم على الطاعة مبينا لهم ما يجب عليهم من حقوق الله - 00:19:13
تعالى قال ابن عيينة اعظم الناس منزلة من كان بين الله وبين خلقه الانبياء والعلماء. قال سهل التستر من اراد ان ينظر مجالس الامن فلينظر الى مجالس العلماء وهذا فيه بيان عظيم الجلوس للعلم وانه جلوس في مقام النبوة ثم ذكر الاثار - 00:19:33
من المنامات المنقولة عن بعض السلف وهذا ذكرنا انه يذكر على وجه الاستئناس لا على وجه الاستقلال في الاستدلال. قال رحمه الله بعد ذلك في بيان فظل العالم على العابد وفضل العلماء وعلو منزلتهم وانهم اعلى طبقات الامة فالعلماء في الاخرة يتلون الانبياء في - 00:19:53
ساعة ان يأتون بعدهم في الشفاعة ونفع الخلق وذلك لما رواه الترمذي من حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة الانبياء ثم علماء ثم الشهداء. وهذا الحديث اسناده ضعيف. هذا الحديث اسناده ضعيف فيه علاق بن ابي مسلم. عن - 00:20:13
ابان بن عثمان عن عثمان وعلاق هذا فيه جهالة. قال عنه في التهذيب التهذيب مجهول. واما الراوي عنه وهو وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي فقد قال عنه الحافظ ابن حجر وهو احد الضعفاء. هذا الحديث في اسناده ضعف ومنزلة - 00:20:34
تعرف من غير هذا الحديث. ايضا استدل لبيان عظيم منزلة العلماء انهم يتكلمون يوم القيامة. ولا يتكلم الا اصحاب المنازل عليا يوم القيامة ولذلك قال وللعلماء كلام في الموقف اذا اشتبهت الامور على الناس واستدل بقوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما - 00:20:54
غير ساعة يعني في حياتهم. كذلك كانوا يؤفكون اي يصرفون. وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث. هذا يوم البعث الذي كنتم به تكذبون. وكذلك يتكلمون ويخبرون بالخزي لاهل الكفر في قوله تعالى - 00:21:14
قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. وذكر الحديث قال وقد روي في حديث مرفوع ان الناس يحتاجون في الجنة الى العلماء كما يحتاجون اليهم في الدنيا. هذا الحديث حديث موضوع وليس بحديث نبوي فهو من حديث مجاشع بن عمرو - 00:21:34
عن محمد ابن الزبرقان عن ابي الزبير عن جابر ومجاشع بن عمرو له كتاب موظوع قال عنه ابن ابن معين رأيته احد الكذابين وقال عنه العقيلي حديثه منكر المقصود ان هذا الحديث موضوع كما ذكر ذلك حفظ ذهبي رحمه الله في - 00:21:54
الميزان. ثم قال وقد يطلق اسم العلماء في بيان فضل العلماء ايضا الوجه الرابع الذي ذكره المؤلف في بيان فضل العلماء وانهم يلون الانبياء في المنزلة شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فجمع الله تعالى بين الانبياء وغيرهم بهذا الوصف. فقول اولي العلم يشمل الانبياء - 00:22:14
ولذلك قال رحمه الله فلم يفرد الانبياء بالذكر بل ادخلهم في مسمى العلماء وكفى بهذا شرفا للعلماء انهم يسمون باسم يجتمعون هم والانبياء فيه ومن هنا قال من قال ان العلماء العاملين هم اولياء الله تعالى وذكر كلام ابي حنيفة والشافعي واحمد وفي كلام احمد قال - 00:22:34
الامام احمد في اهل الحديث انهم هم الابدال. الابدال جمع بدل والبدل هم الذين يخلفون الانبياء في الدلالة والبيان وهداية الخلق. ولذلك وصفوا بالابدال وقد ورد فيهم حديث ضعيف انهم اربعون وانهم - 00:22:54
في الشام لكنه لا يصح في ذلك شيء والحديث ضعيف باتفاق اهل الحديث لكن جاء وصفهم بالابدال في كلام المتقدمين من السلف ومقصود بالابدان قال اما انهم الذين يخلفون الانبياء في اممهم فهم بدل عن الانبياء واما انه يخلف بعظهم بعظا يحمل هذا العلم من كل خلل - 00:23:14
عدوله فاذا مات عالم قام اخر في الدلالة والبيان والمعنى الثالث انهم بدلوا السيئات بالحسنات بدلوا اعمالهم السيئة واصلحوها بالعمل الصالح. هذه ثلاث معاني للابدال في كلام العلماء. نعم - 00:23:34