الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا - 00:00:00
اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. خيرته من خلقه صلى الله عليه على ايه؟ وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:20
اما بعد فان الله جل وعلا بعد محمد صلى الله عليه وسلم يخرج الناس به من الظلمات الى النور. فلن يترك صلوات الله وسلامه عليه. خيرا الا دل عليه ولا شرا الا حذرها منه. حتى تركها على سبيل طويل - 00:00:40
ومحجة بيضاء. لا لبس فيها ولا التواء. لا يزيغ عنها ولا ينحرف عنها الا هالك. لذلك كل الخير والهدى والصلاة والسعادة والفلاح والنجاح في الدنيا او في الاخرة انما في لزوم هديه والسير على طريقه. فبقدر ما يلزم الانسان هديه صلى الله عليه وسلم - 00:01:10
وسيروا على منوال يتبعوا سنة يوفق الى الهدى. وتفتح افتح له ابواب التقى ويدرك من طمأنينة القلب وانشراحه وفوز الدنيا والاخرة شيئا عظيما فكلما زاد اتباعا زاد في كل خير وبر وكلما نقص - 00:01:50
في اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم واخذه بما جاء به من الهدى ودين الحق حصل من النقص في حالة ما يوجب له نقصا على حسب ما على حسب ما انقص وفرط - 00:02:20
وان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء بخير عظيم عاينه اصحابه وكان له من الايات الدالة على صدق ما جاء به ما تنشرح به صدور المؤمنين. الا ان الله تعالى - 00:02:40
من رحمته ابقى من اياته صلوات الله وسلامه ما يدل على صدقه. فكان من الاية الباقرة بقي التي لم تزل ولن تزال في الامة الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها الى ان يأتي امر - 00:03:00
هذا القرآن الكريم. هذا القرآن المبين. هذا الوحي القويم. الذي هو اعظم ايات الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي الا واتاه الله تعالى ما على مثله امن البشر - 00:03:20
وكل النبيين جاءوا بايات تدل على صدقهم. وتبين صدق ما جاءوا به من الهدى ودين الحق. كانت تلك الايات حججا على اقوامهم. وكانت تبين صدق ما جاءوا به. ثم ان تلك الايات اندرست وزالت - 00:03:40
بزوالهم فلم يبقى من ان من ايات الانبياء السابقين شيء يدل على صدقهم في الامم بعدهم. الا ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابقى الله تعالى له من الايات على مر العصور اكرر ليالي - 00:04:00
والايام وتوالي الدهور ما يدل على صدقه كما قال الله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان اعظم اية جاء بها. واكبر - 00:04:20
ما يدل على صدقه وصحة ما دعا اليه يقول جل يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من نبي الا واعطاه الله او اتاه الله من الايات ما على مثله امن البشر. وكان الذي اوتيت - 00:04:40
يعني وكان الذي خصني و ميزني به عن سائر النبيين وحيا اوحاه الله اليه وهو القرآن قال فارجو ببركة هذه الاية ان اكون اكثرهم تابعا. لان الاية التي في القرآن - 00:05:00
لا يحدها زمان ولا تقتصر على مكان بل هي اية باقية تصل الناس على اختلاف ازمانهم وعلى نأي اماكنهم وبعد محلاتهم. فالقرآن نور مبين هدي قوي من سمع علم انه كلام رب العالمين. ومن تأمل ما فيه ايقن انه لا يكون - 00:05:20
الا من قول الحق المبين جل في علاه. ذاك اعظم اية جاء بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو اعظم الايات بركة. وادومها خيرا في الامة. واقومها تأثيرا. في - 00:05:50
قامت الحق واظهاره. ولقد اجرى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في حياته. من الايات ما يدل على صدقه وكان ما اتاه الله تعالى من الايات اعظم من من ايات غيره من النبيين - 00:06:10
ولذلك خصه الله تعالى بايات فاقت ايات النبيين قبله. وهذا لاسباب عديدة منها انه صلوات الله وسلامه عليه اعظمهم جاها ومنزلة عنده صلى الله عليه وسلم فخصه الله من الايات ما زاد على كل نبي اتى باية قبله. ثم انه صلى الله عليه وسلم - 00:06:30
رسالته ليست خاصة بقوم ولا بفئة من الناس بل هي رسالة عامة للانس والجن ولكافة الورى وعامة الخلق كما قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده يكون للعالمين للعالمين نذيرا. ومقتضى هذا العموم ان يكون معه من الايات الدالة على صدقه ما يفوق - 00:07:00
تلك الايات التي جاء بها النبيون لاقوامهم. فكل اية ومعجزة اوتيها نبي اعطي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما هو مثلها واعلى منها. ثم انه خصه بعد ذلك بايات - 00:07:30
لن يعطي احدا غيره كالقرآن الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم وكان الذي اتيته اي اعظم ما اعطاه الله من الايات البينات والدلائل المعجزات على صدقه وصدق ما جاء به وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله - 00:07:50
اليه. وليتبين لك صدق هذا هذه القاعدة. وهو انه قد اوتي صلوات الله وسلامه عليه من الايات ما فاق كل النبيين ما ذكره الله تعالى في شأن موسى عليه السلام من - 00:08:10
امره بان يضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. قد علم كل اناس مشربهم فكان من ايات موسى عليه السلام ان ضرب الحجر بعصا في يده فتفجرت عيون شربت - 00:08:30
فمنها بنو اسرائيل قد علم كل اناس مشربهم لكن نبينا صلى الله عليه وسلم الله تعالى له اية نظير هذه الاية بل هي اعظم من هذه الاية. وذلك ما جاء في الصحيح صحيح الامام البخاري - 00:08:50
من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه انهم كانوا معه صلى الله عليه وسلم في سفر فحظرت صلاة العصر فلن يجدوا الا قليلا من الماء. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ما معهم من - 00:09:10
الماء وكان ماء وكان الماء قليلا. فجيء به اليه صلى الله عليه وسلم فوضع يده فيه ثم قال حي اهل الوضوء. وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم وهذه رواية عبد الله بن مسعود قال حي على - 00:09:30
المبارك فنبع الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واصحابه يرون. يقول جابر فحملت في بطني من من الماء ما اطيق فقد علمت انه ماء مبارك قيل له كم كنتم يومئذ - 00:09:50
قال رضي الله تعالى عنه الف واربع مئة. هذا عددهم في ذلك اليوم الذين وردوا هذا الماء فتوضأوا او منه وشربوا وكان قد نبع من بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه. هذه من الايات العظيمة وهي اعظم من اية - 00:10:10
موسى في تفجر الماء من الحصى وذلك ان خروج الماء من الحجارة ليس بامر خارجي عن المعتاد بل هو مألوف فان احجار يتفجر منه الماء كما قال الله تعالى ثم قست قلوبهم - 00:10:30
فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الماء. لكن لم ينقل ولم يذكر ان ماء ينبع ان ماء ينبع من بين لحم وعصب. فكان ذلك من اياته - 00:10:50
التي كانت نظير ما اوتيه موسى عليه السلام بل اعظم وادل واكثر في الدلالة على صلوات الله وسلامه عليه. ثم انه صلى الله عليه وسلم حماية لجناب التوحيد. ولان لا يظل من يضل - 00:11:10
في ظن ان هذا الماء النابع من فعله او من عمله كان يقول لاصحابه كما في عبد الله بن مسعود في صحيح البخاري وكما في رواية جابر بن عبد الله كان يقول البركة من الله - 00:11:30
البركة من الله اي ان هذا النبع ليس بفعله ولا بيدي انما هو من بركة الله عز وجل ومباركته وخلقه وايشاده وانما اجراه على يديه صلوات الله وسلامه عليه لاقامة الحجة على - 00:11:50
مكذبيه والمعاندين له وليقر بذلك ما في قلوب اصحابه من الايمان ليكون ذلك عونا وليكون ذلك عونا لهم على ما يأملون من الخير والبر. فالبركة من الله عز وجل في كل امر وفي كل شأن - 00:12:10
ولذلك لا تطلب البركة الا من الله عز وجل. ولو اجرى الله تعالى ما اجرى من خوارق العادات ومن الامور الخارجة عن المعتاد فانه لا يجوز لاحد ان يعتقد ان ذلك لاجل شخص معين او ان الذي فعلها هو - 00:12:30
فلان انما ذاك فضل الله عز وجل يمن به على من يشاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما البركة من الله وفي رواية قال البركة من الله فلا تطلب من من غيره ولا يعتقد انه يؤتى بها من سواه سبحانه وبحمده - 00:12:50
وبه يعلم خطأ اولئك الذين يظنون ان البركة تكون من الخلق ابتداء منه بفعلهن فالله تعالى قد اثبت بركة في بعض الامور سواء كان ذلك في بعض المشروبات او في بعض - 00:13:10
مطعومات او في بعض الاشخاص لكن تلك البركة ينبغي ان يعلم انها من الله جل وعلا يهبها سبحانه وبحمده من يشاء ويضعها في من يشاء. فعلى سبيل المثال قال الله تعالى في شجرة الزيتون قال الله نور السماوات - 00:13:30
والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة بركة زيتونة فوصفها الله تعالى بانها مباركة. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:50
لما نبع الماء من بين اصابعه قال لاصحابه هلم الى الماء المبارك او الى الطهور المبارك وهذا يدل على انه موصوف بذلك وان فيه من البركة ما يرجى نفعه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم انها - 00:14:10
مباركة طعام طعم وشفاء سقم. فهذه البركة المذكورة في هذه الاشياء انما هي من الله جل وعلا ثم ان البركة البركة اذا ثبتت بالنص في شيء من الاشياء يجب ان يعلم انه ليس للناس - 00:14:30
ان يخترعوا طريقا في تحصيل بركة ذلك الشيء. بل بركة ذلك الشيء مستفادة من النص هذا من الطريقة من الوحي الذي بين انها مباركة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ماء زمزم - 00:14:50
قال انها مباركة قال في بيان بركتها طعام طعم وشفاء سقم وهذا بيان طريق تحصيل تلك البركة كما انه عندما يكون الشيء مباركا فانه لا يسوق ان تطلب منه البركة لذاته. بل يتخذ - 00:15:10
سببا لنيل البركة وليس انه يعطي البركة بذاته. بل النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق لما نبع الماء من بين اصابعه قال لاصحابه انما البركة من الله. وفي رواية قال والبركة من الله - 00:15:30
فلا يسوق ان يعتقد ان احدا من الخلق يوجد خيرا ونماء وزيادة من قبل نفسه. بل انما ذلك من الله والله عز وجل يفعل ما يشاء ويقضي ما يريد ويحكم ما يريد سبحانه وبحمده. ولهذا - 00:15:50
مما يقدح في توحيد العبد ان يعتقد البركة في غير ما اثبت الله تعالى فيه البركة. وان يعتقد ان ان شيئا من الاشياء مبارك في ذاته يفعل من دون الله عز وجل ما لا يكون - 00:16:10
تابعا لارادته ومشيئته سبحانه وبحمده. الثالث من اوجه الخلل في اعتقاد البركة ان تطلب البركة من على وجه غير مشروع. فان الانسان قد يكون مباركا على قومه بتعليم العلم والهداية الى الخير فلا يطلب منه بركة على وجه غير التعلم ونيل ما عنده من معارف تقرب الى الله - 00:16:30
عز وجل فالذين يتبركون بالصالحين مثلا بذواتهم واجزائهم وما يكون منهم من ثياب اشبه ذلك كل هذا خارج عن التبرك المشروع الذي هو اخذ ما عندهم من علم نافع خير ما عندهم من معارف تقرب الى الله عز وجل. فينبغي ان يعلم انه اذا خرج عن الوجه الشرعي فانه يكون بذلك - 00:17:00
انحراف وخروج عن الجادة فيما يتعلق البركة الثابتة في هذه الاشياء هذا ما ينبغي ان يعلم في شأن طلب البركة واعتقاد البركة في الاشياء لاجل الا تزل القدم او تضل فان البركة واعتقادها في الاشياء قد يكون سببا لوقوع الانسان في انحراف يخرجه - 00:17:30
دين الاسلام بالشرك او بما دونه من الشرك الاصغر الذي هو وسيلة ودرجة يخطو بها الى الشرك الاكبر نسأل الله ان يعيذنا واياكم من الشرك كله صغيره وكبيره نعوذ به جل في علاه ان نشرك به ونحن نعلم ونستغفره - 00:18:00
ما لا نعلم. قال المصنف رحمه الله باب من تبرك بشجر او حجر او نحوهما. نعم اماني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:20
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. باب من تبرك بشجرة ان او حجل ونحوهما وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى. عن ابي واقد الليثي - 00:18:45
رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوقون بها اسلحتهم يقال لها ذات ومررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله جعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار - 00:19:15
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى. اجعل لنا كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون. لتركبن سنن - 00:19:50
ان من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه. قوله رحمه الله باب من تبرك كم شجر او حجر ونحوهما. التبرك هو طلب البركة. وهو طلب اليمن ذلك بطلب الخير والفعل الحسن والنفع من هذه الاشياء فقوله رحمه الله - 00:20:21
باب من تبرك بحجر او شجر اي من تيمن الاحجار او الاشجار او نحوهما طلبا لنفعها طلبا للنماء والزيادة. فالبركة هي النماء والزيادة فاذا تبرك بشيء اي طلب منه نماء وزيادة فيما يؤمن من الخير وقوله بشجر اي بسبب شجر - 00:20:51
او حجر ونحوهما مما يتبرك به الناس. وهذا تنبيه الى حكم هذا الفعل والتبرك بالشجر والحجر ونحوهما ينبغي ان يعلم ان منه ما هو مشروع ومنه ما هو خارج عن الشرع ولذلك لم يقل المصنف رحمه الله باب باب من تبرك بحجر وشجر ونحوهما فقد اشرك. لان - 00:21:21
ثمة اوجه من التبرك الاشجار والاحجار وغيرها جاءت الشريعة اذنة فيه. فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالاشجار وصف الله تعالى شجرة الزيتون بانها مباركة. وهذا يدل على انها كثيرة النافع. كثيرة الخير. فلو انتفع الانسان - 00:21:51
في مأكلة ومشربه والادهان به وما اشبه ذلك فهذا مما اذنت فيه الشريعة ولا حرج به على صاحبه لكن لو طلب منها شيئا غير هذا كأن يعلق بشجرة الزيتون سلاحا او ثيابا او متاعا ليحصل - 00:22:21
ذلك على بركة قيل شجرة الزيتون مباركة بنص القرآن لكن هذا الطريق لتحصيل بركتها ليس مشروعا بل هو نظير من كان يفعله الجاهليون والذي نهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله اكبر انا - 00:22:41
قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة كما سيأتي في حديث ابي وقود الليثي رضي الله تعالى عنه فثبوت البركة في شيء لا يعني ان يتخذ الناس ذلك الشيء مباركا على كل وجه وبكل طريق - 00:23:01
بل ينبغي ان يلزم في ذلك ما جاءت الشريعة به وعلى النحو الذي شرعه الله عز وجل. هذا فيما يتعلق بالاشجار واما فيما يتعلق بالاحجار فان الحجر الاسود حجر مبارك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي من حديث - 00:23:21
ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان مسحهما اي الحجر الاسود والركن اليماني يحط الخطايا وهذا وهذه بركة عظيمة بمس هذا باستلام هذا الحذر باستلام هذا الحجر. فانه يحط الخطايا لكن لو ان احدا جاء - 00:23:41
وتبرك به على نحو غير الذي شرع كان يمسح به شيئا من ثيابه ليستشفي به او ليحصل بذلك برعة او بركة في ما له او بركة في ولده او ما الى ذلك قيل له عن الطريق من التبرك منهي عنه - 00:24:01
ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مبارك من حيث انه يرجى باستلامه حط الخطايا واتباع التي قال فيها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى - 00:24:21
الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك. هكذا تثبت البركة فيما اثبت الله تعالى انه مبارك دون ان تتجاوز الحدود دون ان تخرج عن ذلك بابتداع واحداث دون ان تقع في مقدمات الشرك اسباب - 00:24:41
او فعلا وبالتالي يجب ان يعلم انه اذا ثبت في شيء من الاشياء مبارك فلا يتجاوز ذلك الى وجه غير الذي جاءت به الشريعة. وقد اثبت النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم - 00:25:01
انها مباركة كما في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم انها مباركة ثم بين وجه تحصيل البركة من فقال انها طعام طعم وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم شفاء سقم. اذا كل ما جعله الله مباركا من - 00:25:21
اشياء فانه ينبغي اولا ان يعتقد ان الذي منحه ووهبه البركة هو الله جل وعلا. كما قال النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم البركة من الله. فلا يعتقد في شيء من الاشياء انه مبارك في ذات استقلال - 00:25:41
عن الله عز وجل بل ما فيه من البركة هو من جعل الله عز وجل ومنحه ووهبه سبحانه وبحمده. هذا معنى قوله الله عليه وسلم البركة من الله فيجب اعتقاد ان البركة في كل مبارك هي من الله عز وجل هي منحة منه - 00:26:01
التفريغ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا - 00:00:00
اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. خيرته من خلقه صلى الله عليه على ايه؟ وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:20
اما بعد فان الله جل وعلا بعد محمد صلى الله عليه وسلم يخرج الناس به من الظلمات الى النور. فلن يترك صلوات الله وسلامه عليه. خيرا الا دل عليه ولا شرا الا حذرها منه. حتى تركها على سبيل طويل - 00:00:40
ومحجة بيضاء. لا لبس فيها ولا التواء. لا يزيغ عنها ولا ينحرف عنها الا هالك. لذلك كل الخير والهدى والصلاة والسعادة والفلاح والنجاح في الدنيا او في الاخرة انما في لزوم هديه والسير على طريقه. فبقدر ما يلزم الانسان هديه صلى الله عليه وسلم - 00:01:10
وسيروا على منوال يتبعوا سنة يوفق الى الهدى. وتفتح افتح له ابواب التقى ويدرك من طمأنينة القلب وانشراحه وفوز الدنيا والاخرة شيئا عظيما فكلما زاد اتباعا زاد في كل خير وبر وكلما نقص - 00:01:50
في اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم واخذه بما جاء به من الهدى ودين الحق حصل من النقص في حالة ما يوجب له نقصا على حسب ما على حسب ما انقص وفرط - 00:02:20
وان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء بخير عظيم عاينه اصحابه وكان له من الايات الدالة على صدق ما جاء به ما تنشرح به صدور المؤمنين. الا ان الله تعالى - 00:02:40
من رحمته ابقى من اياته صلوات الله وسلامه ما يدل على صدقه. فكان من الاية الباقرة بقي التي لم تزل ولن تزال في الامة الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها الى ان يأتي امر - 00:03:00
هذا القرآن الكريم. هذا القرآن المبين. هذا الوحي القويم. الذي هو اعظم ايات الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي الا واتاه الله تعالى ما على مثله امن البشر - 00:03:20
وكل النبيين جاءوا بايات تدل على صدقهم. وتبين صدق ما جاءوا به من الهدى ودين الحق. كانت تلك الايات حججا على اقوامهم. وكانت تبين صدق ما جاءوا به. ثم ان تلك الايات اندرست وزالت - 00:03:40
بزوالهم فلم يبقى من ان من ايات الانبياء السابقين شيء يدل على صدقهم في الامم بعدهم. الا ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابقى الله تعالى له من الايات على مر العصور اكرر ليالي - 00:04:00
والايام وتوالي الدهور ما يدل على صدقه كما قال الله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان اعظم اية جاء بها. واكبر - 00:04:20
ما يدل على صدقه وصحة ما دعا اليه يقول جل يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من نبي الا واعطاه الله او اتاه الله من الايات ما على مثله امن البشر. وكان الذي اوتيت - 00:04:40
يعني وكان الذي خصني و ميزني به عن سائر النبيين وحيا اوحاه الله اليه وهو القرآن قال فارجو ببركة هذه الاية ان اكون اكثرهم تابعا. لان الاية التي في القرآن - 00:05:00
لا يحدها زمان ولا تقتصر على مكان بل هي اية باقية تصل الناس على اختلاف ازمانهم وعلى نأي اماكنهم وبعد محلاتهم. فالقرآن نور مبين هدي قوي من سمع علم انه كلام رب العالمين. ومن تأمل ما فيه ايقن انه لا يكون - 00:05:20
الا من قول الحق المبين جل في علاه. ذاك اعظم اية جاء بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو اعظم الايات بركة. وادومها خيرا في الامة. واقومها تأثيرا. في - 00:05:50
قامت الحق واظهاره. ولقد اجرى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في حياته. من الايات ما يدل على صدقه وكان ما اتاه الله تعالى من الايات اعظم من من ايات غيره من النبيين - 00:06:10
ولذلك خصه الله تعالى بايات فاقت ايات النبيين قبله. وهذا لاسباب عديدة منها انه صلوات الله وسلامه عليه اعظمهم جاها ومنزلة عنده صلى الله عليه وسلم فخصه الله من الايات ما زاد على كل نبي اتى باية قبله. ثم انه صلى الله عليه وسلم - 00:06:30
رسالته ليست خاصة بقوم ولا بفئة من الناس بل هي رسالة عامة للانس والجن ولكافة الورى وعامة الخلق كما قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده يكون للعالمين للعالمين نذيرا. ومقتضى هذا العموم ان يكون معه من الايات الدالة على صدقه ما يفوق - 00:07:00
تلك الايات التي جاء بها النبيون لاقوامهم. فكل اية ومعجزة اوتيها نبي اعطي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما هو مثلها واعلى منها. ثم انه خصه بعد ذلك بايات - 00:07:30
لن يعطي احدا غيره كالقرآن الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم وكان الذي اتيته اي اعظم ما اعطاه الله من الايات البينات والدلائل المعجزات على صدقه وصدق ما جاء به وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله - 00:07:50
اليه. وليتبين لك صدق هذا هذه القاعدة. وهو انه قد اوتي صلوات الله وسلامه عليه من الايات ما فاق كل النبيين ما ذكره الله تعالى في شأن موسى عليه السلام من - 00:08:10
امره بان يضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. قد علم كل اناس مشربهم فكان من ايات موسى عليه السلام ان ضرب الحجر بعصا في يده فتفجرت عيون شربت - 00:08:30
فمنها بنو اسرائيل قد علم كل اناس مشربهم لكن نبينا صلى الله عليه وسلم الله تعالى له اية نظير هذه الاية بل هي اعظم من هذه الاية. وذلك ما جاء في الصحيح صحيح الامام البخاري - 00:08:50
من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه انهم كانوا معه صلى الله عليه وسلم في سفر فحظرت صلاة العصر فلن يجدوا الا قليلا من الماء. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ما معهم من - 00:09:10
الماء وكان ماء وكان الماء قليلا. فجيء به اليه صلى الله عليه وسلم فوضع يده فيه ثم قال حي اهل الوضوء. وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم وهذه رواية عبد الله بن مسعود قال حي على - 00:09:30
المبارك فنبع الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واصحابه يرون. يقول جابر فحملت في بطني من من الماء ما اطيق فقد علمت انه ماء مبارك قيل له كم كنتم يومئذ - 00:09:50
قال رضي الله تعالى عنه الف واربع مئة. هذا عددهم في ذلك اليوم الذين وردوا هذا الماء فتوضأوا او منه وشربوا وكان قد نبع من بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه. هذه من الايات العظيمة وهي اعظم من اية - 00:10:10
موسى في تفجر الماء من الحصى وذلك ان خروج الماء من الحجارة ليس بامر خارجي عن المعتاد بل هو مألوف فان احجار يتفجر منه الماء كما قال الله تعالى ثم قست قلوبهم - 00:10:30
فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الماء. لكن لم ينقل ولم يذكر ان ماء ينبع ان ماء ينبع من بين لحم وعصب. فكان ذلك من اياته - 00:10:50
التي كانت نظير ما اوتيه موسى عليه السلام بل اعظم وادل واكثر في الدلالة على صلوات الله وسلامه عليه. ثم انه صلى الله عليه وسلم حماية لجناب التوحيد. ولان لا يظل من يضل - 00:11:10
في ظن ان هذا الماء النابع من فعله او من عمله كان يقول لاصحابه كما في عبد الله بن مسعود في صحيح البخاري وكما في رواية جابر بن عبد الله كان يقول البركة من الله - 00:11:30
البركة من الله اي ان هذا النبع ليس بفعله ولا بيدي انما هو من بركة الله عز وجل ومباركته وخلقه وايشاده وانما اجراه على يديه صلوات الله وسلامه عليه لاقامة الحجة على - 00:11:50
مكذبيه والمعاندين له وليقر بذلك ما في قلوب اصحابه من الايمان ليكون ذلك عونا وليكون ذلك عونا لهم على ما يأملون من الخير والبر. فالبركة من الله عز وجل في كل امر وفي كل شأن - 00:12:10
ولذلك لا تطلب البركة الا من الله عز وجل. ولو اجرى الله تعالى ما اجرى من خوارق العادات ومن الامور الخارجة عن المعتاد فانه لا يجوز لاحد ان يعتقد ان ذلك لاجل شخص معين او ان الذي فعلها هو - 00:12:30
فلان انما ذاك فضل الله عز وجل يمن به على من يشاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما البركة من الله وفي رواية قال البركة من الله فلا تطلب من من غيره ولا يعتقد انه يؤتى بها من سواه سبحانه وبحمده - 00:12:50
وبه يعلم خطأ اولئك الذين يظنون ان البركة تكون من الخلق ابتداء منه بفعلهن فالله تعالى قد اثبت بركة في بعض الامور سواء كان ذلك في بعض المشروبات او في بعض - 00:13:10
مطعومات او في بعض الاشخاص لكن تلك البركة ينبغي ان يعلم انها من الله جل وعلا يهبها سبحانه وبحمده من يشاء ويضعها في من يشاء. فعلى سبيل المثال قال الله تعالى في شجرة الزيتون قال الله نور السماوات - 00:13:30
والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة بركة زيتونة فوصفها الله تعالى بانها مباركة. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:50
لما نبع الماء من بين اصابعه قال لاصحابه هلم الى الماء المبارك او الى الطهور المبارك وهذا يدل على انه موصوف بذلك وان فيه من البركة ما يرجى نفعه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم انها - 00:14:10
مباركة طعام طعم وشفاء سقم. فهذه البركة المذكورة في هذه الاشياء انما هي من الله جل وعلا ثم ان البركة البركة اذا ثبتت بالنص في شيء من الاشياء يجب ان يعلم انه ليس للناس - 00:14:30
ان يخترعوا طريقا في تحصيل بركة ذلك الشيء. بل بركة ذلك الشيء مستفادة من النص هذا من الطريقة من الوحي الذي بين انها مباركة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ماء زمزم - 00:14:50
قال انها مباركة قال في بيان بركتها طعام طعم وشفاء سقم وهذا بيان طريق تحصيل تلك البركة كما انه عندما يكون الشيء مباركا فانه لا يسوق ان تطلب منه البركة لذاته. بل يتخذ - 00:15:10
سببا لنيل البركة وليس انه يعطي البركة بذاته. بل النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق لما نبع الماء من بين اصابعه قال لاصحابه انما البركة من الله. وفي رواية قال والبركة من الله - 00:15:30
فلا يسوق ان يعتقد ان احدا من الخلق يوجد خيرا ونماء وزيادة من قبل نفسه. بل انما ذلك من الله والله عز وجل يفعل ما يشاء ويقضي ما يريد ويحكم ما يريد سبحانه وبحمده. ولهذا - 00:15:50
مما يقدح في توحيد العبد ان يعتقد البركة في غير ما اثبت الله تعالى فيه البركة. وان يعتقد ان ان شيئا من الاشياء مبارك في ذاته يفعل من دون الله عز وجل ما لا يكون - 00:16:10
تابعا لارادته ومشيئته سبحانه وبحمده. الثالث من اوجه الخلل في اعتقاد البركة ان تطلب البركة من على وجه غير مشروع. فان الانسان قد يكون مباركا على قومه بتعليم العلم والهداية الى الخير فلا يطلب منه بركة على وجه غير التعلم ونيل ما عنده من معارف تقرب الى الله - 00:16:30
عز وجل فالذين يتبركون بالصالحين مثلا بذواتهم واجزائهم وما يكون منهم من ثياب اشبه ذلك كل هذا خارج عن التبرك المشروع الذي هو اخذ ما عندهم من علم نافع خير ما عندهم من معارف تقرب الى الله عز وجل. فينبغي ان يعلم انه اذا خرج عن الوجه الشرعي فانه يكون بذلك - 00:17:00
انحراف وخروج عن الجادة فيما يتعلق البركة الثابتة في هذه الاشياء هذا ما ينبغي ان يعلم في شأن طلب البركة واعتقاد البركة في الاشياء لاجل الا تزل القدم او تضل فان البركة واعتقادها في الاشياء قد يكون سببا لوقوع الانسان في انحراف يخرجه - 00:17:30
دين الاسلام بالشرك او بما دونه من الشرك الاصغر الذي هو وسيلة ودرجة يخطو بها الى الشرك الاكبر نسأل الله ان يعيذنا واياكم من الشرك كله صغيره وكبيره نعوذ به جل في علاه ان نشرك به ونحن نعلم ونستغفره - 00:18:00
ما لا نعلم. قال المصنف رحمه الله باب من تبرك بشجر او حجر او نحوهما. نعم اماني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:20
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. باب من تبرك بشجرة ان او حجل ونحوهما وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى. عن ابي واقد الليثي - 00:18:45
رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوقون بها اسلحتهم يقال لها ذات ومررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله جعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار - 00:19:15
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى. اجعل لنا كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون. لتركبن سنن - 00:19:50
ان من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه. قوله رحمه الله باب من تبرك كم شجر او حجر ونحوهما. التبرك هو طلب البركة. وهو طلب اليمن ذلك بطلب الخير والفعل الحسن والنفع من هذه الاشياء فقوله رحمه الله - 00:20:21
باب من تبرك بحجر او شجر اي من تيمن الاحجار او الاشجار او نحوهما طلبا لنفعها طلبا للنماء والزيادة. فالبركة هي النماء والزيادة فاذا تبرك بشيء اي طلب منه نماء وزيادة فيما يؤمن من الخير وقوله بشجر اي بسبب شجر - 00:20:51
او حجر ونحوهما مما يتبرك به الناس. وهذا تنبيه الى حكم هذا الفعل والتبرك بالشجر والحجر ونحوهما ينبغي ان يعلم ان منه ما هو مشروع ومنه ما هو خارج عن الشرع ولذلك لم يقل المصنف رحمه الله باب باب من تبرك بحجر وشجر ونحوهما فقد اشرك. لان - 00:21:21
ثمة اوجه من التبرك الاشجار والاحجار وغيرها جاءت الشريعة اذنة فيه. فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالاشجار وصف الله تعالى شجرة الزيتون بانها مباركة. وهذا يدل على انها كثيرة النافع. كثيرة الخير. فلو انتفع الانسان - 00:21:51
في مأكلة ومشربه والادهان به وما اشبه ذلك فهذا مما اذنت فيه الشريعة ولا حرج به على صاحبه لكن لو طلب منها شيئا غير هذا كأن يعلق بشجرة الزيتون سلاحا او ثيابا او متاعا ليحصل - 00:22:21
ذلك على بركة قيل شجرة الزيتون مباركة بنص القرآن لكن هذا الطريق لتحصيل بركتها ليس مشروعا بل هو نظير من كان يفعله الجاهليون والذي نهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله اكبر انا - 00:22:41
قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة كما سيأتي في حديث ابي وقود الليثي رضي الله تعالى عنه فثبوت البركة في شيء لا يعني ان يتخذ الناس ذلك الشيء مباركا على كل وجه وبكل طريق - 00:23:01
بل ينبغي ان يلزم في ذلك ما جاءت الشريعة به وعلى النحو الذي شرعه الله عز وجل. هذا فيما يتعلق بالاشجار واما فيما يتعلق بالاحجار فان الحجر الاسود حجر مبارك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي من حديث - 00:23:21
ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان مسحهما اي الحجر الاسود والركن اليماني يحط الخطايا وهذا وهذه بركة عظيمة بمس هذا باستلام هذا الحذر باستلام هذا الحجر. فانه يحط الخطايا لكن لو ان احدا جاء - 00:23:41
وتبرك به على نحو غير الذي شرع كان يمسح به شيئا من ثيابه ليستشفي به او ليحصل بذلك برعة او بركة في ما له او بركة في ولده او ما الى ذلك قيل له عن الطريق من التبرك منهي عنه - 00:24:01
ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مبارك من حيث انه يرجى باستلامه حط الخطايا واتباع التي قال فيها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى - 00:24:21
الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك. هكذا تثبت البركة فيما اثبت الله تعالى انه مبارك دون ان تتجاوز الحدود دون ان تخرج عن ذلك بابتداع واحداث دون ان تقع في مقدمات الشرك اسباب - 00:24:41
او فعلا وبالتالي يجب ان يعلم انه اذا ثبت في شيء من الاشياء مبارك فلا يتجاوز ذلك الى وجه غير الذي جاءت به الشريعة. وقد اثبت النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم - 00:25:01
انها مباركة كما في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم انها مباركة ثم بين وجه تحصيل البركة من فقال انها طعام طعم وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم شفاء سقم. اذا كل ما جعله الله مباركا من - 00:25:21
اشياء فانه ينبغي اولا ان يعتقد ان الذي منحه ووهبه البركة هو الله جل وعلا. كما قال النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم البركة من الله. فلا يعتقد في شيء من الاشياء انه مبارك في ذات استقلال - 00:25:41
عن الله عز وجل بل ما فيه من البركة هو من جعل الله عز وجل ومنحه ووهبه سبحانه وبحمده. هذا معنى قوله الله عليه وسلم البركة من الله فيجب اعتقاد ان البركة في كل مبارك هي من الله عز وجل هي منحة منه - 00:26:01