بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:00:00
الضرب الثالث من هو مخلص في اعماله؟ لكنها على غير متابعة الامر كجهال العباد منتسبين الى الزهد والفقر وكل من عبد الله على غير مراده. والشأن ليس في عبادة الله فقط بل - 00:00:28
في عبادة الله كما اراد الله ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ويرى ذلك قربة مواصلة صوم النهار بالليل قربة. وان صيام يوم الفطر قربة وامثال ذلك. هؤلاء عندهم اخلاص - 00:00:48
يعني لهم قصد بالتقرب الى الله تعالى فلا يقصدون بالعمل سواه جل وعلا. لكنهم قصدوا على غير وجهة. بان سلكوا طرقا لا توصل الى الى الله تعالى وسبلا خارجة عن سبل الهدى وسبل السلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم. من هو مخلص في اعماله من حيث - 00:01:08
لكنها على غير متابعة الامر ثم قال كجهال العباد والمنتسبين الى الزهد والفقر وكل وكل من عبد الله على غير مراده يعني على غير ما طلبه منه شرعا فالمراد هنا المقصود الارادة الشرعية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول والشأن - 00:01:32
ليس في عبادة الله فقط الامر المهم ليس في عبادة الله فقط بل في عبادة الله كما اراد الله فان الله تعالى يعني بعث الرسل بامرين الامر الاول الا يعبدوا الا اياه - 00:01:55
والامر الثاني ان يعبدوه بما شرع اي بما جاءت به الرسل فمن خرج عن هاتين القاعدتين فقد انخرم ما طلبه الله تعالى منه. ولم يتحقق له ليل مرضات الله جل وعلا - 00:02:13
ولذلك الشهادة التي يدخل بها الانسان دائرة الاسلام هي اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فالاولى فيها الا يعبد الا الله تعالى والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها الا يعبد الا - 00:02:29
بما شرع الله تعالى على عن طريق هذا الرسول الذي بلغ الناس ما شرعه الله لهم وامرهم به. قال رحمه الله ومنهم هذا تمثيل لهؤلاء ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة - 00:02:47
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم. فلا يكونن من الغافلين ثم قال ويرى ذلك قربة يعني يتقرب الى الله بمخالفة شرعه. ويرى مواصلة صوم النهار بالليل قربى ويخالف ما امر - 00:03:02
منهى عن النبي صلى الله عليه وسلم عنه من المواصلة. وان صيام يوم الفطر قربة ويخالف ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر وامثال ذلك هؤلاء لهم قصد وليس لهم صواب في العمل ولا اه متابعة للسنة فيدخلون لهم نصيب وافر من قول النبي - 00:03:21
صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ثم يقول المؤلف رحمه الله لكنها لغير الله تعالى كطاعات المرائين وكالرجل يقاتل الرياء وسمعة وحمية وشجاعة وللمغنم - 00:03:41
ويحج ليقال ويقرأ ليقال ويعلم ويعلم ليقال فهذه اعمال صالحة لكن ها غير مقبولة. قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء يؤمر الناس الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص فيها. والقائم بهما هم اهل اياك نعبد واياك - 00:04:05
نستعين يقول رحمه الله في ذكر اصناف الناس في تحقيق العبودية والاستعانة بالله جل وعلا يقول الضرب الرابع وهذا الصنف هو الصنف الرابع انتهينا من الصنف الثالث تكلمنا عليه طيب الضرب الرابع من اعماله على متابعة الامر - 00:04:35
لكنها لغير الله تعالى هذا يقوم بما وجب عليه من الاوامر ويجتنب ما نهي عنه من النواهي لكنها اعمال في الصورة مجردة عن الروح وعن الاخلاص لله تعالى فليس فيها اخلاص هي - 00:04:54
وفق الامر لكنها مجردة عن حسن القصد وليس فيها قصد الله تعالى قال رحمه الله كطاعات المرائين الذين يعملون ليراهم الناس فالمراعي هو الذي يعمل ليرى المراعي هو كل من عمل ليرى - 00:05:15
قال وكالرجل يقاتل رياء وسمعة وحمية وشجاعة وللمغنم. هؤلاء كلهم لم يكونوا مخلصين لله تعالى. انما الاعمال الصالحة لمقاصد مختلفة. فمنهم من يقاتل رياء ليرى. ومنهم من يقاتل ليسمع به وانه مقاتل وانه شجاع. ومنهم من يقاتل حمية اي عصبية قومه او لمن يقاتل - 00:05:34
وشجاعة اي انه يقاتل شجاعته واقدامه اه فزعته لكنه لا يقاتل لله تعالى والمغنم اي ليحصل مكسبا دنيويا وهي المغانم التي يدركها ويحصلها من يحصلها من المقاتلين. قال ويحج ليقال اي يحج ليقال حاج ويقرأ اي العلم او القرآن ليقال اي قارئ ويعلم ويعلم ليقال يعلم - 00:06:03
ان يطلب العلم ويعلم اي يعلم اي يعلمه غيره ليقال انه معلم او او انه متعلم فهذه اعمال صالحة كلها اعمال صالحة لا شك لانها مما امر الله تعالى به ورسوله لكنها اعمال صالحة في ظاهرها واما في - 00:06:33
بحقيقتها وجوهرها فهي خالية من الصلاح. لانها قصدت اه لغير الله تعالى وكان المقصود فيها غيره جل وعلا. ولذلك قال رحمه الله لكنها غير مقبولة. فلا تقع موقع الرضا رب العالمين لانها على خلاف امر الله وامر رسوله. فان الله تعالى انما امر بالعمل ان يكون خالصا لوجهه. قال المؤلف رحمه الله - 00:06:53
في بيان سبب عدم قبولها قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما امروا اي لم يؤمروا بشيء الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين مخلصين له الدين اي مخلصين له العمل واخلاص العمل يكون باي شيء يكون بان يقصد وحده جل وعلا والا يقصد سواه - 00:07:19
بل ليس للعبد غرض في عمله الا الله جل وعلا. وادلة عدم قبول هذا النوع من العمل كثيرة. في الكتاب والسنة منها ما ذكر المؤلف رحمه الله ومن السنة ما في الصحيحين من حديث ما في ما في صحيح الامام مسلم من حديث العلا ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:07:44
قال قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري ها تركته وشركه بمعنى انه غير مقبول تركته شركه اي ترك هذا العمل فلم ينظر اليه ولم يقبله ولم يثب - 00:08:04
عليه هذا معنى الترك الترك يترتب عليه امور عدم الاثابة عدم القبول كل هذا مما يدخل في قوله تركته وشركه هذا من حيث حصول المقصود بالعمل المقصود بالعمل هو قبول الله تعالى وهو الاثابة على الاعمال. فهذا فاته المقصدان او المقصدان لما لم يكن عمله خالصا لله - 00:08:24
طيب هل يترتب عليه وزر او مؤاخذة؟ الجواب نعم. ويدل لذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث سليمان ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه يقول سليمان تفرق الناس عن ابي هريرة - 00:08:49
لعله كان في درس او او مسجد اجتمع عليه الناس فتفرقوا فقال له ناتل اهل الشام وهو من التابعين المعروفين حدثني حديثا سمعت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحدثه بالحديث المشهور الطويل الذي فيه خبر ثلاثة من الناس هم - 00:09:05
اول من يقضى عليهم يوم القيامة او يقضى فيهم يوم القيامة. قال قال ابو هريرة رضي الله عنه ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد رجل استشهد وهذا معناه انه فيما يظهر للناس انه مات مقتولا في سبيل الله - 00:09:25
مات في المعركة فاتي به يؤتى به الى الله تعالى فيعرفه نعمه وما من عليه من القوة والصحة والقدرة في البدن وما الى ذلك فمن سائر النعم. فيقول له جل وعلا فما عملت فيها؟ يعني اي شيء عملت في هذه النعم؟ يقول قاتلت فيك حتى استشهدت. فيقول الله جل - 00:09:45
وعلى كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء وقد قيء. فيؤمر به فيسحب فيلقى في النار نعوذ بالله من الخذلان تسحب على وجهه حتى يوقف النار. هذا من اعلى منه؟ ومن اكبر منه - 00:10:05
ومن اعظم فداء منه رجل قدم روحه ونفسه لله فيما يظهر للناس لكنه لم يكن خالصا آآ لله جل وعلا انما قصد رياء او سمعة او مغنم او شجاعة او حمية فيقال له في هذا الحديث يقول له الله جل وعلا انما - 00:10:19
قاتلت ليقال جريء اي مقدام وشجاع وقد قيل حصلت ما تريد في الدنيا فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار. وهذا فيه ان عدم الاخلاص ليس فقط فيه فوات الاجر والقبول. انما فيه الوزر والمؤاخذة لانه - 00:10:39
قد عمل لغير الله تعالى ظهرت صورته عند من يراه انه يريد الله ورسوله يريد الله تعالى والدار الاخرة والامر على خلاف ذلك ثاني من يقضى عليه ثاني من ذكره ابو هريرة رضي الله عنه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اول في اول الناس يقضى عليه الرجل الذي تعلم - 00:10:58
فتعلم العلم وقرأ القرآن وعلمه فيؤتى به فيعرفه نعمه فيقول فما عملت فيها ما اعطاه من الوقت والصحة حاول فهم والحفظ وما يتمكن به من سائر المعلومات فيقال له فما عملت فيها يقول تعلمت العلم وقرأت - 00:11:19
وعلمته فيك. فيقول الله تعالى انما فعلت ذلك انما تعلمت وعلمت وقرأت ليقال قارئ وقد قيل فيأمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار وثالث هؤلاء هو الرجل الذي وسع الله عليه - 00:11:39
واعطاه من اصناف المال فيؤتى به فيعرفه نعمه فيقول فما عملت فيها فيقول تصدقت وانفقت في سبيلك. فيقول الله تعالى انما تعد تصدقت ليقال كريم وقد قيل او يقال جواد وقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار نعوذ بالله - 00:11:56
الخذلان. اذا هذان الحديث ان يبينان ان من عمل العمل لغير الله تعالى وقصد غير وجه الله جل وعلا في عمله تهوى على سوءتين السوءة الاولى بوار العمل. وعدم قبوله. وانه يذهب هباء منثورا. وقدمنا الى ما عملوا من عمل - 00:12:19
فجعلناه هباء منثورا الثاني انه يؤاخذ بهذا العمل وهذا العمل لا يكون نجاة له انما يكون هلاكا له. قال الله تعالى ان المنافقين في ترك الاسفل من النار وهذا لماذا - 00:12:38
لكونهم اظهروا خلاف ما ابطنوه من الكفر بالله تعالى والتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه اضرب الناس وانواع اه العمال في هذه الدنيا منهم من يريد الله والدار الاخرة ويوفق الى الصواب في العمل - 00:12:52
يتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يتخلى عن الامرين ومنهم من يكون عنده اخلاص وليس عنده متابعة ومنهم من يكون عنده متابعة وموافقة للامر لكن ليس عنده اخلاص ارداهم واشدهم سوءا هم اولئك الذين تجردوا عن الاخلاص والعمل يليهم - 00:13:10
من اظهروا الطاعة وتخلف فيهم الاخلاص. ثم بعد ذلك الذين اخلصوا ولم يكن لهم عمل موافق للسنة. واعلى المراتب واشرفها وازكاها هم اولئك الذين حققوا المتابعة والاخلاص. قال رحمه الله فلم يؤمر الناس - 00:13:30
الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص المتابعة يعني للنبي صلى الله عليه وسلم والاخلاص يعني لله تعالى والاخلاص فيها. والقائم بهما اي في المتابعة والاخلاص هم اهل اياك نعبد واياك فنستعيذ هم المحققون لهذه الاية نسأل الله جل وعلا ان نكون منهم - 00:13:50
ثم قال المؤلف رحمه الله ثم اهل مقام اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق وهم في ذلك اربعة اصناف. الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها - 00:14:08
اشقها على النفوس واصعبها. قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها وهو حقيقة التعبد والاجر على قدر المشقة. ورأوا حديثا ليس له اصل. افضل الاعمال احمزها. اي اصعبها واشقها وهؤلاء هم ارباب المجاهدات والجور على النفوس. قالوا وانما تستقيم النفوس - 00:14:30
اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى الراحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل للمشاق. طيب هذا التقسيم الذي بدأه المؤلف رحمه الله هو بيان احوال المشتغلين بالعبادة. يعني الذين تعبد عندهم متابعة وعندهم اخلاص - 00:15:00
في اعمالهم ولهم اقبال على السنة وعلى الصدق مع الله تعالى. هؤلاء ما هي طرائقهم في العمل يعني ما هي افضل الاعمال بالنسبة لهذا الصنف. هؤلاء العمال على درجات ومراتب لهم احوال - 00:15:24
ولهم آآ اقوال في اي الاعمال افضل وفي ايها ارفع واعظمها اجرا. يقول ثم اهل مقام اياك نعبد المحققون للعبادة لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق يعني اربع سبل ومناهج يقول رحمه الله - 00:15:44
هم في ذلك اربعة اصناف الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها اذا هؤلاء رأوا ان افضل العمل ما كان شاقا على النفس ما كان صعبا ما كانت النفس تنفر منه نفرة - 00:16:04
واضحة وهو ما لا يلائم الطبع لان النفس انما تنفر مما لا يلائم الطلب ما يلائم الطبع ويوافق الطبع هذا لا تنفر منه الناس انما مع انه قد يؤجر عليه - 00:16:22
حتى ولو كان يوافق النفس مثاله اتيان الشهوة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوة شهوته ويقول له فيها اجر؟ فقال ارأيتم لو وضعها في حرام؟ فهذا مما يؤجر عليه الانسان وهو يوافق الطبع لكن ليس هذا افضل العمل - 00:16:33
لان افضل العمل عند اصحاب هذا الرأي هو ما كان مخالفا منافرا للطبيعة. يقول رحمه الله الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها. لماذا عللوا هذا القول بالتعليلات قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها - 00:16:53
هذا تعليم لانه مقابل للهوى الهوى اذا تخلص منه الانسان وتجرد وكان ابعد عنه كان ذلك احظ له في تحقيق العبودية لله تعالى. ولذلك قال وهو حقيقة التعبد يعني حقيقة التعبد الخروج عن مقتضى الهوى. قال والاجر على قدر - 00:17:15
شاقة الاجر على قدر المشقة. اذا عندنا تعليلان تعني الاول ابعد الاشياء عن الهوى الثاني ان الاجر على قدر المشقة تعللوا بهذين التعليلين. قال ورووا حديثا اي ذكروا حديثا استدلوا به ليس له اصل افضل الاعمال احمزها - 00:17:38
معنى ليس له اصل اي ليس له اسناد واضح وبين لان الاصل هو ما يبنى عليه غيره والاحاديث تبنى على الاسانيد فاذا لم يكن له اسناد قيل انه ايش لا اصل لا اصل له. اذا قالوا لا اصل له يعني ليس له اسناد يبنى عليه. ليس له اصل افضل الاعمال احمزها يعني اشدها واشقها ولذلك - 00:17:59
قال اي اصعبها واشقها هذا معنى احمزها. اذا ليس لهم دليل من من اه من الاثر انما دليلهم الان الذي سلم او الذي يعني اتضح هو استدلالهم بايش في المشقة في قوله ابعد الاشياء من هواها والاجر على قدر المشقة فاستدلوا بهذين التعليلين قال وهؤلاء هم ارباب المجاهرين - 00:18:24
هداك والجور على النفوس قالوا وانما تستقيم النفوس بذلك الطبع هذا كالتعليل الثالث انه النفوس تميل الى الكسل والقعود عن الطاعة والميل الى المعصية كون هذا العمل الذي هو اشق - 00:18:47
على النفس انفع لانه يحمل النفس على الخروج عن ما الفت وما تهوى وما تحب. فهذا كالترجمة يعني او كالتفصيل لقوله ابعد الاشياء عن هواها ويمكن ان يكون وجها مستقلا وانما تستقيم النفوس بذلك اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى - 00:19:06
راحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل المشاق هذا هو الصنف الاول طبعا هذا الذي ذكر يعني ليس بسليب وما تستدل به ليس بصحيح فان افضل الاعمال هو ما كان موافقا لامر الله وامر رسوله. واما المشقة فالمشقة ليست - 00:19:26
لذاتها قول والاجر على قدر المشقة ليس بصحيح ليس الاجر على مقدم المشقة لا يعني انه يشرع للانسان ان يقصد الاشق حتى يحصل الاجر الاكبر فان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. ثمان الشريعة بناؤها على ايش - 00:19:48
على المشقة والحرج والضيق او على اليسر والسماحة والسهولة. لا شك ان بناؤها على اليسر ما جعل الله عليكم في الدين من حرج يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فالشريعة بناؤها على اليسر لكن من التكاليف - 00:20:11
ما فيه مشقة من الطاعات ما فيه آآ صعوبة ففي هذه الحال يكون ما حصل من المشقة اعظم في الاجر لا لانه قصد الشاق لكن لان طبيعة العبادة شاقة وطبيعة التكليف شاق فمثلا الصوم في اليوم الصائب الشديد - 00:20:29
هذا مما يعظم به الاجر لكن هل نقول اذا صمت فاخرج الى الشمس واجلس في اماكن العطش حتى يعظم اجرك لان الاجر على قدر المشقة فرق بين هذا وذاك ابو اسرائيل لما نذر ان يقوم في - 00:20:50
ولا يجلس ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ مروه فليجلس. لانه ليس من مقصود الشريعة ان يتعرض الانسان لما فيه مشقة وعنى. انما المقصود الشرعي من العمل هو ان يكون على وفق امر الله ورسوله في المنشط والمكره فاذا كان في الامر مشقة تتعلق بطبيعة العمل - 00:21:07
فانه يؤجر على ما حصل له من مشقة. لكن لم يأمر الله ولم يأمر رسوله بان نقصد المشقة حتى تعظم اجورنا. واضح؟ حتى تعظم اجورنا فقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث عائشة اجرك على قدر نفقتك ونصبك اي تعبك هل هذا يعني انك - 00:21:27
تسرف في الانفاق حتى يعظم اجرك في العبادة؟ هل يعني هذا انك تسرف في تكلف المشاق حتى يعظم اجرك؟ لا. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة. فامر بالصدقة وجعل الصدقة مقيدة بان لا يسرف فيها الانسان. بان ينفق ما - 00:21:45
لا يستطيع او ينفق ما يلحقه فيه مضرة في النفقة اذا ليس قول المؤلف رحمه الله في سياقه استدلال الاستدلال لهذا الصنف والاجر على قدر المشقة هذا ليس على اطلاق - 00:22:06
انما هذا محمول على ايش اذا كانت طبيعة العمل شاقة اذا كانت طبيعة التكليف شاقة فان الاجر يعظم على قدر ما يلحق الانسان من المشقة اما تقصد المشقة هل هو مشروع - 00:22:21
ليس مشروع. والدليل على هذا ما ما يذكر من الادلة التي تقدمت والادلة غير ما تقدم مما يدل على يسر الشريعة وسماحتها نعم والصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان - 00:22:36
واطراح الاهتمام بها وعدم الاكتراث بما هو منها. ثم هؤلاء قسمان فعوام هم ظنوا ان هذا غاية فشمروا اليه وعملوا عليه. وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها - 00:22:57
وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره. وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى. والاستغراق وفي محبته والانابة اليه والتوكل عليه والاشتغال بمرضاته. فرأوا افضل العبادات دواما ذكره بالقلب واللسان ثم هؤلاء قسمان - 00:23:23
فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم التفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقاته ورد - 00:23:49
ثم هؤلاء ايضا قسمان منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته ومنهم من يقوم بها ويترك السنن والنوافل وتعلم العلم النافع لجمعيته. والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب - 00:24:18
فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء. طيب يقول الصنف الثاني هذه تقسيمات بعضها قام مندرج تحت بعض يقول رحمه الله والثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا. والتقلل منها غاية الامكان واضطراب - 00:24:40
الاهتمام بها وعدم الاكتراث لما لما هو منها. يعني الملخص الكلام هو التجرد والزهد عن الدنيا الزهد في الدنيا هو افضل العبادات هذا هو الصنف الثاني من المشتغلين بالعبادة من السالكين اياك نعبد - 00:25:00
ثم هؤلاء قسمان هؤلاء ينقسمون الى قسمين قسم جعلوا صورة الزهد مقصودة وهم منعمى العوام وقسم نفذوا الى مقصود الزهد يعني الزهد في ذاته وهو التقلل من الدنيا ليس مقصودا لذاته ليس المقصود ان تكون قليل ذات اليد من الدنيا - 00:25:18
تلبس الخشن من الثياب تظهر بمظهر الرث غير المكترث بالدنيا وقلبك متعلق بها العوام يقول ظنوا ان هذا غاية اي هذا مقصود وهو الزهد في الدنيا بان يظهر في صورة - 00:25:37
المتقلل منها ظنوا ان هذا هو ان هذا غاية يعني هو النهاية وهو المقصود فشمروا اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها - 00:25:53
فهؤلاء جعلوا الزهد هو الغاية والمنتهى الذي يسعى اليه. مع ان الحقيقة ان الزهد ليس غاية في ذاته انما هو وسيلة لان الزهد مقصوده ان يتجرد القلب عن كل صارف - 00:26:08
عن الله تعالى فلو كان الانسان قلبه ممتلئ بمحبة الله وفي يده الدنيا كلها كان افضل من الذي ليس في يده شيء وقلبه قد مال اليها وركن اليها سليمان اتاه الله ملكا لم يؤته احدا بعده ولم يؤته احدا من الناس - 00:26:23
مع ذلك كان في غاية العبودية لله جل وعلا فهو من الصفوة من الرسل والانبياء المصطفين صلى الله عليه وعلى سائر الانبياء وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره اصحاب هذا الصنف قسمان عوام جعلوا الزهد في ذاته مقصودا ومنهم من جعله غاية ووسيلة لغيره وان المقصود به عكوف - 00:26:44
القلب على الله عكوف القلب ايش معناه اي لزوم القلب ما يحبه الله فعكوف العكوف هنا بمعنى الملازمة ومنه الاعتكاف وهو لزوم المساجد قال عكوف القلب على الله تعالى وهو دوام ذكره والالتزام به جل وعلا وملازمة ما يأمر به. قال والاستغراق في محبته والانابة اليه والتوكل - 00:27:08
عليه والاشتغال بمرضاته فرأوا افضل العبادات دوام ذكره بالقلب واللسان ثم قال رحمه الله ثم هؤلاء قسمان هؤلاء قسمان العارفون وهم الذين اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم. المشتغلون بهذا النوع - 00:27:32
من التنسك والزهد والتعبد والتقلل من الدنيا يجدون لذته لا يجدها غيرهم لكن هذه قد يعارضها امر الله ورسوله فمثلا يرى ان دوام ذكره يجتمع قلبه على ربه جل وعلا فاذا دخل في مقام يحتاج - 00:27:52
الى امر وناهي امر بالمعروف ونهي عن المنكر يرى ان ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يفرق جمعيته يشوش قلبه بسبب ما يرد عليه من اذى الناس او ما يرد عليه من - 00:28:12
مجادلاتهم فهنا يأتي هؤلاء وينقسمون الى قسمين. هذا الصنف من الناس وهم من يرى الزهد وسيلة الى غيره وانه المقصود هو عكوف والقلب على الله تعالى قسمان. قسم منهم اذا جاء الامر والنهي - 00:28:22
ايش بادروا اليه وعملوا به ولو فرق جمعيتهم يعني ولو ترتب عليه تشويش للقلب. وقسم لا اهم ما عندهم هو ان يكون قلبهم مجتمعا على ذكر الله ومحبته ولو افضى هذا وادى الى ترك ما امر الله به ورسوله - 00:28:40
واضح ومثال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واضح يعني شخص الان تجلس مثلا جالس في المسجد يقرأ ويسبح ويهلل رأى منكر اذا اشتغل بإنكار المنكر فيشتغل او لا؟ مهما كان قلبه سينصرف عما هو فيه الى امر او نهي قد يترتب عليه مجادلة قد يترتب عليه - 00:28:58
قد يترتب عليها اذى وهذا سيفرقه عما لو كان منعزلا في مكان يسبح ويذكر الله تعالى لا شك انه الجمعية اللي هي اجتماع المعنى الجمعية اجتماع القلب على محبة الله وذكره وعبادته. فمن الناس من هؤلاء وهم العارفون - 00:29:18
يقول اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه اي سابقوا اليه وقاموا به ولو فرقهم يعني ولو كان ذلك يفضي الى انقطاع هذه اللذة التي يجدونها في قلوبهم من الانس بالله والاقبال على ذكره وعبادته. قال واذهب جمعيته. واما المنحرفون عن الصراط المستقيم فهم - 00:29:34
الذين يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم يلتفت اليه ولو كان في ذلك ايش لو كان في ذلك تضييع امر الله وامر رسوله ويقولون يطالب بالاوراد من كان غافلا - 00:29:58
فكيف بقلب كل اوقاته ورد؟ فيقولون اذا كان القلب مجتمع على الله فما حاجة خلاص ولو كان ذلك يؤدي الى ظياع ما امر الله به ورسوله. آآ يقول ثم هؤلاء قسمان يعني - 00:30:13
هؤلاء المنحرفون في انحرافهم على درجتين. الدرجة الاولى الذين من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته وهؤلاء غلاة الصوفية الذين يفضي بهم الامر الى اسقاط الامر والنهي اسقاط الشريعة لاجل ان قلبه مجتمع على الله - 00:30:31
في الصوامع وفي الاديرة وفي الخلوات وفي رؤوس الجبال تجد احدهم لا يغتسل ولا يصلي ولا يقيم فرض يقول انا بمجتمع على الله تعالى الذهاب الى الجماعات حضور الجمع القيام بما امر الله تعالى به من الواجبات يفرق قلبي والمقصود هو جمعية القلب فكيف ما حصلت - 00:30:50
جمعية القلب كان ذلك هو المقصود. القسم الثاني من يقوم بها يعني يقوم بالواجبات لكن يترك السنن والنوافل وتعلم العلم النافع لاجل ان قلبه وقلبه على هذا الذكر وهذه الاوجدة التي يجدها قلبه بتفرغه عن سائر ما امر - 00:31:12
الله تعالى به ورسوله قال والحق ان الجمعية يعني الان المؤلف يقول ان هؤلاء حقيقة ما عبدوا الله انما عبدوا اهواءهم لان الجمعية وهي اللذة التي يدركها الانسان بالتفرغ بالتفرغ على الناس والاشتغال بنفسه وترك ما امر الله به ورسوله هذه الجمعية حظ القلب ايضا - 00:31:32
نصيبه واجابة داع الله حق الرب والواجب ان يقدم العبد حظ النفس او حق الرب الواجب ان يقدم حق الرب ولو كان في ذلك فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس في العبادة فليس من العبادة في شيء لانه انما اتبع هواه وسلك - 00:31:52
شهوة نفسه ولم يقم بما امر الله به. نحن يا اخواني قد لا نتصور هذا كيف يكون هذا القلب مجتمع على الله ويكون ها على هذه الحال؟ لكن من عرف الطرق - 00:32:12
الصوفية الضلالات البدعية يرى هذا ويشهده في اقوالهم واعمالهم واحوالهم يرى قلف الامر والنهي في مقابل ان القلب يجتمع وان المقصود هو صلاح القلب ولو كان صلاح القلب بمخالفة امر الله ورسوله واعلم انه لا - 00:32:22
يمكن ان يصلح القلب صلاحا تاما الا بامتثال امر الله ورسوله. فانه الصلاح ولو كان في الظاهر ان غيره هو الذي يصلح به قلب العبد. الصنف الثالث الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيها نفع متعد. فرأوه افضل من النفع القاصر - 00:32:42
فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم. ومساعدتهم بالجاه والمال النفع افضل لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيار الله واحب الى الله انفعهم لعياله قالوا وعمل العابد قاصر على نفسه. وعمل النافع متعد الى الغير. فاين احدهما من - 00:33:04
ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. فالمؤلف رحمه الله في سياق في بيان افضل مراتب العبودية واعلاها وذكر انهم اربعة طرق الناس في في افضل العبادات وافضل الطاعات اربعة طرق. الطريق الاول طريق من عنده ان افضل العبادات - 00:33:36
اشقها والثاني طريق من ها الزهد من غلب جانب الزهد والتجرد من الدنيا والتقلل منها الطريقة الثالث روى ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعدد العبادات من حيث منفعتها تنقسم الى قسمين اي من حيث ثمارها واثارها تنقسم الى قسمين عبادات يكون النفس فيها فيها عائدا الى العامر - 00:34:04
واخرى يكون النفع فيها عائدا على العامل وعلى غيره على العامل اجرا ومثوبة وعلى غيره تحصيلا لمصلحة او دفع لمفسدة يقول رحمه الله هذا الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعد. اي غلبوا جانب العبادات التي يصل نفعها الى الغير - 00:34:29
كتعليم العلم والجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقات وسائر الاعمال التي يكون المنتفع فيها طرف خارج عن لسانه. اما القسم الاول مثل الصلاة مثل الصوم ومثل الذكر باللسان والقلب. فان هذا ينتفع به - 00:34:57
في نفسه واما غيره فانه لا يجري من هذه العبادة فاذا مباشرة. لا يجري من هذه العبادة فائدة مباشرة. يقول رحمه الله فرأوه افضل من النفع القاصر كالصلاة مثلا فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالجاه والمال والنفع - 00:35:17
افضل من العبادات التي يكون نفعها قاصرا طبعا هذا كله بعد الفراغ من ايش الواجبات كما نبهنا في اول البحث الكلام فيما زاد على الواجب من العبادات نعم يقول رحمه الله لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله احبهم الى الله انفعهم لعياله. هذا الحديث جاء من طرق - 00:35:37
عن انس بن مالك رضي الله عنه ولكنها طرق ضعيفة لا يصح منها شيء. في الحديث ضعيف من حيث الاسانيد فانه ليس له اه طريق مستقيم. واما من حيث المعنى - 00:36:04
فالمعنى ليس مشكلة لان بعض الناس يستشكل هذا المعنى يقول كيف عيال الله؟ والله تعالى ليس له صاحبة ولا ولد يقول العيال هنا ليس المقصود بهم الاولاد انما المقصود من يعولهم الانسان او من يعولهم الشخص - 00:36:18
فقوله الخلق عيال الله اي ان الله تعالى قائم بحوائجهم عائل لهم فلو لم يقم بهم ويقم بمصالحهم لهلكوا وهذا من معاني اسمه جل وعلا الصمد وهو من معاني قول الله تعالى فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت - 00:36:33
فالعيال هنا اي المفتقرين المحتاجين الذين لا تقوم مصالحهم الا بالله تعالى فالخلق كلهم محتاجون الى الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. هذا معنى - 00:36:51
قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخلق عيار الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله. لكن لما كان غالب استعمال الناس في العيال انهم الاولاد هذه الكلمات يتبادر اليها ان المراد بالحديث اولاد وهذا ليس بصحيح - 00:37:07
هذا لا ليس مرادا وهذا المعنى انما هو معنى اصطلاح عرفي ظيق اصطلح عليه بعظ الناس والا فاللغة اوسع من هذا واشمل يدخل في العيال كل من يعوله الانسان من والد وولد زوجة بل حتى اذا كان له بهيمة - 00:37:23
يعولهم فهي من عياله وكذلك اذا كان يعول الاسر ويقوم عليهم فهم من عياله ولو لم يتصل بهم نسب او يتصل بهم طيب قالوا وعمل العبد قاصر على نفسه هذي اللي في الموازنة بين العمل المتعدي والعمل اللازم. والعمل اللازم. قال وعمل النفاع متعد الى الغير. فان احدهما من الاخر. ولهذا - 00:37:43
فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاستدلالات التي استدلوا بها على ان العمل المتعدي افضل من العمل اللازم يقول رحمه الله - 00:38:08
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر عام وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا - 00:38:25
وقال ان الله وملائكته يصلون على معلم الخير. وقال ان العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها قالوا وصاحب العبادة اذا مات انقطع عمله. وصاحب النفع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب - 00:38:45
فيه والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك النفر الذين هموا بالانقطاع بالانقطاع والتعبد - 00:39:15
ترك مخالطة الناس ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من الجمعية على الله بدون لذلك قالوا ومن ذلك العلم والتعلم ونحو هذه الامور الفاضلة. طيب اه المؤلف رحمه الله - 00:39:45
ذكر في اول ما ذكر قول هذا الصنف وهو تقديم العمل المتعدي على العمل القاصر وذكر لذلك ثلاثة اوجه استدلوا الوجه الاول وما ذكرناه قبل قليل. ان العمل المتعدي نفعه - 00:40:06
يصل الى الغير والعمل القاصر لا ينتفع به الا الانسان نفسه وفرق بينما كانت دائرة النفل فيه متسعة وبينما كانت دائرة النفي فيه ضيقة لا تتجاوز الانسان نفسه واستدل لذلك باوجه اول ما ذكر ذكر العالم على العابد فالعالم انما فضل العابد بكون ما يحمله - 00:40:23
حفظ للشريعة وتبليغ لدين الله تعالى قيام دلالة الخلق على الله تعالى وهذا كله متعدي. واما العابد يشتغل بصلاة وذكر وعبادة وصيام ولكن هذا لا لا يتجاوز فيه النفع العابد نفسه - 00:40:49
يقول رحمه الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاستدلال لهذا الوجه فقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم اي الابل الحمر؟ نعم هي الابل - 00:41:08
والحمر هنا لونها جمع احمر والذكر لهذا الصنف من المال لانه انفس الاموال العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فانفس اموال العرب هو هذا الصنف من المال. ولذلك ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وبين ان الاشتغال بهداية الخلق - 00:41:23
آآ وحصول هذه الهداية في رجل واحد اعظم نفعا للانسان من ملك آآ ما في الدنيا من حمر النعم. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:41:43
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:00:00
الضرب الثالث من هو مخلص في اعماله؟ لكنها على غير متابعة الامر كجهال العباد منتسبين الى الزهد والفقر وكل من عبد الله على غير مراده. والشأن ليس في عبادة الله فقط بل - 00:00:28
في عبادة الله كما اراد الله ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ويرى ذلك قربة مواصلة صوم النهار بالليل قربة. وان صيام يوم الفطر قربة وامثال ذلك. هؤلاء عندهم اخلاص - 00:00:48
يعني لهم قصد بالتقرب الى الله تعالى فلا يقصدون بالعمل سواه جل وعلا. لكنهم قصدوا على غير وجهة. بان سلكوا طرقا لا توصل الى الى الله تعالى وسبلا خارجة عن سبل الهدى وسبل السلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم. من هو مخلص في اعماله من حيث - 00:01:08
لكنها على غير متابعة الامر ثم قال كجهال العباد والمنتسبين الى الزهد والفقر وكل وكل من عبد الله على غير مراده يعني على غير ما طلبه منه شرعا فالمراد هنا المقصود الارادة الشرعية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول والشأن - 00:01:32
ليس في عبادة الله فقط الامر المهم ليس في عبادة الله فقط بل في عبادة الله كما اراد الله فان الله تعالى يعني بعث الرسل بامرين الامر الاول الا يعبدوا الا اياه - 00:01:55
والامر الثاني ان يعبدوه بما شرع اي بما جاءت به الرسل فمن خرج عن هاتين القاعدتين فقد انخرم ما طلبه الله تعالى منه. ولم يتحقق له ليل مرضات الله جل وعلا - 00:02:13
ولذلك الشهادة التي يدخل بها الانسان دائرة الاسلام هي اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فالاولى فيها الا يعبد الا الله تعالى والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها الا يعبد الا - 00:02:29
بما شرع الله تعالى على عن طريق هذا الرسول الذي بلغ الناس ما شرعه الله لهم وامرهم به. قال رحمه الله ومنهم هذا تمثيل لهؤلاء ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة - 00:02:47
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم. فلا يكونن من الغافلين ثم قال ويرى ذلك قربة يعني يتقرب الى الله بمخالفة شرعه. ويرى مواصلة صوم النهار بالليل قربى ويخالف ما امر - 00:03:02
منهى عن النبي صلى الله عليه وسلم عنه من المواصلة. وان صيام يوم الفطر قربة ويخالف ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر وامثال ذلك هؤلاء لهم قصد وليس لهم صواب في العمل ولا اه متابعة للسنة فيدخلون لهم نصيب وافر من قول النبي - 00:03:21
صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ثم يقول المؤلف رحمه الله لكنها لغير الله تعالى كطاعات المرائين وكالرجل يقاتل الرياء وسمعة وحمية وشجاعة وللمغنم - 00:03:41
ويحج ليقال ويقرأ ليقال ويعلم ويعلم ليقال فهذه اعمال صالحة لكن ها غير مقبولة. قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء يؤمر الناس الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص فيها. والقائم بهما هم اهل اياك نعبد واياك - 00:04:05
نستعين يقول رحمه الله في ذكر اصناف الناس في تحقيق العبودية والاستعانة بالله جل وعلا يقول الضرب الرابع وهذا الصنف هو الصنف الرابع انتهينا من الصنف الثالث تكلمنا عليه طيب الضرب الرابع من اعماله على متابعة الامر - 00:04:35
لكنها لغير الله تعالى هذا يقوم بما وجب عليه من الاوامر ويجتنب ما نهي عنه من النواهي لكنها اعمال في الصورة مجردة عن الروح وعن الاخلاص لله تعالى فليس فيها اخلاص هي - 00:04:54
وفق الامر لكنها مجردة عن حسن القصد وليس فيها قصد الله تعالى قال رحمه الله كطاعات المرائين الذين يعملون ليراهم الناس فالمراعي هو الذي يعمل ليرى المراعي هو كل من عمل ليرى - 00:05:15
قال وكالرجل يقاتل رياء وسمعة وحمية وشجاعة وللمغنم. هؤلاء كلهم لم يكونوا مخلصين لله تعالى. انما الاعمال الصالحة لمقاصد مختلفة. فمنهم من يقاتل رياء ليرى. ومنهم من يقاتل ليسمع به وانه مقاتل وانه شجاع. ومنهم من يقاتل حمية اي عصبية قومه او لمن يقاتل - 00:05:34
وشجاعة اي انه يقاتل شجاعته واقدامه اه فزعته لكنه لا يقاتل لله تعالى والمغنم اي ليحصل مكسبا دنيويا وهي المغانم التي يدركها ويحصلها من يحصلها من المقاتلين. قال ويحج ليقال اي يحج ليقال حاج ويقرأ اي العلم او القرآن ليقال اي قارئ ويعلم ويعلم ليقال يعلم - 00:06:03
ان يطلب العلم ويعلم اي يعلم اي يعلمه غيره ليقال انه معلم او او انه متعلم فهذه اعمال صالحة كلها اعمال صالحة لا شك لانها مما امر الله تعالى به ورسوله لكنها اعمال صالحة في ظاهرها واما في - 00:06:33
بحقيقتها وجوهرها فهي خالية من الصلاح. لانها قصدت اه لغير الله تعالى وكان المقصود فيها غيره جل وعلا. ولذلك قال رحمه الله لكنها غير مقبولة. فلا تقع موقع الرضا رب العالمين لانها على خلاف امر الله وامر رسوله. فان الله تعالى انما امر بالعمل ان يكون خالصا لوجهه. قال المؤلف رحمه الله - 00:06:53
في بيان سبب عدم قبولها قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما امروا اي لم يؤمروا بشيء الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين مخلصين له الدين اي مخلصين له العمل واخلاص العمل يكون باي شيء يكون بان يقصد وحده جل وعلا والا يقصد سواه - 00:07:19
بل ليس للعبد غرض في عمله الا الله جل وعلا. وادلة عدم قبول هذا النوع من العمل كثيرة. في الكتاب والسنة منها ما ذكر المؤلف رحمه الله ومن السنة ما في الصحيحين من حديث ما في ما في صحيح الامام مسلم من حديث العلا ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:07:44
قال قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري ها تركته وشركه بمعنى انه غير مقبول تركته شركه اي ترك هذا العمل فلم ينظر اليه ولم يقبله ولم يثب - 00:08:04
عليه هذا معنى الترك الترك يترتب عليه امور عدم الاثابة عدم القبول كل هذا مما يدخل في قوله تركته وشركه هذا من حيث حصول المقصود بالعمل المقصود بالعمل هو قبول الله تعالى وهو الاثابة على الاعمال. فهذا فاته المقصدان او المقصدان لما لم يكن عمله خالصا لله - 00:08:24
طيب هل يترتب عليه وزر او مؤاخذة؟ الجواب نعم. ويدل لذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث سليمان ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه يقول سليمان تفرق الناس عن ابي هريرة - 00:08:49
لعله كان في درس او او مسجد اجتمع عليه الناس فتفرقوا فقال له ناتل اهل الشام وهو من التابعين المعروفين حدثني حديثا سمعت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحدثه بالحديث المشهور الطويل الذي فيه خبر ثلاثة من الناس هم - 00:09:05
اول من يقضى عليهم يوم القيامة او يقضى فيهم يوم القيامة. قال قال ابو هريرة رضي الله عنه ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد رجل استشهد وهذا معناه انه فيما يظهر للناس انه مات مقتولا في سبيل الله - 00:09:25
مات في المعركة فاتي به يؤتى به الى الله تعالى فيعرفه نعمه وما من عليه من القوة والصحة والقدرة في البدن وما الى ذلك فمن سائر النعم. فيقول له جل وعلا فما عملت فيها؟ يعني اي شيء عملت في هذه النعم؟ يقول قاتلت فيك حتى استشهدت. فيقول الله جل - 00:09:45
وعلى كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء وقد قيء. فيؤمر به فيسحب فيلقى في النار نعوذ بالله من الخذلان تسحب على وجهه حتى يوقف النار. هذا من اعلى منه؟ ومن اكبر منه - 00:10:05
ومن اعظم فداء منه رجل قدم روحه ونفسه لله فيما يظهر للناس لكنه لم يكن خالصا آآ لله جل وعلا انما قصد رياء او سمعة او مغنم او شجاعة او حمية فيقال له في هذا الحديث يقول له الله جل وعلا انما - 00:10:19
قاتلت ليقال جريء اي مقدام وشجاع وقد قيل حصلت ما تريد في الدنيا فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار. وهذا فيه ان عدم الاخلاص ليس فقط فيه فوات الاجر والقبول. انما فيه الوزر والمؤاخذة لانه - 00:10:39
قد عمل لغير الله تعالى ظهرت صورته عند من يراه انه يريد الله ورسوله يريد الله تعالى والدار الاخرة والامر على خلاف ذلك ثاني من يقضى عليه ثاني من ذكره ابو هريرة رضي الله عنه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اول في اول الناس يقضى عليه الرجل الذي تعلم - 00:10:58
فتعلم العلم وقرأ القرآن وعلمه فيؤتى به فيعرفه نعمه فيقول فما عملت فيها ما اعطاه من الوقت والصحة حاول فهم والحفظ وما يتمكن به من سائر المعلومات فيقال له فما عملت فيها يقول تعلمت العلم وقرأت - 00:11:19
وعلمته فيك. فيقول الله تعالى انما فعلت ذلك انما تعلمت وعلمت وقرأت ليقال قارئ وقد قيل فيأمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار وثالث هؤلاء هو الرجل الذي وسع الله عليه - 00:11:39
واعطاه من اصناف المال فيؤتى به فيعرفه نعمه فيقول فما عملت فيها فيقول تصدقت وانفقت في سبيلك. فيقول الله تعالى انما تعد تصدقت ليقال كريم وقد قيل او يقال جواد وقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار نعوذ بالله - 00:11:56
الخذلان. اذا هذان الحديث ان يبينان ان من عمل العمل لغير الله تعالى وقصد غير وجه الله جل وعلا في عمله تهوى على سوءتين السوءة الاولى بوار العمل. وعدم قبوله. وانه يذهب هباء منثورا. وقدمنا الى ما عملوا من عمل - 00:12:19
فجعلناه هباء منثورا الثاني انه يؤاخذ بهذا العمل وهذا العمل لا يكون نجاة له انما يكون هلاكا له. قال الله تعالى ان المنافقين في ترك الاسفل من النار وهذا لماذا - 00:12:38
لكونهم اظهروا خلاف ما ابطنوه من الكفر بالله تعالى والتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه اضرب الناس وانواع اه العمال في هذه الدنيا منهم من يريد الله والدار الاخرة ويوفق الى الصواب في العمل - 00:12:52
يتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يتخلى عن الامرين ومنهم من يكون عنده اخلاص وليس عنده متابعة ومنهم من يكون عنده متابعة وموافقة للامر لكن ليس عنده اخلاص ارداهم واشدهم سوءا هم اولئك الذين تجردوا عن الاخلاص والعمل يليهم - 00:13:10
من اظهروا الطاعة وتخلف فيهم الاخلاص. ثم بعد ذلك الذين اخلصوا ولم يكن لهم عمل موافق للسنة. واعلى المراتب واشرفها وازكاها هم اولئك الذين حققوا المتابعة والاخلاص. قال رحمه الله فلم يؤمر الناس - 00:13:30
الا بالعبادة على المتابعة والاخلاص المتابعة يعني للنبي صلى الله عليه وسلم والاخلاص يعني لله تعالى والاخلاص فيها. والقائم بهما اي في المتابعة والاخلاص هم اهل اياك نعبد واياك فنستعيذ هم المحققون لهذه الاية نسأل الله جل وعلا ان نكون منهم - 00:13:50
ثم قال المؤلف رحمه الله ثم اهل مقام اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق وهم في ذلك اربعة اصناف. الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها - 00:14:08
اشقها على النفوس واصعبها. قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها وهو حقيقة التعبد والاجر على قدر المشقة. ورأوا حديثا ليس له اصل. افضل الاعمال احمزها. اي اصعبها واشقها وهؤلاء هم ارباب المجاهدات والجور على النفوس. قالوا وانما تستقيم النفوس - 00:14:30
اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى الراحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل للمشاق. طيب هذا التقسيم الذي بدأه المؤلف رحمه الله هو بيان احوال المشتغلين بالعبادة. يعني الذين تعبد عندهم متابعة وعندهم اخلاص - 00:15:00
في اعمالهم ولهم اقبال على السنة وعلى الصدق مع الله تعالى. هؤلاء ما هي طرائقهم في العمل يعني ما هي افضل الاعمال بالنسبة لهذا الصنف. هؤلاء العمال على درجات ومراتب لهم احوال - 00:15:24
ولهم آآ اقوال في اي الاعمال افضل وفي ايها ارفع واعظمها اجرا. يقول ثم اهل مقام اياك نعبد المحققون للعبادة لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق يعني اربع سبل ومناهج يقول رحمه الله - 00:15:44
هم في ذلك اربعة اصناف الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها اذا هؤلاء رأوا ان افضل العمل ما كان شاقا على النفس ما كان صعبا ما كانت النفس تنفر منه نفرة - 00:16:04
واضحة وهو ما لا يلائم الطبع لان النفس انما تنفر مما لا يلائم الطلب ما يلائم الطبع ويوافق الطبع هذا لا تنفر منه الناس انما مع انه قد يؤجر عليه - 00:16:22
حتى ولو كان يوافق النفس مثاله اتيان الشهوة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوة شهوته ويقول له فيها اجر؟ فقال ارأيتم لو وضعها في حرام؟ فهذا مما يؤجر عليه الانسان وهو يوافق الطبع لكن ليس هذا افضل العمل - 00:16:33
لان افضل العمل عند اصحاب هذا الرأي هو ما كان مخالفا منافرا للطبيعة. يقول رحمه الله الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها. لماذا عللوا هذا القول بالتعليلات قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها - 00:16:53
هذا تعليم لانه مقابل للهوى الهوى اذا تخلص منه الانسان وتجرد وكان ابعد عنه كان ذلك احظ له في تحقيق العبودية لله تعالى. ولذلك قال وهو حقيقة التعبد يعني حقيقة التعبد الخروج عن مقتضى الهوى. قال والاجر على قدر - 00:17:15
شاقة الاجر على قدر المشقة. اذا عندنا تعليلان تعني الاول ابعد الاشياء عن الهوى الثاني ان الاجر على قدر المشقة تعللوا بهذين التعليلين. قال ورووا حديثا اي ذكروا حديثا استدلوا به ليس له اصل افضل الاعمال احمزها - 00:17:38
معنى ليس له اصل اي ليس له اسناد واضح وبين لان الاصل هو ما يبنى عليه غيره والاحاديث تبنى على الاسانيد فاذا لم يكن له اسناد قيل انه ايش لا اصل لا اصل له. اذا قالوا لا اصل له يعني ليس له اسناد يبنى عليه. ليس له اصل افضل الاعمال احمزها يعني اشدها واشقها ولذلك - 00:17:59
قال اي اصعبها واشقها هذا معنى احمزها. اذا ليس لهم دليل من من اه من الاثر انما دليلهم الان الذي سلم او الذي يعني اتضح هو استدلالهم بايش في المشقة في قوله ابعد الاشياء من هواها والاجر على قدر المشقة فاستدلوا بهذين التعليلين قال وهؤلاء هم ارباب المجاهرين - 00:18:24
هداك والجور على النفوس قالوا وانما تستقيم النفوس بذلك الطبع هذا كالتعليل الثالث انه النفوس تميل الى الكسل والقعود عن الطاعة والميل الى المعصية كون هذا العمل الذي هو اشق - 00:18:47
على النفس انفع لانه يحمل النفس على الخروج عن ما الفت وما تهوى وما تحب. فهذا كالترجمة يعني او كالتفصيل لقوله ابعد الاشياء عن هواها ويمكن ان يكون وجها مستقلا وانما تستقيم النفوس بذلك اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى - 00:19:06
راحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل المشاق هذا هو الصنف الاول طبعا هذا الذي ذكر يعني ليس بسليب وما تستدل به ليس بصحيح فان افضل الاعمال هو ما كان موافقا لامر الله وامر رسوله. واما المشقة فالمشقة ليست - 00:19:26
لذاتها قول والاجر على قدر المشقة ليس بصحيح ليس الاجر على مقدم المشقة لا يعني انه يشرع للانسان ان يقصد الاشق حتى يحصل الاجر الاكبر فان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. ثمان الشريعة بناؤها على ايش - 00:19:48
على المشقة والحرج والضيق او على اليسر والسماحة والسهولة. لا شك ان بناؤها على اليسر ما جعل الله عليكم في الدين من حرج يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فالشريعة بناؤها على اليسر لكن من التكاليف - 00:20:11
ما فيه مشقة من الطاعات ما فيه آآ صعوبة ففي هذه الحال يكون ما حصل من المشقة اعظم في الاجر لا لانه قصد الشاق لكن لان طبيعة العبادة شاقة وطبيعة التكليف شاق فمثلا الصوم في اليوم الصائب الشديد - 00:20:29
هذا مما يعظم به الاجر لكن هل نقول اذا صمت فاخرج الى الشمس واجلس في اماكن العطش حتى يعظم اجرك لان الاجر على قدر المشقة فرق بين هذا وذاك ابو اسرائيل لما نذر ان يقوم في - 00:20:50
ولا يجلس ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ مروه فليجلس. لانه ليس من مقصود الشريعة ان يتعرض الانسان لما فيه مشقة وعنى. انما المقصود الشرعي من العمل هو ان يكون على وفق امر الله ورسوله في المنشط والمكره فاذا كان في الامر مشقة تتعلق بطبيعة العمل - 00:21:07
فانه يؤجر على ما حصل له من مشقة. لكن لم يأمر الله ولم يأمر رسوله بان نقصد المشقة حتى تعظم اجورنا. واضح؟ حتى تعظم اجورنا فقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث عائشة اجرك على قدر نفقتك ونصبك اي تعبك هل هذا يعني انك - 00:21:27
تسرف في الانفاق حتى يعظم اجرك في العبادة؟ هل يعني هذا انك تسرف في تكلف المشاق حتى يعظم اجرك؟ لا. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة. فامر بالصدقة وجعل الصدقة مقيدة بان لا يسرف فيها الانسان. بان ينفق ما - 00:21:45
لا يستطيع او ينفق ما يلحقه فيه مضرة في النفقة اذا ليس قول المؤلف رحمه الله في سياقه استدلال الاستدلال لهذا الصنف والاجر على قدر المشقة هذا ليس على اطلاق - 00:22:06
انما هذا محمول على ايش اذا كانت طبيعة العمل شاقة اذا كانت طبيعة التكليف شاقة فان الاجر يعظم على قدر ما يلحق الانسان من المشقة اما تقصد المشقة هل هو مشروع - 00:22:21
ليس مشروع. والدليل على هذا ما ما يذكر من الادلة التي تقدمت والادلة غير ما تقدم مما يدل على يسر الشريعة وسماحتها نعم والصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان - 00:22:36
واطراح الاهتمام بها وعدم الاكتراث بما هو منها. ثم هؤلاء قسمان فعوام هم ظنوا ان هذا غاية فشمروا اليه وعملوا عليه. وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها - 00:22:57
وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره. وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى. والاستغراق وفي محبته والانابة اليه والتوكل عليه والاشتغال بمرضاته. فرأوا افضل العبادات دواما ذكره بالقلب واللسان ثم هؤلاء قسمان - 00:23:23
فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم التفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقاته ورد - 00:23:49
ثم هؤلاء ايضا قسمان منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته ومنهم من يقوم بها ويترك السنن والنوافل وتعلم العلم النافع لجمعيته. والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب - 00:24:18
فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء. طيب يقول الصنف الثاني هذه تقسيمات بعضها قام مندرج تحت بعض يقول رحمه الله والثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا. والتقلل منها غاية الامكان واضطراب - 00:24:40
الاهتمام بها وعدم الاكتراث لما لما هو منها. يعني الملخص الكلام هو التجرد والزهد عن الدنيا الزهد في الدنيا هو افضل العبادات هذا هو الصنف الثاني من المشتغلين بالعبادة من السالكين اياك نعبد - 00:25:00
ثم هؤلاء قسمان هؤلاء ينقسمون الى قسمين قسم جعلوا صورة الزهد مقصودة وهم منعمى العوام وقسم نفذوا الى مقصود الزهد يعني الزهد في ذاته وهو التقلل من الدنيا ليس مقصودا لذاته ليس المقصود ان تكون قليل ذات اليد من الدنيا - 00:25:18
تلبس الخشن من الثياب تظهر بمظهر الرث غير المكترث بالدنيا وقلبك متعلق بها العوام يقول ظنوا ان هذا غاية اي هذا مقصود وهو الزهد في الدنيا بان يظهر في صورة - 00:25:37
المتقلل منها ظنوا ان هذا هو ان هذا غاية يعني هو النهاية وهو المقصود فشمروا اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها - 00:25:53
فهؤلاء جعلوا الزهد هو الغاية والمنتهى الذي يسعى اليه. مع ان الحقيقة ان الزهد ليس غاية في ذاته انما هو وسيلة لان الزهد مقصوده ان يتجرد القلب عن كل صارف - 00:26:08
عن الله تعالى فلو كان الانسان قلبه ممتلئ بمحبة الله وفي يده الدنيا كلها كان افضل من الذي ليس في يده شيء وقلبه قد مال اليها وركن اليها سليمان اتاه الله ملكا لم يؤته احدا بعده ولم يؤته احدا من الناس - 00:26:23
مع ذلك كان في غاية العبودية لله جل وعلا فهو من الصفوة من الرسل والانبياء المصطفين صلى الله عليه وعلى سائر الانبياء وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره اصحاب هذا الصنف قسمان عوام جعلوا الزهد في ذاته مقصودا ومنهم من جعله غاية ووسيلة لغيره وان المقصود به عكوف - 00:26:44
القلب على الله عكوف القلب ايش معناه اي لزوم القلب ما يحبه الله فعكوف العكوف هنا بمعنى الملازمة ومنه الاعتكاف وهو لزوم المساجد قال عكوف القلب على الله تعالى وهو دوام ذكره والالتزام به جل وعلا وملازمة ما يأمر به. قال والاستغراق في محبته والانابة اليه والتوكل - 00:27:08
عليه والاشتغال بمرضاته فرأوا افضل العبادات دوام ذكره بالقلب واللسان ثم قال رحمه الله ثم هؤلاء قسمان هؤلاء قسمان العارفون وهم الذين اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم. المشتغلون بهذا النوع - 00:27:32
من التنسك والزهد والتعبد والتقلل من الدنيا يجدون لذته لا يجدها غيرهم لكن هذه قد يعارضها امر الله ورسوله فمثلا يرى ان دوام ذكره يجتمع قلبه على ربه جل وعلا فاذا دخل في مقام يحتاج - 00:27:52
الى امر وناهي امر بالمعروف ونهي عن المنكر يرى ان ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يفرق جمعيته يشوش قلبه بسبب ما يرد عليه من اذى الناس او ما يرد عليه من - 00:28:12
مجادلاتهم فهنا يأتي هؤلاء وينقسمون الى قسمين. هذا الصنف من الناس وهم من يرى الزهد وسيلة الى غيره وانه المقصود هو عكوف والقلب على الله تعالى قسمان. قسم منهم اذا جاء الامر والنهي - 00:28:22
ايش بادروا اليه وعملوا به ولو فرق جمعيتهم يعني ولو ترتب عليه تشويش للقلب. وقسم لا اهم ما عندهم هو ان يكون قلبهم مجتمعا على ذكر الله ومحبته ولو افضى هذا وادى الى ترك ما امر الله به ورسوله - 00:28:40
واضح ومثال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واضح يعني شخص الان تجلس مثلا جالس في المسجد يقرأ ويسبح ويهلل رأى منكر اذا اشتغل بإنكار المنكر فيشتغل او لا؟ مهما كان قلبه سينصرف عما هو فيه الى امر او نهي قد يترتب عليه مجادلة قد يترتب عليه - 00:28:58
قد يترتب عليها اذى وهذا سيفرقه عما لو كان منعزلا في مكان يسبح ويذكر الله تعالى لا شك انه الجمعية اللي هي اجتماع المعنى الجمعية اجتماع القلب على محبة الله وذكره وعبادته. فمن الناس من هؤلاء وهم العارفون - 00:29:18
يقول اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه اي سابقوا اليه وقاموا به ولو فرقهم يعني ولو كان ذلك يفضي الى انقطاع هذه اللذة التي يجدونها في قلوبهم من الانس بالله والاقبال على ذكره وعبادته. قال واذهب جمعيته. واما المنحرفون عن الصراط المستقيم فهم - 00:29:34
الذين يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم يلتفت اليه ولو كان في ذلك ايش لو كان في ذلك تضييع امر الله وامر رسوله ويقولون يطالب بالاوراد من كان غافلا - 00:29:58
فكيف بقلب كل اوقاته ورد؟ فيقولون اذا كان القلب مجتمع على الله فما حاجة خلاص ولو كان ذلك يؤدي الى ظياع ما امر الله به ورسوله. آآ يقول ثم هؤلاء قسمان يعني - 00:30:13
هؤلاء المنحرفون في انحرافهم على درجتين. الدرجة الاولى الذين من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته وهؤلاء غلاة الصوفية الذين يفضي بهم الامر الى اسقاط الامر والنهي اسقاط الشريعة لاجل ان قلبه مجتمع على الله - 00:30:31
في الصوامع وفي الاديرة وفي الخلوات وفي رؤوس الجبال تجد احدهم لا يغتسل ولا يصلي ولا يقيم فرض يقول انا بمجتمع على الله تعالى الذهاب الى الجماعات حضور الجمع القيام بما امر الله تعالى به من الواجبات يفرق قلبي والمقصود هو جمعية القلب فكيف ما حصلت - 00:30:50
جمعية القلب كان ذلك هو المقصود. القسم الثاني من يقوم بها يعني يقوم بالواجبات لكن يترك السنن والنوافل وتعلم العلم النافع لاجل ان قلبه وقلبه على هذا الذكر وهذه الاوجدة التي يجدها قلبه بتفرغه عن سائر ما امر - 00:31:12
الله تعالى به ورسوله قال والحق ان الجمعية يعني الان المؤلف يقول ان هؤلاء حقيقة ما عبدوا الله انما عبدوا اهواءهم لان الجمعية وهي اللذة التي يدركها الانسان بالتفرغ بالتفرغ على الناس والاشتغال بنفسه وترك ما امر الله به ورسوله هذه الجمعية حظ القلب ايضا - 00:31:32
نصيبه واجابة داع الله حق الرب والواجب ان يقدم العبد حظ النفس او حق الرب الواجب ان يقدم حق الرب ولو كان في ذلك فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس في العبادة فليس من العبادة في شيء لانه انما اتبع هواه وسلك - 00:31:52
شهوة نفسه ولم يقم بما امر الله به. نحن يا اخواني قد لا نتصور هذا كيف يكون هذا القلب مجتمع على الله ويكون ها على هذه الحال؟ لكن من عرف الطرق - 00:32:12
الصوفية الضلالات البدعية يرى هذا ويشهده في اقوالهم واعمالهم واحوالهم يرى قلف الامر والنهي في مقابل ان القلب يجتمع وان المقصود هو صلاح القلب ولو كان صلاح القلب بمخالفة امر الله ورسوله واعلم انه لا - 00:32:22
يمكن ان يصلح القلب صلاحا تاما الا بامتثال امر الله ورسوله. فانه الصلاح ولو كان في الظاهر ان غيره هو الذي يصلح به قلب العبد. الصنف الثالث الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيها نفع متعد. فرأوه افضل من النفع القاصر - 00:32:42
فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم. ومساعدتهم بالجاه والمال النفع افضل لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيار الله واحب الى الله انفعهم لعياله قالوا وعمل العابد قاصر على نفسه. وعمل النافع متعد الى الغير. فاين احدهما من - 00:33:04
ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. فالمؤلف رحمه الله في سياق في بيان افضل مراتب العبودية واعلاها وذكر انهم اربعة طرق الناس في في افضل العبادات وافضل الطاعات اربعة طرق. الطريق الاول طريق من عنده ان افضل العبادات - 00:33:36
اشقها والثاني طريق من ها الزهد من غلب جانب الزهد والتجرد من الدنيا والتقلل منها الطريقة الثالث روى ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعدد العبادات من حيث منفعتها تنقسم الى قسمين اي من حيث ثمارها واثارها تنقسم الى قسمين عبادات يكون النفس فيها فيها عائدا الى العامر - 00:34:04
واخرى يكون النفع فيها عائدا على العامل وعلى غيره على العامل اجرا ومثوبة وعلى غيره تحصيلا لمصلحة او دفع لمفسدة يقول رحمه الله هذا الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعد. اي غلبوا جانب العبادات التي يصل نفعها الى الغير - 00:34:29
كتعليم العلم والجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقات وسائر الاعمال التي يكون المنتفع فيها طرف خارج عن لسانه. اما القسم الاول مثل الصلاة مثل الصوم ومثل الذكر باللسان والقلب. فان هذا ينتفع به - 00:34:57
في نفسه واما غيره فانه لا يجري من هذه العبادة فاذا مباشرة. لا يجري من هذه العبادة فائدة مباشرة. يقول رحمه الله فرأوه افضل من النفع القاصر كالصلاة مثلا فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالجاه والمال والنفع - 00:35:17
افضل من العبادات التي يكون نفعها قاصرا طبعا هذا كله بعد الفراغ من ايش الواجبات كما نبهنا في اول البحث الكلام فيما زاد على الواجب من العبادات نعم يقول رحمه الله لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله احبهم الى الله انفعهم لعياله. هذا الحديث جاء من طرق - 00:35:37
عن انس بن مالك رضي الله عنه ولكنها طرق ضعيفة لا يصح منها شيء. في الحديث ضعيف من حيث الاسانيد فانه ليس له اه طريق مستقيم. واما من حيث المعنى - 00:36:04
فالمعنى ليس مشكلة لان بعض الناس يستشكل هذا المعنى يقول كيف عيال الله؟ والله تعالى ليس له صاحبة ولا ولد يقول العيال هنا ليس المقصود بهم الاولاد انما المقصود من يعولهم الانسان او من يعولهم الشخص - 00:36:18
فقوله الخلق عيال الله اي ان الله تعالى قائم بحوائجهم عائل لهم فلو لم يقم بهم ويقم بمصالحهم لهلكوا وهذا من معاني اسمه جل وعلا الصمد وهو من معاني قول الله تعالى فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت - 00:36:33
فالعيال هنا اي المفتقرين المحتاجين الذين لا تقوم مصالحهم الا بالله تعالى فالخلق كلهم محتاجون الى الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. هذا معنى - 00:36:51
قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخلق عيار الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله. لكن لما كان غالب استعمال الناس في العيال انهم الاولاد هذه الكلمات يتبادر اليها ان المراد بالحديث اولاد وهذا ليس بصحيح - 00:37:07
هذا لا ليس مرادا وهذا المعنى انما هو معنى اصطلاح عرفي ظيق اصطلح عليه بعظ الناس والا فاللغة اوسع من هذا واشمل يدخل في العيال كل من يعوله الانسان من والد وولد زوجة بل حتى اذا كان له بهيمة - 00:37:23
يعولهم فهي من عياله وكذلك اذا كان يعول الاسر ويقوم عليهم فهم من عياله ولو لم يتصل بهم نسب او يتصل بهم طيب قالوا وعمل العبد قاصر على نفسه هذي اللي في الموازنة بين العمل المتعدي والعمل اللازم. والعمل اللازم. قال وعمل النفاع متعد الى الغير. فان احدهما من الاخر. ولهذا - 00:37:43
فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاستدلالات التي استدلوا بها على ان العمل المتعدي افضل من العمل اللازم يقول رحمه الله - 00:38:08
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر عام وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا - 00:38:25
وقال ان الله وملائكته يصلون على معلم الخير. وقال ان العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها قالوا وصاحب العبادة اذا مات انقطع عمله. وصاحب النفع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب - 00:38:45
فيه والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك النفر الذين هموا بالانقطاع بالانقطاع والتعبد - 00:39:15
ترك مخالطة الناس ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من الجمعية على الله بدون لذلك قالوا ومن ذلك العلم والتعلم ونحو هذه الامور الفاضلة. طيب اه المؤلف رحمه الله - 00:39:45
ذكر في اول ما ذكر قول هذا الصنف وهو تقديم العمل المتعدي على العمل القاصر وذكر لذلك ثلاثة اوجه استدلوا الوجه الاول وما ذكرناه قبل قليل. ان العمل المتعدي نفعه - 00:40:06
يصل الى الغير والعمل القاصر لا ينتفع به الا الانسان نفسه وفرق بينما كانت دائرة النفل فيه متسعة وبينما كانت دائرة النفي فيه ضيقة لا تتجاوز الانسان نفسه واستدل لذلك باوجه اول ما ذكر ذكر العالم على العابد فالعالم انما فضل العابد بكون ما يحمله - 00:40:23
حفظ للشريعة وتبليغ لدين الله تعالى قيام دلالة الخلق على الله تعالى وهذا كله متعدي. واما العابد يشتغل بصلاة وذكر وعبادة وصيام ولكن هذا لا لا يتجاوز فيه النفع العابد نفسه - 00:40:49
يقول رحمه الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاستدلال لهذا الوجه فقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم اي الابل الحمر؟ نعم هي الابل - 00:41:08
والحمر هنا لونها جمع احمر والذكر لهذا الصنف من المال لانه انفس الاموال العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فانفس اموال العرب هو هذا الصنف من المال. ولذلك ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وبين ان الاشتغال بهداية الخلق - 00:41:23
آآ وحصول هذه الهداية في رجل واحد اعظم نفعا للانسان من ملك آآ ما في الدنيا من حمر النعم. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:41:43