نقرأ المعنى الاجمالي نعم المعنى الاجمالي يخبر الله تعالى منوها بفضل المسجد الحرام بانه اول بيت وضعه الله تعالى في الارض الله تعالى ووضع فيه البركة والهدى للناس وان فيه علامات واضحة على قدمه وفضله ومن بين تلك العلامات - 00:00:00
مقام ابراهيم وهو هنا اما الصخرة التي قام عليها لبناء البيت حين ارتفع او مكان قيامه في المشاعر كلها حيث لم تزل تلك المقامات باقية حتى الان. ومن بينها ايضا امن داخله حتى ان الرجل ليرى - 00:00:23
قاتل ابيه في الحرم فما يقتله. ولما اثنى الله تعالى على هذا البيت بذلك الثناء بين وجوب حجه على جميع الناس الذين يطيقون الوصول اليه فمن التزم بذلك وانقاد فذلك المؤمن. ومن كفر فلم يلتزم به ولم ينقض فلا يضر - 00:00:43
الا نفسه فان الله غني عن جميع العالمين. لا يحتاج اليه ولا الى غيره. الشيخ رحمه الله اشار الى فائدة ببيان سبب تقدم ذكر اولية البيت على فرضيته. قال ولما اثنى الله تعالى على هذا البيت - 00:01:03
بذلك الثناء بين وجوبه. فالسبب في ذكر الله عز وجل او ولية البيت هي شحذ النفوس وتنشيطها الى حج هذا البيت وقبول وجوب قصده وذكر الله جل وعلا في الثناء على البيت خمسة اوصاف - 00:01:22
انظرها ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين به ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. فذكر خمسة اوصاف كل وصف منها يشوق النفس الى قصد هذا البيت. ثم قال بعد هذه الاوصاف ولله على الناس حج البيت من - 00:01:43
استطاع اليه سبيلا وهذا يفيدنا فائدة تربوية دعوية وهي ان الانسان اذا اراد ان يدعو الناس الى امر من الامور ينبغي له ان يقدم بما ينشطهم على الاستجابة الى امره فالله جل وعلا رب العالمين الغني عن العالمين جل وعلا - 00:02:11
لما بين فرضية الحج قدم ببيان فضل المكان المقصود لتنشط النفوس وتستنهض الهمم لقصد في هذا المكان. فذكر هذه الاوصاف الخمسة ثم انظر الى افتتاح هذه الاوصاف بذكر الاولية واختتامها بذكر دوام الحرمة - 00:02:30
فان اول هذه الاوصاف قول الله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة. واخر ما ذكر من اوصاف ومن دخله انا امنة وهذا يا اخوتي يدل على عظمة صاحب هذا البيت - 00:02:52
وانه لا اله غيره وانه مستحق العبادة. لان بيتا يوظع من دهور ماضية واعوام سحيقة في القدم. ثم يبقى على حاله لا يتغير ثم مع بقائه على حاله يبقى معظما محترما لا تطاله الايدي ولا تمتد اليه ايدي الظالمين - 00:03:08
والجبابرة يدل ذلك على عظم هذا الرب وان للبيت ربا يحميه ويحفظ حرمته كل هذا من الدلائل التي يصدق عليها قوله تعالى فيه ايات بينات. الا ان هذه الايات تحتاج الى ان ينظر فيها الانسان ويتأمل - 00:03:32
فان من الناس من لا يدرك الواضح فعدم ادراك الناس لهذه البينات لا لخفائها فانها ايات موصوفة بالبيان والظهور والوظوح لكنه لغفلة الناس عنها واعراضهم عنها كما قال الله تعالى وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها - 00:03:54
معرضون نعم ما يستفاد من الايتين اولا فضل المسجد الحرام وذلك بما ذكره الله عز وجل من اوصافه وبفرض الحج اليك فالاوصاف دالة على الفضل وايجاب قصده على عموم الناس من استطاع اليه سبيلا دليل على ايش - 00:04:14
على فضله وعظيم مكانته عند ربنا جل وعلا ثاني. ثانيا انه اول بيت وضعه الله تعالى للناس في الارض لعبادة الله. هذي منين؟ هذي الفائدة رقم اثنين انه اول بيت - 00:04:38
ان وضعه الله تعالى الناس في الارض لعبادة الله عبادة الله منين هذي الفائدة يعني الاشياء ان اول بيت وضع للناس الا في مكة. طيب هذا فيه بيان الاولية. لكن من اين انه اول بيت للعبادة - 00:04:53
وفعل الناس يحتمل ان وضع للناس فيها اوظح من قوله وضع للناس في آيات بينات المقام إبراهيم غيره هدى للعالمين ها نعم لكن منين اخذت من الاية هاه انه ذكر بعد الاولية ذكر امرا يمتد به - 00:05:10
او يناسب المعنى الذي ذكرت الاولين من اجله وهو العبادة فقوله تعالى ولله على الناس حج البيت وهذا فيه بعد ذكر الاولية يدل على ان الامر ذكر الاولية لامر يتعلق بما فرضه وهو قصده وتعبد الله عز وجل فيه - 00:05:35
مع ان ما ذكره الاخ من قوله تعالى وضع للناس والواضع له هو الله وقوله مباركا وهدى للعالمين كل هذا فيه اشارة الى ان هذا البيت يختص بخاصية ليست في غيره ليس كسائر البيوت التي تسكن انما هو بيت لتعظيم الله عز وجل وعبادته. نعم - 00:05:55
الفائدة الثالثة ثالثا انه مبارك ومن بركته مضاعفة الاجر فيه انه مبارك ايش معنى مبارك كثير الخير. قال شيخنا رحمه الله ومن بركته مضاعفة الاجر فيه مضاعفة الاجر فيه الاجر في اي شيء - 00:06:14
الصلاة ورد ان الصوم عليها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا تفضل او خير من الف صلاة في غيره الا المسجد الحرام فالمضاعفة في المسجد الحرام مضاعفة الصلاة ظاهرة - 00:06:35
واما غيره بمثابة هذا معنى مثابة يعني انه سبب للثواب بما فيه من الاعمال لكن اين المضاعفة مع ان مثابة المعنى المشهور فيها هو ان القلوب تهوي اليه بعد الانصراف منه. وترجع اليه بعد الانصراف منه - 00:06:54
نعم طيب اين المضاعفة؟ مضاعفة الاجر فيه نعم صحيح لكن المضاعفة يعني ممكن ان تقول مبارك كثرة الخير لكنها قد لا تصل كثرة الخير الى المضاعفة مضاعفة الاجر في الحرم في غير الصلاة - 00:07:16
للعلماء فيها قولان القول الاول انه يظاعف كل عمل صالح وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وقد نصوا عليه واستندوا في ذلك على حديث حسنات الحرم مائة الف حسنة حسنة الحرم مائة الف حسنة. وهذا الحديث - 00:07:40
ليس مرويا في الكتب المعتمدة وفي مستدرك الحاكم وذكره ايضا الديلمي في الفردوس وهو حديث لا يصح وان كان قد حسنه ابن حجر الهيثمي صاحب كتاب تحفة المحتاج الا ان الحديث لا يصح - 00:08:04
ضعفه ابن عدي وغيره وممن ظعفه الذهبي في ميزان الاعتدال فلا حديث يستند اليه في مضاعفة سائر العمل من العلماء من قاس سائر العمل على الصلاة لكن القياس في الاجر - 00:08:23
لا يعتمد عليه ولا يسار اليه لان الاجور مما يخرج على القياس اي لا يجري فيها القياس وهذا لا خلاف فيه بين الاصوليين. ان مسألة الاجور لا يصح فيها القياس فليست داخلة في القياس لان الاجر فظل والفظل - 00:08:38
يرجع الى المتفضل به وليس مما يحكم عليه فيه بنظيره والقول الثاني ان الحسنة في الحرم تفضل الحسنة في غيره لكن الفضل لا يلزم منه المضاعفة. وهذا هو الصحيح ان الحسنة في الحرم فاضلة - 00:08:58
لان الحسنة تعظم في المكان المبارك والزمان المبارك. نعم رابعا انه موضع هدى للعالمين لانه قبلتهم هو مهبط الوحي اليهم ومحل شعائرهم نعم انه موضع هدى للعالمين. الشيخ يبين ذلك يقول لانه قبلتهم ومهبط الوحي اليهم ومحل شعائرهم - 00:09:19
فقبلتهم يتوجهون اليها ومهبط الوحي فيه انزل خير كتاب على خير الرسول. ومحل شعائرهم اي محل عباداتهم الظاهرة وهي مناسك الحج والعمرة مأخوذ هذا من قوله تعالى فيه يودا للعالمين. نعم - 00:09:45
خامسا وضوح الايات على قدم المسجد الحرام وفضله وذلك من قوله تعالى اول بيت ومن قوله فيه ايات بينات اي واضحات ومن الايات الواضحات مقام ابراهيم فانه يدل على قدمه - 00:10:07
نعم سادسا ان منها مقام ابراهيم وامن داخله وهذا واظح سابعا تأمين من دخل الى الحرم. واما من جنى فيه فيعاقب بمقتضى جنايته. تأمين من دخل الى الحرم مطلقا كل من دخل الحرم فهو امن - 00:10:26
وهذا التأمين شرعي اي ان الله فرضه فمن خالفه فانه اثم في ذلك اما من جنى فيه جناية توجب القتل او ما دون القتل فانه يعاقب بمقتضى جنايته من قتل - 00:10:47
او حد وهذا محل اتفاق بين اهل العلم ان من جنى في الحرم من جنى جناية توجب القتل في الحرام فانه يؤاخذ بجنايته. فمن قتل يقتل ومن اقترف اثما او حدا يعاقب عليه بالقتل - 00:11:06
في الحرم فانه يعاقب بالقتل واما من جنى جناية في خارجه ثم اوى الى الحرم فهل يقتل العلماء في هذا لهم قولان منهم من قال انه لا يقتل ولا يتعرض له - 00:11:22
لان الله عز وجل قال ومن دخله كان امنا. هذا مذهب الحنفية والحنابلة. والقول الثاني انه لا يترك بل يقام عليه الحد ولو كان في الحرام ويقام عليه موجب جنايته يعني ان كان القتل القصاص ولو كان في الحرم - 00:11:39
لان الحرم لا يؤوي من وجب عليه حق من حقوق الله عز وجل والا لكان كل من وقع في جناية توجب القتل اوى الى الحرام وشرب بذلك من اقامة ما - 00:12:01
يترتب على جنايته هذان قولان لاهل العلم رحمهم الله والراجح انه يخرج ويقام عليه الحد او القتل يقام عليه الحد او القتل خارج الحرم لان الحرم ليس محلا للعقوبات الا لمن جنى فيه - 00:12:17
والله تعالى اعلم نعم ثامنا وجوب حج البيت على من قدر على الوصول اليه لقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. وقد نص الله جل وعلا في هذه الاية على الاستطاعة - 00:12:41
لان الحج فيه من الكلفة ما ليس في غيره من العبادات ولم يقل واقيموا الصلاة ان استطعتم او زكوا ان استطعتم او صوموا ان استطعتم مع ان الاستطاعة شرط في جميع العبادات - 00:12:57
انما نص عليها هنا دون سائر العبادات لكون الحج فيه من الكلفة والمشقة ما قد يعجز عنه الانسان فمن رحمة الرحيم الرحمن ان ذكر الاستطاعة شرطا في وجوب الحج وما هي الاستطاعة التي - 00:13:09
يثبت بها وجوب الحج من العلماء من قال الزاد والراحلة بناء على ما جاء في حديث انس وحديث ابن عمر وغيرهما حديث ابن عباس وابن مسعود وجماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر وبين السبيل فقال الزاد والراحلة - 00:13:29
الا ان هذه الروايات على اختلافها لا يثبت منها شيء فانها لا يخلو طريق من هذه الطرق من ضعف وعلى القول بصحتها فان قول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الاستطاعة بيان السبيل انه زاد والراحلة انما هو بيان - 00:13:47
الغالب لغالب ما تحصل به الاستطاعة وليس حصرا للاستطاعة بهذين فان من الناس من يكون عنده زاد وراحلة ولا يستطيع الحج. كذاك الذي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:07
الخثعمية عنه حيث قالت ان فريضة الحج ادركت ابي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة. فهو شيخ وكبير وعنده زاد وراح لم تقل لا يملك زادا ولا راحة قالت لا يثبت على الراحلة المانع هو ضعف جسمه لكبره وعدم قوته على - 00:14:20
الثبات على الراحلة فقال افاحج عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حجي عن ابيك وذهب الامام مالك رحمه الله الى ان الاستطاعة هي القدرة على بلوغ مكة العودة منها - 00:14:39
من غير مشقة خارجة عن المعتاد وهذا من اوسع المذاهب في بيان الاستطاعة. ولذلك عند الامام مالك ان الانسان اذا كان من شأنه ان يمشي في سفره فانه يجب عليه ان يسير الى مكة على قدميه اذا كان مستطيعا - 00:14:53
واذا كان يطوف يعني من الذين يشحذون الناس يحصل منهم مالا يحج به فيجب عليه الحج. وذهب شيخ الاسلام رحمه الله الى ان مناط الاستطاعة المال. فمن وجد المال وجب عليه الحج - 00:15:11
اما بنفسه او بنائبه. وهذا هو اوفق الاقوال واقربها الى الصواب ان الاستطاعة مناطها القدرة المالية فمن كان عنده مال يستطيع به الحج فان الحج يجب عليه بنفسه ان كان صحيح البدن - 00:15:26
قادرا على بلوغ مكة فان لم يستطع فان الحج يجب عليه في ماله يجب ان يقيم من ماله من يحج عنه. وهذا اقرب الاقوال للصواب في مسألة الاستطاعة يقول رحمه الله نعم. تاسعا وجوب الاخلاص لله تعالى فيه. طيب. يقول رحمه الله من الفوائد وجوب - 00:15:46
لله تعالى فيه الظمير يعود الى الحج فيه اي الحج من اين استفدنا هذه الفائدة يا اخي من قوله تعالى ولله هذا وجه واضح وهو اللام التي تفيد الاستحقاق وهذا يفيد - 00:16:12
تخليصه واخلاصه له لكن هناك وجه اخر الاية تقديم حقه التأخير لان لله خبر والاصل حج البيت لله على الناس فلما قدم قوله تعالى لله دل ذلك على ارادة التخصيص والحصر فان تقديم ما حقه التأخير - 00:16:29
يفيد الحصر. اذا من موضعين؟ من اللام ومن التقديم. نعم الفائدة العاشرة عاشرا ان ترك الحج ممن يجب عليه كفر فان كان منكرا لوجوبه فهو كفر اكبر. والا فهو كفر اصغر - 00:16:53
وهذه الفوائد الثلاث محل الاستشهاد بالايتين تقول في هذه الفائدة ان ترك الحج ممن يجب عليه كفر وجه ذلك من اين اخذنا هذه الفائدة من قوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين. طيب ثم قسم الشيخ رحمه الله الكفر في الاية الى قسمين - 00:17:09
قال فان كان منكرا لوجوبه فهو كفر اكبر والا فهو كفر اصغر اما كون منكر الوجوب كافرا كفرا اكبر فهذا باتفاق المسلمين لا خلاف بين اهل العلم ولا بين اهل الاسلام في ان من انكر وجوب الحج - 00:17:32
فهو كافر بالله العظيم واما كونه كفرا اصغر بحق من اقر بالوجوب ثم ترك الحج فذلك للاثار الواردة عن الصحابة ولظاهر هذه الاية فان هذه الاية بعد ذكر فرض الحج قال ومن كفر فان الله غني عن العالمين. وتصبح الاية للاستشهاد - 00:17:52
على الكفر الاكبر وعلى الكفر الاصغر. باعتبار ما يقوم في قلب الانسان فان كان جحودا فانه كفر اكبر وان كان اقرارا لكنه ترك وتساهل وتهاون في عمل ما يجب فهو كفر - 00:18:16
اصغر وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ترك الحج هل هو كفر او لا؟ والصحيح انه ليس بكفر. لحديث عبد الله بن شقيق رضي الله عنه وفيه ان الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة كما في جامع الترمذي وغيره - 00:18:34
نعم الحادي عشر ان الله سبحانه لم يوجب العبادات لحاجته اليها ولكن لحاجة الناس من اين هذه الفائدة مستفادة؟ ان الله لم يوجب العبادات لحاجته اليها ولكن لحاجة الناس من قوله فان الله - 00:18:53
غني عن العالمين. وانظر كيف قال فان الله غني عن العالمين ولم يقل عمن كفر او من ترك او من لم يحج وفي هذا فائدة ان الله جل وعلا غني عن كل احد - 00:19:15
عن عمل من عمل وعن عمل من لم يعمل فليس الحج لحاجته جل وعلا. وليس العمل الصالح لحاجته انما هو لاصلاح العباد كما سيأتي فيما ذكره المؤلف رحمه الله من الايات. في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات - 00:19:32
لكن على ما رزقه من بهيمة الانعام فالحج نفعه وفائدته انما هي للانسان. اما الله جل وعلا فهو الغني الحميد لا تنفعه عبادة العابد ولا طاعة الطائع. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - 00:19:52
ويشهد لهذا ايضا في حديث ابي ذر في صحيح مسلم ايضا قوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. والعكس كذلك لو كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا - 00:20:13
فطاعة الطائع يستفيد منها هو واما الله فالله غني عن الطاعة عن طاعة الطاعة ولا تنفعه وكذلك معصية العاصي لا تضره نعم ثاني عشر كمال غنى الله تعالى عن جميع العالمين - 00:20:35
وهذا مأخوذ من قوله تعالى فان الله غني عن العالمين وش السر في قوله عن العالمين لماذا لم يقل غني عن حج من لم يحج يعني هو ابلغ في بيان كمال الغنى ولذلك المؤلف رحمه الله شيخنا رحمه الله لم يقل - 00:20:54
فيه غير الله على الجميع العالمين بل قال كمال غنى الله لان قوله تعالى عن العالمين يدل ذلك على كمال غناه وانه ليس في حاجة احد والعالمين جمع عالم والعالم - 00:21:16
هم كل من سوى الله جل وعلا. فالله غني عن كل احد عن الملائكة فمن دونهم من الخلق نعم الاية التي تليها يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا - 00:21:30
وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء. ان الله عليم حكيم تفسير الكلمات امنوا سبق تفسيرها الايمان تعريفه هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول - 00:21:56
ومن عرفه بالتصديق فقد قصر في بيان معناه واجمع ما قيل في تعريفه هو ما ذكرناه الاقرار المستلزم للاذعان والقبول القبول للاخبار والاذعان للاحكام ويمكن ان نقول القبول والانقياد لان الاذعان - 00:22:30
هو الانقياد نعم انما اداة حصر. في قوله تعالى انما المشركون انما اداة حصر نعم. المشركون المتخذون شريكا مع الله تعالى نجس قدر لسوء عقيدتهم فالنجاسة معنوية طيب يقول تعالى انما المشركون نجس - 00:23:00
انما كما قال المؤلف رحمه الله اداة حصر واعلم ان الحصر نوعان حصر حقيقي بمعنى انه حصر مطابق للواقع وحصر اظافي يعني حصر بالنظر الى امر معين وليس حصرا مطابق - 00:23:22
اوصاف المحصور من كل وجه فقول الله تعالى انما انت نذير في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم هل الرسول نذير فقط؟ الرسول نذير وبشير فالحصر هنا حصر اضافي وليس حصرا - 00:23:45
جمع الاوصاف التي في المخبر عنه كذلك هنا قوله تعالى انما المشركون نجس هنا حصر اضافي فالمشركون ليسوا فقط محصورين بهذا الوصف انما حصرهم بهذا الوصف ببيان اسوأ ما فيه من الاوصاف - 00:24:03
وبيان الحكم على هذا الوصف بعينه فهو بيان لاعظم ما فيهم وبيان لحكم وصفهم وقوله تعالى انما المشركون المراد بالمشركين هنا جميع من كفر بالله العظيم فيشمل اهل الشرك من اهل الاوثان وعباد الاصنام - 00:24:21
ويشمل اهل الكتاب ايضا من اليهود والنصارى لان المشركين في الكتاب يطلق ويراد بها عبدة الاوثان ويطلق هذا الوصف ويراد به اهل الكتاب وغيرهم فاذا ذكر اهل الكتاب مع المشركين - 00:24:43
اختص لفظ المشركين بمن اشرك في عبادة الله عز وجل واهل الكتاب باليهود والنصارى. ومن ذلك قول الله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين فقول اهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين هنا - 00:25:05
هم عبدة الاوثان اما اذا اطلق فهو يشمل اليهود والنصارى وكل من عبد غير الله عز وجل. وكل من عبد غير الله جل وعلا وهنا هل ورد مقيدا او مطلقا - 00:25:24
ورد مطلقا فيشمل كل اهل الكفر من عبدة الاوثان واليهود والنصارى وغيرهم وقوله تعالى نجس نجس صفة مشبهة في الاصل من حيث اللغة وهي تفيد ثبوت هذا الوصف في من - 00:25:43
وصف به لكنه على وجه لا يتمكن فيه من الانفكاك من النجاسة لان النجاسة نوعان نجاسة حكمية ونجاسة عينية وكذلك النجاسة المعنوية نوعان نجاسة حكمية ونجاسة معنوية فالذنوب نجاسة معنوية يمكن ان يتطهر منها - 00:26:03
ويمكن ان تذهب بالحسنات التي ينغمر فيها ما معه من الاساءة. لكن نجاسة الشرك نجاسة لا تقبل التطهير الا بالتوبة فلا سبيل لرفعها ولا ازالتها الا بترك الشرك فالنجس هو - 00:26:29
النجاسة التي لا يمكن لصاحبها ان يتخلص منها الا بترك سببها. وما سببها ها ما سببها الشرك الوصف المذكور لان قوله تعالى نجس حكم او حكم مرتب على وصف ما هو الوصف الذي رتب عليه - 00:26:46
الشرك لقوله تعالى انما المشركون نجس ففهم من هذا ان الشرك نجس والنجاسة هنا نجاسة حسية هنا او معنوية؟ معنوية. النجاسة هنا نجاسة معنوية بلا اشكال ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح المشركين واليهود والنصارى - 00:27:06
ويأكل من طعامهم بل احل الله طعامهم في قوله تعالى اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم فالنجاسة هنا نجاسة معنوية ليست عينية - 00:27:26
التفريغ
نقرأ المعنى الاجمالي نعم المعنى الاجمالي يخبر الله تعالى منوها بفضل المسجد الحرام بانه اول بيت وضعه الله تعالى في الارض الله تعالى ووضع فيه البركة والهدى للناس وان فيه علامات واضحة على قدمه وفضله ومن بين تلك العلامات - 00:00:00
مقام ابراهيم وهو هنا اما الصخرة التي قام عليها لبناء البيت حين ارتفع او مكان قيامه في المشاعر كلها حيث لم تزل تلك المقامات باقية حتى الان. ومن بينها ايضا امن داخله حتى ان الرجل ليرى - 00:00:23
قاتل ابيه في الحرم فما يقتله. ولما اثنى الله تعالى على هذا البيت بذلك الثناء بين وجوب حجه على جميع الناس الذين يطيقون الوصول اليه فمن التزم بذلك وانقاد فذلك المؤمن. ومن كفر فلم يلتزم به ولم ينقض فلا يضر - 00:00:43
الا نفسه فان الله غني عن جميع العالمين. لا يحتاج اليه ولا الى غيره. الشيخ رحمه الله اشار الى فائدة ببيان سبب تقدم ذكر اولية البيت على فرضيته. قال ولما اثنى الله تعالى على هذا البيت - 00:01:03
بذلك الثناء بين وجوبه. فالسبب في ذكر الله عز وجل او ولية البيت هي شحذ النفوس وتنشيطها الى حج هذا البيت وقبول وجوب قصده وذكر الله جل وعلا في الثناء على البيت خمسة اوصاف - 00:01:22
انظرها ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين به ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. فذكر خمسة اوصاف كل وصف منها يشوق النفس الى قصد هذا البيت. ثم قال بعد هذه الاوصاف ولله على الناس حج البيت من - 00:01:43
استطاع اليه سبيلا وهذا يفيدنا فائدة تربوية دعوية وهي ان الانسان اذا اراد ان يدعو الناس الى امر من الامور ينبغي له ان يقدم بما ينشطهم على الاستجابة الى امره فالله جل وعلا رب العالمين الغني عن العالمين جل وعلا - 00:02:11
لما بين فرضية الحج قدم ببيان فضل المكان المقصود لتنشط النفوس وتستنهض الهمم لقصد في هذا المكان. فذكر هذه الاوصاف الخمسة ثم انظر الى افتتاح هذه الاوصاف بذكر الاولية واختتامها بذكر دوام الحرمة - 00:02:30
فان اول هذه الاوصاف قول الله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة. واخر ما ذكر من اوصاف ومن دخله انا امنة وهذا يا اخوتي يدل على عظمة صاحب هذا البيت - 00:02:52
وانه لا اله غيره وانه مستحق العبادة. لان بيتا يوظع من دهور ماضية واعوام سحيقة في القدم. ثم يبقى على حاله لا يتغير ثم مع بقائه على حاله يبقى معظما محترما لا تطاله الايدي ولا تمتد اليه ايدي الظالمين - 00:03:08
والجبابرة يدل ذلك على عظم هذا الرب وان للبيت ربا يحميه ويحفظ حرمته كل هذا من الدلائل التي يصدق عليها قوله تعالى فيه ايات بينات. الا ان هذه الايات تحتاج الى ان ينظر فيها الانسان ويتأمل - 00:03:32
فان من الناس من لا يدرك الواضح فعدم ادراك الناس لهذه البينات لا لخفائها فانها ايات موصوفة بالبيان والظهور والوظوح لكنه لغفلة الناس عنها واعراضهم عنها كما قال الله تعالى وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها - 00:03:54
معرضون نعم ما يستفاد من الايتين اولا فضل المسجد الحرام وذلك بما ذكره الله عز وجل من اوصافه وبفرض الحج اليك فالاوصاف دالة على الفضل وايجاب قصده على عموم الناس من استطاع اليه سبيلا دليل على ايش - 00:04:14
على فضله وعظيم مكانته عند ربنا جل وعلا ثاني. ثانيا انه اول بيت وضعه الله تعالى للناس في الارض لعبادة الله. هذي منين؟ هذي الفائدة رقم اثنين انه اول بيت - 00:04:38
ان وضعه الله تعالى الناس في الارض لعبادة الله عبادة الله منين هذي الفائدة يعني الاشياء ان اول بيت وضع للناس الا في مكة. طيب هذا فيه بيان الاولية. لكن من اين انه اول بيت للعبادة - 00:04:53
وفعل الناس يحتمل ان وضع للناس فيها اوظح من قوله وضع للناس في آيات بينات المقام إبراهيم غيره هدى للعالمين ها نعم لكن منين اخذت من الاية هاه انه ذكر بعد الاولية ذكر امرا يمتد به - 00:05:10
او يناسب المعنى الذي ذكرت الاولين من اجله وهو العبادة فقوله تعالى ولله على الناس حج البيت وهذا فيه بعد ذكر الاولية يدل على ان الامر ذكر الاولية لامر يتعلق بما فرضه وهو قصده وتعبد الله عز وجل فيه - 00:05:35
مع ان ما ذكره الاخ من قوله تعالى وضع للناس والواضع له هو الله وقوله مباركا وهدى للعالمين كل هذا فيه اشارة الى ان هذا البيت يختص بخاصية ليست في غيره ليس كسائر البيوت التي تسكن انما هو بيت لتعظيم الله عز وجل وعبادته. نعم - 00:05:55
الفائدة الثالثة ثالثا انه مبارك ومن بركته مضاعفة الاجر فيه انه مبارك ايش معنى مبارك كثير الخير. قال شيخنا رحمه الله ومن بركته مضاعفة الاجر فيه مضاعفة الاجر فيه الاجر في اي شيء - 00:06:14
الصلاة ورد ان الصوم عليها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا تفضل او خير من الف صلاة في غيره الا المسجد الحرام فالمضاعفة في المسجد الحرام مضاعفة الصلاة ظاهرة - 00:06:35
واما غيره بمثابة هذا معنى مثابة يعني انه سبب للثواب بما فيه من الاعمال لكن اين المضاعفة مع ان مثابة المعنى المشهور فيها هو ان القلوب تهوي اليه بعد الانصراف منه. وترجع اليه بعد الانصراف منه - 00:06:54
نعم طيب اين المضاعفة؟ مضاعفة الاجر فيه نعم صحيح لكن المضاعفة يعني ممكن ان تقول مبارك كثرة الخير لكنها قد لا تصل كثرة الخير الى المضاعفة مضاعفة الاجر في الحرم في غير الصلاة - 00:07:16
للعلماء فيها قولان القول الاول انه يظاعف كل عمل صالح وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وقد نصوا عليه واستندوا في ذلك على حديث حسنات الحرم مائة الف حسنة حسنة الحرم مائة الف حسنة. وهذا الحديث - 00:07:40
ليس مرويا في الكتب المعتمدة وفي مستدرك الحاكم وذكره ايضا الديلمي في الفردوس وهو حديث لا يصح وان كان قد حسنه ابن حجر الهيثمي صاحب كتاب تحفة المحتاج الا ان الحديث لا يصح - 00:08:04
ضعفه ابن عدي وغيره وممن ظعفه الذهبي في ميزان الاعتدال فلا حديث يستند اليه في مضاعفة سائر العمل من العلماء من قاس سائر العمل على الصلاة لكن القياس في الاجر - 00:08:23
لا يعتمد عليه ولا يسار اليه لان الاجور مما يخرج على القياس اي لا يجري فيها القياس وهذا لا خلاف فيه بين الاصوليين. ان مسألة الاجور لا يصح فيها القياس فليست داخلة في القياس لان الاجر فظل والفظل - 00:08:38
يرجع الى المتفضل به وليس مما يحكم عليه فيه بنظيره والقول الثاني ان الحسنة في الحرم تفضل الحسنة في غيره لكن الفضل لا يلزم منه المضاعفة. وهذا هو الصحيح ان الحسنة في الحرم فاضلة - 00:08:58
لان الحسنة تعظم في المكان المبارك والزمان المبارك. نعم رابعا انه موضع هدى للعالمين لانه قبلتهم هو مهبط الوحي اليهم ومحل شعائرهم نعم انه موضع هدى للعالمين. الشيخ يبين ذلك يقول لانه قبلتهم ومهبط الوحي اليهم ومحل شعائرهم - 00:09:19
فقبلتهم يتوجهون اليها ومهبط الوحي فيه انزل خير كتاب على خير الرسول. ومحل شعائرهم اي محل عباداتهم الظاهرة وهي مناسك الحج والعمرة مأخوذ هذا من قوله تعالى فيه يودا للعالمين. نعم - 00:09:45
خامسا وضوح الايات على قدم المسجد الحرام وفضله وذلك من قوله تعالى اول بيت ومن قوله فيه ايات بينات اي واضحات ومن الايات الواضحات مقام ابراهيم فانه يدل على قدمه - 00:10:07
نعم سادسا ان منها مقام ابراهيم وامن داخله وهذا واظح سابعا تأمين من دخل الى الحرم. واما من جنى فيه فيعاقب بمقتضى جنايته. تأمين من دخل الى الحرم مطلقا كل من دخل الحرم فهو امن - 00:10:26
وهذا التأمين شرعي اي ان الله فرضه فمن خالفه فانه اثم في ذلك اما من جنى فيه جناية توجب القتل او ما دون القتل فانه يعاقب بمقتضى جنايته من قتل - 00:10:47
او حد وهذا محل اتفاق بين اهل العلم ان من جنى في الحرم من جنى جناية توجب القتل في الحرام فانه يؤاخذ بجنايته. فمن قتل يقتل ومن اقترف اثما او حدا يعاقب عليه بالقتل - 00:11:06
في الحرم فانه يعاقب بالقتل واما من جنى جناية في خارجه ثم اوى الى الحرم فهل يقتل العلماء في هذا لهم قولان منهم من قال انه لا يقتل ولا يتعرض له - 00:11:22
لان الله عز وجل قال ومن دخله كان امنا. هذا مذهب الحنفية والحنابلة. والقول الثاني انه لا يترك بل يقام عليه الحد ولو كان في الحرام ويقام عليه موجب جنايته يعني ان كان القتل القصاص ولو كان في الحرم - 00:11:39
لان الحرم لا يؤوي من وجب عليه حق من حقوق الله عز وجل والا لكان كل من وقع في جناية توجب القتل اوى الى الحرام وشرب بذلك من اقامة ما - 00:12:01
يترتب على جنايته هذان قولان لاهل العلم رحمهم الله والراجح انه يخرج ويقام عليه الحد او القتل يقام عليه الحد او القتل خارج الحرم لان الحرم ليس محلا للعقوبات الا لمن جنى فيه - 00:12:17
والله تعالى اعلم نعم ثامنا وجوب حج البيت على من قدر على الوصول اليه لقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. وقد نص الله جل وعلا في هذه الاية على الاستطاعة - 00:12:41
لان الحج فيه من الكلفة ما ليس في غيره من العبادات ولم يقل واقيموا الصلاة ان استطعتم او زكوا ان استطعتم او صوموا ان استطعتم مع ان الاستطاعة شرط في جميع العبادات - 00:12:57
انما نص عليها هنا دون سائر العبادات لكون الحج فيه من الكلفة والمشقة ما قد يعجز عنه الانسان فمن رحمة الرحيم الرحمن ان ذكر الاستطاعة شرطا في وجوب الحج وما هي الاستطاعة التي - 00:13:09
يثبت بها وجوب الحج من العلماء من قال الزاد والراحلة بناء على ما جاء في حديث انس وحديث ابن عمر وغيرهما حديث ابن عباس وابن مسعود وجماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر وبين السبيل فقال الزاد والراحلة - 00:13:29
الا ان هذه الروايات على اختلافها لا يثبت منها شيء فانها لا يخلو طريق من هذه الطرق من ضعف وعلى القول بصحتها فان قول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الاستطاعة بيان السبيل انه زاد والراحلة انما هو بيان - 00:13:47
الغالب لغالب ما تحصل به الاستطاعة وليس حصرا للاستطاعة بهذين فان من الناس من يكون عنده زاد وراحلة ولا يستطيع الحج. كذاك الذي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:07
الخثعمية عنه حيث قالت ان فريضة الحج ادركت ابي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة. فهو شيخ وكبير وعنده زاد وراح لم تقل لا يملك زادا ولا راحة قالت لا يثبت على الراحلة المانع هو ضعف جسمه لكبره وعدم قوته على - 00:14:20
الثبات على الراحلة فقال افاحج عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حجي عن ابيك وذهب الامام مالك رحمه الله الى ان الاستطاعة هي القدرة على بلوغ مكة العودة منها - 00:14:39
من غير مشقة خارجة عن المعتاد وهذا من اوسع المذاهب في بيان الاستطاعة. ولذلك عند الامام مالك ان الانسان اذا كان من شأنه ان يمشي في سفره فانه يجب عليه ان يسير الى مكة على قدميه اذا كان مستطيعا - 00:14:53
واذا كان يطوف يعني من الذين يشحذون الناس يحصل منهم مالا يحج به فيجب عليه الحج. وذهب شيخ الاسلام رحمه الله الى ان مناط الاستطاعة المال. فمن وجد المال وجب عليه الحج - 00:15:11
اما بنفسه او بنائبه. وهذا هو اوفق الاقوال واقربها الى الصواب ان الاستطاعة مناطها القدرة المالية فمن كان عنده مال يستطيع به الحج فان الحج يجب عليه بنفسه ان كان صحيح البدن - 00:15:26
قادرا على بلوغ مكة فان لم يستطع فان الحج يجب عليه في ماله يجب ان يقيم من ماله من يحج عنه. وهذا اقرب الاقوال للصواب في مسألة الاستطاعة يقول رحمه الله نعم. تاسعا وجوب الاخلاص لله تعالى فيه. طيب. يقول رحمه الله من الفوائد وجوب - 00:15:46
لله تعالى فيه الظمير يعود الى الحج فيه اي الحج من اين استفدنا هذه الفائدة يا اخي من قوله تعالى ولله هذا وجه واضح وهو اللام التي تفيد الاستحقاق وهذا يفيد - 00:16:12
تخليصه واخلاصه له لكن هناك وجه اخر الاية تقديم حقه التأخير لان لله خبر والاصل حج البيت لله على الناس فلما قدم قوله تعالى لله دل ذلك على ارادة التخصيص والحصر فان تقديم ما حقه التأخير - 00:16:29
يفيد الحصر. اذا من موضعين؟ من اللام ومن التقديم. نعم الفائدة العاشرة عاشرا ان ترك الحج ممن يجب عليه كفر فان كان منكرا لوجوبه فهو كفر اكبر. والا فهو كفر اصغر - 00:16:53
وهذه الفوائد الثلاث محل الاستشهاد بالايتين تقول في هذه الفائدة ان ترك الحج ممن يجب عليه كفر وجه ذلك من اين اخذنا هذه الفائدة من قوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين. طيب ثم قسم الشيخ رحمه الله الكفر في الاية الى قسمين - 00:17:09
قال فان كان منكرا لوجوبه فهو كفر اكبر والا فهو كفر اصغر اما كون منكر الوجوب كافرا كفرا اكبر فهذا باتفاق المسلمين لا خلاف بين اهل العلم ولا بين اهل الاسلام في ان من انكر وجوب الحج - 00:17:32
فهو كافر بالله العظيم واما كونه كفرا اصغر بحق من اقر بالوجوب ثم ترك الحج فذلك للاثار الواردة عن الصحابة ولظاهر هذه الاية فان هذه الاية بعد ذكر فرض الحج قال ومن كفر فان الله غني عن العالمين. وتصبح الاية للاستشهاد - 00:17:52
على الكفر الاكبر وعلى الكفر الاصغر. باعتبار ما يقوم في قلب الانسان فان كان جحودا فانه كفر اكبر وان كان اقرارا لكنه ترك وتساهل وتهاون في عمل ما يجب فهو كفر - 00:18:16
اصغر وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ترك الحج هل هو كفر او لا؟ والصحيح انه ليس بكفر. لحديث عبد الله بن شقيق رضي الله عنه وفيه ان الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة كما في جامع الترمذي وغيره - 00:18:34
نعم الحادي عشر ان الله سبحانه لم يوجب العبادات لحاجته اليها ولكن لحاجة الناس من اين هذه الفائدة مستفادة؟ ان الله لم يوجب العبادات لحاجته اليها ولكن لحاجة الناس من قوله فان الله - 00:18:53
غني عن العالمين. وانظر كيف قال فان الله غني عن العالمين ولم يقل عمن كفر او من ترك او من لم يحج وفي هذا فائدة ان الله جل وعلا غني عن كل احد - 00:19:15
عن عمل من عمل وعن عمل من لم يعمل فليس الحج لحاجته جل وعلا. وليس العمل الصالح لحاجته انما هو لاصلاح العباد كما سيأتي فيما ذكره المؤلف رحمه الله من الايات. في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات - 00:19:32
لكن على ما رزقه من بهيمة الانعام فالحج نفعه وفائدته انما هي للانسان. اما الله جل وعلا فهو الغني الحميد لا تنفعه عبادة العابد ولا طاعة الطائع. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - 00:19:52
ويشهد لهذا ايضا في حديث ابي ذر في صحيح مسلم ايضا قوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. والعكس كذلك لو كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا - 00:20:13
فطاعة الطائع يستفيد منها هو واما الله فالله غني عن الطاعة عن طاعة الطاعة ولا تنفعه وكذلك معصية العاصي لا تضره نعم ثاني عشر كمال غنى الله تعالى عن جميع العالمين - 00:20:35
وهذا مأخوذ من قوله تعالى فان الله غني عن العالمين وش السر في قوله عن العالمين لماذا لم يقل غني عن حج من لم يحج يعني هو ابلغ في بيان كمال الغنى ولذلك المؤلف رحمه الله شيخنا رحمه الله لم يقل - 00:20:54
فيه غير الله على الجميع العالمين بل قال كمال غنى الله لان قوله تعالى عن العالمين يدل ذلك على كمال غناه وانه ليس في حاجة احد والعالمين جمع عالم والعالم - 00:21:16
هم كل من سوى الله جل وعلا. فالله غني عن كل احد عن الملائكة فمن دونهم من الخلق نعم الاية التي تليها يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا - 00:21:30
وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء. ان الله عليم حكيم تفسير الكلمات امنوا سبق تفسيرها الايمان تعريفه هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول - 00:21:56
ومن عرفه بالتصديق فقد قصر في بيان معناه واجمع ما قيل في تعريفه هو ما ذكرناه الاقرار المستلزم للاذعان والقبول القبول للاخبار والاذعان للاحكام ويمكن ان نقول القبول والانقياد لان الاذعان - 00:22:30
هو الانقياد نعم انما اداة حصر. في قوله تعالى انما المشركون انما اداة حصر نعم. المشركون المتخذون شريكا مع الله تعالى نجس قدر لسوء عقيدتهم فالنجاسة معنوية طيب يقول تعالى انما المشركون نجس - 00:23:00
انما كما قال المؤلف رحمه الله اداة حصر واعلم ان الحصر نوعان حصر حقيقي بمعنى انه حصر مطابق للواقع وحصر اظافي يعني حصر بالنظر الى امر معين وليس حصرا مطابق - 00:23:22
اوصاف المحصور من كل وجه فقول الله تعالى انما انت نذير في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم هل الرسول نذير فقط؟ الرسول نذير وبشير فالحصر هنا حصر اضافي وليس حصرا - 00:23:45
جمع الاوصاف التي في المخبر عنه كذلك هنا قوله تعالى انما المشركون نجس هنا حصر اضافي فالمشركون ليسوا فقط محصورين بهذا الوصف انما حصرهم بهذا الوصف ببيان اسوأ ما فيه من الاوصاف - 00:24:03
وبيان الحكم على هذا الوصف بعينه فهو بيان لاعظم ما فيهم وبيان لحكم وصفهم وقوله تعالى انما المشركون المراد بالمشركين هنا جميع من كفر بالله العظيم فيشمل اهل الشرك من اهل الاوثان وعباد الاصنام - 00:24:21
ويشمل اهل الكتاب ايضا من اليهود والنصارى لان المشركين في الكتاب يطلق ويراد بها عبدة الاوثان ويطلق هذا الوصف ويراد به اهل الكتاب وغيرهم فاذا ذكر اهل الكتاب مع المشركين - 00:24:43
اختص لفظ المشركين بمن اشرك في عبادة الله عز وجل واهل الكتاب باليهود والنصارى. ومن ذلك قول الله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين فقول اهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين هنا - 00:25:05
هم عبدة الاوثان اما اذا اطلق فهو يشمل اليهود والنصارى وكل من عبد غير الله عز وجل. وكل من عبد غير الله جل وعلا وهنا هل ورد مقيدا او مطلقا - 00:25:24
ورد مطلقا فيشمل كل اهل الكفر من عبدة الاوثان واليهود والنصارى وغيرهم وقوله تعالى نجس نجس صفة مشبهة في الاصل من حيث اللغة وهي تفيد ثبوت هذا الوصف في من - 00:25:43
وصف به لكنه على وجه لا يتمكن فيه من الانفكاك من النجاسة لان النجاسة نوعان نجاسة حكمية ونجاسة عينية وكذلك النجاسة المعنوية نوعان نجاسة حكمية ونجاسة معنوية فالذنوب نجاسة معنوية يمكن ان يتطهر منها - 00:26:03
ويمكن ان تذهب بالحسنات التي ينغمر فيها ما معه من الاساءة. لكن نجاسة الشرك نجاسة لا تقبل التطهير الا بالتوبة فلا سبيل لرفعها ولا ازالتها الا بترك الشرك فالنجس هو - 00:26:29
النجاسة التي لا يمكن لصاحبها ان يتخلص منها الا بترك سببها. وما سببها ها ما سببها الشرك الوصف المذكور لان قوله تعالى نجس حكم او حكم مرتب على وصف ما هو الوصف الذي رتب عليه - 00:26:46
الشرك لقوله تعالى انما المشركون نجس ففهم من هذا ان الشرك نجس والنجاسة هنا نجاسة حسية هنا او معنوية؟ معنوية. النجاسة هنا نجاسة معنوية بلا اشكال ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح المشركين واليهود والنصارى - 00:27:06
ويأكل من طعامهم بل احل الله طعامهم في قوله تعالى اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم فالنجاسة هنا نجاسة معنوية ليست عينية - 00:27:26