بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال اخبرني الهيثم ابن ابي سنان - 00:00:00
انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه في قصصه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخلكم لا يكون الرفث يعني بذلك عبد الله بن رواحة. وفينا رسول - 00:00:30
وهيتلو كتابه اذا انشق معروف من الفجر ساطع. ارانا الهدى بعد اما فقلوبنا به موقنات انما قال واقع يبيت مجافي جنبا عن فراشه اذا استثقلت بالمشركين المضاجع هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله الاجتهاد في الطاعة والاحسان - 00:00:50
فيما اذا قام الانسان من الليل بذكره جل وعلا فقال باب فضل من تعار من الليل فصلى. وذكر في عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه من تعار من الليل اي من استيقظ او من ارق فقال لا اله الا الله وحده لا - 00:01:30
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. الحمد لله وسبحان الله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا ثم قال اللهم اغفر لي او دعا استجيب له فان صلى فان توظأ وصلى قبلت صلاته ذكر بعد ذلك - 00:01:50
حديثا وصف حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قول عبد الله ابن رواحة رضي الله تعالى عنه فقد قال ابو الهيثم ابن ابي سنان انه سمع ابا هريرة عبدالرحمن ابن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه وهي - 00:02:10
وهو يقص في قصصه اي يخبر في اخباره التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخا لكم لا يقول الرفث يعني - 00:02:30
لذلك عبد الله بن رواحة اي يعني بهذا عبد الله بن رواحة وعبد الله بن رواحة من خيار اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله ومن افاضلهم وهو من شعراء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان صاحب عبادة وطاعة - 00:02:50
واقدام وصدق مع الله جل وعلا وهو احد القادة الذين كانوا في مؤتة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم فنصب اميرا على الجيش زيد ابن ثابت قال فان اصيب فجعفر فان اصيب - 00:03:10
فعبدالله ابن رواحة فان اصيب يختار المسلمون منهم من يشاء من يرون هكذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الامراء وقد نعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم استشهادهم وعيناه تذرفان صلى الله عليه - 00:03:30
وعلى اله وسلم حزنا عليهم رضي الله تعالى عنهم. كان منهم عبدالله بن رواحة وهو الذي نقل عنه هذه الكلمات في وصف سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه فكان من اشد - 00:03:50
شعراء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين كان شعره في النيل منهم فكان الشعر احد الوسائل التي تستعمل في نصر الحق والذب عن الدعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال وفينا رسول الله اي عبد الله بن رواحة قال وفينا رسول الله - 00:04:10
يتلو كتابه اذا انشق معروف من الفجر ساطع يمتدح حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعظيم ما جاء به من العلم والعمل. فان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله نورا مبينا - 00:04:40
وارسله بالهدى ودين الحق كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الهدى العلم النافع. ودين الحق العمل الصالح. وفي هذه الابيات يمتدح عبدالله ابن رواحة - 00:05:00
رسول الله بالنورين النور الذي يضيء القلب وهو العلم النافع والنور الذي يضيء القلب والجوارح وهو العمل الصالح. يقول وفينا رسول الله اي ومن منة الله علينا ان فينا رسول الله اللهم صلي على محمد - 00:05:20
كان فيهم صلى الله عليه وسلم بجسده يرونه ويأتمون به ويقتدون به ويصدرون عن امره فهنيئا لهم هذه المنحة العظيمة التي فازوا بها فعلت اقدامهم وسمت مراتبهم وشره رظي الله تعالى عنهم بصحبة - 00:05:40
صلى الله عليه وسلم وفينا رسول الله يتلو كتابه يتلو كتابه ان يقرأه ويمكن ان يكون المعنى يتلو كتابه اي يتبع كتاب الله. فان التلاوة تطلق على المعنيين. التلاوة بمعنى القراءة وتأتي - 00:06:00
تلاوة بمعنى الاتباع وكلاهما صادق على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه يتلو كتاب الله لفظا ويتلوه له معنى فكان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن. كان ترجمان القرآن ان يبينه بعمله. ولذلك - 00:06:20
اجابت عائشة رضي الله تعالى عنها من سألها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمله قال او عن خلقه قال كان خلقه القرآن اولست تقرأ القرآن كان خلقه القرآن. هكذا قالت السائل لما سأل عن خلقه. قالت اولست - 00:06:40
او القرآن؟ قال بلى. قالت رضي الله تعالى عنها كان خلقه القرآن صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ثمان النبي صلى الله عليه على اله وسلم جمع الله له القيام بطاعة الله في كل آنائه واوقاته. ولذلك يقول وفينا رسول الله يتلو كتابه - 00:07:00
او انشق معروف من الفجر ساطع. يشير بذلك الى قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر. وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر قراءة طويلة كما كان قد امره الله تعالى بذلك في قوله - 00:07:20
اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر اي واقم الصلاة واقم قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا يقول رحمه الله ورضي عنه ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا بهم موقنات انما - 00:07:40
قال واقعه الله اكبر ارنا الهدى بعد العمى هذه من التحدث بنعمة الله عز وجل ان ان الله عز وجل ارى المؤمنين الهدى بعد العمى اراهم النور ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد العمل الذي - 00:08:00
فيه فانهم كانوا في جاهلية جهلاء وظلمة عمياء وضلال مبين وانحراف عظيم فابصروا الهدى وانشرحت صدورهم لما جاء به صلى الله عليه وسلم. فاضاءت قلوبهم بعد العمى اشرقت به الارض بعد - 00:08:20
صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخرجه الله تعالى به من كل ظلمة الى كل هداية ونور. ولذلك قال ارانا الهدى اي بما جاء به من العلم النافع والعمل الصالح اراد الهدى بعد العمى والعمى كناية عن عدم الابصار - 00:08:40
والعمى نوعان عمى عمى اعين لا يرى به الانسان المحسوسات من الاشياء وعمى القلب وهو الذي لا يرى به المنافع والمصالح التي جاءت بها الرسل صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك ربنا يقول في كتابه انها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. انها لا تعمى - 00:09:00
ابصار اي لا يصيب الابصار العمى العمى الحقيقي ليس ان يفقد الانسان البصر. انما العمل انما العمل حقيقي هو ان تعمى البصيرة فلا ترى الهدى ولا تعرف الحق ولا تدركه انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ارانا - 00:09:30
بعد العمى فقلوبنا هو اراهم فابصروها فاستجابت قلوبهم يقول فقلوبنا به ابي ما جاء به من الهدى ودين الحق موقنات اي بلغت الذروة في العلم فاعلى درجات العلم اليقين اعلى - 00:09:50
درجات العلم اليقين. فيقول رضي الله تعالى عنه في ما وصلت اليه قلوبهم بعد ما رأوا الهدى والبصائر والانوار التي جاء بها سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه قال به موقنات ان ما قال واقع. يعني ان ما اخبر به لا - 00:10:10
لابد ان يقع لا بد ان يكون لا محالة انه كائن واقع مهما تباعد ذلك ومهما انه مستحيل او انه لا تنبئ به مقدمات الوقائع الا انه لابد يقول وهكذا المؤمن اذا جاءه خبر الله او خبر رسوله صلوات الله وسلامه عليه يوقن يقينا جازما ان ما - 00:10:30
قال واقعه مهما كانت العوائق ومهما كانت الموانع وفي ما قصه الله تعالى من قصص الانبياء ما ذلك هذا نوح عليه السلام في صحراء قاحلة يأمره الله تعالى بان يصنع السفينة فيصنع السفينة - 00:11:00
في هذه الصحراء وكان قومه يمرون به ما يسخرون منه. لكنه لانه موقن بخبر الله بلغ حد اليقين في تصديق قول رب العالمين لم يكن يتردد في الاستجابة لامر الله بل مضى في امر الله وفعل ما فعل - 00:11:20
حتى اذا جاءهم الله امره الله تعالى بان يحمل في السفينة من يحمل. وكذلك موسى عليه السلام الله عز وجل امره بان يخرج ببني اسرائيل. فخرج عليه الصلاة والسلام ومعه بنو اسرائيل. فتبعه فرعون وقومه - 00:11:40
وحسد لذلك حسدا عظيما. فارسل فرعون في المدائن حاشرين. ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائضون وان لجميع الحاضرون. هذا كلام فرعون. في الاستعداد والتهيؤ تتبع واستقصاء وملاحقة موسى عليه السلام ومن معه. فاخرجاه من جنات وعيون وكنوز - 00:12:00
وقام الكريم كذلك واورثناها بني اسرائيل. فاتبعوهم مشرقين. فلما تراءى الجمعان قال اصحابه وهذي احدى الاختبارات التي يتبين بها صدق الايمان فان موسى وقومه فخرجوا وقد اخبرهم بان الله امرهم بالخروج. وانه سيجيب ولن يمكن عدوه منه. لكن المقدمات والوقائع - 00:12:30
تشير الى خلاف ذلك فالبحر امامه وفرعون من وراءه. فاتبعوهم مشركين فلما ترى الجمعان جمع موسى جمع فرعون قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ما الذي جعله يقول كلا ما عنده شيء - 00:13:00
فرعون وراه والبحر امامه وقد اوشكوا على الهلاك. مع هذا يقول بكل يقين كلا وهي ليست كلمة تردد او كلمة نفي فيها احتمال بل هي كلمة ردع وزجر ونفي مطلق كلا لا يكون هذا - 00:13:20
ان لمدركون لا يكون هذا كلا ان معي ربي سيهدين. هذا يقين. هذا اليقين الذي فيه الانسان بصدق وعد الله مهما تباعدت. الاسباب ومهما بدا خلاف ما يكون من الخواتيم. فالامر لله يفعل ما يشاء. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيقول. قال كلا ان - 00:13:40
سيهدين ثم اوحى الله تعالى اليه ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. شف حتى رحمة الله ببني اسرائيل انه ما خلى طريق واحد بل كانت طرق على حسب قبائلهم وعلى حسب - 00:14:10
جماعاتهم فكان كل زرق اي كل طريق انفلق بهذه الظربة كالطود العظيم الله تعالى هؤلاء بوعده جل في علاه. فقول عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه فيما يخبر قال - 00:14:30
عن عن حال الصحابة رضي الله تعالى عنه ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات ان ما قال واقع فقوله الحق صلى الله عليه وسلم وما قاله وما اخبر به لا بد ان يكون. ثم بعد ذلك انتقل الى ذكر جميل عمله - 00:14:50
فابتدأ بذكر العلم والعمل ثم ذكر العلم ثم عاد الى العمل. وفينا رسول الله يتلو كتابه اذا تبقى معروف من الفجر ساطع هذا علم وعمل ثم قال ارانا الهدى هذا علم ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا - 00:15:10
موقنات ان ما قال واقع بعد ذلك ذكر عمله صلوات الله وسلامه عليه يبيت يجافي جنبه عن فراشه يبيت يجافي جنبه اي يبعد جنبه عن فراشه وحال غيره اذا استثقل - 00:15:30
للمشركين المراجعون فشتان بين هاتين الحالين حال من هو قائم اناء الليل ساجدا وراكعا يرجو رحمة ربه ويحذر الاخرة. وبين من هو غافل عن الله عز وجل وعن ذكره. يظن ان - 00:15:50
او على خير ويأمل نفسه بالعطايا وهو قريب. سلك اسباب الحرمان. هذا بعض ما هي عليه صلوات الله وسلامه عليه في تقربه الى ربه. وهذا من كلام عبد الله بن الرواحة. يصف عظيم ما من الله تعالى به على - 00:16:10
امة الاسلام من هذا الرسول الكريم الذي جمع الله له كمال العلم وصلاح العمل. كمال العلم وصلاح العمل فنسأل الله ان يرزقنا علم النافع وعملا صالحا وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد. نعم. ثم بعد ذلك ذكر - 00:16:30
رحمه الله حديث عبد الله ابن عمر يقول قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قط - 00:16:50
فكأني لا اريد مكانا من الجنة الا طالت الي. ورأيتك ان اثنين اتيان ارادا ان يذهبا بي الى النار فتلقاهما ملك فقال لم ترع خلي يا عنه. فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:10
احدى رؤياي فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان عبد الله رضي الله يصلي من الليل وكانوا لا يزالوا ناقصون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا انها في الليلة السابعة من - 00:17:30
العشر الاواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت في العشر الاواخر فمن كان متحريا فليتحراها من العشر الاواخر. هذا الحديث حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وقد ساقه الامام البخاري رحمه الله. من حديث - 00:17:50
ايوب عن نافع عن عبد الله ابن عمر في خبر ما رآه وذلك ان الصحابة كانوا اذا رأوا رؤيا اخبروا وقصوا رؤياهم على النبي صلى الله عليه وسلم. فتمنى عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان يرى رؤيا - 00:18:10
رأى رؤيا رضي الله تعالى عنه فاخبر بها حفصة رضي الله تعالى عنها. يقول فيما قصه من خبر رؤياه لحفصة قال رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بيدي قطعة استبرق استبرق نوع من الحرير نوع من الحريم - 00:18:30
من الديباج كان في يده رضي الله تعالى عنه في الرؤيا فكأني لا اريد مكانا من الجنة الا طارت اليه يعني الى اريد جهة من جهات الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها الا اذا ذهبت اليه. وذهبت اليه وهي في يده اي طارت به فيما يظهر والله - 00:18:50
الاعلى يقول ورأيت هذي رؤيا غير الرؤيا السابقة يقول ورأيت كأني اتاني كانك اثنين اتيان ارادا ان يذهبا بي الى النار. اثنين يعني فيما يظهر من الملائكة. ويحتمل انه رأى اثنين - 00:19:10
اراد ان يذهب به الى النار وهو رضي الله تعالى عنه منقاد لهما في الذهاب الى الجهة التي يريدان. فتلقاهما ملك اي فاعترضهما ملك فقال لم ترع يعني لن يصيبك ما تكره ولن يصيبك ما يضرك - 00:19:30
ام ترى من الروع وهو الخوف والقلق والوجل. خليا عنه اي اطلقاه ولا تذهب به الى النار فقص الرؤيا يقول فقصص فقصت حفصة رضي الله تعالى عنها احدى رؤياي يعني واحدة من - 00:19:50
التنتين اللتين سبقتا فقد ذكر رؤيين الرؤية الاولى رؤية الاستبرق الذي في يده ما اراد شيئا مكانا في الجنة الا طارت اليه والرؤيا الثانية رؤية الرجلين الذين ذهبا به الى النار فلقيهما ملك فقال - 00:20:10
قال رضي الله تعالى عنه فقال فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم احدى رؤياي فقال قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل - 00:20:30
نعم الرجل عبد الله اي عبد الله بن عمر لو كان يصلي من الليل وكلمة نعمة كلمة مدح وثناء ولذلك تذكر هذه الكلمة في سياق الثناء والمدح. وهو وهي مستعملة في كلام الناس - 00:20:50
اذا قيل فلان قيلوا نعم. في بعض اللهجات ونعم يعني ونعم به انشاء مدح له. فهنا يقول النبي وسلم نعم الرجل عبد الله اي ما مدحه واثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالصلاح لو كان يصلي من الليل - 00:21:10
وهذي عرظ وحذف لتكميل الصلاح الذي عنده فعبر النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا بانها حث له على صلاة الليل نعمة رجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان عبد الله رضي الله تعالى عنه يصلي من الليل. وفي رواية اخرى من حديث سالم عن ابيه - 00:21:30
انه كان لا ينام الا قليلا كان لا ينام من الليل الا قليلا رضي الله تعالى عنه حرصا على طاعة الله واجتهادا فيما يباعده عن النار. ثم ذكر رضي الله تعالى عنه وكانوا لا يزالون يقصون على - 00:21:50
نبي نأتي اليه بعد قليل. هذا الخبر في جملة من الفوائد فيه ان الرؤى من الوحي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الرؤيا جزء من خمسة واربعين او ستة واربعين جزءا من النبوة - 00:22:10
وان النبوة قد ارتفعت ولم يبق منها الا الرؤيا. والرؤيا اما ان تكون من الله وهي الصالحة واما ان تكون من الشيطان وهي مكانة تحزينا وادخالا للغم على الانسان واما ان يكون من - 00:22:30
النفس اي ما يفكر فيه الانسان ويجول في خاطره له ثلاث احوال لكن ما كان من الله فقد يكون بشارة وقد وقد يكون نذاره. فهذه الرؤيا التي اخبر بها عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه. حفصة ففسرها النبي - 00:22:50
الله عليه وسلم هي من مما جمع التنبيه والبشارة اما التنبيه في ان هذين الرجلين اخذا بيده الى النار. واما البشارة فانه في الملك الذي اعترض طريقهما وقال لم خلي يا علي لم تراع خلي يا علي. رضي الله تعالى عنه. الرؤيا على هذا النحو ينبغي - 00:23:10
يعتني بالانسان وان يسر الله له من يعبرها فهذا حسن وجميل. لكن ينبغي مهما كانت الرؤيا جمالا ينبغي للانسان الا يغتر بها. فالرؤى تسر ولا تغر. تسر ويستبشر بها اذا رأى ما يسره لكنها لا تغره. تجعله يظن بنفسه خيرا اكثر مما - 00:23:40
عليه او يجعله يغتر او يعجب بنفسه او ينقطع عن العمل. ولذلك كان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه في هذه الرؤيا على غاية النشاط في تحقيق ما اوصى به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه حيث كان لا ينام من الليل الا قليلا في - 00:24:10
الصلاة والعبادة رضي الله تعالى عنه. وفيه من الفوائد جواز التوكيل في تعبير الرؤيا. في عبر الرؤى اذا عبد الله بن عمر لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه بل اوصى حفصة خص على حفصة وحفصة سألت النبي صلى الله - 00:24:30
عليه وسلم وفيه ذكر الرجل بما فيه من خير فان النبي صلى الله عليه وسلم اثنى على عبد الله ابن عمر فقال نعم الرجل عبد الله وفيه التنبيه الى ما يقي النار من الاعمال الصالحات ومنه القيام فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو - 00:24:50
ان يصلي من الليل وفي ادنى من اسباب الوقاية من النار ان يشتغل الانسان بقيام الليل. ان الانسان بقيام الليل فقيام الليل مما يقي به الانسان نفسه النار نسأل نسأل الله السلامة والعافية منها - 00:25:10
الرواية الثانية لما ذهب به الى النار قال اعوذ بالله من النار. اعوذ بالله من النار. فالاستعاذة بالله من النار ان النار يستعاذ بالله منها بطلب الاحتماء والاعتصام به جل وعلا منها. ولهذا جاء في - 00:25:30
حديث مسلم بن الحارث وان كان في اسناده بعضهما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من صلاة الصبح وصلاة المغرب ربي اجرني من النار ربي اكررها سبعا وفي حديث البراء بن عازب كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دبر صلاته ربي قني عذابك - 00:25:50
يوم تبعث عبادك. اما الحديث الاخر اما الحديث الاخر فهو فيما يتعلق اه قص الرؤيا المتعلقة بليلة القدر. قال وكانوا لا لا يزالون يقصون عن النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا. اي هذه عملهم على - 00:26:10
الدوام وهو جا في البخاري من حديث سمرة بن جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسألهم فيقول هل رأى منكم احد رؤيا وكان اذا رأى احدهم شيئا من الرؤى في منامه اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم اخبره وعبرها له صلوات الله وسلامه عليه - 00:26:30
فكانوا لا يرون شيئا لاخبروه مما له معنى فكان ان اخبروه صلى الله عليه وسلم عما يتعلق بليلة القدر. وكانوا لا يزالون يقصون على الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا انها في الليلة السابعة من العشر - 00:26:50
الليلة السابعة يعني ليلة سبعة وعشرين من العشر الاواخر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا ارى ارى رؤياكم قد تواطأت في العشر الاواخر اي اختلفت لكنها مجتمعة في انها في العشر الاواخر. فمن كان متحريها اي من كان طالبا - 00:27:10
من كان متحريها اي طالبا موافقتها فليتحرها من العشر الاواخر اي فليطلبها في ليالي العشر. وهذا يدل على صحة اعتماد الرؤيا في تعيين ليلة القدر. لكن ليس على وجه الجزم انما هو على وجه الظن - 00:27:30
فاذا رأى احدنا ان ليلة القدر ليلة احدى وعشرين رأى اخر انها ليلة خمس وعشرين رأى ثالثا انها ليلة سبع وعشرين لانه في هذه الحال لا يقال ان رؤيا فلان صواب ورؤيا ورؤيا غيره غير صواب بل يقال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ارى - 00:27:50
قد تواطأت على العسل اواخر فمن كان متحريها فليتحرها في العشر الاواخر. وفي من الفوائد مشروعية قري ليلة القدر وتحري ليلة القدر اي بذل الوسع في اصلاح العمل والجد بما يحب الله تعالى في هذه الليالي - 00:28:10
والمشروع في ليلة القدر تلاوة القرآن كثرة ذكر الله عز وجل كثرة الدعاء بهذا يكون قد ليلة القدر ليست آآ ليست تحري هو ان ينتظر علامة او ينتظر رؤيا او او يبحث عن علامة كما - 00:28:30
يفعله بعض الناس ليس هذا هو التحري النافع التحري نافع هو ان تعمر هذه الليالي بالعمل الصالح. نسأل الله ان يستعملنا واياكم في ما يحب ويرضى - 00:28:50
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال اخبرني الهيثم ابن ابي سنان - 00:00:00
انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه في قصصه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخلكم لا يكون الرفث يعني بذلك عبد الله بن رواحة. وفينا رسول - 00:00:30
وهيتلو كتابه اذا انشق معروف من الفجر ساطع. ارانا الهدى بعد اما فقلوبنا به موقنات انما قال واقع يبيت مجافي جنبا عن فراشه اذا استثقلت بالمشركين المضاجع هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله الاجتهاد في الطاعة والاحسان - 00:00:50
فيما اذا قام الانسان من الليل بذكره جل وعلا فقال باب فضل من تعار من الليل فصلى. وذكر في عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه من تعار من الليل اي من استيقظ او من ارق فقال لا اله الا الله وحده لا - 00:01:30
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. الحمد لله وسبحان الله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا ثم قال اللهم اغفر لي او دعا استجيب له فان صلى فان توظأ وصلى قبلت صلاته ذكر بعد ذلك - 00:01:50
حديثا وصف حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قول عبد الله ابن رواحة رضي الله تعالى عنه فقد قال ابو الهيثم ابن ابي سنان انه سمع ابا هريرة عبدالرحمن ابن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه وهي - 00:02:10
وهو يقص في قصصه اي يخبر في اخباره التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخا لكم لا يقول الرفث يعني - 00:02:30
لذلك عبد الله بن رواحة اي يعني بهذا عبد الله بن رواحة وعبد الله بن رواحة من خيار اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله ومن افاضلهم وهو من شعراء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان صاحب عبادة وطاعة - 00:02:50
واقدام وصدق مع الله جل وعلا وهو احد القادة الذين كانوا في مؤتة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم فنصب اميرا على الجيش زيد ابن ثابت قال فان اصيب فجعفر فان اصيب - 00:03:10
فعبدالله ابن رواحة فان اصيب يختار المسلمون منهم من يشاء من يرون هكذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الامراء وقد نعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم استشهادهم وعيناه تذرفان صلى الله عليه - 00:03:30
وعلى اله وسلم حزنا عليهم رضي الله تعالى عنهم. كان منهم عبدالله بن رواحة وهو الذي نقل عنه هذه الكلمات في وصف سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه فكان من اشد - 00:03:50
شعراء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين كان شعره في النيل منهم فكان الشعر احد الوسائل التي تستعمل في نصر الحق والذب عن الدعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال وفينا رسول الله اي عبد الله بن رواحة قال وفينا رسول الله - 00:04:10
يتلو كتابه اذا انشق معروف من الفجر ساطع يمتدح حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعظيم ما جاء به من العلم والعمل. فان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله نورا مبينا - 00:04:40
وارسله بالهدى ودين الحق كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الهدى العلم النافع. ودين الحق العمل الصالح. وفي هذه الابيات يمتدح عبدالله ابن رواحة - 00:05:00
رسول الله بالنورين النور الذي يضيء القلب وهو العلم النافع والنور الذي يضيء القلب والجوارح وهو العمل الصالح. يقول وفينا رسول الله اي ومن منة الله علينا ان فينا رسول الله اللهم صلي على محمد - 00:05:20
كان فيهم صلى الله عليه وسلم بجسده يرونه ويأتمون به ويقتدون به ويصدرون عن امره فهنيئا لهم هذه المنحة العظيمة التي فازوا بها فعلت اقدامهم وسمت مراتبهم وشره رظي الله تعالى عنهم بصحبة - 00:05:40
صلى الله عليه وسلم وفينا رسول الله يتلو كتابه يتلو كتابه ان يقرأه ويمكن ان يكون المعنى يتلو كتابه اي يتبع كتاب الله. فان التلاوة تطلق على المعنيين. التلاوة بمعنى القراءة وتأتي - 00:06:00
تلاوة بمعنى الاتباع وكلاهما صادق على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه يتلو كتاب الله لفظا ويتلوه له معنى فكان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن. كان ترجمان القرآن ان يبينه بعمله. ولذلك - 00:06:20
اجابت عائشة رضي الله تعالى عنها من سألها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمله قال او عن خلقه قال كان خلقه القرآن اولست تقرأ القرآن كان خلقه القرآن. هكذا قالت السائل لما سأل عن خلقه. قالت اولست - 00:06:40
او القرآن؟ قال بلى. قالت رضي الله تعالى عنها كان خلقه القرآن صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ثمان النبي صلى الله عليه على اله وسلم جمع الله له القيام بطاعة الله في كل آنائه واوقاته. ولذلك يقول وفينا رسول الله يتلو كتابه - 00:07:00
او انشق معروف من الفجر ساطع. يشير بذلك الى قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر. وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر قراءة طويلة كما كان قد امره الله تعالى بذلك في قوله - 00:07:20
اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر اي واقم الصلاة واقم قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا يقول رحمه الله ورضي عنه ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا بهم موقنات انما - 00:07:40
قال واقعه الله اكبر ارنا الهدى بعد العمى هذه من التحدث بنعمة الله عز وجل ان ان الله عز وجل ارى المؤمنين الهدى بعد العمى اراهم النور ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد العمل الذي - 00:08:00
فيه فانهم كانوا في جاهلية جهلاء وظلمة عمياء وضلال مبين وانحراف عظيم فابصروا الهدى وانشرحت صدورهم لما جاء به صلى الله عليه وسلم. فاضاءت قلوبهم بعد العمى اشرقت به الارض بعد - 00:08:20
صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخرجه الله تعالى به من كل ظلمة الى كل هداية ونور. ولذلك قال ارانا الهدى اي بما جاء به من العلم النافع والعمل الصالح اراد الهدى بعد العمى والعمى كناية عن عدم الابصار - 00:08:40
والعمى نوعان عمى عمى اعين لا يرى به الانسان المحسوسات من الاشياء وعمى القلب وهو الذي لا يرى به المنافع والمصالح التي جاءت بها الرسل صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك ربنا يقول في كتابه انها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. انها لا تعمى - 00:09:00
ابصار اي لا يصيب الابصار العمى العمى الحقيقي ليس ان يفقد الانسان البصر. انما العمل انما العمل حقيقي هو ان تعمى البصيرة فلا ترى الهدى ولا تعرف الحق ولا تدركه انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ارانا - 00:09:30
بعد العمى فقلوبنا هو اراهم فابصروها فاستجابت قلوبهم يقول فقلوبنا به ابي ما جاء به من الهدى ودين الحق موقنات اي بلغت الذروة في العلم فاعلى درجات العلم اليقين اعلى - 00:09:50
درجات العلم اليقين. فيقول رضي الله تعالى عنه في ما وصلت اليه قلوبهم بعد ما رأوا الهدى والبصائر والانوار التي جاء بها سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه قال به موقنات ان ما قال واقع. يعني ان ما اخبر به لا - 00:10:10
لابد ان يقع لا بد ان يكون لا محالة انه كائن واقع مهما تباعد ذلك ومهما انه مستحيل او انه لا تنبئ به مقدمات الوقائع الا انه لابد يقول وهكذا المؤمن اذا جاءه خبر الله او خبر رسوله صلوات الله وسلامه عليه يوقن يقينا جازما ان ما - 00:10:30
قال واقعه مهما كانت العوائق ومهما كانت الموانع وفي ما قصه الله تعالى من قصص الانبياء ما ذلك هذا نوح عليه السلام في صحراء قاحلة يأمره الله تعالى بان يصنع السفينة فيصنع السفينة - 00:11:00
في هذه الصحراء وكان قومه يمرون به ما يسخرون منه. لكنه لانه موقن بخبر الله بلغ حد اليقين في تصديق قول رب العالمين لم يكن يتردد في الاستجابة لامر الله بل مضى في امر الله وفعل ما فعل - 00:11:20
حتى اذا جاءهم الله امره الله تعالى بان يحمل في السفينة من يحمل. وكذلك موسى عليه السلام الله عز وجل امره بان يخرج ببني اسرائيل. فخرج عليه الصلاة والسلام ومعه بنو اسرائيل. فتبعه فرعون وقومه - 00:11:40
وحسد لذلك حسدا عظيما. فارسل فرعون في المدائن حاشرين. ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائضون وان لجميع الحاضرون. هذا كلام فرعون. في الاستعداد والتهيؤ تتبع واستقصاء وملاحقة موسى عليه السلام ومن معه. فاخرجاه من جنات وعيون وكنوز - 00:12:00
وقام الكريم كذلك واورثناها بني اسرائيل. فاتبعوهم مشرقين. فلما تراءى الجمعان قال اصحابه وهذي احدى الاختبارات التي يتبين بها صدق الايمان فان موسى وقومه فخرجوا وقد اخبرهم بان الله امرهم بالخروج. وانه سيجيب ولن يمكن عدوه منه. لكن المقدمات والوقائع - 00:12:30
تشير الى خلاف ذلك فالبحر امامه وفرعون من وراءه. فاتبعوهم مشركين فلما ترى الجمعان جمع موسى جمع فرعون قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ما الذي جعله يقول كلا ما عنده شيء - 00:13:00
فرعون وراه والبحر امامه وقد اوشكوا على الهلاك. مع هذا يقول بكل يقين كلا وهي ليست كلمة تردد او كلمة نفي فيها احتمال بل هي كلمة ردع وزجر ونفي مطلق كلا لا يكون هذا - 00:13:20
ان لمدركون لا يكون هذا كلا ان معي ربي سيهدين. هذا يقين. هذا اليقين الذي فيه الانسان بصدق وعد الله مهما تباعدت. الاسباب ومهما بدا خلاف ما يكون من الخواتيم. فالامر لله يفعل ما يشاء. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيقول. قال كلا ان - 00:13:40
سيهدين ثم اوحى الله تعالى اليه ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. شف حتى رحمة الله ببني اسرائيل انه ما خلى طريق واحد بل كانت طرق على حسب قبائلهم وعلى حسب - 00:14:10
جماعاتهم فكان كل زرق اي كل طريق انفلق بهذه الظربة كالطود العظيم الله تعالى هؤلاء بوعده جل في علاه. فقول عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه فيما يخبر قال - 00:14:30
عن عن حال الصحابة رضي الله تعالى عنه ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات ان ما قال واقع فقوله الحق صلى الله عليه وسلم وما قاله وما اخبر به لا بد ان يكون. ثم بعد ذلك انتقل الى ذكر جميل عمله - 00:14:50
فابتدأ بذكر العلم والعمل ثم ذكر العلم ثم عاد الى العمل. وفينا رسول الله يتلو كتابه اذا تبقى معروف من الفجر ساطع هذا علم وعمل ثم قال ارانا الهدى هذا علم ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا - 00:15:10
موقنات ان ما قال واقع بعد ذلك ذكر عمله صلوات الله وسلامه عليه يبيت يجافي جنبه عن فراشه يبيت يجافي جنبه اي يبعد جنبه عن فراشه وحال غيره اذا استثقل - 00:15:30
للمشركين المراجعون فشتان بين هاتين الحالين حال من هو قائم اناء الليل ساجدا وراكعا يرجو رحمة ربه ويحذر الاخرة. وبين من هو غافل عن الله عز وجل وعن ذكره. يظن ان - 00:15:50
او على خير ويأمل نفسه بالعطايا وهو قريب. سلك اسباب الحرمان. هذا بعض ما هي عليه صلوات الله وسلامه عليه في تقربه الى ربه. وهذا من كلام عبد الله بن الرواحة. يصف عظيم ما من الله تعالى به على - 00:16:10
امة الاسلام من هذا الرسول الكريم الذي جمع الله له كمال العلم وصلاح العمل. كمال العلم وصلاح العمل فنسأل الله ان يرزقنا علم النافع وعملا صالحا وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد. نعم. ثم بعد ذلك ذكر - 00:16:30
رحمه الله حديث عبد الله ابن عمر يقول قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قط - 00:16:50
فكأني لا اريد مكانا من الجنة الا طالت الي. ورأيتك ان اثنين اتيان ارادا ان يذهبا بي الى النار فتلقاهما ملك فقال لم ترع خلي يا عنه. فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:10
احدى رؤياي فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان عبد الله رضي الله يصلي من الليل وكانوا لا يزالوا ناقصون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا انها في الليلة السابعة من - 00:17:30
العشر الاواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت في العشر الاواخر فمن كان متحريا فليتحراها من العشر الاواخر. هذا الحديث حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وقد ساقه الامام البخاري رحمه الله. من حديث - 00:17:50
ايوب عن نافع عن عبد الله ابن عمر في خبر ما رآه وذلك ان الصحابة كانوا اذا رأوا رؤيا اخبروا وقصوا رؤياهم على النبي صلى الله عليه وسلم. فتمنى عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان يرى رؤيا - 00:18:10
رأى رؤيا رضي الله تعالى عنه فاخبر بها حفصة رضي الله تعالى عنها. يقول فيما قصه من خبر رؤياه لحفصة قال رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بيدي قطعة استبرق استبرق نوع من الحرير نوع من الحريم - 00:18:30
من الديباج كان في يده رضي الله تعالى عنه في الرؤيا فكأني لا اريد مكانا من الجنة الا طارت اليه يعني الى اريد جهة من جهات الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها الا اذا ذهبت اليه. وذهبت اليه وهي في يده اي طارت به فيما يظهر والله - 00:18:50
الاعلى يقول ورأيت هذي رؤيا غير الرؤيا السابقة يقول ورأيت كأني اتاني كانك اثنين اتيان ارادا ان يذهبا بي الى النار. اثنين يعني فيما يظهر من الملائكة. ويحتمل انه رأى اثنين - 00:19:10
اراد ان يذهب به الى النار وهو رضي الله تعالى عنه منقاد لهما في الذهاب الى الجهة التي يريدان. فتلقاهما ملك اي فاعترضهما ملك فقال لم ترع يعني لن يصيبك ما تكره ولن يصيبك ما يضرك - 00:19:30
ام ترى من الروع وهو الخوف والقلق والوجل. خليا عنه اي اطلقاه ولا تذهب به الى النار فقص الرؤيا يقول فقصص فقصت حفصة رضي الله تعالى عنها احدى رؤياي يعني واحدة من - 00:19:50
التنتين اللتين سبقتا فقد ذكر رؤيين الرؤية الاولى رؤية الاستبرق الذي في يده ما اراد شيئا مكانا في الجنة الا طارت اليه والرؤيا الثانية رؤية الرجلين الذين ذهبا به الى النار فلقيهما ملك فقال - 00:20:10
قال رضي الله تعالى عنه فقال فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم احدى رؤياي فقال قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل - 00:20:30
نعم الرجل عبد الله اي عبد الله بن عمر لو كان يصلي من الليل وكلمة نعمة كلمة مدح وثناء ولذلك تذكر هذه الكلمة في سياق الثناء والمدح. وهو وهي مستعملة في كلام الناس - 00:20:50
اذا قيل فلان قيلوا نعم. في بعض اللهجات ونعم يعني ونعم به انشاء مدح له. فهنا يقول النبي وسلم نعم الرجل عبد الله اي ما مدحه واثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالصلاح لو كان يصلي من الليل - 00:21:10
وهذي عرظ وحذف لتكميل الصلاح الذي عنده فعبر النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا بانها حث له على صلاة الليل نعمة رجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان عبد الله رضي الله تعالى عنه يصلي من الليل. وفي رواية اخرى من حديث سالم عن ابيه - 00:21:30
انه كان لا ينام الا قليلا كان لا ينام من الليل الا قليلا رضي الله تعالى عنه حرصا على طاعة الله واجتهادا فيما يباعده عن النار. ثم ذكر رضي الله تعالى عنه وكانوا لا يزالون يقصون على - 00:21:50
نبي نأتي اليه بعد قليل. هذا الخبر في جملة من الفوائد فيه ان الرؤى من الوحي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الرؤيا جزء من خمسة واربعين او ستة واربعين جزءا من النبوة - 00:22:10
وان النبوة قد ارتفعت ولم يبق منها الا الرؤيا. والرؤيا اما ان تكون من الله وهي الصالحة واما ان تكون من الشيطان وهي مكانة تحزينا وادخالا للغم على الانسان واما ان يكون من - 00:22:30
النفس اي ما يفكر فيه الانسان ويجول في خاطره له ثلاث احوال لكن ما كان من الله فقد يكون بشارة وقد وقد يكون نذاره. فهذه الرؤيا التي اخبر بها عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه. حفصة ففسرها النبي - 00:22:50
الله عليه وسلم هي من مما جمع التنبيه والبشارة اما التنبيه في ان هذين الرجلين اخذا بيده الى النار. واما البشارة فانه في الملك الذي اعترض طريقهما وقال لم خلي يا علي لم تراع خلي يا علي. رضي الله تعالى عنه. الرؤيا على هذا النحو ينبغي - 00:23:10
يعتني بالانسان وان يسر الله له من يعبرها فهذا حسن وجميل. لكن ينبغي مهما كانت الرؤيا جمالا ينبغي للانسان الا يغتر بها. فالرؤى تسر ولا تغر. تسر ويستبشر بها اذا رأى ما يسره لكنها لا تغره. تجعله يظن بنفسه خيرا اكثر مما - 00:23:40
عليه او يجعله يغتر او يعجب بنفسه او ينقطع عن العمل. ولذلك كان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه في هذه الرؤيا على غاية النشاط في تحقيق ما اوصى به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه حيث كان لا ينام من الليل الا قليلا في - 00:24:10
الصلاة والعبادة رضي الله تعالى عنه. وفيه من الفوائد جواز التوكيل في تعبير الرؤيا. في عبر الرؤى اذا عبد الله بن عمر لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه بل اوصى حفصة خص على حفصة وحفصة سألت النبي صلى الله - 00:24:30
عليه وسلم وفيه ذكر الرجل بما فيه من خير فان النبي صلى الله عليه وسلم اثنى على عبد الله ابن عمر فقال نعم الرجل عبد الله وفيه التنبيه الى ما يقي النار من الاعمال الصالحات ومنه القيام فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو - 00:24:50
ان يصلي من الليل وفي ادنى من اسباب الوقاية من النار ان يشتغل الانسان بقيام الليل. ان الانسان بقيام الليل فقيام الليل مما يقي به الانسان نفسه النار نسأل نسأل الله السلامة والعافية منها - 00:25:10
الرواية الثانية لما ذهب به الى النار قال اعوذ بالله من النار. اعوذ بالله من النار. فالاستعاذة بالله من النار ان النار يستعاذ بالله منها بطلب الاحتماء والاعتصام به جل وعلا منها. ولهذا جاء في - 00:25:30
حديث مسلم بن الحارث وان كان في اسناده بعضهما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من صلاة الصبح وصلاة المغرب ربي اجرني من النار ربي اكررها سبعا وفي حديث البراء بن عازب كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دبر صلاته ربي قني عذابك - 00:25:50
يوم تبعث عبادك. اما الحديث الاخر اما الحديث الاخر فهو فيما يتعلق اه قص الرؤيا المتعلقة بليلة القدر. قال وكانوا لا لا يزالون يقصون عن النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا. اي هذه عملهم على - 00:26:10
الدوام وهو جا في البخاري من حديث سمرة بن جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسألهم فيقول هل رأى منكم احد رؤيا وكان اذا رأى احدهم شيئا من الرؤى في منامه اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم اخبره وعبرها له صلوات الله وسلامه عليه - 00:26:30
فكانوا لا يرون شيئا لاخبروه مما له معنى فكان ان اخبروه صلى الله عليه وسلم عما يتعلق بليلة القدر. وكانوا لا يزالون يقصون على الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا انها في الليلة السابعة من العشر - 00:26:50
الليلة السابعة يعني ليلة سبعة وعشرين من العشر الاواخر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا ارى ارى رؤياكم قد تواطأت في العشر الاواخر اي اختلفت لكنها مجتمعة في انها في العشر الاواخر. فمن كان متحريها اي من كان طالبا - 00:27:10
من كان متحريها اي طالبا موافقتها فليتحرها من العشر الاواخر اي فليطلبها في ليالي العشر. وهذا يدل على صحة اعتماد الرؤيا في تعيين ليلة القدر. لكن ليس على وجه الجزم انما هو على وجه الظن - 00:27:30
فاذا رأى احدنا ان ليلة القدر ليلة احدى وعشرين رأى اخر انها ليلة خمس وعشرين رأى ثالثا انها ليلة سبع وعشرين لانه في هذه الحال لا يقال ان رؤيا فلان صواب ورؤيا ورؤيا غيره غير صواب بل يقال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ارى - 00:27:50
قد تواطأت على العسل اواخر فمن كان متحريها فليتحرها في العشر الاواخر. وفي من الفوائد مشروعية قري ليلة القدر وتحري ليلة القدر اي بذل الوسع في اصلاح العمل والجد بما يحب الله تعالى في هذه الليالي - 00:28:10
والمشروع في ليلة القدر تلاوة القرآن كثرة ذكر الله عز وجل كثرة الدعاء بهذا يكون قد ليلة القدر ليست آآ ليست تحري هو ان ينتظر علامة او ينتظر رؤيا او او يبحث عن علامة كما - 00:28:30
يفعله بعض الناس ليس هذا هو التحري النافع التحري نافع هو ان تعمر هذه الليالي بالعمل الصالح. نسأل الله ان يستعملنا واياكم في ما يحب ويرضى - 00:28:50