اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير. ان بطش ربك لشديد. انه هو يبدأ ويعيد وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد فعال لما يريد. هل اتاك حديث - 00:00:00
اودي فرعون وثمود. بل الذين كفروا في تكذيب. والله من وراء محيط. بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الايات يخبر تعالى عن عباده المؤمنين ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار بخلاف ما - 00:00:39
ما اعد لاعدائه من الحريق والجحيم. ولهذا قال ذلك الفوز الكبير ثم قال ان بطش ربك لشديد. اي ان بطشه وانتقامه من اعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا امرؤ لشديد عظيم قوي. فانه تعالى ذو القوة المتين. الذي ما شاء كان كما يشاء في مثل لمح - 00:01:15
بصري او هو اقرب. ولهذا قال انه هو يبدئ ويعيد. اي من قوته وقدرته التامة يبدئ ثم يعيده كما بدأ بلا بلا ممانع ولا مدافع وهو الغفور الودود ان يغفر ذنب من تاب - 00:01:43
اليه وخضع لديه ولو كان الذنب من اي شيء كان والودود قال ابن عباس وغيره هو الحبيب ذو العرش اي صاحب العرش المعظم العالي على جميع الخلائق والمجيد فيه قراءتان. الرفع على انه صفة للرب عز وجل. والجر على انه صفة للعرش. وكلاهما - 00:02:03
ما معنى صحيح فعال لما يريد اي مهما اراد فعله لا معقب لحكمه. ولا يسأل عما يفعل لعظمته وقهره وعدله كما روي كما روينا عن ابي بكر الصديق انه قيل له وهو في مرض الموت هل نظر اليك - 00:02:32
قال نعم قالوا فما قال لك؟ قال قال لي اني فعال لما لما اريد. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:02:55
كما ذكر المصنف رحمه الله مناسبة هذه الاية لما قبله ان انه لما ذكر في الاية السابقة ما اعده للمجرمين ذكر ما اعده لعباده المتقين وهكذا القرآن يأتي الاقداد في الافعال والنتائج - 00:03:18
فيذكر المؤمنين والكافرين ويذكر جزاء اهل الايمان وجزاء اهل الكفر يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار وذكر الايمان والعمل لبيان انه الموجب والسبب الذي استحقوا به - 00:03:40
هذا الجزاء فهم استحقوا هذا الاجر وفازوا بهذا العطاء الكبير من الله تعالى لانهم امنوا وعملوا الصالحات والايمان هو الاقرار بالقلب المستلزم للاذعان والقبول والعمل الصالح هو ثمرة ذلك الايمان - 00:04:02
بما يظهر على الجوارح واللسان من طيب القول وصالحه قال جل وعلا لهم جنات جنات جامع جنة وذلك ان الجنات متفاوتات وليس جنة واحدة. فقد ذكر الله تعالى في سورة الرحمن كم جنة ذكر - 00:04:24
اربعة ثنتان وثنتان فذكر اربع جنات جل وعلا في سورة الرحمن فهي جنات وليست جنة واحدة ولكن الجنة اسم لدار النعيم الكامل بصنوفه وشتى انواعه وما فيه من آآ نعيم يسمى الجنة لكنه ليس - 00:04:48
ذلك مانعا من تعددها بتعدد مراتبها ومنازلها وما اعده الله تعالى لاوليائه. فالله تعالى ذكر الجنة ثم قال ومن دونهما جنتان اي دونهما في الوصف والنعيم والفضل والمنزلة وما الى ذلك - 00:05:10
مما اه يتفاوت به اهل الجنة في منازلهم جنات جنات تجري من تحتها الانهار. جنات تجري من تحتها الانهار جريان الانهار من تحت الجنات دليل على كمال الانعام ونادى الجنات وان كانت متفاوتة في منازلها - 00:05:30
ومراتبها الا ان الجميع يشترك في انه تجري من تحتها الانهار فعلو الجنات لا يمنع من ان الانهار تجري من تحتها اليس الشأن كما هو الشأن في الدنيا اذا على المكان ارتفع وبعد عن الماء - 00:05:50
بل الجنة تجري مهما تفاوت اهل الجنة في منازلهم تجري من تحتها اي من تحت تلك الجنات الانهار. الانهار هنا جمع نهر وهو مجرى السيل مجرى الماء والجنة ليست نهرا واحدا لم يبين ما هذه الانهار؟ هي انهار - 00:06:06
متنوعة من ماء غير اس ومن لبن ومن عسل مصفى ومن خمر لذة للشاربين كما ذكر الله جل وعلا ذلك المشار اليه هذا العطاء وذلك الفظل الذي ذكره الله تعالى منه ان المؤمنين الذين عملوا الصالحات لهم جنات. ذلك - 00:06:32
الفوز الكبير اي هذا الفوز الذي لا اكبر منه فهو اكبر فوز يفوزه الانسان ان يفوز بالجنة. ولذلك قال الله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز والفوز - 00:06:54
الكبير مقدمته الايمان والعمل الصالح والصبر على ذلك فان الصبر على الايمان والعمل الصالح موجب لعطاء الله عز وجل كما قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ووصفه بالكبير - 00:07:16
لانه كبير في قدره كبير في مكانته كبير في وصفه فهو كبير من كل ناحية واذا وصف الكبير الشيء بانه كبير فان كبره يتجاوز كل تصور وخيال يقول الله تعالى بعد ان ذكر ثواب المؤمنين - 00:07:36
بعد ذكر وعيد المجرمين قال ان بطش ربك لشديد ان بطش ربك يقول المصنف بطشه ان بطشه وانتقامه من اعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا امره لشديد عظيم البطش الاصل هو الاخذ بشدة وعنف - 00:08:00
فاذا وصف البطش الذي هو اخذ بشدة وعنف بانه شديد فهذا شدة فوق شدة وعذاب فوق عذاب وعنف فوق عنف ان بطش ربك اظاف البطش اليه جل وعلا وهو اخذه - 00:08:29
ليه من كذب رسله واذى اولياءه لشديد اي قوي مؤلم كما قال الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فالاخذ هو البطش وهو المعاقبة على - 00:08:50
ما كان من الكفر وختم السورة بهذا تهديد للمكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم وان ما ما توعد الله تعالى به اصحاب الاخدود ليس وقفا عليهم ولا مقصورا على امم سبقت بل هو لكل من سار في طريقهم - 00:09:15
وسلك مسلكهم من اذى عباد الله و التسلط على اوليائه والصد عن سبيله. ان بطش ربك لشديد قال جل وعلا انه هو يبدأ ويعيد. هذه الجملة كالتعليل لما تظمنته الاية قبله - 00:09:37
فالاية قبل قبلها قال فيها ان بطش ربك لشديد لماذا؟ لانه جل وعلا يبدأ ويعيد انه يبدأ انه هو يبدأ ويعيد هو جل في علاه يبدأ الخلق من عدم ثم هو يعيده بعد ان يفنى - 00:10:01
هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ثم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين اعادته للشيء ابدأه للشيء ابداؤه الشيء ثم اعادته دليل على عظيم قدرته وقوته - 00:10:26
وقهره وانه لا يفوته شيء سبحانه وبحمده وهذا ليس في انسان واحد ولا في مخلوق واحد ولا في البشر بس ليس في البشر فقط بل هو في جميع الخلق وما من دابة في السماوات ولا في الارض وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه - 00:10:52
الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء قال ثم الى ربهم يحشرون كل هؤلاء يجمعون يوم القيامة ويأتون الله جل في علاه في علاه الذي هذا شأنه جل في علاه - 00:11:12
بطشه شديد فهذا تعليل لما قبله ثم عاد بعد ذكر هذه العقوبة او بعد ذكر هذه الاوصاف له جل في علاه قال ان قال وهو الغفور الودود وهذا فيه كمال رحمة الله - 00:11:27
بعباده حتى من كذب رسله واذى اولياءه فانه لا يغلق عنهم الباب بل يذكرهم بعظيم ما عنده من المغفرة والرحمة والود يقول جل وعلا وهو الغفور الودود. الغفور الذي تجاوز عن السيئات السيئات مهما عظمت وكبرت - 00:11:46
والودود الذي يحب الطائعين والتوابين كما قال الله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. الودود مأخوذ من الود وهو غاية الحب اشده واعلاه لذلك قال المصنف هنا رحمه الله يغفر ذنب من تاب اليه وخضع - 00:12:13
لدينه ولو كان الذنب من اي شيء كان وسبحان من تلاشت في جنب رحمته ومغفرته الذنوب قال والودود؟ قال ابن عباس هو الحبيب يحب اولياءه ويحبونه كما قال تعالى جل وعلا في كتابه ومن يرتد منكم عن دينه - 00:12:34
فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه قدم يحبهم لان الشأن ان يحبك الله واما محبة العباد لله فهذا مفطور عليه قلوبهم و تقوده اليه ويقودهم اليه احسانه فالقلوب مجبولة على محبة المحسن - 00:12:58
لكن الاصطفاف ان يحبك الله جل في علاه قال ذو العرش المجيد هذا تمجيد له جل في علاه ذو العرش اي صاحبه والعرش هو الذي استوى عليه جل في علاه وهو سرير الملك كما عرفه بذلك - 00:13:21
جماعة من اهل العلم وهو اعظم خلق الله ولذلك يذكره الله تعالى في مقامات التمجيد له هو اعظم خلقا من السماوات واعظم خلقا من سائر الخلق قصه الله بخاصية انه عليه استوى جل في علاه كما قال الرحمن - 00:13:37
على العرش استوى واستواؤه على العرش مقرون في كثير من مواطن الذكر برحمته. في سبعة مواضع من كتابه يذكر الله تعالى الاستواء ويذكر معه صفة الرحمة الرحمن على العرش استوى - 00:13:59
لان الاستواء على العرش وهو سير الملك يلقي في القلب هيبة وعظمة لهذا الذي استوى على العرش مما قد يجعل القلوب تنفر او تخاف عندما ذكرت رحمته جل في علاه كان ذلك محفزا على الاقبال اليه. وهنا قال وهو الغفور الودود ذو العرش - 00:14:23
صاحبه ثم قال المجيد والمجيد فيها قراءتان المجيد وصف للعرش او المجيد وصف لله جل في علاه وكلاهما صحيح فهو المجيد وعرشه مجيد والمجيد الجامع لخصال المجد والمجد لا يوصف - 00:14:52
مثل هذه الاسماء لا تفسر بمعنى واحد بل معناها مستفاد من مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه المجيد والحميد والعظيم وما اشبه ذلك هذه لا تفسر بمعنى واحد ذو العظمة ذو المجد لكن هذا - 00:15:15
لا يكتسب بمعنى واحد ليس مثل الغني الغني الذي لا يفتقر الى شيء السميع الذي يدرك المسموعات فلا يغيب عنه شيء هذه الصفات كمال في معاني خاصة لكن المجد والحمد - 00:15:37
عميد والعظمة مستفادة من مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه ولهذا قال بعض اهل العلم انه من من الاسم الاعظم فالاسم الاعظم هو كل اسم دل على كمال الرب - 00:15:57
باتساع كالعظيم والمجيد والحميد والصمد والقيوم والحي والله لانها لا تستفاد معانيها من مفردات معاني انما من من مجموع مجمل ما ذكر الله تعالى من صفاته. قال جل في علاه وهو الغفور الودود - 00:16:14
ذو العرش المجيد بعد ذلك قال فعال لما يريد ختم الله تعالى الاوصاف التي ذكرها في هذه الايات بهذه الصفة فعال لانها ثمرة ذلك فمن كان على نحو ما ذكر فهو فعال لما يريد - 00:16:37
وفعال لما يريد اي انه جل وعلا يمضي ما شاء وفعال صيغة مبالغة لكثرته وعظيمه فيأتي تأتي صيغة المبالغة لبيان كثرة الشيء ولبيان عظمته في قدره وكيفيته فهو فعال لما يريد سبحانه وبحمده - 00:17:02
ما اراده لابد ان يكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال بعد هذا هل اتاك حديث الجنود؟ عاد ليذكر اهل مكة ويصبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:24
باخبار من مضى من الامم التي كذبت فحل بها ما حل من العقوبات. يقول جل وعلا هل اتاك حديث الجنود - 00:17:43
التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير. ان بطش ربك لشديد. انه هو يبدأ ويعيد وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد فعال لما يريد. هل اتاك حديث - 00:00:00
اودي فرعون وثمود. بل الذين كفروا في تكذيب. والله من وراء محيط. بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الايات يخبر تعالى عن عباده المؤمنين ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار بخلاف ما - 00:00:39
ما اعد لاعدائه من الحريق والجحيم. ولهذا قال ذلك الفوز الكبير ثم قال ان بطش ربك لشديد. اي ان بطشه وانتقامه من اعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا امرؤ لشديد عظيم قوي. فانه تعالى ذو القوة المتين. الذي ما شاء كان كما يشاء في مثل لمح - 00:01:15
بصري او هو اقرب. ولهذا قال انه هو يبدئ ويعيد. اي من قوته وقدرته التامة يبدئ ثم يعيده كما بدأ بلا بلا ممانع ولا مدافع وهو الغفور الودود ان يغفر ذنب من تاب - 00:01:43
اليه وخضع لديه ولو كان الذنب من اي شيء كان والودود قال ابن عباس وغيره هو الحبيب ذو العرش اي صاحب العرش المعظم العالي على جميع الخلائق والمجيد فيه قراءتان. الرفع على انه صفة للرب عز وجل. والجر على انه صفة للعرش. وكلاهما - 00:02:03
ما معنى صحيح فعال لما يريد اي مهما اراد فعله لا معقب لحكمه. ولا يسأل عما يفعل لعظمته وقهره وعدله كما روي كما روينا عن ابي بكر الصديق انه قيل له وهو في مرض الموت هل نظر اليك - 00:02:32
قال نعم قالوا فما قال لك؟ قال قال لي اني فعال لما لما اريد. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:02:55
كما ذكر المصنف رحمه الله مناسبة هذه الاية لما قبله ان انه لما ذكر في الاية السابقة ما اعده للمجرمين ذكر ما اعده لعباده المتقين وهكذا القرآن يأتي الاقداد في الافعال والنتائج - 00:03:18
فيذكر المؤمنين والكافرين ويذكر جزاء اهل الايمان وجزاء اهل الكفر يقول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار وذكر الايمان والعمل لبيان انه الموجب والسبب الذي استحقوا به - 00:03:40
هذا الجزاء فهم استحقوا هذا الاجر وفازوا بهذا العطاء الكبير من الله تعالى لانهم امنوا وعملوا الصالحات والايمان هو الاقرار بالقلب المستلزم للاذعان والقبول والعمل الصالح هو ثمرة ذلك الايمان - 00:04:02
بما يظهر على الجوارح واللسان من طيب القول وصالحه قال جل وعلا لهم جنات جنات جامع جنة وذلك ان الجنات متفاوتات وليس جنة واحدة. فقد ذكر الله تعالى في سورة الرحمن كم جنة ذكر - 00:04:24
اربعة ثنتان وثنتان فذكر اربع جنات جل وعلا في سورة الرحمن فهي جنات وليست جنة واحدة ولكن الجنة اسم لدار النعيم الكامل بصنوفه وشتى انواعه وما فيه من آآ نعيم يسمى الجنة لكنه ليس - 00:04:48
ذلك مانعا من تعددها بتعدد مراتبها ومنازلها وما اعده الله تعالى لاوليائه. فالله تعالى ذكر الجنة ثم قال ومن دونهما جنتان اي دونهما في الوصف والنعيم والفضل والمنزلة وما الى ذلك - 00:05:10
مما اه يتفاوت به اهل الجنة في منازلهم جنات جنات تجري من تحتها الانهار. جنات تجري من تحتها الانهار جريان الانهار من تحت الجنات دليل على كمال الانعام ونادى الجنات وان كانت متفاوتة في منازلها - 00:05:30
ومراتبها الا ان الجميع يشترك في انه تجري من تحتها الانهار فعلو الجنات لا يمنع من ان الانهار تجري من تحتها اليس الشأن كما هو الشأن في الدنيا اذا على المكان ارتفع وبعد عن الماء - 00:05:50
بل الجنة تجري مهما تفاوت اهل الجنة في منازلهم تجري من تحتها اي من تحت تلك الجنات الانهار. الانهار هنا جمع نهر وهو مجرى السيل مجرى الماء والجنة ليست نهرا واحدا لم يبين ما هذه الانهار؟ هي انهار - 00:06:06
متنوعة من ماء غير اس ومن لبن ومن عسل مصفى ومن خمر لذة للشاربين كما ذكر الله جل وعلا ذلك المشار اليه هذا العطاء وذلك الفظل الذي ذكره الله تعالى منه ان المؤمنين الذين عملوا الصالحات لهم جنات. ذلك - 00:06:32
الفوز الكبير اي هذا الفوز الذي لا اكبر منه فهو اكبر فوز يفوزه الانسان ان يفوز بالجنة. ولذلك قال الله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز والفوز - 00:06:54
الكبير مقدمته الايمان والعمل الصالح والصبر على ذلك فان الصبر على الايمان والعمل الصالح موجب لعطاء الله عز وجل كما قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ووصفه بالكبير - 00:07:16
لانه كبير في قدره كبير في مكانته كبير في وصفه فهو كبير من كل ناحية واذا وصف الكبير الشيء بانه كبير فان كبره يتجاوز كل تصور وخيال يقول الله تعالى بعد ان ذكر ثواب المؤمنين - 00:07:36
بعد ذكر وعيد المجرمين قال ان بطش ربك لشديد ان بطش ربك يقول المصنف بطشه ان بطشه وانتقامه من اعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا امره لشديد عظيم البطش الاصل هو الاخذ بشدة وعنف - 00:08:00
فاذا وصف البطش الذي هو اخذ بشدة وعنف بانه شديد فهذا شدة فوق شدة وعذاب فوق عذاب وعنف فوق عنف ان بطش ربك اظاف البطش اليه جل وعلا وهو اخذه - 00:08:29
ليه من كذب رسله واذى اولياءه لشديد اي قوي مؤلم كما قال الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فالاخذ هو البطش وهو المعاقبة على - 00:08:50
ما كان من الكفر وختم السورة بهذا تهديد للمكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم وان ما ما توعد الله تعالى به اصحاب الاخدود ليس وقفا عليهم ولا مقصورا على امم سبقت بل هو لكل من سار في طريقهم - 00:09:15
وسلك مسلكهم من اذى عباد الله و التسلط على اوليائه والصد عن سبيله. ان بطش ربك لشديد قال جل وعلا انه هو يبدأ ويعيد. هذه الجملة كالتعليل لما تظمنته الاية قبله - 00:09:37
فالاية قبل قبلها قال فيها ان بطش ربك لشديد لماذا؟ لانه جل وعلا يبدأ ويعيد انه يبدأ انه هو يبدأ ويعيد هو جل في علاه يبدأ الخلق من عدم ثم هو يعيده بعد ان يفنى - 00:10:01
هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ثم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين اعادته للشيء ابدأه للشيء ابداؤه الشيء ثم اعادته دليل على عظيم قدرته وقوته - 00:10:26
وقهره وانه لا يفوته شيء سبحانه وبحمده وهذا ليس في انسان واحد ولا في مخلوق واحد ولا في البشر بس ليس في البشر فقط بل هو في جميع الخلق وما من دابة في السماوات ولا في الارض وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه - 00:10:52
الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء قال ثم الى ربهم يحشرون كل هؤلاء يجمعون يوم القيامة ويأتون الله جل في علاه في علاه الذي هذا شأنه جل في علاه - 00:11:12
بطشه شديد فهذا تعليل لما قبله ثم عاد بعد ذكر هذه العقوبة او بعد ذكر هذه الاوصاف له جل في علاه قال ان قال وهو الغفور الودود وهذا فيه كمال رحمة الله - 00:11:27
بعباده حتى من كذب رسله واذى اولياءه فانه لا يغلق عنهم الباب بل يذكرهم بعظيم ما عنده من المغفرة والرحمة والود يقول جل وعلا وهو الغفور الودود. الغفور الذي تجاوز عن السيئات السيئات مهما عظمت وكبرت - 00:11:46
والودود الذي يحب الطائعين والتوابين كما قال الله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. الودود مأخوذ من الود وهو غاية الحب اشده واعلاه لذلك قال المصنف هنا رحمه الله يغفر ذنب من تاب اليه وخضع - 00:12:13
لدينه ولو كان الذنب من اي شيء كان وسبحان من تلاشت في جنب رحمته ومغفرته الذنوب قال والودود؟ قال ابن عباس هو الحبيب يحب اولياءه ويحبونه كما قال تعالى جل وعلا في كتابه ومن يرتد منكم عن دينه - 00:12:34
فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه قدم يحبهم لان الشأن ان يحبك الله واما محبة العباد لله فهذا مفطور عليه قلوبهم و تقوده اليه ويقودهم اليه احسانه فالقلوب مجبولة على محبة المحسن - 00:12:58
لكن الاصطفاف ان يحبك الله جل في علاه قال ذو العرش المجيد هذا تمجيد له جل في علاه ذو العرش اي صاحبه والعرش هو الذي استوى عليه جل في علاه وهو سرير الملك كما عرفه بذلك - 00:13:21
جماعة من اهل العلم وهو اعظم خلق الله ولذلك يذكره الله تعالى في مقامات التمجيد له هو اعظم خلقا من السماوات واعظم خلقا من سائر الخلق قصه الله بخاصية انه عليه استوى جل في علاه كما قال الرحمن - 00:13:37
على العرش استوى واستواؤه على العرش مقرون في كثير من مواطن الذكر برحمته. في سبعة مواضع من كتابه يذكر الله تعالى الاستواء ويذكر معه صفة الرحمة الرحمن على العرش استوى - 00:13:59
لان الاستواء على العرش وهو سير الملك يلقي في القلب هيبة وعظمة لهذا الذي استوى على العرش مما قد يجعل القلوب تنفر او تخاف عندما ذكرت رحمته جل في علاه كان ذلك محفزا على الاقبال اليه. وهنا قال وهو الغفور الودود ذو العرش - 00:14:23
صاحبه ثم قال المجيد والمجيد فيها قراءتان المجيد وصف للعرش او المجيد وصف لله جل في علاه وكلاهما صحيح فهو المجيد وعرشه مجيد والمجيد الجامع لخصال المجد والمجد لا يوصف - 00:14:52
مثل هذه الاسماء لا تفسر بمعنى واحد بل معناها مستفاد من مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه المجيد والحميد والعظيم وما اشبه ذلك هذه لا تفسر بمعنى واحد ذو العظمة ذو المجد لكن هذا - 00:15:15
لا يكتسب بمعنى واحد ليس مثل الغني الغني الذي لا يفتقر الى شيء السميع الذي يدرك المسموعات فلا يغيب عنه شيء هذه الصفات كمال في معاني خاصة لكن المجد والحمد - 00:15:37
عميد والعظمة مستفادة من مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه ولهذا قال بعض اهل العلم انه من من الاسم الاعظم فالاسم الاعظم هو كل اسم دل على كمال الرب - 00:15:57
باتساع كالعظيم والمجيد والحميد والصمد والقيوم والحي والله لانها لا تستفاد معانيها من مفردات معاني انما من من مجموع مجمل ما ذكر الله تعالى من صفاته. قال جل في علاه وهو الغفور الودود - 00:16:14
ذو العرش المجيد بعد ذلك قال فعال لما يريد ختم الله تعالى الاوصاف التي ذكرها في هذه الايات بهذه الصفة فعال لانها ثمرة ذلك فمن كان على نحو ما ذكر فهو فعال لما يريد - 00:16:37
وفعال لما يريد اي انه جل وعلا يمضي ما شاء وفعال صيغة مبالغة لكثرته وعظيمه فيأتي تأتي صيغة المبالغة لبيان كثرة الشيء ولبيان عظمته في قدره وكيفيته فهو فعال لما يريد سبحانه وبحمده - 00:17:02
ما اراده لابد ان يكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال بعد هذا هل اتاك حديث الجنود؟ عاد ليذكر اهل مكة ويصبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:24
باخبار من مضى من الامم التي كذبت فحل بها ما حل من العقوبات. يقول جل وعلا هل اتاك حديث الجنود - 00:17:43