بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن جزير رحمه الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. الايات الى قوله تعالى ان الله على كل شيء قدير - 00:00:00
قوله ومن الناس اصل الناس اناس لانه مشتق من الانس. وهو اسم جمع وحذفت الهمزة مع لام التعريف تخفيفا من يقول ان كانت اللام في الناس للجنس فمن موصوفة وان جعلتها للعهد فمن موصولة - 00:00:25
وافرض الضمير في يقول راعيا للفظ من وما هم بمؤمنين هم المنافقون وكانوا جماعة من الاوس والخزرج رأسهم عبدالله ابن ابي ابن سلول يظهرون الاسلام ويسرون الكفر ويسمى الان من كان كذلك زنديقا. وهم في الاخرة مخلدون في النار - 00:00:45
واما في الدنيا فان لم تقم عليهم بينة فحكمهم كالمسلمين في دمائهم واموالهم وان شهد على معتقدهم شاهدان عدلان فمذهب مالك القتل دون الاستتابة ومذهب الشافعي الاستتابة وترك القتل فان قيل كيف جاء قولهم امنا جملة فعلية وما هم بمؤمنين جملة اسمية فهلا طابقتها - 00:01:10
فالجواب ان قوله وما هم بمؤمنين ابلغ واوكد في نفي الايمان عنهم من ان لو قال وما امنوا فان قيل لما جاء قولهم امنا مقيدا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين مطلقا - 00:01:40
فالجواب انه يحتمل وجهين. التقييد وتركه لدلالة الاول عليه طلوا عليه فالجواب انه يحتمل وجهين التقييد وتركه لدلالة الاول عليه والاطلاق وهو اعم في سلبهم عن الايمان الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:57
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الصنف الثالث من اصناف الناس الذين ذكرهم الله تعالى في اول سورة البقرة وهم اهل الايمان المتقون ثم اهل الكفر المكذبون ثم هذا هو الصنف الثالث - 00:02:21
وهم المذبذبون المنافقون الذين اظهروا الايمان وابطلوا الكفر يقول الله تعالى ومن الناس اي من اصنافهم واجناسهم بي ايمانهم بهذا الكتاب وما جاء به من يقول امنا اي من يزعم - 00:02:42
الايمان فقوله ان كان اللام في الناس للجنس فمن موصوفة ومن الناس الالف واللام هنا تحتمل وجهين الوجه الاول انها للجنس فتكون مستوعبة لهذا الجنس جميعه ويحتمل ان تكون للعهد - 00:03:09
والمراد بالعهد هنا العهد الذهني وهم المنافقون الذين عهد خبرهم المخاطبون بهذا الكتاب فاذا كانت الالف واللام الجنس كان قوله جل وعلا من يقول موصوفة يعني نكرة موصوفة تصف هؤلاء - 00:03:40
وان جعلتها للعهد فمن موصولة يعني بمعنى الذي هكذا قال المفسر رحمه الله وجرى في هذا على ما قاله الزمخشري وغيره وقيل بل يصلح ان تكون موصوفة وموصولة سواء قيل انها للجنس او قيل انها للعهد - 00:04:12
ومال الى هذا صاحب البحر صاحب البحر المحيط قال رحمه الله وافرد الظمير في يقول رعيا للفظ للفظ من؟ يعني اذا كان بمعنى الذي فلماذا يقول من يقول ولم يقل يقولون من يقولون - 00:04:43
واضح؟ نعم لانه يخبر عن ناس وليس عن فرض قال افرده افرد الظمير في يقول راعيا لللفظ لفظ من؟ لفظ مفرد قال وما هم بمؤمنين هم المنافقون نفى الله تعالى عنهم الايمان - 00:05:07
ثم بين من هم قال رحمه الله ويسمى الان من كان كذلك زنديقا. الزنديق هو ظاهر كلام المؤلف ان هذا اصطلاح حادث حيث قال ويسمى الان يعني في زمانه رحمه الله وهو من علماء القرن الثامن الهجري - 00:05:26
ولكن الظاهر من استعمال السلف انهم يطلقون الزنديق على المنافق فهو استعمال قديم وليس حديثا فاذا قالوا زنديق ارادوا به المنافق قال رحمه الله وهو وهو يسمى الان ويسمى الان. من كان كذلك زنديقا وهم في الاخرة مخلدون في النار - 00:05:47
واما في الدنيا لأنه لأنه ليس معهم ايمان ويوم القيامة يبدو مكنون الظمائر وهؤلاء ليس في سرائرهم من الايمان شيء قال واما في الدنيا يعني فما حكمهم فان لم تقم عليهم بينة فحكمهم كالمسلمين في دمائهم واموالهم يعني في ايش - 00:06:15
في عصمة الدم والمال وان شهد على معتقدهم شاهدان عدلان بانهما صدر منهما ما يدل على باطنهما ولا لا يمكن الشهادة على الباطل المقصود شهد شاهدان عدلان بانه ظهر منهما - 00:06:38
ما يدل على الكفر ما يصدق باطنهما وليس المقصود شهد شاهدان على انهم منافقون لان هذا لا يمكن الشهادة به. لا يمكن ان يشهد احد على ما في قلب غيره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:02
لخالد لما قال كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا على عن بطونهم او قلوبهم فالنبي صلى الله عليه وسلم قرر ان الحكم على الظاهر - 00:07:16
وانه وان كان يحتمل هذا ان احدا يتكلم بلسانه ما ليس في قلبه لكن العبرة بما ظهر فالمقصود بالشهادة هنا الشهادة على ايش على ظهور ما يدل على الكفر وليس على - 00:07:33
النفاق فان هذا لا يعلمه الا الله عز وجل قال فمذهب مالك القتل دون الاستتابة لماذا لانه لا يمكن التحقق من التوبة وكل من لا يمكن التحقق من توبته فقد ذهب مالك وجماعة - 00:07:49
من اهل العلم الى انه يقتل دون استتابة لانه لا يمكن التثبت من صدقه ومنهم الساحر واما مذهب الامام الشافعي فرأى الاستتابة فان تاب ترك القتل اعمالا للظاهر قال وهذا في الراجح فيها انه يرجع الى اجتهاد الحاكم - 00:08:08
قال رحمه الله آآ قيل كيف جاء امنا؟ جملة فعلية في قوله آآ ومن الناس من يقول امنا وفي النفي قال ما هم وما هم بمؤمنين. وهي جملة اسمية المتبادر ان يتطابق الاثبات والنفي - 00:08:32
فبما انه فبما انهم قالوا امنا فالنفي ما امنوا قال رحمه الله في الجواب عن هذا قال ان قوله ان قولهم وما هم بمؤمنين ابلغ واوكد في نفي الايمان عنهم - 00:08:56
لماذا لانه يثبت انهم لم يؤمنوا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون منهم ايمان في المستقبل الجملة الاسمية دالة على الاستمرار والدوام بخلاف الفعلية فهي دالة على زمن الفعل. وهذا - 00:09:15
وهذا والذي صدر منهم خبر عن الماضي ولذلك قال رحمه الله ابلغ واوكد بنفي الايمان وهذا من بلغة القرآن من اه اسرار البيان فيه. يقول رحمه الله آآ يقول رحمه الله وما فان قيل لما جاء قولهم امنا مقيدا - 00:09:31
بالله واليوم الاخر ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وفي النفي لم يأتي مقيدا قيل انه يحتمل وجهين الوجه الاول ان التقييد مستحظر ولكن ترك ذكره لتقدمه فقوله وما هم بمؤمنين بالله وباليوم الاخر - 00:09:56
والوجه الثاني ان انه اراد بذلك النفي المطلق للايمان بكل ما يجب الايمان به. من الايمان بالله واليوم الاخر وسائر ما يجب الايمان به وهذا وجه اخر وكلاهما له حظ من النظر ويمكن حمل - 00:10:25
الحقيقة ان الوجه الثاني اعم الوجه الثاني الاطلاق اعم لانه ينفي الايمان بالله واليوم الاخر وسائر ما يطلب الايمان به نعم قوله يخادعون اي يفعلون فعل المخادع ويرومون الخدع باظهار خلاف ما يسرون - 00:10:50
وقيل معناه يخادعون رسول الله صلى الله عليه وسلم والاول اظهر وما يخادعون الا انفسهم اي وبال فعلهم راجع عليهم وقرأ وما يخدعون بفتح الياء من غير الف من خدع وهو ابلغ في المعنى. لانه يقال خادع اذا رام الخداع - 00:11:10
دعا اذا تم له وما يشعرون حذف معموله اي لا يشعرون انهم يخدعون انفسهم. طيب قوله تعالى يخادعون الله والذين امنوا يخادعون اي يفعلون فعل المخادع والمخادع هو الذي يظهر - 00:11:32
امرا ويريد الوصول الى خلافه يشبه المحتال الخداع والاحتيال معناهما واحد وهو اظهار خلاف المقصود والمطلوب فيظهر الايمان ويبطل الكفر. يظهر الموالاة ويبطل المعاداة هذا الخداع فقوله يفعلون فعل المخادع ويرمون الخداع اي يقصدونه باظهار خلاف - 00:11:57
ما يسرون وقيل معناه يخدعون رسول الله يعني ان الخداع ليس على الله لان الله لا تخفى عليه خافية وانما الخداع لمن بلغهم الرسالة والواسطة بينه وبين الله وهو رسول الله. فجعل خداع الرسول خداعا لله عز وجل. يخادعون الله - 00:12:30
وقيل يعني اه هذا وجه آآ يفعلون فعل المخادع وان كانوا لا يصلون اليه ولذلك قال فعل المخادع وليس ثمة مخادعة حقيقية لان الله عالم بسرائرهم فلا تخفى عليه منهم خافي يعلم خائنة الاعين وما تخفي - 00:13:00
الصدور لكنهم يفعلون فعل ذلك ظنا منهم. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا باعتبار ما يرونه في فعلهم وما يقصدونه لا كبار ما يكون في حق الله عز وجل - 00:13:20
وهذا له شواهد ان يظن الانسان بفعله امرا خلاف الواقع كما قال الله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم - 00:13:37
كثيرا مما تعملون فهذا ظنهم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين نفس الامر وهذا لكن ليس في حق الله. الكلام على شيء يتعلق بالله عز وجل اه هذا - 00:13:58
الوجه الاول. الوجه الثاني انهم اه يخادعون رسول الله قال والاول اظهر وهو الصواب قال رحمه الله في في قوله تعالى وما يخدعون الا انفسهم قال اي وبال فعلهم راجع عليهم - 00:14:18
ان الواقع انهم انما خدعوا انفسهم وهذه الحقيقة انهم انما اوقعوا هذا الخداع بانفسهم اذ ظنوا ان هذا الفعل سيخفى على الله ويصلون الى مرادهم من عصمة دمائهم واموالهم مع ابطالهم الكفر - 00:14:40
وعدم ايمانهم بالله وما يجب الايمان به قال وما يخدعون الا انفسهم اي وبال فعلهم راجعون اليهم وقرأ وما يخدعون نعم ايوا يخدعون بفتح الياء من غير من غير الف - 00:15:03
هذا وما يخادعون الا انفسهم. هذا وجه هذه قراءة وهي التي جرى عليها اولا اي وبال خداعهم عائد عليهم وقرأ وما يخدعون الا انفسهم نعم وما يخدعون اي من غير الف - 00:15:23
والفرق بينهما قال قال في الفرق بينهما ان يخادع يقصد الخداع لكن قد يتم له وقد لا يتم لكن يخدع يقصد الخداع ويدركه يقصد الخداع ويدركه ولذلك قال وهو ابلغ في المعنى اي الوجهين ابلغ خادعون او يخدعون وما يخدعون الا انفسهم او وما - 00:15:39
خادعون الا انفسهم وما يخدعون لانه لانهم ادركوا ذلك اي وقع بهم الخداع قال رحمه الله وما يشعرون يعني وما يعلمون قال رحمه الله اي لا يشعرون انهم يخدعون انفسهم - 00:16:12
والصواب ان النفي هنا يقول حذف معموله يعني معمول يشعرون ما يشعرون بايش حذف معموله والقاعدة انه اذا حذف المعمول افاد العموم فهم لا يعلمون انهم خدعوا انفسهم ولا يعلمون ان الله مطلع على خداعهم ولا يعلمون شؤم ذلك الذي وقعوا فيه في الدنيا والاخرة - 00:16:31
اخره فالمنفي ليس فقط انهم انهم لا يعلمون انهم خدعوا انفسهم بل يشمل ذلك وغيره. اما معنى ما يشعرون يعني ما يعلمون لكن نفي الشعور اخص من العلم ولذلك فارق بينهما في هذه الاية قال وما يشعرون وفي الاية الاخرى سيأتي في قوله تعالى - 00:17:00
آآ ولكن لا يعلمون. سيأتي الفرق بينهما في ذلك الموضع. نعم في قلوبهم مرض يحتمل ان يكون حقيقة وهو الالم الذي يجدونه من الخوف وغيره وان يكون مجازا بمعنى الشك او الحسد. يعني وجهان - 00:17:28
للمرض اما الم حقيقي واما الم معنوي اما مرظ يصحبه الم حقيقي واما الم مرض معنوي والذي يظهر انهما حسي ومعنوي حسي بما يشعرونه من الم في قلوبهم بالرعب والخوف والقلق والاضطراب - 00:17:47
هذا الحسي. واما المعنوي فهو الظلمة التي تغشى قلوبهم الظنك الذي يصيبهم فالمعنى يعني متقاربا في قلوبهم مرض مرض حسي مرض معنوي يصحبه حسي حسي ليس متعلقا بضعف عمل القلب - 00:18:13
انما حسي بما يسكن قلوبهم من الظيق والقهوة والرعب والخوف وهي وان كانت امور معنوية لكنها آآ تظهر باثارها على قلب الانسان وعمله نعم قوله فزادهم يحتمل الدعاء والخبر يعني احتمال انه زادهم يخبر انه - 00:18:39
زادهم مرضا بخداعهم ويخبر انه دعا عليه او انه دعاء عليهم فزادهم اي اللهم زدهم وكلاهما يحتمله اللفظ قوله يكذبون بالتشديد اي يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم. وقرأ بالتخفيف اي يكذبون في قولهم امنا. وهذا السبب - 00:19:07
ثبوت المرض وزيادته فزادهم الله مرضا بما كانوا يكذبون اي زادهم الما وحيرة وضيقا وكدرا بسبب تكذيمو. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم الكذب ريبة الكذب عموما يصيب القلب - 00:19:31
القلق عدم الاطمئنان وكلما كان الكذب اعظم كان ما يعقبه في القلب من القلق والظيق والظلمة والمرض اعظم الكذب على الله وعلى رسوله ليس كالكذب على الخلق كلما كان الكذب اعظم كان اثره في القلب اكبر - 00:19:53
نعم قوله لا تفسدوا اي بالكفر والنميمة وايقاع الشر وغير ذلك انما نحن مصلحون يحتمل ان يكون جحودا للكفر لقولهم امنا. او اعتقادا انهم على اصلاح كما امن الناس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه او التعليل. وما يحتمل ان تكون كافة - 00:20:22
مهيئة كما هي في ربما او ربما وان تكون مصدرية طيب قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض - 00:20:49
اي بما تفعلونه من تكذيب وكفر وصد عن سبيل الله وخداع وغير ذلك مما يفعلونه من سيء الاعمال فالفساد هنا بما يكون من تكذيب الله ورسوله وعدم الايمان بالله ورسوله - 00:21:07
فهو افساد معنوي يعقبه افساد حسي ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا فكل معصية هي نوع من الفساد في الارض ويتأثر بها الشجر والحجر وسائر ما في الارض من خلق الله عز وجل - 00:21:33
وهذا معنى قوله اي بالكفر والنميمة وايقاع الشر وغير ذلك قالوا انما نحن مصلحون اي رد ذلك بالاستكبار حيث حصروا الاصلاح تيهم قالوا انما نحن مصلحون فلا مصلح سواهم وانهم لا يتطرق اليهم شك فيما هم فيه من اصلاح وهم في ذلك - 00:21:57
اه كاذبون ومخالفون للواقع. قال الله تعالى الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون لما حصر هؤلاء الاصلاح في انفسهم جاء تكذيبهم على نحو اقرارهم الا انهم هم المفسدون فلا مفسد غيره - 00:22:27
وهذا يفيد تمكن الافساد في اعمالهم وانهم من اعظم المفسدين في الارض الا انهم مفسدون ولكن لا يشعرون اي لا لا علم لهم بهذا الذي اخبر الله تعالى من انهم على فساد وهذا لا يعني انهم لا يشعرون - 00:22:55
يعني اه نفي العلم الذي يحصل به التكليف. لكن هذا نفي العلم الناتج عن استحكام الضلالة فاذا استحكمت الضلالة في القلب عمي البصر وهذا كما نفى الله تعالى عنهم السمع والبصر - 00:23:15
والعقل فانه نفي لذلك بالنظر الى ما تمكن فيه من ظلال يعني تمكن فيهم الظلال الى مرحلة عموا فيها عن الهدى فلا يعلمونه ولا يبصرونه ولا يسمعونه ولا يدركونه فالمنفي هنا ليس - 00:23:35
العلم او الادراك الذي يحصل به التكليف بل هذا حاصل لهم ولو لم يحصل لهم لما كان قد قامت عليهم حجة قوله جل وعلا الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون المنفيون ليس شيئا ليس ما يحصل القدر من الشعور والعلم الذي يحصل به التكليف انما هو - 00:24:04
انه لما استحكم عليهم الضلال واحاط بهم عموا عن الهدى نعم قوله انؤمن هذا في قوله واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس. كما امن الناس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه او التعليل. هذه الاية في قوله تعالى - 00:24:26
اه واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس كما الكاف هنا لها وجه. الوجه الاول انها للتعليم يعني لاجل ان الناس امنوا والوجه الثاني انها للتشبيه والتنفيذ مثل ما امن الناس - 00:24:51
هذا معنى قوله رحمه الله آآ والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه يعني التمثيل او للتعليل. وهي تأتي لهذا ولهذا والذي يظهر والله تعالى اعلم انها للتشبيه وليس المقصود ان يؤمنوا لاجل ان الناس امنوا - 00:25:08
لان المقصود ان يؤمنوا مثل ايمان الصحابة الذين امنوا وليس لاجل ان الصحابة امنوا فيوافقوهم وان كانوا لم يتحقق منهم ايمان. نعم وما يحتمل ان تكون كافة ما في قوله كما - 00:25:30
يحتمل انها كافة فلا عمل لها ويحتمل ان تكون مصدرية ويكون المعنى كايمان الناس كايمان الناس هذا معناه آآ قوله مصدرية نعم قوله انؤمن انكار منهم وتقبيح هم السفهاء رد عليهم واناطة للسفه بهم. وكذلك هم المفسدون - 00:25:48
وجاء بالالف واللام ليفيد حصر السفه والفساد فيهم واكده بان وبالا التي تقتضي الاستئناف وتنبيه المخاطب قالوا امنا كذبوا طيب سؤال اليس هؤلاء منافقين اظهر الايمان ابطل الكفر فكيف يكون الجواب عن قوله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء - 00:26:17
معناه انهم رفضوا الايمان امسكي ذلك فيزول عنهم النفاق ويكون قد ظهر منهم الكفر واضح واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس اذا خلوا ما جت الى الان واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم - 00:26:54
الان الاية الا انهم مفسدون ولكن اشهر واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا ان اؤمن كما امن السفهاء نعم لا هم كونهم يصفون من امن بالسفاه هذا معنى انهم - 00:27:20
كفار طبعا ايه نعم هكذا قال المفسرون قال ان هذا فيما بينهم فيما يقوله بعضهم لبعض اما لو اظهروه لتبين كفرهم ولم يكونوا مؤمنين لم يجري عليهم حكم الاسلام وانما هذا - 00:27:44
في حال خطابهم فيما بينهم واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء؟ الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون نعم اي نعم قول بعضهم لبعض هكذا قال نعم - 00:28:08
لا يمكن ان يكون هذا من قول بعض ضعفاء الايمان لانه كان يخالطون وقد يظهرون ذلك لبعض آآ بعض المسلمين فما جرى منهم يعني في في اظهار نفاقهم في بعظ المواقف - 00:28:27
نعم المهم انهم لم يظهروا ذلك اظهارا تقوم به الحجة عليهم فينتفي عنهم وصف الاسلام نعم قوله وكذلك هم قالوا امنا كذبوا خوفا من المؤمنين قلوا فلو الى شياطينهم هم رؤساء الكفار وقيل شياطين الجن وهو بعيد - 00:28:59
وتعدى خلى لانه ضمن معنى مشوا او ذهبوا او ركنوا وقيل الى بمعنى مع او بمعنى الباء وجاء قولهم انا يعني خلوا اما ان تكون مضمنة معنى مشوا وذهبوا الى شياطينهم او ان تكون خلا - 00:29:19
الى بمعنى مع خلوا مع شياطين مثل قوله تعالى آآ فاغسلوا ايديكم فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق مع المرافق وجاء قولهم انا معكم انما نحن مستهزئون بجملة اسمية مبالغة وتأكيدا بخلاف قولهم امنا. فانه جاء بالفعل - 00:29:40
ضعف ايمانه الله يستهزئ بهم فيه ثلاثة وقت - 00:30:03
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن جزير رحمه الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. الايات الى قوله تعالى ان الله على كل شيء قدير - 00:00:00
قوله ومن الناس اصل الناس اناس لانه مشتق من الانس. وهو اسم جمع وحذفت الهمزة مع لام التعريف تخفيفا من يقول ان كانت اللام في الناس للجنس فمن موصوفة وان جعلتها للعهد فمن موصولة - 00:00:25
وافرض الضمير في يقول راعيا للفظ من وما هم بمؤمنين هم المنافقون وكانوا جماعة من الاوس والخزرج رأسهم عبدالله ابن ابي ابن سلول يظهرون الاسلام ويسرون الكفر ويسمى الان من كان كذلك زنديقا. وهم في الاخرة مخلدون في النار - 00:00:45
واما في الدنيا فان لم تقم عليهم بينة فحكمهم كالمسلمين في دمائهم واموالهم وان شهد على معتقدهم شاهدان عدلان فمذهب مالك القتل دون الاستتابة ومذهب الشافعي الاستتابة وترك القتل فان قيل كيف جاء قولهم امنا جملة فعلية وما هم بمؤمنين جملة اسمية فهلا طابقتها - 00:01:10
فالجواب ان قوله وما هم بمؤمنين ابلغ واوكد في نفي الايمان عنهم من ان لو قال وما امنوا فان قيل لما جاء قولهم امنا مقيدا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين مطلقا - 00:01:40
فالجواب انه يحتمل وجهين. التقييد وتركه لدلالة الاول عليه طلوا عليه فالجواب انه يحتمل وجهين التقييد وتركه لدلالة الاول عليه والاطلاق وهو اعم في سلبهم عن الايمان الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:57
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الصنف الثالث من اصناف الناس الذين ذكرهم الله تعالى في اول سورة البقرة وهم اهل الايمان المتقون ثم اهل الكفر المكذبون ثم هذا هو الصنف الثالث - 00:02:21
وهم المذبذبون المنافقون الذين اظهروا الايمان وابطلوا الكفر يقول الله تعالى ومن الناس اي من اصنافهم واجناسهم بي ايمانهم بهذا الكتاب وما جاء به من يقول امنا اي من يزعم - 00:02:42
الايمان فقوله ان كان اللام في الناس للجنس فمن موصوفة ومن الناس الالف واللام هنا تحتمل وجهين الوجه الاول انها للجنس فتكون مستوعبة لهذا الجنس جميعه ويحتمل ان تكون للعهد - 00:03:09
والمراد بالعهد هنا العهد الذهني وهم المنافقون الذين عهد خبرهم المخاطبون بهذا الكتاب فاذا كانت الالف واللام الجنس كان قوله جل وعلا من يقول موصوفة يعني نكرة موصوفة تصف هؤلاء - 00:03:40
وان جعلتها للعهد فمن موصولة يعني بمعنى الذي هكذا قال المفسر رحمه الله وجرى في هذا على ما قاله الزمخشري وغيره وقيل بل يصلح ان تكون موصوفة وموصولة سواء قيل انها للجنس او قيل انها للعهد - 00:04:12
ومال الى هذا صاحب البحر صاحب البحر المحيط قال رحمه الله وافرد الظمير في يقول رعيا للفظ للفظ من؟ يعني اذا كان بمعنى الذي فلماذا يقول من يقول ولم يقل يقولون من يقولون - 00:04:43
واضح؟ نعم لانه يخبر عن ناس وليس عن فرض قال افرده افرد الظمير في يقول راعيا لللفظ لفظ من؟ لفظ مفرد قال وما هم بمؤمنين هم المنافقون نفى الله تعالى عنهم الايمان - 00:05:07
ثم بين من هم قال رحمه الله ويسمى الان من كان كذلك زنديقا. الزنديق هو ظاهر كلام المؤلف ان هذا اصطلاح حادث حيث قال ويسمى الان يعني في زمانه رحمه الله وهو من علماء القرن الثامن الهجري - 00:05:26
ولكن الظاهر من استعمال السلف انهم يطلقون الزنديق على المنافق فهو استعمال قديم وليس حديثا فاذا قالوا زنديق ارادوا به المنافق قال رحمه الله وهو وهو يسمى الان ويسمى الان. من كان كذلك زنديقا وهم في الاخرة مخلدون في النار - 00:05:47
واما في الدنيا لأنه لأنه ليس معهم ايمان ويوم القيامة يبدو مكنون الظمائر وهؤلاء ليس في سرائرهم من الايمان شيء قال واما في الدنيا يعني فما حكمهم فان لم تقم عليهم بينة فحكمهم كالمسلمين في دمائهم واموالهم يعني في ايش - 00:06:15
في عصمة الدم والمال وان شهد على معتقدهم شاهدان عدلان بانهما صدر منهما ما يدل على باطنهما ولا لا يمكن الشهادة على الباطل المقصود شهد شاهدان عدلان بانه ظهر منهما - 00:06:38
ما يدل على الكفر ما يصدق باطنهما وليس المقصود شهد شاهدان على انهم منافقون لان هذا لا يمكن الشهادة به. لا يمكن ان يشهد احد على ما في قلب غيره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:02
لخالد لما قال كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا على عن بطونهم او قلوبهم فالنبي صلى الله عليه وسلم قرر ان الحكم على الظاهر - 00:07:16
وانه وان كان يحتمل هذا ان احدا يتكلم بلسانه ما ليس في قلبه لكن العبرة بما ظهر فالمقصود بالشهادة هنا الشهادة على ايش على ظهور ما يدل على الكفر وليس على - 00:07:33
النفاق فان هذا لا يعلمه الا الله عز وجل قال فمذهب مالك القتل دون الاستتابة لماذا لانه لا يمكن التحقق من التوبة وكل من لا يمكن التحقق من توبته فقد ذهب مالك وجماعة - 00:07:49
من اهل العلم الى انه يقتل دون استتابة لانه لا يمكن التثبت من صدقه ومنهم الساحر واما مذهب الامام الشافعي فرأى الاستتابة فان تاب ترك القتل اعمالا للظاهر قال وهذا في الراجح فيها انه يرجع الى اجتهاد الحاكم - 00:08:08
قال رحمه الله آآ قيل كيف جاء امنا؟ جملة فعلية في قوله آآ ومن الناس من يقول امنا وفي النفي قال ما هم وما هم بمؤمنين. وهي جملة اسمية المتبادر ان يتطابق الاثبات والنفي - 00:08:32
فبما انه فبما انهم قالوا امنا فالنفي ما امنوا قال رحمه الله في الجواب عن هذا قال ان قوله ان قولهم وما هم بمؤمنين ابلغ واوكد في نفي الايمان عنهم - 00:08:56
لماذا لانه يثبت انهم لم يؤمنوا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون منهم ايمان في المستقبل الجملة الاسمية دالة على الاستمرار والدوام بخلاف الفعلية فهي دالة على زمن الفعل. وهذا - 00:09:15
وهذا والذي صدر منهم خبر عن الماضي ولذلك قال رحمه الله ابلغ واوكد بنفي الايمان وهذا من بلغة القرآن من اه اسرار البيان فيه. يقول رحمه الله آآ يقول رحمه الله وما فان قيل لما جاء قولهم امنا مقيدا - 00:09:31
بالله واليوم الاخر ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وفي النفي لم يأتي مقيدا قيل انه يحتمل وجهين الوجه الاول ان التقييد مستحظر ولكن ترك ذكره لتقدمه فقوله وما هم بمؤمنين بالله وباليوم الاخر - 00:09:56
والوجه الثاني ان انه اراد بذلك النفي المطلق للايمان بكل ما يجب الايمان به. من الايمان بالله واليوم الاخر وسائر ما يجب الايمان به وهذا وجه اخر وكلاهما له حظ من النظر ويمكن حمل - 00:10:25
الحقيقة ان الوجه الثاني اعم الوجه الثاني الاطلاق اعم لانه ينفي الايمان بالله واليوم الاخر وسائر ما يطلب الايمان به نعم قوله يخادعون اي يفعلون فعل المخادع ويرومون الخدع باظهار خلاف ما يسرون - 00:10:50
وقيل معناه يخادعون رسول الله صلى الله عليه وسلم والاول اظهر وما يخادعون الا انفسهم اي وبال فعلهم راجع عليهم وقرأ وما يخدعون بفتح الياء من غير الف من خدع وهو ابلغ في المعنى. لانه يقال خادع اذا رام الخداع - 00:11:10
دعا اذا تم له وما يشعرون حذف معموله اي لا يشعرون انهم يخدعون انفسهم. طيب قوله تعالى يخادعون الله والذين امنوا يخادعون اي يفعلون فعل المخادع والمخادع هو الذي يظهر - 00:11:32
امرا ويريد الوصول الى خلافه يشبه المحتال الخداع والاحتيال معناهما واحد وهو اظهار خلاف المقصود والمطلوب فيظهر الايمان ويبطل الكفر. يظهر الموالاة ويبطل المعاداة هذا الخداع فقوله يفعلون فعل المخادع ويرمون الخداع اي يقصدونه باظهار خلاف - 00:11:57
ما يسرون وقيل معناه يخدعون رسول الله يعني ان الخداع ليس على الله لان الله لا تخفى عليه خافية وانما الخداع لمن بلغهم الرسالة والواسطة بينه وبين الله وهو رسول الله. فجعل خداع الرسول خداعا لله عز وجل. يخادعون الله - 00:12:30
وقيل يعني اه هذا وجه آآ يفعلون فعل المخادع وان كانوا لا يصلون اليه ولذلك قال فعل المخادع وليس ثمة مخادعة حقيقية لان الله عالم بسرائرهم فلا تخفى عليه منهم خافي يعلم خائنة الاعين وما تخفي - 00:13:00
الصدور لكنهم يفعلون فعل ذلك ظنا منهم. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا باعتبار ما يرونه في فعلهم وما يقصدونه لا كبار ما يكون في حق الله عز وجل - 00:13:20
وهذا له شواهد ان يظن الانسان بفعله امرا خلاف الواقع كما قال الله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم - 00:13:37
كثيرا مما تعملون فهذا ظنهم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين نفس الامر وهذا لكن ليس في حق الله. الكلام على شيء يتعلق بالله عز وجل اه هذا - 00:13:58
الوجه الاول. الوجه الثاني انهم اه يخادعون رسول الله قال والاول اظهر وهو الصواب قال رحمه الله في في قوله تعالى وما يخدعون الا انفسهم قال اي وبال فعلهم راجع عليهم - 00:14:18
ان الواقع انهم انما خدعوا انفسهم وهذه الحقيقة انهم انما اوقعوا هذا الخداع بانفسهم اذ ظنوا ان هذا الفعل سيخفى على الله ويصلون الى مرادهم من عصمة دمائهم واموالهم مع ابطالهم الكفر - 00:14:40
وعدم ايمانهم بالله وما يجب الايمان به قال وما يخدعون الا انفسهم اي وبال فعلهم راجعون اليهم وقرأ وما يخدعون نعم ايوا يخدعون بفتح الياء من غير من غير الف - 00:15:03
هذا وما يخادعون الا انفسهم. هذا وجه هذه قراءة وهي التي جرى عليها اولا اي وبال خداعهم عائد عليهم وقرأ وما يخدعون الا انفسهم نعم وما يخدعون اي من غير الف - 00:15:23
والفرق بينهما قال قال في الفرق بينهما ان يخادع يقصد الخداع لكن قد يتم له وقد لا يتم لكن يخدع يقصد الخداع ويدركه يقصد الخداع ويدركه ولذلك قال وهو ابلغ في المعنى اي الوجهين ابلغ خادعون او يخدعون وما يخدعون الا انفسهم او وما - 00:15:39
خادعون الا انفسهم وما يخدعون لانه لانهم ادركوا ذلك اي وقع بهم الخداع قال رحمه الله وما يشعرون يعني وما يعلمون قال رحمه الله اي لا يشعرون انهم يخدعون انفسهم - 00:16:12
والصواب ان النفي هنا يقول حذف معموله يعني معمول يشعرون ما يشعرون بايش حذف معموله والقاعدة انه اذا حذف المعمول افاد العموم فهم لا يعلمون انهم خدعوا انفسهم ولا يعلمون ان الله مطلع على خداعهم ولا يعلمون شؤم ذلك الذي وقعوا فيه في الدنيا والاخرة - 00:16:31
اخره فالمنفي ليس فقط انهم انهم لا يعلمون انهم خدعوا انفسهم بل يشمل ذلك وغيره. اما معنى ما يشعرون يعني ما يعلمون لكن نفي الشعور اخص من العلم ولذلك فارق بينهما في هذه الاية قال وما يشعرون وفي الاية الاخرى سيأتي في قوله تعالى - 00:17:00
آآ ولكن لا يعلمون. سيأتي الفرق بينهما في ذلك الموضع. نعم في قلوبهم مرض يحتمل ان يكون حقيقة وهو الالم الذي يجدونه من الخوف وغيره وان يكون مجازا بمعنى الشك او الحسد. يعني وجهان - 00:17:28
للمرض اما الم حقيقي واما الم معنوي اما مرظ يصحبه الم حقيقي واما الم مرض معنوي والذي يظهر انهما حسي ومعنوي حسي بما يشعرونه من الم في قلوبهم بالرعب والخوف والقلق والاضطراب - 00:17:47
هذا الحسي. واما المعنوي فهو الظلمة التي تغشى قلوبهم الظنك الذي يصيبهم فالمعنى يعني متقاربا في قلوبهم مرض مرض حسي مرض معنوي يصحبه حسي حسي ليس متعلقا بضعف عمل القلب - 00:18:13
انما حسي بما يسكن قلوبهم من الظيق والقهوة والرعب والخوف وهي وان كانت امور معنوية لكنها آآ تظهر باثارها على قلب الانسان وعمله نعم قوله فزادهم يحتمل الدعاء والخبر يعني احتمال انه زادهم يخبر انه - 00:18:39
زادهم مرضا بخداعهم ويخبر انه دعا عليه او انه دعاء عليهم فزادهم اي اللهم زدهم وكلاهما يحتمله اللفظ قوله يكذبون بالتشديد اي يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم. وقرأ بالتخفيف اي يكذبون في قولهم امنا. وهذا السبب - 00:19:07
ثبوت المرض وزيادته فزادهم الله مرضا بما كانوا يكذبون اي زادهم الما وحيرة وضيقا وكدرا بسبب تكذيمو. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم الكذب ريبة الكذب عموما يصيب القلب - 00:19:31
القلق عدم الاطمئنان وكلما كان الكذب اعظم كان ما يعقبه في القلب من القلق والظيق والظلمة والمرض اعظم الكذب على الله وعلى رسوله ليس كالكذب على الخلق كلما كان الكذب اعظم كان اثره في القلب اكبر - 00:19:53
نعم قوله لا تفسدوا اي بالكفر والنميمة وايقاع الشر وغير ذلك انما نحن مصلحون يحتمل ان يكون جحودا للكفر لقولهم امنا. او اعتقادا انهم على اصلاح كما امن الناس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه او التعليل. وما يحتمل ان تكون كافة - 00:20:22
مهيئة كما هي في ربما او ربما وان تكون مصدرية طيب قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض - 00:20:49
اي بما تفعلونه من تكذيب وكفر وصد عن سبيل الله وخداع وغير ذلك مما يفعلونه من سيء الاعمال فالفساد هنا بما يكون من تكذيب الله ورسوله وعدم الايمان بالله ورسوله - 00:21:07
فهو افساد معنوي يعقبه افساد حسي ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا فكل معصية هي نوع من الفساد في الارض ويتأثر بها الشجر والحجر وسائر ما في الارض من خلق الله عز وجل - 00:21:33
وهذا معنى قوله اي بالكفر والنميمة وايقاع الشر وغير ذلك قالوا انما نحن مصلحون اي رد ذلك بالاستكبار حيث حصروا الاصلاح تيهم قالوا انما نحن مصلحون فلا مصلح سواهم وانهم لا يتطرق اليهم شك فيما هم فيه من اصلاح وهم في ذلك - 00:21:57
اه كاذبون ومخالفون للواقع. قال الله تعالى الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون لما حصر هؤلاء الاصلاح في انفسهم جاء تكذيبهم على نحو اقرارهم الا انهم هم المفسدون فلا مفسد غيره - 00:22:27
وهذا يفيد تمكن الافساد في اعمالهم وانهم من اعظم المفسدين في الارض الا انهم مفسدون ولكن لا يشعرون اي لا لا علم لهم بهذا الذي اخبر الله تعالى من انهم على فساد وهذا لا يعني انهم لا يشعرون - 00:22:55
يعني اه نفي العلم الذي يحصل به التكليف. لكن هذا نفي العلم الناتج عن استحكام الضلالة فاذا استحكمت الضلالة في القلب عمي البصر وهذا كما نفى الله تعالى عنهم السمع والبصر - 00:23:15
والعقل فانه نفي لذلك بالنظر الى ما تمكن فيه من ظلال يعني تمكن فيهم الظلال الى مرحلة عموا فيها عن الهدى فلا يعلمونه ولا يبصرونه ولا يسمعونه ولا يدركونه فالمنفي هنا ليس - 00:23:35
العلم او الادراك الذي يحصل به التكليف بل هذا حاصل لهم ولو لم يحصل لهم لما كان قد قامت عليهم حجة قوله جل وعلا الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون المنفيون ليس شيئا ليس ما يحصل القدر من الشعور والعلم الذي يحصل به التكليف انما هو - 00:24:04
انه لما استحكم عليهم الضلال واحاط بهم عموا عن الهدى نعم قوله انؤمن هذا في قوله واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس. كما امن الناس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه او التعليل. هذه الاية في قوله تعالى - 00:24:26
اه واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس كما الكاف هنا لها وجه. الوجه الاول انها للتعليم يعني لاجل ان الناس امنوا والوجه الثاني انها للتشبيه والتنفيذ مثل ما امن الناس - 00:24:51
هذا معنى قوله رحمه الله آآ والكاف يحتمل ان تكون للتشبيه يعني التمثيل او للتعليل. وهي تأتي لهذا ولهذا والذي يظهر والله تعالى اعلم انها للتشبيه وليس المقصود ان يؤمنوا لاجل ان الناس امنوا - 00:25:08
لان المقصود ان يؤمنوا مثل ايمان الصحابة الذين امنوا وليس لاجل ان الصحابة امنوا فيوافقوهم وان كانوا لم يتحقق منهم ايمان. نعم وما يحتمل ان تكون كافة ما في قوله كما - 00:25:30
يحتمل انها كافة فلا عمل لها ويحتمل ان تكون مصدرية ويكون المعنى كايمان الناس كايمان الناس هذا معناه آآ قوله مصدرية نعم قوله انؤمن انكار منهم وتقبيح هم السفهاء رد عليهم واناطة للسفه بهم. وكذلك هم المفسدون - 00:25:48
وجاء بالالف واللام ليفيد حصر السفه والفساد فيهم واكده بان وبالا التي تقتضي الاستئناف وتنبيه المخاطب قالوا امنا كذبوا طيب سؤال اليس هؤلاء منافقين اظهر الايمان ابطل الكفر فكيف يكون الجواب عن قوله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء - 00:26:17
معناه انهم رفضوا الايمان امسكي ذلك فيزول عنهم النفاق ويكون قد ظهر منهم الكفر واضح واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس اذا خلوا ما جت الى الان واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم - 00:26:54
الان الاية الا انهم مفسدون ولكن اشهر واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا ان اؤمن كما امن السفهاء نعم لا هم كونهم يصفون من امن بالسفاه هذا معنى انهم - 00:27:20
كفار طبعا ايه نعم هكذا قال المفسرون قال ان هذا فيما بينهم فيما يقوله بعضهم لبعض اما لو اظهروه لتبين كفرهم ولم يكونوا مؤمنين لم يجري عليهم حكم الاسلام وانما هذا - 00:27:44
في حال خطابهم فيما بينهم واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء؟ الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون نعم اي نعم قول بعضهم لبعض هكذا قال نعم - 00:28:08
لا يمكن ان يكون هذا من قول بعض ضعفاء الايمان لانه كان يخالطون وقد يظهرون ذلك لبعض آآ بعض المسلمين فما جرى منهم يعني في في اظهار نفاقهم في بعظ المواقف - 00:28:27
نعم المهم انهم لم يظهروا ذلك اظهارا تقوم به الحجة عليهم فينتفي عنهم وصف الاسلام نعم قوله وكذلك هم قالوا امنا كذبوا خوفا من المؤمنين قلوا فلو الى شياطينهم هم رؤساء الكفار وقيل شياطين الجن وهو بعيد - 00:28:59
وتعدى خلى لانه ضمن معنى مشوا او ذهبوا او ركنوا وقيل الى بمعنى مع او بمعنى الباء وجاء قولهم انا يعني خلوا اما ان تكون مضمنة معنى مشوا وذهبوا الى شياطينهم او ان تكون خلا - 00:29:19
الى بمعنى مع خلوا مع شياطين مثل قوله تعالى آآ فاغسلوا ايديكم فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق مع المرافق وجاء قولهم انا معكم انما نحن مستهزئون بجملة اسمية مبالغة وتأكيدا بخلاف قولهم امنا. فانه جاء بالفعل - 00:29:40
ضعف ايمانه الله يستهزئ بهم فيه ثلاثة وقت - 00:30:03