الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما ذكر المؤلف رحمه الله من مناقب ابي بكر رضي الله تعالى عنه ظاهر جلي ابو بكر - 00:00:00
من خيار الامة وقد اصطفاه الله تعالى لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. وخصه بما لم يأتي لغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويكفي ابا بكر ميزة وخاصية - 00:00:12
انه الصحابي الوحيد الذي نص الله على صحبته في كتابه فلم يذكر الله تعالى صحبة احد للنبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه الا ابا بكر قال الله تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا - 00:00:27
اذ يقول لصاحبه لا تحزن والاجماع منعقد على ان المقصود بهذه المقالة هو ابو بكر رضي الله تعالى عنه و من خصائصه ان الله تعالى اثبت معيته لنبيه صلى الله عليه وسلم - 00:00:47
ولم يثبت ذلك لاحد من اصحابه على وجه الخصوص والتعيين حيث قال جل في علاه لا تحزن ان الله معنا. ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن - 00:01:10
ان الله معنا وهذا نظير ما ذكره الله تعالى بموسى وهارون اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ويخشى قال ربنا انا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى قال - 00:01:28
لا تخافا انني معكما هذه المعية الخاصة التي ذكرها الله تعالى في كتابه لاشخاص لم تذكر الا للنبيين وذكرت لابي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام - 00:01:45
اما ما يتعلق لما باع اهل العقبة العقبة جرت في عامين متتاليين بيعة العقبة الاولى فيها الايمان بايع فيها النبي صلى الله عليه وسلم الانصار على الايمان به وبعتها مصعب ابن عمير ومن معه - 00:02:11
فلما زاد عددهم وانتشر الاسلام في المدينة جاؤوا فبايعوه على النصرة وهذي بيعة العقبة الثانية. قول لما بايع رسول الله اهل العقبة امر اصحابه بالهجرة الى المدينة هذا في البيعة الاولى - 00:02:33
لكن الامر لم يكن عاما ثم لما بايع البيعة الثانية هاجر جمع كبير منهم الى المدينة. قيل انهم قد بلغوا سبعين وقيل غير ذلك. نعم قال رحمه الله تنبيه اجتنب من يعادي اهل الكتاب والسنة - 00:02:51
بان لا يعديك خسرانه احترز من عدوين هلك بهما اكثر الخلق صاد عن سبيل الله بشبوهاته وزخرف قوله ومفتون بدنياه ورئاسته من خلق فيه قوة واستعداد لشيء كانت لذته في استعمال تلك القوة فيه - 00:03:17
فلذة من خلقت فيه قوة واستعداد للجماع استعمال قوته فيه ولذة من خلقت فيه قوة الغضب والتوثب والتوثب استعمال قوته الغضبية في متعلقها ومن خلقت فيه قوة الاكل والشرب فلذته باستعمال قوته فيهما - 00:03:43
ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة فلذته باستعمال قوته وصرفها الى العلم ومن خلقت فيه قوة الحب لله والانابة اليه والعكوف بالقلب عليه والشوق اليه والانس به فلذته ونعيمه استعمال هذه القوة في ذلك - 00:04:06
وسائر اللذات دون هذه اللذة مضمحلة فانية. واحمد عاقبتها ان تكون لا له ولا عليه. هذا التنبيه اه عنون له المؤلف بذلك لفت النظر الى اهميته امران الاولان التنبيهان الاولان - 00:04:28
متفقان في المعنى اجتنب من يعادي اهل الكتاب والسنة لان لا يعديك خسرانا خسرانه لان لا يعديك خسرانه وذلك ان الصاحب ساحب الصاحب ساحب فانه يسحب الانسان الى ما يكون من شأنه - 00:04:54
من معاداته للكتاب والسنة ومجافاة لهما ولذلك قال احترز من عدوين هلك بهما اكثر الخلق صاد عن سبيل الله بشبهاته وزخرفه وزخرف قوله وهذا من فتنته في الشبهات ومفتون ومفتون بالدنيا ورئاستها - 00:05:17
وهذا من فتنته بالشهوات ثم عطف على ذلك ذكر اختلاف الناس في ما ما يصفون فيه قوته وان الناس في ذلك على انواع واشرفهم من جمع همه وقوته على ما فيه صلاح اخرته - 00:05:47
فذاك يصلح دنياه واخرته. قال ومن خلقت فيهم قوة الحب لله والانابة اليه والعكوف بالقلب عليه والشوق اليه والانس به فلذته ونعيمه استعمال هذه القوة في ذلك وهو اشرف ما يكون - 00:06:16
من المنازل ولذلك كان اشرف المطلوبات في الدنيا الشوق الى لقائه و اشرف المطلوبات في الاخرة لذة النظر الى وجهه وقد جمعهما دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:06:36
الذي حفظه عمار ابن ياسر وكان يدعو به في صلاته وكان منه دعاء طويل كان منه واسألك برد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك فقد جمع هذا الدعاء - 00:07:03
اشرف مطلوبين في الدنيا والاخرة فاشرف مطلوب في الدنيا الشوق الى لقاء الله فاذا عمر القلب بالشوق الى لقاء الله سعى العبد في مرضاته وفيما يقربه اليه وتجنب كل ما - 00:07:31
يوقعه فيما يكره سبحانه وبحمده واذا تحقق له ذلك فاز بالمطلب الاخر وهو النظر الى وجهه الكريم جل في علاه ولذلك قال ولذة النظر الى وجهك. اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك - 00:07:48
لكن لما كان هذا قد يصاحبه ما يصاحبه من فتن وبلاء وما يكره الانسان قال في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة فسأل الله السلامة مما يكون من الضرر الذي قد يكون جسرا للوصول الى هذه المطالب - 00:08:12
والفتن التي قد يكون قد تكون طريقا الى تحصيل ذلك بحيث لا يضل في الفتن ولا يتضرر بما يكون من بلاء وشر نعم شلون الا والعلم ما في شك ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة فلذة باستعمال قوته وصرفها الى العلم - 00:08:38
قال له بلى هو لكن هو نوع القوى والرغبات وقال كل مصروف الى شيء. ولا شك ان العلم النافع يثمر المحبة والانابة وسائر ما ذكر قال رحمه الله تنبيه يا ايها الاعزل احذر فراسة المتقي - 00:09:15
فانه يرى عورة عملك من وراء ستر اتقوا فراسة المؤمن سبحان الله في النفس قوله رحمه ايها الاعزل احذر فراسة المتقين الاعزل يعني الذي لم يتحصن بذكر الله وما شرعه من - 00:09:40
لباس التقوى الذي يتقي به الانسان المخاوف فقوله العزل هنا الاعزل من التقوى وخصال البر ولباس التقوى الذي قال فيه تعالى ولباس التقوى ذلك خير احذر فراسة المتقين المتقي يكشف الله تعالى له - 00:10:01
من احوال الناس ما يتبين به الحق من الباطل والهدى من الضلال والخير من الشر. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا هذا الفرقان - 00:10:26
يتميز به الشر من الخير والهدى من الضلال والصالح من غيره ولهذا قال فان فانه يرى عورة عملك من وراء الستر يراه بايش؟ بالفرقان الذي يمنحه الله تعالى اهل الايمان في قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. قال اتقوا فراسة المؤمن - 00:10:46
اي احذروها واجعلوا بينكم وبينها وقاية. وهذا الحديث قد اخرجه الترمذي وغيره ومن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وفي اسناده عطية العوف وهو ضعيف ففي اسناد الحديث مقال - 00:11:17
لكن الفراسة هي نوع من العلم اشار اليه قوله تعالى ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وقوله سبحانه وبحمده ان في ذلك لايات للمتوسمين المتوسمون هم اصحاب البصائر الذين الذين يرون - 00:11:35
بعين قلوبهم لا بعين رؤوسهم فقط فالنظر اما بعين القلب واما بعين الرأس واشرفه واكرمه وانفعه النظر بعين القلب وعين الرأس طريق لذلك. كما قال تعالى وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون - 00:12:00
وقد قال الله جل وعلا قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون افلا ينظرون الى الابل كيف خلق خلقت فهذا النظر طريق نظر القلب - 00:12:25
الذي به يدرك الانسان المعاني وينتفع. نعم قال سبحان الله في النفس ابر ابليس وحسد قابيل وعتو عاد وطغيان ثمود وجرأة نمرود واستطالة فرعون وبغي قارون وقحة هامان وهوى بالعام وحيل اصحاب السبت - 00:12:40
وتمرد الوليد وجهل ابي جهل وفيها من اخلاق البهائم حرص الغراب وشره الكلب ورعونة الطاووس ودنائة الجعل وعقوق الضب وحقد ذو الجمل ووثوب الفهد وصولة الاسد وفسق الفأرة وخبث الحية وعبث القرد وجمع النملة - 00:13:06
بكر الثعلب وخفة الفراش ونوم الضبع غير ان الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك هذا الكلام في غاية الاهمية وهو ان النفوس مجبولة على خصال ان لم يتدارك الانسان نفسه بتطييب نفسه - 00:13:29
وتزكيتها وتطهيرها فان اسلامه نفسه لهذه الخصال طريق هلاكه قال رحمه الله سبحان الله سبح الله الذي خلق فسوى الله جل في علاه خلق الانسان روحا وجسدا وبدنا قال في البدن - 00:13:52
لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم وصوركم فاحسن صوركم وقال في الروح والنفس ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها اقدرها على هذا وذاك الفجور وعلى التقوى وقال تعالى وهديناه النجدين - 00:14:24
اي الطريقين طريق الهدى والفلاح طريق الضلال الخسارة فالنفس فيها القدرة على سلوك طريق الهدى والقدرة على طريق سلوك الضلال. ذكر من احوال النفس ما حصل به الهلاك لاصحاب تلك الخصال. كبر ابليس - 00:14:49
حرمه الجنة حسدوا قابيل اورثه الهلاك وجعله يبوء بوزر كل قتل في الدنيا فهو اول من قتل حسدا وعتو عاد محق قومهم وطغيان تموت كذلك وجرأتهم واستطالة فرعون وبغي قارون الى اخر ما ذكر - 00:15:19
من احوال نفوس بني ادم التي اوردتهم الهلاك ينضاف الى تلك المعاني اخلاق اذا لم يهذبها الانسان اسلمته الى رذائل الخصال وانزلته منازل اردى وادنى من بهيمة الانعام. كما قال الله تعالى انهم الا كالانعام بل هم - 00:15:45
اظل لان الانعام لا تؤاخذ على ما يكون من خصالها لكن بني ادم منحهم الله تعالى القدرة على الكمال فيؤاخذون على التفريط الردى والنزول الى تلك الخصال وفيها وفيها اي في النفوس من اخلاق البهائم حرص الغراب - 00:16:16
وشره الكلب الى اخره قال غير ان الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك تذهب كل ما تقدم من رديء الخصال والاخلاق سواء ما كان من احوال النفوس الرديئة التي ذكر او من - 00:16:41
خصال واخلاق البهائم المرذولة يقول رحمه الله فمن استرسل قال فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند ولا تصلح سلعته لعقد ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم فما اشترى الا سلعة هذبها الايمان - 00:16:59
فخرجت من طبعها الى بلد سكانه التائبون العابدون. فمن استرسل مع طبعه يعني خاب بتدسية نفسه وعدم تزكيتها واهمالها وتركها على غاربها في رديء خصالها الانسان يحتاج ما دام في هذه الدنيا الى ملاحظة نفسه - 00:17:22
بتقويمها وتزكيتها وتطييبها وتطهيرها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قد افلح من تزكى فلابد من دوام النظر في النفس قد يكون فيها غش قد يكون فيها كبر قد يكون فيها حقد قد يكون فيها حسد قد يكون فيها - 00:17:47
اه اه قد يكون فيها غدر قد يكون فيها مكر كل هذه الخصال انما يتخلص منها بالمعالجة انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم فلا بد من بذل الجهد في تطيب النفس. من اهمل نفسه - 00:18:12
اشار اليه في قوله فمن استرسل مع طبعه يعني ترك هذه الخصال على غالبها دون تهذيب. فهو من هذا الجند يعني من ممن ذكر اما من اصحاب الخواتيم الرديئة من ابليس واقاميل - 00:18:34
عاد وثمود الى اخره او من اصحاب الاخلاق البهيمية التي تنزل بالانسان قال ولا تصلح سلعته لعقد اي لا يصلح ان يكون من المصطفين الاخيار الذين اصطفاهم الله تعالى وعقد معهم ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم اخذ منهم انفسهم فما اشترى الا سلعة هذبها - 00:18:58
الايمان ان الله اشترى من المؤمنين وهم من طهروا نفوسهم وزكوها فخرجت من طبعها الى الطاعة والعبادة والتوبة والانابة. نعم قال سلم المبيع قبل ان يتلف في يدك فلا يقبله المشتري - 00:19:21
قد علم المشتري بعيب السلعة قبل ان يشتريها فسلمها ولك الامان من الرد قدر السلعة يعرف بقدر مشتريها والثمن المبذول فيها والمنادي عليها فاذا كان المشتري عظيما وهو الله فاذا كان المشتري عظيما والثمن خطيرا ثمن خطيرا وهو النفس - 00:19:44
والمنادي جليلا هو الرسول المبلغ كانت السلعة نفيسة. الله اكبر على ولي من الابيات - 00:20:10
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما ذكر المؤلف رحمه الله من مناقب ابي بكر رضي الله تعالى عنه ظاهر جلي ابو بكر - 00:00:00
من خيار الامة وقد اصطفاه الله تعالى لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. وخصه بما لم يأتي لغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويكفي ابا بكر ميزة وخاصية - 00:00:12
انه الصحابي الوحيد الذي نص الله على صحبته في كتابه فلم يذكر الله تعالى صحبة احد للنبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه الا ابا بكر قال الله تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا - 00:00:27
اذ يقول لصاحبه لا تحزن والاجماع منعقد على ان المقصود بهذه المقالة هو ابو بكر رضي الله تعالى عنه و من خصائصه ان الله تعالى اثبت معيته لنبيه صلى الله عليه وسلم - 00:00:47
ولم يثبت ذلك لاحد من اصحابه على وجه الخصوص والتعيين حيث قال جل في علاه لا تحزن ان الله معنا. ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن - 00:01:10
ان الله معنا وهذا نظير ما ذكره الله تعالى بموسى وهارون اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ويخشى قال ربنا انا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى قال - 00:01:28
لا تخافا انني معكما هذه المعية الخاصة التي ذكرها الله تعالى في كتابه لاشخاص لم تذكر الا للنبيين وذكرت لابي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام - 00:01:45
اما ما يتعلق لما باع اهل العقبة العقبة جرت في عامين متتاليين بيعة العقبة الاولى فيها الايمان بايع فيها النبي صلى الله عليه وسلم الانصار على الايمان به وبعتها مصعب ابن عمير ومن معه - 00:02:11
فلما زاد عددهم وانتشر الاسلام في المدينة جاؤوا فبايعوه على النصرة وهذي بيعة العقبة الثانية. قول لما بايع رسول الله اهل العقبة امر اصحابه بالهجرة الى المدينة هذا في البيعة الاولى - 00:02:33
لكن الامر لم يكن عاما ثم لما بايع البيعة الثانية هاجر جمع كبير منهم الى المدينة. قيل انهم قد بلغوا سبعين وقيل غير ذلك. نعم قال رحمه الله تنبيه اجتنب من يعادي اهل الكتاب والسنة - 00:02:51
بان لا يعديك خسرانه احترز من عدوين هلك بهما اكثر الخلق صاد عن سبيل الله بشبوهاته وزخرف قوله ومفتون بدنياه ورئاسته من خلق فيه قوة واستعداد لشيء كانت لذته في استعمال تلك القوة فيه - 00:03:17
فلذة من خلقت فيه قوة واستعداد للجماع استعمال قوته فيه ولذة من خلقت فيه قوة الغضب والتوثب والتوثب استعمال قوته الغضبية في متعلقها ومن خلقت فيه قوة الاكل والشرب فلذته باستعمال قوته فيهما - 00:03:43
ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة فلذته باستعمال قوته وصرفها الى العلم ومن خلقت فيه قوة الحب لله والانابة اليه والعكوف بالقلب عليه والشوق اليه والانس به فلذته ونعيمه استعمال هذه القوة في ذلك - 00:04:06
وسائر اللذات دون هذه اللذة مضمحلة فانية. واحمد عاقبتها ان تكون لا له ولا عليه. هذا التنبيه اه عنون له المؤلف بذلك لفت النظر الى اهميته امران الاولان التنبيهان الاولان - 00:04:28
متفقان في المعنى اجتنب من يعادي اهل الكتاب والسنة لان لا يعديك خسرانا خسرانه لان لا يعديك خسرانه وذلك ان الصاحب ساحب الصاحب ساحب فانه يسحب الانسان الى ما يكون من شأنه - 00:04:54
من معاداته للكتاب والسنة ومجافاة لهما ولذلك قال احترز من عدوين هلك بهما اكثر الخلق صاد عن سبيل الله بشبهاته وزخرفه وزخرف قوله وهذا من فتنته في الشبهات ومفتون ومفتون بالدنيا ورئاستها - 00:05:17
وهذا من فتنته بالشهوات ثم عطف على ذلك ذكر اختلاف الناس في ما ما يصفون فيه قوته وان الناس في ذلك على انواع واشرفهم من جمع همه وقوته على ما فيه صلاح اخرته - 00:05:47
فذاك يصلح دنياه واخرته. قال ومن خلقت فيهم قوة الحب لله والانابة اليه والعكوف بالقلب عليه والشوق اليه والانس به فلذته ونعيمه استعمال هذه القوة في ذلك وهو اشرف ما يكون - 00:06:16
من المنازل ولذلك كان اشرف المطلوبات في الدنيا الشوق الى لقائه و اشرف المطلوبات في الاخرة لذة النظر الى وجهه وقد جمعهما دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:06:36
الذي حفظه عمار ابن ياسر وكان يدعو به في صلاته وكان منه دعاء طويل كان منه واسألك برد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك فقد جمع هذا الدعاء - 00:07:03
اشرف مطلوبين في الدنيا والاخرة فاشرف مطلوب في الدنيا الشوق الى لقاء الله فاذا عمر القلب بالشوق الى لقاء الله سعى العبد في مرضاته وفيما يقربه اليه وتجنب كل ما - 00:07:31
يوقعه فيما يكره سبحانه وبحمده واذا تحقق له ذلك فاز بالمطلب الاخر وهو النظر الى وجهه الكريم جل في علاه ولذلك قال ولذة النظر الى وجهك. اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك - 00:07:48
لكن لما كان هذا قد يصاحبه ما يصاحبه من فتن وبلاء وما يكره الانسان قال في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة فسأل الله السلامة مما يكون من الضرر الذي قد يكون جسرا للوصول الى هذه المطالب - 00:08:12
والفتن التي قد يكون قد تكون طريقا الى تحصيل ذلك بحيث لا يضل في الفتن ولا يتضرر بما يكون من بلاء وشر نعم شلون الا والعلم ما في شك ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة فلذة باستعمال قوته وصرفها الى العلم - 00:08:38
قال له بلى هو لكن هو نوع القوى والرغبات وقال كل مصروف الى شيء. ولا شك ان العلم النافع يثمر المحبة والانابة وسائر ما ذكر قال رحمه الله تنبيه يا ايها الاعزل احذر فراسة المتقي - 00:09:15
فانه يرى عورة عملك من وراء ستر اتقوا فراسة المؤمن سبحان الله في النفس قوله رحمه ايها الاعزل احذر فراسة المتقين الاعزل يعني الذي لم يتحصن بذكر الله وما شرعه من - 00:09:40
لباس التقوى الذي يتقي به الانسان المخاوف فقوله العزل هنا الاعزل من التقوى وخصال البر ولباس التقوى الذي قال فيه تعالى ولباس التقوى ذلك خير احذر فراسة المتقين المتقي يكشف الله تعالى له - 00:10:01
من احوال الناس ما يتبين به الحق من الباطل والهدى من الضلال والخير من الشر. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا هذا الفرقان - 00:10:26
يتميز به الشر من الخير والهدى من الضلال والصالح من غيره ولهذا قال فان فانه يرى عورة عملك من وراء الستر يراه بايش؟ بالفرقان الذي يمنحه الله تعالى اهل الايمان في قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. قال اتقوا فراسة المؤمن - 00:10:46
اي احذروها واجعلوا بينكم وبينها وقاية. وهذا الحديث قد اخرجه الترمذي وغيره ومن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وفي اسناده عطية العوف وهو ضعيف ففي اسناد الحديث مقال - 00:11:17
لكن الفراسة هي نوع من العلم اشار اليه قوله تعالى ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وقوله سبحانه وبحمده ان في ذلك لايات للمتوسمين المتوسمون هم اصحاب البصائر الذين الذين يرون - 00:11:35
بعين قلوبهم لا بعين رؤوسهم فقط فالنظر اما بعين القلب واما بعين الرأس واشرفه واكرمه وانفعه النظر بعين القلب وعين الرأس طريق لذلك. كما قال تعالى وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون - 00:12:00
وقد قال الله جل وعلا قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون افلا ينظرون الى الابل كيف خلق خلقت فهذا النظر طريق نظر القلب - 00:12:25
الذي به يدرك الانسان المعاني وينتفع. نعم قال سبحان الله في النفس ابر ابليس وحسد قابيل وعتو عاد وطغيان ثمود وجرأة نمرود واستطالة فرعون وبغي قارون وقحة هامان وهوى بالعام وحيل اصحاب السبت - 00:12:40
وتمرد الوليد وجهل ابي جهل وفيها من اخلاق البهائم حرص الغراب وشره الكلب ورعونة الطاووس ودنائة الجعل وعقوق الضب وحقد ذو الجمل ووثوب الفهد وصولة الاسد وفسق الفأرة وخبث الحية وعبث القرد وجمع النملة - 00:13:06
بكر الثعلب وخفة الفراش ونوم الضبع غير ان الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك هذا الكلام في غاية الاهمية وهو ان النفوس مجبولة على خصال ان لم يتدارك الانسان نفسه بتطييب نفسه - 00:13:29
وتزكيتها وتطهيرها فان اسلامه نفسه لهذه الخصال طريق هلاكه قال رحمه الله سبحان الله سبح الله الذي خلق فسوى الله جل في علاه خلق الانسان روحا وجسدا وبدنا قال في البدن - 00:13:52
لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم وصوركم فاحسن صوركم وقال في الروح والنفس ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها اقدرها على هذا وذاك الفجور وعلى التقوى وقال تعالى وهديناه النجدين - 00:14:24
اي الطريقين طريق الهدى والفلاح طريق الضلال الخسارة فالنفس فيها القدرة على سلوك طريق الهدى والقدرة على طريق سلوك الضلال. ذكر من احوال النفس ما حصل به الهلاك لاصحاب تلك الخصال. كبر ابليس - 00:14:49
حرمه الجنة حسدوا قابيل اورثه الهلاك وجعله يبوء بوزر كل قتل في الدنيا فهو اول من قتل حسدا وعتو عاد محق قومهم وطغيان تموت كذلك وجرأتهم واستطالة فرعون وبغي قارون الى اخر ما ذكر - 00:15:19
من احوال نفوس بني ادم التي اوردتهم الهلاك ينضاف الى تلك المعاني اخلاق اذا لم يهذبها الانسان اسلمته الى رذائل الخصال وانزلته منازل اردى وادنى من بهيمة الانعام. كما قال الله تعالى انهم الا كالانعام بل هم - 00:15:45
اظل لان الانعام لا تؤاخذ على ما يكون من خصالها لكن بني ادم منحهم الله تعالى القدرة على الكمال فيؤاخذون على التفريط الردى والنزول الى تلك الخصال وفيها وفيها اي في النفوس من اخلاق البهائم حرص الغراب - 00:16:16
وشره الكلب الى اخره قال غير ان الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك تذهب كل ما تقدم من رديء الخصال والاخلاق سواء ما كان من احوال النفوس الرديئة التي ذكر او من - 00:16:41
خصال واخلاق البهائم المرذولة يقول رحمه الله فمن استرسل قال فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند ولا تصلح سلعته لعقد ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم فما اشترى الا سلعة هذبها الايمان - 00:16:59
فخرجت من طبعها الى بلد سكانه التائبون العابدون. فمن استرسل مع طبعه يعني خاب بتدسية نفسه وعدم تزكيتها واهمالها وتركها على غاربها في رديء خصالها الانسان يحتاج ما دام في هذه الدنيا الى ملاحظة نفسه - 00:17:22
بتقويمها وتزكيتها وتطييبها وتطهيرها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قد افلح من تزكى فلابد من دوام النظر في النفس قد يكون فيها غش قد يكون فيها كبر قد يكون فيها حقد قد يكون فيها حسد قد يكون فيها - 00:17:47
اه اه قد يكون فيها غدر قد يكون فيها مكر كل هذه الخصال انما يتخلص منها بالمعالجة انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم فلا بد من بذل الجهد في تطيب النفس. من اهمل نفسه - 00:18:12
اشار اليه في قوله فمن استرسل مع طبعه يعني ترك هذه الخصال على غالبها دون تهذيب. فهو من هذا الجند يعني من ممن ذكر اما من اصحاب الخواتيم الرديئة من ابليس واقاميل - 00:18:34
عاد وثمود الى اخره او من اصحاب الاخلاق البهيمية التي تنزل بالانسان قال ولا تصلح سلعته لعقد اي لا يصلح ان يكون من المصطفين الاخيار الذين اصطفاهم الله تعالى وعقد معهم ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم اخذ منهم انفسهم فما اشترى الا سلعة هذبها - 00:18:58
الايمان ان الله اشترى من المؤمنين وهم من طهروا نفوسهم وزكوها فخرجت من طبعها الى الطاعة والعبادة والتوبة والانابة. نعم قال سلم المبيع قبل ان يتلف في يدك فلا يقبله المشتري - 00:19:21
قد علم المشتري بعيب السلعة قبل ان يشتريها فسلمها ولك الامان من الرد قدر السلعة يعرف بقدر مشتريها والثمن المبذول فيها والمنادي عليها فاذا كان المشتري عظيما وهو الله فاذا كان المشتري عظيما والثمن خطيرا ثمن خطيرا وهو النفس - 00:19:44
والمنادي جليلا هو الرسول المبلغ كانت السلعة نفيسة. الله اكبر على ولي من الابيات - 00:20:10