بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. اما بعد فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره تفسير سورة - 00:00:00
الغاشية فقال تفسير سورة الغاشية وهي مكية قد تقدم عن النعمان ابن مسير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سبح اسم ربك الاعلى والغاشية. في صلاة العيد ويوم الجمعة. وقال الامام ما لك عن ضمرة ابن سعيد عن عبيد الله - 00:00:20
بن عبدالله ان الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ في يوم الجمعة مع سورة مع سورة الجمعة قال هل اتاك حديث الغاشية - 00:00:42
رواه ابو داوود رواه ابو داود عن القعن به والنسائي عن قتيبة كلاهما عن مالك به. ورواه مسلم ورواه مسلم وابن ماجة من حديث سفيان ابن عيينة عن ضمرة ابن سعيد به - 00:00:58
طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه سورة الغاشية وهي آآ من السور المكية ولذلك قال المصنف رحمه الله وهي مكية ولم يذكر في ذلك خلاف - 00:01:17
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها مع سبح في الجمعة والعيدين هذه السورة موظوعها التذكير بالاخرة وبيان احوال الناس فيها وانهم منقسمون الى فريقين وذكر الله تعالى فيها ما اعد للفريقين - 00:01:36
ثم بعد فراغه من ذلك ذكر بالايات الدالة على صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من النذارة التحذير والبشارة بلفت النظر الى الايات الخلقية التي يشهدها كل احد - 00:02:02
وبعد ذلك ختمها بذكر تذكير الناس بمعادهم الى الله تعالى وان عليه حسابهم ذكر مصنف كالعادة ما ورد في هذه السورة من ما ورد في السورة من اثار ذكر حديث النعمان ابن بشير المتقدم في قراءتها - 00:02:33
يوم الجمعة والعيد مع سبح ذكر ايضا ما نقله ما لك ان الضحى من طريق الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة - 00:02:56
قال هل اتاك حديث الغاشية في سورة الغاشية ورد فيها وردت قراءتها على وجهين الوجه الاول وهو الاشهر والاكثر قراءتها مع سبح والوجه الثاني قرأتها مع الجمعة قد اختلف العلماء رحمهم الله في - 00:03:14
هذه الرواية فمنهم من قال انها وهم لم يثبت انه قرأها مع الجمعة انما كان يقرأ مع الجمعة المنافقون والصواب ان هذا من آآ الاوجه المتنوعة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة - 00:03:33
فثبت انه قرأ سبح والغاشية الجمعة والمنافقون وجاء ايضا من حديث النعمان ابن بشير انه قرأ الجمعة هل اتاك حديث الغاشية في صلاة الجمعة وهذا ليس آآ بغريب اذا ثبت - 00:03:52
فالسورتان كلاهما يحقق غرضا من التذكير وقد قال بذلك الامام مالك رحمه الله وعد ذلك من السنن خلافا لما عليه الجمهور نعم بسم الله الرحمن الرحيم. هل اتاك حديث الغاشية وجوهه يومئذ خاشعة؟ حاملة ناصبة - 00:04:16
نارا حامية تسقى من عين انية. ليس لهم طعام الا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع الغاشية من اسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لانها تغشى الناس وتعمهم - 00:04:45
وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا علي ابن محمد الطنافسي. قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن ابي اسحاق عن عمرو بن ميمون قال مر النبي صلى الله على صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ هل اتاك حديث الغاشية - 00:05:05
فقام يستمع ويقول نعم قد جاءني طيب آآ ابتدأ الله تعالى هذه السورة بسملة كسائر ايات الكتاب الحكيم اما اول اية من السورة فهي قوله تعالى هل اتاك حديث الغاشية - 00:05:25
والاستفهام هنا تقريري كما قال بعض اهل العلم بمعنى قد جاءك حديث الغاشية قد اتاك حديث الغاشية ومنهم من قال ان الاستفهام هنا للفت الانتباه الى خبرها ونبأها وشأنها الذي سيذكره ويفصله بعد هذا السؤال. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن اتاه - 00:05:49
نبأ الغاشية قبل هذه السورة فافتتح السورة بالاستفهام لشحذ الذهن والتنشيط النفس للاقبال على هذا الخبر هل اتاك حديث الغاشية بعد ذلك قال وجوه يومئذ خاشعة هذا استئناف هو جواب للسؤال - 00:06:14
هذا هو حديثها هذا هو خبرها هذا هو نبأها هذا هو ما يكون فيها من احداث و كلا القولين له حظ من النظر والذي يقرب والله اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له في هذه السورة - 00:06:41
شيء من حديث الغاشية وقد اخبر بشيء من ذلك قبل هذه السورة فهذا يحتمل ان يكون تقريرا ويحتمل ان يكون تنبيها ولفتا للنظر للخبر الذي سيذكره الله تعالى من شأن الغاشية. والغاشية - 00:07:02
قال فيها المصنف رحمه الله من اسماء يوم القيامة وهذا احد القولين في تفسير الاية نسبه الى ابن عباس وقتادة وابن زيد والقول الثاني ان الغاشية هي النار فقوله هل اتاك حديث الغاشية - 00:07:21
اي النار التي تغشى وجوه الكفار الاقرب من هذين القولين فيما يظهر والله اعلم هو المعنى الاول الذي ذكره المصنف رحمه الله ان الغاشية هنا المراد بها القيامة لان الاية - 00:07:40
التي او لان الايات التي جاءت بعد هذا تكلمت عن حال اهل النار وعن حال اهل الجنة فلم تخص اهل النار بالذكر وسميت الاخرة والقيامة بالغاشية لانها تغشى الناس تغشى عقولهم - 00:08:05
وتغطي تغطيهم من كل ناحية فهي تغشاهم بالكروب وتغشاهم بالأهوال وتغشاهم بالشدائد وتغشاهم بالفزع الا من رحم الله فلذلك سميت غاشية كما قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم - 00:08:29
يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى اي غطيت عقولهم وهذا من الغشيان الذي يكون في ذلك اليوم وترى الناس سكارى وهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد - 00:08:55
وقد رجح الطبري رحمه الله شمول الاية امرين فقال الغاشية هي القيامة والغاشية هي النار لانه لم يأتي بيان للمراد بالغاشية فتصدق على كل المعاني التي تحتملها وهذا الوجه له - 00:09:16
آآ حظ من النظر فلو قيل به فهو اوسع في الدلالة ثم بعد ذلك قال وجوه يومئذ خاشعة هذه هذا بيان احوال الناس في ذلك اليوم وهو انقسامهم الى فريقين - 00:09:39
كما ذكر الله تعالى في غير معاية فريق في الجنة وفريق في السعير يذكر الله تعالى تقسيم الناس في ذلك اليوم الى قسمين اهل ايمان ونجاة اهل كفر وهلاك بدأ الله تعالى - 00:09:57
باهل الهلاك لانهم اعظم من تظهر فيهم آآ لانهم اعظم من يظهر فيه هذا الوصف الغاشية فغشية افغاشية اهل الكفر في يوم المعاد عظيمة ممتدة غير منتهية اما اهل الايمان - 00:10:13
فان الله تعالى يهون عليهم الموقف وينجيهم باعمالهم فما يغشاهم من هول ذلك اليوم لا يقارن بما عليه اهل الكفر هذا واحد الامر الثاني انه غير ممتد بل منتهي فاذا - 00:10:35
انقضت اهوال ذلك اليوم وعبروا الصراط نجوا بدخول الجنة نسأل الله ان نكون منهم فيكون ما يغشاهم ذلك اليوم اخف مما يغشى الكفار و اقل من حيث المدة حيث انه منقطع يزول - 00:10:55
بخلاف الكفار فانما يغشاهم شيء عظيم لا نجاة لهم منه بل ما يقبلون عليه بعد الحساب اعظم مما ادركوه في موقف والقيامة نعم وقوله وجوه يومئذ خاشعة اي ذليلة قاله قتادة وقال ابن عباس تخشع ولا ينفعها عملها - 00:11:19
وقوله عاملة ناصبة اي قد عملت عملا كثيرا ونصبت فيه وصليت يوم القيامة نارا حامية وقال الحافظ ابو بكر البرقاني قال حدثنا ابراهيم بن محمد المزكى قال حدثنا محمد بن اسحاق السراج قال حدثنا هارون - 00:11:44
ابن عبد الله قال حدثنا سيار قال حدثنا جعفر قال سمعت ابا عمران الجوني يقول مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب قال بيضايقك راح صلاتك. بدير راهب قال فنادى يا راهب يا راهب فاشرف. قال فجعل عمر ينظر - 00:12:04
ويبكي فقيل له يا امير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قول الله عز وجل في كتابه عاملة تبقى تصلى نارا حامية. فذاك الذي ابكاني. وقال البخاري قال ابن عباس عاملة ناصبة النصارى - 00:12:27
اكرمة والسد عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في النار بالعذاب والاغلال. قال ابن عباس والحسن وقتادة تصلى نارا حامية اي حارة شديدة الحر تسقى من عين انية اي قد انتهى حرها - 00:12:47
بيانها قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي وقوله ليس لهم طعام الا من ضريع. قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس شجر من النار. وقال سعيد بن جبير هو الزق - 00:13:07
وعنه انها الحجارة. وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وابو الجوزاء وقتادة هو الشبرق. قال قتادة قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع قال عكرمة وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالارض - 00:13:26
وقال البخاري قال مجاهد الظريع نبت يقال له الشبرك يسميه اهل الحجاز الضريع الظريع اذا يبس وهو سم. وقال معمر عن قتادة الا من ضريع هو الشبر قائدا يبس سمي سمي الضريع. وقال سعيد - 00:13:46
عن قتادة ليس لهم طعام الا من ضريع من شر الطعام وابشعه واخبثه. وقوله لا يسمن ولا يغني من جوع يعني لا يحصل به مقصود ولا ينتفع به محذور هذا هو القسم الاول من اقسام الناس في ذلك اليوم - 00:14:06
الوجوه تنقسم الى قسمين وجوه مسفرة ووجوه عليها قترة وجوه اهل الايمان نسأل الله ان نكون منهم ووجوه اهل الكفر وذكرت انه بدأ بذكر وجوه اهل الكفر قبل اهل الايمان لماذا - 00:14:26
لان الغاشية بحقهم اعظم ممن من غيرهم من اهل الايمان يقول الله تعالى وجوه يومئذ خاشعة هذا هو القسم الاول وجوه يومئذ المشار اليه هنا هو يوم الغاشية وجوه يوم الغاشية خاشعة - 00:14:42
وخشوعها ذلها والذل هنا ذل امتهان لا ذل عبادة وطاعة ويطلق هذا الوصف على كل ما ذل بغض النظر عن سببه الله تعالى يقول في في في اهل الايمان قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم - 00:15:10
خاشعون ويقول الله تعالى وتراضى خاشعة وترى الارض خاشعة اي ذليلة من قلة الماء وشدة الجدب ويقول هنا جل وعلا وجوه يومئذ خاشع اي ذليلة جلها باعمالها وهي الوجوه المسودة - 00:15:33
التي اسودت وانطفأ نورها وانطمست بصائرها بسبب سوء عملها وجوه يومئذ خاشعة فالذل هنا ليس ذل عبادة ولا ذل ايمان يرتفع به اصحابه بل هو ذل عقوبة ومعاينة الجزاء يقول الله تعالى - 00:15:58
عاملة ناصبة اي ذات عمل وقول عاملة وصف وناصبة وصف اخر لتلك الوجوه فهي خاشعة ذليلة ومع ذلها عاملة ناصبة عاملة في ذلك اليوم ناصبة في ذلك اليوم لان هذا الوصف - 00:16:23
لحالها في ذلك اليوم لقوله تعالى وجوه يومئذ فمن قال انها عاملة في الدنيا وناصبة في الاخرة يحتاج الى اقامة الدليل على هذا التقسيم هي عاملة الناصبة اذا اخبار بانها لا راحة لها ولا طمأنينة ولا سكن بل هي في عناء - 00:16:47
ومشقة فهي ذات نصب وتعب بالسلاسل والاغلال وما اعده الله تعالى من العقوبة للكفار ثم قال واما ما ذا ما ذكر من من تفسير آآ ما ذكر في التفسير من خبر - 00:17:15
اه عمر رضي الله عنه يا راهب فاشرف فجعل عمر ينظر اليه ويبكي فقيل له يا امير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قوله تعالى في كتابه عاملة ناصبة تصلى نارا حامية - 00:17:42
هذا مستند من فهم منه انها عاملة في الدنيا ناصبة في الاخرة لان هذا قد تفرغ للعبادة انعزل في هذا الدير لكنه لا يجني من ذلك شيئا والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:17:55
ان العمل والنصب المذكور في الاية هو ما يكون في الاخرة. وهذا لا يعني ان من يعمل وينصب في الدنيا على غير سوي وعلى غير الصراط المستقيم لا يدخل في الايات - 00:18:16
لكن العمل والنصب في الدنيا هو وصف معتاد يشترك فيه المؤمن والكافر فالدنيا مجبولة على الاقذار والاكدار وانما يتمايز الناس بالاخرة عندما يفضون الى اعمالهم ويلقون ما قدموا فمنهم شقي وسعيد - 00:18:32
فاما الذين سعدوا ففي الجنة واما الذين شقوا ففي النار والعذاب الاليم. فقول عاملة ناصبة هذا وصف لحالها يوم القيامة بما يظهر والله اعلم. قال جل وعلا تصلى نهرا حامية وفي قراءة تصلى - 00:18:55
وكلاهما قراءة صحيحة تصلى نارا حامية اي تلك الوجوه تشوى وتكوى وتقرب من نار على هذا الوصف نار وليست نارا عادية يستأنس بها اصحابها ويجدون منها منافع كنار الشتاء انما هي نار حامية - 00:19:11
يحرقون بها ويتأذون من قربها ولو قال تصنع نارا لكان كافيا لكن لما قال حامية بين عظيم الالم الذي يصيب هؤلاء النار كلما ازداد حرها وعظم هميها كان العذاب بها - 00:19:35
اعظم تصلى نارا حامية هذا عذاب الظاهر تسقى من عين انية هذا عذاب الباطل فالعذاب ليس مقصورا على ظواهرهم انما عذاب للظاهر والباطن نعوذ بالله وهذا ذكره الله تعالى في اكثر من اية - 00:19:59
ذكر الله تعالى عذاب الجلود والظواهر وذكر عذاب البواطن بالماء الحميم الذي يقطع الامعاء نعوذ بالله من الخذلان وقد ذكره الله هنا في قوله تصلع نارا حامية تسقى من عين انية. فجمع - 00:20:27
عذاب الظاهر وعذاب الباطن وقول تسقى اي تلك الوجوه المذكورة من عين وهو مصدر الماء انية اي قد بلغت في الحر منتهاه فالان هو شديد الحرارة الذي يقطع الامعاء ويؤذي - 00:20:53
صاحبه فلا يهنأ ولا يطفئ ظمأ به بل بل يزداد عذابا واذى به يقول الله جل وعلا ليس لهم طعام الا من ضريع اي هؤلاء اصحاب هذه الوجوه ليس لهم طعام - 00:21:21
اي لا يأكلون شيئا من الطعام الا ما ذكر الا من ضريع والضلع نوع من النبات او نوع من الطعام ذكر فيه جملة من الاوقات قيل انه الزقوم وقيل انه - 00:21:43
الحجارة وهذان قولان رئيسان ومن قال بانه الزقوم قال انه نبات سماه بعظهم بالشبرق او الشبرق والله اعلم بهذه التسمية فان اسماء ما في الاخرة لا يوافق ما في الدنيا في الحقائق انما يوافقها في الاسماء كما قال ابن كما قال ابن عباس - 00:22:00
ليس في الاخرة مما في الدنيا الا الاسماء يعني من النعيم وما اعده الله تعالى لعباده في نعيمهم وكذلك في في العقوبات فالضريع نبات او طعام يعذب به الكفار وهذا مزيد بيان - 00:22:33
عظيم ما يصيبهم من الاذى في بواطنهم اضافة لعذاب الظاهر وهو عذاب وهو طعام هذا الطعام لا يحصل مقصودا ولا يدرك به مرادا لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يتقوى به البدن وينتفع بالسمن - 00:22:55
ولا يشتد به من الجوع بل هو عبء وحمل فما كان كذلك كان عبئا وحملا على اكله وطاعمه هذا هو القسم الاول من احوال الناس في ذلك اليوم نعوذ بالله - 00:23:17
من حال اهل النار. اما القسم الثاني يقول الله تعالى فيه وجوه يومئذ ناعمة وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة - 00:23:35
لما ذكر حال الاشقياء ثنى بذكر السعداء فقال وجوه يومئذ اي يوم القيامة ناعمة اي يعرف النعيم فيها وانما حصل لها ذلك بسعيها وقال سفيان لسعيها راضية قد رضيت عملها - 00:24:02
وقوله في جنة عالية اي رفيعة بهية في الغرفات امنون. لا تسمع فيها لاغية اي لا يسمع في التي هم فيها كلمة لو كما قال لا يسمعون فيها لغوا الا الا سلاما. وقال لا لغو في - 00:24:23
ولا تأثيم وقال لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما فيها عين جارية اي سارحة وهذه نكرة في سياق الاثبات وليس المراد بها عينا واحدة وانما هذا - 00:24:43
جنس يعني فيها عيون جاريات. وقال ابن ابي حاتم قرأ على على الربيع بن سليمان قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا ابن ثوبان عن عطاء ابن قرة عن عبدالله بن ضمرة عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله - 00:25:02
عليه وسلم انهار الجنة تفجر من تحت تلال او من تحت جبال المسك فيها سرر مرفوعة اي عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين. قالوا فاذا اراد ولي - 00:25:22
ان يجلس على تلك على تلك السرر على على تلك السرر العالية. تواضعت له. واكواب موضوعة اي يعني اواني اواني الشراب معدة مرصدة لمن ارادها من مرصدة لمن ارادها من اربابها. والممالك مصفوفة. قال ابن عباس ان مالك الوسائد وكذا قال عكرمة - 00:25:40
وقدادة والضحاك والسدي والثوري وغيرهم. وقوله وزرابي ممثوثا. قال ابن عباس الزرابي البسط وكذا قال الظحاك هو غير واحد ومعنى مبثوثة اي ها هنا وها هنا لمن اراد الجلوس عليها ونذكر ها هنا - 00:26:08
الحديث الذي رواه ابو بكر من ابي داود قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا ابي عن محمد بن مهاجن عن ضحاك المعافري عن ابن موسى قال حدثني قريب انه سمع اسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هل من - 00:26:28
الجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور تتلألأ. وريحانة تهتز وقصر رشيد ونهر المطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في ابد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية. قالوا نعم يا رسول الله - 00:26:48
ونحن المشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله. قال القوم ان شاء الله. ورواه ابن ماجة عن عباس بن عثمان الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن محمد بن هاجر به - 00:27:18
آآ الله عز وجل ذكر في هذا القسم الثاني جملة من النعيم يتبين البون الشاسع بين الفريقين. يقول الله تعالى وجوه كما ذكر في اول القسم الاول الوجوه ذكر هنا الوجوه والسبب في تخصيص الوجوه لانها - 00:27:35
الموضع الذي يظهر فيه العذاب والالم ويظهر فيه البهجة والسرور هذا هو السبب في ذكر وجوه ولان الوجه اشرف ما في الانسان يقول الله تعالى وجوه يومئذ اي يوم الغاشية الذي - 00:27:54
سأل عن حديثه في اول السورة يقول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناعمة ناعمة اي متنعمة فيا فاعل بمعنى مفعول او بمعنى فاعل متنعم منعمة او متنعمة ولذلك قال يعرف النعيم فيها - 00:28:13
وانما حصل لها ذلك بسعيها والمقصود بقوله بسعيها اي بعملها كما قال الله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. لكن هذا على وجه التفظل والمن والا ما نالوه من الاجر والثواب هو بفضل الله ورحمته نسأل الله من فضله ورحمته - 00:28:38
وجوه يومئذ ناعمة قال لسعيها راضية هذا اول ما ذكر بحالهم وهو الرضا وذاك ان اعلى ما يوصف به الانسان من النعيم ان يكون راضيا الرضا دلالة على كمال عطاء وعظيم الاحسان - 00:29:07
فهم راضون بثمرة السعي ولذلك قول لسعيها اي لجزاء سعيها لثواب سعيها هكذا قال جمع المفسرين وفي كل الاحوال سواء كان لسعيها اي لعملها او لثواب عملها الامر في هذا قريب. وقيل - 00:29:37
اللام هنا بمعنى الباء فتكون للسببية بسعيها راضية اي بسبب ما سعت وبسبب ما جرى من عمل في الدنيا بطاعة الله عز وجل نالت الرضا وهذا وجه اخر في معنى الاية يصلح تفسير الاية عليه - 00:29:59
ففي قوله لسعيها راضية وجهان. الوجه الاول انها راضية لاجل عملها راضية او لعملها بعملها راضية بعملها او راضية بثواب عملها والثاني ان اللام هنا بمعنى الباء اسباب السببية ويكون المعنى بسبب عملها - 00:30:26
فهي راضية هذا بيان انهم في النعيم قد بلغوا الذروة والمنتهى لان الرضا دليل القبول. ودليل الانشراح ثم بعد ذلك فصل من النعيم ما ذكر فقال فيه جنة والجنة هي البستان العظيم - 00:30:56
والمقصود بالجنة هنا دار النعيم الكامل التي اعدها الله لعباده فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله عالية هذا وصف كاشف وليس مقيدا لان الجنة عالية - 00:31:23
بكل مراتبها ومنازلها فهو لم يذكر جزاء صنف من اهل الجنة اهل الفردوس انما ذكر الجنة على وجه العموم فيكون الوصف كاشفا وعلو الجنة هنا علو حسي ومعنويه حسي في المكان - 00:31:43
فسقف الجنة عرش الرحمن اعلى ما يكون هذا حسي ومعنوي هي دار النعيم الكامل الذي ليس فوقها نعيم اعددت لعبادي الصالحين هذا المعنوي علو معنوي اعددت العبادة الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:32:04
ثم ذكر من حال اهلها قال لا تسمع فيها لاغية لا تسمع اي لا يصل الى سمعك شيء من اللغو وقوله لاغية اي قول لاغم اي قول باطل قول فاسد - 00:32:30
قول مكروه فاللغو يطلق على الباطل يطلق على ما لا فائدة فيه وجاء ذلك على وجه الفاعل لاغية اي ليس فيها من يتكلم باللغو بلاغ مثل لاب وتامر وفعلوا ذلك الشيء يفعل اللغو فاعلة لبن الذي يبيعه او التامر الذي يشتغل بالتمر - 00:32:57
وما اشبه ذلك لا تسمع فيها لاغية فنفى الله تعالى عن هذا المكان الجنة العالية اي سماع للغو يضر يضر بالنهار يتضرر به اهله او يمضي ما له او يمضي او يمضي وقتا لا فائدة فيه - 00:33:35
فيها عين جارية بها عين جارية اي في الجنة العالية عين وهي مصدر الماء ومنبعه جارية اي لا تتوقف وهذا لكمال نعيمهم فان الله يجري الماء بين ايديهم فيها سرر مرفوعة سرر - 00:34:03
جمع سرير وهو ما يستوي عليه الانسان سواء كان جلوسا كسرير الملك مثلا او كان امتدادا وراحة وقد ذكر الله تعالى السر في مواضع عديدة في كتابه سرور اهل الجنة - 00:34:34
على سرر المتقابلين على سرر الموضولة وقال على فرش مرفوعة طرش مرفوعة ذكر الله تعالى وذكر على سرر مصفوفة متكئين على سرر مصفوفة فذكر الله تعالى سرر في مواضع عديدة من كتابه - 00:34:57
كلها جاءت على وجه آآ تمجد فيه ويرفع شأنها فهنا قال على سرر مرفوعة بيان انها سرر عالية وذكر السرر لانها مكان القعود وذكر انها مرفوعة لان اذا كان منخفضا لم يدرك - 00:35:24
ما حوله ولم يبصر ما بجواره بخلاف اذا كان السرير مرفوعا كان الابصار مداه اوسع فيكون تكون سررهم سببا للتنعم حيث يرون ما من الله تعالى به عليهم في تلك الجنات - 00:35:51
على سرر مرفوعة فيها سرر مرفوعة يقول واكواب موضوعة اي فيها اكواب الاكواب جمع كوب وهو ما يشرب به وقولها وكونها موظوعة اي قريبة فلا كلافة في لا كلفة في حصولها - 00:36:14
بل هي معدة كما قال الشيخ اواني الشرب معدة مرصدة لمن ارادها من اربابها وهذا معنى الوضع فالوضع هنا ليس انها قد صفت بالموضوعة للدلالة على قربها قولك وضعت الطعام وضعت الشيء اي قربته - 00:36:32
فاصبح في متناول الايدي فلا كلفة في تحصيل لتلك الاكواب وما اعد الله فيها من لذائذ المشارب ونمارق مصفوفة النمارق هي الوسائد كما قال ابن عباس رضي الله عنه وقوله مصفوفة - 00:36:52
اي قد هيأت على وجه يظهر الناظرين ويشق النفوس ثم قال وزرابي مبثوثة ازربيه البسط وكونها مبثوثة دال على تنسيقها وكثرتها وعظيم نعيم اصحابها هذا ما ذكره الله تعالى لاصحاب هذه الوجوه نسأل الله ان نكون منهم. الوجوه الناعمة - 00:37:12
وقد ذكر المصنف ما رواه اصحاب السنن من حديث الضحاك المعافر عن سليمان ابن محمد عن اه كريب انه سمع اسامة بن زيد يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا هل من مشمر - 00:37:44
للجنة فان الجنة لا خطر لها نور يتلألأ هذا في المنظر وريحانة تهتز هذا في الرائحة وقصر مشيد في العظمة ونهر مطرد في وفرة المادة وثمرة نظيجة في المأكل وزوجة حسناء جميلة - 00:38:04
تصاحب والرفيق وحلل كثيرة في الاثاث والفرش ومقام في ابد في دار سليمة ان ذلك النعيم ليس منقطع بل هو ممتد لا نهاية له فلو كان كل ذلك حاصلة لكنها تنتهي لكان في ذلك - 00:38:30
لكان في ذلك حسرة على اهلها لكن من نعيم الله وانعامه على اهل الجنة انها مقام في ابد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة حبرة اي سرور وابتهاج ولا معي عطاء متتابع - 00:38:55
في محلة عالية بهية نسأل الله ان نكون من اهلها يا الله يا ربي من فضلك الجنة قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال فقولوا ان شاء الله - 00:39:17
هاي بقوله بحوله تمكينه واعانته. قال القوم ان شاء الله رواه ابن راجح عن العباس ابن عثمان الدمشقي عن الوليد المسلم عن محمد ابن هاجر وفي اسناده اه مقال اه لكن - 00:39:29
في مثل الترغيب والترهيب يتسامح العلماء وقد ذكر آآ في جملة الحديث ذكر السند في سياقه مو مشيرا الى ده ضعفه ففيه الوليد المسلم وفيه الظحاك اه المعافري تكلم لما فيه - 00:39:47
والله تعالى اعلم - 00:40:05
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. اما بعد فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره تفسير سورة - 00:00:00
الغاشية فقال تفسير سورة الغاشية وهي مكية قد تقدم عن النعمان ابن مسير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سبح اسم ربك الاعلى والغاشية. في صلاة العيد ويوم الجمعة. وقال الامام ما لك عن ضمرة ابن سعيد عن عبيد الله - 00:00:20
بن عبدالله ان الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ في يوم الجمعة مع سورة مع سورة الجمعة قال هل اتاك حديث الغاشية - 00:00:42
رواه ابو داوود رواه ابو داود عن القعن به والنسائي عن قتيبة كلاهما عن مالك به. ورواه مسلم ورواه مسلم وابن ماجة من حديث سفيان ابن عيينة عن ضمرة ابن سعيد به - 00:00:58
طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه سورة الغاشية وهي آآ من السور المكية ولذلك قال المصنف رحمه الله وهي مكية ولم يذكر في ذلك خلاف - 00:01:17
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها مع سبح في الجمعة والعيدين هذه السورة موظوعها التذكير بالاخرة وبيان احوال الناس فيها وانهم منقسمون الى فريقين وذكر الله تعالى فيها ما اعد للفريقين - 00:01:36
ثم بعد فراغه من ذلك ذكر بالايات الدالة على صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من النذارة التحذير والبشارة بلفت النظر الى الايات الخلقية التي يشهدها كل احد - 00:02:02
وبعد ذلك ختمها بذكر تذكير الناس بمعادهم الى الله تعالى وان عليه حسابهم ذكر مصنف كالعادة ما ورد في هذه السورة من ما ورد في السورة من اثار ذكر حديث النعمان ابن بشير المتقدم في قراءتها - 00:02:33
يوم الجمعة والعيد مع سبح ذكر ايضا ما نقله ما لك ان الضحى من طريق الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة - 00:02:56
قال هل اتاك حديث الغاشية في سورة الغاشية ورد فيها وردت قراءتها على وجهين الوجه الاول وهو الاشهر والاكثر قراءتها مع سبح والوجه الثاني قرأتها مع الجمعة قد اختلف العلماء رحمهم الله في - 00:03:14
هذه الرواية فمنهم من قال انها وهم لم يثبت انه قرأها مع الجمعة انما كان يقرأ مع الجمعة المنافقون والصواب ان هذا من آآ الاوجه المتنوعة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة - 00:03:33
فثبت انه قرأ سبح والغاشية الجمعة والمنافقون وجاء ايضا من حديث النعمان ابن بشير انه قرأ الجمعة هل اتاك حديث الغاشية في صلاة الجمعة وهذا ليس آآ بغريب اذا ثبت - 00:03:52
فالسورتان كلاهما يحقق غرضا من التذكير وقد قال بذلك الامام مالك رحمه الله وعد ذلك من السنن خلافا لما عليه الجمهور نعم بسم الله الرحمن الرحيم. هل اتاك حديث الغاشية وجوهه يومئذ خاشعة؟ حاملة ناصبة - 00:04:16
نارا حامية تسقى من عين انية. ليس لهم طعام الا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع الغاشية من اسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لانها تغشى الناس وتعمهم - 00:04:45
وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا علي ابن محمد الطنافسي. قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن ابي اسحاق عن عمرو بن ميمون قال مر النبي صلى الله على صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ هل اتاك حديث الغاشية - 00:05:05
فقام يستمع ويقول نعم قد جاءني طيب آآ ابتدأ الله تعالى هذه السورة بسملة كسائر ايات الكتاب الحكيم اما اول اية من السورة فهي قوله تعالى هل اتاك حديث الغاشية - 00:05:25
والاستفهام هنا تقريري كما قال بعض اهل العلم بمعنى قد جاءك حديث الغاشية قد اتاك حديث الغاشية ومنهم من قال ان الاستفهام هنا للفت الانتباه الى خبرها ونبأها وشأنها الذي سيذكره ويفصله بعد هذا السؤال. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن اتاه - 00:05:49
نبأ الغاشية قبل هذه السورة فافتتح السورة بالاستفهام لشحذ الذهن والتنشيط النفس للاقبال على هذا الخبر هل اتاك حديث الغاشية بعد ذلك قال وجوه يومئذ خاشعة هذا استئناف هو جواب للسؤال - 00:06:14
هذا هو حديثها هذا هو خبرها هذا هو نبأها هذا هو ما يكون فيها من احداث و كلا القولين له حظ من النظر والذي يقرب والله اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له في هذه السورة - 00:06:41
شيء من حديث الغاشية وقد اخبر بشيء من ذلك قبل هذه السورة فهذا يحتمل ان يكون تقريرا ويحتمل ان يكون تنبيها ولفتا للنظر للخبر الذي سيذكره الله تعالى من شأن الغاشية. والغاشية - 00:07:02
قال فيها المصنف رحمه الله من اسماء يوم القيامة وهذا احد القولين في تفسير الاية نسبه الى ابن عباس وقتادة وابن زيد والقول الثاني ان الغاشية هي النار فقوله هل اتاك حديث الغاشية - 00:07:21
اي النار التي تغشى وجوه الكفار الاقرب من هذين القولين فيما يظهر والله اعلم هو المعنى الاول الذي ذكره المصنف رحمه الله ان الغاشية هنا المراد بها القيامة لان الاية - 00:07:40
التي او لان الايات التي جاءت بعد هذا تكلمت عن حال اهل النار وعن حال اهل الجنة فلم تخص اهل النار بالذكر وسميت الاخرة والقيامة بالغاشية لانها تغشى الناس تغشى عقولهم - 00:08:05
وتغطي تغطيهم من كل ناحية فهي تغشاهم بالكروب وتغشاهم بالأهوال وتغشاهم بالشدائد وتغشاهم بالفزع الا من رحم الله فلذلك سميت غاشية كما قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم - 00:08:29
يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى اي غطيت عقولهم وهذا من الغشيان الذي يكون في ذلك اليوم وترى الناس سكارى وهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد - 00:08:55
وقد رجح الطبري رحمه الله شمول الاية امرين فقال الغاشية هي القيامة والغاشية هي النار لانه لم يأتي بيان للمراد بالغاشية فتصدق على كل المعاني التي تحتملها وهذا الوجه له - 00:09:16
آآ حظ من النظر فلو قيل به فهو اوسع في الدلالة ثم بعد ذلك قال وجوه يومئذ خاشعة هذه هذا بيان احوال الناس في ذلك اليوم وهو انقسامهم الى فريقين - 00:09:39
كما ذكر الله تعالى في غير معاية فريق في الجنة وفريق في السعير يذكر الله تعالى تقسيم الناس في ذلك اليوم الى قسمين اهل ايمان ونجاة اهل كفر وهلاك بدأ الله تعالى - 00:09:57
باهل الهلاك لانهم اعظم من تظهر فيهم آآ لانهم اعظم من يظهر فيه هذا الوصف الغاشية فغشية افغاشية اهل الكفر في يوم المعاد عظيمة ممتدة غير منتهية اما اهل الايمان - 00:10:13
فان الله تعالى يهون عليهم الموقف وينجيهم باعمالهم فما يغشاهم من هول ذلك اليوم لا يقارن بما عليه اهل الكفر هذا واحد الامر الثاني انه غير ممتد بل منتهي فاذا - 00:10:35
انقضت اهوال ذلك اليوم وعبروا الصراط نجوا بدخول الجنة نسأل الله ان نكون منهم فيكون ما يغشاهم ذلك اليوم اخف مما يغشى الكفار و اقل من حيث المدة حيث انه منقطع يزول - 00:10:55
بخلاف الكفار فانما يغشاهم شيء عظيم لا نجاة لهم منه بل ما يقبلون عليه بعد الحساب اعظم مما ادركوه في موقف والقيامة نعم وقوله وجوه يومئذ خاشعة اي ذليلة قاله قتادة وقال ابن عباس تخشع ولا ينفعها عملها - 00:11:19
وقوله عاملة ناصبة اي قد عملت عملا كثيرا ونصبت فيه وصليت يوم القيامة نارا حامية وقال الحافظ ابو بكر البرقاني قال حدثنا ابراهيم بن محمد المزكى قال حدثنا محمد بن اسحاق السراج قال حدثنا هارون - 00:11:44
ابن عبد الله قال حدثنا سيار قال حدثنا جعفر قال سمعت ابا عمران الجوني يقول مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب قال بيضايقك راح صلاتك. بدير راهب قال فنادى يا راهب يا راهب فاشرف. قال فجعل عمر ينظر - 00:12:04
ويبكي فقيل له يا امير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قول الله عز وجل في كتابه عاملة تبقى تصلى نارا حامية. فذاك الذي ابكاني. وقال البخاري قال ابن عباس عاملة ناصبة النصارى - 00:12:27
اكرمة والسد عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في النار بالعذاب والاغلال. قال ابن عباس والحسن وقتادة تصلى نارا حامية اي حارة شديدة الحر تسقى من عين انية اي قد انتهى حرها - 00:12:47
بيانها قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي وقوله ليس لهم طعام الا من ضريع. قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس شجر من النار. وقال سعيد بن جبير هو الزق - 00:13:07
وعنه انها الحجارة. وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وابو الجوزاء وقتادة هو الشبرق. قال قتادة قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع قال عكرمة وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالارض - 00:13:26
وقال البخاري قال مجاهد الظريع نبت يقال له الشبرك يسميه اهل الحجاز الضريع الظريع اذا يبس وهو سم. وقال معمر عن قتادة الا من ضريع هو الشبر قائدا يبس سمي سمي الضريع. وقال سعيد - 00:13:46
عن قتادة ليس لهم طعام الا من ضريع من شر الطعام وابشعه واخبثه. وقوله لا يسمن ولا يغني من جوع يعني لا يحصل به مقصود ولا ينتفع به محذور هذا هو القسم الاول من اقسام الناس في ذلك اليوم - 00:14:06
الوجوه تنقسم الى قسمين وجوه مسفرة ووجوه عليها قترة وجوه اهل الايمان نسأل الله ان نكون منهم ووجوه اهل الكفر وذكرت انه بدأ بذكر وجوه اهل الكفر قبل اهل الايمان لماذا - 00:14:26
لان الغاشية بحقهم اعظم ممن من غيرهم من اهل الايمان يقول الله تعالى وجوه يومئذ خاشعة هذا هو القسم الاول وجوه يومئذ المشار اليه هنا هو يوم الغاشية وجوه يوم الغاشية خاشعة - 00:14:42
وخشوعها ذلها والذل هنا ذل امتهان لا ذل عبادة وطاعة ويطلق هذا الوصف على كل ما ذل بغض النظر عن سببه الله تعالى يقول في في في اهل الايمان قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم - 00:15:10
خاشعون ويقول الله تعالى وتراضى خاشعة وترى الارض خاشعة اي ذليلة من قلة الماء وشدة الجدب ويقول هنا جل وعلا وجوه يومئذ خاشع اي ذليلة جلها باعمالها وهي الوجوه المسودة - 00:15:33
التي اسودت وانطفأ نورها وانطمست بصائرها بسبب سوء عملها وجوه يومئذ خاشعة فالذل هنا ليس ذل عبادة ولا ذل ايمان يرتفع به اصحابه بل هو ذل عقوبة ومعاينة الجزاء يقول الله تعالى - 00:15:58
عاملة ناصبة اي ذات عمل وقول عاملة وصف وناصبة وصف اخر لتلك الوجوه فهي خاشعة ذليلة ومع ذلها عاملة ناصبة عاملة في ذلك اليوم ناصبة في ذلك اليوم لان هذا الوصف - 00:16:23
لحالها في ذلك اليوم لقوله تعالى وجوه يومئذ فمن قال انها عاملة في الدنيا وناصبة في الاخرة يحتاج الى اقامة الدليل على هذا التقسيم هي عاملة الناصبة اذا اخبار بانها لا راحة لها ولا طمأنينة ولا سكن بل هي في عناء - 00:16:47
ومشقة فهي ذات نصب وتعب بالسلاسل والاغلال وما اعده الله تعالى من العقوبة للكفار ثم قال واما ما ذا ما ذكر من من تفسير آآ ما ذكر في التفسير من خبر - 00:17:15
اه عمر رضي الله عنه يا راهب فاشرف فجعل عمر ينظر اليه ويبكي فقيل له يا امير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قوله تعالى في كتابه عاملة ناصبة تصلى نارا حامية - 00:17:42
هذا مستند من فهم منه انها عاملة في الدنيا ناصبة في الاخرة لان هذا قد تفرغ للعبادة انعزل في هذا الدير لكنه لا يجني من ذلك شيئا والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:17:55
ان العمل والنصب المذكور في الاية هو ما يكون في الاخرة. وهذا لا يعني ان من يعمل وينصب في الدنيا على غير سوي وعلى غير الصراط المستقيم لا يدخل في الايات - 00:18:16
لكن العمل والنصب في الدنيا هو وصف معتاد يشترك فيه المؤمن والكافر فالدنيا مجبولة على الاقذار والاكدار وانما يتمايز الناس بالاخرة عندما يفضون الى اعمالهم ويلقون ما قدموا فمنهم شقي وسعيد - 00:18:32
فاما الذين سعدوا ففي الجنة واما الذين شقوا ففي النار والعذاب الاليم. فقول عاملة ناصبة هذا وصف لحالها يوم القيامة بما يظهر والله اعلم. قال جل وعلا تصلى نهرا حامية وفي قراءة تصلى - 00:18:55
وكلاهما قراءة صحيحة تصلى نارا حامية اي تلك الوجوه تشوى وتكوى وتقرب من نار على هذا الوصف نار وليست نارا عادية يستأنس بها اصحابها ويجدون منها منافع كنار الشتاء انما هي نار حامية - 00:19:11
يحرقون بها ويتأذون من قربها ولو قال تصنع نارا لكان كافيا لكن لما قال حامية بين عظيم الالم الذي يصيب هؤلاء النار كلما ازداد حرها وعظم هميها كان العذاب بها - 00:19:35
اعظم تصلى نارا حامية هذا عذاب الظاهر تسقى من عين انية هذا عذاب الباطل فالعذاب ليس مقصورا على ظواهرهم انما عذاب للظاهر والباطن نعوذ بالله وهذا ذكره الله تعالى في اكثر من اية - 00:19:59
ذكر الله تعالى عذاب الجلود والظواهر وذكر عذاب البواطن بالماء الحميم الذي يقطع الامعاء نعوذ بالله من الخذلان وقد ذكره الله هنا في قوله تصلع نارا حامية تسقى من عين انية. فجمع - 00:20:27
عذاب الظاهر وعذاب الباطن وقول تسقى اي تلك الوجوه المذكورة من عين وهو مصدر الماء انية اي قد بلغت في الحر منتهاه فالان هو شديد الحرارة الذي يقطع الامعاء ويؤذي - 00:20:53
صاحبه فلا يهنأ ولا يطفئ ظمأ به بل بل يزداد عذابا واذى به يقول الله جل وعلا ليس لهم طعام الا من ضريع اي هؤلاء اصحاب هذه الوجوه ليس لهم طعام - 00:21:21
اي لا يأكلون شيئا من الطعام الا ما ذكر الا من ضريع والضلع نوع من النبات او نوع من الطعام ذكر فيه جملة من الاوقات قيل انه الزقوم وقيل انه - 00:21:43
الحجارة وهذان قولان رئيسان ومن قال بانه الزقوم قال انه نبات سماه بعظهم بالشبرق او الشبرق والله اعلم بهذه التسمية فان اسماء ما في الاخرة لا يوافق ما في الدنيا في الحقائق انما يوافقها في الاسماء كما قال ابن كما قال ابن عباس - 00:22:00
ليس في الاخرة مما في الدنيا الا الاسماء يعني من النعيم وما اعده الله تعالى لعباده في نعيمهم وكذلك في في العقوبات فالضريع نبات او طعام يعذب به الكفار وهذا مزيد بيان - 00:22:33
عظيم ما يصيبهم من الاذى في بواطنهم اضافة لعذاب الظاهر وهو عذاب وهو طعام هذا الطعام لا يحصل مقصودا ولا يدرك به مرادا لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يتقوى به البدن وينتفع بالسمن - 00:22:55
ولا يشتد به من الجوع بل هو عبء وحمل فما كان كذلك كان عبئا وحملا على اكله وطاعمه هذا هو القسم الاول من احوال الناس في ذلك اليوم نعوذ بالله - 00:23:17
من حال اهل النار. اما القسم الثاني يقول الله تعالى فيه وجوه يومئذ ناعمة وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة - 00:23:35
لما ذكر حال الاشقياء ثنى بذكر السعداء فقال وجوه يومئذ اي يوم القيامة ناعمة اي يعرف النعيم فيها وانما حصل لها ذلك بسعيها وقال سفيان لسعيها راضية قد رضيت عملها - 00:24:02
وقوله في جنة عالية اي رفيعة بهية في الغرفات امنون. لا تسمع فيها لاغية اي لا يسمع في التي هم فيها كلمة لو كما قال لا يسمعون فيها لغوا الا الا سلاما. وقال لا لغو في - 00:24:23
ولا تأثيم وقال لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما فيها عين جارية اي سارحة وهذه نكرة في سياق الاثبات وليس المراد بها عينا واحدة وانما هذا - 00:24:43
جنس يعني فيها عيون جاريات. وقال ابن ابي حاتم قرأ على على الربيع بن سليمان قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا ابن ثوبان عن عطاء ابن قرة عن عبدالله بن ضمرة عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله - 00:25:02
عليه وسلم انهار الجنة تفجر من تحت تلال او من تحت جبال المسك فيها سرر مرفوعة اي عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين. قالوا فاذا اراد ولي - 00:25:22
ان يجلس على تلك على تلك السرر على على تلك السرر العالية. تواضعت له. واكواب موضوعة اي يعني اواني اواني الشراب معدة مرصدة لمن ارادها من مرصدة لمن ارادها من اربابها. والممالك مصفوفة. قال ابن عباس ان مالك الوسائد وكذا قال عكرمة - 00:25:40
وقدادة والضحاك والسدي والثوري وغيرهم. وقوله وزرابي ممثوثا. قال ابن عباس الزرابي البسط وكذا قال الظحاك هو غير واحد ومعنى مبثوثة اي ها هنا وها هنا لمن اراد الجلوس عليها ونذكر ها هنا - 00:26:08
الحديث الذي رواه ابو بكر من ابي داود قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا ابي عن محمد بن مهاجن عن ضحاك المعافري عن ابن موسى قال حدثني قريب انه سمع اسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هل من - 00:26:28
الجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور تتلألأ. وريحانة تهتز وقصر رشيد ونهر المطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في ابد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية. قالوا نعم يا رسول الله - 00:26:48
ونحن المشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله. قال القوم ان شاء الله. ورواه ابن ماجة عن عباس بن عثمان الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن محمد بن هاجر به - 00:27:18
آآ الله عز وجل ذكر في هذا القسم الثاني جملة من النعيم يتبين البون الشاسع بين الفريقين. يقول الله تعالى وجوه كما ذكر في اول القسم الاول الوجوه ذكر هنا الوجوه والسبب في تخصيص الوجوه لانها - 00:27:35
الموضع الذي يظهر فيه العذاب والالم ويظهر فيه البهجة والسرور هذا هو السبب في ذكر وجوه ولان الوجه اشرف ما في الانسان يقول الله تعالى وجوه يومئذ اي يوم الغاشية الذي - 00:27:54
سأل عن حديثه في اول السورة يقول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناعمة ناعمة اي متنعمة فيا فاعل بمعنى مفعول او بمعنى فاعل متنعم منعمة او متنعمة ولذلك قال يعرف النعيم فيها - 00:28:13
وانما حصل لها ذلك بسعيها والمقصود بقوله بسعيها اي بعملها كما قال الله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. لكن هذا على وجه التفظل والمن والا ما نالوه من الاجر والثواب هو بفضل الله ورحمته نسأل الله من فضله ورحمته - 00:28:38
وجوه يومئذ ناعمة قال لسعيها راضية هذا اول ما ذكر بحالهم وهو الرضا وذاك ان اعلى ما يوصف به الانسان من النعيم ان يكون راضيا الرضا دلالة على كمال عطاء وعظيم الاحسان - 00:29:07
فهم راضون بثمرة السعي ولذلك قول لسعيها اي لجزاء سعيها لثواب سعيها هكذا قال جمع المفسرين وفي كل الاحوال سواء كان لسعيها اي لعملها او لثواب عملها الامر في هذا قريب. وقيل - 00:29:37
اللام هنا بمعنى الباء فتكون للسببية بسعيها راضية اي بسبب ما سعت وبسبب ما جرى من عمل في الدنيا بطاعة الله عز وجل نالت الرضا وهذا وجه اخر في معنى الاية يصلح تفسير الاية عليه - 00:29:59
ففي قوله لسعيها راضية وجهان. الوجه الاول انها راضية لاجل عملها راضية او لعملها بعملها راضية بعملها او راضية بثواب عملها والثاني ان اللام هنا بمعنى الباء اسباب السببية ويكون المعنى بسبب عملها - 00:30:26
فهي راضية هذا بيان انهم في النعيم قد بلغوا الذروة والمنتهى لان الرضا دليل القبول. ودليل الانشراح ثم بعد ذلك فصل من النعيم ما ذكر فقال فيه جنة والجنة هي البستان العظيم - 00:30:56
والمقصود بالجنة هنا دار النعيم الكامل التي اعدها الله لعباده فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله عالية هذا وصف كاشف وليس مقيدا لان الجنة عالية - 00:31:23
بكل مراتبها ومنازلها فهو لم يذكر جزاء صنف من اهل الجنة اهل الفردوس انما ذكر الجنة على وجه العموم فيكون الوصف كاشفا وعلو الجنة هنا علو حسي ومعنويه حسي في المكان - 00:31:43
فسقف الجنة عرش الرحمن اعلى ما يكون هذا حسي ومعنوي هي دار النعيم الكامل الذي ليس فوقها نعيم اعددت لعبادي الصالحين هذا المعنوي علو معنوي اعددت العبادة الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:32:04
ثم ذكر من حال اهلها قال لا تسمع فيها لاغية لا تسمع اي لا يصل الى سمعك شيء من اللغو وقوله لاغية اي قول لاغم اي قول باطل قول فاسد - 00:32:30
قول مكروه فاللغو يطلق على الباطل يطلق على ما لا فائدة فيه وجاء ذلك على وجه الفاعل لاغية اي ليس فيها من يتكلم باللغو بلاغ مثل لاب وتامر وفعلوا ذلك الشيء يفعل اللغو فاعلة لبن الذي يبيعه او التامر الذي يشتغل بالتمر - 00:32:57
وما اشبه ذلك لا تسمع فيها لاغية فنفى الله تعالى عن هذا المكان الجنة العالية اي سماع للغو يضر يضر بالنهار يتضرر به اهله او يمضي ما له او يمضي او يمضي وقتا لا فائدة فيه - 00:33:35
فيها عين جارية بها عين جارية اي في الجنة العالية عين وهي مصدر الماء ومنبعه جارية اي لا تتوقف وهذا لكمال نعيمهم فان الله يجري الماء بين ايديهم فيها سرر مرفوعة سرر - 00:34:03
جمع سرير وهو ما يستوي عليه الانسان سواء كان جلوسا كسرير الملك مثلا او كان امتدادا وراحة وقد ذكر الله تعالى السر في مواضع عديدة في كتابه سرور اهل الجنة - 00:34:34
على سرر المتقابلين على سرر الموضولة وقال على فرش مرفوعة طرش مرفوعة ذكر الله تعالى وذكر على سرر مصفوفة متكئين على سرر مصفوفة فذكر الله تعالى سرر في مواضع عديدة من كتابه - 00:34:57
كلها جاءت على وجه آآ تمجد فيه ويرفع شأنها فهنا قال على سرر مرفوعة بيان انها سرر عالية وذكر السرر لانها مكان القعود وذكر انها مرفوعة لان اذا كان منخفضا لم يدرك - 00:35:24
ما حوله ولم يبصر ما بجواره بخلاف اذا كان السرير مرفوعا كان الابصار مداه اوسع فيكون تكون سررهم سببا للتنعم حيث يرون ما من الله تعالى به عليهم في تلك الجنات - 00:35:51
على سرر مرفوعة فيها سرر مرفوعة يقول واكواب موضوعة اي فيها اكواب الاكواب جمع كوب وهو ما يشرب به وقولها وكونها موظوعة اي قريبة فلا كلافة في لا كلفة في حصولها - 00:36:14
بل هي معدة كما قال الشيخ اواني الشرب معدة مرصدة لمن ارادها من اربابها وهذا معنى الوضع فالوضع هنا ليس انها قد صفت بالموضوعة للدلالة على قربها قولك وضعت الطعام وضعت الشيء اي قربته - 00:36:32
فاصبح في متناول الايدي فلا كلفة في تحصيل لتلك الاكواب وما اعد الله فيها من لذائذ المشارب ونمارق مصفوفة النمارق هي الوسائد كما قال ابن عباس رضي الله عنه وقوله مصفوفة - 00:36:52
اي قد هيأت على وجه يظهر الناظرين ويشق النفوس ثم قال وزرابي مبثوثة ازربيه البسط وكونها مبثوثة دال على تنسيقها وكثرتها وعظيم نعيم اصحابها هذا ما ذكره الله تعالى لاصحاب هذه الوجوه نسأل الله ان نكون منهم. الوجوه الناعمة - 00:37:12
وقد ذكر المصنف ما رواه اصحاب السنن من حديث الضحاك المعافر عن سليمان ابن محمد عن اه كريب انه سمع اسامة بن زيد يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا هل من مشمر - 00:37:44
للجنة فان الجنة لا خطر لها نور يتلألأ هذا في المنظر وريحانة تهتز هذا في الرائحة وقصر مشيد في العظمة ونهر مطرد في وفرة المادة وثمرة نظيجة في المأكل وزوجة حسناء جميلة - 00:38:04
تصاحب والرفيق وحلل كثيرة في الاثاث والفرش ومقام في ابد في دار سليمة ان ذلك النعيم ليس منقطع بل هو ممتد لا نهاية له فلو كان كل ذلك حاصلة لكنها تنتهي لكان في ذلك - 00:38:30
لكان في ذلك حسرة على اهلها لكن من نعيم الله وانعامه على اهل الجنة انها مقام في ابد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة حبرة اي سرور وابتهاج ولا معي عطاء متتابع - 00:38:55
في محلة عالية بهية نسأل الله ان نكون من اهلها يا الله يا ربي من فضلك الجنة قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال فقولوا ان شاء الله - 00:39:17
هاي بقوله بحوله تمكينه واعانته. قال القوم ان شاء الله رواه ابن راجح عن العباس ابن عثمان الدمشقي عن الوليد المسلم عن محمد ابن هاجر وفي اسناده اه مقال اه لكن - 00:39:29
في مثل الترغيب والترهيب يتسامح العلماء وقد ذكر آآ في جملة الحديث ذكر السند في سياقه مو مشيرا الى ده ضعفه ففيه الوليد المسلم وفيه الظحاك اه المعافري تكلم لما فيه - 00:39:47
والله تعالى اعلم - 00:40:05