بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد ما قال ابن القيم رحمه الله تعالى قاعدة التوكل على الله نوعان - 00:00:00
احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية او دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية والثاني التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الايمان واليقين والجهاد والدعوة اليه وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الاول تمام الكفاية - 00:00:15
اية ومتى توكل عليه في النوع الاول دون الثاني كفاه ايضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة - 00:00:42
ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهاد اهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم والتوكل تارة يكون توكل اضطرار والجاء. بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا الا التوكل. كما اذا ضاقت عليه الاسباب - 00:01:03
ضاقت عليه نفسه وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه. وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة وتارة يكون فيه توكل وتارة يكون توكل اختيار. وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد. فان كان السبب مأمور - 00:01:22
به ذم على تركه. وان قام بالسبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا. فانه واجب باتفاق الامة ونص القرآن والواجب القيام بهما والجمع بينهما وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته. وتوحد السبب في حقه في التوكل. فلم يبق سبب سواه. فان التوكل - 00:01:40
من اقوى الاسباب في حصول المراد ودفع المكروه. بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق وان كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به التوكل او لا يضعفه؟ فان اضعفه وفرق عليك قلبك وشتت - 00:02:05
تهمك فتركه اولى وان لم يضعفه فمباشرته اولى. لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب به. فلا تعطل حكمته فلا تعطل حكمته مهما امكنك القيام بها. ولا سيما اذا فعلته عبودية فتكون قد اتيت بعبودية - 00:02:22
قلبي بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المنوي به القربة. والذي يحقق التوكل القيام بالاسباب المأمور بها. فمن لم يصح توكله. كما ان القيام بالاسباب المفضية الى حصول الخير يحقق رجاءه. فمن لم يقم بها كان رجاء - 00:02:45
تمنيا كما ان من عطلها يكون توكله عجزا وعجزه توكلا. وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد قلبي على الله وحده فلا يضره مباشرة الاسباب. مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها. كما لا ينفع - 00:03:05
قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كما ان توبة اللسان مع اصرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق - 00:03:25
لسان شيء فقول العبد توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الى الله وهو مصر على معصية مرتكب لها الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا - 00:03:42
الكلام هذه القاعدة من انفع ما ينبغي ان يعتنى به في تحقيق هذا الامر العظيم والعبادة القلبية الجليلة وهي التوكل على الله عز وجل فان التوكل على الله عز وجل من اجل العبادات - 00:04:02
وقد امر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم فقال فاعبده وتوكل عليه وهي طريق تحصيل شطر المطالب اياك نعبد واياك نستعين فان عبادة الله عز وجل مطلوبة من العبد - 00:04:20
والاستعانة به جل وعلا مطلوب من العبد وحق على الله ان يعين من من طلب العون منه فاياك نعبد حق الله واياك نستعين حق المخلوق وكلاهما متلازم التوكل طريق تحصيل - 00:04:40
خير الدنيا والاخرة وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الفصل كلاما نافعا يمكن تصنيفه في ما يأتي اولا ذكر رحمه الله انواع التوكل من حيث متعلقه يعني من حيث موظوع التوكل في اي شيء يحصل التوكل؟ اولا قال التوكل على الله نوعان - 00:04:58
احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية موظوع التوكل الرزق. وما تتصل بحاجات الانسان في دنياه وهذا مما يشترك فيه الانسان مع غيره بل قد يكون عند غير الانسان من تحقيق هذا ما ليس عند الانسان. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:22
فيما جاء في المسند من حديث عمر لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا وتروح بطانا فجعل توكل الطير قدوة و مطلبا يسعى الانسان الى تحصيله. والطير انما يتوكل على الله عز وجل في ايش - 00:05:49
في معاشه تغدو خماصا وتروح بطانا. وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة اقوام قلوبهم او افئدتهم كافئدة الطير - 00:06:11
قيل في توكلها هذا النوع الاول من التوكل وهو التوكل فيما يتعلق بمطالب الدنيا وحظوظها وارزاقها وحاجاتها وهو كما ذكرت مشترك بين الانسان وغيره وقد يكون مع غير الانسان من ذلك اعظم ما مع الانسان - 00:06:28
وذكرت وجه ذلك النوع الثاني من متعلقات النوع الثاني باعتبار متعلقة التوكل على الله في طاعته والقيام بدينه وتحقيق الغاية من الوجود وهو التوكل عليه في التوحيد التوكل عليه في الطاعة التوكل عليه في فعل ما طلب فعله والتوكل عليه في ترك ما نهى - 00:06:50
هو زجى وهذا توكل المتقين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فانه ارفع منزلة واعظم مكانة. قال رحمه الله وبين التوكلين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. ايهما ارفع النوع الثاني وهو ان تتوكل على الله في صلاح قلبك واستقامة عملك وقيامك بما فرض الله عليك - 00:07:16
كيف يحصل هذا التوكل بمعرفة حقيقة التوكل وهو الاعتماد على الله في تحصيل المطلوب الركون الى الله في ادراك المرغوب اللجأ اليه وتعليق القلب به في الوصول الى الغاية هذا هو التوكل فهو دائر على الاعتماد وعلى التفويض. الاعتماد على الله ميل القلب اليه - 00:07:44
في انه لا يتيسر لك صلاة. لا يتيسر لك توحيد. لا يتيسر لك زكاة لا يتيسر لك طاعة. لا يتيسر لك ترك معصية الا بالله جل في علاه وهذا اعلى ما يكون من المنازل ان تكون لله - 00:08:15
وبالله وعلى امره وعلى امره جل في علاه تكون لله مخلصا وبالله معتمدا مستعينا متوكلا في تحقيق المطلوب وعلى امر الله في طاعته والقيام بشأنه بحقه سبحانه وبحمده ولهذا قال - 00:08:31
بين النوعين من التوكل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني في صلاح قلبه وفعل ما امر امره الله تعالى به من التوحيد والاعمال حق توكله يعني - 00:08:52
التوكل الذي يتم فيه صدق الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه كفاه النوع الاول تمام الكفاية اي رزقه واتته الدنيا راغمة ولذلك قال الله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه - 00:09:07
تبغوا عند الله الرزق لا عند غيره واعبدوه ذكر الرزق قرين العبادة. فالعبادة الخالصة تجلب الرزق وتشرح الصدر بما ييسره الله تعالى من الارزاق ولذلك قال كفاه النوع الاول تمام الكفاية. وما تتوكل عليه في النوع الاول يعني في - 00:09:29
بالدنيا دون الثاني يعني العمل الصالح والايمان والاخلاص كفاه ايضا فيما يتعلق بامر الدنيا. لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه اي لا يدرك علو المنزلة وشريف المكانة التي يدركها من توكل على الله في اقامة دينه - 00:09:49
هذه منزلة رفيعة عالية ان تبرأ من حولك وقوتك. وقد ترجمها الصحابة في رجزهم والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا. ترجموا هذا المعنى فهم فوظوا الامر الى الله في تحصيل ما يؤمنونه من صلاح قلوبهم - 00:10:11
اعمالهم وما يكون من صالح طاعاتهم انما هي بفظل الله ومنته وتوفيقه وتسديده. يقول رحمه الله قل فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد اهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم - 00:10:31
هذا ما يتعلق الان بتقسيم التوكل من جهة ايش من جهات متعلقه اما في حوائج الدنيا واما في حوائج الاخرة اما في رزق القلوب واما في رزق الابدان اما اما التقسيم الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله - 00:10:55
فهو التوكل من حيث توافر الاسباب توكل اضطرار وتوكل اختيار توكل الاضطرار عندما لا يكون سبب عندما لا يكون في يد الانسان سبب وتوكل هذا توكل ايش؟ الاضطرار ليس ثمة سبب - 00:11:17
لادراك المطلوب سواء كان المطلوب امر دنيوي او امر ديني اما النوع الثاني توكل اختيار وهو عندما تكون هناك الاسباب يقول رحمه الله في هذا التقسيم قال والتوكل تارة يكون توكل يكون توكل اضطرار - 00:11:43
والجاء بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزر الا التوكل. انقطعت عنه الاسباب كما اذا ظاقت عليه الاسباب وضاقت عليه نفسه وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه ظن يعني اعتقد انه لا ملجأ لا نجاة - 00:12:03
ولا تحصيل للمطلوب الا بالله عز وجل. قال في هذا النوع من التوكل وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة. يعني هذا تقارين الفرج لانه مندرج في دعاء المضطر امن يجيب المضطر اذا دعاه. والمضطر - 00:12:29
دعاؤه نوعان دعاء مقال ودعاء حال دعاء المقال ان يسأل الله عز وجل ان يفرج عنه ويلح عليه بالدعاء ودعاء الحال ان يعتمد في قلبه ويوقن في فؤاده انه لا نجاة له الا بالله - 00:12:53
وانه لا مخلص له في هذا الامر وفي ادراك هذا المطلوب او في السلامة من هذا المكروه الا بالله فاذا تحقق هذا او ذاك كان ذلك مؤذنا بالجواب ولهذا قال في هذا النوع وهو توكل الاضطرار قال - 00:13:17
ولا وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة فبقدر ما يحقق العبد من توكل الاضطرار واللجأ ينال من العطاء والهبات ومن يتوكل على الله فهو حسبه. النوع الثاني من انواع التوكل - 00:13:36
بالنظر الى الاسباب توكل الاختيار وهو التوكل الذي يكون الانسان فيه على اختيار بين ان يترك هذا السبب ويترك غيره لادراك المطلوب. قال رحمه الله وتارة يكون توكل اختيار وليس اضطرار وهو فيما اذا وجدت اسباب لادراك المطالب - 00:13:53
الان عندك هذه الجرة وانت في الصحراء عندما تتوكل على الله في تحصيل الري مع وجود الماء عندك الان توكل عمل قلبي وعندك سبب مادي فاذا تعلق قلبك بالسبب المادي فاتك توكل الاختيار - 00:14:16
واذا تعلق قلبك بالله وانه لن تروى الا به وانه لو شربت ماء الدنيا كلها ما ارواك اذا شاء الله الا تروى فان هذا هو توكل الاختيار تأخذ السبب تشرب الماء لكن في قلبك يقين انه لو شربت كل مياه الدنيا ما رويت - 00:14:39
كان هذا توكل اختياره لانك واثق انه لا تأتي النتيجة الا من قبله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده الذي ليس عندهما في صحراء وانقطعت به السبل. وعطش - 00:15:04
ولجأ الى الله بقلبه ان يسقيه وان يجعل له فرج. هذا توكل ايش؟ اضطرار ما في اسباب هذا توكل اضطرار فيما يتعلق توكل الاختيار يقول رحمه الله وتارة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد يعني المبلغ الموصل الى المراد فيما - 00:15:21
به العادة العادة ان الماء يروي في عندي سبب يوصل الى الماء المراد. فان كان السبب مأمورا به ثم على تركه الان عندنا في السبب حالان حال يذم الانسان فيه على ترك السبب وحال لا يذم على ترك السبب - 00:15:46
فاذا كان السبب يفضي الى المطلوب ومأمور باخذه فان تركه مذموم لان التوكل لا يعطل السبب التوكل عمل قلبي والسبب عمل يتعلق بالجوارح اخذا او تركا. قال وان قام بالسبب وترك التوكل ذم على تركه ايضا - 00:16:06
ان اعتمد على الماء في حصول الريق وغفل عن ان ان الامر بيد الله فلم يركن اليه بقلبه وانما علق قلبه بالسبب ففي هذه الحال ايش يكون مذموما على ترك - 00:16:31
التوكل ففي هذه الحال وجود السبب المأذون به او المأمور باخذه اذا تركه الانسان كان مذموما واذا ركن بقلبه اليه كان مذموما. فما المطلوب؟ المطلوب ان يأخذ السبب وان يعتمد بقلبه على المسبب على الله الذي اذا شاء كان واذا لم يشاء لم يكن سبحانه وبحمده ولهذا يقول رحمه الله - 00:16:47
وذلك التوكل مع وجود السبب المفظي الى المراد فاذا كان السبب مأمورا به ذمة على تركه. وان قام بالسبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا على ترك توكل فانه واجب يعني التوكل - 00:17:15
باتفاق الائمة ونص القرآن او باتفاق الامة ونص القرآن. والواجب القيام بهما والجمع بينهما هذا فيما اذا كان السبب مأمورا به ومأذونا فيه. طيب اذا كان السبب محرما اذا كان السبب المفظي الى النتيجة محرما - 00:17:28
ففي هذه الحال وجوده كعدمه الا ان يكون مما اذن فيه للضرورة كالميتة مثلا اما اذا كان لا يؤذن به من كل في كل وجه فهنا يكون وجوده كعدمه وحرم عليه مباشرته. وفي هذه الحال كيف يكون - 00:17:46
كن كفاقد السبب ويكون كحال المضطر فيكون توكل اضطرار وتوكل لجأ. يقول رحمه الله فلم يبقى سبب سواه فان التوكل من اقوى اسبابي في حصول المراد هذي كلمة عظيمة التوكل على الله من اقوى الاسباب في حصول المراد. ليس ثمة اقوى منه. لانه تأتي النتيجة - 00:18:05
بمفرده ولو لم يأخذ الانسان سببا بخلاف الاسباب يأخذ الانسان وقد لا تأتي بالنتائج فالتوكل من اقوى الاسباب لانه يتحقق به المطلوب جزما ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودفع يقول رحمه الله ان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المراد ودفع المكروه بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق - 00:18:32
بعد ذلك عاد الى ما يتعلق السبب فقال وان كان السبب مباحا. الان القسم الاول اذا كان السبب مأمورا به الثاني اذا كان السبب ممنوعا الثالث اذا كان السبب مأذونا به - 00:18:55
مأذونا به يعني مباح لم يؤمر به ولم ينهى عنه فكيف حاله مع التوكل؟ يقول رحمه الله اذا كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به؟ التوكل او لا يضعفه - 00:19:14
يعني تنظر اثر اخذ السبب على التوكل فان كان يضعف التوكل فتركه اولى وان كان لا يضعف التوكل فاخذه هو المطلوب قال رحمه الله فان اظعفه وفرق عليك قلبك وشتت همك - 00:19:31
فتركه اولى لان اقوى الاسباب التوكل في تحصيل المطلوب. وان لم يظعفه فمباشرته اولى للجمع بين عمل القلب وعمل الجوارح. قال لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب فلا تعطل - 00:19:51
حكمته مهما امكنك القيام القيام بها ولا سيما اذا فعلته عبودية يعني فعلت السبب وانت مستحضر طاعة الله في اخذ السبب فتكون قد اتيت بعبودية القلب بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المنوي به القربى - 00:20:13
وهذا يؤكد ما ذكرنا قبل قليل انه الاسباب تتعلق بالجوارح والتوكل يتعلق بالقلب فينبغي الجمع بين عمل القلب وعمل الجوارح ما امكن. لكن عندما يكون عمل الجوارح مؤثر على القلب. ففي هذه الحال ان كان السبب مباحا فتركه اولى - 00:20:33
اما اذا كان لا يؤثر على القلب اضعافا فانه في هذه الحالة اخذه اولى ويكون الانسان في حال فاضلة اذا نوى بفعله بالسبب طاعة الله عز وجل. واخذ كل ما امره الله تعالى به. قال والذي يحقق - 00:20:49
التوكل القيام بالاسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله كما ان القيام بالاسباب المفضية الى حصول الخير يحقق رجاءه فمن لم يقم بها كان رجاؤه تمنيا يعني اذا كان هناك امة امر الله عز وجل بامر - 00:21:07
اه بسبب لادراك مطلوب فانه لا يمكن ان يدرك المطلوب الا بالسبب المذكور واذا كان يرجو حصول المطلوب دون السبب المذكور الذي جعله الله سببا فانه يكون متمنا. الان الجنة دخولها بالعمل الصالح والايمان. فاذا قال - 00:21:28
اريد الجنة ولم يأتي بالاسباب المفضية اليه كان رجاؤه تمنيا كان رجاءه تمنيا قال رحمه الله فمن لم يقم بها كان رجاؤه تمنيا كما ان من عطلها يكون توكله عجزا وعجزه توكلا - 00:21:45
قال رحمه الله وسر التوكل هذا عاد الى تلخيص ما يتعلق بعلاقة السبب بعمل القلب وسر التوكل حقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده هذا هو التوكل. اعتماد القلب على الله وحده فلا تلتفت الى سواه - 00:22:02
واذا كان كذلك فان الاسباب لا يظر ان يباشرها الانسان وان يأخذها. بل قد تكون تكميلا لادراك المطلوب. ولهذا يقول فلا يظره مباشرة الاسباب مع خلو القلب عن الاعتماد عليها والركون اليها. كما لا ينفعه قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره - 00:22:23
وركونه اليه وثقته به فتوكل لسانه شيء وتوكل قلبي شيء. والاحوال يمكن اجمالها في ثلاثة آآ يمكن اجمالها في ثلاث منازل المنزلة الاولى ان يعتمد بقلبه على ربه ويأخذ السبب - 00:22:43
فهذا اكمل الاسباب. الاسباب المشروعة المأمور بها والمأذون فيها الثاني ان يعتمد على الله بقلبه ويعطل السبب فان كان السبب محرما فهذا هو الواجب وان كان السبب مباحا فالاولى الجمع بينهما اذا كان لا يضعف توكله - 00:23:05
واما اذا كان يضعف توكله يعتصم بتوكل قلبه وليلتفت عن السبب الحالة الثالثة ان يأخذ السبب ويعطل قلبه عن التوكل وهذا يوكل الى نفسه ومن وكله الله الى نفسه فقد وكله الى - 00:23:28
خسى ولهذا قول الانسان توكلت على الله بلسانه مع فراغ قلبه عن هذا المعنى لا ينفعه. كما ان من قال توكلت على الله وترك الاسباب المأمور بها اخل بما يجب عليه في حق التوكل. ولهذا يقول - 00:23:49
رحمه الله فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء اخر كما ان توبة اللسان مع اسرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء اخر. فقول العبد توكلت الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الى الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها - 00:24:08
اسأل الله ان يرزقني واياكم صدق الاعتماد عليه وان يجعلنا من المتوكلين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:27
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد ما قال ابن القيم رحمه الله تعالى قاعدة التوكل على الله نوعان - 00:00:00
احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية او دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية والثاني التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الايمان واليقين والجهاد والدعوة اليه وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الاول تمام الكفاية - 00:00:15
اية ومتى توكل عليه في النوع الاول دون الثاني كفاه ايضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة - 00:00:42
ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهاد اهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم والتوكل تارة يكون توكل اضطرار والجاء. بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا الا التوكل. كما اذا ضاقت عليه الاسباب - 00:01:03
ضاقت عليه نفسه وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه. وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة وتارة يكون فيه توكل وتارة يكون توكل اختيار. وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد. فان كان السبب مأمور - 00:01:22
به ذم على تركه. وان قام بالسبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا. فانه واجب باتفاق الامة ونص القرآن والواجب القيام بهما والجمع بينهما وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته. وتوحد السبب في حقه في التوكل. فلم يبق سبب سواه. فان التوكل - 00:01:40
من اقوى الاسباب في حصول المراد ودفع المكروه. بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق وان كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به التوكل او لا يضعفه؟ فان اضعفه وفرق عليك قلبك وشتت - 00:02:05
تهمك فتركه اولى وان لم يضعفه فمباشرته اولى. لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب به. فلا تعطل حكمته فلا تعطل حكمته مهما امكنك القيام بها. ولا سيما اذا فعلته عبودية فتكون قد اتيت بعبودية - 00:02:22
قلبي بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المنوي به القربة. والذي يحقق التوكل القيام بالاسباب المأمور بها. فمن لم يصح توكله. كما ان القيام بالاسباب المفضية الى حصول الخير يحقق رجاءه. فمن لم يقم بها كان رجاء - 00:02:45
تمنيا كما ان من عطلها يكون توكله عجزا وعجزه توكلا. وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد قلبي على الله وحده فلا يضره مباشرة الاسباب. مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها. كما لا ينفع - 00:03:05
قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كما ان توبة اللسان مع اصرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق - 00:03:25
لسان شيء فقول العبد توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الى الله وهو مصر على معصية مرتكب لها الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا - 00:03:42
الكلام هذه القاعدة من انفع ما ينبغي ان يعتنى به في تحقيق هذا الامر العظيم والعبادة القلبية الجليلة وهي التوكل على الله عز وجل فان التوكل على الله عز وجل من اجل العبادات - 00:04:02
وقد امر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم فقال فاعبده وتوكل عليه وهي طريق تحصيل شطر المطالب اياك نعبد واياك نستعين فان عبادة الله عز وجل مطلوبة من العبد - 00:04:20
والاستعانة به جل وعلا مطلوب من العبد وحق على الله ان يعين من من طلب العون منه فاياك نعبد حق الله واياك نستعين حق المخلوق وكلاهما متلازم التوكل طريق تحصيل - 00:04:40
خير الدنيا والاخرة وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الفصل كلاما نافعا يمكن تصنيفه في ما يأتي اولا ذكر رحمه الله انواع التوكل من حيث متعلقه يعني من حيث موظوع التوكل في اي شيء يحصل التوكل؟ اولا قال التوكل على الله نوعان - 00:04:58
احدهما توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية موظوع التوكل الرزق. وما تتصل بحاجات الانسان في دنياه وهذا مما يشترك فيه الانسان مع غيره بل قد يكون عند غير الانسان من تحقيق هذا ما ليس عند الانسان. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:22
فيما جاء في المسند من حديث عمر لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا وتروح بطانا فجعل توكل الطير قدوة و مطلبا يسعى الانسان الى تحصيله. والطير انما يتوكل على الله عز وجل في ايش - 00:05:49
في معاشه تغدو خماصا وتروح بطانا. وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة اقوام قلوبهم او افئدتهم كافئدة الطير - 00:06:11
قيل في توكلها هذا النوع الاول من التوكل وهو التوكل فيما يتعلق بمطالب الدنيا وحظوظها وارزاقها وحاجاتها وهو كما ذكرت مشترك بين الانسان وغيره وقد يكون مع غير الانسان من ذلك اعظم ما مع الانسان - 00:06:28
وذكرت وجه ذلك النوع الثاني من متعلقات النوع الثاني باعتبار متعلقة التوكل على الله في طاعته والقيام بدينه وتحقيق الغاية من الوجود وهو التوكل عليه في التوحيد التوكل عليه في الطاعة التوكل عليه في فعل ما طلب فعله والتوكل عليه في ترك ما نهى - 00:06:50
هو زجى وهذا توكل المتقين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فانه ارفع منزلة واعظم مكانة. قال رحمه الله وبين التوكلين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. ايهما ارفع النوع الثاني وهو ان تتوكل على الله في صلاح قلبك واستقامة عملك وقيامك بما فرض الله عليك - 00:07:16
كيف يحصل هذا التوكل بمعرفة حقيقة التوكل وهو الاعتماد على الله في تحصيل المطلوب الركون الى الله في ادراك المرغوب اللجأ اليه وتعليق القلب به في الوصول الى الغاية هذا هو التوكل فهو دائر على الاعتماد وعلى التفويض. الاعتماد على الله ميل القلب اليه - 00:07:44
في انه لا يتيسر لك صلاة. لا يتيسر لك توحيد. لا يتيسر لك زكاة لا يتيسر لك طاعة. لا يتيسر لك ترك معصية الا بالله جل في علاه وهذا اعلى ما يكون من المنازل ان تكون لله - 00:08:15
وبالله وعلى امره وعلى امره جل في علاه تكون لله مخلصا وبالله معتمدا مستعينا متوكلا في تحقيق المطلوب وعلى امر الله في طاعته والقيام بشأنه بحقه سبحانه وبحمده ولهذا قال - 00:08:31
بين النوعين من التوكل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني في صلاح قلبه وفعل ما امر امره الله تعالى به من التوحيد والاعمال حق توكله يعني - 00:08:52
التوكل الذي يتم فيه صدق الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه كفاه النوع الاول تمام الكفاية اي رزقه واتته الدنيا راغمة ولذلك قال الله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه - 00:09:07
تبغوا عند الله الرزق لا عند غيره واعبدوه ذكر الرزق قرين العبادة. فالعبادة الخالصة تجلب الرزق وتشرح الصدر بما ييسره الله تعالى من الارزاق ولذلك قال كفاه النوع الاول تمام الكفاية. وما تتوكل عليه في النوع الاول يعني في - 00:09:29
بالدنيا دون الثاني يعني العمل الصالح والايمان والاخلاص كفاه ايضا فيما يتعلق بامر الدنيا. لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه اي لا يدرك علو المنزلة وشريف المكانة التي يدركها من توكل على الله في اقامة دينه - 00:09:49
هذه منزلة رفيعة عالية ان تبرأ من حولك وقوتك. وقد ترجمها الصحابة في رجزهم والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا. ترجموا هذا المعنى فهم فوظوا الامر الى الله في تحصيل ما يؤمنونه من صلاح قلوبهم - 00:10:11
اعمالهم وما يكون من صالح طاعاتهم انما هي بفظل الله ومنته وتوفيقه وتسديده. يقول رحمه الله قل فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد اهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم - 00:10:31
هذا ما يتعلق الان بتقسيم التوكل من جهة ايش من جهات متعلقه اما في حوائج الدنيا واما في حوائج الاخرة اما في رزق القلوب واما في رزق الابدان اما اما التقسيم الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله - 00:10:55
فهو التوكل من حيث توافر الاسباب توكل اضطرار وتوكل اختيار توكل الاضطرار عندما لا يكون سبب عندما لا يكون في يد الانسان سبب وتوكل هذا توكل ايش؟ الاضطرار ليس ثمة سبب - 00:11:17
لادراك المطلوب سواء كان المطلوب امر دنيوي او امر ديني اما النوع الثاني توكل اختيار وهو عندما تكون هناك الاسباب يقول رحمه الله في هذا التقسيم قال والتوكل تارة يكون توكل يكون توكل اضطرار - 00:11:43
والجاء بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا وزر الا التوكل. انقطعت عنه الاسباب كما اذا ظاقت عليه الاسباب وضاقت عليه نفسه وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه ظن يعني اعتقد انه لا ملجأ لا نجاة - 00:12:03
ولا تحصيل للمطلوب الا بالله عز وجل. قال في هذا النوع من التوكل وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة. يعني هذا تقارين الفرج لانه مندرج في دعاء المضطر امن يجيب المضطر اذا دعاه. والمضطر - 00:12:29
دعاؤه نوعان دعاء مقال ودعاء حال دعاء المقال ان يسأل الله عز وجل ان يفرج عنه ويلح عليه بالدعاء ودعاء الحال ان يعتمد في قلبه ويوقن في فؤاده انه لا نجاة له الا بالله - 00:12:53
وانه لا مخلص له في هذا الامر وفي ادراك هذا المطلوب او في السلامة من هذا المكروه الا بالله فاذا تحقق هذا او ذاك كان ذلك مؤذنا بالجواب ولهذا قال في هذا النوع وهو توكل الاضطرار قال - 00:13:17
ولا وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة فبقدر ما يحقق العبد من توكل الاضطرار واللجأ ينال من العطاء والهبات ومن يتوكل على الله فهو حسبه. النوع الثاني من انواع التوكل - 00:13:36
بالنظر الى الاسباب توكل الاختيار وهو التوكل الذي يكون الانسان فيه على اختيار بين ان يترك هذا السبب ويترك غيره لادراك المطلوب. قال رحمه الله وتارة يكون توكل اختيار وليس اضطرار وهو فيما اذا وجدت اسباب لادراك المطالب - 00:13:53
الان عندك هذه الجرة وانت في الصحراء عندما تتوكل على الله في تحصيل الري مع وجود الماء عندك الان توكل عمل قلبي وعندك سبب مادي فاذا تعلق قلبك بالسبب المادي فاتك توكل الاختيار - 00:14:16
واذا تعلق قلبك بالله وانه لن تروى الا به وانه لو شربت ماء الدنيا كلها ما ارواك اذا شاء الله الا تروى فان هذا هو توكل الاختيار تأخذ السبب تشرب الماء لكن في قلبك يقين انه لو شربت كل مياه الدنيا ما رويت - 00:14:39
كان هذا توكل اختياره لانك واثق انه لا تأتي النتيجة الا من قبله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده الذي ليس عندهما في صحراء وانقطعت به السبل. وعطش - 00:15:04
ولجأ الى الله بقلبه ان يسقيه وان يجعل له فرج. هذا توكل ايش؟ اضطرار ما في اسباب هذا توكل اضطرار فيما يتعلق توكل الاختيار يقول رحمه الله وتارة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود السبب المفضي الى المراد يعني المبلغ الموصل الى المراد فيما - 00:15:21
به العادة العادة ان الماء يروي في عندي سبب يوصل الى الماء المراد. فان كان السبب مأمورا به ثم على تركه الان عندنا في السبب حالان حال يذم الانسان فيه على ترك السبب وحال لا يذم على ترك السبب - 00:15:46
فاذا كان السبب يفضي الى المطلوب ومأمور باخذه فان تركه مذموم لان التوكل لا يعطل السبب التوكل عمل قلبي والسبب عمل يتعلق بالجوارح اخذا او تركا. قال وان قام بالسبب وترك التوكل ذم على تركه ايضا - 00:16:06
ان اعتمد على الماء في حصول الريق وغفل عن ان ان الامر بيد الله فلم يركن اليه بقلبه وانما علق قلبه بالسبب ففي هذه الحال ايش يكون مذموما على ترك - 00:16:31
التوكل ففي هذه الحال وجود السبب المأذون به او المأمور باخذه اذا تركه الانسان كان مذموما واذا ركن بقلبه اليه كان مذموما. فما المطلوب؟ المطلوب ان يأخذ السبب وان يعتمد بقلبه على المسبب على الله الذي اذا شاء كان واذا لم يشاء لم يكن سبحانه وبحمده ولهذا يقول رحمه الله - 00:16:47
وذلك التوكل مع وجود السبب المفظي الى المراد فاذا كان السبب مأمورا به ذمة على تركه. وان قام بالسبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا على ترك توكل فانه واجب يعني التوكل - 00:17:15
باتفاق الائمة ونص القرآن او باتفاق الامة ونص القرآن. والواجب القيام بهما والجمع بينهما هذا فيما اذا كان السبب مأمورا به ومأذونا فيه. طيب اذا كان السبب محرما اذا كان السبب المفظي الى النتيجة محرما - 00:17:28
ففي هذه الحال وجوده كعدمه الا ان يكون مما اذن فيه للضرورة كالميتة مثلا اما اذا كان لا يؤذن به من كل في كل وجه فهنا يكون وجوده كعدمه وحرم عليه مباشرته. وفي هذه الحال كيف يكون - 00:17:46
كن كفاقد السبب ويكون كحال المضطر فيكون توكل اضطرار وتوكل لجأ. يقول رحمه الله فلم يبقى سبب سواه فان التوكل من اقوى اسبابي في حصول المراد هذي كلمة عظيمة التوكل على الله من اقوى الاسباب في حصول المراد. ليس ثمة اقوى منه. لانه تأتي النتيجة - 00:18:05
بمفرده ولو لم يأخذ الانسان سببا بخلاف الاسباب يأخذ الانسان وقد لا تأتي بالنتائج فالتوكل من اقوى الاسباب لانه يتحقق به المطلوب جزما ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودفع يقول رحمه الله ان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المراد ودفع المكروه بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق - 00:18:32
بعد ذلك عاد الى ما يتعلق السبب فقال وان كان السبب مباحا. الان القسم الاول اذا كان السبب مأمورا به الثاني اذا كان السبب ممنوعا الثالث اذا كان السبب مأذونا به - 00:18:55
مأذونا به يعني مباح لم يؤمر به ولم ينهى عنه فكيف حاله مع التوكل؟ يقول رحمه الله اذا كان السبب مباحا نظرت هل يضعف قيامك به؟ التوكل او لا يضعفه - 00:19:14
يعني تنظر اثر اخذ السبب على التوكل فان كان يضعف التوكل فتركه اولى وان كان لا يضعف التوكل فاخذه هو المطلوب قال رحمه الله فان اظعفه وفرق عليك قلبك وشتت همك - 00:19:31
فتركه اولى لان اقوى الاسباب التوكل في تحصيل المطلوب. وان لم يظعفه فمباشرته اولى للجمع بين عمل القلب وعمل الجوارح. قال لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب فلا تعطل - 00:19:51
حكمته مهما امكنك القيام القيام بها ولا سيما اذا فعلته عبودية يعني فعلت السبب وانت مستحضر طاعة الله في اخذ السبب فتكون قد اتيت بعبودية القلب بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المنوي به القربى - 00:20:13
وهذا يؤكد ما ذكرنا قبل قليل انه الاسباب تتعلق بالجوارح والتوكل يتعلق بالقلب فينبغي الجمع بين عمل القلب وعمل الجوارح ما امكن. لكن عندما يكون عمل الجوارح مؤثر على القلب. ففي هذه الحال ان كان السبب مباحا فتركه اولى - 00:20:33
اما اذا كان لا يؤثر على القلب اضعافا فانه في هذه الحالة اخذه اولى ويكون الانسان في حال فاضلة اذا نوى بفعله بالسبب طاعة الله عز وجل. واخذ كل ما امره الله تعالى به. قال والذي يحقق - 00:20:49
التوكل القيام بالاسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله كما ان القيام بالاسباب المفضية الى حصول الخير يحقق رجاءه فمن لم يقم بها كان رجاؤه تمنيا يعني اذا كان هناك امة امر الله عز وجل بامر - 00:21:07
اه بسبب لادراك مطلوب فانه لا يمكن ان يدرك المطلوب الا بالسبب المذكور واذا كان يرجو حصول المطلوب دون السبب المذكور الذي جعله الله سببا فانه يكون متمنا. الان الجنة دخولها بالعمل الصالح والايمان. فاذا قال - 00:21:28
اريد الجنة ولم يأتي بالاسباب المفضية اليه كان رجاؤه تمنيا كان رجاءه تمنيا قال رحمه الله فمن لم يقم بها كان رجاؤه تمنيا كما ان من عطلها يكون توكله عجزا وعجزه توكلا - 00:21:45
قال رحمه الله وسر التوكل هذا عاد الى تلخيص ما يتعلق بعلاقة السبب بعمل القلب وسر التوكل حقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده هذا هو التوكل. اعتماد القلب على الله وحده فلا تلتفت الى سواه - 00:22:02
واذا كان كذلك فان الاسباب لا يظر ان يباشرها الانسان وان يأخذها. بل قد تكون تكميلا لادراك المطلوب. ولهذا يقول فلا يظره مباشرة الاسباب مع خلو القلب عن الاعتماد عليها والركون اليها. كما لا ينفعه قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره - 00:22:23
وركونه اليه وثقته به فتوكل لسانه شيء وتوكل قلبي شيء. والاحوال يمكن اجمالها في ثلاثة آآ يمكن اجمالها في ثلاث منازل المنزلة الاولى ان يعتمد بقلبه على ربه ويأخذ السبب - 00:22:43
فهذا اكمل الاسباب. الاسباب المشروعة المأمور بها والمأذون فيها الثاني ان يعتمد على الله بقلبه ويعطل السبب فان كان السبب محرما فهذا هو الواجب وان كان السبب مباحا فالاولى الجمع بينهما اذا كان لا يضعف توكله - 00:23:05
واما اذا كان يضعف توكله يعتصم بتوكل قلبه وليلتفت عن السبب الحالة الثالثة ان يأخذ السبب ويعطل قلبه عن التوكل وهذا يوكل الى نفسه ومن وكله الله الى نفسه فقد وكله الى - 00:23:28
خسى ولهذا قول الانسان توكلت على الله بلسانه مع فراغ قلبه عن هذا المعنى لا ينفعه. كما ان من قال توكلت على الله وترك الاسباب المأمور بها اخل بما يجب عليه في حق التوكل. ولهذا يقول - 00:23:49
رحمه الله فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء اخر كما ان توبة اللسان مع اسرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء اخر. فقول العبد توكلت الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الى الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها - 00:24:08
اسأل الله ان يرزقني واياكم صدق الاعتماد عليه وان يجعلنا من المتوكلين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:27