الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في عقيدته الطحاوية والايمان واحد هذا ضمن ما ذكره في مسائل - 00:00:00
الايمان قال رحمه الله والايمان واحد واهله في اصله سواء تكلمنا على قوله رحمه الله والايمان واحد قلنا ان مقصوده بذلك اي ان الايمان شيء واحد فهو حقيقة واحدة لا يتفاضل ولا يتبعظ ولا يزيد ولا ينقص - 00:00:19
فان فان الايمان شيء واحد في القلوب هكذا قال رحمه الله وقلت في اثناء الكلام على هذا انه هنا مبدأ الضلال في باب الايمان وحقيقته فان كل من ظل في الايمان ومسائله - 00:00:44
كان ذلك ناشئا عن هذا الاعتقاد وهو ان الايمان واحد والايمان كما دلت النصوص خصال وشعب يزيد وينقص اذا كان نفى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عمن اختل فيه - 00:01:07
شيء من خصاله وصفاته فدل ذلك على انه يتجزأ ويتبعظ ويتفاضل ويزيد وينقص لكن المصنف رحمه الله مشى على ما جرى عليه مرجئة الفقهاء من من ان الايمان شيء واحد لا يتفاضل ولا يزيد ولا ينقص - 00:01:23
ثم قال رحمه الله واهله في اصله سواء تكلمنا عن هذا ايضا و وهو فرع ما تقدم فاذا كان الاعتقاد ان الايمان شيء واحد لان الناس يستوون فيه لانه اما ان يثبت جميعه - 00:01:46
واما ان ينتفي جميعه ولا يتفاضل فيه الناس ولهذا ورد عن من قال ايماني مثل ايمان الملائكة او ايمان مثل ايمان الرسل وبينا من كلام الائمة بطلان ذلك من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من - 00:02:06
طريق ابن ابي مليكة انه قال ادرك في ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافون النفاق على نفسه ما منهم احد يقول ان انه على ايماني جبريل وميكائيل - 00:02:28
قد يفهم من قوله واهله في اصله سواء الايمان اصل وفروع يفهم من هذا ان الايمان له اصل وفروع وانما والاستواء انما هو في اصله فقط واما الفروع فقط تتفاضل - 00:02:43
والفرع اما ان يكون ايمانا او لا يكون ايمانا فان كان الفرع ايمانا لم يكن الايمان شيئا واحدا بل هو اصل وفرع يختلفان حقيقة وحكما وهذا ينقض ما ذكره المؤلف رحمه الله - 00:03:03
بقوله والايمان واحد و اذا كانت فروع الايمان ليست ايمانا فكيف توصف انها فروعه وانه اصل له فروع فهذا فيه نوع من التناقض والاضطراب وهكذا هي كل الاقوال مخالفة للكتاب والسنة لا تظطرد بل تضطرب - 00:03:20
وما ذكره المصنف رحمه الله في قوله واهله في اصله سواء معناه انه لا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص من ان الايمان يزيد وينقص كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:03:50
واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فقوله زادتهم ايمانا دل على انهم يزيدون في الايمان وانه يزيد واما وكذلك قال فزادهم ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم - 00:04:07
وقوله تعالى فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما دليل النقصان فكل ايات زيادة الايمان تدل على هل نقصان بالمفهوم كما قال سفيان ابن عيينة رحمه الله لما سئل عن الايمان يزيد وينقص؟ قال اليس تقرأون قول الله تعالى - 00:04:25
فزادهم ايمانا في غير موضع قيل ينقص قال ليس شيء يزيد الا وهو ينقص ليس شيء يزيد الا وهو ينقص واما الادلة من السنة على تفاوت الناس في الايمان فاكثر من ان تحصر من ذلك - 00:04:43
قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. فالايمان يتفاضل وكذلك في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه - 00:05:03
بالشفاعة قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال وفي قلبه وزن ذر شعيرة من خير وفي ثم قال ويخرج من الايمان من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير - 00:05:19
ثم قال ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير وهذا تفاوت وتدرج. ومما يدل على نقص الايمان وانه ليس متفائل وانه ليس واحدا بل هو متفاوت ما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه - 00:05:39
حيث قال في بيان نقصان دين المرأة قالوا تمكث الليالي والايام او ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين والدين شامل الايمان بالتأكيد لان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل فسأله عن - 00:05:56
اسلام والايمان والاحسان قال هذا جبريل اتاكم معلمكم دينكم فالادلة دالة على خلاف ما ذكره المصنف رحمه الله. ولهذا اهل السنة والجماعة على خلاف ما قرر رحمه الله وغفر له - 00:06:16
ثم قال والتفاضل بينهم اي بين اهل الايمان بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى التفاضل اي التفاوت في المراتب والمنازل بين المؤمنين بعد استوائهم في اصله كما قرر انما هو في امور - 00:06:32
اربعة ذكرها قال بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى. هذه الامور الاربعة هي اصول الصلاح والاستقامة ولذلك ترجع اليها كل خصال الايمان الظاهرة والباطنة وظاهر كلام المؤلف رحمه الله ان هذه - 00:06:51
امور ليست من الايمان لانه قرر ان اهل الايمان في اصله سواء وهذا لا يستقيم مع التفاضل في هذه الامور الاربعة التي تقتضي التفاوت بين المؤمنين ويحتمل المؤلف فرق بين اصل الايمان الذي هو التصديق بالجنان والقول باللسان وبين فروعه - 00:07:17
التي ذكر ان التفاضل بين اهل الايمان يكون فيها وهي هذه الامور الاربعة والذي يظهر ان هذا من التناقض ايضا الذي وقع فيه المصنف رحمه الله وذلك لمحاولته الجمع بين معاني اهل السنة والجماعة وبين ما عليه مرجئة الفقهاء - 00:07:37
والنصوص دالة على التفاضل في الخشية والتفاضل في التقوى والتفاضل بمخالفة الهوى والتفاضل في ملازمة الاولاد. الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء ويقول فلا تخشوهم واخشوني وليست الخشية في قلوب الناس واحد بل ميز الله بين العلماء وبين غيرهم في الخشية - 00:08:00
وكذلك التقوى قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم فجعل الناس متفاضلين ومنزلتهم عند رب العالمين بقدر ما معهم من التقوى وكذلك مخالفة الهوى بقدر مخالفة الهوى يستقيم حال الإنسان وبقدر ملازمة الأولى تستقيم اعماله - 00:08:29
مخالفة الهوى هي مخالفة ما تميل اليه النفس وتشتهيه من المحرمات وليس المقصود الهوى كل ما يحبه الانسان ولو كان خيرا. انما ما يحب الانسان مما يرضيه ويخالف به دين رب العالمين هذا المقصود - 00:08:51
الهوى اذا اطلق في كلام الله وكلام رسوله ولذلك قال جل في علاه ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وبقدر ما يكون مع الانسان من اتباع الهوى بقدر ما يحصل له الضلال - 00:09:11
رابع ما ذكره قوله رحمه الله ملازمة الاولى ملازمة الاولى اي المداومة على الافضل والاحب الى الله تعالى قولا وفعلا في اعمال الظاهر وفي اعمال الباطن وهذا يجمع كل ما تقدم مما يحصل به التفاضل - 00:09:28
وما ذكره المؤلف رحمه الله من تفاضل الناس في هذه الامور حق لا ريب فيه فان الله تعالى فاضلة بين الناس في هذه الامور كما دلت على ذلك النصوص وذكرته في شيئا من النصوص الدالة على ذلك فيما - 00:09:54
تقدم ثم قال رحمه الله بعد ذلك قال والمؤمنون اي اهل الايمان على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ودرجاتهم كلهم اولياء الرحمن نسأل الله من فضله كلهم اولياء الرحمن كل من امن بالله فله من الولاية نصيب - 00:10:13
كل من امن بالله فله من الولاية نصيب يقول الله تعالى الله ولي الذين امنوا فاثبت الله تعالى الولاية للمؤمنين الله ولي الذين امنوا وهذا دليل لما ذكره المصنف رحمه الله في قوله والمؤمنون كلهم اولياء الله - 00:10:36
لكنهم متفاضلون ومتفاوتون في الولاية بقدر ما معهم من الايمان وبقدر ما معهم من الصلاح. فولاية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم اعظم من ولايته لغيره من الرسل ومن النبيين ومن سائر الناس اجمعين - 00:11:00
وكذلك الناس متفاوتون بقدر ما معهم من الايمان والصلاح قال الله تعالى فيما قص عن نبيه ان ولي الله ثم قال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فجعل ولايته جل في علاه للصلاح واهله - 00:11:19
فكل من كان من الصالحين في ظاهره وباطنه وسره واعلانه كان له من الولاية بقدر ما معه من الصلاح. وطريق تحصيل ذلك القيام بامر الله عز وجل اداء الفرائض التي فرضها الله واوجبها في حقه وفي حق الخلق - 00:11:41
والمبادرة الى كل صالح بعد الفرائض من المستحبات والنوافل فبذلك يتحقق للانسان خير الدنيا وخير الاخرة قال واكرمهم اطوعهم واتبعهم للقرآن بعد ان ذكر ان المؤمنين مشتركون في اصل الولاية - 00:12:00
على تفاوت بينهم على كما دلت النصوص في هذه الولاية بين تفاوتهم في منازلهم واكرمهم اي عند الله تعالى في الدنيا وفي الاخرة اطوعهم اي اكثرهم طاعة فاشرف المؤمنين منزلة - 00:12:23
واعظمهم مكانة الاكثر منهم طاعة فمن كان اكثر طاعة كان اكرم عند الله تعالى ولذلك قال واكرمهم اطوعهم ثم قال واتبعهم للقرآن هذا من من عطف العام على الخاص لان اتباع القرآن يشمل الطاعة - 00:12:43
ويشمل قبول الخبر فالقرآن جاء بالاخبار وجاء بالاحكام والذي تقابل به الاحكام الطاعة والذي تقابل به الاخبار التصديق والايمان والقبول فهذا من باب عطف العام على الخاص وقوله واتباعهم للقرآن اي اشدهم - 00:13:21
اتباعا له واقتفاء له واختم به قبولا لاخباره وانقيادا لاحكامه فان ذلك معيار تحقيق التقوى. قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم والتقوى تتحقق باتباع القرآن وطاعة الرحمن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:43
لاصحابه من اكرم الناس كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة فقالوا يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. قال ليس عن هذا اسألكم ثم قال صلى الله عليه وسلم اكرم الناس عند الله اتقاهم - 00:14:07
كما دلت عليه الاية ان اكرمكم عند الله اتقاكم اي اعظمهم تقوى بفعل ما امر الله تعالى واجتناب ما نهى عنه جل في علاه هو الزجر قال والايمان بعد ذلك مصنف قال والايمان هو الايمان بالله وملائكته الى اخر ما ذكر - 00:14:25
نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى - 00:14:44
والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره بره وحلوه ومره من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:15:05
ما في النار لا يخلدون. اذا ماتوا وهم موحدون. وان لم يكونوا تائبين. بعد ان لقوا بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما - 00:15:35
يقول رحمه الله والايمان بالله والايمان هو الايمان بالله. هذا تعريف للايمان ببيان اصوله وهذا هو التعريف القرآني النبوي للايمان فاما القرآن فقد قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوههم من قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله - 00:15:55
واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه. ذكر بعد ذلك جملة من الاعمال فالايمان هذه الاصول دل عليه القرآن في مواضع عديدة وفي السنة ما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:18
جبريل لما سأله عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وهذا التعريف للايمان هو اجود تعريف واضبطه لانه الذي عرف به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:38
وبين به ما يجب على المؤمن لتحقيق الايمان فلا يصلح ايمان احد ولا يستقيم الا بتحقيق هذه الاصول وهذا هو الايمان المجمل الواجب على جميع المكلفين من الانس والجن وقد عرف اهل - 00:16:58
علم الايمان بتعريفات عديدة تقدم ذكر شيء منها عند بحث تحذير به الايمان في قول المصنف رحمه الله الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان ومن اشهر ما قيل في تعريف الايمان كلام الطبري رحمه الله حيث قال الايمان كلمة جامعة - 00:17:22
للاقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الاقرار بالفعل كلمة جامعة للاقرار بالله وكتبه ورسله و تصديق الاقرار بالفعل وعرفه اخرون بانه عمل في القلب جمعه الخضوع والانقياد للامر والخبر لله والانقياد - 00:17:46
للامر وقيل غير ذلك وتقدم هذا البحث فيما سبق والايمان يعرف بما عرفه به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول هذا معنى الايمان الذي دلت عليه النصوص - 00:18:16
وهو المستفاد من كلام الله عز وجل وكلام رسوله وما كان عليه سلف الامة من الصحابة رضي الله عنهم ثم قوله رحمه الله الايمان بالله هذا هو الاصل الاول من اصول الايمان وهو اعظم اصول الايمان - 00:18:38
وعليه تدور رحى الايمان فالايمان بالله يشمل الايمان بوجوده والايمان بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته ويمكن الاختصار فقط على ثلاثة منها فيقال الايمان بالله يستلزم الايمان بربوبيته اسمائي وصفاته والهيته لان هذا - 00:18:53
يستلزم الايمان بوجوده وانما ذكر الوجود ردا على اهل الالحاد الذين ينفون وجود الله تعالى والالحاد قائم على الشك التكذيب للحقائق والاكتفاء بالمحسوس الملموس وهو من اعظم الضلالات التي وقع فيها الناس - 00:19:17
ويروج له كثيرا من خلال كتابات تشكيكات الا انه اعتقاد مبني على خيار على جرف هار لا يقوم له اصل ومهما حاول الملحدون ان يقيموا على الحادهم دلائل او حجج - 00:19:49
فانهم لا يجدون الا شبهات وخيالات وتساؤلات وتشكيكات وتشبيهات الفطر والنفوس مجبولة على عبادة الله تعالى وعلى طلب رب يعبد واله يقصد لا تخلو النفوس من هذا وكن هؤلاء يصفون ذلك بانه - 00:20:19
اساطير وانه آآ دجل وانه خرافات كل هذا من الخيالات التي القاها الشيطان في قلوبهم فلذلك احتاج بعض اهل العلم النص على الايمان بوجود الله ردا على هؤلاء قوله رحمه الله - 00:20:48
وملائكته اي الايمان بملائكته وهذا هو الاصل الثاني من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة. وقد تقدم شيء من الحديث عن الايمان بالملائكة لا يستلزم فلا حاجة الى الاعادة ومثله قوله وكتبه هذا هو الاصل الثالث ورسله هذا هو الاصل الرابع واليوم الاخر هذا هو الاصل الخامس من اصول - 00:21:08
ايمان والايمان بما اخبر الله تعالى به مما يكون بعد الموت في البرزخ ويوم يقوم الناس لرب العالمين وقد تقدم بيان بعد ما يتصل بهذا وسيأتي مزيد في كلام المصنف رحمه الله - 00:21:29
وقوله والقدر خيره وشره هذا هو الاصل السادس من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر وتقدم شيء كثير مما يتعلق بالايمان بالقدر تفصيلا وبيانا وايظاحا وقوله خيره وشره اه اشارة الى ان القدر - 00:21:46
وهو ما قضاه الله تعالى من الاقضية والاقدار يتضمن كل ما يكون في القول من خير وشر وحلو ومر وما يحب الانسان وما يكره كل ذلك من الله تعالى. ان كل شيء خلقناه - 00:22:04
بقدر ثم قال رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله يعني اهل السنة والجماعة واهل الاسلام يؤمنون بكل هذه الاصول ايمانا مجملا ويقرون بما ويقرون بما بلغهم من تفصيل تلك الاصول فالايمان الواجب على كل احد هو الايمان المجمل - 00:22:21
لانه لا يمكن ان يحيط الانسان علما بكل تفاصيل تلك الاصول وانما كلفنا الايمان بذلك في الجملة فمثلا نحن نؤمن بالانبياء الذي نص الله على اسمائهم ومن لم ينص على اسمائهم ونؤمن بمن قص خبرهم ومن لم يقصص خبرهم - 00:22:46
وكل ذلك شيء منه ما هو مفصل ومنه ما هو مجمل قال رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله. اي نؤمن بجميع الرسل وما اخبر الله تعالى به - 00:23:10
عنهم وما اخبروا به عن الله عز وجل ونقر بان ما جاءوا به هو الهدى المبين والصراط المستقيم الذي من سلكه نجا ومن اعرض عنه ظل وغوى. ليس من التفريق معرفة منازلهم ومأواهم - 00:23:25
اه وما بوأهم الله تعالى من الفضائل والله تعالى فاضل بين الانبياء على درجة واحدة قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات - 00:23:44
ليس من التفريق اثبات ما خص الله تعالى به بعضها من الفضائل. فان هذا من الايمان بهم. وقولوا رحمهم ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به اي نقر جميع الرسل في كل ما اخبروا به انه من الله تعالى - 00:23:59
وهذا بيان وتوضيح للجملة التي قبله في معنى اننا لا نفرق بينهم فنحن لا نفرق بينهم في التصديق والايمان والقبول لما جاءوا به. واما منازلهم ومراتبهم فهم ليسوا على درجة واحدة. بل كما قال الله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض - 00:24:19
نقف على هذا مبدأ في الدرس القادم قوله اهل الكبائر من امة محمد في النار لا يخلدون والله اعلم - 00:24:39
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في عقيدته الطحاوية والايمان واحد هذا ضمن ما ذكره في مسائل - 00:00:00
الايمان قال رحمه الله والايمان واحد واهله في اصله سواء تكلمنا على قوله رحمه الله والايمان واحد قلنا ان مقصوده بذلك اي ان الايمان شيء واحد فهو حقيقة واحدة لا يتفاضل ولا يتبعظ ولا يزيد ولا ينقص - 00:00:19
فان فان الايمان شيء واحد في القلوب هكذا قال رحمه الله وقلت في اثناء الكلام على هذا انه هنا مبدأ الضلال في باب الايمان وحقيقته فان كل من ظل في الايمان ومسائله - 00:00:44
كان ذلك ناشئا عن هذا الاعتقاد وهو ان الايمان واحد والايمان كما دلت النصوص خصال وشعب يزيد وينقص اذا كان نفى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عمن اختل فيه - 00:01:07
شيء من خصاله وصفاته فدل ذلك على انه يتجزأ ويتبعظ ويتفاضل ويزيد وينقص لكن المصنف رحمه الله مشى على ما جرى عليه مرجئة الفقهاء من من ان الايمان شيء واحد لا يتفاضل ولا يزيد ولا ينقص - 00:01:23
ثم قال رحمه الله واهله في اصله سواء تكلمنا عن هذا ايضا و وهو فرع ما تقدم فاذا كان الاعتقاد ان الايمان شيء واحد لان الناس يستوون فيه لانه اما ان يثبت جميعه - 00:01:46
واما ان ينتفي جميعه ولا يتفاضل فيه الناس ولهذا ورد عن من قال ايماني مثل ايمان الملائكة او ايمان مثل ايمان الرسل وبينا من كلام الائمة بطلان ذلك من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من - 00:02:06
طريق ابن ابي مليكة انه قال ادرك في ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافون النفاق على نفسه ما منهم احد يقول ان انه على ايماني جبريل وميكائيل - 00:02:28
قد يفهم من قوله واهله في اصله سواء الايمان اصل وفروع يفهم من هذا ان الايمان له اصل وفروع وانما والاستواء انما هو في اصله فقط واما الفروع فقط تتفاضل - 00:02:43
والفرع اما ان يكون ايمانا او لا يكون ايمانا فان كان الفرع ايمانا لم يكن الايمان شيئا واحدا بل هو اصل وفرع يختلفان حقيقة وحكما وهذا ينقض ما ذكره المؤلف رحمه الله - 00:03:03
بقوله والايمان واحد و اذا كانت فروع الايمان ليست ايمانا فكيف توصف انها فروعه وانه اصل له فروع فهذا فيه نوع من التناقض والاضطراب وهكذا هي كل الاقوال مخالفة للكتاب والسنة لا تظطرد بل تضطرب - 00:03:20
وما ذكره المصنف رحمه الله في قوله واهله في اصله سواء معناه انه لا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص من ان الايمان يزيد وينقص كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:03:50
واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فقوله زادتهم ايمانا دل على انهم يزيدون في الايمان وانه يزيد واما وكذلك قال فزادهم ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم - 00:04:07
وقوله تعالى فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما دليل النقصان فكل ايات زيادة الايمان تدل على هل نقصان بالمفهوم كما قال سفيان ابن عيينة رحمه الله لما سئل عن الايمان يزيد وينقص؟ قال اليس تقرأون قول الله تعالى - 00:04:25
فزادهم ايمانا في غير موضع قيل ينقص قال ليس شيء يزيد الا وهو ينقص ليس شيء يزيد الا وهو ينقص واما الادلة من السنة على تفاوت الناس في الايمان فاكثر من ان تحصر من ذلك - 00:04:43
قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. فالايمان يتفاضل وكذلك في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه - 00:05:03
بالشفاعة قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال وفي قلبه وزن ذر شعيرة من خير وفي ثم قال ويخرج من الايمان من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير - 00:05:19
ثم قال ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير وهذا تفاوت وتدرج. ومما يدل على نقص الايمان وانه ليس متفائل وانه ليس واحدا بل هو متفاوت ما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه - 00:05:39
حيث قال في بيان نقصان دين المرأة قالوا تمكث الليالي والايام او ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين والدين شامل الايمان بالتأكيد لان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل فسأله عن - 00:05:56
اسلام والايمان والاحسان قال هذا جبريل اتاكم معلمكم دينكم فالادلة دالة على خلاف ما ذكره المصنف رحمه الله. ولهذا اهل السنة والجماعة على خلاف ما قرر رحمه الله وغفر له - 00:06:16
ثم قال والتفاضل بينهم اي بين اهل الايمان بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى التفاضل اي التفاوت في المراتب والمنازل بين المؤمنين بعد استوائهم في اصله كما قرر انما هو في امور - 00:06:32
اربعة ذكرها قال بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى. هذه الامور الاربعة هي اصول الصلاح والاستقامة ولذلك ترجع اليها كل خصال الايمان الظاهرة والباطنة وظاهر كلام المؤلف رحمه الله ان هذه - 00:06:51
امور ليست من الايمان لانه قرر ان اهل الايمان في اصله سواء وهذا لا يستقيم مع التفاضل في هذه الامور الاربعة التي تقتضي التفاوت بين المؤمنين ويحتمل المؤلف فرق بين اصل الايمان الذي هو التصديق بالجنان والقول باللسان وبين فروعه - 00:07:17
التي ذكر ان التفاضل بين اهل الايمان يكون فيها وهي هذه الامور الاربعة والذي يظهر ان هذا من التناقض ايضا الذي وقع فيه المصنف رحمه الله وذلك لمحاولته الجمع بين معاني اهل السنة والجماعة وبين ما عليه مرجئة الفقهاء - 00:07:37
والنصوص دالة على التفاضل في الخشية والتفاضل في التقوى والتفاضل بمخالفة الهوى والتفاضل في ملازمة الاولاد. الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء ويقول فلا تخشوهم واخشوني وليست الخشية في قلوب الناس واحد بل ميز الله بين العلماء وبين غيرهم في الخشية - 00:08:00
وكذلك التقوى قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم فجعل الناس متفاضلين ومنزلتهم عند رب العالمين بقدر ما معهم من التقوى وكذلك مخالفة الهوى بقدر مخالفة الهوى يستقيم حال الإنسان وبقدر ملازمة الأولى تستقيم اعماله - 00:08:29
مخالفة الهوى هي مخالفة ما تميل اليه النفس وتشتهيه من المحرمات وليس المقصود الهوى كل ما يحبه الانسان ولو كان خيرا. انما ما يحب الانسان مما يرضيه ويخالف به دين رب العالمين هذا المقصود - 00:08:51
الهوى اذا اطلق في كلام الله وكلام رسوله ولذلك قال جل في علاه ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وبقدر ما يكون مع الانسان من اتباع الهوى بقدر ما يحصل له الضلال - 00:09:11
رابع ما ذكره قوله رحمه الله ملازمة الاولى ملازمة الاولى اي المداومة على الافضل والاحب الى الله تعالى قولا وفعلا في اعمال الظاهر وفي اعمال الباطن وهذا يجمع كل ما تقدم مما يحصل به التفاضل - 00:09:28
وما ذكره المؤلف رحمه الله من تفاضل الناس في هذه الامور حق لا ريب فيه فان الله تعالى فاضلة بين الناس في هذه الامور كما دلت على ذلك النصوص وذكرته في شيئا من النصوص الدالة على ذلك فيما - 00:09:54
تقدم ثم قال رحمه الله بعد ذلك قال والمؤمنون اي اهل الايمان على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ودرجاتهم كلهم اولياء الرحمن نسأل الله من فضله كلهم اولياء الرحمن كل من امن بالله فله من الولاية نصيب - 00:10:13
كل من امن بالله فله من الولاية نصيب يقول الله تعالى الله ولي الذين امنوا فاثبت الله تعالى الولاية للمؤمنين الله ولي الذين امنوا وهذا دليل لما ذكره المصنف رحمه الله في قوله والمؤمنون كلهم اولياء الله - 00:10:36
لكنهم متفاضلون ومتفاوتون في الولاية بقدر ما معهم من الايمان وبقدر ما معهم من الصلاح. فولاية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم اعظم من ولايته لغيره من الرسل ومن النبيين ومن سائر الناس اجمعين - 00:11:00
وكذلك الناس متفاوتون بقدر ما معهم من الايمان والصلاح قال الله تعالى فيما قص عن نبيه ان ولي الله ثم قال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فجعل ولايته جل في علاه للصلاح واهله - 00:11:19
فكل من كان من الصالحين في ظاهره وباطنه وسره واعلانه كان له من الولاية بقدر ما معه من الصلاح. وطريق تحصيل ذلك القيام بامر الله عز وجل اداء الفرائض التي فرضها الله واوجبها في حقه وفي حق الخلق - 00:11:41
والمبادرة الى كل صالح بعد الفرائض من المستحبات والنوافل فبذلك يتحقق للانسان خير الدنيا وخير الاخرة قال واكرمهم اطوعهم واتبعهم للقرآن بعد ان ذكر ان المؤمنين مشتركون في اصل الولاية - 00:12:00
على تفاوت بينهم على كما دلت النصوص في هذه الولاية بين تفاوتهم في منازلهم واكرمهم اي عند الله تعالى في الدنيا وفي الاخرة اطوعهم اي اكثرهم طاعة فاشرف المؤمنين منزلة - 00:12:23
واعظمهم مكانة الاكثر منهم طاعة فمن كان اكثر طاعة كان اكرم عند الله تعالى ولذلك قال واكرمهم اطوعهم ثم قال واتبعهم للقرآن هذا من من عطف العام على الخاص لان اتباع القرآن يشمل الطاعة - 00:12:43
ويشمل قبول الخبر فالقرآن جاء بالاخبار وجاء بالاحكام والذي تقابل به الاحكام الطاعة والذي تقابل به الاخبار التصديق والايمان والقبول فهذا من باب عطف العام على الخاص وقوله واتباعهم للقرآن اي اشدهم - 00:13:21
اتباعا له واقتفاء له واختم به قبولا لاخباره وانقيادا لاحكامه فان ذلك معيار تحقيق التقوى. قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم والتقوى تتحقق باتباع القرآن وطاعة الرحمن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:43
لاصحابه من اكرم الناس كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة فقالوا يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. قال ليس عن هذا اسألكم ثم قال صلى الله عليه وسلم اكرم الناس عند الله اتقاهم - 00:14:07
كما دلت عليه الاية ان اكرمكم عند الله اتقاكم اي اعظمهم تقوى بفعل ما امر الله تعالى واجتناب ما نهى عنه جل في علاه هو الزجر قال والايمان بعد ذلك مصنف قال والايمان هو الايمان بالله وملائكته الى اخر ما ذكر - 00:14:25
نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى - 00:14:44
والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره بره وحلوه ومره من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:15:05
ما في النار لا يخلدون. اذا ماتوا وهم موحدون. وان لم يكونوا تائبين. بعد ان لقوا بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما - 00:15:35
يقول رحمه الله والايمان بالله والايمان هو الايمان بالله. هذا تعريف للايمان ببيان اصوله وهذا هو التعريف القرآني النبوي للايمان فاما القرآن فقد قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوههم من قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله - 00:15:55
واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه. ذكر بعد ذلك جملة من الاعمال فالايمان هذه الاصول دل عليه القرآن في مواضع عديدة وفي السنة ما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:18
جبريل لما سأله عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وهذا التعريف للايمان هو اجود تعريف واضبطه لانه الذي عرف به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:38
وبين به ما يجب على المؤمن لتحقيق الايمان فلا يصلح ايمان احد ولا يستقيم الا بتحقيق هذه الاصول وهذا هو الايمان المجمل الواجب على جميع المكلفين من الانس والجن وقد عرف اهل - 00:16:58
علم الايمان بتعريفات عديدة تقدم ذكر شيء منها عند بحث تحذير به الايمان في قول المصنف رحمه الله الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان ومن اشهر ما قيل في تعريف الايمان كلام الطبري رحمه الله حيث قال الايمان كلمة جامعة - 00:17:22
للاقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الاقرار بالفعل كلمة جامعة للاقرار بالله وكتبه ورسله و تصديق الاقرار بالفعل وعرفه اخرون بانه عمل في القلب جمعه الخضوع والانقياد للامر والخبر لله والانقياد - 00:17:46
للامر وقيل غير ذلك وتقدم هذا البحث فيما سبق والايمان يعرف بما عرفه به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول هذا معنى الايمان الذي دلت عليه النصوص - 00:18:16
وهو المستفاد من كلام الله عز وجل وكلام رسوله وما كان عليه سلف الامة من الصحابة رضي الله عنهم ثم قوله رحمه الله الايمان بالله هذا هو الاصل الاول من اصول الايمان وهو اعظم اصول الايمان - 00:18:38
وعليه تدور رحى الايمان فالايمان بالله يشمل الايمان بوجوده والايمان بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته ويمكن الاختصار فقط على ثلاثة منها فيقال الايمان بالله يستلزم الايمان بربوبيته اسمائي وصفاته والهيته لان هذا - 00:18:53
يستلزم الايمان بوجوده وانما ذكر الوجود ردا على اهل الالحاد الذين ينفون وجود الله تعالى والالحاد قائم على الشك التكذيب للحقائق والاكتفاء بالمحسوس الملموس وهو من اعظم الضلالات التي وقع فيها الناس - 00:19:17
ويروج له كثيرا من خلال كتابات تشكيكات الا انه اعتقاد مبني على خيار على جرف هار لا يقوم له اصل ومهما حاول الملحدون ان يقيموا على الحادهم دلائل او حجج - 00:19:49
فانهم لا يجدون الا شبهات وخيالات وتساؤلات وتشكيكات وتشبيهات الفطر والنفوس مجبولة على عبادة الله تعالى وعلى طلب رب يعبد واله يقصد لا تخلو النفوس من هذا وكن هؤلاء يصفون ذلك بانه - 00:20:19
اساطير وانه آآ دجل وانه خرافات كل هذا من الخيالات التي القاها الشيطان في قلوبهم فلذلك احتاج بعض اهل العلم النص على الايمان بوجود الله ردا على هؤلاء قوله رحمه الله - 00:20:48
وملائكته اي الايمان بملائكته وهذا هو الاصل الثاني من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة. وقد تقدم شيء من الحديث عن الايمان بالملائكة لا يستلزم فلا حاجة الى الاعادة ومثله قوله وكتبه هذا هو الاصل الثالث ورسله هذا هو الاصل الرابع واليوم الاخر هذا هو الاصل الخامس من اصول - 00:21:08
ايمان والايمان بما اخبر الله تعالى به مما يكون بعد الموت في البرزخ ويوم يقوم الناس لرب العالمين وقد تقدم بيان بعد ما يتصل بهذا وسيأتي مزيد في كلام المصنف رحمه الله - 00:21:29
وقوله والقدر خيره وشره هذا هو الاصل السادس من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر وتقدم شيء كثير مما يتعلق بالايمان بالقدر تفصيلا وبيانا وايظاحا وقوله خيره وشره اه اشارة الى ان القدر - 00:21:46
وهو ما قضاه الله تعالى من الاقضية والاقدار يتضمن كل ما يكون في القول من خير وشر وحلو ومر وما يحب الانسان وما يكره كل ذلك من الله تعالى. ان كل شيء خلقناه - 00:22:04
بقدر ثم قال رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله يعني اهل السنة والجماعة واهل الاسلام يؤمنون بكل هذه الاصول ايمانا مجملا ويقرون بما ويقرون بما بلغهم من تفصيل تلك الاصول فالايمان الواجب على كل احد هو الايمان المجمل - 00:22:21
لانه لا يمكن ان يحيط الانسان علما بكل تفاصيل تلك الاصول وانما كلفنا الايمان بذلك في الجملة فمثلا نحن نؤمن بالانبياء الذي نص الله على اسمائهم ومن لم ينص على اسمائهم ونؤمن بمن قص خبرهم ومن لم يقصص خبرهم - 00:22:46
وكل ذلك شيء منه ما هو مفصل ومنه ما هو مجمل قال رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله. اي نؤمن بجميع الرسل وما اخبر الله تعالى به - 00:23:10
عنهم وما اخبروا به عن الله عز وجل ونقر بان ما جاءوا به هو الهدى المبين والصراط المستقيم الذي من سلكه نجا ومن اعرض عنه ظل وغوى. ليس من التفريق معرفة منازلهم ومأواهم - 00:23:25
اه وما بوأهم الله تعالى من الفضائل والله تعالى فاضل بين الانبياء على درجة واحدة قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات - 00:23:44
ليس من التفريق اثبات ما خص الله تعالى به بعضها من الفضائل. فان هذا من الايمان بهم. وقولوا رحمهم ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به اي نقر جميع الرسل في كل ما اخبروا به انه من الله تعالى - 00:23:59
وهذا بيان وتوضيح للجملة التي قبله في معنى اننا لا نفرق بينهم فنحن لا نفرق بينهم في التصديق والايمان والقبول لما جاءوا به. واما منازلهم ومراتبهم فهم ليسوا على درجة واحدة. بل كما قال الله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض - 00:24:19
نقف على هذا مبدأ في الدرس القادم قوله اهل الكبائر من امة محمد في النار لا يخلدون والله اعلم - 00:24:39