بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فائدة - 00:00:00
لا تتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيحين فالنظر الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذه الفائدة - 00:00:13
اه يقول فيها لا تتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا. لا تتم يعني لا تكمل الرغبة في الاخرة يعني صدق السعي في تحصيلها والاجتهاد في الاعمال التي توجب الفوز في الاخرة - 00:00:31
الا بالزهد في الدنيا اي الا بعدم تعلق القلب بالدنيا فالمقصود بالزهد هنا الا يميل القلب الى الدنيا وليس المقصود الا يشتغل بها بما هو من مقتضيات عمارة الارض قوام مصالح الخلق - 00:00:51
انما الزهد في الدنيا الا تسكن القلب ولو كان الانسان قد اشتغل في عمارتها شؤونها والمقصود بالدنيا هنا كل ما يتعلق بها مما تميل اليه النفوس الدنيا فيها المحبوب والمكروه - 00:01:18
لكن المقصود بالدنيا المزهود عنها هي الدنيا التي تتعلق بها النفوس والنفوس يختلف تعلقها فمن النفوس ما يتعلق بالمال ومن النفوس ما يتعلق بالجاه والشرف ومن النفوس ما يتعلق بشهوة الفرج - 00:01:41
والناس في هذا صنوف وفنون وانواع ولكن الجامع في الزهد في الدنيا هو الا يسكن حبها القلب ولو كان حبا لبعض شؤونها او لبعض جهاتها هذا معنى قوله رحمه الله تتم الرغبة في الاخرة - 00:02:05
الا بالزهد في الدنيا كثير من الناس قد يتوهم ان الدنيا المقصود بها المال وهذا شيء من امور الدنيا لكن الدنيا فيها محبوبات غير المال فمن الناس ما لا من لا همة له بالمال ولا ميل له الى - 00:02:29
الاموال لكن له همة في شيء اخر من امور الدنيا يتعلق به فاذا تعلق به وزهد في المال لم يكن زاهدا في الدنيا لان الزهد الزهد في الدنيا هو الا يسكن حبها - 00:02:49
القلب او حب شيء من شؤونها بحيث يعيقه اما خلق لاجله وعن الاشتغال للاخرة وهذا لا يعني الغاء المحبة بالكلية لكن يعني الا يقدم هذه المحبة على محبة الله ورسوله - 00:03:05
كما قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها كلها صنوف مما يتعلق بالدنيا احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا - 00:03:27
نسأل الله ان يعمر قلوبنا بمحبته وان يشغلنا بطاعته وان يجعل الاخرة همنا ومبتغانا اللهم امين نعم قال ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيحين النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها والم المزاحمة عليها والحرص عليها وما - 00:03:47
افي ذلك من الغصص والنغص والانكاد واخر ذلك الزوال والانقطاع واخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والاسر وطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم في حال الظفر بها وغم وحزن بعد فواتها فهذا احد - 00:04:13
النظر الثاني النظر في الاخرة واقبالها ومجيئها ولابد. التي ذكرها بشأن الدنيا منطبقة على كل ملاذها وعلى كل محبوباتها ومشتهياتها فهي سريعة الزوال وسريعة الفناء والاضمحلال يزاحم عليها فلا تخلص للانسان - 00:04:36
كما ان في التلاعب بها الم الفراق فلا ينفك الانسان من خشية المفارقة ولابد له من الزوال والانقطاع فراق فان كانت حراما كانت حسرة واسخة. نعم قال النظر الثاني النظر في الاخرة - 00:05:06
النظر في الاخرة واقبالها ومجيئها ولابد ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات فاوت الذي بينه وبين ما ها هنا فهي كما قال سبحانه والاخرة خير وابقى. خير في ذاتها - 00:05:29
وابقى في مدتها ودوام نعيمها ولو قال والاخرة خير لك ففي بيان الفضيلة فكيف اذا جمع الى الخيرية الدوام والبقاء هذا احسان على احسان وفضل على سابق الانعام. نعم قال فهي خيرات كاملة دائمة. وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة - 00:05:49
فاذا تم له هذان النظران اثر ما يقتضي العقل ايثاره وزهد فيما يقتضي الزهد فيه فكل احد مطبوع على الا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة الى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة. الا اذا تبين - 00:06:19
فله فضل الآجل على العاجل. وقويت رغبته في الاعلى الافضل فاذا اثر الفاني الناقص كان ذلك اما لعدم تبين الفضل له. واما واما لعدم رغبته في الافضل. وكل واحد من الامرين يدل على ضعف الايمان وضعف العقل والبصيرة - 00:06:37
فان الراغب في الدنيا الاول لضعف العلم فيما اذا جهل فظل الاخرة على الاولى والثاني ضعف العقل لانه قال فاذا اثر الفاني يعني كل احد يؤثر الفاني وهي الدنيا الفان الناقص وهي الدنيا كان ذلك - 00:06:59
اما لعلم لعدم تبين الفضل له وهذا الجهل واما لعدم رغبته في الفضل وهذا ضعف البصيرة والعقل وكل واحد من الامر يدل على ضعف الايمان وضعف العقل والبصيرة. نعم قال فان الراغب في الدنيا. وجعل هذا في الامرين كليهما - 00:07:22
لكن آآ في الامر الاول يعني ضعف الايمان ناشئ عن الجهل وفي الثاني ظعف الايمان ناس عن ضعف العقل والبصيرة نعم قال فان الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها. اما ان يصدق بان ما - 00:07:46
اما ان يصدق بان ما هناك اشرف وافضل وابقى. واما الا يصدق فان لم يصدق بذلك كان عادما للايمان رأسه وان صدق بذلك ولم يؤثره يا ان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه. وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفع - 00:08:08
فك العبد من احد القسمين منه مهما الحاضر وانا كذلك لكن حاصل افضل يقول وان صدق بذلك ولم يؤثر كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه وهذا تقسيم حاصل التقسيم الحاصل فيما - 00:08:28
ذكر قال فان الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها بدأ التقسيم اما ان يصدق بان ما هناك يعني في الاخرة اشرف ان ما هناك اشرف وافضل وابقى هذه القسم الاول واما الا يصدق - 00:08:53
انه اشرف وافضل وابقى فان لم يصدق بذلك كان عادما للايمان رأسا وان صدق لذلك ولم يؤذن كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه اختار حظا عاجلا قريبا منقضيا منقوصا على - 00:09:15
حظ باق جليل عظيم وفوز كبير نعم قال وهذا تقسيم حاصل ضروري لا ينفك العبد من احد القسمين منه. فايثار الدنيا على الاخرة اما من فساد في ايمان واما من فساد في العقل وما اكثر ما يكون منهما. ولهذا نبذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره - 00:09:38
هو واصحابه وصرفوا عنها قلوبهم وطرحوها ولم يألفوها واطرحوها ولم يألفوها واهجروها ولم يميلوا اليها. وعد وعدوها سجنا لا جنة فزهدوا فيها حقيقة الزهد. ولو ارادوها لنالوا منها كل محبوب. ولوصلوا منها الى كل - 00:10:05
مرغوب فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردها. وفاضت على اصحابه فاثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الاخرة بها وعلموا انها معبر وممر لا دار لا دار مقام ومستقر. وانها دار عبور لا دار سرور. وانها - 00:10:34
ابط صيف تنقشع عن قليل. وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى اذن بالرحيل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم اذا غاب عن القلب تعلق بالدنيا هذه المعاني التي ذكرها رحمه الله - 00:10:55
في حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هي من اعظم ما يحمل النفوس على الاقبال على الاخرة والاجتهاد في طاعة الله عز وجل فان من ايقا بالاخرة وانا خير وابقى - 00:11:15
وايقن لزوال الدنيا وسرعة انقضائها كان ذلك حاملا له على ان يكون على هذه الحال من الجد والاجتهاد في طاعة الرحمن وبه يتبين كثير من الاحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:31
و يفهم معناها عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وهذا لا يكون الا من قلب ايقن بالاخرة واقبل عليها و ايقن زوال الدنيا وسرعة تقضيها ولما مر بعبدالله بن عمر - 00:11:51
وهو من العباد العلماء الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعا كان قد اشتغل رضي الله تعالى عنه باصلاح جدار فقال ما هذا يا عبد الله قال جدار وهاء يعني ضعف بنيانه - 00:12:13
فاصلحته قال له النبي صلى الله عليه وسلم الامر اسرع من ذلك الامر اسرع من ذلك يعني الدنيا اسرع من ان تشتغل بهذا مع انه اصلاح لعمارة قد يتضرر الناس بعدم اصلاحها بالسقوط ونحوه - 00:12:32
لكن لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه الاصلاح لكن نبهه الى ان يكون بالقدر الذي لا يشغله عن الاخرة والا فالانسان مأمور باصلاح معاشه ودنياهم آآ اقامة ما - 00:12:51
تصلح به حياته التنبه لهذا المعنى وهو ان يتعلق القلب بالاخرة ليكون ان تكون الاخرة حاضرة في ذهن في ذهن الانسان يختلف تماما نظره وتفكيره وعمله بحضور الاخرة في قلبه. ولهذا - 00:13:10
امتدح الله ثلاثة من انبيائه بهذا المعنى ابراهيم واسحاق ويعقوب قال انا اخلصناه واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي اصحاب عمل والابصار عقل نافذ ان اخلصناهم بخالصة وش هي - 00:13:30
ذكر الدار تذكر الاخرة فكانت حاضرة في اذهانهم لا تغيب عنهم يعملون لها ولهذا من المهم يا اخواني مع كثرة الاشتغال بامور الدنيا وكثرة انفتاحها على الانسان ان يستحضر سرعة الانتقال والارتحال والزوال - 00:13:55
مهما تمتع بالدنيا ومهما حصل من نعيمها ومهما ادرك من ملاذها يوما ما سيرتحل واذا كان كذلك فليجد في ان يكون رحيله على احسن حال ويكون ما اقبل عليه خيرا مما ادبر عنه. هذا المعنى - 00:14:15
يغير تفكير الانسان وعمله وقوله ومعاملته فله تأثير بالغ ولهذا احسن المؤلف رحمه الله بذكر هذه المعاني المهمة التي يصلح بها معاش الانسان وتعمر بها اخرى يذكر شواهد على المعنى المتقدم من حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما لي وللدنيا انما - 00:14:35
انا كراكب في ظل شجرة ثم قال في ظل شجرة ثم راح وتركها وطالما الدنيا في الاخرة الا كما يدخل احدكم اصبعه اصبعه في اليم فلينظر بما ترجع وقال خالقها سبحانه ان - 00:15:07
وقال خالقها سبحانه انما مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس نعم حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا - 00:15:26
فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون. والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم فاخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها واخبر عن دار السلام ودعا اليها. وقال تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كما - 00:15:46
ما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا. وقال تعالى - 00:16:10
انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم. وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. وقال تعالى زين للناس - 00:16:30
حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا. للذين اتقوا عند ربهم جنات - 00:16:55
تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله. والله بصير بالعباد وقال تعالى وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. وقد توعد وقد توعد سبحانه اعظم الوعيد - 00:17:15
لمن رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وغفل عن اياته ولم يرجو لقاءه. فقال ان الذين لا يرجون لقاءنا رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون - 00:17:34
وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين. فقال يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع - 00:17:54
الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل. وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الاخرة ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون - 00:18:09
ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. وقوم يعني اي شيء ينفعهم ما كانوا قد تمتعوا فيه وانت الان اذكر انت في حياتك مواقف تحبها ومنازل سعدت فيها وايام سررت فيها - 00:18:29
اين هي الان ذهبت وما حضورها في معاشك الان؟ لا شيء هكذا الدنيا في نهاية المطاف فمهما التذ فيها الانسان وتنعم هي زائلة وتكون كما قال الله تعالى كأن لم يلبثوا - 00:18:49
فيها الا عشية او ضحاها يذهب كل ما فيها ولا يبقى الا ما يكون من صالح العمل اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نعم قال وقوله تعالى ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم. وقوله كانهم يوم يرون ما يوعدون. لم يلبثوا الا - 00:19:08
لا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون؟ وقوله تعالى يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها انما انت منذر من يخشاها كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا - 00:19:34
او ضحاها وقوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. وقوله قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا له لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون. وقوله يوم ينفخ في الصور - 00:19:54
ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم ان لبثتم الا عشرا. نحن اعلم بما يقولون. اذ يقول هم طريقة الا بثم الا يوما. والله المستعان وعليه التكلان قال رحمه الله قاعدة - 00:20:16
اساس كل خير ان تعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فتتيقن حينئذ ان الحسنات من نعمه فتشكره عليها وتتضرع اليه الا يقطعها عنك وان السيئات من خذلانه وعقوبته. فتبتهل اليه ان يحول بينك وبينها. ولا يكلك في فعل الحسنات - 00:20:36
وترك السيئات الى نفسك وقد اجمع العارفون على ان كل خير فاصله بتوفيق الله للعبد. وكل شر فاصله خذلانه لعبده واجمعوا ان التوفيق الا يكلك الله الى نفسك. وان الخذلان ان - 00:21:01
نخلي بينك وبين نفسك. فاذا كان كل خير فاصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد. فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه. فمتى اعطى العبد هذا المفتاح؟ فقد اراد ان يفتح له. ومتى اضله - 00:21:20
عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه. مغلقا دونه. يقول اساس كل خير ان تعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع - 00:21:40
اذا ايقن العبد ذلك علم ان كل ما يوفق اليه من طاعة فهو بفظل الله وان كل ما يتورط فيه من سيئة فهو بخذلان الله له ولو حفظ ولو ولو - 00:21:57
اكرمه لحفظه و اجرى عليه عونا يمنعه من تلك السيئات ذكر رحمه الله عدة اجماعات وهي دائرة على ذلك على هذا المعنى المتقدم قال وقد اجمع العارفون على ان كل خير فاصله بتوفيق الله للعبد - 00:22:11
كل خير تدركه فهو من الله كما قال العبد الصالح شعيب وما توفيقي الا بالله عليه توكلت لا على غيره واليه انيب ارجع بالتوبة والاستغفار والطاعة والعبادة وكل شر وكل شر فاصله خذلانه لعبده - 00:22:35
اي انه خلى بينه وبين نفسه هذا معنى الخذلان انه يخلي بين العبد وبين نفسه من خلي بينه وبين نفسه وهواه وشهوته وشياطين الانس والجن هلك قال واجمع ان التوفيق الا يكلك الله الى نفسك - 00:22:59
بل يتولى امرك كما قال الله تعالى فاصبر لحكم ربك فانك باعيننا اللهم اجعلنا ممن يدخل في هذا يا رب العالمين فانك يعني برعايتنا ونظرنا وحفظنا وصيانتنا وتأييدنا ومددنا وعوننا وهذا فضل عظيم كبير. قال وان الخذلان هو ان يخلي بينك وبين نفسك - 00:23:19
فان كل خير فاصله التوفيق. اللهم انا نسألك التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد العبد يعني لا بيد نفسه ولا بيد غيره فلا يطلب الا منه ولهذا قال المطرف ابن عبد الله - 00:23:44
نظرت فاذا جماع الخير في الصوم والصلاة واذا الصوم والصلاة لا يكونان الا بعون الله عز وجل توفيقه والعبد مفتقر الى ذلك فعلمت ان جماع الخير في الدعاء جماع الخير في الدعاء يعني من اراد ان يجمع الخير من اطرافه - 00:24:01
فليطرق هذا الباب وليستمسك بالدعاء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء والعبادة وهذا معنى كلام ابن القيم هنا رحمه الله حيث قال فاذا كان كل خير فاصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد فمفتاح - 00:24:34
دعه الدعاء والافتقار وصدق لجأ والرغبة والرهبة اليه لا تمل لا تمل اطرق باب ربك كل حين ليلا ونهارا سرا وجهارا حظرا وسفرا شدة وفرجا في كل احوالك علق قلبك بالله لو كنت اغنى الناس علق قلبك بالله ولو كنت افقر الناس علق قلبك بالله لو كنت اصح الناس - 00:24:47
تعلق قلبك بالله لو كنت امرظ الناس علق قلبك بالله فلا غنى بك عن الله في حال من الاحوال لا حول ولا قوة الا بالله في كل حال وفي كل مقام وفي كل ان - 00:25:19
ولهذا المفلح من علق قلبه بالله والتجأ اليه ولهذا قيل اعظم الابواب دخولا على الله باب الافتقار والافتقار ان يوقن قلبك بانه لا غنى بك عن ربك هذا معنى الافتقار. ليس بك غنى عن الله - 00:25:34
في كل شؤونك حتى في ادنى ما يكون من امورك شربة الماء لو لم ييسرها الله ما تيسرت حل زرارك في ثوبك لو لم ييسره الله لم يتيسره. ما في شيء لا يكون الا بالله بتوفيقه. وعونه ولذلك الجأ اليه واحسن الصلة به. يقول فمفتاحه - 00:25:56
والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرغبة والرهبة اليه فمتى اعطي العبد هذا المفتاح فقد اراد ان يفتح له نعم لما وفقك الى الدعاء فقد سهل لك الاجابة. ما وفقك ما وفقك الى الدعاء الا انه سيعطيك - 00:26:18
فالح عليه واصبر وستجد منه عطاء. ومتى اضله عن المفتاح الدعاء بقي الباب بقي الخير مرتجا دونه قال قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب اني لا احمل هم الاجابة ولكن هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء فان الاجابة معه - 00:26:40
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه واعانته. فالمعونة من الله تنزل العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك - 00:27:07
فالله سبحانه احكم الحاكمين واعلم العالمين. يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به. والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم. وما اوتي من اوتي الا من قبل اضاعة الشكر واهمال الافتقار والدعاء. ولا ظفر من ظفر - 00:27:26
بمشيئة الله وعونه الا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء. وملاك ذلك الصبر فانه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد. اه ما ذكره عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - 00:27:46
مؤيد لما تقدم مقرر له من انه من وفق الى الدعاء فلابد ان ينال جوابا وقد جاء في مسند الامام احمد باسناد من حديث ابي سعيد امام مسلم يدعو الله - 00:28:05
في غير اثم ولا قاطعة رحم الا اعطاه الله احدى ثلاث خصال اما ان يجيبه واما ان يدخر او مما ليجيب ولا ما سأل واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يصرف عنه من الشر نظير ما سأل - 00:28:19
وهذا دليل على ان الدعاء لا يكون هباء بل لابد له من جواب وآآ بعد ذلك قرر ان المعونة من الله تعالى للعبد تكون على قدر همته وثباته ورغبته ورهبته - 00:28:32
فمن صدق الله صدقه الله والخذلان على حسب ذلك ثم بين ان الله فيما يعطي ويمنع حكيم وليس ما يعطيه او يمنعه بلا حكمة او انه حظوظ لا اسباب لها ولا مقدمات - 00:28:50
ولا مؤهلات بل الله اعلم حيث يجعل رسالته. هو اعلم بالمتقين هو اعلم بمن اهتدى من وفق انما وفق الى ذلك بما فتحه الله تعالى عليه من كونه مصطفى مختار - 00:29:09
ان اهله الله تعالى لتلك الفضائل والهبات والعطايا نقف على هذا - 00:29:28
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فائدة - 00:00:00
لا تتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيحين فالنظر الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذه الفائدة - 00:00:13
اه يقول فيها لا تتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا. لا تتم يعني لا تكمل الرغبة في الاخرة يعني صدق السعي في تحصيلها والاجتهاد في الاعمال التي توجب الفوز في الاخرة - 00:00:31
الا بالزهد في الدنيا اي الا بعدم تعلق القلب بالدنيا فالمقصود بالزهد هنا الا يميل القلب الى الدنيا وليس المقصود الا يشتغل بها بما هو من مقتضيات عمارة الارض قوام مصالح الخلق - 00:00:51
انما الزهد في الدنيا الا تسكن القلب ولو كان الانسان قد اشتغل في عمارتها شؤونها والمقصود بالدنيا هنا كل ما يتعلق بها مما تميل اليه النفوس الدنيا فيها المحبوب والمكروه - 00:01:18
لكن المقصود بالدنيا المزهود عنها هي الدنيا التي تتعلق بها النفوس والنفوس يختلف تعلقها فمن النفوس ما يتعلق بالمال ومن النفوس ما يتعلق بالجاه والشرف ومن النفوس ما يتعلق بشهوة الفرج - 00:01:41
والناس في هذا صنوف وفنون وانواع ولكن الجامع في الزهد في الدنيا هو الا يسكن حبها القلب ولو كان حبا لبعض شؤونها او لبعض جهاتها هذا معنى قوله رحمه الله تتم الرغبة في الاخرة - 00:02:05
الا بالزهد في الدنيا كثير من الناس قد يتوهم ان الدنيا المقصود بها المال وهذا شيء من امور الدنيا لكن الدنيا فيها محبوبات غير المال فمن الناس ما لا من لا همة له بالمال ولا ميل له الى - 00:02:29
الاموال لكن له همة في شيء اخر من امور الدنيا يتعلق به فاذا تعلق به وزهد في المال لم يكن زاهدا في الدنيا لان الزهد الزهد في الدنيا هو الا يسكن حبها - 00:02:49
القلب او حب شيء من شؤونها بحيث يعيقه اما خلق لاجله وعن الاشتغال للاخرة وهذا لا يعني الغاء المحبة بالكلية لكن يعني الا يقدم هذه المحبة على محبة الله ورسوله - 00:03:05
كما قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها كلها صنوف مما يتعلق بالدنيا احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا - 00:03:27
نسأل الله ان يعمر قلوبنا بمحبته وان يشغلنا بطاعته وان يجعل الاخرة همنا ومبتغانا اللهم امين نعم قال ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيحين النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها والم المزاحمة عليها والحرص عليها وما - 00:03:47
افي ذلك من الغصص والنغص والانكاد واخر ذلك الزوال والانقطاع واخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والاسر وطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم في حال الظفر بها وغم وحزن بعد فواتها فهذا احد - 00:04:13
النظر الثاني النظر في الاخرة واقبالها ومجيئها ولابد. التي ذكرها بشأن الدنيا منطبقة على كل ملاذها وعلى كل محبوباتها ومشتهياتها فهي سريعة الزوال وسريعة الفناء والاضمحلال يزاحم عليها فلا تخلص للانسان - 00:04:36
كما ان في التلاعب بها الم الفراق فلا ينفك الانسان من خشية المفارقة ولابد له من الزوال والانقطاع فراق فان كانت حراما كانت حسرة واسخة. نعم قال النظر الثاني النظر في الاخرة - 00:05:06
النظر في الاخرة واقبالها ومجيئها ولابد ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات فاوت الذي بينه وبين ما ها هنا فهي كما قال سبحانه والاخرة خير وابقى. خير في ذاتها - 00:05:29
وابقى في مدتها ودوام نعيمها ولو قال والاخرة خير لك ففي بيان الفضيلة فكيف اذا جمع الى الخيرية الدوام والبقاء هذا احسان على احسان وفضل على سابق الانعام. نعم قال فهي خيرات كاملة دائمة. وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة - 00:05:49
فاذا تم له هذان النظران اثر ما يقتضي العقل ايثاره وزهد فيما يقتضي الزهد فيه فكل احد مطبوع على الا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة الى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة. الا اذا تبين - 00:06:19
فله فضل الآجل على العاجل. وقويت رغبته في الاعلى الافضل فاذا اثر الفاني الناقص كان ذلك اما لعدم تبين الفضل له. واما واما لعدم رغبته في الافضل. وكل واحد من الامرين يدل على ضعف الايمان وضعف العقل والبصيرة - 00:06:37
فان الراغب في الدنيا الاول لضعف العلم فيما اذا جهل فظل الاخرة على الاولى والثاني ضعف العقل لانه قال فاذا اثر الفاني يعني كل احد يؤثر الفاني وهي الدنيا الفان الناقص وهي الدنيا كان ذلك - 00:06:59
اما لعلم لعدم تبين الفضل له وهذا الجهل واما لعدم رغبته في الفضل وهذا ضعف البصيرة والعقل وكل واحد من الامر يدل على ضعف الايمان وضعف العقل والبصيرة. نعم قال فان الراغب في الدنيا. وجعل هذا في الامرين كليهما - 00:07:22
لكن آآ في الامر الاول يعني ضعف الايمان ناشئ عن الجهل وفي الثاني ظعف الايمان ناس عن ضعف العقل والبصيرة نعم قال فان الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها. اما ان يصدق بان ما - 00:07:46
اما ان يصدق بان ما هناك اشرف وافضل وابقى. واما الا يصدق فان لم يصدق بذلك كان عادما للايمان رأسه وان صدق بذلك ولم يؤثره يا ان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه. وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفع - 00:08:08
فك العبد من احد القسمين منه مهما الحاضر وانا كذلك لكن حاصل افضل يقول وان صدق بذلك ولم يؤثر كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه وهذا تقسيم حاصل التقسيم الحاصل فيما - 00:08:28
ذكر قال فان الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها بدأ التقسيم اما ان يصدق بان ما هناك يعني في الاخرة اشرف ان ما هناك اشرف وافضل وابقى هذه القسم الاول واما الا يصدق - 00:08:53
انه اشرف وافضل وابقى فان لم يصدق بذلك كان عادما للايمان رأسا وان صدق لذلك ولم يؤذن كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه اختار حظا عاجلا قريبا منقضيا منقوصا على - 00:09:15
حظ باق جليل عظيم وفوز كبير نعم قال وهذا تقسيم حاصل ضروري لا ينفك العبد من احد القسمين منه. فايثار الدنيا على الاخرة اما من فساد في ايمان واما من فساد في العقل وما اكثر ما يكون منهما. ولهذا نبذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره - 00:09:38
هو واصحابه وصرفوا عنها قلوبهم وطرحوها ولم يألفوها واطرحوها ولم يألفوها واهجروها ولم يميلوا اليها. وعد وعدوها سجنا لا جنة فزهدوا فيها حقيقة الزهد. ولو ارادوها لنالوا منها كل محبوب. ولوصلوا منها الى كل - 00:10:05
مرغوب فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردها. وفاضت على اصحابه فاثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الاخرة بها وعلموا انها معبر وممر لا دار لا دار مقام ومستقر. وانها دار عبور لا دار سرور. وانها - 00:10:34
ابط صيف تنقشع عن قليل. وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى اذن بالرحيل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم اذا غاب عن القلب تعلق بالدنيا هذه المعاني التي ذكرها رحمه الله - 00:10:55
في حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هي من اعظم ما يحمل النفوس على الاقبال على الاخرة والاجتهاد في طاعة الله عز وجل فان من ايقا بالاخرة وانا خير وابقى - 00:11:15
وايقن لزوال الدنيا وسرعة انقضائها كان ذلك حاملا له على ان يكون على هذه الحال من الجد والاجتهاد في طاعة الرحمن وبه يتبين كثير من الاحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:31
و يفهم معناها عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وهذا لا يكون الا من قلب ايقن بالاخرة واقبل عليها و ايقن زوال الدنيا وسرعة تقضيها ولما مر بعبدالله بن عمر - 00:11:51
وهو من العباد العلماء الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعا كان قد اشتغل رضي الله تعالى عنه باصلاح جدار فقال ما هذا يا عبد الله قال جدار وهاء يعني ضعف بنيانه - 00:12:13
فاصلحته قال له النبي صلى الله عليه وسلم الامر اسرع من ذلك الامر اسرع من ذلك يعني الدنيا اسرع من ان تشتغل بهذا مع انه اصلاح لعمارة قد يتضرر الناس بعدم اصلاحها بالسقوط ونحوه - 00:12:32
لكن لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه الاصلاح لكن نبهه الى ان يكون بالقدر الذي لا يشغله عن الاخرة والا فالانسان مأمور باصلاح معاشه ودنياهم آآ اقامة ما - 00:12:51
تصلح به حياته التنبه لهذا المعنى وهو ان يتعلق القلب بالاخرة ليكون ان تكون الاخرة حاضرة في ذهن في ذهن الانسان يختلف تماما نظره وتفكيره وعمله بحضور الاخرة في قلبه. ولهذا - 00:13:10
امتدح الله ثلاثة من انبيائه بهذا المعنى ابراهيم واسحاق ويعقوب قال انا اخلصناه واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي اصحاب عمل والابصار عقل نافذ ان اخلصناهم بخالصة وش هي - 00:13:30
ذكر الدار تذكر الاخرة فكانت حاضرة في اذهانهم لا تغيب عنهم يعملون لها ولهذا من المهم يا اخواني مع كثرة الاشتغال بامور الدنيا وكثرة انفتاحها على الانسان ان يستحضر سرعة الانتقال والارتحال والزوال - 00:13:55
مهما تمتع بالدنيا ومهما حصل من نعيمها ومهما ادرك من ملاذها يوما ما سيرتحل واذا كان كذلك فليجد في ان يكون رحيله على احسن حال ويكون ما اقبل عليه خيرا مما ادبر عنه. هذا المعنى - 00:14:15
يغير تفكير الانسان وعمله وقوله ومعاملته فله تأثير بالغ ولهذا احسن المؤلف رحمه الله بذكر هذه المعاني المهمة التي يصلح بها معاش الانسان وتعمر بها اخرى يذكر شواهد على المعنى المتقدم من حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما لي وللدنيا انما - 00:14:35
انا كراكب في ظل شجرة ثم قال في ظل شجرة ثم راح وتركها وطالما الدنيا في الاخرة الا كما يدخل احدكم اصبعه اصبعه في اليم فلينظر بما ترجع وقال خالقها سبحانه ان - 00:15:07
وقال خالقها سبحانه انما مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس نعم حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا - 00:15:26
فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون. والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم فاخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها واخبر عن دار السلام ودعا اليها. وقال تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كما - 00:15:46
ما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا. وقال تعالى - 00:16:10
انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم. وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. وقال تعالى زين للناس - 00:16:30
حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا. للذين اتقوا عند ربهم جنات - 00:16:55
تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله. والله بصير بالعباد وقال تعالى وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. وقد توعد وقد توعد سبحانه اعظم الوعيد - 00:17:15
لمن رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وغفل عن اياته ولم يرجو لقاءه. فقال ان الذين لا يرجون لقاءنا رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون - 00:17:34
وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين. فقال يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع - 00:17:54
الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل. وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الاخرة ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون - 00:18:09
ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. وقوم يعني اي شيء ينفعهم ما كانوا قد تمتعوا فيه وانت الان اذكر انت في حياتك مواقف تحبها ومنازل سعدت فيها وايام سررت فيها - 00:18:29
اين هي الان ذهبت وما حضورها في معاشك الان؟ لا شيء هكذا الدنيا في نهاية المطاف فمهما التذ فيها الانسان وتنعم هي زائلة وتكون كما قال الله تعالى كأن لم يلبثوا - 00:18:49
فيها الا عشية او ضحاها يذهب كل ما فيها ولا يبقى الا ما يكون من صالح العمل اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نعم قال وقوله تعالى ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم. وقوله كانهم يوم يرون ما يوعدون. لم يلبثوا الا - 00:19:08
لا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون؟ وقوله تعالى يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها انما انت منذر من يخشاها كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا - 00:19:34
او ضحاها وقوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. وقوله قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا له لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون. وقوله يوم ينفخ في الصور - 00:19:54
ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم ان لبثتم الا عشرا. نحن اعلم بما يقولون. اذ يقول هم طريقة الا بثم الا يوما. والله المستعان وعليه التكلان قال رحمه الله قاعدة - 00:20:16
اساس كل خير ان تعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فتتيقن حينئذ ان الحسنات من نعمه فتشكره عليها وتتضرع اليه الا يقطعها عنك وان السيئات من خذلانه وعقوبته. فتبتهل اليه ان يحول بينك وبينها. ولا يكلك في فعل الحسنات - 00:20:36
وترك السيئات الى نفسك وقد اجمع العارفون على ان كل خير فاصله بتوفيق الله للعبد. وكل شر فاصله خذلانه لعبده واجمعوا ان التوفيق الا يكلك الله الى نفسك. وان الخذلان ان - 00:21:01
نخلي بينك وبين نفسك. فاذا كان كل خير فاصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد. فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه. فمتى اعطى العبد هذا المفتاح؟ فقد اراد ان يفتح له. ومتى اضله - 00:21:20
عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه. مغلقا دونه. يقول اساس كل خير ان تعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع - 00:21:40
اذا ايقن العبد ذلك علم ان كل ما يوفق اليه من طاعة فهو بفظل الله وان كل ما يتورط فيه من سيئة فهو بخذلان الله له ولو حفظ ولو ولو - 00:21:57
اكرمه لحفظه و اجرى عليه عونا يمنعه من تلك السيئات ذكر رحمه الله عدة اجماعات وهي دائرة على ذلك على هذا المعنى المتقدم قال وقد اجمع العارفون على ان كل خير فاصله بتوفيق الله للعبد - 00:22:11
كل خير تدركه فهو من الله كما قال العبد الصالح شعيب وما توفيقي الا بالله عليه توكلت لا على غيره واليه انيب ارجع بالتوبة والاستغفار والطاعة والعبادة وكل شر وكل شر فاصله خذلانه لعبده - 00:22:35
اي انه خلى بينه وبين نفسه هذا معنى الخذلان انه يخلي بين العبد وبين نفسه من خلي بينه وبين نفسه وهواه وشهوته وشياطين الانس والجن هلك قال واجمع ان التوفيق الا يكلك الله الى نفسك - 00:22:59
بل يتولى امرك كما قال الله تعالى فاصبر لحكم ربك فانك باعيننا اللهم اجعلنا ممن يدخل في هذا يا رب العالمين فانك يعني برعايتنا ونظرنا وحفظنا وصيانتنا وتأييدنا ومددنا وعوننا وهذا فضل عظيم كبير. قال وان الخذلان هو ان يخلي بينك وبين نفسك - 00:23:19
فان كل خير فاصله التوفيق. اللهم انا نسألك التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد العبد يعني لا بيد نفسه ولا بيد غيره فلا يطلب الا منه ولهذا قال المطرف ابن عبد الله - 00:23:44
نظرت فاذا جماع الخير في الصوم والصلاة واذا الصوم والصلاة لا يكونان الا بعون الله عز وجل توفيقه والعبد مفتقر الى ذلك فعلمت ان جماع الخير في الدعاء جماع الخير في الدعاء يعني من اراد ان يجمع الخير من اطرافه - 00:24:01
فليطرق هذا الباب وليستمسك بالدعاء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء والعبادة وهذا معنى كلام ابن القيم هنا رحمه الله حيث قال فاذا كان كل خير فاصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد فمفتاح - 00:24:34
دعه الدعاء والافتقار وصدق لجأ والرغبة والرهبة اليه لا تمل لا تمل اطرق باب ربك كل حين ليلا ونهارا سرا وجهارا حظرا وسفرا شدة وفرجا في كل احوالك علق قلبك بالله لو كنت اغنى الناس علق قلبك بالله ولو كنت افقر الناس علق قلبك بالله لو كنت اصح الناس - 00:24:47
تعلق قلبك بالله لو كنت امرظ الناس علق قلبك بالله فلا غنى بك عن الله في حال من الاحوال لا حول ولا قوة الا بالله في كل حال وفي كل مقام وفي كل ان - 00:25:19
ولهذا المفلح من علق قلبه بالله والتجأ اليه ولهذا قيل اعظم الابواب دخولا على الله باب الافتقار والافتقار ان يوقن قلبك بانه لا غنى بك عن ربك هذا معنى الافتقار. ليس بك غنى عن الله - 00:25:34
في كل شؤونك حتى في ادنى ما يكون من امورك شربة الماء لو لم ييسرها الله ما تيسرت حل زرارك في ثوبك لو لم ييسره الله لم يتيسره. ما في شيء لا يكون الا بالله بتوفيقه. وعونه ولذلك الجأ اليه واحسن الصلة به. يقول فمفتاحه - 00:25:56
والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرغبة والرهبة اليه فمتى اعطي العبد هذا المفتاح فقد اراد ان يفتح له نعم لما وفقك الى الدعاء فقد سهل لك الاجابة. ما وفقك ما وفقك الى الدعاء الا انه سيعطيك - 00:26:18
فالح عليه واصبر وستجد منه عطاء. ومتى اضله عن المفتاح الدعاء بقي الباب بقي الخير مرتجا دونه قال قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب اني لا احمل هم الاجابة ولكن هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء فان الاجابة معه - 00:26:40
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه واعانته. فالمعونة من الله تنزل العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك - 00:27:07
فالله سبحانه احكم الحاكمين واعلم العالمين. يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به. والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم. وما اوتي من اوتي الا من قبل اضاعة الشكر واهمال الافتقار والدعاء. ولا ظفر من ظفر - 00:27:26
بمشيئة الله وعونه الا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء. وملاك ذلك الصبر فانه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد. اه ما ذكره عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - 00:27:46
مؤيد لما تقدم مقرر له من انه من وفق الى الدعاء فلابد ان ينال جوابا وقد جاء في مسند الامام احمد باسناد من حديث ابي سعيد امام مسلم يدعو الله - 00:28:05
في غير اثم ولا قاطعة رحم الا اعطاه الله احدى ثلاث خصال اما ان يجيبه واما ان يدخر او مما ليجيب ولا ما سأل واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يصرف عنه من الشر نظير ما سأل - 00:28:19
وهذا دليل على ان الدعاء لا يكون هباء بل لابد له من جواب وآآ بعد ذلك قرر ان المعونة من الله تعالى للعبد تكون على قدر همته وثباته ورغبته ورهبته - 00:28:32
فمن صدق الله صدقه الله والخذلان على حسب ذلك ثم بين ان الله فيما يعطي ويمنع حكيم وليس ما يعطيه او يمنعه بلا حكمة او انه حظوظ لا اسباب لها ولا مقدمات - 00:28:50
ولا مؤهلات بل الله اعلم حيث يجعل رسالته. هو اعلم بالمتقين هو اعلم بمن اهتدى من وفق انما وفق الى ذلك بما فتحه الله تعالى عليه من كونه مصطفى مختار - 00:29:09
ان اهله الله تعالى لتلك الفضائل والهبات والعطايا نقف على هذا - 00:29:28