بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى والخير والشر مقدران على العباد - 00:00:00
والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يوصف المخلوق به تكون مع الفعل واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكين وسلامة الالات فهي قبل الفعل. وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى لا يكلف - 00:00:18
الله نفسا الا وسعها وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله نقول لا حيلة لاحد - 00:00:35
ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين - 00:00:50
نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقفنا على مسألة الاستطاعة تكلمنا على اول ما ذكره المصنف رحمه الله ذكرت في اثناء هذا التعليق ان الاستطاعة التي ذكرها المؤلف نوعان استطاع مقارنة للفعل - 00:01:08
استطاعة سابقة له هذا ما جرى عليه المصنف رحمه الله من تقسيم الاستطاعة حيث قال والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به - 00:01:29
تكون مع الفعل او في نسخة فهي مع الفعل اي ان هذا النوع من الاستطاعة هو المقارن للفعل وهذه الاستطاعة المقارنة للفعل هي القدرة على ايجاده وهي المقتضية لحصوله وهي - 00:01:44
التي اذا تخلفت لم يكن الانسان مستطيعا لايجاد الفعل لكن ذاك لا يسقط عنه التكليف كما سيأتي الاستطاعة للمقارنة الفعل هي التي بها يوجد وهي التي تفسر بهداية العمل بهداية التوفيق - 00:02:03
وما اشبه ذلك لانها بها يوجد العمل وهي التي نفاها الله تعالى عن المشركين والكافرين في قوله ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون بنحو قوله وكانوا لا يستطيعون سمعا - 00:02:31
فهؤلاء لم يقدروا ان يسمعوا اي لم يوجد منهم السماع لا عجزا عنه وعدم وجود الالة التي بها يسمعون وعدم ادراك ما يجب سماعه انما لكون ذلك السماع لم يكن نافعا - 00:02:49
للعمل ولا موجب للقبول فذاك سبب نفي لان مشقة الحق على نفوسهم وصعوبتها وصعوبته جعلت نفوسهم قاعدة عن سماع القرآن والحق وعن ابصار الهدى وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:12
وان كانوا قادرين على فعله لو ارادوا لكنهم صدوا عن الحق فحرموا الوصول اليه كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم هذا النوع الاول من الاستطاعة قال فيها المصنف رحمه الله الاستطاعة - 00:03:37
التي يجب بها الفعل اي يوجد بها الفعل ويثبت بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف للمخلوق به فهي مع الفعل و هذا النوع من الاستطاعة حقيقة كما ذكرت اقدار الله تعالى العبد على الفعل - 00:03:59
وتمكينه منه حقيقة ذلك اقدار الله العبد وتمكينه من الفعل وهي ما يسمى بهداية التوفيق والالهام وهي المذكورة في قوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام وفي مثل قوله ومن يرد - 00:04:20
ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وهذا النوع من الاستطاعة اللي هو الاستطاعة المقارنة للفعل نفاه المعتزلة واثبته الجبرية بناء على اصل كل منهما في باب القدر من الاثبات والنفي - 00:04:41
اما النوع الثاني من انواع الاستطاعة اشار اليه مصنف بقوله واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب هذا النوع الثاني من انواع الاستطاعة - 00:05:00
التي ذكرها المصنف رحمه الله وهي الاستطاعة السابقة للفعل التي هي مناط التكليف التي بها يكون انسان مكلفا او غير مكلف ولذلك غلو بها يتعلق الخطاب اي خطاب الشارع اي تكليفه امره - 00:05:18
ونهيه بينما يتعلق الامر والنهي بمن كان مستطيعا وهي التي قال الله تعالى فيها لا يكلف الله نفسا الا وسعها كما قال المصنف وهو كما قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها - 00:05:44
اي ما لا تقدر عليه ولا تطيقه فالله لم يفرضه عليها ولم يطلبها منه وقد قال الله تعالى ولله عن الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهي المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع - 00:06:05
قاعدا فان لم تستطع على جنب هذا النوع من الاستطاعة هو النوع الثاني قد اثبته القدرية خلافا القسم السابق ونفاه الجبرية خلافا للقسم السابق وذلك بناء على اصل كل منهم في منهما في باب القدر - 00:06:23
والخلاصة ان المصنف ذكره في الاستطاعة نوعين النوع الاول استطاع مقارنة للفعل والثاني استطاعة سابقة للفعل بايهما يجري التكليف بالسابقة للفعل وكلاهما ثابت دل عليه النصوص واجمع على على اثباته الائمة - 00:06:43
والفرق بينهما ان الاستطاعة المقارنة بها يوجد الفعل والاستطاعة السابقة بها يكلف الانسان ثم قال رحمه الله وافعال العباد خلق الله افعال العباد خلق الله هذا هو ما ذكر المصنف رحمه الله في المتن - 00:07:09
افعال العباد اي ما يصدر عنهم من قول او فعل طالح او فاسد خير او شر ظاهر او باطن كل ذلك كائن بخلق الله تعالى وهذا معنى قوله وافعال العباد خلق الله - 00:07:35
اي انها كائنة بالله فهو الذي خلقها والموجد لها فهي من المندرج في قوله تعالى ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء وفي قوله قل الله وخالق كل شيء فهي شيء مما يندرج في هذا - 00:07:58
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل الايات في هذا عديدة وقد قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون بمعنى الذي تعملون وقال وانه اظحك وابكى فكل هذا - 00:08:18
مما يدل على ان على العباد خلق الله عز وجل وبالادلة على ذلك ما في الصحيح من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:43
قال ان الله يصنع كل صانع وصنعته هذا الحديث رواه البخاري في خلق افعال العباد باسناد صحيح ثم قرأ قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون وقوله خلقكم وما تعملون الماء هنا ماء هنا - 00:09:01
قيل انها مصدرية وقيل انها موصولة مصدرية يكون المعنى الله خلقكم وعملكم وموصولة يكون معناها الله خلقكم والذي تعملونه مخلوق له و الاقرب في سياق الاية انها موصولة بمعنى الذي - 00:09:22
لان هذا في سياق الاحتجاج على الكفار بان من توجهوا لهم بالعبادة هم خلق من خلق الله مربوبون مقهورون فلا يصلح ان يتوجه اليهم بالعبادة كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء - 00:09:56
ام هم الخالقون فلا يصح ان يكون الها من خلق ومن يحتاج الى ان يخلقه وان يدبره فلا يكون الها الا الخالق جل في علاه وقوله رحمه الله بعد ذلك وكسب - 00:10:17
من العباد هذا بيان ان افعال العباد هي خلق الله تعالى وهذا لا ينفي انها كسب للعباد فقوله وكسب للعباد من العباد اي اي انما يصدر من العباد من اقوال واعمال - 00:10:32
كائنب بابتغاء العباد بطلبهم حاصلة اصابتهم وعملهم ولهذا وضافوا الاعمال الى الخلق والى عاملها حقيقة لا مجازا تقول جاء زيد قام عمرو وما اشبه ذلك على وجه الحقيقة لانها صادرة عنهم - 00:10:51
وعلى هذا جرى القرآن في اظافة الافعال الى فاعليها قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها ثم قال لها ما كسبت فاضاف الكسب اليها وعليها ما اكتسبت وقال جل وعلا - 00:11:19
ونود ان تلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وقال انفقوا من طيبات ما كسبتم والكسب يطلق على ما يجنيه الانسان من خير وما يجترحه من سوء فمن الخير قوله تعالى او كسبت في ايمانها خيرا فهو من السوء قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به - 00:11:35
ثمنا قليلا فويل له مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون الكسب يطلق على ما يجنى من خير وما يجنى من سيء ويعم ذلك قوله تعالى ثم توفى كل نفس - 00:12:04
ما كسبت يعني من خير وشر وكون افعال العباد كسبا لهم هذا لا يخرجها عن كونها خلقا من خلق الله تعالى فهي خلق الله عز وجل وهي كسب لاصحابها كما قال تعالى وما لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون لمن شاء منكم ان يستقيم - 00:12:20
فاظاف المشيئة والاستقامة الى العباد ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فجعل مشيئة العباد غير خارجة اما شاءه الله تعالى وقد قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما - 00:12:43
وقال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكل مشيئة العباد هي خلق الله عز وجل وهي كسب لهم وقوله رحمه الله وكسب من العباد رد على الاشاعرة - 00:13:04
حيث ان الاشاعرة غفر الله لهم جعلوا الافعال خلق الرب وكسب العبد لكنهم قالوا ان الكسب المراد به هنا ان الافعال تضاف الى العباد لكنه لا قدرة لهم عليها فهي اضافة صورية مجازية - 00:13:25
ليست حقيقية فاثبتوا ان ان افعال العباد كسب لهم لكنهم نفوا قدرة العباد على فعل انفسهم وهذا من عجائب الاقوال هذا معدود من الاقوال العجيبة انهم اظافوا الى العبد الكسب الفعلة لكن قالوا لا قدرة له عليه - 00:13:54
فاذا يقول العبد يقوم لكن لا قدرة له على القيام يجيء ولا قدرة له على المجيء يتكلم ولا قدرة له على الكلام وهذا مصنف في كلام العلماء بمحالات الاقوال الاقوال المحالة ثلاثة - 00:14:14
جمعها قول الناظم مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو الى الافهام مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعري هذا الاول الذي نتكلم عنه والحال عند البهشمي - 00:14:36
وطفرة النظام هذي ثلاثة امور لا حقيقة لها اقوال قال بها اصحابها ولكنها لا حقيقة لها وتفصيلها بكتب العقائد التي تحكي غرائب آآ الاقوال وتذكر مذاهب الناس المقصود ان الكسب كسب الاشعري رحمه الله - 00:15:01
آآ غفر له هو من الاقوال المحالة التي لا معقول لها ولا معنى لها ولهذا نص المصنف رحمه الله على خلافها وقال وهي كسب وهي كسب العباد بعد ذلك انتقل المصنف رحمه الله الى - 00:15:25
بيان ما كلف به العباد فقال ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون. هذا تمهيد اي ان الله تعالى لم يأمر العباد بما يشق عليهم مما لا يستطيعونه او يعجزون عنه - 00:15:46
او لا يقدرونه الله تعالى لا يكلف لا يكلف الله نفسا الا ماتاها وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقال ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وقد اجاب - 00:16:03
الله تعالى هذا الدعاء في سورة البقرة في خواتيمها قال قد فعلت فليس في الشريعة تكليف بما لا يطيقه الناس. لا خلاف بين اهل العلم على ذلك دل عليه الكتاب والسنة - 00:16:19
اما قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم. هذي جملة مستقلة ولا يطيقون اي لا يستطيعون آآ يعني لا يستطيع العباد من العمل الا ما امرهم الله تعالى وشرع له فافهم من هذا ان التكليف - 00:16:35
قد استوعب طاقة الانسان فلو انه زيد في التكليف لما استطاع الانسان ففهم من هذا ان التكليف قد بلغ الغاية فيما يطيقه الانسان. وفي هذا نظر فان الله كلف الناس - 00:16:57
بما هو دون ما يستطيعون ودون ما يقدرون يدل لذلك ان الله تعالى فرض فرائض ثم خففها ونسخها ففرض مثلا اولا قيام الليل على اهل الايمان يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه وانقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا - 00:17:16
الى اخر الايات ثم جاء التخفيف هذا فرض على النبي صلى الله عليه وسلم وعن الامة معه فقال تعالى ان ربك يعلم انك تقوم وادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لم تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون من - 00:17:40
ثم ارضى الى اخر الاية التي فيها التخفيف فلو كان الله تعالى لا يكلف العباد الا ما يطيقون يعني ان التكليف بلغ الغاية لم تأتي ايات التخفيف كهذه الاية وكقوله تعالى الان خفف الله - 00:18:00
وعلما وعلم ان فيكم ضعف فليكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وانكم منكم مئة يغلب الفا من الذين كفروا ثم جاء التخفيف من رب العالمين قال الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فليكن منكم مئة صابرة هذي الاية الاية التي جاء فيها التخفيف - 00:18:14
الان خفف الله عنكم وعرفنا ان فيكم ضعف فيكم منكم مئة صابرة يغلب مائتين ويكن منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين وقد اخبر الله تعالى عن ارادته التخفيف فقال يريد الله بك يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا - 00:18:38
وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة او مع كل صلاة - 00:18:57
في بعض الروايات عند كل وضوء ولم يأتي هذا التكليف فدل ذلك على ان الشريعة دون ما يطيقه العباد فليس في التكليف ما يحصل به على الانسان ضيق او حرج - 00:19:09
بل التكليف فيه سعة وانشراح كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها ما جعل الله عليكم في الدين من حرج وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولو كان قد بلغ - 00:19:23
الغاية لكان في ذلك حرج ولكان في ذلك ما من في اليسر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وجاء في البخاري معلق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الدين الى الله - 00:19:37
الحنيفية السمحة قد وصله احمد من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له اي الاديان احب الى الله؟ قال الحنفية السبعة تبين من هذا كله ان العباد يطيقون اكثر مما يكلفوا به وان ما كلفوا به - 00:19:55
دون ما يطيقونه في الجملة ثم قال المصنف رحمه الله وهو اي هذا التفصيل المتقدم فيما يتعلق بالاستطاعة وانواعها وما ذكره فيها تفسير قوله تعالى لا حول ولا قوة الا بالله - 00:20:17
فما تقدم من مسائل القدر يبينه ويفسره هذه الكلمة لا اله الا الله فانها تبين ما يجب اعتقاده في باب القدر والرد على الفرق المنحرفة من الجبرية والقدرية هذه الكلمة تضمنت تمام الاخلاص والتفويض - 00:20:35
لله عز وجل والايمان به فمن قرت في قلبه هذه الكلمة واعتقدها وتأمل مضمونها قوي على خير كثير وانفتح له ابواب يعجز عنها فانها من اعظم الكلمات التي تدرك بها المطالب - 00:20:55
وتفتح بها المغلقات وتحمل بها المشاق وتركب بها الاهوال فمن لزمها وفق الى كل خير ولذلك وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها كنز من كنوز كنوز الجنة كما في الصحيحين من حديث - 00:21:17
ابي موسى عبد الله ابن قيس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الا ادلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ فقال بلى يا رسول الله. فقال - 00:21:33
لا حول ولا قوة الا بالله فسر المصنف رحمه الله هذه الكلمة فقال نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليه الا بتوفيق الله. هذا تفسير بالمثال - 00:21:44
هذا تفسير للكلمة بالمعنى والمثال فلا حول اي لا حيلة في التحول والانتقال من حال لا حال وقول احد ليفيد العموم في كل احد فانه لا حيلة لاحد مهما كان قوة وقدرة وجاها ومكانة - 00:22:08
لا حيلة له الا بالله عز وجل ومثل ذلك بالتحول على المعصية الى الطاعة وبالثبات على الطاعة فلا لا لا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله كما انه لا قوة لاحد على اقامة - 00:22:28
طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى وهذا يتضمن كمال التفويض لله تعالى في امتثال امره وترك نهيه لذلك كانت هذه الكلمة آآ في غاية التوحيد وهي كنز كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التمثيل الذي ذكره المصنف رحمه الله التمثيل بالمعصية - 00:22:45
والتمثيل بالطاعة لتفسير كلمة لا حول ولا قوة الا بالله يمكن ان يكون المصنف قد استفاده مما جاء في البزار من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنه انه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لا حول ولا قوة الا بالله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدري ما تفسيرها - 00:23:11
اي تعلم ما معنى هذه الكلمة؟ لا حول ولا قوة الا بالله قلت الله ورسوله اعلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حول عن معصية الله الا بعصمة الله - 00:23:30
لا حول عن معصية الله يعني لا تحول عن معصية الله الا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله الا بعون الله. الا ان هذا الحديث في اسناده مقال وهو - 00:23:43
تفسير بالمثال ثم قال المصنف رحمه الله بعد ان قرر ما تقدم قال وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقدره اي ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان كل شيء في الكون - 00:23:56
لا يكون الا بمشيئة الله تعالى والا بعلمه والا بقضائه وقدره وهذا شامل لكل حادث في الكون فلا شيء خارج عن هذا وقد تقدم تقرير ذلك مرارا وهنا ذكر المصنف رحمه الله - 00:24:16
جملة مما ينبغي اعتقاده في مسألة الايمان بالقدر فانه لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان باربع مراتب علم الله السابق كتابته لما علم مشيئته لما يقع ايجاده وخلقه لكل ما في السماوات وما في الارض - 00:24:37
هذه اربعة مراتب بها يتم الايمان بالقدر ايمان كما قال الناظم علم آآ علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه. فهذه هي مراتب الايمان بالقدر اجملها المصنف رحمه الله - 00:25:03
بهذا الموضع ذكر منها العلم المشيئة والعلم ثم قال وقظاؤه وقدره قضاؤه لا يكون الا بمشيئة وقدره ينتج عنه ما يشاء من الوقائع والحوادث قال رحمه الله يفعل ما يشاء - 00:25:23
بعد ذلك قال فغلبت مشيئته المشيئات فغلبت مشيئته المشيئات كل كلها وغلب قظائه الحيل كلها غلبت مشيئته هذا تقرير لما تقدم اذا كان لا حول ولا قوة الا بالله وكل شيء بمشيئته فان مشيئته غالبة - 00:25:41
فيعتقد اهل السنة والجماعة ان مشيئة الله تعالى فوق كل مشيئة لا يخرج من مشيئته شيء من المشيئات كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. وكما قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين - 00:26:07
فمشيئة الله محيطة بكل ما يكون من مشيئة الخلق ما شئت كان والا ما شاء وما شئت ان لم تشاء لم يكن خلقت العبادة على ما علمت ففي العلم يجري الفتاوى المسنة - 00:26:27
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن على ذا مننت وهذا خذلت ها وهذا اعنت وذا لم تعد. هذي حال العباد كلهم فيما يكون من احوالهم انهم لا يخرجون عن - 00:26:49
مشيئته ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن غلبت مشيئته المشيئات ثم قال وغلب قظاؤه الحيل كلها في معنى ما تقدم تأكيد له غلب قظاؤه القضاء هو الايجاد المشيئة - 00:27:13
قبل الحصول و القضاء هو ايجاد ذلك. فقظاء الله تعالى وقدره ماظ لا يرده حيلة محتال نافذ لا يمنعه مانع فاذا لم يقبل له تعالى الامر فمهما احتال المرء لتحصيله الى سبيله الى ادراكه ما يفتح الله للناس من رحمة - 00:27:30
فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ودليل ذلك قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومن ادلة ان قضاءه غالب كل كل غالب كل حيلة قوله تعالى والله غالب على امره - 00:27:55
ولكن اكثر الناس لا يعلمون ويقول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده ويقول جل وعلا والله يحكم لا معقب لحكمه كل هذه الايات دالة على ما ذكر المصنف رحمه الله من ان - 00:28:15
ان الله تعالى غلب قظاؤه الحيل كلها وقد جاء في الصحيح من حديث ابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعت حديث الصحيح عند احمد والسنن واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء - 00:28:31
لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ويجتمع لا يضرك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. ثم قال رحمه الله يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا تقدس عن - 00:28:47
كل سوء وحين اي ان الله تعالى يفعل ما يشاء ختم المصنف رحمه الله مسائل القدر بما ينبغي استحضاره في كل قضايا القدر وهو ان الله لا يظلم الناس شيئا - 00:29:02
فهنا يقول تقدس اي تنزه الله تعالى عن كل عيب وعن كل قبيح وعن كل سيء وعن كل هلاك وقوله حين اي هلاك الحين هو الهلاك سبحان ربك رب العزة عما يصفون - 00:29:17
وهذا من تنزهه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وهو جل وعلا الباقي عن ان يناله هلاك كل شيء هالك الا وجهه. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك - 00:29:36
ذو الجلال والاكرام والله تعالى تنزه عن كل عيب وشيء اي سلم جل في علاه من كل عيب في اسمائه وفي صفاته وفي افعاله وفي كل شأنه تبرأ من كل قبيح - 00:29:52
فهو الجميل السبوح القدوس لا شيء مثله تقدست اسماؤه سبحانه ثم قال المصنف رحمه الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فاذا اجتمع في قلب العبد هذا اليقين تبدد منه كل ريب وشك - 00:30:07
فالخلق لا لا يسألنا الخالق عما قظى في خلقه هو جل وعلا يسألهم عن اعمالهم لكن هو لعظمته لا يسأله عباده ولا يتوجهون اليه بالسؤال فينبغي للعبد ان يسلم الامر لله جل وعلا. وان يزيل من قلبه كل - 00:30:27
شائبة شك او ريب فالله حكم عادل لا يظلم الناس شيئا واذا تقرر في قلب العبد ان الله غني عن العباد لا يصل العباد منه جل وعلا الاكل خير ادرك انه - 00:30:47
غني عن ظلمهم وانه ما وان ما يجريه انما هو محظوظ عدل وفضل وقد اشار الى هذا المعنى جاء في مسند من حديث ابن الديلمي عبد الله ابن فيروز انه وقع في نفسه شيء من القدر - 00:31:03
خشي ان يفسد عليه دينه فاتى ابي ابن كعب فقال يا ابا المنذر انه وقع في نفسي شيء من القدر فخشيت على ديني وامري فحدثني عن من ذلك بشيء لعل الله ان ينفعني به - 00:31:19
فقال لو ان الله عذبه هنا الشاهد لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولو ولو كان لك جبل - 00:31:36
ولو كان لك جبل احد ذهبا او مثل جبل احد ذهبا ينفقوا في سبيل الله ما قبل ذلك منك حتى تكمل القدر اتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك - 00:31:53
وانك ان مت على غير هذا دخلت النار ثم قال لا عليك ان تأتي عبد الله ابن مسعود فتسأله فجاء الى عبد الله بن مسعود فسأله فاجابه ثم قال له عبد الله قال له عبد الله واتي حذيفة - 00:32:08
ثم ذهب الى حذيفة ابن اليمان وحذيفة قال اتي زيد ابن ثابت فاز جاء الى زيد ابن ثابت فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو ان الله عذب اهل سماواته - 00:32:24
واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم جل في علاه ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولا ولو كان لك مثل احد ذهبا تنفقه في سبيل الله - 00:32:37
ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر. فتعلم ان ما اصابك اي من الوقائع والحوادث لم يكن ليخطئك ان يتجاوزك الى غيرك وما اخطأك اي تجاوزك لغيرك سواء خير او شر - 00:32:54
لم يكن ليصيبك ثم قال وانك ان مت على غير هذا دخلت النار فلا سلامة للعبد فيما يتعلق بباب القدر الا ان يغلق على قلبه الشكوك والريب وان يسلم ان الله لا يظلم الناس شيئا وانه سبحانه وبحمده احكم الحاكمين - 00:33:10
واعدلوا العادلين وارحم الراحمين واغنى الاغنياء جل في علاه وان العبادة يتقلبون فيما يقضيه ويقدره بين رحمة الله وفضله - 00:33:29
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى والخير والشر مقدران على العباد - 00:00:00
والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يوصف المخلوق به تكون مع الفعل واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكين وسلامة الالات فهي قبل الفعل. وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى لا يكلف - 00:00:18
الله نفسا الا وسعها وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله نقول لا حيلة لاحد - 00:00:35
ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين - 00:00:50
نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقفنا على مسألة الاستطاعة تكلمنا على اول ما ذكره المصنف رحمه الله ذكرت في اثناء هذا التعليق ان الاستطاعة التي ذكرها المؤلف نوعان استطاع مقارنة للفعل - 00:01:08
استطاعة سابقة له هذا ما جرى عليه المصنف رحمه الله من تقسيم الاستطاعة حيث قال والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به - 00:01:29
تكون مع الفعل او في نسخة فهي مع الفعل اي ان هذا النوع من الاستطاعة هو المقارن للفعل وهذه الاستطاعة المقارنة للفعل هي القدرة على ايجاده وهي المقتضية لحصوله وهي - 00:01:44
التي اذا تخلفت لم يكن الانسان مستطيعا لايجاد الفعل لكن ذاك لا يسقط عنه التكليف كما سيأتي الاستطاعة للمقارنة الفعل هي التي بها يوجد وهي التي تفسر بهداية العمل بهداية التوفيق - 00:02:03
وما اشبه ذلك لانها بها يوجد العمل وهي التي نفاها الله تعالى عن المشركين والكافرين في قوله ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون بنحو قوله وكانوا لا يستطيعون سمعا - 00:02:31
فهؤلاء لم يقدروا ان يسمعوا اي لم يوجد منهم السماع لا عجزا عنه وعدم وجود الالة التي بها يسمعون وعدم ادراك ما يجب سماعه انما لكون ذلك السماع لم يكن نافعا - 00:02:49
للعمل ولا موجب للقبول فذاك سبب نفي لان مشقة الحق على نفوسهم وصعوبتها وصعوبته جعلت نفوسهم قاعدة عن سماع القرآن والحق وعن ابصار الهدى وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:12
وان كانوا قادرين على فعله لو ارادوا لكنهم صدوا عن الحق فحرموا الوصول اليه كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم هذا النوع الاول من الاستطاعة قال فيها المصنف رحمه الله الاستطاعة - 00:03:37
التي يجب بها الفعل اي يوجد بها الفعل ويثبت بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف للمخلوق به فهي مع الفعل و هذا النوع من الاستطاعة حقيقة كما ذكرت اقدار الله تعالى العبد على الفعل - 00:03:59
وتمكينه منه حقيقة ذلك اقدار الله العبد وتمكينه من الفعل وهي ما يسمى بهداية التوفيق والالهام وهي المذكورة في قوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام وفي مثل قوله ومن يرد - 00:04:20
ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وهذا النوع من الاستطاعة اللي هو الاستطاعة المقارنة للفعل نفاه المعتزلة واثبته الجبرية بناء على اصل كل منهما في باب القدر من الاثبات والنفي - 00:04:41
اما النوع الثاني من انواع الاستطاعة اشار اليه مصنف بقوله واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب هذا النوع الثاني من انواع الاستطاعة - 00:05:00
التي ذكرها المصنف رحمه الله وهي الاستطاعة السابقة للفعل التي هي مناط التكليف التي بها يكون انسان مكلفا او غير مكلف ولذلك غلو بها يتعلق الخطاب اي خطاب الشارع اي تكليفه امره - 00:05:18
ونهيه بينما يتعلق الامر والنهي بمن كان مستطيعا وهي التي قال الله تعالى فيها لا يكلف الله نفسا الا وسعها كما قال المصنف وهو كما قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها - 00:05:44
اي ما لا تقدر عليه ولا تطيقه فالله لم يفرضه عليها ولم يطلبها منه وقد قال الله تعالى ولله عن الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهي المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع - 00:06:05
قاعدا فان لم تستطع على جنب هذا النوع من الاستطاعة هو النوع الثاني قد اثبته القدرية خلافا القسم السابق ونفاه الجبرية خلافا للقسم السابق وذلك بناء على اصل كل منهم في منهما في باب القدر - 00:06:23
والخلاصة ان المصنف ذكره في الاستطاعة نوعين النوع الاول استطاع مقارنة للفعل والثاني استطاعة سابقة للفعل بايهما يجري التكليف بالسابقة للفعل وكلاهما ثابت دل عليه النصوص واجمع على على اثباته الائمة - 00:06:43
والفرق بينهما ان الاستطاعة المقارنة بها يوجد الفعل والاستطاعة السابقة بها يكلف الانسان ثم قال رحمه الله وافعال العباد خلق الله افعال العباد خلق الله هذا هو ما ذكر المصنف رحمه الله في المتن - 00:07:09
افعال العباد اي ما يصدر عنهم من قول او فعل طالح او فاسد خير او شر ظاهر او باطن كل ذلك كائن بخلق الله تعالى وهذا معنى قوله وافعال العباد خلق الله - 00:07:35
اي انها كائنة بالله فهو الذي خلقها والموجد لها فهي من المندرج في قوله تعالى ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء وفي قوله قل الله وخالق كل شيء فهي شيء مما يندرج في هذا - 00:07:58
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل الايات في هذا عديدة وقد قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون بمعنى الذي تعملون وقال وانه اظحك وابكى فكل هذا - 00:08:18
مما يدل على ان على العباد خلق الله عز وجل وبالادلة على ذلك ما في الصحيح من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:43
قال ان الله يصنع كل صانع وصنعته هذا الحديث رواه البخاري في خلق افعال العباد باسناد صحيح ثم قرأ قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون وقوله خلقكم وما تعملون الماء هنا ماء هنا - 00:09:01
قيل انها مصدرية وقيل انها موصولة مصدرية يكون المعنى الله خلقكم وعملكم وموصولة يكون معناها الله خلقكم والذي تعملونه مخلوق له و الاقرب في سياق الاية انها موصولة بمعنى الذي - 00:09:22
لان هذا في سياق الاحتجاج على الكفار بان من توجهوا لهم بالعبادة هم خلق من خلق الله مربوبون مقهورون فلا يصلح ان يتوجه اليهم بالعبادة كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء - 00:09:56
ام هم الخالقون فلا يصح ان يكون الها من خلق ومن يحتاج الى ان يخلقه وان يدبره فلا يكون الها الا الخالق جل في علاه وقوله رحمه الله بعد ذلك وكسب - 00:10:17
من العباد هذا بيان ان افعال العباد هي خلق الله تعالى وهذا لا ينفي انها كسب للعباد فقوله وكسب للعباد من العباد اي اي انما يصدر من العباد من اقوال واعمال - 00:10:32
كائنب بابتغاء العباد بطلبهم حاصلة اصابتهم وعملهم ولهذا وضافوا الاعمال الى الخلق والى عاملها حقيقة لا مجازا تقول جاء زيد قام عمرو وما اشبه ذلك على وجه الحقيقة لانها صادرة عنهم - 00:10:51
وعلى هذا جرى القرآن في اظافة الافعال الى فاعليها قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها ثم قال لها ما كسبت فاضاف الكسب اليها وعليها ما اكتسبت وقال جل وعلا - 00:11:19
ونود ان تلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وقال انفقوا من طيبات ما كسبتم والكسب يطلق على ما يجنيه الانسان من خير وما يجترحه من سوء فمن الخير قوله تعالى او كسبت في ايمانها خيرا فهو من السوء قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به - 00:11:35
ثمنا قليلا فويل له مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون الكسب يطلق على ما يجنى من خير وما يجنى من سيء ويعم ذلك قوله تعالى ثم توفى كل نفس - 00:12:04
ما كسبت يعني من خير وشر وكون افعال العباد كسبا لهم هذا لا يخرجها عن كونها خلقا من خلق الله تعالى فهي خلق الله عز وجل وهي كسب لاصحابها كما قال تعالى وما لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون لمن شاء منكم ان يستقيم - 00:12:20
فاظاف المشيئة والاستقامة الى العباد ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فجعل مشيئة العباد غير خارجة اما شاءه الله تعالى وقد قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما - 00:12:43
وقال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكل مشيئة العباد هي خلق الله عز وجل وهي كسب لهم وقوله رحمه الله وكسب من العباد رد على الاشاعرة - 00:13:04
حيث ان الاشاعرة غفر الله لهم جعلوا الافعال خلق الرب وكسب العبد لكنهم قالوا ان الكسب المراد به هنا ان الافعال تضاف الى العباد لكنه لا قدرة لهم عليها فهي اضافة صورية مجازية - 00:13:25
ليست حقيقية فاثبتوا ان ان افعال العباد كسب لهم لكنهم نفوا قدرة العباد على فعل انفسهم وهذا من عجائب الاقوال هذا معدود من الاقوال العجيبة انهم اظافوا الى العبد الكسب الفعلة لكن قالوا لا قدرة له عليه - 00:13:54
فاذا يقول العبد يقوم لكن لا قدرة له على القيام يجيء ولا قدرة له على المجيء يتكلم ولا قدرة له على الكلام وهذا مصنف في كلام العلماء بمحالات الاقوال الاقوال المحالة ثلاثة - 00:14:14
جمعها قول الناظم مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو الى الافهام مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعري هذا الاول الذي نتكلم عنه والحال عند البهشمي - 00:14:36
وطفرة النظام هذي ثلاثة امور لا حقيقة لها اقوال قال بها اصحابها ولكنها لا حقيقة لها وتفصيلها بكتب العقائد التي تحكي غرائب آآ الاقوال وتذكر مذاهب الناس المقصود ان الكسب كسب الاشعري رحمه الله - 00:15:01
آآ غفر له هو من الاقوال المحالة التي لا معقول لها ولا معنى لها ولهذا نص المصنف رحمه الله على خلافها وقال وهي كسب وهي كسب العباد بعد ذلك انتقل المصنف رحمه الله الى - 00:15:25
بيان ما كلف به العباد فقال ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون. هذا تمهيد اي ان الله تعالى لم يأمر العباد بما يشق عليهم مما لا يستطيعونه او يعجزون عنه - 00:15:46
او لا يقدرونه الله تعالى لا يكلف لا يكلف الله نفسا الا ماتاها وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقال ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وقد اجاب - 00:16:03
الله تعالى هذا الدعاء في سورة البقرة في خواتيمها قال قد فعلت فليس في الشريعة تكليف بما لا يطيقه الناس. لا خلاف بين اهل العلم على ذلك دل عليه الكتاب والسنة - 00:16:19
اما قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم. هذي جملة مستقلة ولا يطيقون اي لا يستطيعون آآ يعني لا يستطيع العباد من العمل الا ما امرهم الله تعالى وشرع له فافهم من هذا ان التكليف - 00:16:35
قد استوعب طاقة الانسان فلو انه زيد في التكليف لما استطاع الانسان ففهم من هذا ان التكليف قد بلغ الغاية فيما يطيقه الانسان. وفي هذا نظر فان الله كلف الناس - 00:16:57
بما هو دون ما يستطيعون ودون ما يقدرون يدل لذلك ان الله تعالى فرض فرائض ثم خففها ونسخها ففرض مثلا اولا قيام الليل على اهل الايمان يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه وانقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا - 00:17:16
الى اخر الايات ثم جاء التخفيف هذا فرض على النبي صلى الله عليه وسلم وعن الامة معه فقال تعالى ان ربك يعلم انك تقوم وادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لم تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون من - 00:17:40
ثم ارضى الى اخر الاية التي فيها التخفيف فلو كان الله تعالى لا يكلف العباد الا ما يطيقون يعني ان التكليف بلغ الغاية لم تأتي ايات التخفيف كهذه الاية وكقوله تعالى الان خفف الله - 00:18:00
وعلما وعلم ان فيكم ضعف فليكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وانكم منكم مئة يغلب الفا من الذين كفروا ثم جاء التخفيف من رب العالمين قال الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فليكن منكم مئة صابرة هذي الاية الاية التي جاء فيها التخفيف - 00:18:14
الان خفف الله عنكم وعرفنا ان فيكم ضعف فيكم منكم مئة صابرة يغلب مائتين ويكن منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين وقد اخبر الله تعالى عن ارادته التخفيف فقال يريد الله بك يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا - 00:18:38
وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة او مع كل صلاة - 00:18:57
في بعض الروايات عند كل وضوء ولم يأتي هذا التكليف فدل ذلك على ان الشريعة دون ما يطيقه العباد فليس في التكليف ما يحصل به على الانسان ضيق او حرج - 00:19:09
بل التكليف فيه سعة وانشراح كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها ما جعل الله عليكم في الدين من حرج وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولو كان قد بلغ - 00:19:23
الغاية لكان في ذلك حرج ولكان في ذلك ما من في اليسر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وجاء في البخاري معلق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الدين الى الله - 00:19:37
الحنيفية السمحة قد وصله احمد من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له اي الاديان احب الى الله؟ قال الحنفية السبعة تبين من هذا كله ان العباد يطيقون اكثر مما يكلفوا به وان ما كلفوا به - 00:19:55
دون ما يطيقونه في الجملة ثم قال المصنف رحمه الله وهو اي هذا التفصيل المتقدم فيما يتعلق بالاستطاعة وانواعها وما ذكره فيها تفسير قوله تعالى لا حول ولا قوة الا بالله - 00:20:17
فما تقدم من مسائل القدر يبينه ويفسره هذه الكلمة لا اله الا الله فانها تبين ما يجب اعتقاده في باب القدر والرد على الفرق المنحرفة من الجبرية والقدرية هذه الكلمة تضمنت تمام الاخلاص والتفويض - 00:20:35
لله عز وجل والايمان به فمن قرت في قلبه هذه الكلمة واعتقدها وتأمل مضمونها قوي على خير كثير وانفتح له ابواب يعجز عنها فانها من اعظم الكلمات التي تدرك بها المطالب - 00:20:55
وتفتح بها المغلقات وتحمل بها المشاق وتركب بها الاهوال فمن لزمها وفق الى كل خير ولذلك وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها كنز من كنوز كنوز الجنة كما في الصحيحين من حديث - 00:21:17
ابي موسى عبد الله ابن قيس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الا ادلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ فقال بلى يا رسول الله. فقال - 00:21:33
لا حول ولا قوة الا بالله فسر المصنف رحمه الله هذه الكلمة فقال نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليه الا بتوفيق الله. هذا تفسير بالمثال - 00:21:44
هذا تفسير للكلمة بالمعنى والمثال فلا حول اي لا حيلة في التحول والانتقال من حال لا حال وقول احد ليفيد العموم في كل احد فانه لا حيلة لاحد مهما كان قوة وقدرة وجاها ومكانة - 00:22:08
لا حيلة له الا بالله عز وجل ومثل ذلك بالتحول على المعصية الى الطاعة وبالثبات على الطاعة فلا لا لا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله كما انه لا قوة لاحد على اقامة - 00:22:28
طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى وهذا يتضمن كمال التفويض لله تعالى في امتثال امره وترك نهيه لذلك كانت هذه الكلمة آآ في غاية التوحيد وهي كنز كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التمثيل الذي ذكره المصنف رحمه الله التمثيل بالمعصية - 00:22:45
والتمثيل بالطاعة لتفسير كلمة لا حول ولا قوة الا بالله يمكن ان يكون المصنف قد استفاده مما جاء في البزار من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنه انه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لا حول ولا قوة الا بالله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدري ما تفسيرها - 00:23:11
اي تعلم ما معنى هذه الكلمة؟ لا حول ولا قوة الا بالله قلت الله ورسوله اعلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حول عن معصية الله الا بعصمة الله - 00:23:30
لا حول عن معصية الله يعني لا تحول عن معصية الله الا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله الا بعون الله. الا ان هذا الحديث في اسناده مقال وهو - 00:23:43
تفسير بالمثال ثم قال المصنف رحمه الله بعد ان قرر ما تقدم قال وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقدره اي ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان كل شيء في الكون - 00:23:56
لا يكون الا بمشيئة الله تعالى والا بعلمه والا بقضائه وقدره وهذا شامل لكل حادث في الكون فلا شيء خارج عن هذا وقد تقدم تقرير ذلك مرارا وهنا ذكر المصنف رحمه الله - 00:24:16
جملة مما ينبغي اعتقاده في مسألة الايمان بالقدر فانه لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان باربع مراتب علم الله السابق كتابته لما علم مشيئته لما يقع ايجاده وخلقه لكل ما في السماوات وما في الارض - 00:24:37
هذه اربعة مراتب بها يتم الايمان بالقدر ايمان كما قال الناظم علم آآ علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه. فهذه هي مراتب الايمان بالقدر اجملها المصنف رحمه الله - 00:25:03
بهذا الموضع ذكر منها العلم المشيئة والعلم ثم قال وقظاؤه وقدره قضاؤه لا يكون الا بمشيئة وقدره ينتج عنه ما يشاء من الوقائع والحوادث قال رحمه الله يفعل ما يشاء - 00:25:23
بعد ذلك قال فغلبت مشيئته المشيئات فغلبت مشيئته المشيئات كل كلها وغلب قظائه الحيل كلها غلبت مشيئته هذا تقرير لما تقدم اذا كان لا حول ولا قوة الا بالله وكل شيء بمشيئته فان مشيئته غالبة - 00:25:41
فيعتقد اهل السنة والجماعة ان مشيئة الله تعالى فوق كل مشيئة لا يخرج من مشيئته شيء من المشيئات كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. وكما قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين - 00:26:07
فمشيئة الله محيطة بكل ما يكون من مشيئة الخلق ما شئت كان والا ما شاء وما شئت ان لم تشاء لم يكن خلقت العبادة على ما علمت ففي العلم يجري الفتاوى المسنة - 00:26:27
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن على ذا مننت وهذا خذلت ها وهذا اعنت وذا لم تعد. هذي حال العباد كلهم فيما يكون من احوالهم انهم لا يخرجون عن - 00:26:49
مشيئته ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن غلبت مشيئته المشيئات ثم قال وغلب قظاؤه الحيل كلها في معنى ما تقدم تأكيد له غلب قظاؤه القضاء هو الايجاد المشيئة - 00:27:13
قبل الحصول و القضاء هو ايجاد ذلك. فقظاء الله تعالى وقدره ماظ لا يرده حيلة محتال نافذ لا يمنعه مانع فاذا لم يقبل له تعالى الامر فمهما احتال المرء لتحصيله الى سبيله الى ادراكه ما يفتح الله للناس من رحمة - 00:27:30
فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ودليل ذلك قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومن ادلة ان قضاءه غالب كل كل غالب كل حيلة قوله تعالى والله غالب على امره - 00:27:55
ولكن اكثر الناس لا يعلمون ويقول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده ويقول جل وعلا والله يحكم لا معقب لحكمه كل هذه الايات دالة على ما ذكر المصنف رحمه الله من ان - 00:28:15
ان الله تعالى غلب قظاؤه الحيل كلها وقد جاء في الصحيح من حديث ابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعت حديث الصحيح عند احمد والسنن واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء - 00:28:31
لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ويجتمع لا يضرك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. ثم قال رحمه الله يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا تقدس عن - 00:28:47
كل سوء وحين اي ان الله تعالى يفعل ما يشاء ختم المصنف رحمه الله مسائل القدر بما ينبغي استحضاره في كل قضايا القدر وهو ان الله لا يظلم الناس شيئا - 00:29:02
فهنا يقول تقدس اي تنزه الله تعالى عن كل عيب وعن كل قبيح وعن كل سيء وعن كل هلاك وقوله حين اي هلاك الحين هو الهلاك سبحان ربك رب العزة عما يصفون - 00:29:17
وهذا من تنزهه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وهو جل وعلا الباقي عن ان يناله هلاك كل شيء هالك الا وجهه. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك - 00:29:36
ذو الجلال والاكرام والله تعالى تنزه عن كل عيب وشيء اي سلم جل في علاه من كل عيب في اسمائه وفي صفاته وفي افعاله وفي كل شأنه تبرأ من كل قبيح - 00:29:52
فهو الجميل السبوح القدوس لا شيء مثله تقدست اسماؤه سبحانه ثم قال المصنف رحمه الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فاذا اجتمع في قلب العبد هذا اليقين تبدد منه كل ريب وشك - 00:30:07
فالخلق لا لا يسألنا الخالق عما قظى في خلقه هو جل وعلا يسألهم عن اعمالهم لكن هو لعظمته لا يسأله عباده ولا يتوجهون اليه بالسؤال فينبغي للعبد ان يسلم الامر لله جل وعلا. وان يزيل من قلبه كل - 00:30:27
شائبة شك او ريب فالله حكم عادل لا يظلم الناس شيئا واذا تقرر في قلب العبد ان الله غني عن العباد لا يصل العباد منه جل وعلا الاكل خير ادرك انه - 00:30:47
غني عن ظلمهم وانه ما وان ما يجريه انما هو محظوظ عدل وفضل وقد اشار الى هذا المعنى جاء في مسند من حديث ابن الديلمي عبد الله ابن فيروز انه وقع في نفسه شيء من القدر - 00:31:03
خشي ان يفسد عليه دينه فاتى ابي ابن كعب فقال يا ابا المنذر انه وقع في نفسي شيء من القدر فخشيت على ديني وامري فحدثني عن من ذلك بشيء لعل الله ان ينفعني به - 00:31:19
فقال لو ان الله عذبه هنا الشاهد لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولو ولو كان لك جبل - 00:31:36
ولو كان لك جبل احد ذهبا او مثل جبل احد ذهبا ينفقوا في سبيل الله ما قبل ذلك منك حتى تكمل القدر اتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك - 00:31:53
وانك ان مت على غير هذا دخلت النار ثم قال لا عليك ان تأتي عبد الله ابن مسعود فتسأله فجاء الى عبد الله بن مسعود فسأله فاجابه ثم قال له عبد الله قال له عبد الله واتي حذيفة - 00:32:08
ثم ذهب الى حذيفة ابن اليمان وحذيفة قال اتي زيد ابن ثابت فاز جاء الى زيد ابن ثابت فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو ان الله عذب اهل سماواته - 00:32:24
واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم جل في علاه ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولا ولو كان لك مثل احد ذهبا تنفقه في سبيل الله - 00:32:37
ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر. فتعلم ان ما اصابك اي من الوقائع والحوادث لم يكن ليخطئك ان يتجاوزك الى غيرك وما اخطأك اي تجاوزك لغيرك سواء خير او شر - 00:32:54
لم يكن ليصيبك ثم قال وانك ان مت على غير هذا دخلت النار فلا سلامة للعبد فيما يتعلق بباب القدر الا ان يغلق على قلبه الشكوك والريب وان يسلم ان الله لا يظلم الناس شيئا وانه سبحانه وبحمده احكم الحاكمين - 00:33:10
واعدلوا العادلين وارحم الراحمين واغنى الاغنياء جل في علاه وان العبادة يتقلبون فيما يقضيه ويقدره بين رحمة الله وفضله - 00:33:29