ثم بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فانك يا رسول الله تواصل فقال وايكم مثلي؟ اني ابيت يطعمني ربي - 00:00:01
ويسقيني فلما ابوا ان ينتهوا عن الوصال. وصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين ابوا ان ينتهون - 00:00:24
متفق عليه هذا الحديث متصل بالفطر وهو مشير الى ما الذي يحصل به الفطر حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال - 00:00:44
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال والوصال حقيقته ان يصوم يومين متواصلين فصاعدا الا يفطر في يومين فصاعدا هذا هو الوصال فهو وصل صوم يوم بيوم فما زاد - 00:01:07
فاذا وصل صوم يوم بيوم كان مواصلا والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال اي نهى عنان يصل الانسان صومه بصوم يوم اخر دون فطر هذه حقيقة الصيام قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه - 00:01:31
فقال رجل من المسلمين لم يسمه الراوي فانك يا رسول الله تواصل علموا من حال النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصل صيام يوم بيوم يعني يصوم يومين فاكثر دون فطر - 00:01:55
دون اكل في الليل ودون اتيان بمفطر في الليل فهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصيام قال له يا رسول الله انك تواصل يعني تنهانا عن الصيام وانت تفعله - 00:02:14
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وايكم مثلي بين انه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن مفارق لحال غيره من اهل الاسلام اي وايكم مثلي طيب ما الفارق - 00:02:32
قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اني ابيت يعني يأتي علي الليل هذا معنى المبيت. المبيت لا يكون الا بالليل. يمضي علي الليل يطعمني ربي ويسقيني - 00:02:51
معنى قوله صلى الله عليه وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني للعلماء فيه عدة اقوال واصوبها ان معنى قوله اني ابيت عند اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اي ان الله - 00:03:12
يمد رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقوة تغنيه عن الطعام والشراب فيكون كالطاعم الشارب هذا معنى قوله اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني وذلك ببركة اشتغاله بالطاعة وانهماكه في العبادة واقباله على ربه - 00:03:33
لا يجد حاجة الى الطعام بل يكون اشتغاله بالطاعة مشغلا له عن حاجة بدنه الى الاكل والشرب لذلك لا يجد الما لفقد طعام وشراب فيكون كالطاعم الشارب. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:00
وايكم مثلي اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اما من قال ان المقصود بقوله يطعمني ربي ويسقيني انه يعطيه طعاما يأكله من الجنة ومن ثمارها فهذا غير صحيح لانه لو كان كذلك - 00:04:26
لما قال ايكم مثلي لقال انا اكل واشرب لكن من ثمار الجنة فهذا غير صحيح وانما المقصود انه كان صلى الله عليه وسلم يستغني عن الطعام والشراب بما كان عليه من الطاعة والعبادة صلوات الله وسلامه عليه. هذا معنى قوله - 00:04:44
اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم قال الراوي فلما ابوا ان ينتهوا عن الوصال الصحابة لما نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال ورأوه يواصل - 00:05:10
فهموا ان نهيه ليس نهيا جازما ولذلك واصلوا انما ادركوا ان مقصوده بالنهي الابقاء عليهم والرحمة لهم وعدم الاشقاق عليهم فما كان منهم الا ان واصلوا الصيام متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:32
فلما رآهم كذلك اي لم يأخذ بما نهاهم عنه من الوصال رحمة لهم واشفاقا عليهم واصل بهم يوما يعني واصل صيام يوم بيوم ثان ثم يوما فكان مجموع ما واصل بهم - 00:06:00
صياما ثلاثة ايام حتى رأوا الهلال ثم رأوا الهلال المقصود الهلال الى شوال وبه ينتهي الصيام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر يعني الهلال زاد كمل الشهر لزدتكم اي لزدتكم وصالا - 00:06:30
قال ابو هريرة كالمنكل لهم يعني انه اراد بذلك ان يزجرهم عما نهاهم عنه بيان تميزه عنهم صلى الله عليه وسلم وانهم لا يقوون على ما يقوى عليه صلى الله عليه وسلم من الصيام - 00:06:54
والوصال كالمنكل لهم حين ابوا ان ينتهوا والحديث يدل على مسألة مهمة وهي ان فعل النبي صلى الله عليه وسلم محل قدوة واسوة لكل مؤمن فالصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:07:18
اقتدوا به لما رأوه يواصل ابتداء فبين لهم صلى الله عليه وسلم الفارق بينه وبينهم وفيه من الفوائد ان الاصل ان الاحكام الشرعية تعم الرسول صلى الله عليه وسلم وسائر افراد الامة على - 00:07:46
نحو سواء ولذلك لما نهاهم احتجوا عليه صلى الله عليه وسلم بانهم بانه كان يواصل فدل ذلك على ان فعله صلى الله عليه وسلم محل اسوة وان حكمه حكم امته - 00:08:12
بالامر والنهي الا ما دل الدليل على التخصيص فكان ثمة ما ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه تخصيصي في هذا الحكم المسألة هذا الحديث فيه عدة مسائل - 00:08:37
من مسائل الحديث النهي عن الوصال وهذا ما ذهب اليه جمهور العلماء فجمهور اهل العلم اكثر اهل العلم على ان الوصال منهي عنه سواء كان النهي ناهية تنزيه وكراهة كما قال ذلك - 00:08:55
اكثر اهل العلم او نهي تحريم كما قال ذلك الشافعية في الصحيح عندهم فالنهي هنا اختلف فيه العلماء على قولين هل هو نهي كراهة او نهيت تحريم فقال بعضه قال اكثر اهل العلم انه نهي كراهة. لان النبي اقرهم على الوصال - 00:09:16
ولو كان ذلك منهيا عنه نهي تحريم لزجرهم ولا ما واصل بهم وذهب الشافعي الشافعية في الاصح انه نهي تحريم لان النبي صلى الله عليه وسلم انما وصل لهم تنكيلا - 00:09:43
بهم ان لا يمتثل امره وان يواصل مع نهيه صلى الله عليه وسلم والاقرب والله تعالى اعلم انه نهي تنزيه هذا ما فهمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم دليله ان النبي اقرهم وواصل بهم كالمنكل لهم - 00:10:02
بهذا الحديث بيان ان الصيام يقطع بالاكل والشرب بيان ان الصيام يقطع بالاكل والشرب فيحصل قطع الوصال باي مأكول ومشروب لقول النبي صلى الله عليه وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني - 00:10:31
وفيه من المسائل ان الطعام والشراب من المفطرات اذا وقعت في نهار رمضان وهذا محل اتفاق فان المفطرات ذكرها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي ثلاثة اصول المفطرات ثلاثة - 00:10:58
ذكرها الله تعالى في قوله فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فالان باشروهن الجماع والشهوة وكلوا الطعام - 00:11:29
واشربوا الشراب وقد جاء النص على هذه الثلاثة فيما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم لي وانا اجزي به - 00:11:47
الصوم لي وانا اجزي به يعني اجره لم يبينه الله عز وجل بل اجره مما استأثر الله تعالى به فلم يعلن به احد قال يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي - 00:12:06
فذكر هذه الامور الثلاثة وهي اصول المفطرات ولا خلاف بين العلماء في ان الفطرة يحصل بكل واحد من هذه الامور الثلاثة استقلالا باكل او بشرب او بجماع اذا كان عن - 00:12:28
علم واختيار وذكر يعني اذا اكل وهو عالم ذاكرا مختارا فانه يفطر هذه مهمات المسائل التي تضمنها هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في الوصال وثمة مسائل اخرى - 00:12:53
بهذا القدر من المسائل كفاية. نقل الحديث الذي يليه وعنو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قولا الزور والعمل به والجهل. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري وابو داوود - 00:13:23
واللفظ لا. الاخوان اللي عنده سؤال يكتب سؤاله ونجيب عليه بعد التعليق على هذا الحديث بعضكم ينتظر حتى اذا جاء انتهى الوقت جاء يسأل فيكتب السؤال افضل وفيه اوراق عند الاخوان - 00:13:48
لمن رغب في الكتابة هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه هو من الاحاديث المبينة لما ينبغي ان يكون عليه الصائم حال صيامه يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:14:04
من لم يدع قول الزور اي من لم يترك القول الباطل قول الزور هو القول الباطل وهو القول المحرم سواء كان غيبة او كذبا او نميمة او كان سبا او كان - 00:14:26
غير ذلك من الكلام المحرم من لم يدع قول الزور والعمل به يعني والعمل بالزور والمقصود بالعمل بالزور كل عمل محرم سواء كان ذلك فيما يتعلق حق الله اي فيما يكون بين الانسان وربه او كان ذلك فيما يتعلق بالخلق - 00:14:47
اما فيما يتعلق بحق الله كالنظر المحرم او السماع المحرم ونحو ذلك اما ما يتعلق بحق الله عز بحق الخلق كاخذ المال بغير حق او الاعتداء على الخلق بدمائهم او - 00:15:13
جحد حقوقهم وما الى ذلك فكله من العمل الباطل عمل الزور الذي ينبغي ان يتجنبه الانسان حال صيامه ولا عجب فان غاية الصوم ومقصوده تزكية النفس وصيانتها وتطهيرها وتطييبها فالصوم جنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:39
جنة يتوقاها به الانسان سيء الاخلاق ورديء الاعمال والاقوال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان صوم يوم احدكم فلا يصخب ولا يجهل لا يصخب يعني لا يرفع صوته بخصام ولا يجهل اي ولا يعتدي على غيره - 00:16:08
في قول او عمل فان امرؤ شاتمه او قاتله فليقل اني امرؤ صائم فالصوم يقتضي زكاة في النفس وسكنا وطمأنينة وسموا على مقابلة الاساءة بمثلها فظلا عن الابتداء بالاساءة فاذا كان الصائم مندوبا - 00:16:29
الى ان لا يقابل الاساءة بمثلها بل اذا اسيء اليه قال اني صائم فكيف يبتدئ بالاساءة؟ بالتأكيد هو منهي عن الابتداء بالاساءة من باب اولى اذا كان منهيا عن الا يقابل الاساءة بمثلها - 00:16:54
فقول من لم يدع قول الزور يعني من لم يدع ايش القول المحرم الباطل والعمل به يعني العمل بالمحرم والباطل سواء كان في حق الله او في حق الخلق قال صلى الله عليه وسلم والجهل - 00:17:18
الجهل معناه عدم العمل بالعلم هذا معنى الجهل الجهل يطلق ويراد به واحد من معنيين المعنى الاول عدم العلم وهذا ما في اشكال انه جهل الذي ما يعلم فهو جاهل - 00:17:36
لكن اعظم من هذا الجهل جهل اخر وهو النوع الثاني من الجهل وهو ان يعلم ولا يعمل بعلمه فهذا جاهل من علم ولم يعمل بعلمه فهو جاهل دليل ذلك قول الله عز وجل - 00:17:55
انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب يقول التوبة حصرها الله تعالى للذين يعملون السوء يعني المحرم قولا او عملا بجهالة باء الباء هنا للمصاحبة يعني مصاحبين الجهالة مع الجهالة وما المقصود بالجهالة؟ هل هي عدم العلم؟ الجواب لا. لانه لو كان لا - 00:18:16
اعلم انه محرم ما كان محلا للذنب اذا فعل الانسان محرما جاهلا لا اثم عليه لان الاحكام تتبع العلم ولذلك بعث الله تعالى الرسل ليقيم الحجة على الخلق بتعليمهم وتعريفهم ما - 00:18:44
يؤمرون به وما ينهون عنه فالتكاليف لا تثبت الا بعد العلم فقول النبي صلى الله عليه وسلم والجهل اي وعدم العمل بالعلم. وكذلك في الاية انما التوبة على الله الذين امنوا السوء بجهالة اي مصاحبين الجهالة بعدم عملهم بما علموا - 00:19:07
علم ان النظر المحرم النظر الى الاجنبيات محرم واطلق بصره هذا عمل سوءا بجهالة ليست الجهالة هنا عدم العلم انما الجهالة هنا ايش ايش عدم العمل بالعلم ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:19:30
لابي ذر لما عين رجلا بامه قال يا ابن السوداء قال انك امرؤ فيك ايش جاهلية ايش معنى الجاهلية؟ يعني ما يدري ان هذا لا يصلح لا انما اراد انه عمل بما - 00:19:55
يخالف ما علم فكل من علم بما يخالف علمه وما علم فانه جاهل فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل يعني وترك وترك مقتضى العلم والجهل - 00:20:15
هو عطف عام على خاص لانه ذكر القول الباطل المحرم والعمل المحرم ثم ذكر الجهل الذي يشمل هذا وذاك فالجهل يكون في الاقوال ويكون في الاعمال يكون في القول ويكون في العمل الا لا يجهلا احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين - 00:20:36
المقصود نفعل ما هو اشد من جهل الجاهلين اي غشم الغاشمين واعتداء المعتدين وهذا من ابيات الجاهليين فيما كانوا عليه من عزة بالاثم ومقابلة الاساءة بالظلم فان الله تعالى قال ومن اعتدى عليكم ايش - 00:21:01
فاعتدوا عليه بايش بمثل مو بفوق بمثل ما اعتدى عليكم وهذا يقول الا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين يعني زي ما يقولون نرد الصاع صاعين هذا جاهلية ما في صاعين صعب صاع - 00:21:26
ما في صعيب ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. المقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به يعني والعمل بالباطل والجهل - 00:21:43
يعني بترك ما يقتضيه العلم من ترك المحرمات وفعل الواجبات فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ليس لله حاجة يعني ليس لله قصد ولا غرظ من هذا الصيام - 00:21:58
هذا معنى قولي فليس لله حاجة يعني ليس لله قصد في ان يصوم الانسان ثم يترك مقتضى الصيام من كف النفس عن الاساءة في الاقوال والاعمال هذا معنى الحديث هذا معنى قوله فليس لله حاجة وليس المقصود بالحاجة هنا - 00:22:18
ان الله تعالى ينتفع من عبادات الخلق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالله غني عنا وعن عباداتنا كما جاء ذلك بقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر يعني فترك ما امر به من الحج - 00:22:39
فان الله ايش غني عن العالمين مهوب عن هذا الذي كفر ولم يحج بل عن العالمين قل للخال الخلائق هو الغني والجميع اليه فقير سبحانه وبحمده. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد - 00:23:03
وجاء في ما رواه ابو ادريس ابو ايوب ابو ايوب ابو ذر رضي الله تعالى عنه جاء فيما رواه ابو ذر في صحيح الامام مسلم في الحديث الالهي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. يا عبادي انكم لم تبلغوا ظري فتضروني - 00:23:22
ولن تبلغ نفعي فتنفعوني يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وهذا الحديث يؤكد هذا المعنى وان الله تعالى - 00:23:49
غني عن الخلق وعن ما يكون من اعمالهم فما يكون من صالح عملهم ليس لله فيه حاجة وانما كما قال الله تعالى من تدا فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها - 00:24:08
فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اي ليس له غرظ وهذا من استعمال العرب فان العرب تقول في الشيء المقصود الذي آآ يقصد لك فيه حاجة يعني لك فيه قصد - 00:24:26
وغرظ ليس لك في حاجة يعني ليس لك فيه غرض ولا قصد سواء كان القصد تعود مصلحته الى المتكلم او لغيره ان تفعل احيانا اشياء لك فيها حاجة وقصد لكن مصلحتها لا تعود اليك - 00:24:46
تعودي الى غيرك فالذي يتصرف في مال اليتيم ويقوم على ولايته يتصرف لمصلحته او لمصلحة اليتيم له في هذا حاجة لكن ليست يعني اي غرض وقصد لكن لا تعود المصلحة اليه بل الى غيره وهذا معنى قوله فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه - 00:25:04
يعني ليس الغرض من الصوم هو منع الانسان من الاكل والشرب الذي لا يكون معه تحقيق للغاية والمقصود من الصيام من كف اللسان عن سيء القول ومن كف البدن عن رديء العمل - 00:25:28
انما الغاية والمقصود في الصوم الا يدع الا الا يكون صومه محلا السيئات والخطايا بل يكون حاملا له على خصال التقوى قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:25:46
في هذا الحديث مسائل المسألة الاولى اثر الصوم في الامتناع عن المعاصي. في هذا الحديث دليل بما ذهب اليه عامة اهل العلم من ان الامتناع من المعاصي والمعاصي تشمل ترك الواجبات - 00:26:10
وفعل المحرمات يتأكد حال الصوم وبه يعلم خطأ اولئك الذين يصومون ثم يتورطون في المعصية حال صومهم اما بترك واجب كالذين ينامون عن الصلوات المكتوبات او يضيعونها او بفعل محرم - 00:26:31
كالذين يسرفون على انفسهم بالوان من المحرمات السمعية والبصرية او البدنية او القولية من الكذب او الشتم او النميمة او غيرها من المعاصي فان ذلك ينبغي الامتناع منه حال الصوم - 00:26:54
فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من كان صومه خاليا من ذلك يوشك الا يحقق المقصود من الصيام فليس لله فليس لله حاجة في ان يطأ يدع طعامه وشرابه - 00:27:14
المسألة الثانية اذا وقع في شيء من المعاصي هل يفسد صومه او لا استدل بهذا الحديث من ذهب الى ان المعصية في الصوم تفسده وهذا مذهب الاوزاعي وهو من الائمة الذين لهم - 00:27:33
قول متبوع وكذلك هو مذهب الظاهرية خلافا لما عليه عامة اهل العلم فقالوا اذا اغتاب الانسان او كذب او فعل معصية من المعاصي بطل صومه فسد صومه فعليه التوبة والقضاء - 00:27:58
لافساده صومه ووجه ذلك اي كيف اخذوا ذلك من الحديث ان الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم نفى مقصود الله من من الصيام اذا كان الانسان قد اشتغل بالقول - 00:28:19
الباطل وعمل بالباطل. فان الله لا يرضى مثل هذا الصوم ولا يقبله واذا لم يرضه ولم يقبله فهو باطل ساقط هكذا قالوا اما جمهور العلماء فقالوا ان هذا الحديث يؤكد - 00:28:36
على وجوب صيانة الصيام من المحرمات والمعاصي سواء كانت تركا لواجب او كانت فعلا لمحرم. يجب ان يتجنب ذلك الانسان في صومه وان يحترز لكن المراء ليس المراد انه اذا وقع في ذلك فسد صومه - 00:28:55
والا لكان قد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا واضحا بل المراد ان كمال الصوم وفظيلته المطلوبة انما تكون بصيانة الصوم عن اللغو والرفث وعن سيء القول والعمل. فيكون معنى الحديث - 00:29:16
الزجر والتحذير والنهي عن ان يقع الانسان فيما يجرح صيامه من المعاصي سواء كانت معاصي قولية او معاصي عملية خاصة به فيما بينه وبين ربه او انها مما يتعلق بالخلق - 00:29:36
هذا ما في هذا الحديث من المسائل وهو مما ساقه المصنف رحمه الله في بيان اثر المعصية على الصيام وان المعصية تنقص اجر الصيام وفي قول بعض اهل العلم تفسده. والصواب انها تنقصه - 00:30:00
ولا تحققوا الغاية منه فنسأل الله ان يصون صيامنا عما يغضبه وان يعمره بما يحبه وان يجعلنا من حزبه واوليائه وان يعيننا على ذكره وشكره نقف على هذا الحديث ونكمل ان شاء الله تعالى - 00:30:22
يوم غد نجيب - 00:30:38
التفريغ
ثم بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فانك يا رسول الله تواصل فقال وايكم مثلي؟ اني ابيت يطعمني ربي - 00:00:01
ويسقيني فلما ابوا ان ينتهوا عن الوصال. وصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين ابوا ان ينتهون - 00:00:24
متفق عليه هذا الحديث متصل بالفطر وهو مشير الى ما الذي يحصل به الفطر حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال - 00:00:44
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال والوصال حقيقته ان يصوم يومين متواصلين فصاعدا الا يفطر في يومين فصاعدا هذا هو الوصال فهو وصل صوم يوم بيوم فما زاد - 00:01:07
فاذا وصل صوم يوم بيوم كان مواصلا والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال اي نهى عنان يصل الانسان صومه بصوم يوم اخر دون فطر هذه حقيقة الصيام قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه - 00:01:31
فقال رجل من المسلمين لم يسمه الراوي فانك يا رسول الله تواصل علموا من حال النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصل صيام يوم بيوم يعني يصوم يومين فاكثر دون فطر - 00:01:55
دون اكل في الليل ودون اتيان بمفطر في الليل فهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصيام قال له يا رسول الله انك تواصل يعني تنهانا عن الصيام وانت تفعله - 00:02:14
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وايكم مثلي بين انه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن مفارق لحال غيره من اهل الاسلام اي وايكم مثلي طيب ما الفارق - 00:02:32
قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اني ابيت يعني يأتي علي الليل هذا معنى المبيت. المبيت لا يكون الا بالليل. يمضي علي الليل يطعمني ربي ويسقيني - 00:02:51
معنى قوله صلى الله عليه وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني للعلماء فيه عدة اقوال واصوبها ان معنى قوله اني ابيت عند اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اي ان الله - 00:03:12
يمد رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقوة تغنيه عن الطعام والشراب فيكون كالطاعم الشارب هذا معنى قوله اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني وذلك ببركة اشتغاله بالطاعة وانهماكه في العبادة واقباله على ربه - 00:03:33
لا يجد حاجة الى الطعام بل يكون اشتغاله بالطاعة مشغلا له عن حاجة بدنه الى الاكل والشرب لذلك لا يجد الما لفقد طعام وشراب فيكون كالطاعم الشارب. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:00
وايكم مثلي اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني اما من قال ان المقصود بقوله يطعمني ربي ويسقيني انه يعطيه طعاما يأكله من الجنة ومن ثمارها فهذا غير صحيح لانه لو كان كذلك - 00:04:26
لما قال ايكم مثلي لقال انا اكل واشرب لكن من ثمار الجنة فهذا غير صحيح وانما المقصود انه كان صلى الله عليه وسلم يستغني عن الطعام والشراب بما كان عليه من الطاعة والعبادة صلوات الله وسلامه عليه. هذا معنى قوله - 00:04:44
اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم قال الراوي فلما ابوا ان ينتهوا عن الوصال الصحابة لما نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال ورأوه يواصل - 00:05:10
فهموا ان نهيه ليس نهيا جازما ولذلك واصلوا انما ادركوا ان مقصوده بالنهي الابقاء عليهم والرحمة لهم وعدم الاشقاق عليهم فما كان منهم الا ان واصلوا الصيام متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:32
فلما رآهم كذلك اي لم يأخذ بما نهاهم عنه من الوصال رحمة لهم واشفاقا عليهم واصل بهم يوما يعني واصل صيام يوم بيوم ثان ثم يوما فكان مجموع ما واصل بهم - 00:06:00
صياما ثلاثة ايام حتى رأوا الهلال ثم رأوا الهلال المقصود الهلال الى شوال وبه ينتهي الصيام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر يعني الهلال زاد كمل الشهر لزدتكم اي لزدتكم وصالا - 00:06:30
قال ابو هريرة كالمنكل لهم يعني انه اراد بذلك ان يزجرهم عما نهاهم عنه بيان تميزه عنهم صلى الله عليه وسلم وانهم لا يقوون على ما يقوى عليه صلى الله عليه وسلم من الصيام - 00:06:54
والوصال كالمنكل لهم حين ابوا ان ينتهوا والحديث يدل على مسألة مهمة وهي ان فعل النبي صلى الله عليه وسلم محل قدوة واسوة لكل مؤمن فالصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:07:18
اقتدوا به لما رأوه يواصل ابتداء فبين لهم صلى الله عليه وسلم الفارق بينه وبينهم وفيه من الفوائد ان الاصل ان الاحكام الشرعية تعم الرسول صلى الله عليه وسلم وسائر افراد الامة على - 00:07:46
نحو سواء ولذلك لما نهاهم احتجوا عليه صلى الله عليه وسلم بانهم بانه كان يواصل فدل ذلك على ان فعله صلى الله عليه وسلم محل اسوة وان حكمه حكم امته - 00:08:12
بالامر والنهي الا ما دل الدليل على التخصيص فكان ثمة ما ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه تخصيصي في هذا الحكم المسألة هذا الحديث فيه عدة مسائل - 00:08:37
من مسائل الحديث النهي عن الوصال وهذا ما ذهب اليه جمهور العلماء فجمهور اهل العلم اكثر اهل العلم على ان الوصال منهي عنه سواء كان النهي ناهية تنزيه وكراهة كما قال ذلك - 00:08:55
اكثر اهل العلم او نهي تحريم كما قال ذلك الشافعية في الصحيح عندهم فالنهي هنا اختلف فيه العلماء على قولين هل هو نهي كراهة او نهيت تحريم فقال بعضه قال اكثر اهل العلم انه نهي كراهة. لان النبي اقرهم على الوصال - 00:09:16
ولو كان ذلك منهيا عنه نهي تحريم لزجرهم ولا ما واصل بهم وذهب الشافعي الشافعية في الاصح انه نهي تحريم لان النبي صلى الله عليه وسلم انما وصل لهم تنكيلا - 00:09:43
بهم ان لا يمتثل امره وان يواصل مع نهيه صلى الله عليه وسلم والاقرب والله تعالى اعلم انه نهي تنزيه هذا ما فهمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم دليله ان النبي اقرهم وواصل بهم كالمنكل لهم - 00:10:02
بهذا الحديث بيان ان الصيام يقطع بالاكل والشرب بيان ان الصيام يقطع بالاكل والشرب فيحصل قطع الوصال باي مأكول ومشروب لقول النبي صلى الله عليه وسلم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني - 00:10:31
وفيه من المسائل ان الطعام والشراب من المفطرات اذا وقعت في نهار رمضان وهذا محل اتفاق فان المفطرات ذكرها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي ثلاثة اصول المفطرات ثلاثة - 00:10:58
ذكرها الله تعالى في قوله فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فالان باشروهن الجماع والشهوة وكلوا الطعام - 00:11:29
واشربوا الشراب وقد جاء النص على هذه الثلاثة فيما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم لي وانا اجزي به - 00:11:47
الصوم لي وانا اجزي به يعني اجره لم يبينه الله عز وجل بل اجره مما استأثر الله تعالى به فلم يعلن به احد قال يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي - 00:12:06
فذكر هذه الامور الثلاثة وهي اصول المفطرات ولا خلاف بين العلماء في ان الفطرة يحصل بكل واحد من هذه الامور الثلاثة استقلالا باكل او بشرب او بجماع اذا كان عن - 00:12:28
علم واختيار وذكر يعني اذا اكل وهو عالم ذاكرا مختارا فانه يفطر هذه مهمات المسائل التي تضمنها هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في الوصال وثمة مسائل اخرى - 00:12:53
بهذا القدر من المسائل كفاية. نقل الحديث الذي يليه وعنو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قولا الزور والعمل به والجهل. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري وابو داوود - 00:13:23
واللفظ لا. الاخوان اللي عنده سؤال يكتب سؤاله ونجيب عليه بعد التعليق على هذا الحديث بعضكم ينتظر حتى اذا جاء انتهى الوقت جاء يسأل فيكتب السؤال افضل وفيه اوراق عند الاخوان - 00:13:48
لمن رغب في الكتابة هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه هو من الاحاديث المبينة لما ينبغي ان يكون عليه الصائم حال صيامه يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:14:04
من لم يدع قول الزور اي من لم يترك القول الباطل قول الزور هو القول الباطل وهو القول المحرم سواء كان غيبة او كذبا او نميمة او كان سبا او كان - 00:14:26
غير ذلك من الكلام المحرم من لم يدع قول الزور والعمل به يعني والعمل بالزور والمقصود بالعمل بالزور كل عمل محرم سواء كان ذلك فيما يتعلق حق الله اي فيما يكون بين الانسان وربه او كان ذلك فيما يتعلق بالخلق - 00:14:47
اما فيما يتعلق بحق الله كالنظر المحرم او السماع المحرم ونحو ذلك اما ما يتعلق بحق الله عز بحق الخلق كاخذ المال بغير حق او الاعتداء على الخلق بدمائهم او - 00:15:13
جحد حقوقهم وما الى ذلك فكله من العمل الباطل عمل الزور الذي ينبغي ان يتجنبه الانسان حال صيامه ولا عجب فان غاية الصوم ومقصوده تزكية النفس وصيانتها وتطهيرها وتطييبها فالصوم جنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:39
جنة يتوقاها به الانسان سيء الاخلاق ورديء الاعمال والاقوال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان صوم يوم احدكم فلا يصخب ولا يجهل لا يصخب يعني لا يرفع صوته بخصام ولا يجهل اي ولا يعتدي على غيره - 00:16:08
في قول او عمل فان امرؤ شاتمه او قاتله فليقل اني امرؤ صائم فالصوم يقتضي زكاة في النفس وسكنا وطمأنينة وسموا على مقابلة الاساءة بمثلها فظلا عن الابتداء بالاساءة فاذا كان الصائم مندوبا - 00:16:29
الى ان لا يقابل الاساءة بمثلها بل اذا اسيء اليه قال اني صائم فكيف يبتدئ بالاساءة؟ بالتأكيد هو منهي عن الابتداء بالاساءة من باب اولى اذا كان منهيا عن الا يقابل الاساءة بمثلها - 00:16:54
فقول من لم يدع قول الزور يعني من لم يدع ايش القول المحرم الباطل والعمل به يعني العمل بالمحرم والباطل سواء كان في حق الله او في حق الخلق قال صلى الله عليه وسلم والجهل - 00:17:18
الجهل معناه عدم العمل بالعلم هذا معنى الجهل الجهل يطلق ويراد به واحد من معنيين المعنى الاول عدم العلم وهذا ما في اشكال انه جهل الذي ما يعلم فهو جاهل - 00:17:36
لكن اعظم من هذا الجهل جهل اخر وهو النوع الثاني من الجهل وهو ان يعلم ولا يعمل بعلمه فهذا جاهل من علم ولم يعمل بعلمه فهو جاهل دليل ذلك قول الله عز وجل - 00:17:55
انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب يقول التوبة حصرها الله تعالى للذين يعملون السوء يعني المحرم قولا او عملا بجهالة باء الباء هنا للمصاحبة يعني مصاحبين الجهالة مع الجهالة وما المقصود بالجهالة؟ هل هي عدم العلم؟ الجواب لا. لانه لو كان لا - 00:18:16
اعلم انه محرم ما كان محلا للذنب اذا فعل الانسان محرما جاهلا لا اثم عليه لان الاحكام تتبع العلم ولذلك بعث الله تعالى الرسل ليقيم الحجة على الخلق بتعليمهم وتعريفهم ما - 00:18:44
يؤمرون به وما ينهون عنه فالتكاليف لا تثبت الا بعد العلم فقول النبي صلى الله عليه وسلم والجهل اي وعدم العمل بالعلم. وكذلك في الاية انما التوبة على الله الذين امنوا السوء بجهالة اي مصاحبين الجهالة بعدم عملهم بما علموا - 00:19:07
علم ان النظر المحرم النظر الى الاجنبيات محرم واطلق بصره هذا عمل سوءا بجهالة ليست الجهالة هنا عدم العلم انما الجهالة هنا ايش ايش عدم العمل بالعلم ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:19:30
لابي ذر لما عين رجلا بامه قال يا ابن السوداء قال انك امرؤ فيك ايش جاهلية ايش معنى الجاهلية؟ يعني ما يدري ان هذا لا يصلح لا انما اراد انه عمل بما - 00:19:55
يخالف ما علم فكل من علم بما يخالف علمه وما علم فانه جاهل فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل يعني وترك وترك مقتضى العلم والجهل - 00:20:15
هو عطف عام على خاص لانه ذكر القول الباطل المحرم والعمل المحرم ثم ذكر الجهل الذي يشمل هذا وذاك فالجهل يكون في الاقوال ويكون في الاعمال يكون في القول ويكون في العمل الا لا يجهلا احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين - 00:20:36
المقصود نفعل ما هو اشد من جهل الجاهلين اي غشم الغاشمين واعتداء المعتدين وهذا من ابيات الجاهليين فيما كانوا عليه من عزة بالاثم ومقابلة الاساءة بالظلم فان الله تعالى قال ومن اعتدى عليكم ايش - 00:21:01
فاعتدوا عليه بايش بمثل مو بفوق بمثل ما اعتدى عليكم وهذا يقول الا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين يعني زي ما يقولون نرد الصاع صاعين هذا جاهلية ما في صاعين صعب صاع - 00:21:26
ما في صعيب ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. المقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به يعني والعمل بالباطل والجهل - 00:21:43
يعني بترك ما يقتضيه العلم من ترك المحرمات وفعل الواجبات فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ليس لله حاجة يعني ليس لله قصد ولا غرظ من هذا الصيام - 00:21:58
هذا معنى قولي فليس لله حاجة يعني ليس لله قصد في ان يصوم الانسان ثم يترك مقتضى الصيام من كف النفس عن الاساءة في الاقوال والاعمال هذا معنى الحديث هذا معنى قوله فليس لله حاجة وليس المقصود بالحاجة هنا - 00:22:18
ان الله تعالى ينتفع من عبادات الخلق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالله غني عنا وعن عباداتنا كما جاء ذلك بقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر يعني فترك ما امر به من الحج - 00:22:39
فان الله ايش غني عن العالمين مهوب عن هذا الذي كفر ولم يحج بل عن العالمين قل للخال الخلائق هو الغني والجميع اليه فقير سبحانه وبحمده. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد - 00:23:03
وجاء في ما رواه ابو ادريس ابو ايوب ابو ايوب ابو ذر رضي الله تعالى عنه جاء فيما رواه ابو ذر في صحيح الامام مسلم في الحديث الالهي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. يا عبادي انكم لم تبلغوا ظري فتضروني - 00:23:22
ولن تبلغ نفعي فتنفعوني يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وهذا الحديث يؤكد هذا المعنى وان الله تعالى - 00:23:49
غني عن الخلق وعن ما يكون من اعمالهم فما يكون من صالح عملهم ليس لله فيه حاجة وانما كما قال الله تعالى من تدا فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها - 00:24:08
فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اي ليس له غرظ وهذا من استعمال العرب فان العرب تقول في الشيء المقصود الذي آآ يقصد لك فيه حاجة يعني لك فيه قصد - 00:24:26
وغرظ ليس لك في حاجة يعني ليس لك فيه غرض ولا قصد سواء كان القصد تعود مصلحته الى المتكلم او لغيره ان تفعل احيانا اشياء لك فيها حاجة وقصد لكن مصلحتها لا تعود اليك - 00:24:46
تعودي الى غيرك فالذي يتصرف في مال اليتيم ويقوم على ولايته يتصرف لمصلحته او لمصلحة اليتيم له في هذا حاجة لكن ليست يعني اي غرض وقصد لكن لا تعود المصلحة اليه بل الى غيره وهذا معنى قوله فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه - 00:25:04
يعني ليس الغرض من الصوم هو منع الانسان من الاكل والشرب الذي لا يكون معه تحقيق للغاية والمقصود من الصيام من كف اللسان عن سيء القول ومن كف البدن عن رديء العمل - 00:25:28
انما الغاية والمقصود في الصوم الا يدع الا الا يكون صومه محلا السيئات والخطايا بل يكون حاملا له على خصال التقوى قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:25:46
في هذا الحديث مسائل المسألة الاولى اثر الصوم في الامتناع عن المعاصي. في هذا الحديث دليل بما ذهب اليه عامة اهل العلم من ان الامتناع من المعاصي والمعاصي تشمل ترك الواجبات - 00:26:10
وفعل المحرمات يتأكد حال الصوم وبه يعلم خطأ اولئك الذين يصومون ثم يتورطون في المعصية حال صومهم اما بترك واجب كالذين ينامون عن الصلوات المكتوبات او يضيعونها او بفعل محرم - 00:26:31
كالذين يسرفون على انفسهم بالوان من المحرمات السمعية والبصرية او البدنية او القولية من الكذب او الشتم او النميمة او غيرها من المعاصي فان ذلك ينبغي الامتناع منه حال الصوم - 00:26:54
فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من كان صومه خاليا من ذلك يوشك الا يحقق المقصود من الصيام فليس لله فليس لله حاجة في ان يطأ يدع طعامه وشرابه - 00:27:14
المسألة الثانية اذا وقع في شيء من المعاصي هل يفسد صومه او لا استدل بهذا الحديث من ذهب الى ان المعصية في الصوم تفسده وهذا مذهب الاوزاعي وهو من الائمة الذين لهم - 00:27:33
قول متبوع وكذلك هو مذهب الظاهرية خلافا لما عليه عامة اهل العلم فقالوا اذا اغتاب الانسان او كذب او فعل معصية من المعاصي بطل صومه فسد صومه فعليه التوبة والقضاء - 00:27:58
لافساده صومه ووجه ذلك اي كيف اخذوا ذلك من الحديث ان الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم نفى مقصود الله من من الصيام اذا كان الانسان قد اشتغل بالقول - 00:28:19
الباطل وعمل بالباطل. فان الله لا يرضى مثل هذا الصوم ولا يقبله واذا لم يرضه ولم يقبله فهو باطل ساقط هكذا قالوا اما جمهور العلماء فقالوا ان هذا الحديث يؤكد - 00:28:36
على وجوب صيانة الصيام من المحرمات والمعاصي سواء كانت تركا لواجب او كانت فعلا لمحرم. يجب ان يتجنب ذلك الانسان في صومه وان يحترز لكن المراء ليس المراد انه اذا وقع في ذلك فسد صومه - 00:28:55
والا لكان قد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا واضحا بل المراد ان كمال الصوم وفظيلته المطلوبة انما تكون بصيانة الصوم عن اللغو والرفث وعن سيء القول والعمل. فيكون معنى الحديث - 00:29:16
الزجر والتحذير والنهي عن ان يقع الانسان فيما يجرح صيامه من المعاصي سواء كانت معاصي قولية او معاصي عملية خاصة به فيما بينه وبين ربه او انها مما يتعلق بالخلق - 00:29:36
هذا ما في هذا الحديث من المسائل وهو مما ساقه المصنف رحمه الله في بيان اثر المعصية على الصيام وان المعصية تنقص اجر الصيام وفي قول بعض اهل العلم تفسده. والصواب انها تنقصه - 00:30:00
ولا تحققوا الغاية منه فنسأل الله ان يصون صيامنا عما يغضبه وان يعمره بما يحبه وان يجعلنا من حزبه واوليائه وان يعيننا على ذكره وشكره نقف على هذا الحديث ونكمل ان شاء الله تعالى - 00:30:22
يوم غد نجيب - 00:30:38