بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. وبعد. قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين سورة القارعة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى واما من خفت موازينه فامه هاوية. هذه الاية الكريمة - 00:00:00
تدل على ان الهاوية وصف لها علم للنار. اذ تنوينها ينافي كونها اسما من اسماء النار. لانها على تقدير كونها من اسماء النار يلزم فيها المنع من الصرف للعلمية والتأنيث. وقوله تعالى وما ادراك ما هي - 00:00:24
نار حامية يدل على ان الهاوية من اسماء النار اعلم اولا ان الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:00:44
القارعة سميت بهذا الاسم لذكر الله تعالى القارعة في اولها القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة والقارعة اسم من اسماء يوم القيامة وذلك انه آآ يكون فيها مما يقرع الاسماع - 00:00:59
قلوب من الاهوال ما يصدق عليه هذا الوصف القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش هذا هو المسؤول عنه في صدر السورة ثم ذكر انقسام الناس - 00:01:21
قال فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه هذه القسمة الثانية فامه هاوية وما ادراك ما هي قوله فامه هاوية هاوية ذكر المؤلف رحمه الله - 00:01:44
انها وصف لا اعلم للنار يعني ليست أسماء من اسماء النار انما هي وصف لما ذكر مما يؤول اليه الانسان. فامه هاوية آآ وجه كونها وصفا لا علما انها جاءت منكرة ولو كانت علما - 00:02:02
لك انت معرفة وبالتالي اذا كانت معرفة فهي ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث لكن لما صرفت دل على انها ليست علما وانما هي نكرة مؤنثة فلا تمنع من الصرف يقول رحمه الله وقوله وما ادراك ما هي؟ نار حامية يدل على انها - 00:02:32
آآ على انها من اسماء النار الهاوية عرفها قال وما ادراك ما هي الظمير يعود الى الهاوية. قال نار حامية الان يجيب المؤلف رحمه الله عما يظهر من التعارض بين كون هاوية علما - 00:03:05
واسما من اسماء النار وبين كونها وصفا من اوصافه يقول رحمه الله فاعلم اعلم اولا احسن الله اليكم اعلم اولا ان في معنى قوله تعالى فامه هاوية ثلاثة اوجه للعلماء. اثنان منها لا اشكال في الاية عليهما - 00:03:26
والثالث هو الذي فيه الاشكال المذكور. اما اللذان لا اشكال في الاية عليهما فالاول منهما ان الماء ان المعنى فامه هاوية اي ام رأسه هاوية في قعر جهنم لانه يطرح فيها منكوسا. رأسه اسفل - 00:03:44
رأسه اسفل ورجلاه اعلى وروي هذا القول عن قتادة وابي صالح وعكرمة والكلبي وغيرهم وعلى هذا القول فالضمير في قوله وما ادراك ما هي عائد الى الى محذوف دل عليه المقام. اي ام رأسه هاوية في نار. وما ادراك ما هي - 00:04:04
نار حامية هذا واضح الوجه الاول وعليه فلا اشكال لانها تبقى هنا منكرة لانها ليست علما انما هي وصف او خبر عما يؤول اليه الانسان يقول فامه امه ام رأسه - 00:04:27
هاي دماغه كما قال جماعة من المفسرين سمي الدماغ بالام لانه اليه يرجع عمل الانسان وما يصدر عنه فامه هاوية وما ادراك ما هي هاوية ما ادراك ما هي عائد الى - 00:04:48
ما تهوي اليه وهي النار قال نار حامية هذا الوجه الاول ان آآ ان المعنى فامه هاوية ام رأسه هاوية في قعر جهنم اعاذنا الله واياكم منها فليست علما ولا وصفا للنار انما هي انما هو وصف لامه - 00:05:13
او خبر عنها ام رأسه هاوية اما وصف واما خبر نعم احسن الله اليكم. والثاني انه من قول العرب اذا دعوا على الرجل بالهلكة قالوا هوت امه لانه اذا هوى - 00:05:36
اي سقط وهلك فقد هوت امه ثكلا وحزنا. ومن هذا المعنى قول كعب بن سعد الغنوي هوت امه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يرد الليل حين يؤوب؟ وهذا القول رواية اخرى عن قتادة وعلى هذا - 00:05:57
قولي فالضمير في قوله هي للداهية التي دل عليها الكلام وذكر الالوسي في تفسيره ان صاحب الكشف قال ان هذا القول احسن وان وان الطيب قال انه اظهر وقال هو وللبحث فيه مجال - 00:06:16
هذا الوجه الثاني ان قوله تعالى فامه هاوية اي انه واقع في الهلاك فهذا ما جرى مجرى الامثال ثكلتك امك تربت يداك وما اشبه ذلك مما يقال في سياق آآ - 00:06:38
في سياق لا يراد به مفردات اللفظ انما معناه وهو الهلاك او المعنى الذي يستعمل فيه آآ نظير هذا التركيب فقوله فامه هاوية اي انه هالك ووجه دلالة هوي الام على الهلاك ان اعظم من يصاب بالشخص في الغالب امه - 00:07:01
فاذا هوت امه فقد هلك نعم ويكون قوله ما هي علم للهلاك الذي الم به وليس لهوية ليس عائدا على الهوي انما للهلاك الذي دل عليه قوله فامه هاوية قال وما ادراك ما هي؟ يعني الداهية والهلاك الذي نزل به قال نار حامية اي انه يصلى بنار حامية ورجح هذا - 00:07:31
قل من ذكر من اهل العلم الثالث من اوجه التي فسر بها قوله فام هاوية وهو موضع الاشكال قال ان المعنى ان المعنى فامه هاوية اي مأواه الذي يحيط به ويضمه هاوية. وهي النار لان الامة تؤوي ولدها - 00:08:05
وتضمه والنار تضم هذا العاصي وتكون مأواه. والجواب على هذا القول هو ما اشار له الالوسي في تفسيره اذ انه نكر الهاوية في محل التعريف لاجل الاشعار بخروجهم عن المعهود للتفخيم والتهويل ثم بعد ابهامها - 00:08:27
لهذه النكتة قررها بوصفها الهائل بقوله وما ادراك ما هي نار حامية قال مقيده واضح هذا الوجه الثالث ان هاوية اسم من اسماء النار وانما خرج عن الاصل في كونه - 00:08:47
ممنوعا من الصرف اي في كونه معرفا الى كونه منكرا للتهويل والتعظيم فالتنكير يؤتى به ويراد به التعظيم ان المتقين في جنات ونهر نهر هنا جاء منكرا للتعظيم اي نهر عظيم - 00:09:09
فالتنكير هنا افادت تعظيمها يكون قوله فام هاوية هاوية هو اسم من اسماء النار وانما نكر لاجل ايش لتعظيم المآل الذي اصابه والعقوبة التي حلت به اعاذنا الله واياكم من النار - 00:09:34
طيب بعد هذا يقول قال مقيده عفا الله عنه هذا الجواب؟ هذا الجواب الذي ذكره الالوسي يدخل في حد نوع من انواع بديع المعنوي يسميه علماء البلاغة التجريد. فحد التجريد عندهم هو ان ينتزع من امر ذي - 00:09:53
اخر مثله فيها مبالغة في كمالها فيه. واقسامه معروفة عند البيانيين فمنه ما يكون التجريد فيه بحرف نحو قولهم لي من فلان صديق حميم. اي بلغ من الصداقة حدا صحا مع - 00:10:13
ان يستخلص منه اخر مثله فيها. مبالغة في كمالها فيه. وقولهم لان سألته تسألن به البحر. بالغ في اتصافه بالسماحة حتى انتزع منه بحرا في السماحة ومن التجريد بواسطة الحرف قوله تعالى لهم فيها دار الخلد وهو اشبه شيء اشبه شيء بالاية التي نحن - 00:10:31
صددها لان النار هي دار الخلد بعينها لكنه انتزع منها دارا اخرى وجعلها معدة في جهنم للكفار تهويلا لامرها ومبالغة في اتصافها بالشدة ومن التجريد ما يكون من غير توسط من غير توسط الحرف؟ طبعا هناك تجريد - 00:10:58
الذي ذكره المؤلف رحمه الله في قسمه الاول ما كان بواسطة حرف له من فلان صديق حميم التجنيد جاء بواسطة حرف له من فلان اي الصاحب الفلاني صديق حميم اي - 00:11:20
له هذه الخصلة على وجه الانفراد فهذا نوع من التجريد اي انه اخلص من هذا الشخص المعروف هذه الخصلة وجاء بها منكرة للتجريد ومثله لهم فيها دار الخلد وهنا تجنيد لكنه - 00:11:40
لا يشبه الاول انما جاء للتجريد معرف بالاضافة ومعرف بالالف واللام الدالة على آآ الدالة على التعريف الذي معنا تجريد بلا حرف ولذلك عاد الى النوع الثاني من التجريد يقول ومن التجريد ما يكون من غير توسط حرف - 00:12:03
حيث قال تعالى فامه هاوية ليس ثمة حرف للتجريد نحو قول قتادة نعم ومن التجريد ومن التجريد ما يكون من غير توسط الحرف نحو قول قتادة ابن سلمة الحنفي ولئن بقيت لارحلن - 00:12:27
بغزوة تحوي الغنائم او يموت كريم يعني نفسه انتزع من نفسه كريما مبالغة في كرمه. فاذا عرفت هذا فالنار سميت سميت الهاوية لغاية عمقها وبعد مهواها فقد روي ان داخلها يهوي فيها سبعين خريفا - 00:12:46
وخصها البعض بالباب الاسفل من النار فانتزع منها هاوية اخرى مثلها في شدة العمق وبعد المهوى مبالغة في في عمق في عمقها وبعد مهواها والعلم عند الله تعالى هذا الكلام من المؤلف رحمه الله هو بيان تفسير او توضيح - 00:13:09
الملحظ الذي اشار اليه الالوسي رحمه الله في تفسيره في ان تنكير الهاوية جاء في محل التعريف لاجل لاجل التفخيم والتعظيم وان ذلك نوع من اوجه البلاغة المعروفة عند البلاغيين وهو ما يعرف بالتجريد - 00:13:29
ومعنى التجريد انه يستخلص من المذكور موضعا او شخصا وصفا يحصر فيه دون غيره من الاوصاف فقوله في البيت ولئن بقيت لارحلن بغزوة تحوي الغنائم يعني يكون فيها بين امرين اما ان يفوز بالغنائم او يموت - 00:13:49
كريم ويقصد بالكريم نفسه وخص هذه الخصلة دون بقية صفاته شجاع وفي آآ وما اشبه ذلك مما يمكن ان يوصف به من المدح خص الكرم لابرزه جرد جرد الشخص في هذا الوصف دون سائر الاوصاف. ومثله هنا في قوله فامه هاوية. يقصد بها النار - 00:14:18
وانما خص هذا دون غيره تجريدا لهذا الوصف وتفخيما له دون سائر الاوصاف التي توصف بها النار اعاذنا الله واياكم منها اذا قوله تعالى فامه هاوية في ثلاثة اوجه من جهة المعنى المعنى الاول فامه هاوية اي رأسه ساقط في النار - 00:14:44
فهاوية اي هذا وصف لرأسه او خبر عن وثمة مقدر وهو في النار الذي موضعه الذي هو موضع الهوي هذا الوجه الاول. الوجه الثاني في معنى قوله فامه هاوية اي انه هالك. ويكون هذا مما جريا على استعمال العرب. هذا اللفظ للتعبير عن - 00:15:13
هلاك مثل ثكلتك امك تعبير عن الفقد وتربت يداك تعبير عن خلو اليد من كل ما يكسب فقوله هوت امه اي هلك وان لم يكن لامه دخل في الامر انما هو - 00:15:36
لفظ يستعمل للدلالة على ايش للدلالة على الهلاك. اما الوجه الثالث الذي ذكره فهاوية اسم للنار وانما خرج عن الاصل من من التعريف الى التنكيل للتفخيم واضح يا اخوان ولا لا - 00:16:00
وبهذا يزولون الاشكال نعم احسن الله اليكم كلها وجوه صالحة كلها اوجه صالحة يصلح ان اه تحمل عليها الاية والوجه الاخير هو لا له حظ من النظر والجواب هو ظاهر - 00:16:23
نعم احسن الله اليكم سورة العصر قوله تعالى والعصر والقاعدة في التفسير ان الاية اذا كانت تحتمل اكثر من معنى وهي معاني صحيحة فانه يمكن ان تفسر الاية بجميعها ولا تعارظ نعم - 00:16:48
قال من قواعد التفسير ما احتملته الاية من الاوجه الصحيحة التي يمكن تفسير الاية بها فانه فان الاية تفسر بها ولا يقال هذا ارجح من هذا الا لمرجح اما اذا كان - 00:17:06
ليس ثمة مرجح فسرت الاية بالجميع واضح نعم احسن الله اليكم سورة العصر قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. هذه الاية الكريمة يدل ظاهرها على ان هذا اخبر ان هذا المخبر عنه انه في خسر انسان واحد بدليل افراد لفظة الانسان واستثناؤه من ذلك - 00:17:21
الذين امنوا وعملوا الصالحات يقتضي انه ليس انسانا واحدا والجواب عن هذا هو ان لفظ الانسان وان كان واحدا فالاف واللام للاستغراق للاستغراق يصير المفرد بسبب بسبب بهما صيغة عموم وعليه فمعنى ان الانسان اي ان كل انسان لدلالة - 00:17:49
على ذلك والعلم عند الله تعالى سورة العصر سميت بهذا لان الله تعالى اقسم في صدرها بالعصر قوله والعصر الواو حرف ايش قسم والعصر ان الانسان في خسر هذا قسم والمقسم عليه الخبر بخسران الانسان ان الانسان لفي خسر. ما ذكره رحمه الله يعني هو من مما يمكن ان يتوهم والا - 00:18:14
فهو من اظهر ما يكون ان الالف واللام هنا للجنس وبالتالي فان تفيد التعدد وليس الانفراد بل تشمل كل انسان. ولهذا اه لو نحيت ال ووضعت موضعها كل استقام المعنى. ان كل انسان - 00:18:42
لفي خسر. المعنى صحيح او لا المعنى صحيح فهل هنا الانسان هنا ليس المقصود به واحدا بني ادم بل المقصود جنس الانسان كل انسان في خسر الا من اتصف بهذه الخصال الاربعة الا الذين امنوا صلح الباطن وعملوا الصالحات صلح الظاهر - 00:19:10
وتواصوا بالحق اي عمل بعضه اي اوصى بعضهم بعضا بالثبات عليه والاخذ به وتواصوا بالصبر اي صبر بعضهم بعضا على هذه الخصال الاربعة صلح الظاهر وصلاح الباطن والدعوة الى الحق - 00:19:35
والتواصي بالصبر على كل هذه المعاني كلها. التواصي بالصبر ليس فقط على اخر المذكورات على الخصال جميعها. فلا يمكن ان يبلغ الانسان النجاة الا بالصبر. على طاعة الله والصبر عن معصيته والصبر على تبليغ دينه والقيام بالحق. والصبر على ما يمكن ان يطاله مما يكره - 00:19:57
سواء كان ذلك في طاعة الله او في اقضيته واقداره في شرعه في حكمه الشرع او في حكمه القدري نعم احسن الله اليكم سورة الماعون قوله تعالى فويل للمصلين الاية هذه الاية يتوهم منها الجاهل ان الله - 00:20:23
عدا المصلين بالويل وقد جاء في اية اخرى ان عدم الصلاة من اسباب دخول سقر وهي قوله تعالى ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين. والجواب عن هذا في غاية الظهور وهو ان التوعد بالويل منصب على قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:20:43
الذين هم يراؤون وهم المنافقون على التحقيق. وانما ذكرنا هذا الجواب مع ضعف الاشكال وظهور الجواب عنه لان الذين لا يصلون يحتجون لترك الصلاة بهذه الاية. وقد سمعنا من ثقات وغيرهم ان رجلا قال لظالم تارك - 00:21:03
كل الصلاة ما لك لا تصلي؟ فقال لان الله توعد على الصلاة بالويل في قوله فويل للمصلين فقال له اقرأ بعدها فقال لا حاجة لي فيما بعدها فيها كفاية في التحذير من الصلاة. ومن هذا القبيل قول الشاعر دع المساجد - 00:21:23
للعباد للعباد تسكنها وسر الى حانة الخمار يسقينا. ما قال ربك ويل للا ، سكروا. وان للايه احسن الله اليكم. ما قال ربك ويل للاولي سكروا وانما قال ويل للمصلين. فهذا كان فاذا كان الله - 00:21:43
تعالى توعد بالويل بالويل المصلي الذي هو ساه عن صلاته ويرائي فيها فكيف بالذي لا يصلي اصلا فالويل كل الويل له وعليه لعائن الله الى يوم القيامة ما لم يتب - 00:22:05
سورة الماعون من سميت بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها الماعون والماعون هو ما يستعمل في ادوات الطبخ من صحن وقدر وما اشبه ذلك يمنعون الماعون اي يمنعون بذله لمن يحتاج اليه. مع يسري بذله - 00:22:24
قال الله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم اي يزجره ولا يحض على طعام المسكين اي ولا يحث عليه لا في نفسه ولا في فعل غيره فويل للمصلين - 00:22:46
هذا موضع الاشكال الذي ذكره المؤلف وقد اشار الى انه اشكال ضعيف وهذا الذي ذكره رحمه الله هنا وارد على مواضع عديدة ذكرها المؤلف رحمه الله في كتابه وانما اوردها لدفع التوهم ولو - 00:23:07
كان بعيدا او ضعيفا يقول رحمه الله اولا قوله فويل ويل اصوب ما يقال فيها انها كلمة وعيد كلمة وعيد وتفسيرها بانها واد في النار او نحو ذلك لا يصار اليه بنص واضح ظاهر - 00:23:24
وانما وهي الكلمة في لسان العرب تستعمل للتوعد فهي كلمة عقوبة. واما نوع العقوبة فهو مختلف باختلاف نوع الجرب فويل للمصلين ليست كقوله تعالى ويل للمطففين وويل للمصلين وويل للمطففين ليست كقوله تعالى فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يكتبون تتفاوت ويل في كل سياق - 00:23:50
بحجم الذنب الذي ذكرت في سياقه لكن هي في كل هذه الموارد تدل على معنى واحد وهو انها كلمة وعيد. والوعيد متفاوت بحق بقدر الذنب وخطورته وعظمه قوله تعالى فويل للمصلين - 00:24:20
هذه اية ومن هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة انه كان يقف على رؤوس الاهل فلو وقف الانسان على هذه فقال ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين - 00:24:41
فويل للمصلين وقف كان كانت قراءته سليمة. بمعنى انه لا يحتاج الى الوصل لان بعض المصاحف يكتب فيها ما يدل على النهي عن الوقوف وهذا ليس بصحيح بل يوقف وهذا ادعى في ايش - 00:24:59
لفت الانتباه اذا قال فويل للمصلين وقف كان هذا حافز الى ما هذا السياق؟ لماذا توعد المصلون بالويل الذين هم عن صلاتهم ساهون. يأتي الجواب ولهذا يعني ما ما يقوله بعض اهل العلم من او بعض القراء من انه لا يوقف على هذه الاية غلط - 00:25:21
اذ سنته صلى الله عليه وسلم الوقوف على الاي على رؤوس الاي ومنه هذه الاية. لكن ما ذكره رحمه الله من ان بعض العابثين اه احتج بالاية على ترك الصلاة فهذا نوع من الالحاد. ولهذا ذكر قصة من يعني اه احتج - 00:25:49
بالاية على ترك الصلاة وواضح. عبثه ولعبه وعدم اه عنايته بما دلت عليه حيث انه لما قرئ عليه قيل له اقرأ ما بعدها قال لا حاجة لي فيما بعدها فان فيها كفاية في التحذير من الصلاة. وهذا - 00:26:13
تحريف للكلم عن مواضعه اذ الاية ظاهرة في معناها وانها تحذير من اضاعة من السهو عن الصلاة ومن الصلاة على حال من المراءات فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون - 00:26:36
اي بالصلاة وغيرها من الاعمال ويمكن ان يقال ان قوله فويل للمصلين المقصود به المسلمون المصلون هم المسلمون اذ ان من اسماء اهل الاسلام الصلاة. اذ ان من اسماء اهل الاسلام اهل الصلاة - 00:26:54
فالصلاة تطلق على اهل الاسلام ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم. فالمقصود ان الصلاة تطلق ويراد بها الاسلام فقوله فويل للمصلين يمكن ان يفسر بهذا لانه ذكر فيها - 00:27:17
السهو عن الصلاة والمراءات ومنع الماعون ومنع الماعون اي منع ماء بذل ما يجب بذله مما زاد عن حاجة الانسان. نعم تم تم الصلاة علة تطلق وما كانت صلاتهم؟ قال نعم وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصدية - 00:27:40
ما كان ايمانهم ودينهم والثانية وما كان الله رضا ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم نعم احسن الله اليكم سورة الكافرون قوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد. يدل بظاهره على ان الكفار المخاطبين بها لا - 00:28:06
يعبدون الله ابدا مع انه دلت ايات اخر على ان منهم من يؤمن بالله تعالى كقوله ومن هؤلاء من يؤمن به الاية والجواب من وجهين. الاول انه خطاب لجنس الكفار وان اسلموا فيما بعد فهو خطاب لهم ما داموا كفارا. فاذا - 00:28:23
لم يتناولهم ذلك لانهم حينئذ مؤمنون لا كافرون. وان كانوا منافقين فهم كافرون في الباطن فيتناولهم الخطاب واختار هذا الوجه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. الثاني هو ان الاية سورة الكهف آآ الكافرون سميت - 00:28:43
بهذا ذكر آآ الكافرين في اولها حيث وجه الخطاب الى النبي وسلم وامر ان يبلغهم ما تظمنت هذه السورة. قل يا ايها الكافرون قل يا محمد يا ايها الكافرون نداء لاهل الكفر وهم كل من لم - 00:29:03
يؤمن به صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب او من المشركين او من غيرهم ممن لم ينقض لما جاء به قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون فنفى ان يشاركهم فيما يعبدونه - 00:29:23
ولانتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولانتم عابدون ما اعبد. فالاية هنا في قوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد هل هذا خبر عن الحاضر ام عن المستقبل - 00:29:41
اي انهم لن يعبدوا الله تعالى الذي يعبده محمد صلى الله عليه وسلم ام انه خبر عن حالهم. الاية لاحظ انها جاءت في في في ذكر ما بلغوا به بصيغة - 00:30:05
الصيغة الاولى فعلية والصيغة الثانية اسمية قال الله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما عبد - 00:30:27
فجاءت في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغتين بصيغة الفعل لا اعبد وبصيغة اسم الفاعل وما انا عابد ولا انا عابد ما عبدت. اما في الخبر عنهم فجاء بايش - 00:30:49
بصيغة واحدة وهي الاسمية قال تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبدون انا عابد ما عبدتم ولا انتم ها عابدون ما فلم تختلف الصيغة في الخبر عن حال اهل الكفر - 00:31:06
اما في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت الصيغة بالصورتين او بالصيغتين بالصيغة الفعلية والصيغة الف مية وهذا ابلغ في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما يعبده المشركون. مما يعبده الكافرون - 00:31:25
حيث نفى ذلك الفعل وبالاسم بالفعل الذي يفيد الحاضر وبالاسم الذي يفيد التجدد والاستمرار واما في خبره عن المشركين فقد جاء بصيغة بالصيغة الاسمية الدالة على تبوت الوصف وكذلك تجدده تدل على تجدده - 00:31:47
هنا يقول فيما ذكره من اشكال الاية قال يدل بظاهره على ان الكفار المخاطبين به لا يعبدون الله ابدا يعني لا في الحاضر ولا في المستقبل مع انه دلت ايات اخر على ان منهم من يؤمن بالله تعالى - 00:32:25
كما قال تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به. اي في المستقبل فيكون منهم ايمان. الجواب الاول ما ذكره عن شيخ الاسلام رحمه الله من ان هذا خطاب للكفار حال كونهم مصرين على الكفر - 00:32:45
وليس انهم لا يؤمنون لكن ما داموا على هذه الحال من عدم قبول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الانقياد له فهم موصوفون بالكفر وليسوا عابدين للذي يعبد. لان الذي يعبده محمد اله امرهم بالا يعبدوا غيره - 00:33:00
وهم يعبدون يعبدونه ويعبدون سواه. فلا يكونون عابدين له يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. يعني لا حاجة لله - 00:33:22
بعمل يصرف فيه القصد الى سواه. فيكون من عبد غير الله مع الله عابدا لغيره لا عابدا له جل في علاه فتكون الاية خطاب للكفار حالا اقامتهم على الكفر. اما الثاني - 00:33:42
الثاني هو ان الاية من العام المخصوص وعليه في في فهي في خصوص الاشقياء المشار اليهم بقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك الاية كما تقدم نظيره مرارا لتكون هذه من العامة المخصوص - 00:34:00
الذي خص بما استثني من ايمان بعضهم كما دل عليه قوله تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به. ويكون قوله تعالى وما انتم عابدون ما اعبد في حق من؟ علم الله عدم ايمانهم وعدم استجابتهم - 00:34:18
ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمن نعوذ بالله منه الخذلان لا يؤمنون اي لا يستجيبون لما تأتي لما تأتيهم به الرسل والاقرب والله تعالى اعلم هو الوجه الاول - 00:34:41
سورة الناس قوله تعالى من شر الوسواس الخناس لا يخفى ما بين هذين الوصفين الذين وصفا بهما هذا اللعين الخبيث من التنافي لان الوسواس كثير الوسوسة ليضل بها الناس والخناس كثير التأخر والرجوع عن اضلال الناس - 00:35:01
والجواب ان لكل مقام مقالة فهو وسواس عند غفلة العبد عن ذكر ربه خناس عند ذكر العبد ربه تعالى. كما دل عليه قوله قال ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وقوله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا - 00:35:21
الاية فهو وسواس خناس مع انهما وصفان متقابلان لكنهما نازلان على حالين مختلفين فهو وسواس عندما يكون الانسان غافلا عن ذكر ربه. الخناس عندما يغفل عن ذكر ربه وقد تم بحمد الله - 00:35:42
ما اردنا جمعه بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم. لهذا يكون قد انتهى هذا السفر المبارك. الله اكبر. نسأل الله يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم - 00:36:06
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. وبعد. قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين سورة القارعة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى واما من خفت موازينه فامه هاوية. هذه الاية الكريمة - 00:00:00
تدل على ان الهاوية وصف لها علم للنار. اذ تنوينها ينافي كونها اسما من اسماء النار. لانها على تقدير كونها من اسماء النار يلزم فيها المنع من الصرف للعلمية والتأنيث. وقوله تعالى وما ادراك ما هي - 00:00:24
نار حامية يدل على ان الهاوية من اسماء النار اعلم اولا ان الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:00:44
القارعة سميت بهذا الاسم لذكر الله تعالى القارعة في اولها القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة والقارعة اسم من اسماء يوم القيامة وذلك انه آآ يكون فيها مما يقرع الاسماع - 00:00:59
قلوب من الاهوال ما يصدق عليه هذا الوصف القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش هذا هو المسؤول عنه في صدر السورة ثم ذكر انقسام الناس - 00:01:21
قال فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه هذه القسمة الثانية فامه هاوية وما ادراك ما هي قوله فامه هاوية هاوية ذكر المؤلف رحمه الله - 00:01:44
انها وصف لا اعلم للنار يعني ليست أسماء من اسماء النار انما هي وصف لما ذكر مما يؤول اليه الانسان. فامه هاوية آآ وجه كونها وصفا لا علما انها جاءت منكرة ولو كانت علما - 00:02:02
لك انت معرفة وبالتالي اذا كانت معرفة فهي ممنوعة من الصرف للعالمية والتأنيث لكن لما صرفت دل على انها ليست علما وانما هي نكرة مؤنثة فلا تمنع من الصرف يقول رحمه الله وقوله وما ادراك ما هي؟ نار حامية يدل على انها - 00:02:32
آآ على انها من اسماء النار الهاوية عرفها قال وما ادراك ما هي الظمير يعود الى الهاوية. قال نار حامية الان يجيب المؤلف رحمه الله عما يظهر من التعارض بين كون هاوية علما - 00:03:05
واسما من اسماء النار وبين كونها وصفا من اوصافه يقول رحمه الله فاعلم اعلم اولا احسن الله اليكم اعلم اولا ان في معنى قوله تعالى فامه هاوية ثلاثة اوجه للعلماء. اثنان منها لا اشكال في الاية عليهما - 00:03:26
والثالث هو الذي فيه الاشكال المذكور. اما اللذان لا اشكال في الاية عليهما فالاول منهما ان الماء ان المعنى فامه هاوية اي ام رأسه هاوية في قعر جهنم لانه يطرح فيها منكوسا. رأسه اسفل - 00:03:44
رأسه اسفل ورجلاه اعلى وروي هذا القول عن قتادة وابي صالح وعكرمة والكلبي وغيرهم وعلى هذا القول فالضمير في قوله وما ادراك ما هي عائد الى الى محذوف دل عليه المقام. اي ام رأسه هاوية في نار. وما ادراك ما هي - 00:04:04
نار حامية هذا واضح الوجه الاول وعليه فلا اشكال لانها تبقى هنا منكرة لانها ليست علما انما هي وصف او خبر عما يؤول اليه الانسان يقول فامه امه ام رأسه - 00:04:27
هاي دماغه كما قال جماعة من المفسرين سمي الدماغ بالام لانه اليه يرجع عمل الانسان وما يصدر عنه فامه هاوية وما ادراك ما هي هاوية ما ادراك ما هي عائد الى - 00:04:48
ما تهوي اليه وهي النار قال نار حامية هذا الوجه الاول ان آآ ان المعنى فامه هاوية ام رأسه هاوية في قعر جهنم اعاذنا الله واياكم منها فليست علما ولا وصفا للنار انما هي انما هو وصف لامه - 00:05:13
او خبر عنها ام رأسه هاوية اما وصف واما خبر نعم احسن الله اليكم. والثاني انه من قول العرب اذا دعوا على الرجل بالهلكة قالوا هوت امه لانه اذا هوى - 00:05:36
اي سقط وهلك فقد هوت امه ثكلا وحزنا. ومن هذا المعنى قول كعب بن سعد الغنوي هوت امه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يرد الليل حين يؤوب؟ وهذا القول رواية اخرى عن قتادة وعلى هذا - 00:05:57
قولي فالضمير في قوله هي للداهية التي دل عليها الكلام وذكر الالوسي في تفسيره ان صاحب الكشف قال ان هذا القول احسن وان وان الطيب قال انه اظهر وقال هو وللبحث فيه مجال - 00:06:16
هذا الوجه الثاني ان قوله تعالى فامه هاوية اي انه واقع في الهلاك فهذا ما جرى مجرى الامثال ثكلتك امك تربت يداك وما اشبه ذلك مما يقال في سياق آآ - 00:06:38
في سياق لا يراد به مفردات اللفظ انما معناه وهو الهلاك او المعنى الذي يستعمل فيه آآ نظير هذا التركيب فقوله فامه هاوية اي انه هالك ووجه دلالة هوي الام على الهلاك ان اعظم من يصاب بالشخص في الغالب امه - 00:07:01
فاذا هوت امه فقد هلك نعم ويكون قوله ما هي علم للهلاك الذي الم به وليس لهوية ليس عائدا على الهوي انما للهلاك الذي دل عليه قوله فامه هاوية قال وما ادراك ما هي؟ يعني الداهية والهلاك الذي نزل به قال نار حامية اي انه يصلى بنار حامية ورجح هذا - 00:07:31
قل من ذكر من اهل العلم الثالث من اوجه التي فسر بها قوله فام هاوية وهو موضع الاشكال قال ان المعنى ان المعنى فامه هاوية اي مأواه الذي يحيط به ويضمه هاوية. وهي النار لان الامة تؤوي ولدها - 00:08:05
وتضمه والنار تضم هذا العاصي وتكون مأواه. والجواب على هذا القول هو ما اشار له الالوسي في تفسيره اذ انه نكر الهاوية في محل التعريف لاجل الاشعار بخروجهم عن المعهود للتفخيم والتهويل ثم بعد ابهامها - 00:08:27
لهذه النكتة قررها بوصفها الهائل بقوله وما ادراك ما هي نار حامية قال مقيده واضح هذا الوجه الثالث ان هاوية اسم من اسماء النار وانما خرج عن الاصل في كونه - 00:08:47
ممنوعا من الصرف اي في كونه معرفا الى كونه منكرا للتهويل والتعظيم فالتنكير يؤتى به ويراد به التعظيم ان المتقين في جنات ونهر نهر هنا جاء منكرا للتعظيم اي نهر عظيم - 00:09:09
فالتنكير هنا افادت تعظيمها يكون قوله فام هاوية هاوية هو اسم من اسماء النار وانما نكر لاجل ايش لتعظيم المآل الذي اصابه والعقوبة التي حلت به اعاذنا الله واياكم من النار - 00:09:34
طيب بعد هذا يقول قال مقيده عفا الله عنه هذا الجواب؟ هذا الجواب الذي ذكره الالوسي يدخل في حد نوع من انواع بديع المعنوي يسميه علماء البلاغة التجريد. فحد التجريد عندهم هو ان ينتزع من امر ذي - 00:09:53
اخر مثله فيها مبالغة في كمالها فيه. واقسامه معروفة عند البيانيين فمنه ما يكون التجريد فيه بحرف نحو قولهم لي من فلان صديق حميم. اي بلغ من الصداقة حدا صحا مع - 00:10:13
ان يستخلص منه اخر مثله فيها. مبالغة في كمالها فيه. وقولهم لان سألته تسألن به البحر. بالغ في اتصافه بالسماحة حتى انتزع منه بحرا في السماحة ومن التجريد بواسطة الحرف قوله تعالى لهم فيها دار الخلد وهو اشبه شيء اشبه شيء بالاية التي نحن - 00:10:31
صددها لان النار هي دار الخلد بعينها لكنه انتزع منها دارا اخرى وجعلها معدة في جهنم للكفار تهويلا لامرها ومبالغة في اتصافها بالشدة ومن التجريد ما يكون من غير توسط من غير توسط الحرف؟ طبعا هناك تجريد - 00:10:58
الذي ذكره المؤلف رحمه الله في قسمه الاول ما كان بواسطة حرف له من فلان صديق حميم التجنيد جاء بواسطة حرف له من فلان اي الصاحب الفلاني صديق حميم اي - 00:11:20
له هذه الخصلة على وجه الانفراد فهذا نوع من التجريد اي انه اخلص من هذا الشخص المعروف هذه الخصلة وجاء بها منكرة للتجريد ومثله لهم فيها دار الخلد وهنا تجنيد لكنه - 00:11:40
لا يشبه الاول انما جاء للتجريد معرف بالاضافة ومعرف بالالف واللام الدالة على آآ الدالة على التعريف الذي معنا تجريد بلا حرف ولذلك عاد الى النوع الثاني من التجريد يقول ومن التجريد ما يكون من غير توسط حرف - 00:12:03
حيث قال تعالى فامه هاوية ليس ثمة حرف للتجريد نحو قول قتادة نعم ومن التجريد ومن التجريد ما يكون من غير توسط الحرف نحو قول قتادة ابن سلمة الحنفي ولئن بقيت لارحلن - 00:12:27
بغزوة تحوي الغنائم او يموت كريم يعني نفسه انتزع من نفسه كريما مبالغة في كرمه. فاذا عرفت هذا فالنار سميت سميت الهاوية لغاية عمقها وبعد مهواها فقد روي ان داخلها يهوي فيها سبعين خريفا - 00:12:46
وخصها البعض بالباب الاسفل من النار فانتزع منها هاوية اخرى مثلها في شدة العمق وبعد المهوى مبالغة في في عمق في عمقها وبعد مهواها والعلم عند الله تعالى هذا الكلام من المؤلف رحمه الله هو بيان تفسير او توضيح - 00:13:09
الملحظ الذي اشار اليه الالوسي رحمه الله في تفسيره في ان تنكير الهاوية جاء في محل التعريف لاجل لاجل التفخيم والتعظيم وان ذلك نوع من اوجه البلاغة المعروفة عند البلاغيين وهو ما يعرف بالتجريد - 00:13:29
ومعنى التجريد انه يستخلص من المذكور موضعا او شخصا وصفا يحصر فيه دون غيره من الاوصاف فقوله في البيت ولئن بقيت لارحلن بغزوة تحوي الغنائم يعني يكون فيها بين امرين اما ان يفوز بالغنائم او يموت - 00:13:49
كريم ويقصد بالكريم نفسه وخص هذه الخصلة دون بقية صفاته شجاع وفي آآ وما اشبه ذلك مما يمكن ان يوصف به من المدح خص الكرم لابرزه جرد جرد الشخص في هذا الوصف دون سائر الاوصاف. ومثله هنا في قوله فامه هاوية. يقصد بها النار - 00:14:18
وانما خص هذا دون غيره تجريدا لهذا الوصف وتفخيما له دون سائر الاوصاف التي توصف بها النار اعاذنا الله واياكم منها اذا قوله تعالى فامه هاوية في ثلاثة اوجه من جهة المعنى المعنى الاول فامه هاوية اي رأسه ساقط في النار - 00:14:44
فهاوية اي هذا وصف لرأسه او خبر عن وثمة مقدر وهو في النار الذي موضعه الذي هو موضع الهوي هذا الوجه الاول. الوجه الثاني في معنى قوله فامه هاوية اي انه هالك. ويكون هذا مما جريا على استعمال العرب. هذا اللفظ للتعبير عن - 00:15:13
هلاك مثل ثكلتك امك تعبير عن الفقد وتربت يداك تعبير عن خلو اليد من كل ما يكسب فقوله هوت امه اي هلك وان لم يكن لامه دخل في الامر انما هو - 00:15:36
لفظ يستعمل للدلالة على ايش للدلالة على الهلاك. اما الوجه الثالث الذي ذكره فهاوية اسم للنار وانما خرج عن الاصل من من التعريف الى التنكيل للتفخيم واضح يا اخوان ولا لا - 00:16:00
وبهذا يزولون الاشكال نعم احسن الله اليكم كلها وجوه صالحة كلها اوجه صالحة يصلح ان اه تحمل عليها الاية والوجه الاخير هو لا له حظ من النظر والجواب هو ظاهر - 00:16:23
نعم احسن الله اليكم سورة العصر قوله تعالى والعصر والقاعدة في التفسير ان الاية اذا كانت تحتمل اكثر من معنى وهي معاني صحيحة فانه يمكن ان تفسر الاية بجميعها ولا تعارظ نعم - 00:16:48
قال من قواعد التفسير ما احتملته الاية من الاوجه الصحيحة التي يمكن تفسير الاية بها فانه فان الاية تفسر بها ولا يقال هذا ارجح من هذا الا لمرجح اما اذا كان - 00:17:06
ليس ثمة مرجح فسرت الاية بالجميع واضح نعم احسن الله اليكم سورة العصر قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. هذه الاية الكريمة يدل ظاهرها على ان هذا اخبر ان هذا المخبر عنه انه في خسر انسان واحد بدليل افراد لفظة الانسان واستثناؤه من ذلك - 00:17:21
الذين امنوا وعملوا الصالحات يقتضي انه ليس انسانا واحدا والجواب عن هذا هو ان لفظ الانسان وان كان واحدا فالاف واللام للاستغراق للاستغراق يصير المفرد بسبب بسبب بهما صيغة عموم وعليه فمعنى ان الانسان اي ان كل انسان لدلالة - 00:17:49
على ذلك والعلم عند الله تعالى سورة العصر سميت بهذا لان الله تعالى اقسم في صدرها بالعصر قوله والعصر الواو حرف ايش قسم والعصر ان الانسان في خسر هذا قسم والمقسم عليه الخبر بخسران الانسان ان الانسان لفي خسر. ما ذكره رحمه الله يعني هو من مما يمكن ان يتوهم والا - 00:18:14
فهو من اظهر ما يكون ان الالف واللام هنا للجنس وبالتالي فان تفيد التعدد وليس الانفراد بل تشمل كل انسان. ولهذا اه لو نحيت ال ووضعت موضعها كل استقام المعنى. ان كل انسان - 00:18:42
لفي خسر. المعنى صحيح او لا المعنى صحيح فهل هنا الانسان هنا ليس المقصود به واحدا بني ادم بل المقصود جنس الانسان كل انسان في خسر الا من اتصف بهذه الخصال الاربعة الا الذين امنوا صلح الباطن وعملوا الصالحات صلح الظاهر - 00:19:10
وتواصوا بالحق اي عمل بعضه اي اوصى بعضهم بعضا بالثبات عليه والاخذ به وتواصوا بالصبر اي صبر بعضهم بعضا على هذه الخصال الاربعة صلح الظاهر وصلاح الباطن والدعوة الى الحق - 00:19:35
والتواصي بالصبر على كل هذه المعاني كلها. التواصي بالصبر ليس فقط على اخر المذكورات على الخصال جميعها. فلا يمكن ان يبلغ الانسان النجاة الا بالصبر. على طاعة الله والصبر عن معصيته والصبر على تبليغ دينه والقيام بالحق. والصبر على ما يمكن ان يطاله مما يكره - 00:19:57
سواء كان ذلك في طاعة الله او في اقضيته واقداره في شرعه في حكمه الشرع او في حكمه القدري نعم احسن الله اليكم سورة الماعون قوله تعالى فويل للمصلين الاية هذه الاية يتوهم منها الجاهل ان الله - 00:20:23
عدا المصلين بالويل وقد جاء في اية اخرى ان عدم الصلاة من اسباب دخول سقر وهي قوله تعالى ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين. والجواب عن هذا في غاية الظهور وهو ان التوعد بالويل منصب على قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:20:43
الذين هم يراؤون وهم المنافقون على التحقيق. وانما ذكرنا هذا الجواب مع ضعف الاشكال وظهور الجواب عنه لان الذين لا يصلون يحتجون لترك الصلاة بهذه الاية. وقد سمعنا من ثقات وغيرهم ان رجلا قال لظالم تارك - 00:21:03
كل الصلاة ما لك لا تصلي؟ فقال لان الله توعد على الصلاة بالويل في قوله فويل للمصلين فقال له اقرأ بعدها فقال لا حاجة لي فيما بعدها فيها كفاية في التحذير من الصلاة. ومن هذا القبيل قول الشاعر دع المساجد - 00:21:23
للعباد للعباد تسكنها وسر الى حانة الخمار يسقينا. ما قال ربك ويل للا ، سكروا. وان للايه احسن الله اليكم. ما قال ربك ويل للاولي سكروا وانما قال ويل للمصلين. فهذا كان فاذا كان الله - 00:21:43
تعالى توعد بالويل بالويل المصلي الذي هو ساه عن صلاته ويرائي فيها فكيف بالذي لا يصلي اصلا فالويل كل الويل له وعليه لعائن الله الى يوم القيامة ما لم يتب - 00:22:05
سورة الماعون من سميت بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها الماعون والماعون هو ما يستعمل في ادوات الطبخ من صحن وقدر وما اشبه ذلك يمنعون الماعون اي يمنعون بذله لمن يحتاج اليه. مع يسري بذله - 00:22:24
قال الله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم اي يزجره ولا يحض على طعام المسكين اي ولا يحث عليه لا في نفسه ولا في فعل غيره فويل للمصلين - 00:22:46
هذا موضع الاشكال الذي ذكره المؤلف وقد اشار الى انه اشكال ضعيف وهذا الذي ذكره رحمه الله هنا وارد على مواضع عديدة ذكرها المؤلف رحمه الله في كتابه وانما اوردها لدفع التوهم ولو - 00:23:07
كان بعيدا او ضعيفا يقول رحمه الله اولا قوله فويل ويل اصوب ما يقال فيها انها كلمة وعيد كلمة وعيد وتفسيرها بانها واد في النار او نحو ذلك لا يصار اليه بنص واضح ظاهر - 00:23:24
وانما وهي الكلمة في لسان العرب تستعمل للتوعد فهي كلمة عقوبة. واما نوع العقوبة فهو مختلف باختلاف نوع الجرب فويل للمصلين ليست كقوله تعالى ويل للمطففين وويل للمصلين وويل للمطففين ليست كقوله تعالى فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يكتبون تتفاوت ويل في كل سياق - 00:23:50
بحجم الذنب الذي ذكرت في سياقه لكن هي في كل هذه الموارد تدل على معنى واحد وهو انها كلمة وعيد. والوعيد متفاوت بحق بقدر الذنب وخطورته وعظمه قوله تعالى فويل للمصلين - 00:24:20
هذه اية ومن هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة انه كان يقف على رؤوس الاهل فلو وقف الانسان على هذه فقال ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين - 00:24:41
فويل للمصلين وقف كان كانت قراءته سليمة. بمعنى انه لا يحتاج الى الوصل لان بعض المصاحف يكتب فيها ما يدل على النهي عن الوقوف وهذا ليس بصحيح بل يوقف وهذا ادعى في ايش - 00:24:59
لفت الانتباه اذا قال فويل للمصلين وقف كان هذا حافز الى ما هذا السياق؟ لماذا توعد المصلون بالويل الذين هم عن صلاتهم ساهون. يأتي الجواب ولهذا يعني ما ما يقوله بعض اهل العلم من او بعض القراء من انه لا يوقف على هذه الاية غلط - 00:25:21
اذ سنته صلى الله عليه وسلم الوقوف على الاي على رؤوس الاي ومنه هذه الاية. لكن ما ذكره رحمه الله من ان بعض العابثين اه احتج بالاية على ترك الصلاة فهذا نوع من الالحاد. ولهذا ذكر قصة من يعني اه احتج - 00:25:49
بالاية على ترك الصلاة وواضح. عبثه ولعبه وعدم اه عنايته بما دلت عليه حيث انه لما قرئ عليه قيل له اقرأ ما بعدها قال لا حاجة لي فيما بعدها فان فيها كفاية في التحذير من الصلاة. وهذا - 00:26:13
تحريف للكلم عن مواضعه اذ الاية ظاهرة في معناها وانها تحذير من اضاعة من السهو عن الصلاة ومن الصلاة على حال من المراءات فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون - 00:26:36
اي بالصلاة وغيرها من الاعمال ويمكن ان يقال ان قوله فويل للمصلين المقصود به المسلمون المصلون هم المسلمون اذ ان من اسماء اهل الاسلام الصلاة. اذ ان من اسماء اهل الاسلام اهل الصلاة - 00:26:54
فالصلاة تطلق على اهل الاسلام ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم. فالمقصود ان الصلاة تطلق ويراد بها الاسلام فقوله فويل للمصلين يمكن ان يفسر بهذا لانه ذكر فيها - 00:27:17
السهو عن الصلاة والمراءات ومنع الماعون ومنع الماعون اي منع ماء بذل ما يجب بذله مما زاد عن حاجة الانسان. نعم تم تم الصلاة علة تطلق وما كانت صلاتهم؟ قال نعم وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصدية - 00:27:40
ما كان ايمانهم ودينهم والثانية وما كان الله رضا ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم نعم احسن الله اليكم سورة الكافرون قوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد. يدل بظاهره على ان الكفار المخاطبين بها لا - 00:28:06
يعبدون الله ابدا مع انه دلت ايات اخر على ان منهم من يؤمن بالله تعالى كقوله ومن هؤلاء من يؤمن به الاية والجواب من وجهين. الاول انه خطاب لجنس الكفار وان اسلموا فيما بعد فهو خطاب لهم ما داموا كفارا. فاذا - 00:28:23
لم يتناولهم ذلك لانهم حينئذ مؤمنون لا كافرون. وان كانوا منافقين فهم كافرون في الباطن فيتناولهم الخطاب واختار هذا الوجه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. الثاني هو ان الاية سورة الكهف آآ الكافرون سميت - 00:28:43
بهذا ذكر آآ الكافرين في اولها حيث وجه الخطاب الى النبي وسلم وامر ان يبلغهم ما تظمنت هذه السورة. قل يا ايها الكافرون قل يا محمد يا ايها الكافرون نداء لاهل الكفر وهم كل من لم - 00:29:03
يؤمن به صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب او من المشركين او من غيرهم ممن لم ينقض لما جاء به قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون فنفى ان يشاركهم فيما يعبدونه - 00:29:23
ولانتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولانتم عابدون ما اعبد. فالاية هنا في قوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد هل هذا خبر عن الحاضر ام عن المستقبل - 00:29:41
اي انهم لن يعبدوا الله تعالى الذي يعبده محمد صلى الله عليه وسلم ام انه خبر عن حالهم. الاية لاحظ انها جاءت في في في ذكر ما بلغوا به بصيغة - 00:30:05
الصيغة الاولى فعلية والصيغة الثانية اسمية قال الله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما عبد - 00:30:27
فجاءت في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغتين بصيغة الفعل لا اعبد وبصيغة اسم الفاعل وما انا عابد ولا انا عابد ما عبدت. اما في الخبر عنهم فجاء بايش - 00:30:49
بصيغة واحدة وهي الاسمية قال تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبدون انا عابد ما عبدتم ولا انتم ها عابدون ما فلم تختلف الصيغة في الخبر عن حال اهل الكفر - 00:31:06
اما في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت الصيغة بالصورتين او بالصيغتين بالصيغة الفعلية والصيغة الف مية وهذا ابلغ في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما يعبده المشركون. مما يعبده الكافرون - 00:31:25
حيث نفى ذلك الفعل وبالاسم بالفعل الذي يفيد الحاضر وبالاسم الذي يفيد التجدد والاستمرار واما في خبره عن المشركين فقد جاء بصيغة بالصيغة الاسمية الدالة على تبوت الوصف وكذلك تجدده تدل على تجدده - 00:31:47
هنا يقول فيما ذكره من اشكال الاية قال يدل بظاهره على ان الكفار المخاطبين به لا يعبدون الله ابدا يعني لا في الحاضر ولا في المستقبل مع انه دلت ايات اخر على ان منهم من يؤمن بالله تعالى - 00:32:25
كما قال تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به. اي في المستقبل فيكون منهم ايمان. الجواب الاول ما ذكره عن شيخ الاسلام رحمه الله من ان هذا خطاب للكفار حال كونهم مصرين على الكفر - 00:32:45
وليس انهم لا يؤمنون لكن ما داموا على هذه الحال من عدم قبول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الانقياد له فهم موصوفون بالكفر وليسوا عابدين للذي يعبد. لان الذي يعبده محمد اله امرهم بالا يعبدوا غيره - 00:33:00
وهم يعبدون يعبدونه ويعبدون سواه. فلا يكونون عابدين له يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. يعني لا حاجة لله - 00:33:22
بعمل يصرف فيه القصد الى سواه. فيكون من عبد غير الله مع الله عابدا لغيره لا عابدا له جل في علاه فتكون الاية خطاب للكفار حالا اقامتهم على الكفر. اما الثاني - 00:33:42
الثاني هو ان الاية من العام المخصوص وعليه في في فهي في خصوص الاشقياء المشار اليهم بقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك الاية كما تقدم نظيره مرارا لتكون هذه من العامة المخصوص - 00:34:00
الذي خص بما استثني من ايمان بعضهم كما دل عليه قوله تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به. ويكون قوله تعالى وما انتم عابدون ما اعبد في حق من؟ علم الله عدم ايمانهم وعدم استجابتهم - 00:34:18
ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمن نعوذ بالله منه الخذلان لا يؤمنون اي لا يستجيبون لما تأتي لما تأتيهم به الرسل والاقرب والله تعالى اعلم هو الوجه الاول - 00:34:41
سورة الناس قوله تعالى من شر الوسواس الخناس لا يخفى ما بين هذين الوصفين الذين وصفا بهما هذا اللعين الخبيث من التنافي لان الوسواس كثير الوسوسة ليضل بها الناس والخناس كثير التأخر والرجوع عن اضلال الناس - 00:35:01
والجواب ان لكل مقام مقالة فهو وسواس عند غفلة العبد عن ذكر ربه خناس عند ذكر العبد ربه تعالى. كما دل عليه قوله قال ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وقوله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا - 00:35:21
الاية فهو وسواس خناس مع انهما وصفان متقابلان لكنهما نازلان على حالين مختلفين فهو وسواس عندما يكون الانسان غافلا عن ذكر ربه. الخناس عندما يغفل عن ذكر ربه وقد تم بحمد الله - 00:35:42
ما اردنا جمعه بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم. لهذا يكون قد انتهى هذا السفر المبارك. الله اكبر. نسأل الله يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم - 00:36:06