بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في منظومة اسباب - 00:00:00
القلوب ومنها مراعاة وشح بوقته. كما شح ذو المال البخيل مصمما ومنها اهتمام ومنها اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يكون متمما. باخلاص قصد والنصيحة محسنا وتقيده بالاتباع ملازما. ويشهد معدى منة الله عنده وتقصير - 00:00:20
في حق مولاه دائما. طيب هذه الابيات ذكر المؤلف رحمه الله فيها جملة من علامات سلامة القلب وصحته وهي ايضا من اسباب حياته كما ذكره رحمه الله في هذه الابيات - 00:00:50
جميعه يرجع الى ما تحيا به القلوب. فاذا قامت هذه العلامات في القلب دلت على حياته وصحته وسلامته يقول رحمه الله ومنها اي من علامات صحة القلب ومن اسباب حياته - 00:01:08
مراعاة وشح بوقته مراعاة الوقت والشح به مراعاة الوقت حفظه ومعرفة منزلته واهميته الوقت قوى الحياة ومن حفظ وقته حفظ حياته ولذلك ذكر المراعاة والشح المراعاة ناتجة عن الفهم لاهمية الشيء فانه لا يراعى الا ما عرفت مكانته - 00:01:27
ومنزلته واما ما ذكره من الشح فهو الامساك عن تبديد الوقت وتضييعه فان تضييع الوقت واهداره هو اضاعة للحياة وموت للقلب وانما وانما يضيع القلب بالغفلة عنه وعدم الاعتناء بحفظه - 00:02:01
وعدم العناية بعمارة الوقت بما ينفع الانسان النبي صلى الله عليه وسلم بين بينت عائشة كيف كان كيف كانت حاله؟ كان يذكر الله على كل احيانه صلى الله عليه وسلم وهذا فيه عمارة الوقت بما ينفع الانسان في معاشه - 00:02:31
طمأنينة وسكنا وفي ميعاده ثوابا واجرا وفظلا وسبقا. ولذلك كلما رأيت الانسان شحيحا بوقته عارفا قدر زمانه فاعلم ان ذلك من علامات صحة قلبه لان القلب الميت ليس له هدف ولا غاية. وبالتالي الوقت عنده لا ثمن له - 00:02:51
بل تجده يبدد الوقت ويضعه في مواضع عديدة ويصيبه في مصارف شتى تضييعا وانهاكا لانه لا هدف له ولا غاية. بخلاف صاحب القلب الحي صاحب القلب المستنير يعلم ان ايامه ولياليه سريعة التقظي - 00:03:13
ابية الرجوع هي خزائن اعماله بها يسعد ويسر وبها يهلك ويضر. ولذلك تجده يحفظ وقته بل هو في حفظه لوقته اشد من حفظه لماله لماذا قال رحمه الله كما شح ذو المال البخيل - 00:03:36
مصممة اي ان نشحه كشح البخيل في ماله. لماذا؟ كان الشح بالوقت اعظم اهمية واكبر منزلة من الشح بالمال الجواب على هذا ان شح بالمال منع له في ما يفيد - 00:04:01
فالمال لا ينفع الا اذا خرج المال لا ينفع الا اذا خرج فاذا امسكه لم ينتفع به واما الوقت فانه لا ينفع الا اذا حفظ وقتك لا يمكن ان تنتفع به الا اذا حفظته وصرفته فيما يفيد - 00:04:26
ولهذا ينبغي ان يكون شح بالوقت كشح البخيل بماله والبخيل شديد الحرص على ماله عظيم الحفظ له حتى اذا سقط منه ادنى ما يكون من المال لم يترحل من المكان حتى يجد ما فاته وما سقط منه من المال - 00:04:47
فينبغي للانسان ان يكون شديد الشح بوقته وليعلم ان الكرم بالوقت اخطر من الكرم بالمال. لماذا؟ لان الوقت اذا ذهب لا يرجع كما قال واصفوا الوقت الوقت سريع التقظي تريع التقظي اذا ادركته يمظي سريعا اذا جاء اليوم الذي تنتظره - 00:05:06
انقضى سريعا بطيء التأتي يعني اذا كنت تنتظر شيئا من الوقت فانه يتأخر مجيئه تشعر انه بعيد الحصول لكنه اذا جاء سريع على الانقضاء ثم الوصف الثالث الوقت وهو الشاهد ابي الرجوع - 00:05:32
لا يمكن ان يرجع. ما ذهب من يومك لا يمكن ان تسترجعه. بخلاف ما ذهب من مالك فانك يمكن ان تسترجعه باستخلاف غيره ولهذا الوقت انفس حفظ الوقت انفس من حفظ المال - 00:05:52
والكرم بالوقت في تبديده اخطر من اضاعة المال. اضاعة الوقت اخطر من اضاعة المال وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال واضاعة الوقت اعظم خطرا فهي اوجب - 00:06:07
في النهي واكد في الحفظ. يقول رحمه الله ومنها اي ومن اسباب صلاح القلب واستقامته اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يكون متمما اي من على ما صحة القلب واسباب سلامته وحياته ان يهتم باتقان عمله - 00:06:24
اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يعني ان تكون اعماله صحيحة وهذا لا ريب انه من اكد ما ينبغي ان يعتني به الانسان فليس الشأن في ان تعمل العمل على اي وجه كان. انما الشأن كل الشأن في ان يكون عملك - 00:06:49
على الوجه الذي يرظاه الله تعالى. ولهذا قال جل في علاه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايش ايكم احسن عملا وقال لنبلوهم ايهم احسن عملا بل فحسن العمل لا يتحقق الا - 00:07:12
اخلاصه لله وان يكون على وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمن المهم للعامل ان يعتني بصحة عمله. لان العمل اذا لم يكن صحيحا لم يكن مقبولا - 00:07:35
فان الله تعالى قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فلقاء الله الذي يسر به الانسان مشروط بامرين ان يعمل صالحا والا يشرك بربه احدا - 00:07:50
العمل الصالح هو ما كان وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان جاريا على سنته والعمل الخالص هو ابتغي به وجه الله فلم يبتغى به سواه ولذلك من المهم ان ان يعتري الانسان - 00:08:08
عمله اتقانا واصلاحا ليحقق صحة العمل الذي به يتم الاخلاص. ولذلك قال رحمه الله باخلاص قصد والنصيحة محسنا. اي ينبغي ان يعتني تصحيح العمل من طريق وبواسطة اخلاص قصد واخلاص سوء القصد ان يكون عمله لله عز وجل لا يبتغي اجرا من سواه - 00:08:27
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى والاخلاص هو المأمور به في كل الاعمال بل هو رأس العمل كما قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين - 00:08:58
وكما قال جل في علاه الا لله الدين الخالص فالله عز وجل امر بعبادته وحده لا شريك له وان يكون العمل خالصا لله. كيف يكون العمل خالصا لله؟ تقدم الكلام على الاخلاص وانه من اسباب صلاح القلب - 00:09:14
لكن الذي جاء به هنا جاء به ذكرا هنا لاجل التتميم لما ذكر من ان من علامات واسباب من علامات صحة القلب ومن اسباب صلاحه ان يهتم بتصحيح العمل ان يكون عمله صحيحا. والصحيح هو ما كان لله خالصا فذكر الاخلاص. فليس سببا مستقلا - 00:09:32
انما ذكر تأكيد لما تقدم. كيف يكون العمل خالصا الا يبتغي بعمله سوى الاجر من الله لا يبتغي به شيئا من الدنيا بالكلية. واعلم بارك الله فيك ان الخالص مزبوط بقاعدة او بوصف - 00:09:55
وضابط ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا بينا في سؤال رجل جاء كما في المسند والسنن من حديث ابي امامة الباهلي قال رجل يا رسول الله الرجل يقاتل يعني في - 00:10:15
الجهاد في سبيل الله. يبتغي الاجر والذكر. يعني يطلب؟ هذين الاشياء. الامرين. الاجر ممن من الله والذكر ممن من الناس كيف الذكر؟ يقولون شجاع قوي مبادر همام قائم ما الى ذلك من المدائح - 00:10:29
هو قاتل لاجل هذين المقصدين. ما له؟ يعني ما الذي يرجع به من هذين قال لا شيء له لا يدرك اجرا ولا ذكرا وهذه من العجائب انه كل من طلب بالعمل الصالح ذكر الناس لا يدرك الذكر الحسن - 00:10:48
لا يدرك الذكر الحسن لانه لا يمكن ان يدرك الذكر الحسن الا طاعة الله. فالقلوب بيد الله هو الذي يقبل بقلوب العباد على شخص ويصرفها عنه وبالتالي علق قلبك بالله - 00:11:09
ما قال لا شيء له. عاد الرجل السؤال على النبي الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر. ما له قال لا شيء له عاد السؤال مرة ثالثة الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر. ما له؟ قال لا شيء له. ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما - 00:11:23
تقبل الله من العمل ما كان خالصا ايش الخالص؟ وابتغي به وجهه هذا عطف بياء عطف لمزيد بيان وايظاح فهو عطف من عطف المترادفات التي تؤكد وتبين المعنى بينما ابتغي به وجه الله هو الخالص - 00:11:41
ما كان خالصا يعني لم يكن فيه طلب غير الله لم يكن فيه طلب لغير الله عز وجل بل المقصود هو الله جل في علاه لا يقصد سواه سبحانه وبحمده - 00:12:00
وهذا معنى قوله رحمه الله باخلاص قصد فلا تقصد بعمل من الاعمال الا الله وكل من قصد غير الله فانه متروك. والمتروك مطروح جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:12:13
قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل عملا عملا نكر في سياق الشرط تفيد كل الاعمال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة من عمل عملا اشرك فيه معي غيري ايش معنى اشرك فيه معي غيري؟ يعني طلب - 00:12:28
شيء من الخلق له غرض اخر غير التقرب الى الله يصلي يريد مصلحة غير ارادة وجه الله والثواب منه يحسن الى الخلق يريد شيء اخر غير الاجر من الله. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. له غرض اخر وقصد اخر - 00:12:49
من عمل عملا اشرك فيه معي غيري العاقبة الخسران تركته ومن تركه الله فيا له من من خسارة تركته وشركه. يعني وما قصد من عمل ليس له شيء لا يدرك شيء هذا معنى قوله لا شيء له في حديث ابي امامة رضي الله تعالى عنه. ولهذا ينبغي للمؤمن يا اخي - 00:13:11
كل ما تأمله من مصالح الدنيا منافعها ستدركه بالاخلاص وكل ما تقصده بالعمل الصالح سوى الله لن تنال منه شيئا اذا لماذا؟ العاقل يسأل نفسه لماذا اقصد غير الله بعملي - 00:13:35
اذا كنت لن احصل ما اقصد الا بالاخلاص فبالتالي لا تنظر الى غير ما عند الله عز وجل وليكن حاملك في كل اعمالك ما ذكره الله انما نطعمكم لوجه الله - 00:13:57
اي ابتغاء وجهه وطلب مرضاته انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء مقابل مكافأة ولا شكورا يعني ولا الشكر حتى بالقول ما تنتظر من احد شيء لا تنتظر احسن ولا تنتظر - 00:14:15
وهذا هو الذي يصيب هذا الذي يبلغك السعادة في معاملة الخلق يقول ابن تيمية رحمه الله معيار السعادة في معاملة الخلق ان تعامل الله فيهم يعني اذا احسنت اذا قدمت خيرا لغيرك لا تنتظر جزاء من غير الله - 00:14:33
من انتظر الجزاء من الناس طال عناؤه وبعد مقصوده وعاد في كثير من الاحيان خائبا خاسرا. ليش؟ لان الناس في العادة والغالب من احوالهم الجحود كما قال الله عز وجل - 00:14:57
ان الانسان لربه ايش لكنود اي جحود هذا في في حق اعظم محسن اي اي شيء اعظم احسانا على الانسان من الرحمن جل في علاه. الذي خلقه وسواه وعدل في اي صورة ما شاء ركب امده بالرزق ويسر له كل ما يؤمل ومع ذلك - 00:15:17
اكثر الخلق وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله اذا من المهم ان يستحضر الانسان هذه النية الاخلاص في كل اعماله لا تنتظر من احد جزاء وكل عمل تستطيع اخفاءه فلا تظهره - 00:15:43
كل عمل تستطيع اخفاءه فلا تظهره كل عمل صالح تستطيع اخفاءه فلا تضره. واعطيك علاج سهل كل ما يكون من سيئاتك كيف تتعامل معها بالستر والاخفاء. سيئاتك تحرص على سترها واخفائها. كن في حسناتك كما تكون في سيئاتك - 00:16:01
احرص على اخفائها فانه اقرب للاخلاص واكبر في تحصيل المقصود الاجر من الله عز وجل عظيم للمخلصين. الاخلاص يجعل القليل من العمل عظيما والعظيم من العمل اذا خلا من الاخلاص كان لا شيئا - 00:16:24
كان هباء منثورا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لانهم لم يخلصوا لله ولم يقصده جل في علاه ولهذا سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان - 00:16:46
وهو من كبراء اهل مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ارأيت ما كان يصنع عبد الله ابن جدعان من اغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وما الى ذلك - 00:17:03
اينفعه يوم القيامة يعني هذا الذي كان يعمله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يعني لا يؤمن باليوم الاخر - 00:17:19
كل عمله مقصوده فيه الدنيا وقد ادرك ما يريد في دنياه فليس له في الاخرة من شيء. ولذلك يقول وقدمنا الى ما عملوا من العمل فجعلناه هباء منثورا. اذا من المهم في ما يتعلق بتصحيح العمل ان يكون لله خالصا باخلاص قصد والنصيحة - 00:17:34
محسنا النصيحة هي معنى الاخلاص ولذلك هي تأكيد لمعنى الاخلاص لان ان نصح الشيء تخليصه فاذا خلصته فقد نصحت فذكره في البيت باخلاص قصد والنصيحة هذا من عطف المترادف الذي يفيد ايش؟ قلنا المترادف يأتي عطف المترادفات - 00:17:57
قد يأتي بمعنيين اما تأكيد المعنى واما التنبيه على زيادة في المعنى لتقرير جانب لا يستوعبه اللفظ السابق مثل وتعاونوا على البر والتقوى. التقوى هي البر لكن هنا العطف اما ان يكون تأكيدا لمعنى البر. والوجه الثاني ان ان يقال البر هو فعل الصالحات والتقوى هو ترك المحرمات - 00:18:25
فيكون هذا جانب اخر مع ان البر عند الاطلاق يشمل هذا وذاك. المقصود ان ان هذا من باب تأكيد المعنى في معنى الاخلاص باخلاص وقصد اه باخلاص باخلاص قصد والنصيحة محسنا - 00:18:58
محسنا والاحسان ايضا طريق تحقيق الاخلاص هو الان ذكر كيف نحقق الاخلاص لله تحققه بالاحسان والاحسان اعلى مراتب الدين ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك - 00:19:15
ومعلوم ان من عبد الله على هذا النحو اما المرتبة العليا كانك تراه. او المرتبة التي دون ذلك فانك تراه افإنه يراك لن يقصد سواه فقوله رحمه الله محسنا هو بيان للطريق الذي يتحقق به الاخلاص ان يبلغ الانسان درجة الاحسان ودرجة الاحسان اعلى درجات الدين - 00:19:41
لانها كمال في الظاهر والباطن وهي اشارة ايضا الى المعنى الثاني المعنى الثاني ما هو؟ المعنى الثاني هو ان يكون العمل وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا؟ لان الاحسان - 00:20:05
صلاح في الباطن وصلاح في الظاهر ما دليل ذلك ان الاحسان يشمل الصلاحين حديث جبريل في تعليم الامة الدين لما جاه قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة - 00:20:18
تصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا هذه خمسة اعمال هي الاسلام ما الجامع بين هذه الاعمال الخمسة كلها الجامع انها اعمال جوارح صوم صلاة حج زكاة كله اعمال ظاهرة اعمال من اعمال الجوارح - 00:20:36
قول لا اله الا الله قال قال صدقت قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. ما الجامع بين هذه الستة ان اعمال القلب - 00:20:56
فجاء الاسلام هنا والايمان الاسلام المقصود باعمال الظاهر والايمان اعمال الباطن اعمال القلب ثم قال واخبرني عن الاحسان الاحسان هو الكمال في خصال الاسلام وفي اصول الايمان ولذلك قال ان تعبد الله بالاسلام ظاهرا وبالايمان باطنا كانك تراه - 00:21:12
فان لم تكن تراه فانه يراك ولهذا الاسلام اعلى مراتب الدين اعلى منازل الدين ان تكون من المحسنين اسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الاحسان ولهذا قلت ان قوله محسنا هنا - 00:21:38
يشمل المعنيين يشمل الاحسان الذي هو صلاح القلب باخلاص القصد لله وصلاح الظاهر بان يكون العمل على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال رحمه الله محسنا وتقييده بالاتباع - 00:21:50
ملازمة وتقييده اي تقييد العمل بالاتباع الاتباع لمن لسيد الورى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه لا نجاة الا بلزوم سبيله وهو الذي قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنيتم حريص عليكم ومن حرصه انه لم يترك شيئا من الخير - 00:22:07
ما دلنا عليه ولا شيئا من الشر الا حذرنا منه. ولا شيئا من الامر الا بينه لنا ولا من النهي الا وضحه لنا. تركنا على حجة بيضاء طريق واضح لا لبس فيه ولا غبش - 00:22:33
وامرنا الله باتباع سنته والسير على وفق منهاجه. قال تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فمن لمن اراد ان يبلغ درجة الاحسان ان يكون عمله وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه - 00:22:47
قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وطاعته تهدي الى صراط مستقيم كما قال تعالى وان تطيعوه ايش تهتدوا الى اي شيء تهتدوا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. نحن في كل صلاة نقول اهدنا الصراط المستقيم. كيف نصل الى - 00:23:10
هذا الطلب نصل الى هذا الطلب بالاخلاص لله والاتباع لسيدي الانام رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الان السبب سابع عشر من اسباب صلاح القلب الاهتمام باصلاح العمل بصحة العمل اهتمام بصحة العمل بصلاح العمل وصحته. ولا يكون العمل صحيحا اي عمل عبادي لا يكون صحيحا الا اذا كان - 00:23:30
لله خالصا وللنبي صلى الله عليه وسلم متبعا. السبب الثامن عشر من اسباب صلاح القلب و وهو علامة على صلاحه وهو من اسباب حياته جهود منة الله عليك وهذا ما اشار اليه بقوله ويشهد مع ذا يعني مع ما تقدم من اشتغاله بتصحيح عمله ويشهد مع ذا - 00:23:57
منة الله عنده يرقب منة الله عليه لئلا يعجب بعمله فان الانسان اذا قطع نظره عن فضل الله عليه بهدايته الى الصراط المستقيم اعجب بعمله واذا اعجب بعمله حبط عمله لم يدرك منه خيرا - 00:24:25
بل كان عمله حابطا زائل النفع في الدنيا وفي الاخرة. ولهذا تبين قطع الطريق على الشيطان في مسألة العجب ورؤية العمل وان يفخر الانسان بعمله ان يشهد منة الله عليه - 00:24:46
يشهد منة الله عليه ان الله هو الذي من عليك في سر لك الصالح من العمل يمنون عليك ان اسلموا ايش؟ قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان - 00:25:08
فالهداية للايمان والعمل الصالح صلاح الظاهر والباطن هي نعمة من الله منة من الله تستوجب الشكر لا ان يرى الانسان لنفسه غيره فضلا ولهذا من افة العبادة ان يفخر الانسان بها ان يرى لنفسه على غيره فظلا. فاذا جاء لعمرة اذا وفق لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتغل - 00:25:27
قيام ليل اذا تصدق الى اذا فعل يراعى انه هو قدم شيئا يستوجب ان يذكر ويمدح ورأى ان هذا من تحصيل سعيه وهذا يغيب عنه جهود منة الله التي توجب الافتقار اليه - 00:25:51
وهي موجبة لقبول العمل ولهذا الصحابة ماذا كانوا يقولون مع عظيم ما لقوه من العناء والمشقة في نصرة هذا الدين والذب عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. كانوا يقولون وهم يحفرون الخندق والله لولا الله ما اهتدينا - 00:26:12
ولا تصدقنا ولا صلينا. لولا منة الله ما كان هذا وذكر الله تعالى اهل الايمان بمنته عليهم بالهداية في موقف القتال الذي يستوجب العزيمة والقوة والاستعلاء على الخصوم لكن مع هذا احذر ان يدب الى قلبك ان ترى لنفسك على غيرك فضلا - 00:26:32
لهذا يقول الله تعالى للمسلمين في قتال المشركين ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة ثم ماذا قال؟ كذلك كنتم من قبل ايش - 00:26:56
تمنى الله عليكم. من الله عليكم بايش بالهداية التي اشرقت بها قلوبكم بعد ظلمتها واهتدت بها انفسكم بعد ضلالها ونلتم خيرا بعد ان كنتم في شر قد احاط بكم. ولهذا من الظروري ان يشهد المؤمن منة الله تعالى - 00:27:13
في كل عمل صالح فان ذلك مما يوجب القبول والمزيد بخلاف الذي يعجب بعمله يقول انا بعض الناس يقول وش تبون اكثر من هذا؟ انا اصلي اقيم الليل وافعل كذا وافعل كذا - 00:27:35
يا اخي اذا ادركت ان جميع العمل لا يفي قدر الرب جل في علاه ونعمة من نعمه عرفت انك جئت ببضاعة مزجات وقال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه - 00:27:52
واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله هذا تذكير انه العمل مهما كان كثير وحسن وطيب وصالح لا يستحق به الانسان الجنة بذاته قالوا يا رسول ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته - 00:28:12
فهو المتفضل عليك بالعمل المتفضل عليك بقبوله المتفضل عليك بالاثابة عليه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة فحقه جل في علاه عظيم بل من المهم ان تشهد فظل الله عليك - 00:28:29
وايضا تشهد شيء اخر وهو عظيم تقصيرك في حق ربك. ولذلك يقول وتقصيره في حق مولاه دائما لازم هذا لازم هذا الحال ان حق الله عليك عظيم وانه لن تبلغ حق الله على وجه الكمال لكن ان تجتهد وتبذل وسعك في ان - 00:28:50
تنال رضا ربك بالمقبل بما يفتح الله لك من العمل الصالح ولا يعني هذا ان يترك الانسان العمل ويقول العمل ليس نافعا لا العمل لا بد منه ولو لم يكن سبيلا للنجاة وسببا من اسباب الفوز ما امر الله تعالى به ورسوله - 00:29:11
لكن الذي ينبغي ان توقنه وتعتقده ان العمل لا يكفي في تحصيل الفوز والنجاة لولا ان الله يمن عليك بقبوله فاسأل الله القبول. ولذلك قال ابراهيم وابنه اسماعيل عندما بنيا - 00:29:30
الكعبة ورفع قواعد البيت قال ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم تقبل منا لانه القبول فاضل من الله القبول منة من الله جل في علاه فكن حريصا على قبول عملك بالتعرظ والافتقار الى ربك جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:29:49
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في منظومة اسباب - 00:00:00
القلوب ومنها مراعاة وشح بوقته. كما شح ذو المال البخيل مصمما ومنها اهتمام ومنها اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يكون متمما. باخلاص قصد والنصيحة محسنا وتقيده بالاتباع ملازما. ويشهد معدى منة الله عنده وتقصير - 00:00:20
في حق مولاه دائما. طيب هذه الابيات ذكر المؤلف رحمه الله فيها جملة من علامات سلامة القلب وصحته وهي ايضا من اسباب حياته كما ذكره رحمه الله في هذه الابيات - 00:00:50
جميعه يرجع الى ما تحيا به القلوب. فاذا قامت هذه العلامات في القلب دلت على حياته وصحته وسلامته يقول رحمه الله ومنها اي من علامات صحة القلب ومن اسباب حياته - 00:01:08
مراعاة وشح بوقته مراعاة الوقت والشح به مراعاة الوقت حفظه ومعرفة منزلته واهميته الوقت قوى الحياة ومن حفظ وقته حفظ حياته ولذلك ذكر المراعاة والشح المراعاة ناتجة عن الفهم لاهمية الشيء فانه لا يراعى الا ما عرفت مكانته - 00:01:27
ومنزلته واما ما ذكره من الشح فهو الامساك عن تبديد الوقت وتضييعه فان تضييع الوقت واهداره هو اضاعة للحياة وموت للقلب وانما وانما يضيع القلب بالغفلة عنه وعدم الاعتناء بحفظه - 00:02:01
وعدم العناية بعمارة الوقت بما ينفع الانسان النبي صلى الله عليه وسلم بين بينت عائشة كيف كان كيف كانت حاله؟ كان يذكر الله على كل احيانه صلى الله عليه وسلم وهذا فيه عمارة الوقت بما ينفع الانسان في معاشه - 00:02:31
طمأنينة وسكنا وفي ميعاده ثوابا واجرا وفظلا وسبقا. ولذلك كلما رأيت الانسان شحيحا بوقته عارفا قدر زمانه فاعلم ان ذلك من علامات صحة قلبه لان القلب الميت ليس له هدف ولا غاية. وبالتالي الوقت عنده لا ثمن له - 00:02:51
بل تجده يبدد الوقت ويضعه في مواضع عديدة ويصيبه في مصارف شتى تضييعا وانهاكا لانه لا هدف له ولا غاية. بخلاف صاحب القلب الحي صاحب القلب المستنير يعلم ان ايامه ولياليه سريعة التقظي - 00:03:13
ابية الرجوع هي خزائن اعماله بها يسعد ويسر وبها يهلك ويضر. ولذلك تجده يحفظ وقته بل هو في حفظه لوقته اشد من حفظه لماله لماذا قال رحمه الله كما شح ذو المال البخيل - 00:03:36
مصممة اي ان نشحه كشح البخيل في ماله. لماذا؟ كان الشح بالوقت اعظم اهمية واكبر منزلة من الشح بالمال الجواب على هذا ان شح بالمال منع له في ما يفيد - 00:04:01
فالمال لا ينفع الا اذا خرج المال لا ينفع الا اذا خرج فاذا امسكه لم ينتفع به واما الوقت فانه لا ينفع الا اذا حفظ وقتك لا يمكن ان تنتفع به الا اذا حفظته وصرفته فيما يفيد - 00:04:26
ولهذا ينبغي ان يكون شح بالوقت كشح البخيل بماله والبخيل شديد الحرص على ماله عظيم الحفظ له حتى اذا سقط منه ادنى ما يكون من المال لم يترحل من المكان حتى يجد ما فاته وما سقط منه من المال - 00:04:47
فينبغي للانسان ان يكون شديد الشح بوقته وليعلم ان الكرم بالوقت اخطر من الكرم بالمال. لماذا؟ لان الوقت اذا ذهب لا يرجع كما قال واصفوا الوقت الوقت سريع التقظي تريع التقظي اذا ادركته يمظي سريعا اذا جاء اليوم الذي تنتظره - 00:05:06
انقضى سريعا بطيء التأتي يعني اذا كنت تنتظر شيئا من الوقت فانه يتأخر مجيئه تشعر انه بعيد الحصول لكنه اذا جاء سريع على الانقضاء ثم الوصف الثالث الوقت وهو الشاهد ابي الرجوع - 00:05:32
لا يمكن ان يرجع. ما ذهب من يومك لا يمكن ان تسترجعه. بخلاف ما ذهب من مالك فانك يمكن ان تسترجعه باستخلاف غيره ولهذا الوقت انفس حفظ الوقت انفس من حفظ المال - 00:05:52
والكرم بالوقت في تبديده اخطر من اضاعة المال. اضاعة الوقت اخطر من اضاعة المال وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال واضاعة الوقت اعظم خطرا فهي اوجب - 00:06:07
في النهي واكد في الحفظ. يقول رحمه الله ومنها اي ومن اسباب صلاح القلب واستقامته اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يكون متمما اي من على ما صحة القلب واسباب سلامته وحياته ان يهتم باتقان عمله - 00:06:24
اهتمام يثمر الحرص رغبة بتصحيح اعمال يعني ان تكون اعماله صحيحة وهذا لا ريب انه من اكد ما ينبغي ان يعتني به الانسان فليس الشأن في ان تعمل العمل على اي وجه كان. انما الشأن كل الشأن في ان يكون عملك - 00:06:49
على الوجه الذي يرظاه الله تعالى. ولهذا قال جل في علاه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايش ايكم احسن عملا وقال لنبلوهم ايهم احسن عملا بل فحسن العمل لا يتحقق الا - 00:07:12
اخلاصه لله وان يكون على وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمن المهم للعامل ان يعتني بصحة عمله. لان العمل اذا لم يكن صحيحا لم يكن مقبولا - 00:07:35
فان الله تعالى قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فلقاء الله الذي يسر به الانسان مشروط بامرين ان يعمل صالحا والا يشرك بربه احدا - 00:07:50
العمل الصالح هو ما كان وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان جاريا على سنته والعمل الخالص هو ابتغي به وجه الله فلم يبتغى به سواه ولذلك من المهم ان ان يعتري الانسان - 00:08:08
عمله اتقانا واصلاحا ليحقق صحة العمل الذي به يتم الاخلاص. ولذلك قال رحمه الله باخلاص قصد والنصيحة محسنا. اي ينبغي ان يعتني تصحيح العمل من طريق وبواسطة اخلاص قصد واخلاص سوء القصد ان يكون عمله لله عز وجل لا يبتغي اجرا من سواه - 00:08:27
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى والاخلاص هو المأمور به في كل الاعمال بل هو رأس العمل كما قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين - 00:08:58
وكما قال جل في علاه الا لله الدين الخالص فالله عز وجل امر بعبادته وحده لا شريك له وان يكون العمل خالصا لله. كيف يكون العمل خالصا لله؟ تقدم الكلام على الاخلاص وانه من اسباب صلاح القلب - 00:09:14
لكن الذي جاء به هنا جاء به ذكرا هنا لاجل التتميم لما ذكر من ان من علامات واسباب من علامات صحة القلب ومن اسباب صلاحه ان يهتم بتصحيح العمل ان يكون عمله صحيحا. والصحيح هو ما كان لله خالصا فذكر الاخلاص. فليس سببا مستقلا - 00:09:32
انما ذكر تأكيد لما تقدم. كيف يكون العمل خالصا الا يبتغي بعمله سوى الاجر من الله لا يبتغي به شيئا من الدنيا بالكلية. واعلم بارك الله فيك ان الخالص مزبوط بقاعدة او بوصف - 00:09:55
وضابط ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا بينا في سؤال رجل جاء كما في المسند والسنن من حديث ابي امامة الباهلي قال رجل يا رسول الله الرجل يقاتل يعني في - 00:10:15
الجهاد في سبيل الله. يبتغي الاجر والذكر. يعني يطلب؟ هذين الاشياء. الامرين. الاجر ممن من الله والذكر ممن من الناس كيف الذكر؟ يقولون شجاع قوي مبادر همام قائم ما الى ذلك من المدائح - 00:10:29
هو قاتل لاجل هذين المقصدين. ما له؟ يعني ما الذي يرجع به من هذين قال لا شيء له لا يدرك اجرا ولا ذكرا وهذه من العجائب انه كل من طلب بالعمل الصالح ذكر الناس لا يدرك الذكر الحسن - 00:10:48
لا يدرك الذكر الحسن لانه لا يمكن ان يدرك الذكر الحسن الا طاعة الله. فالقلوب بيد الله هو الذي يقبل بقلوب العباد على شخص ويصرفها عنه وبالتالي علق قلبك بالله - 00:11:09
ما قال لا شيء له. عاد الرجل السؤال على النبي الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر. ما له قال لا شيء له عاد السؤال مرة ثالثة الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر. ما له؟ قال لا شيء له. ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما - 00:11:23
تقبل الله من العمل ما كان خالصا ايش الخالص؟ وابتغي به وجهه هذا عطف بياء عطف لمزيد بيان وايظاح فهو عطف من عطف المترادفات التي تؤكد وتبين المعنى بينما ابتغي به وجه الله هو الخالص - 00:11:41
ما كان خالصا يعني لم يكن فيه طلب غير الله لم يكن فيه طلب لغير الله عز وجل بل المقصود هو الله جل في علاه لا يقصد سواه سبحانه وبحمده - 00:12:00
وهذا معنى قوله رحمه الله باخلاص قصد فلا تقصد بعمل من الاعمال الا الله وكل من قصد غير الله فانه متروك. والمتروك مطروح جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:12:13
قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل عملا عملا نكر في سياق الشرط تفيد كل الاعمال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة من عمل عملا اشرك فيه معي غيري ايش معنى اشرك فيه معي غيري؟ يعني طلب - 00:12:28
شيء من الخلق له غرض اخر غير التقرب الى الله يصلي يريد مصلحة غير ارادة وجه الله والثواب منه يحسن الى الخلق يريد شيء اخر غير الاجر من الله. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. له غرض اخر وقصد اخر - 00:12:49
من عمل عملا اشرك فيه معي غيري العاقبة الخسران تركته ومن تركه الله فيا له من من خسارة تركته وشركه. يعني وما قصد من عمل ليس له شيء لا يدرك شيء هذا معنى قوله لا شيء له في حديث ابي امامة رضي الله تعالى عنه. ولهذا ينبغي للمؤمن يا اخي - 00:13:11
كل ما تأمله من مصالح الدنيا منافعها ستدركه بالاخلاص وكل ما تقصده بالعمل الصالح سوى الله لن تنال منه شيئا اذا لماذا؟ العاقل يسأل نفسه لماذا اقصد غير الله بعملي - 00:13:35
اذا كنت لن احصل ما اقصد الا بالاخلاص فبالتالي لا تنظر الى غير ما عند الله عز وجل وليكن حاملك في كل اعمالك ما ذكره الله انما نطعمكم لوجه الله - 00:13:57
اي ابتغاء وجهه وطلب مرضاته انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء مقابل مكافأة ولا شكورا يعني ولا الشكر حتى بالقول ما تنتظر من احد شيء لا تنتظر احسن ولا تنتظر - 00:14:15
وهذا هو الذي يصيب هذا الذي يبلغك السعادة في معاملة الخلق يقول ابن تيمية رحمه الله معيار السعادة في معاملة الخلق ان تعامل الله فيهم يعني اذا احسنت اذا قدمت خيرا لغيرك لا تنتظر جزاء من غير الله - 00:14:33
من انتظر الجزاء من الناس طال عناؤه وبعد مقصوده وعاد في كثير من الاحيان خائبا خاسرا. ليش؟ لان الناس في العادة والغالب من احوالهم الجحود كما قال الله عز وجل - 00:14:57
ان الانسان لربه ايش لكنود اي جحود هذا في في حق اعظم محسن اي اي شيء اعظم احسانا على الانسان من الرحمن جل في علاه. الذي خلقه وسواه وعدل في اي صورة ما شاء ركب امده بالرزق ويسر له كل ما يؤمل ومع ذلك - 00:15:17
اكثر الخلق وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله اذا من المهم ان يستحضر الانسان هذه النية الاخلاص في كل اعماله لا تنتظر من احد جزاء وكل عمل تستطيع اخفاءه فلا تظهره - 00:15:43
كل عمل تستطيع اخفاءه فلا تظهره كل عمل صالح تستطيع اخفاءه فلا تضره. واعطيك علاج سهل كل ما يكون من سيئاتك كيف تتعامل معها بالستر والاخفاء. سيئاتك تحرص على سترها واخفائها. كن في حسناتك كما تكون في سيئاتك - 00:16:01
احرص على اخفائها فانه اقرب للاخلاص واكبر في تحصيل المقصود الاجر من الله عز وجل عظيم للمخلصين. الاخلاص يجعل القليل من العمل عظيما والعظيم من العمل اذا خلا من الاخلاص كان لا شيئا - 00:16:24
كان هباء منثورا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لانهم لم يخلصوا لله ولم يقصده جل في علاه ولهذا سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان - 00:16:46
وهو من كبراء اهل مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ارأيت ما كان يصنع عبد الله ابن جدعان من اغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وما الى ذلك - 00:17:03
اينفعه يوم القيامة يعني هذا الذي كان يعمله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يعني لا يؤمن باليوم الاخر - 00:17:19
كل عمله مقصوده فيه الدنيا وقد ادرك ما يريد في دنياه فليس له في الاخرة من شيء. ولذلك يقول وقدمنا الى ما عملوا من العمل فجعلناه هباء منثورا. اذا من المهم في ما يتعلق بتصحيح العمل ان يكون لله خالصا باخلاص قصد والنصيحة - 00:17:34
محسنا النصيحة هي معنى الاخلاص ولذلك هي تأكيد لمعنى الاخلاص لان ان نصح الشيء تخليصه فاذا خلصته فقد نصحت فذكره في البيت باخلاص قصد والنصيحة هذا من عطف المترادف الذي يفيد ايش؟ قلنا المترادف يأتي عطف المترادفات - 00:17:57
قد يأتي بمعنيين اما تأكيد المعنى واما التنبيه على زيادة في المعنى لتقرير جانب لا يستوعبه اللفظ السابق مثل وتعاونوا على البر والتقوى. التقوى هي البر لكن هنا العطف اما ان يكون تأكيدا لمعنى البر. والوجه الثاني ان ان يقال البر هو فعل الصالحات والتقوى هو ترك المحرمات - 00:18:25
فيكون هذا جانب اخر مع ان البر عند الاطلاق يشمل هذا وذاك. المقصود ان ان هذا من باب تأكيد المعنى في معنى الاخلاص باخلاص وقصد اه باخلاص باخلاص قصد والنصيحة محسنا - 00:18:58
محسنا والاحسان ايضا طريق تحقيق الاخلاص هو الان ذكر كيف نحقق الاخلاص لله تحققه بالاحسان والاحسان اعلى مراتب الدين ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك - 00:19:15
ومعلوم ان من عبد الله على هذا النحو اما المرتبة العليا كانك تراه. او المرتبة التي دون ذلك فانك تراه افإنه يراك لن يقصد سواه فقوله رحمه الله محسنا هو بيان للطريق الذي يتحقق به الاخلاص ان يبلغ الانسان درجة الاحسان ودرجة الاحسان اعلى درجات الدين - 00:19:41
لانها كمال في الظاهر والباطن وهي اشارة ايضا الى المعنى الثاني المعنى الثاني ما هو؟ المعنى الثاني هو ان يكون العمل وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا؟ لان الاحسان - 00:20:05
صلاح في الباطن وصلاح في الظاهر ما دليل ذلك ان الاحسان يشمل الصلاحين حديث جبريل في تعليم الامة الدين لما جاه قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة - 00:20:18
تصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا هذه خمسة اعمال هي الاسلام ما الجامع بين هذه الاعمال الخمسة كلها الجامع انها اعمال جوارح صوم صلاة حج زكاة كله اعمال ظاهرة اعمال من اعمال الجوارح - 00:20:36
قول لا اله الا الله قال قال صدقت قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. ما الجامع بين هذه الستة ان اعمال القلب - 00:20:56
فجاء الاسلام هنا والايمان الاسلام المقصود باعمال الظاهر والايمان اعمال الباطن اعمال القلب ثم قال واخبرني عن الاحسان الاحسان هو الكمال في خصال الاسلام وفي اصول الايمان ولذلك قال ان تعبد الله بالاسلام ظاهرا وبالايمان باطنا كانك تراه - 00:21:12
فان لم تكن تراه فانه يراك ولهذا الاسلام اعلى مراتب الدين اعلى منازل الدين ان تكون من المحسنين اسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الاحسان ولهذا قلت ان قوله محسنا هنا - 00:21:38
يشمل المعنيين يشمل الاحسان الذي هو صلاح القلب باخلاص القصد لله وصلاح الظاهر بان يكون العمل على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال رحمه الله محسنا وتقييده بالاتباع - 00:21:50
ملازمة وتقييده اي تقييد العمل بالاتباع الاتباع لمن لسيد الورى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه لا نجاة الا بلزوم سبيله وهو الذي قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنيتم حريص عليكم ومن حرصه انه لم يترك شيئا من الخير - 00:22:07
ما دلنا عليه ولا شيئا من الشر الا حذرنا منه. ولا شيئا من الامر الا بينه لنا ولا من النهي الا وضحه لنا. تركنا على حجة بيضاء طريق واضح لا لبس فيه ولا غبش - 00:22:33
وامرنا الله باتباع سنته والسير على وفق منهاجه. قال تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فمن لمن اراد ان يبلغ درجة الاحسان ان يكون عمله وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه - 00:22:47
قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وطاعته تهدي الى صراط مستقيم كما قال تعالى وان تطيعوه ايش تهتدوا الى اي شيء تهتدوا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. نحن في كل صلاة نقول اهدنا الصراط المستقيم. كيف نصل الى - 00:23:10
هذا الطلب نصل الى هذا الطلب بالاخلاص لله والاتباع لسيدي الانام رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الان السبب سابع عشر من اسباب صلاح القلب الاهتمام باصلاح العمل بصحة العمل اهتمام بصحة العمل بصلاح العمل وصحته. ولا يكون العمل صحيحا اي عمل عبادي لا يكون صحيحا الا اذا كان - 00:23:30
لله خالصا وللنبي صلى الله عليه وسلم متبعا. السبب الثامن عشر من اسباب صلاح القلب و وهو علامة على صلاحه وهو من اسباب حياته جهود منة الله عليك وهذا ما اشار اليه بقوله ويشهد مع ذا يعني مع ما تقدم من اشتغاله بتصحيح عمله ويشهد مع ذا - 00:23:57
منة الله عنده يرقب منة الله عليه لئلا يعجب بعمله فان الانسان اذا قطع نظره عن فضل الله عليه بهدايته الى الصراط المستقيم اعجب بعمله واذا اعجب بعمله حبط عمله لم يدرك منه خيرا - 00:24:25
بل كان عمله حابطا زائل النفع في الدنيا وفي الاخرة. ولهذا تبين قطع الطريق على الشيطان في مسألة العجب ورؤية العمل وان يفخر الانسان بعمله ان يشهد منة الله عليه - 00:24:46
يشهد منة الله عليه ان الله هو الذي من عليك في سر لك الصالح من العمل يمنون عليك ان اسلموا ايش؟ قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان - 00:25:08
فالهداية للايمان والعمل الصالح صلاح الظاهر والباطن هي نعمة من الله منة من الله تستوجب الشكر لا ان يرى الانسان لنفسه غيره فضلا ولهذا من افة العبادة ان يفخر الانسان بها ان يرى لنفسه على غيره فظلا. فاذا جاء لعمرة اذا وفق لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتغل - 00:25:27
قيام ليل اذا تصدق الى اذا فعل يراعى انه هو قدم شيئا يستوجب ان يذكر ويمدح ورأى ان هذا من تحصيل سعيه وهذا يغيب عنه جهود منة الله التي توجب الافتقار اليه - 00:25:51
وهي موجبة لقبول العمل ولهذا الصحابة ماذا كانوا يقولون مع عظيم ما لقوه من العناء والمشقة في نصرة هذا الدين والذب عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. كانوا يقولون وهم يحفرون الخندق والله لولا الله ما اهتدينا - 00:26:12
ولا تصدقنا ولا صلينا. لولا منة الله ما كان هذا وذكر الله تعالى اهل الايمان بمنته عليهم بالهداية في موقف القتال الذي يستوجب العزيمة والقوة والاستعلاء على الخصوم لكن مع هذا احذر ان يدب الى قلبك ان ترى لنفسك على غيرك فضلا - 00:26:32
لهذا يقول الله تعالى للمسلمين في قتال المشركين ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة ثم ماذا قال؟ كذلك كنتم من قبل ايش - 00:26:56
تمنى الله عليكم. من الله عليكم بايش بالهداية التي اشرقت بها قلوبكم بعد ظلمتها واهتدت بها انفسكم بعد ضلالها ونلتم خيرا بعد ان كنتم في شر قد احاط بكم. ولهذا من الظروري ان يشهد المؤمن منة الله تعالى - 00:27:13
في كل عمل صالح فان ذلك مما يوجب القبول والمزيد بخلاف الذي يعجب بعمله يقول انا بعض الناس يقول وش تبون اكثر من هذا؟ انا اصلي اقيم الليل وافعل كذا وافعل كذا - 00:27:35
يا اخي اذا ادركت ان جميع العمل لا يفي قدر الرب جل في علاه ونعمة من نعمه عرفت انك جئت ببضاعة مزجات وقال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه - 00:27:52
واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله هذا تذكير انه العمل مهما كان كثير وحسن وطيب وصالح لا يستحق به الانسان الجنة بذاته قالوا يا رسول ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته - 00:28:12
فهو المتفضل عليك بالعمل المتفضل عليك بقبوله المتفضل عليك بالاثابة عليه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة فحقه جل في علاه عظيم بل من المهم ان تشهد فظل الله عليك - 00:28:29
وايضا تشهد شيء اخر وهو عظيم تقصيرك في حق ربك. ولذلك يقول وتقصيره في حق مولاه دائما لازم هذا لازم هذا الحال ان حق الله عليك عظيم وانه لن تبلغ حق الله على وجه الكمال لكن ان تجتهد وتبذل وسعك في ان - 00:28:50
تنال رضا ربك بالمقبل بما يفتح الله لك من العمل الصالح ولا يعني هذا ان يترك الانسان العمل ويقول العمل ليس نافعا لا العمل لا بد منه ولو لم يكن سبيلا للنجاة وسببا من اسباب الفوز ما امر الله تعالى به ورسوله - 00:29:11
لكن الذي ينبغي ان توقنه وتعتقده ان العمل لا يكفي في تحصيل الفوز والنجاة لولا ان الله يمن عليك بقبوله فاسأل الله القبول. ولذلك قال ابراهيم وابنه اسماعيل عندما بنيا - 00:29:30
الكعبة ورفع قواعد البيت قال ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم تقبل منا لانه القبول فاضل من الله القبول منة من الله جل في علاه فكن حريصا على قبول عملك بالتعرظ والافتقار الى ربك جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:29:49