الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه - 00:00:00
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا المجلس نتناول ان شاء الله تعالى تعليقا مختصرا يسيرا على مقدمة رسالة ابن ابي زيد - 00:00:20
القيرواني هذه الرسالة من حيث موضوعها تتناول البحث في موضوعين الموضوع الاول ما يتصل الفقه الاكبر وهذا جعله المصنف رحمه الله مقدمة لكتابه في جمل مختصرة ثم بحث بعد ذلك ما هو مقصود الرسالة ومضمونها وهو - 00:00:46
الفقه الاصغر وهو ما يتصل بالاحكام احكام العبادات هذه الرسالة كما ذكرت هي ظمت هذين النوعين من الفقه. لكن في الاصل موظوع الرسالة موظوع الرسالة وبين الاحكام الفقهية. يعني عندما تصنف رسالة ابن ابي زيد القيرواني هي تصنف ضمن رسائل الفقه. ومختصرات الفقه في - 00:01:23
الامام مالك رحمه الله لكن المصنف اراد ان يفتتح ذلك بذكر شيء ان يتصل بما يجب اعتقاده على وجه الاجمال في مسائل الدين. ومسائل الاعتقاد والاصول. ولذلك سميت مقدمة الرسالة - 00:01:55
هذه الرسالة لها منزلة كبرى عند اهل العلم من الفقهاء رحمهم الله سيما فقهاء المالكية. فانها من اجل المصادر واكثرها حظوة واعظمها انتشارا بين فقهاء المالكية الى مدى طويل حتى صنفت في جملة مراتب - 00:02:19
راجع بعد المدونة للامام مالك الموطأ ثم المدونة ثم رسالة ابن ابي زيد القيرواني. في المنزلة والمكانة ولذلك كثر شراحها آآ اعتنى بها المصنفون عناية فائقة شرحا آآ نثرا وآآ رجوعا واستنباطا ودار على ذلك آآ فقهاء المالكية سنوات طويلة - 00:02:49
وذلك عظيم مكانة مؤلفها وتخصصه في فقه مالك رحمه الله وعنايته به وجمعه قواعده. فالكتاب في الاهمية في منزلة عليا لكن نحن يهمنا فيما يتعلق بالكتاب ما يتصل بالمقدمة. لاننا نتناول الا المقدمة ان شاء الله تعالى - 00:03:19
بالبيان والتوضيح والتعليق المختصر الذي يأتي على مهمات ما تضمنته مقدمة ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله ولهذا العنوان الصحيح لهذا اللقاء هو التعليق على مقدمة رسالة ابن ابي سيدي القيرواني فنحن لا نتكلم عن عقيدة ابن ابي زيد القيرواني وليست هذه عقيدته بمعنى ليست هذه آآ كلمات في العقيدة - 00:03:49
خاصة بل هذا في جملة ما كتبه في مسائل الاعتقاد ضمن الرسالة الفقهية المشهورة بكتاب على رسالة ابن ابي زيد القيرواني. من هو؟ ابن ابي زيد القيرواني بادئ ذي بدء. ابن ابي زيد - 00:04:19
رحمه الله اسمه عبد الله ابن عبد الرحمن الذي هو ابو زيد ووجه نسبته القيرواني انه عاش في القيروان وعلم فيها وحاز الامامة المكانة فيها فنسبته نسبة مكانية وهو من علماء افريقية رحمه الله واعلى درجته. كان اماما من - 00:04:39
ائمة المالكية في وقته وقد جمع مذهب الامام مالك واحتوى على كثير من الفقه المالكي حتى لقب بمالك الصغير لعلو منزلته ورفعة مكانته واحاطته بمذهب الامام مالك. وهو قد ترجم له - 00:05:09
الائمة ومنهم الامام الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء وقال في ترجمته الامام والعلامة القدوة الفقيه عالم اهل المغرب وهذا يبين ما تبوأه رحمه الله من المنزلة والمكانة. فيما يتعلق بعقيدته كان رحمه الله على طريقة الامام - 00:05:29
مالك التي تلقاها عن عن اهل المدينة وسار فيها على ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وسلف الامة ولذلك قال الذهبي رحمه الله في ترجمته في ترجمة ابن ابي زيد - 00:05:56
القيرواني قال كان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول. كان على طريقة السلف في الاصول لا يدري ولا يتأول فنسأل الله التوفيق. اذا هو جرى في عقيدته على طريقة السلف. من اهل - 00:06:16
القرون المفضلة الذين من الله تعالى عليهم بالاقتصار على ما جاء في الكتاب والسنة فيما يتعلق ايمان واصوله وفيما يتعلق بالعلم بالله عز وجل له رحمه الله اسهامات جليلة غالبها في ما يتعلق بيان مسائل الفقه وتحرير - 00:06:36
قضاياه ولهذا بلغ هذه المنزلة بلغت رسالته هذه المنزلة عند علماء المالكية رحمه الله. والذين شرحوا هذه الرسالة اختلفت طرائقهم فمنهم من سار على طريقة مؤلفها في السلامة من التأويل والبعد عن طريق - 00:07:02
اهل الكلام ومنهم من تورط في آآ التأويل فسار فيه على المناهج الكلامية ابعد النجعة ولم يسر على طريق السلف الذين سلمهم الله تعالى من هذه الانحرافات. اذا عرفنا من هو المؤلف وما هي الرسالة - 00:07:22
وما هي مقدمتها؟ فيما يتعلق بما ذكره رحمه الله في مسائل الاعتقاد في المقدمة انها جمل مختصرة. وانها جارية على ما اشتهر. في كلام الائمة واهل علم من السلف الصالحين ليس فيها تعمق. لا - 00:07:52
مسائل جدلية ولا مسائل كلامية بل غالب ما فيها يرجع الى الكتاب والسنة بالفاظه ومعانيه. وهي دائرة على تقرير الاصول الستة. التي هي اصول الايمان. الايمان بالله الايمان ملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر خيره وشره. وهذي الاصول الستة عليها تدوم - 00:08:22
غالب كلمات الائمة في مسائل الاعتقاد. اي كتاب عقدي؟ يدور في مجمله على تقرير هذه الاصول الستة لان العقيدة هي ما يتعلق بالايمان. عندما نقول علم الاعتقاد علم الاعتقاد يتصل - 00:08:52
الايمان وهو ما يطوي الانسان عليه قلبه. وما يدين الله تعالى به فيما يتعلق الله فيما يتعلق بالملائكة فيما يتعلق بالكتب فيما يتعلق بالرسل فيما يتعلق باليوم الاخر فيما يتعلق بالقدر - 00:09:12
خيره وشره. هذا ما يدور عليه غالب فتور العقيدة. قد يركز بعض علماء الاعتقاد الاجانب من هذه الجوانب لكن لابد ان تجد في كلامه ما يتصل بالاصول الستة. قد يفرد حديثا - 00:09:32
او يطنب او يفصل فيما يتعلق بالاسماء والصفات فيما يتعلق باليوم الاخر والايمان به فيما يتعلق بالقدر لكن اذا نظرت وتأملت وجدت ان كتب الاعتقاد في غالبها لا سيما المتون العقدية تدور على تقرير اصول الستة الامام - 00:09:52
بالله لمن بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل للايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر خيره وشره. ومن الكتب ما يتخصص واحد من هذه الاصول يفصلها ويقررها. هذه المقدمة لما كانت مقدمة رسالة - 00:10:12
كتب فيها ما يتعلق بمسائل العمل. مسائل الفروع قدم فيها جملة مما يتصل بمسائل الاصول وهي الاصول الستة الايمان بالاصول الستة. ولهذا سنة نقف من خلال استعراض ما ذكره رحمه الله في هذه الرسالة على - 00:10:32
هذه الاصول سنشير الى ان هذا هو الاصل الاول من اصول من؟ هذا هو الاصل الثاني هذا هو الاصل الثالث هذا هو الاصل الرابع هذا هو الاصل الخامس هذا هو - 00:10:52
السادس وبعدها سنجد اننا قد بلغنا المنتهى فيما يتصل بما قرره المؤلف رحمه الله في هذه المقدمة المباركة كتابه الرسالة. نقرأ ما افتتح به المصنف رحمه الله رسالته ونقف عند اه مسائله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى - 00:11:02
الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والحاضرات والمستمعين قال الشيخ ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى الحمدلله الذي ابتدأ الانسان بنعمته طوره في الارحام بحكمته. وابرزه الى وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه من رزقه - 00:11:32
وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما. ونبه باثار صنعته واعذر اليه على المرسلين الخيرة من خلقه فهدى من وفقه بفضله. واضل من خذله بعدله. ويسر المؤمنين - 00:12:02
اليسرى وشرح صدورهم للذكرى. فامنوا بالله بالسنتهم ناطقين. وبقلوبهم مخلصين وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين. وتعلموا ما علمهم. ووقفوا عندما حد لهم استغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم. اما بعد. الحمد لله رب العالمين. يقول المصنف رحمه الله في هذه الرسالة. قال ابو - 00:12:22
محمد عبد الله ابن ابي زيد القيرواني رضي الله عنه وارضاه. اللهم امين. الحمد لله الذي بدأ الانسان بنعمته افتتح المصنف رحمه الله رسالته بحمد الله. وهذا هو السنة الجارية في الكتب. فالسنة جارية في الكتب - 00:12:52
ان تفتتح بالحمد وقد افتتح الله تعالى كتابه بالحمد فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالكتب تفتتح بالبسملة وتفتتح ايضا بالحمد وقد يقتصر بعضهم على البسملة وقد يقتصر بعضهم على الحمد والامر في ذلك قريب لكن ينبغي - 00:13:12
ان يبتدأ بالبسملة لانها الاصل في افتتاح الكتب فان النبي صلى الله عليه وسلم جرت سنته في كتاباته ان يفتتحها بالبسملة. وهي سنة قديمة فسليمان عليه السلام لما اعطي كتابه لملكة سبأ - 00:13:40
قال انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فالافتتاح بالبسملة سنة من سنن المرسلين سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم بكتاباته فكل كتبه كانت مفتتحة بالبسملة ثم اذا عطف على ذلك ذكر الحمد فذاك خير الى خير ونور الى نور. لكن الاصل البداء بالبسملة. هنا المصنف رحمه الله - 00:14:04
لعل هذه النسخة آآ لم تذكر البسملة وفي بعض النسخ البسملة مذكورة انما هذه النسخة التي بين ايدينا افتتحها المصنف رحمه الله بحمد الله وقد جعل رحمه الله اه هذه - 00:14:36
مقدمة لرسالته مشتملة على بيان مقصوده في هذه الرسالة وانه سيتناول فيها ما بالاحكام وقد بدأها بحمد الله على ما ابتدأ به الانعام اولا فقال الحمد لله الذي ابتدأ الانسان بنعمته - 00:14:53
وذلك بايجاده وصوره في الارحام بحكمته وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه. وهذه اول نعمة انعم الله الله تعالى بها على الانسان وهي نعمة الوجود فبدأ بحمد الله تعالى على اول انعام اول انعام انعم به عليك هو ان اوجدك وخلقك - 00:15:15
والا لم تكن شيئا كما قال الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدار لم يكن شيئا مذكورا فهذه نعمة ثم قال وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما - 00:15:37
هذا ثاني ما انعم الله تعالى به على الانسان وهو انه علمه بعد جهل. كما قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم. لا تعلمون شيئا فالانسان يخرج من بطن امه لا يعلم شيئا بالكلية. لا تعلمون شيئا فشيئا نكرة في سياق النفي تعم كل شيء دقيق - 00:15:54
صغير وكبير ودين ودنيا لا تعلم شيء في كل شيء فمن عليك بتعليمه وهذه منة تستوجب محبته لانه الذي علمك ما ينفعه اما ينفعه ودلك على ما تصلح به لدنياك وتصلح به اخرتك. فتعليم الله للعباد - 00:16:19
نوعان ما يقيم دنياهم وما يقيم اخرتهم ما يقيم دنياهم فتصبح به ابدانهم ويستقيم به معاشهم ويدركون به مصالح الدنيا وما يكون من امر الاخرة الذي تستقيم به الدنيا والاخرة. وتصبح به الاخرة. وهو علم صلاح القلب واستقامته. فاذا - 00:16:41
علم الانسان هذا النوع هذين النوعين كما قال تعالى بمحكم كتابه اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان الم يعلم - 00:17:07
في امر دينه وفي امر دنياه. والمصنف جرى في حمد الله والثناء عليه على هذا المنوال. فذكر الخلق والاجادة اولا ثم عطف على ذلك ذكرى نعمة التعليم التي بها يحصل شرف الانسان. فشرف الانسان بعلمه وما ميزه الله تعالى به من المعارف - 00:17:25
والمدارك التي رفعته عن سائر المخلوقات. وميزته عن سائر الكائنات. يقول رحمه الله وكان فظل الله عظيمة ونبهه اي نبه الانسان باثار صنعته واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة من خلقه - 00:17:45
هذا بيان لامر مهم وهو ان التعليم الذي ميز الله تعالى به الانسان جعل له من المعينات ما يسهل ادراكه. فلم يترك الانسان الى جهده ولا الى عمله فيما يدركه من المعارف التي لا يستطيع ان يدركها بنفسه. بل ايده بنوعين من المعرفة. المعرفة الاولى الفطرة - 00:18:10
التي فطر الله تعالى النفوس عليها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. فاودع الله في فطر الناس من معرفته ومحبته والانجذاب اليه ما يحمل القلوب على طلبه وعلى السعي في التعرف عليه - 00:18:39
ثم لم يترك الامر على هذا فقط بل اقام في الكون من الايات الدالة على عظيم على عظيم قدره. وبديع صنعه ما يجذب القلوب اليه. كما قال تعالى وكأي من اية في السماء - 00:18:59
والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. فالايات الافاقية الايات الارظية في الانفس ما تدل على عظمة هذا الرب ويجذب القلوب الى محبته وتعظيمه ولذلك قال ونبهه باثار صنعته اثار الصنعة في السماوات - 00:19:17
الارض وما جعله الله تعالى من الايات في الافاق والانفس ما يدل على عظيم قدره وانه رب العالمين وان القلوب منجذبة اليه سبحانه وبحمده. يقول رحمه الله واعذر اليه لم يقتصر الامر على هذين - 00:19:37
امرين على الفطرة وعلى الدلائل والبراهين في الكتاب المنثور في الكون في السماوات والارض والانفس بل اظاف الى ذلك مؤيدا ثالثا في دعوة الخلق اليه وتعليمهم وهم الرسل. ولذلك قال واعذر اليه على - 00:19:56
اقام الحجة اعذر بمعنى اقام الحجة التي ينقطع بها كل اعتذار ويزول بها كل آآ انحراف واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة على السنة المرسلين بما جاءوا به من الهدى ودين الحق والبيان للصراط المستقيم. اعذر اليه على - 00:20:16
السنة المرسلين يعني ما جاء به المرسلون صلوات الله وسلامه عليهم. الخيرة يعني الذين اختارهم الله تعالى واصطفاهم ومن بان جعلهم رسلا بينه وبين الناس. والله اعلم حيث يجعل رسالته. الله اصطفى هؤلاء الله يصطفى - 00:20:40
من الملائكة رسلا ومن الناس فهم مصطفوا وهم مختارون لما لهم من عظيم القدر وما علمه الله تعالى منهم من صلاحية ان يكونوا رسلا بينه وبين الناس. يقول فهدى من وفقه بعد هذا كله - 00:21:00
ينقسم الناس الى قسمين بعد هذه الدلائل كلها ينقسم الناس في تحقيق العبودية لله عز وجل الى قسمين. قسم يستجيب لتلك البراهين والادلة في السماوات وفي الارظ وفي الفطرة وفي ما - 00:21:23
ات به الرسل من البراهين ومنهم من يعرض. ويتنكب الصراط. فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها. يقول فهدى الله يقول فهدى آآ من وفقه بفظله واظل من خذله بعدله فالناس متقلبون بين عدله وفضله - 00:21:39
ففظله ان يأخذ بك الى سبيل الهداية والى طريق الرشد وان يعينك على سلوك الصراط المستقيم وعدل ان يخلي بينك وبين اختيارك فالناس بين عدله وفضله جل وعلا قال ويسر المؤمنين لليسرى وشرح صدورهم للذكرى يسرهم لليسر - 00:22:03
اي لما يسعدون به في الدنيا واليسرى التامة هي ما يكون في الجنة من النعيم المقيم والفوز العظيم وشرح صدورهم للذكرى اي لقبول ما جاءت به الرسل من التذكير. فامنوا بالله بالسنتهم. هذا واحد - 00:22:27
ناطقين وبقلوبهم مخلصين فاظهروا الايمان باللسان ملأوا به الصدور فكانت صدورهم مليئة بالايمان بالله عز وجل توحيدا واخلاصا والسنتهم وكانت السنتهم لهجة بذلك ذكرا قال رحمه الله وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين اي منقادين. وهنا يتبين ان الايمان ليس مقتصرا فقط على - 00:22:48
قول على قول القلب واللسان على اعتقاد القلب ونطق اللسان بل لا بد من ان يكون معه عمل ويصدقه ويظهره ولذلك قال وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين وتعلموا ما علمه - 00:23:21
وهذا من فضل الله تعالى عليهم ووفقهم ووقفوا عندما حد لهم فلم يتجاوزوا الحدود ولم يخرجوا عن الصراط بل وقفوا عند ما حده الله تعالى لهم. يقول رحمه الله واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم. وهذا اشارة - 00:23:41
الى مظمون هذه الرسالة. هذه اشارة الى مضمون هذه الرسالة وانها رسالة تبين الحلال والحرام نسميه علماء البلاغة براعة استهلال حيث يذكر الانسان في مقدمة حديثه ما يبين ما سيتحدث عنه وما سيتناوله فهو رحمه الله قد اشار الى ذلك - 00:24:01
في قوله واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم ثم قال اما بعد واما بعد هذه الكلمة لفصل المقدمة عن موضوع الحديث يؤتى بها للفصل بين مقدمة الحديث مقصوده ومضمونا ومحتواه - 00:24:28
وقيل اما بعد يؤتى بها للفصل بين افراد الحديث لكن لم تجري على هذا كلمات العرب فان اما بعد في كل استعمالاتها الشهيرة يؤتى بها للفصل بين المقدمة والمقصود مقدمة الحديث هو مقصوده - 00:24:48
بعد ان فرغ رحمه الله من مقدمة الحديث شرع في المقصود فقال اما بعد نعم اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه. فانك سألتني ان اكتب لك جملة مختصرة من واجب امور - 00:25:08
ديانة مما تنطق به الالسنة مما تنطق به الالسنة. وتعتقده وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح. وما يتصل من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها وشيء من الاداب منها وجل من اصول الفقه وفنونه على - 00:25:26
على مذهب الامام ما لك بن انس رحمه الله تعالى وطريقته مع ما سهل سبيل ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين من تفسير الراسخين من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين. لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن - 00:25:46
ليسبق الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه. ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته. فاجبتك الى ذلك لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله او دعا اليه. هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله بين فيه الباعث على - 00:26:06
التأليف سبب كتابة هذه الرسالة. يقول رحمه الله في خطاب من ارسل هذه الرسالة اليه قال اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه هذا الكلام افتتح به المصنف رحمه الله رسالته تلطفا لمن بعث اليه هذه الرسالة ولمن يقرأها فانه عندما يفتتح - 00:26:26
الحديث بالدعاء ترق القلوب وتلين وتطمئن وتستشعر بان المتحدث او الكاتب انما كتب ذلك رفقا ونصحا له فهو يبرز الرحمة ويظهر الشفقة وهذا من وهذا من دواعي القبول ومن موجبات الانقياد فان من دواعي القبول ان يفتتح الانسان كلامه بما يطمئن - 00:26:58
المتكلم المتكلم لهم او المتحدث معهم ومن ذلك الدعاء. وهي دعوة آآ كأنها اجابة لماذا استجبت لك؟ لان بيان العلم مما تحفظ به الودائع تصان به الشرائع فقال اعاننا الله واياك على رعاية ودائع من انعام واحسانه وحفظ ما اودعنا من - 00:27:32
من شرائعه فاهل العلم مستودع الشرائع. اهل العلم مستودع الشرائع. ولذلك قال ابن عمر رضي الله عنه في بيان عظيم منة الله على من يسر له حفظ القرآن. قال من حفظ القرآن فقد ادرك - 00:28:00
النبوة بين جنبيه من حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة بين جنبيه لان كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن. وسنته بيان لهذا القرآن فمن حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بين جنبيه. وهذا ما يشير اليه رحمه الله هنا في قوله وحفظ - 00:28:20
ما اودعنا من شعائر من شرائعه. فحفظ القرآن حفظ العلم وحفظ الحديث. هي ودائع عند اصحابه فليستعينوا الله تعالى في حفظها وادائها لمستحقيها ولذلك قال فانك سألتني ان اكتب لك وقبل ما نكمل ما ذكر رحمه الله تسمية هذا بالودائع فيه تنبيه الى ان - 00:28:44
علوم ليست شيئا مستقرا لاصحابها. ان لم يحافظوا عليها. بل هي ودائع والودائع بماذا اتصال بماذا تبقى بالحفظ والرعاية والانتباه والحماية من كل ما يضرها. فالعلم وديعة في قلبك. فحافظ عليه هو نور فلا تطفئه بالغفلة عنه - 00:29:12
ولا بالمعصية ولا بكتمانه في مواطن بذله ونشره. فان العلوم ودائع ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن ابن عمرو بن العاص ان الله لا ينتزع هذا العلم انتزاعا - 00:29:43
من الناس ولكنه يقبض العلم ولكنه ينتزع العلم بقبض العلماء. فالعلماء صدورهم ودائع لهذا العلم. اذا عليه صيانته وبذله والعمل به والدعوة اليه بقي. واذا غفلوا عنه واضاعوه واهملوه ذهب - 00:30:03
يقول رحمه الله فانك سألتني ان اكتب لك جملة مختصرة من واجب امور الديانة مما تتعلق مما تنطق به الالسنة وتعتقد وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها - 00:30:29
اي بها وشيء من الاداب منها. وجمل من اصول الفقه وفنونه على مذهب الامام ما لك ابن انس رحمه الله وطريقته مع ما سهل سبيل ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين الى اخر ما ذكر. اذا - 00:30:49
جواب هذه الرسالة هي جواب سؤال والمؤلف انما كتب ذلك تلبية لطلب السائل وبه يعلم يا اخوان ام ان اكثر من الف من المتقدمين من اهل العلم انما الف اجابة سؤال اما سؤال مقال او سؤال - 00:31:08
سؤال مقال مثل ما ذكر المصنف رحمه الله هناك من طلب منه ان يكتب فكتب واما سؤال الحال فهذا كثير ايضا في اهل العلم يكون هناك حاجة داعية الى التأليف فيؤلف اجابة سؤال الحال. وهما تقتضيه - 00:31:28
من بيان العلم وحفظه وتدويره وكتابته لينتفع به الناس. هذا النوع من هذا النوع هذه الرسالة من اي نوعين من النوع الاول فهي اجابة سائل سأل بمقاله ان يكتب له في هذه الموضوعات وهي ما يتصل احكام الشريعة واصولها - 00:31:48
على مذهب الامام مالك رحمه الله. هاي على ما حفظ من اختيارات مالك ابن انس امام دار الهجرة رحمه الله وهو من علماء القرن الهجري ومن ائمة الفقه وعلماء الدين له منزلة كبرى ومكانة عظمى بين علماء الاسلام وله مذهب شهير - 00:32:08
يمتاز رحمه الله بدقة الفقه وعمقه العناية بالاستدلال واصوله شهيرة ومعروفة وقد تكلم عنها العلماء هذا الكتاب في مسائل الاصول والفروع على مذهب الامام مالك بشهادة امام من ائمته وكبير من كبرائه واقرار - 00:32:28
علماء المالكية لما تضمنته هذه الرسالة. من اصول وفروع من مسائل الاعتقاد ومن مسائل العمل رحمه الله آآ نعم مع ما سهل سبيل من ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين لما رغبت فيه من تعليم - 00:32:55
ذلك للولدان وهذا اشارة الى انه قد اعتنى في تأليفه ان يكون هذا منهجا لتعليم الولدان ولاد ومن يتعلم من ابناء المسلمين وبناتهم وهذا يبين لنا عناية العلماء المتقدمين بالنشر وان العناية بالنشء طريق من طرق - 00:33:20
صيانة الامة ورعايتها فهذه المؤلفات التي دارت عليها كلمات العلماء منها ما الف في مدارسهم ومساجدهم ومحاضر تعليمهم. يقول رحمه الله كما نعم لما فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن. ليسبق الى قلوبهم. وهذه نكتة مهمة ان القلب - 00:33:47
بما سبق اليه. فاذا سبق اليه الهدى تعلق به واذا سبق اليه الانحراف صعبت ازالته وتمكن الشر منه ولذلك من المهم لطالب العلم ومما ينبغي ان لا يقصر فيه هو ما يتصل بظبط - 00:34:17
العلم والمبادرة الى تعليمه للنشء حتى ينشأوا عليه كما قال الشاعر وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابوه كذلك على ما كان علمه معلمه على ما تلقاه في دراسته على ما تلقاه في تعليمه ولهذا قال - 00:34:37
الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائع ما ترجى لهم بركاته ما ترجى اي تطمع بركته ونفعه. يؤمل خيره فان علوم الشريعة مباركة. علوم نور علوم الشريعة هدايات علوم الشريعة حبال من استمسك بها خرج من المهلكات ونجا - 00:34:57
من المظلات ولذلك بقدر ما معك من علوم الشريعة بقدر ما معك من اسباب النجاة وليس المقصود العلوم التي يحفظها الناس ولا يترجمونها عملا بل لا بد من حفظها بالعمل فانما ثمرة العلم العمل. فان بادر اليه الانسان واخذ به كان ذلك حافظا - 00:35:23
وحافظا لعمله ومقيما منهجه وطريقته واذا تركه ظل وانحرف. قال رحمه الله ليسبق الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته فاجبتك. فجزاه الله تعالى خيرا - 00:35:50
ولعل ما كتب الله تعالى لهذه الرسالة من القبول في الدنيا وتعاقب العلما على ذكرها والاشادة بها سواء من المالكية وغيرهم هو من بركات اخلاصه رحمه الله وصدقه في الرغبة - 00:36:09
فيما عند الله عز وجل فان النوايا مطايا فمن صدق الله صدقه الله ومن اخلص له اذاع الله تعالى خيره وعم نفع ونشر في العالمين ذكره على وجه يمتد سنوات يعني هذا العالم الجليل ابو ابو محمد - 00:36:26
عبد الله ابن ابي زيد القيرواني من علماء القرن الرابع الهجري يعني بيننا وبينه الف سنة فقد توفي رحمه الله في سنة ستر وثمانين وثلاث مئة للهجرة ستة وثمانين وثمان مئة للهجرة مدد طويلة اكثر من الف سنة - 00:36:46
رحمه الله ومع هذا ما زالت رسالته تدرس وتقرأ ويذكر فيها اسمه ويقال رحمه الله ورضي الله عنه ويدعى انا ويجري ثمار ذلك احسبه عند الله والله يتولى سرائر عباده يجني ثمار هذه - 00:37:10
تاب الى يومنا هذا فنحن نقرأ هذه الرسالة في هذا المجلس وهي تسجل ويستمعها من يستمع اليها وقد الف فيها ما الف بركة الاخلاص عظيمة اذا اخلص الانسان لله عز وجل وصح قصده وفق الى خير كثير. يقول رحمه الله فاجبتك الى ذلك لما رجوت - 00:37:30
لنفسي هذا الاخلاص ولك من ثواب من علم من علم دين الله او دعا اليه. فنسأل الله تعالى ان لا يحرمه الاجر وان يجزيه عنا خير الجزاء وان يجعل ما كتبه في موازين حسناته. ثم قال رحمه الله واعلم هذه مقدمة بعد بيان سبب التأليف - 00:37:50
- 00:38:14
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه - 00:00:00
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا المجلس نتناول ان شاء الله تعالى تعليقا مختصرا يسيرا على مقدمة رسالة ابن ابي زيد - 00:00:20
القيرواني هذه الرسالة من حيث موضوعها تتناول البحث في موضوعين الموضوع الاول ما يتصل الفقه الاكبر وهذا جعله المصنف رحمه الله مقدمة لكتابه في جمل مختصرة ثم بحث بعد ذلك ما هو مقصود الرسالة ومضمونها وهو - 00:00:46
الفقه الاصغر وهو ما يتصل بالاحكام احكام العبادات هذه الرسالة كما ذكرت هي ظمت هذين النوعين من الفقه. لكن في الاصل موظوع الرسالة موظوع الرسالة وبين الاحكام الفقهية. يعني عندما تصنف رسالة ابن ابي زيد القيرواني هي تصنف ضمن رسائل الفقه. ومختصرات الفقه في - 00:01:23
الامام مالك رحمه الله لكن المصنف اراد ان يفتتح ذلك بذكر شيء ان يتصل بما يجب اعتقاده على وجه الاجمال في مسائل الدين. ومسائل الاعتقاد والاصول. ولذلك سميت مقدمة الرسالة - 00:01:55
هذه الرسالة لها منزلة كبرى عند اهل العلم من الفقهاء رحمهم الله سيما فقهاء المالكية. فانها من اجل المصادر واكثرها حظوة واعظمها انتشارا بين فقهاء المالكية الى مدى طويل حتى صنفت في جملة مراتب - 00:02:19
راجع بعد المدونة للامام مالك الموطأ ثم المدونة ثم رسالة ابن ابي زيد القيرواني. في المنزلة والمكانة ولذلك كثر شراحها آآ اعتنى بها المصنفون عناية فائقة شرحا آآ نثرا وآآ رجوعا واستنباطا ودار على ذلك آآ فقهاء المالكية سنوات طويلة - 00:02:49
وذلك عظيم مكانة مؤلفها وتخصصه في فقه مالك رحمه الله وعنايته به وجمعه قواعده. فالكتاب في الاهمية في منزلة عليا لكن نحن يهمنا فيما يتعلق بالكتاب ما يتصل بالمقدمة. لاننا نتناول الا المقدمة ان شاء الله تعالى - 00:03:19
بالبيان والتوضيح والتعليق المختصر الذي يأتي على مهمات ما تضمنته مقدمة ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله ولهذا العنوان الصحيح لهذا اللقاء هو التعليق على مقدمة رسالة ابن ابي سيدي القيرواني فنحن لا نتكلم عن عقيدة ابن ابي زيد القيرواني وليست هذه عقيدته بمعنى ليست هذه آآ كلمات في العقيدة - 00:03:49
خاصة بل هذا في جملة ما كتبه في مسائل الاعتقاد ضمن الرسالة الفقهية المشهورة بكتاب على رسالة ابن ابي زيد القيرواني. من هو؟ ابن ابي زيد القيرواني بادئ ذي بدء. ابن ابي زيد - 00:04:19
رحمه الله اسمه عبد الله ابن عبد الرحمن الذي هو ابو زيد ووجه نسبته القيرواني انه عاش في القيروان وعلم فيها وحاز الامامة المكانة فيها فنسبته نسبة مكانية وهو من علماء افريقية رحمه الله واعلى درجته. كان اماما من - 00:04:39
ائمة المالكية في وقته وقد جمع مذهب الامام مالك واحتوى على كثير من الفقه المالكي حتى لقب بمالك الصغير لعلو منزلته ورفعة مكانته واحاطته بمذهب الامام مالك. وهو قد ترجم له - 00:05:09
الائمة ومنهم الامام الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء وقال في ترجمته الامام والعلامة القدوة الفقيه عالم اهل المغرب وهذا يبين ما تبوأه رحمه الله من المنزلة والمكانة. فيما يتعلق بعقيدته كان رحمه الله على طريقة الامام - 00:05:29
مالك التي تلقاها عن عن اهل المدينة وسار فيها على ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وسلف الامة ولذلك قال الذهبي رحمه الله في ترجمته في ترجمة ابن ابي زيد - 00:05:56
القيرواني قال كان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول. كان على طريقة السلف في الاصول لا يدري ولا يتأول فنسأل الله التوفيق. اذا هو جرى في عقيدته على طريقة السلف. من اهل - 00:06:16
القرون المفضلة الذين من الله تعالى عليهم بالاقتصار على ما جاء في الكتاب والسنة فيما يتعلق ايمان واصوله وفيما يتعلق بالعلم بالله عز وجل له رحمه الله اسهامات جليلة غالبها في ما يتعلق بيان مسائل الفقه وتحرير - 00:06:36
قضاياه ولهذا بلغ هذه المنزلة بلغت رسالته هذه المنزلة عند علماء المالكية رحمه الله. والذين شرحوا هذه الرسالة اختلفت طرائقهم فمنهم من سار على طريقة مؤلفها في السلامة من التأويل والبعد عن طريق - 00:07:02
اهل الكلام ومنهم من تورط في آآ التأويل فسار فيه على المناهج الكلامية ابعد النجعة ولم يسر على طريق السلف الذين سلمهم الله تعالى من هذه الانحرافات. اذا عرفنا من هو المؤلف وما هي الرسالة - 00:07:22
وما هي مقدمتها؟ فيما يتعلق بما ذكره رحمه الله في مسائل الاعتقاد في المقدمة انها جمل مختصرة. وانها جارية على ما اشتهر. في كلام الائمة واهل علم من السلف الصالحين ليس فيها تعمق. لا - 00:07:52
مسائل جدلية ولا مسائل كلامية بل غالب ما فيها يرجع الى الكتاب والسنة بالفاظه ومعانيه. وهي دائرة على تقرير الاصول الستة. التي هي اصول الايمان. الايمان بالله الايمان ملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر خيره وشره. وهذي الاصول الستة عليها تدوم - 00:08:22
غالب كلمات الائمة في مسائل الاعتقاد. اي كتاب عقدي؟ يدور في مجمله على تقرير هذه الاصول الستة لان العقيدة هي ما يتعلق بالايمان. عندما نقول علم الاعتقاد علم الاعتقاد يتصل - 00:08:52
الايمان وهو ما يطوي الانسان عليه قلبه. وما يدين الله تعالى به فيما يتعلق الله فيما يتعلق بالملائكة فيما يتعلق بالكتب فيما يتعلق بالرسل فيما يتعلق باليوم الاخر فيما يتعلق بالقدر - 00:09:12
خيره وشره. هذا ما يدور عليه غالب فتور العقيدة. قد يركز بعض علماء الاعتقاد الاجانب من هذه الجوانب لكن لابد ان تجد في كلامه ما يتصل بالاصول الستة. قد يفرد حديثا - 00:09:32
او يطنب او يفصل فيما يتعلق بالاسماء والصفات فيما يتعلق باليوم الاخر والايمان به فيما يتعلق بالقدر لكن اذا نظرت وتأملت وجدت ان كتب الاعتقاد في غالبها لا سيما المتون العقدية تدور على تقرير اصول الستة الامام - 00:09:52
بالله لمن بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل للايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر خيره وشره. ومن الكتب ما يتخصص واحد من هذه الاصول يفصلها ويقررها. هذه المقدمة لما كانت مقدمة رسالة - 00:10:12
كتب فيها ما يتعلق بمسائل العمل. مسائل الفروع قدم فيها جملة مما يتصل بمسائل الاصول وهي الاصول الستة الايمان بالاصول الستة. ولهذا سنة نقف من خلال استعراض ما ذكره رحمه الله في هذه الرسالة على - 00:10:32
هذه الاصول سنشير الى ان هذا هو الاصل الاول من اصول من؟ هذا هو الاصل الثاني هذا هو الاصل الثالث هذا هو الاصل الرابع هذا هو الاصل الخامس هذا هو - 00:10:52
السادس وبعدها سنجد اننا قد بلغنا المنتهى فيما يتصل بما قرره المؤلف رحمه الله في هذه المقدمة المباركة كتابه الرسالة. نقرأ ما افتتح به المصنف رحمه الله رسالته ونقف عند اه مسائله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى - 00:11:02
الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والحاضرات والمستمعين قال الشيخ ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى الحمدلله الذي ابتدأ الانسان بنعمته طوره في الارحام بحكمته. وابرزه الى وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه من رزقه - 00:11:32
وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما. ونبه باثار صنعته واعذر اليه على المرسلين الخيرة من خلقه فهدى من وفقه بفضله. واضل من خذله بعدله. ويسر المؤمنين - 00:12:02
اليسرى وشرح صدورهم للذكرى. فامنوا بالله بالسنتهم ناطقين. وبقلوبهم مخلصين وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين. وتعلموا ما علمهم. ووقفوا عندما حد لهم استغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم. اما بعد. الحمد لله رب العالمين. يقول المصنف رحمه الله في هذه الرسالة. قال ابو - 00:12:22
محمد عبد الله ابن ابي زيد القيرواني رضي الله عنه وارضاه. اللهم امين. الحمد لله الذي بدأ الانسان بنعمته افتتح المصنف رحمه الله رسالته بحمد الله. وهذا هو السنة الجارية في الكتب. فالسنة جارية في الكتب - 00:12:52
ان تفتتح بالحمد وقد افتتح الله تعالى كتابه بالحمد فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالكتب تفتتح بالبسملة وتفتتح ايضا بالحمد وقد يقتصر بعضهم على البسملة وقد يقتصر بعضهم على الحمد والامر في ذلك قريب لكن ينبغي - 00:13:12
ان يبتدأ بالبسملة لانها الاصل في افتتاح الكتب فان النبي صلى الله عليه وسلم جرت سنته في كتاباته ان يفتتحها بالبسملة. وهي سنة قديمة فسليمان عليه السلام لما اعطي كتابه لملكة سبأ - 00:13:40
قال انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فالافتتاح بالبسملة سنة من سنن المرسلين سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم بكتاباته فكل كتبه كانت مفتتحة بالبسملة ثم اذا عطف على ذلك ذكر الحمد فذاك خير الى خير ونور الى نور. لكن الاصل البداء بالبسملة. هنا المصنف رحمه الله - 00:14:04
لعل هذه النسخة آآ لم تذكر البسملة وفي بعض النسخ البسملة مذكورة انما هذه النسخة التي بين ايدينا افتتحها المصنف رحمه الله بحمد الله وقد جعل رحمه الله اه هذه - 00:14:36
مقدمة لرسالته مشتملة على بيان مقصوده في هذه الرسالة وانه سيتناول فيها ما بالاحكام وقد بدأها بحمد الله على ما ابتدأ به الانعام اولا فقال الحمد لله الذي ابتدأ الانسان بنعمته - 00:14:53
وذلك بايجاده وصوره في الارحام بحكمته وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه. وهذه اول نعمة انعم الله الله تعالى بها على الانسان وهي نعمة الوجود فبدأ بحمد الله تعالى على اول انعام اول انعام انعم به عليك هو ان اوجدك وخلقك - 00:15:15
والا لم تكن شيئا كما قال الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدار لم يكن شيئا مذكورا فهذه نعمة ثم قال وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما - 00:15:37
هذا ثاني ما انعم الله تعالى به على الانسان وهو انه علمه بعد جهل. كما قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم. لا تعلمون شيئا فالانسان يخرج من بطن امه لا يعلم شيئا بالكلية. لا تعلمون شيئا فشيئا نكرة في سياق النفي تعم كل شيء دقيق - 00:15:54
صغير وكبير ودين ودنيا لا تعلم شيء في كل شيء فمن عليك بتعليمه وهذه منة تستوجب محبته لانه الذي علمك ما ينفعه اما ينفعه ودلك على ما تصلح به لدنياك وتصلح به اخرتك. فتعليم الله للعباد - 00:16:19
نوعان ما يقيم دنياهم وما يقيم اخرتهم ما يقيم دنياهم فتصبح به ابدانهم ويستقيم به معاشهم ويدركون به مصالح الدنيا وما يكون من امر الاخرة الذي تستقيم به الدنيا والاخرة. وتصبح به الاخرة. وهو علم صلاح القلب واستقامته. فاذا - 00:16:41
علم الانسان هذا النوع هذين النوعين كما قال تعالى بمحكم كتابه اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان الم يعلم - 00:17:07
في امر دينه وفي امر دنياه. والمصنف جرى في حمد الله والثناء عليه على هذا المنوال. فذكر الخلق والاجادة اولا ثم عطف على ذلك ذكرى نعمة التعليم التي بها يحصل شرف الانسان. فشرف الانسان بعلمه وما ميزه الله تعالى به من المعارف - 00:17:25
والمدارك التي رفعته عن سائر المخلوقات. وميزته عن سائر الكائنات. يقول رحمه الله وكان فظل الله عظيمة ونبهه اي نبه الانسان باثار صنعته واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة من خلقه - 00:17:45
هذا بيان لامر مهم وهو ان التعليم الذي ميز الله تعالى به الانسان جعل له من المعينات ما يسهل ادراكه. فلم يترك الانسان الى جهده ولا الى عمله فيما يدركه من المعارف التي لا يستطيع ان يدركها بنفسه. بل ايده بنوعين من المعرفة. المعرفة الاولى الفطرة - 00:18:10
التي فطر الله تعالى النفوس عليها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. فاودع الله في فطر الناس من معرفته ومحبته والانجذاب اليه ما يحمل القلوب على طلبه وعلى السعي في التعرف عليه - 00:18:39
ثم لم يترك الامر على هذا فقط بل اقام في الكون من الايات الدالة على عظيم على عظيم قدره. وبديع صنعه ما يجذب القلوب اليه. كما قال تعالى وكأي من اية في السماء - 00:18:59
والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. فالايات الافاقية الايات الارظية في الانفس ما تدل على عظمة هذا الرب ويجذب القلوب الى محبته وتعظيمه ولذلك قال ونبهه باثار صنعته اثار الصنعة في السماوات - 00:19:17
الارض وما جعله الله تعالى من الايات في الافاق والانفس ما يدل على عظيم قدره وانه رب العالمين وان القلوب منجذبة اليه سبحانه وبحمده. يقول رحمه الله واعذر اليه لم يقتصر الامر على هذين - 00:19:37
امرين على الفطرة وعلى الدلائل والبراهين في الكتاب المنثور في الكون في السماوات والارض والانفس بل اظاف الى ذلك مؤيدا ثالثا في دعوة الخلق اليه وتعليمهم وهم الرسل. ولذلك قال واعذر اليه على - 00:19:56
اقام الحجة اعذر بمعنى اقام الحجة التي ينقطع بها كل اعتذار ويزول بها كل آآ انحراف واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة على السنة المرسلين بما جاءوا به من الهدى ودين الحق والبيان للصراط المستقيم. اعذر اليه على - 00:20:16
السنة المرسلين يعني ما جاء به المرسلون صلوات الله وسلامه عليهم. الخيرة يعني الذين اختارهم الله تعالى واصطفاهم ومن بان جعلهم رسلا بينه وبين الناس. والله اعلم حيث يجعل رسالته. الله اصطفى هؤلاء الله يصطفى - 00:20:40
من الملائكة رسلا ومن الناس فهم مصطفوا وهم مختارون لما لهم من عظيم القدر وما علمه الله تعالى منهم من صلاحية ان يكونوا رسلا بينه وبين الناس. يقول فهدى من وفقه بعد هذا كله - 00:21:00
ينقسم الناس الى قسمين بعد هذه الدلائل كلها ينقسم الناس في تحقيق العبودية لله عز وجل الى قسمين. قسم يستجيب لتلك البراهين والادلة في السماوات وفي الارظ وفي الفطرة وفي ما - 00:21:23
ات به الرسل من البراهين ومنهم من يعرض. ويتنكب الصراط. فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها. يقول فهدى الله يقول فهدى آآ من وفقه بفظله واظل من خذله بعدله فالناس متقلبون بين عدله وفضله - 00:21:39
ففظله ان يأخذ بك الى سبيل الهداية والى طريق الرشد وان يعينك على سلوك الصراط المستقيم وعدل ان يخلي بينك وبين اختيارك فالناس بين عدله وفضله جل وعلا قال ويسر المؤمنين لليسرى وشرح صدورهم للذكرى يسرهم لليسر - 00:22:03
اي لما يسعدون به في الدنيا واليسرى التامة هي ما يكون في الجنة من النعيم المقيم والفوز العظيم وشرح صدورهم للذكرى اي لقبول ما جاءت به الرسل من التذكير. فامنوا بالله بالسنتهم. هذا واحد - 00:22:27
ناطقين وبقلوبهم مخلصين فاظهروا الايمان باللسان ملأوا به الصدور فكانت صدورهم مليئة بالايمان بالله عز وجل توحيدا واخلاصا والسنتهم وكانت السنتهم لهجة بذلك ذكرا قال رحمه الله وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين اي منقادين. وهنا يتبين ان الايمان ليس مقتصرا فقط على - 00:22:48
قول على قول القلب واللسان على اعتقاد القلب ونطق اللسان بل لا بد من ان يكون معه عمل ويصدقه ويظهره ولذلك قال وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين وتعلموا ما علمه - 00:23:21
وهذا من فضل الله تعالى عليهم ووفقهم ووقفوا عندما حد لهم فلم يتجاوزوا الحدود ولم يخرجوا عن الصراط بل وقفوا عند ما حده الله تعالى لهم. يقول رحمه الله واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم. وهذا اشارة - 00:23:41
الى مظمون هذه الرسالة. هذه اشارة الى مضمون هذه الرسالة وانها رسالة تبين الحلال والحرام نسميه علماء البلاغة براعة استهلال حيث يذكر الانسان في مقدمة حديثه ما يبين ما سيتحدث عنه وما سيتناوله فهو رحمه الله قد اشار الى ذلك - 00:24:01
في قوله واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم ثم قال اما بعد واما بعد هذه الكلمة لفصل المقدمة عن موضوع الحديث يؤتى بها للفصل بين مقدمة الحديث مقصوده ومضمونا ومحتواه - 00:24:28
وقيل اما بعد يؤتى بها للفصل بين افراد الحديث لكن لم تجري على هذا كلمات العرب فان اما بعد في كل استعمالاتها الشهيرة يؤتى بها للفصل بين المقدمة والمقصود مقدمة الحديث هو مقصوده - 00:24:48
بعد ان فرغ رحمه الله من مقدمة الحديث شرع في المقصود فقال اما بعد نعم اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه. فانك سألتني ان اكتب لك جملة مختصرة من واجب امور - 00:25:08
ديانة مما تنطق به الالسنة مما تنطق به الالسنة. وتعتقده وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح. وما يتصل من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها وشيء من الاداب منها وجل من اصول الفقه وفنونه على - 00:25:26
على مذهب الامام ما لك بن انس رحمه الله تعالى وطريقته مع ما سهل سبيل ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين من تفسير الراسخين من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين. لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن - 00:25:46
ليسبق الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه. ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته. فاجبتك الى ذلك لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله او دعا اليه. هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله بين فيه الباعث على - 00:26:06
التأليف سبب كتابة هذه الرسالة. يقول رحمه الله في خطاب من ارسل هذه الرسالة اليه قال اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه هذا الكلام افتتح به المصنف رحمه الله رسالته تلطفا لمن بعث اليه هذه الرسالة ولمن يقرأها فانه عندما يفتتح - 00:26:26
الحديث بالدعاء ترق القلوب وتلين وتطمئن وتستشعر بان المتحدث او الكاتب انما كتب ذلك رفقا ونصحا له فهو يبرز الرحمة ويظهر الشفقة وهذا من وهذا من دواعي القبول ومن موجبات الانقياد فان من دواعي القبول ان يفتتح الانسان كلامه بما يطمئن - 00:26:58
المتكلم المتكلم لهم او المتحدث معهم ومن ذلك الدعاء. وهي دعوة آآ كأنها اجابة لماذا استجبت لك؟ لان بيان العلم مما تحفظ به الودائع تصان به الشرائع فقال اعاننا الله واياك على رعاية ودائع من انعام واحسانه وحفظ ما اودعنا من - 00:27:32
من شرائعه فاهل العلم مستودع الشرائع. اهل العلم مستودع الشرائع. ولذلك قال ابن عمر رضي الله عنه في بيان عظيم منة الله على من يسر له حفظ القرآن. قال من حفظ القرآن فقد ادرك - 00:28:00
النبوة بين جنبيه من حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة بين جنبيه لان كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن. وسنته بيان لهذا القرآن فمن حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بين جنبيه. وهذا ما يشير اليه رحمه الله هنا في قوله وحفظ - 00:28:20
ما اودعنا من شعائر من شرائعه. فحفظ القرآن حفظ العلم وحفظ الحديث. هي ودائع عند اصحابه فليستعينوا الله تعالى في حفظها وادائها لمستحقيها ولذلك قال فانك سألتني ان اكتب لك وقبل ما نكمل ما ذكر رحمه الله تسمية هذا بالودائع فيه تنبيه الى ان - 00:28:44
علوم ليست شيئا مستقرا لاصحابها. ان لم يحافظوا عليها. بل هي ودائع والودائع بماذا اتصال بماذا تبقى بالحفظ والرعاية والانتباه والحماية من كل ما يضرها. فالعلم وديعة في قلبك. فحافظ عليه هو نور فلا تطفئه بالغفلة عنه - 00:29:12
ولا بالمعصية ولا بكتمانه في مواطن بذله ونشره. فان العلوم ودائع ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن ابن عمرو بن العاص ان الله لا ينتزع هذا العلم انتزاعا - 00:29:43
من الناس ولكنه يقبض العلم ولكنه ينتزع العلم بقبض العلماء. فالعلماء صدورهم ودائع لهذا العلم. اذا عليه صيانته وبذله والعمل به والدعوة اليه بقي. واذا غفلوا عنه واضاعوه واهملوه ذهب - 00:30:03
يقول رحمه الله فانك سألتني ان اكتب لك جملة مختصرة من واجب امور الديانة مما تتعلق مما تنطق به الالسنة وتعتقد وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها - 00:30:29
اي بها وشيء من الاداب منها. وجمل من اصول الفقه وفنونه على مذهب الامام ما لك ابن انس رحمه الله وطريقته مع ما سهل سبيل ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين الى اخر ما ذكر. اذا - 00:30:49
جواب هذه الرسالة هي جواب سؤال والمؤلف انما كتب ذلك تلبية لطلب السائل وبه يعلم يا اخوان ام ان اكثر من الف من المتقدمين من اهل العلم انما الف اجابة سؤال اما سؤال مقال او سؤال - 00:31:08
سؤال مقال مثل ما ذكر المصنف رحمه الله هناك من طلب منه ان يكتب فكتب واما سؤال الحال فهذا كثير ايضا في اهل العلم يكون هناك حاجة داعية الى التأليف فيؤلف اجابة سؤال الحال. وهما تقتضيه - 00:31:28
من بيان العلم وحفظه وتدويره وكتابته لينتفع به الناس. هذا النوع من هذا النوع هذه الرسالة من اي نوعين من النوع الاول فهي اجابة سائل سأل بمقاله ان يكتب له في هذه الموضوعات وهي ما يتصل احكام الشريعة واصولها - 00:31:48
على مذهب الامام مالك رحمه الله. هاي على ما حفظ من اختيارات مالك ابن انس امام دار الهجرة رحمه الله وهو من علماء القرن الهجري ومن ائمة الفقه وعلماء الدين له منزلة كبرى ومكانة عظمى بين علماء الاسلام وله مذهب شهير - 00:32:08
يمتاز رحمه الله بدقة الفقه وعمقه العناية بالاستدلال واصوله شهيرة ومعروفة وقد تكلم عنها العلماء هذا الكتاب في مسائل الاصول والفروع على مذهب الامام مالك بشهادة امام من ائمته وكبير من كبرائه واقرار - 00:32:28
علماء المالكية لما تضمنته هذه الرسالة. من اصول وفروع من مسائل الاعتقاد ومن مسائل العمل رحمه الله آآ نعم مع ما سهل سبيل من ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين لما رغبت فيه من تعليم - 00:32:55
ذلك للولدان وهذا اشارة الى انه قد اعتنى في تأليفه ان يكون هذا منهجا لتعليم الولدان ولاد ومن يتعلم من ابناء المسلمين وبناتهم وهذا يبين لنا عناية العلماء المتقدمين بالنشر وان العناية بالنشء طريق من طرق - 00:33:20
صيانة الامة ورعايتها فهذه المؤلفات التي دارت عليها كلمات العلماء منها ما الف في مدارسهم ومساجدهم ومحاضر تعليمهم. يقول رحمه الله كما نعم لما فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن. ليسبق الى قلوبهم. وهذه نكتة مهمة ان القلب - 00:33:47
بما سبق اليه. فاذا سبق اليه الهدى تعلق به واذا سبق اليه الانحراف صعبت ازالته وتمكن الشر منه ولذلك من المهم لطالب العلم ومما ينبغي ان لا يقصر فيه هو ما يتصل بظبط - 00:34:17
العلم والمبادرة الى تعليمه للنشء حتى ينشأوا عليه كما قال الشاعر وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابوه كذلك على ما كان علمه معلمه على ما تلقاه في دراسته على ما تلقاه في تعليمه ولهذا قال - 00:34:37
الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائع ما ترجى لهم بركاته ما ترجى اي تطمع بركته ونفعه. يؤمل خيره فان علوم الشريعة مباركة. علوم نور علوم الشريعة هدايات علوم الشريعة حبال من استمسك بها خرج من المهلكات ونجا - 00:34:57
من المظلات ولذلك بقدر ما معك من علوم الشريعة بقدر ما معك من اسباب النجاة وليس المقصود العلوم التي يحفظها الناس ولا يترجمونها عملا بل لا بد من حفظها بالعمل فانما ثمرة العلم العمل. فان بادر اليه الانسان واخذ به كان ذلك حافظا - 00:35:23
وحافظا لعمله ومقيما منهجه وطريقته واذا تركه ظل وانحرف. قال رحمه الله ليسبق الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته فاجبتك. فجزاه الله تعالى خيرا - 00:35:50
ولعل ما كتب الله تعالى لهذه الرسالة من القبول في الدنيا وتعاقب العلما على ذكرها والاشادة بها سواء من المالكية وغيرهم هو من بركات اخلاصه رحمه الله وصدقه في الرغبة - 00:36:09
فيما عند الله عز وجل فان النوايا مطايا فمن صدق الله صدقه الله ومن اخلص له اذاع الله تعالى خيره وعم نفع ونشر في العالمين ذكره على وجه يمتد سنوات يعني هذا العالم الجليل ابو ابو محمد - 00:36:26
عبد الله ابن ابي زيد القيرواني من علماء القرن الرابع الهجري يعني بيننا وبينه الف سنة فقد توفي رحمه الله في سنة ستر وثمانين وثلاث مئة للهجرة ستة وثمانين وثمان مئة للهجرة مدد طويلة اكثر من الف سنة - 00:36:46
رحمه الله ومع هذا ما زالت رسالته تدرس وتقرأ ويذكر فيها اسمه ويقال رحمه الله ورضي الله عنه ويدعى انا ويجري ثمار ذلك احسبه عند الله والله يتولى سرائر عباده يجني ثمار هذه - 00:37:10
تاب الى يومنا هذا فنحن نقرأ هذه الرسالة في هذا المجلس وهي تسجل ويستمعها من يستمع اليها وقد الف فيها ما الف بركة الاخلاص عظيمة اذا اخلص الانسان لله عز وجل وصح قصده وفق الى خير كثير. يقول رحمه الله فاجبتك الى ذلك لما رجوت - 00:37:30
لنفسي هذا الاخلاص ولك من ثواب من علم من علم دين الله او دعا اليه. فنسأل الله تعالى ان لا يحرمه الاجر وان يجزيه عنا خير الجزاء وان يجعل ما كتبه في موازين حسناته. ثم قال رحمه الله واعلم هذه مقدمة بعد بيان سبب التأليف - 00:37:50
- 00:38:14