بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله صاحبي اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة العبودية - 00:00:00
والجهاد هو بذل الوسع وهو كل ما يملك من القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه - 00:00:22
ومعلوم ان المحبوبات لا تنال غالبا الا باحتمال المكروهات. سواء كانت محبة صالحة او فاسدة فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا. مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والاخرة - 00:00:41
محب لله ورسوله اذا لم يحتمل ما يرى الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في سبيل لحصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبتهم لله. اذا كان ما يسلكه اولئك في نظرهم - 00:01:06
هو الطريق الذي يشير به العقل ومن المعلوم ان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين المؤلف رحمه الله عرف الجهاد - 00:01:26
بتعريف عام واسع وليس بالتعريف المقصور على نوع منه وهو الجهاد في سبيل الله. وهو مقاتلة الكفار انما عرفه بما هو عام وواسع يشمل جميع انواع الجهاد. يقول رحمه الله والجهاد هو بذل الوسع. بذل الوسع. بذل الطاقة. فسر الوسع بقوله - 00:01:40
وهو كل ما يملك من القدرة يعني ان يبذل الانسان كل ما يملكه من القدرة والمكنة والاستطاعة في حصول محبوب الحق. يعني في حصول ما يحبه الله جل وعلا وهذا الجهاد واجب على كل ودفع ما يكرهه الحق. وهذا الجهاد واجب على كل مؤمن ومؤمنة وكل مسلم ومسلمة لانه لا - 00:02:05
يمكن ان يتحقق اي محبوب لله عز وجل الا بهذا. فانه لا بد في تحصيل محاب الله جل وعلا من الطاعات لابد من مجاهدة ولابد في دفع ما يكره من المعاصي والسيئات الخاصة والعامة لابد من مجاهدة فلا بد - 00:02:29
من هذا النوع وهو يشمل جهاد النفس وجهاد المنافقين وجهاد العصاة وجهاد الكفار يشمل جميع انواع الجهاد فجميع انواع الجهاد تدخل في هذا التعريف العام. يقول رحمه الله فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد. كان دليلا على ضعف محبته - 00:02:49
محبة الله ورسوله في قلبه هذا ميزان واضح بين في ان القصور في الطاعة دليل على القصور في المعصية. فيقع على القصور في المحبة القصور في الطاعة في طاعة الله عز وجل بامتثال ما امر والانتهاء عما نهى يدل على القصور في المحبة وهو ما مستفاد من قول الله جل - 00:03:12
قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل الله عز وجل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. دليلا على صدق المحبة. فاذا قصر الانسان في كان هذا دالا على ايش؟ على اي شيء يا اخوان؟ دالا على قصوره ونقص محبته. نعم. ثم قال ومعلوم ان المحبوبات لا تنال - 00:03:34
غالبا الا باحتمال مكروهات لا اشكال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره يعني ما تكرهه النفوس فلا بد من الصبر ولذلك قال الله جل وعلا وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب لان الصبر به يحصل الانسان على ما يرغب - 00:03:57
من فضل الله ورحمته نعم ثم قال ومن المعلوم ان المؤمن اشد حبا لله. كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله - 00:04:21
نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره. طريقا لا يحصل بها المطلوب. فمثل هذه طريق لا تحمد اذا كانت المحبة صالحة محمودة. فكيف اذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل - 00:04:43
كما يفعله المتهورون في طلب المال والرئاسة والصور في حب امور توجب لهم ضررا ولا تحصل لهم مطلوب وانما المقصود الطرق التي يسلكها العقل السليم لحصول مطلوبه. واذا تبين هذا - 00:05:04
وكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية. وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وفضلا ازداد له حبا وفضله عما سواه. الله اكبر. والقلب فقير بالذات فمن ادعى محبة الله جل وعلا - 00:05:25
دون ان يقدم لذلك برهانا من العمل الصالح وترك ما نهى الله جل وعلا عنه فانه كاذب في دعوه. ولذلك انزل الله جل وعلا هذا المعيار الفاصل لما كثر المدعون للمحبة كما يقول ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم - 00:05:44
انزل الله جل وعلا قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ليميز الله جل وعلا بين المحبة الكاذبة والمحبة الصادقة هبة الادعية ومحبة الاولياء. فمحبة الادعية خالية من عمل صالح. اما محبة الاولياء فهي - 00:06:02
مقرونة في امتثال الامر وترك النهي والمسارعة في طاعة الله عز وجل وما يحب رغبا ورهبا. والمؤلف رحمه الله انما خص المحبة بالحديث في هذا المقطع لان الماء المحبة ايش - 00:06:22
ركن العبادة كما تقدم لنا ان المحبة لا تقوم الا على غاية ان العبادة لا تقوم الا على غاية الحب وغاية الذل. الان المؤلف رحمه الله تكلم عن المحبة وانها لابد ان تكون خالصة لله وانه لا يمكن ان يكون الانسان محبا الا اذا بين ذلك - 00:06:39
لتحقيق العبودية لله جل وعلا ولا يمكن ان يكون عبدا الا اذا اخلص المحبة وطرفها لله جل وعلا. يقول رحمه الله زاد له حبا بريا يعني حرية مما سواه. صحيح - 00:06:59
حرية من العبودية لما سواه. نعم. والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين. من جهة العبادة وهي العلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلة فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتز ولا يسر. ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه - 00:07:12
والانابة اليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر ذاتي الى ربه ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وبذلك يحصل له الفرح والسرور. واللذة والنعمة - 00:07:38
والسكون والطمأنينة. هذا كلام كلام نفيس. قرر فيه المؤلف رحمه الله افتقار العبد لمحبة الرب جل وعلا وانه لا قوام له الا بهذه المحبة. لا يمكن ان ينال سعادة ولا لذة ولا طمأنينة ولا سكونا ولا ابتهاجا ولا فرحا ولا سرورا ولا شيئا من هذه المعاني الا بتحقيق المحبة - 00:08:01
لا لله عز وجل ومهما كان الانسان متمكنا من اسباب السرور والابتهاج والفرح في الدنيا الا انه لم يأخذ بهذا الباب وبهذا السبب وهو ومحبة الله عز وجل فانه لا يجد طمأنينة ولا سكونة. ولذلك يقول المؤلف رحمه الله ولو حصل له كل ما يرتد به من المخلوقات - 00:08:28
لم يطمئن ولم يسكن دون محبة الله جل وعلا اذ فيه فخر ذاتي يعني فقر لا يمكن ان يتخلص منه. فقر موصوف به لا يمكن ان ينفك عنه وهو فقره الى الرب جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحليم. فينبغي للعبد - 00:08:51
ان يسد هذه الفاقة وان يغني هذا الفقر بالالتجاء الى الرب سبحانه وتعالى وتحقيق المحبة له سبحانه وتعالى دون غيره وبه يحصوا له المسرات به يحصل الفرح به يحصل الانشراح به يحصل كل يحصل كل سعادات الدنيا واما سعادات الاخرة - 00:09:11
فلا اشكال ان بابها الاقوم وصراطها الذي لا عوج فيه هو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى هذا الامر الاول وهو ما اشار اليه في قوله فقير بالذات الى الله من جهة من وجهين. من جهة العبادة وهي العلة الغائية. يعني التي من اجلها خلق الله الخلق. كما قال تعالى - 00:09:31
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاللام هنا للتعليل والعلة هنا علة غائية يعني الغاية من الخلق تحقيق عبودية لله سبحانه وتعالى ووذلك ايضا في قوله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وين كتابك؟ ما عندك كتاب؟ رح جبه. نعم. اما الوجبة - 00:09:54
فهو ما يأتي في كلام المؤلف الحين. وهذا لا يحصل الا باعانة الله له. فانه لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله فهو دائما مفتقر الى حقيقته فانه لو اعين على حصول - 00:10:16
لما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده. ولم يحصل له عبادة لله. فلن يحصل فلن يحصل الا على الالم والحسرة والعذاب. ولن يخلص من الام الدنيا ونكد عيشها. الا باخلاص الحب لله - 00:10:36
بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده. وهو المحبوب له بالقصد الاول. وكل ما في سواه انما يحبه لاجله. لا يحب شيئا لذاته الا الله. وهذا فيه تقرير المعنى الثاني الذي احتوى - 00:10:56
عليه هذه الاية الكريمة في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. فانه اذا لم يعن الله جل وعلا العبد على تحقيق المحبة فانه لا سبيل الى تحصيلها. السكون والطمأنينة والفرح والابتهاج والسرور واللذة في محبة الله جل وعلا - 00:11:16
ما الطريق الى تحصيلها؟ الطريق الاستعانة بالله. اياك نعبد واياك نستعين. الاستعانة بالله عز وجل والتبرأ من الحول والقوة وشهود الحاجة والافتقار الى عون الله عز وجل في تحقيق ذلك. فانه من لم ييسر الله جل وعلا له الخير لن يتيسر - 00:11:33
ومن لم يوفقه الى البر لم يوفق. وكل خير تحصله وكل بر تطرقه انما هو بتيسير الله وفضله واحسانه وجودة. فعلى هذا ينبغي للمؤمن ان يسعى في تحقيق محبة الله عز وجل وتحقيق ما - 00:11:53
امر به مستعينا بالله عز وجل في ذلك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصيته لمن يحب لمعاذ ابن جبل يا معاذ اني احبك فلا تدع دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. دبر كل صلاة يعني - 00:12:14
خاتمة كل صلاة ومعلومة ان الدعاء فيه خاتمة الصلاة من مواطن الاجابة فامره بملازمة هذا الدعاء لانه لا يتحقق للانسان الفلاح والنجاح وتحصيل المطلوب الا به. فينبغي للمؤمن ان يستحظر - 00:12:34
هذين الامرين انه لا سعادة له الا بمحبة الله عز وجل. ولا يمكن ان يدرك محبة الله عز وجل الا بطلب العون منه. فالكل منه واليه سبحانه وتعالى نعم فمتى لم يحصل له هذا؟ لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله. قوله رحمه الله هذا المقطع يشير الى قوله - 00:12:49
من جهة الجهة الثانية التي فيها فقر الانسان من جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلة. يعني ان العبد لا يمكن ان يحصل ما يريد الا اذا قدره الله له واذا - 00:13:13
اعانه عليه ويسره له فهو فقير الى الله جل وعلا شرعا فقير اليه سبحانه وتعالى قدرا. فلا غنى به عنه عبادة الله ولا غنى به عن اعانة الرب جل وعلا على تحقيق او في تحقيقه وتحصيل مطلوبه. نعم - 00:13:24
لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله. ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة لله كان فيه من نقص التوحيد والايمان بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا اليه في حصوله لم يحصل له - 00:13:45
فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهو مفتقر الى الله. من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسئول المستعان به المتوكل عليه فهو اله لا اله غيره - 00:14:13
وهو ربه لا رب له سواه. الله اكبر. يعني المؤلف رحمه الله في هذا المقطع ذكر موجب تخلف هذين الامرين. يعني ذكر ما يقتضيه تخلف واختلال هذين الامرين. فاذا احب العبد غير الله جل وعلا مهما كان هذا - 00:14:33
فانه لا يجني منه الا الالم والحسرة والعذاب واذا قصد محبة الله ولم يستعن به على تحصيل محبوبه فانه لا يدرك المحبوب ولا يحصل الا على الالم والعذاب والحسرة فكمال العبد وسلامته من هذه الاكدار ان يحقق - 00:14:53
هذين الامرين المجموعين في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. تحقيق العبودية مع تحقيق الاستعانة به سبحانه وتعالى في ذلك. يقول ولا تتم عبوديته لله الا بهذين اي يريد الامرين آآ الذين تقدم ذكرهما. نعم. فمتى كان - 00:15:12
ولا تتم عبوديته لله الا بهذين. فمتى كان يحب غير الله لذاته؟ او يلتفت الى غير الله لانه يعينه. كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه. بحسب حبه له ورجائه - 00:15:36
واذا لم يحب احدا لذاته الا الله. واي شيء احبه سواه فانما احبه له. ولم شيئا الا الله واذا فعل ما فعل من الاسباب او حصل ما حصل منها كان مشاهدا ان الله هو الذي خلقها - 00:15:56
وقدرها وسخرها له. وان كل ما في السماوات والارض فالله ربه ومليكه. وخالقه اخره وهو مفتخر كان قد حصل له من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك الله اكبر هذا فيه اشارة الى ان الاستعانة بالله عز وجل لا يلزم منها الغاء الاسباب لا يلزم من الاستعانة بالله عز وجل - 00:16:19
ان يلغي الاسباب لكن الذي ينبغي ان يستحضره الانسان في هذه الاسباب انها من قدر الله جل وعلا فان الله قدر المطلوب وقدر اسبابه. وما من سبب الا بتيسير الله وتقديره. فاذا لم ييسر الله السبب ويقدر حصول الشيء به فانه لا لا يحصل. فالاستعانة بالله - 00:16:49
لا تعني ان يتخلى الانسان عن الاخذ بالاسباب بل يجب عليه ان يأخذ بالاسباب ليحصل مطلوبه نعم والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصي طرقها الا الله. فاكمل الخلق وافضلهم واعلاهم - 00:17:12
واقربهم الى الله واقواهم واهداهم. اتمهم عبودية لله من هذا الوجه وهذا هو حقيقة دين الاسلام الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه. وهو ان يستسلم العبد لله هلال غيره فالمستسلم له ولغيره مشرك. والممتنع عن الاستسلام له مستكبر. وقد ثبت في الصحيحين - 00:17:31
رحمه الله في هذا المقطع يتحدث عن الركن الثاني من اركان العبادة التي لا يحصل الاستسلام ولا تتحقق العبودية الا به وهو الذل لله جل وعلا. والتعظيم له سبحانه وتعالى - 00:17:59
وكل من لم يذل للرب جل وعلا فانه ليس عبدا له وفي عبوديته قصور ونقص ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ان الكبر ينافي العبودية ان الجنة لا يدخلها من كان في في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال يعني ميزان وزن - 00:18:19
المثقال نوع من الوزن. وزن ذرة من كبر. والذرة قد لا تدركها العيون. لصغرها وخفة جرمها مع ذلك اذا كان في قلب العبد هذا المثقال هذا القدر من الكبر منعه من دخول الجنة والمنع هنا ليس المنع المؤبد اي انه من اهل - 00:18:40
الكافرين لكنه المنع الذي يمنع الدخول الابتدائي حتى يطهر من هذا وينقى ويمحق ويزال ما في قلبه من كبر حتى يصلح ان يكون من اهل الجنة لان اهل الجنة هم الاذلاء لله رب العالمين هم عباد الله الذين حققوا العبودية ليس في - 00:19:00
قلوبهم نجس وليس فيها كدر وليس فيها وسخ بل هي طاهرة منقاة فان الله جل وعلا جعل الجنة دار الطيبين. والكبر ينافي الطيب. نعم يقول رحمه الله والممتنع عن استسلام له مستكبر ثم قال وقد ثبت - 00:19:22
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر. كما ان النار لا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان. فان الكبر - 00:19:41
وينافي حقيقة العبودية. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله العظمة ازاري والكبرياء ردائي. فمن نازعني واحدا منهما عذبته. فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء اعلى من العظمة. ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة - 00:20:01
تبي منزلة الايذار والرداء ارفع واعلى من الازار والكبرياء يشمل ويتضمن العظمة دون العكس ولذلك جعل الكبرياء له سبحانه وتعالى فلله فله جل وعلا الكبرياء في السماوات وفي الارض والعظمة له سبحانه وتعالى لكن الكبرياء لا يكون الا له. جل وعلا - 00:20:31
ولا يوصف الا به وهذا مما يختص به الرب باجماع اهل العلم. فهو سبحانه وتعالى المتكبر وكل من اتصف بهذه الصفة فقد نازع الله جل وعلا ما اختص به وكذلك العظمة - 00:20:57
لكن الكبرياء اشرف واعلى ويدل عليها ما ذكر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من جعل الكبرياء بمنزلة الرداء ومن جعل العظمة بمنزلة الازار. والردا عند الناس اعلى وارفع من الازار. هذا وجه. الوجه الثاني مما يدل على ان الكبرياء اعظم من - 00:21:12
العظمة واشمل واوسع يقول ولهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير. وكان مستحبا في الامكنة العارية كالصفا والمروة واذا على الانسان شرفا او ركب دابة ونحو ذلك. وبه يطفأ الحريق وان عظم. كما ورد - 00:21:36
في بعض الاحاديث انه يطفأ به الحريق فاذا اشتعل الحريق شرع التكبير لان الحديث الوارد في هذا فيه ضعف ولعل الشيخ رحمه الله ذكره على وجه الاستحباب ومعلوم ان الحديث اذا كان ضعفه ليس بالقوي يكون الحكم المظمن ان كان امرا - 00:22:00
للاستحباب وان كان نهيا للكراهة على القاعدة التي ذكرها ابن مفلح في النكت نعم وعند الاذان يهرب الشيطان. قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون فعن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وما يدلك على ان ان - 00:22:23
الكبرياء اعظم من العظمة واوسع وارفع انه لا يجزئ باجماع اهل العلم ان يقول الانسان في صلاته عوضا عن عن الله اكبر ان يقول الله اعظم او الله اجل هذا بالاجماع لهذه العلة وايضا لكون الاذكار في الصلاة توقيفية. نعم. وكل من استكبر عن عبادة الله لابد - 00:22:47
ان يعبد غيره فان الانسان حساس يتحرك بالارادة. قول حساس اي يدرك الامور وقوله يتحرش بالارادة اي انه لا يخلو من ارادة فهو مريد على كل حال. لا يمكن ان يخلو قلب الانسان ان يخلو قلب الانسان من ارادة - 00:23:13
لكن الذي يختلف فيه الناس هو ما ما يقوم في قلوبهم من المرادات فمنهم من يريد الخير ويريد البر ومنهم من يقع في ارادة الشر والفساد والا فان كل نفس مشغولة - 00:23:36
لابد لها من ارادة كما قال الله جل وعلا وهديناه النجدين. وكما قال سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها في فانه لابد اما من فلاح او خيبة - 00:23:52
لابد من تزكية او تزكية. ما فيه فالانسان يتحرك بالارادة هذا معنى قول المؤلف رحمه الله فان الانسان حساس يتحرك بالارادة. فمن امتنع واستكبر عن عبادة الله جل وعلا اشتغلت نفسه بعبادة غيره. اما من الاصنام - 00:24:07
او الاوثان او غير ذلك من المعبودات او الهوى. وعبادة النفس والشيطان. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد - 00:24:26
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله صاحبي اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة العبودية - 00:00:00
والجهاد هو بذل الوسع وهو كل ما يملك من القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه - 00:00:22
ومعلوم ان المحبوبات لا تنال غالبا الا باحتمال المكروهات. سواء كانت محبة صالحة او فاسدة فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا. مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والاخرة - 00:00:41
محب لله ورسوله اذا لم يحتمل ما يرى الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في سبيل لحصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبتهم لله. اذا كان ما يسلكه اولئك في نظرهم - 00:01:06
هو الطريق الذي يشير به العقل ومن المعلوم ان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين المؤلف رحمه الله عرف الجهاد - 00:01:26
بتعريف عام واسع وليس بالتعريف المقصور على نوع منه وهو الجهاد في سبيل الله. وهو مقاتلة الكفار انما عرفه بما هو عام وواسع يشمل جميع انواع الجهاد. يقول رحمه الله والجهاد هو بذل الوسع. بذل الوسع. بذل الطاقة. فسر الوسع بقوله - 00:01:40
وهو كل ما يملك من القدرة يعني ان يبذل الانسان كل ما يملكه من القدرة والمكنة والاستطاعة في حصول محبوب الحق. يعني في حصول ما يحبه الله جل وعلا وهذا الجهاد واجب على كل ودفع ما يكرهه الحق. وهذا الجهاد واجب على كل مؤمن ومؤمنة وكل مسلم ومسلمة لانه لا - 00:02:05
يمكن ان يتحقق اي محبوب لله عز وجل الا بهذا. فانه لا بد في تحصيل محاب الله جل وعلا من الطاعات لابد من مجاهدة ولابد في دفع ما يكره من المعاصي والسيئات الخاصة والعامة لابد من مجاهدة فلا بد - 00:02:29
من هذا النوع وهو يشمل جهاد النفس وجهاد المنافقين وجهاد العصاة وجهاد الكفار يشمل جميع انواع الجهاد فجميع انواع الجهاد تدخل في هذا التعريف العام. يقول رحمه الله فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد. كان دليلا على ضعف محبته - 00:02:49
محبة الله ورسوله في قلبه هذا ميزان واضح بين في ان القصور في الطاعة دليل على القصور في المعصية. فيقع على القصور في المحبة القصور في الطاعة في طاعة الله عز وجل بامتثال ما امر والانتهاء عما نهى يدل على القصور في المحبة وهو ما مستفاد من قول الله جل - 00:03:12
قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل الله عز وجل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. دليلا على صدق المحبة. فاذا قصر الانسان في كان هذا دالا على ايش؟ على اي شيء يا اخوان؟ دالا على قصوره ونقص محبته. نعم. ثم قال ومعلوم ان المحبوبات لا تنال - 00:03:34
غالبا الا باحتمال مكروهات لا اشكال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره يعني ما تكرهه النفوس فلا بد من الصبر ولذلك قال الله جل وعلا وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب لان الصبر به يحصل الانسان على ما يرغب - 00:03:57
من فضل الله ورحمته نعم ثم قال ومن المعلوم ان المؤمن اشد حبا لله. كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله - 00:04:21
نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره. طريقا لا يحصل بها المطلوب. فمثل هذه طريق لا تحمد اذا كانت المحبة صالحة محمودة. فكيف اذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل - 00:04:43
كما يفعله المتهورون في طلب المال والرئاسة والصور في حب امور توجب لهم ضررا ولا تحصل لهم مطلوب وانما المقصود الطرق التي يسلكها العقل السليم لحصول مطلوبه. واذا تبين هذا - 00:05:04
وكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية. وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وفضلا ازداد له حبا وفضله عما سواه. الله اكبر. والقلب فقير بالذات فمن ادعى محبة الله جل وعلا - 00:05:25
دون ان يقدم لذلك برهانا من العمل الصالح وترك ما نهى الله جل وعلا عنه فانه كاذب في دعوه. ولذلك انزل الله جل وعلا هذا المعيار الفاصل لما كثر المدعون للمحبة كما يقول ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم - 00:05:44
انزل الله جل وعلا قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ليميز الله جل وعلا بين المحبة الكاذبة والمحبة الصادقة هبة الادعية ومحبة الاولياء. فمحبة الادعية خالية من عمل صالح. اما محبة الاولياء فهي - 00:06:02
مقرونة في امتثال الامر وترك النهي والمسارعة في طاعة الله عز وجل وما يحب رغبا ورهبا. والمؤلف رحمه الله انما خص المحبة بالحديث في هذا المقطع لان الماء المحبة ايش - 00:06:22
ركن العبادة كما تقدم لنا ان المحبة لا تقوم الا على غاية ان العبادة لا تقوم الا على غاية الحب وغاية الذل. الان المؤلف رحمه الله تكلم عن المحبة وانها لابد ان تكون خالصة لله وانه لا يمكن ان يكون الانسان محبا الا اذا بين ذلك - 00:06:39
لتحقيق العبودية لله جل وعلا ولا يمكن ان يكون عبدا الا اذا اخلص المحبة وطرفها لله جل وعلا. يقول رحمه الله زاد له حبا بريا يعني حرية مما سواه. صحيح - 00:06:59
حرية من العبودية لما سواه. نعم. والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين. من جهة العبادة وهي العلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلة فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتز ولا يسر. ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه - 00:07:12
والانابة اليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر ذاتي الى ربه ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وبذلك يحصل له الفرح والسرور. واللذة والنعمة - 00:07:38
والسكون والطمأنينة. هذا كلام كلام نفيس. قرر فيه المؤلف رحمه الله افتقار العبد لمحبة الرب جل وعلا وانه لا قوام له الا بهذه المحبة. لا يمكن ان ينال سعادة ولا لذة ولا طمأنينة ولا سكونا ولا ابتهاجا ولا فرحا ولا سرورا ولا شيئا من هذه المعاني الا بتحقيق المحبة - 00:08:01
لا لله عز وجل ومهما كان الانسان متمكنا من اسباب السرور والابتهاج والفرح في الدنيا الا انه لم يأخذ بهذا الباب وبهذا السبب وهو ومحبة الله عز وجل فانه لا يجد طمأنينة ولا سكونة. ولذلك يقول المؤلف رحمه الله ولو حصل له كل ما يرتد به من المخلوقات - 00:08:28
لم يطمئن ولم يسكن دون محبة الله جل وعلا اذ فيه فخر ذاتي يعني فقر لا يمكن ان يتخلص منه. فقر موصوف به لا يمكن ان ينفك عنه وهو فقره الى الرب جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحليم. فينبغي للعبد - 00:08:51
ان يسد هذه الفاقة وان يغني هذا الفقر بالالتجاء الى الرب سبحانه وتعالى وتحقيق المحبة له سبحانه وتعالى دون غيره وبه يحصوا له المسرات به يحصل الفرح به يحصل الانشراح به يحصل كل يحصل كل سعادات الدنيا واما سعادات الاخرة - 00:09:11
فلا اشكال ان بابها الاقوم وصراطها الذي لا عوج فيه هو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى هذا الامر الاول وهو ما اشار اليه في قوله فقير بالذات الى الله من جهة من وجهين. من جهة العبادة وهي العلة الغائية. يعني التي من اجلها خلق الله الخلق. كما قال تعالى - 00:09:31
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاللام هنا للتعليل والعلة هنا علة غائية يعني الغاية من الخلق تحقيق عبودية لله سبحانه وتعالى ووذلك ايضا في قوله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وين كتابك؟ ما عندك كتاب؟ رح جبه. نعم. اما الوجبة - 00:09:54
فهو ما يأتي في كلام المؤلف الحين. وهذا لا يحصل الا باعانة الله له. فانه لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله فهو دائما مفتقر الى حقيقته فانه لو اعين على حصول - 00:10:16
لما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده. ولم يحصل له عبادة لله. فلن يحصل فلن يحصل الا على الالم والحسرة والعذاب. ولن يخلص من الام الدنيا ونكد عيشها. الا باخلاص الحب لله - 00:10:36
بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده. وهو المحبوب له بالقصد الاول. وكل ما في سواه انما يحبه لاجله. لا يحب شيئا لذاته الا الله. وهذا فيه تقرير المعنى الثاني الذي احتوى - 00:10:56
عليه هذه الاية الكريمة في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. فانه اذا لم يعن الله جل وعلا العبد على تحقيق المحبة فانه لا سبيل الى تحصيلها. السكون والطمأنينة والفرح والابتهاج والسرور واللذة في محبة الله جل وعلا - 00:11:16
ما الطريق الى تحصيلها؟ الطريق الاستعانة بالله. اياك نعبد واياك نستعين. الاستعانة بالله عز وجل والتبرأ من الحول والقوة وشهود الحاجة والافتقار الى عون الله عز وجل في تحقيق ذلك. فانه من لم ييسر الله جل وعلا له الخير لن يتيسر - 00:11:33
ومن لم يوفقه الى البر لم يوفق. وكل خير تحصله وكل بر تطرقه انما هو بتيسير الله وفضله واحسانه وجودة. فعلى هذا ينبغي للمؤمن ان يسعى في تحقيق محبة الله عز وجل وتحقيق ما - 00:11:53
امر به مستعينا بالله عز وجل في ذلك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصيته لمن يحب لمعاذ ابن جبل يا معاذ اني احبك فلا تدع دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. دبر كل صلاة يعني - 00:12:14
خاتمة كل صلاة ومعلومة ان الدعاء فيه خاتمة الصلاة من مواطن الاجابة فامره بملازمة هذا الدعاء لانه لا يتحقق للانسان الفلاح والنجاح وتحصيل المطلوب الا به. فينبغي للمؤمن ان يستحظر - 00:12:34
هذين الامرين انه لا سعادة له الا بمحبة الله عز وجل. ولا يمكن ان يدرك محبة الله عز وجل الا بطلب العون منه. فالكل منه واليه سبحانه وتعالى نعم فمتى لم يحصل له هذا؟ لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله. قوله رحمه الله هذا المقطع يشير الى قوله - 00:12:49
من جهة الجهة الثانية التي فيها فقر الانسان من جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلة. يعني ان العبد لا يمكن ان يحصل ما يريد الا اذا قدره الله له واذا - 00:13:13
اعانه عليه ويسره له فهو فقير الى الله جل وعلا شرعا فقير اليه سبحانه وتعالى قدرا. فلا غنى به عنه عبادة الله ولا غنى به عن اعانة الرب جل وعلا على تحقيق او في تحقيقه وتحصيل مطلوبه. نعم - 00:13:24
لم يكن قد حقق حقيقة لا اله الا الله. ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة لله كان فيه من نقص التوحيد والايمان بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله متوكلا عليه مفتقرا اليه في حصوله لم يحصل له - 00:13:45
فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهو مفتقر الى الله. من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسئول المستعان به المتوكل عليه فهو اله لا اله غيره - 00:14:13
وهو ربه لا رب له سواه. الله اكبر. يعني المؤلف رحمه الله في هذا المقطع ذكر موجب تخلف هذين الامرين. يعني ذكر ما يقتضيه تخلف واختلال هذين الامرين. فاذا احب العبد غير الله جل وعلا مهما كان هذا - 00:14:33
فانه لا يجني منه الا الالم والحسرة والعذاب واذا قصد محبة الله ولم يستعن به على تحصيل محبوبه فانه لا يدرك المحبوب ولا يحصل الا على الالم والعذاب والحسرة فكمال العبد وسلامته من هذه الاكدار ان يحقق - 00:14:53
هذين الامرين المجموعين في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. تحقيق العبودية مع تحقيق الاستعانة به سبحانه وتعالى في ذلك. يقول ولا تتم عبوديته لله الا بهذين اي يريد الامرين آآ الذين تقدم ذكرهما. نعم. فمتى كان - 00:15:12
ولا تتم عبوديته لله الا بهذين. فمتى كان يحب غير الله لذاته؟ او يلتفت الى غير الله لانه يعينه. كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه. بحسب حبه له ورجائه - 00:15:36
واذا لم يحب احدا لذاته الا الله. واي شيء احبه سواه فانما احبه له. ولم شيئا الا الله واذا فعل ما فعل من الاسباب او حصل ما حصل منها كان مشاهدا ان الله هو الذي خلقها - 00:15:56
وقدرها وسخرها له. وان كل ما في السماوات والارض فالله ربه ومليكه. وخالقه اخره وهو مفتخر كان قد حصل له من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك الله اكبر هذا فيه اشارة الى ان الاستعانة بالله عز وجل لا يلزم منها الغاء الاسباب لا يلزم من الاستعانة بالله عز وجل - 00:16:19
ان يلغي الاسباب لكن الذي ينبغي ان يستحضره الانسان في هذه الاسباب انها من قدر الله جل وعلا فان الله قدر المطلوب وقدر اسبابه. وما من سبب الا بتيسير الله وتقديره. فاذا لم ييسر الله السبب ويقدر حصول الشيء به فانه لا لا يحصل. فالاستعانة بالله - 00:16:49
لا تعني ان يتخلى الانسان عن الاخذ بالاسباب بل يجب عليه ان يأخذ بالاسباب ليحصل مطلوبه نعم والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصي طرقها الا الله. فاكمل الخلق وافضلهم واعلاهم - 00:17:12
واقربهم الى الله واقواهم واهداهم. اتمهم عبودية لله من هذا الوجه وهذا هو حقيقة دين الاسلام الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه. وهو ان يستسلم العبد لله هلال غيره فالمستسلم له ولغيره مشرك. والممتنع عن الاستسلام له مستكبر. وقد ثبت في الصحيحين - 00:17:31
رحمه الله في هذا المقطع يتحدث عن الركن الثاني من اركان العبادة التي لا يحصل الاستسلام ولا تتحقق العبودية الا به وهو الذل لله جل وعلا. والتعظيم له سبحانه وتعالى - 00:17:59
وكل من لم يذل للرب جل وعلا فانه ليس عبدا له وفي عبوديته قصور ونقص ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ان الكبر ينافي العبودية ان الجنة لا يدخلها من كان في في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال يعني ميزان وزن - 00:18:19
المثقال نوع من الوزن. وزن ذرة من كبر. والذرة قد لا تدركها العيون. لصغرها وخفة جرمها مع ذلك اذا كان في قلب العبد هذا المثقال هذا القدر من الكبر منعه من دخول الجنة والمنع هنا ليس المنع المؤبد اي انه من اهل - 00:18:40
الكافرين لكنه المنع الذي يمنع الدخول الابتدائي حتى يطهر من هذا وينقى ويمحق ويزال ما في قلبه من كبر حتى يصلح ان يكون من اهل الجنة لان اهل الجنة هم الاذلاء لله رب العالمين هم عباد الله الذين حققوا العبودية ليس في - 00:19:00
قلوبهم نجس وليس فيها كدر وليس فيها وسخ بل هي طاهرة منقاة فان الله جل وعلا جعل الجنة دار الطيبين. والكبر ينافي الطيب. نعم يقول رحمه الله والممتنع عن استسلام له مستكبر ثم قال وقد ثبت - 00:19:22
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر. كما ان النار لا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان. فان الكبر - 00:19:41
وينافي حقيقة العبودية. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله العظمة ازاري والكبرياء ردائي. فمن نازعني واحدا منهما عذبته. فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء اعلى من العظمة. ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة - 00:20:01
تبي منزلة الايذار والرداء ارفع واعلى من الازار والكبرياء يشمل ويتضمن العظمة دون العكس ولذلك جعل الكبرياء له سبحانه وتعالى فلله فله جل وعلا الكبرياء في السماوات وفي الارض والعظمة له سبحانه وتعالى لكن الكبرياء لا يكون الا له. جل وعلا - 00:20:31
ولا يوصف الا به وهذا مما يختص به الرب باجماع اهل العلم. فهو سبحانه وتعالى المتكبر وكل من اتصف بهذه الصفة فقد نازع الله جل وعلا ما اختص به وكذلك العظمة - 00:20:57
لكن الكبرياء اشرف واعلى ويدل عليها ما ذكر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من جعل الكبرياء بمنزلة الرداء ومن جعل العظمة بمنزلة الازار. والردا عند الناس اعلى وارفع من الازار. هذا وجه. الوجه الثاني مما يدل على ان الكبرياء اعظم من - 00:21:12
العظمة واشمل واوسع يقول ولهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير. وكان مستحبا في الامكنة العارية كالصفا والمروة واذا على الانسان شرفا او ركب دابة ونحو ذلك. وبه يطفأ الحريق وان عظم. كما ورد - 00:21:36
في بعض الاحاديث انه يطفأ به الحريق فاذا اشتعل الحريق شرع التكبير لان الحديث الوارد في هذا فيه ضعف ولعل الشيخ رحمه الله ذكره على وجه الاستحباب ومعلوم ان الحديث اذا كان ضعفه ليس بالقوي يكون الحكم المظمن ان كان امرا - 00:22:00
للاستحباب وان كان نهيا للكراهة على القاعدة التي ذكرها ابن مفلح في النكت نعم وعند الاذان يهرب الشيطان. قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون فعن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وما يدلك على ان ان - 00:22:23
الكبرياء اعظم من العظمة واوسع وارفع انه لا يجزئ باجماع اهل العلم ان يقول الانسان في صلاته عوضا عن عن الله اكبر ان يقول الله اعظم او الله اجل هذا بالاجماع لهذه العلة وايضا لكون الاذكار في الصلاة توقيفية. نعم. وكل من استكبر عن عبادة الله لابد - 00:22:47
ان يعبد غيره فان الانسان حساس يتحرك بالارادة. قول حساس اي يدرك الامور وقوله يتحرش بالارادة اي انه لا يخلو من ارادة فهو مريد على كل حال. لا يمكن ان يخلو قلب الانسان ان يخلو قلب الانسان من ارادة - 00:23:13
لكن الذي يختلف فيه الناس هو ما ما يقوم في قلوبهم من المرادات فمنهم من يريد الخير ويريد البر ومنهم من يقع في ارادة الشر والفساد والا فان كل نفس مشغولة - 00:23:36
لابد لها من ارادة كما قال الله جل وعلا وهديناه النجدين. وكما قال سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها في فانه لابد اما من فلاح او خيبة - 00:23:52
لابد من تزكية او تزكية. ما فيه فالانسان يتحرك بالارادة هذا معنى قول المؤلف رحمه الله فان الانسان حساس يتحرك بالارادة. فمن امتنع واستكبر عن عبادة الله جل وعلا اشتغلت نفسه بعبادة غيره. اما من الاصنام - 00:24:07
او الاوثان او غير ذلك من المعبودات او الهوى. وعبادة النفس والشيطان. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد - 00:24:26