ثم بعد ان فرغ من ذكر النعم انتقل الى ما يحمد عليه جل وعلا من موجبات حمده الحكم فقال والحكم الباهرة الكثيرة الحكم جمعه حكمة والحكمة المقصود بها الغاية والمقصود - 00:00:00
والسر فيما يشرعه ويقدره وثمة حكم في كل ما شرعه الله عز وجل فالله تعالى له حكمة في كل ما يقضيه واعلم ان حكم الله لا تختص فقط التشريع بل حتى فيما يقضيه ويقدره - 00:00:21
فكل ما يقضيه ربك له فيه حكمة. سواء كان ذلك في امر الشرائع او كان ذلك في امر الاقضية الاحكام الكونية دليل ذلك قول الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:00:47
ان الله كان عليما ايش حكيما فما شاءه لابد ان لابد ان يتوفر فيه شيئان علم وحكمة. فليس في فليس في شيء مما شاءه قدرا الا وفيه علم وحكمة قد تظهر هذه الحكمة وقد تخفى - 00:01:04
اما شرعه فشرعه لا يخلو من حكمة فكل ما شرعه الله وحكم به دينا له فيه حكمة بالغة دليل ذلك قوله تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم - 00:01:28
خبير فاثبت احكاما وحكمة الاحكام والاتقان. كتاب احكمت اي اتقنت اياته ثم فصلت اي بينت ووضحت من لدن حكيم. اي موصوف بالحكمة خبير اي عليم ببواطن امور فالخبير هو العليم ببواطن الامور وخفاياها - 00:01:48
ولذلك ليس في شيء مما قضاه الله تعالى شرعا الا وله في حكمة والمؤمن بحكم الله في حكمه القدري وفي حكمه الشرعي يجب ان يوقن بجملة عامة تنتظم كل الاحكام الشرعية - 00:02:13
والقدرية انه ما من شيء يقضيه الله الا وله فيه حكمة ثم تفاصيل هذه الحكمة منه ما جاء النص عليه في كلام الله وكلام رسوله ومنه ما لم يأتي النص عليه. ما جاء النص عليه كقوله تعالى - 00:02:32
في علة تحريم الخمر قال انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. واصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ حكم الهي وهو الانتهاء عن الخمر - 00:02:54
والميسر. ما حكمة ذلك؟ انه سبب للعداوة والبغضاء انه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة. هذي حكم ذكرها الله بالنص في احكامه. قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعمه اطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير. بعد ذلك قال - 00:03:12
فانه رجس نجس ذكر الحكمة في التحريم وبالتالي اذا ما اذا جاء النص على الحكمة والغاية والعلة من الحكم تبين وهذا مذكور في جملة من احكام الله القدرية والشرعية لكن ثمة - 00:03:35
احكام قدرية واحكام شرعية لم يأتي النص فيها على الحكمة لم يأت النص فيها على الحكمة وما لم يأتي النص على في على الحكمة هل يعني هذا انه لا حكمة فيه؟ الجواب لا - 00:03:58
فيه حكمة وان لم يأتي النص عليها لكن ما طريق التوصل الى الحكمة في مثل هذه الحال؟ طريق التوصل الى الحكمة في هذه الحال النظر والاستنباط والتأمل والفكر طيب اذا لم يصل الانسان الى معنى - 00:04:14
فيما قضاه الله قدرا او فيما حكم به شرعا. هل يعني هذا انه لا حكمة في ذلك الجواب لا كونك ما وصلت كونك ما تبين لك هذا لا يعني ان الحكمة غائبة او غير موجودة - 00:04:34
بل ثمة حكمة وان لم تبدو لك اسألكم الان افي السماء شمس ايها الاخوة اسألكم الان افي السماء شمس اجيبوا يا اخوان وينه؟ ما نشوفه عدم رؤيتنا للشمس لا يعني انها ليست موجودة لان ثمة ما يحول دون الابصار - 00:04:53
ودون الرؤية فكذلك الحكمة كونك ما تراها لا يعني انها غير موجودة هي موجودة وان لم تبصرها حال بينك وبينها حائل اما حائل حسي واما ان يكون حائل عائد اليك وهو عدم قوة بصرك لرؤية ما وراء ذلك ما وراء تلك الاحكام من حكم وغايات - 00:05:13
واسرار فكل ما قضاه الله له في حكمة وبه نقطع الطريق عن عن كل من يأتي يقول لماذا حرم الله كذا؟ لماذا حرم الله اكل الخنزير؟ لماذا حرم الله شرب الخمر لماذا - 00:05:39
اذا لم يقتنع الانسان بالادلة والعلل التي جاء النص عليها فيقال له ما لم هذا فيما فيه نص فيقال له الخلل ليس في ما قضاه الله وقدره فليس او ما حكم الله به وشرعه انما الخلل في ايمانك - 00:05:53
او في فكرك الذي لم يصل الى ادراك غايات واسرار وحكم الاحكام فليس للمؤمن عند ذلك الا ان يقول كما قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم - 00:06:15
خيارة من امرهم فقوله رحمه الله والحكم اي اي الاسرار والغايات والعلل فيما قضاه وشرعه من الاحكام ثم قال بعد ذلك والحكم الباهرة الغزيرة. الحكم الباهرة الكثيرة. وصف الحكم بامرين. الامر الاول ان - 00:06:34
انها باهرة ومعنى باهرة اي ان العقول لا تدركها بمعنى انها لكثرة ما فيها من البهاء والعمق والقوة قد تعجز العقول عن ادراكها قد تعجز العقول عن فهمها قد تعجز العقول عن الاحاطة بها - 00:06:59
هذا معنى قوله الباهرة والشريعة تأتي بما يبهر العقول ويذهلها لكنها لا يمكن ان تأتي بما تحيله العقول ولذلك قال باهرة لان العقول قد تتحير وقد تندهش في شأن من شؤون الشريعة والاحكام. لكنها لا - 00:07:27
يمكن ان تأتي الشريعة بشيء من الاحكام لا تقبله العقوبة لا تقره العقول تمنعه العقول. ولهذا من القواعد التي تذكر في شأن العلل والاحكام ان الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي بما تحيله العقول. الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول. اي تنبهر - 00:07:55
تأخذ وقتا حتى تدرك الغاية وقد لا تدرك الغاية والحكمة لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بشيء يقول العقل انه غير مقبول يقول العقل انه مرفوض فثمة فرق بين هذا وذاك. ثم قال المصنف رحمه الله فيما ذكر قال ثم الصلاة مع سلام دائم - 00:08:20
على الرسول القرشي يلغى الخاتمي بعد ان ذكر الحكم الباهرة الكثيرة وهو ختم ما فتح به النظم من حمد الله انتقل الى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول القرشي الخاتمي. ثم الصلاة الصلاة - 00:08:44
هي دعاء الله تعالى لرسوله بخير كثير. هذا معنى قولك اللهم صلي على محمد او صلى الله على محمد او او الصلاة والسلام على محمد فسؤالك الله عز وجل ان يصلي على محمد معناه انك تسأل الله عز وجل ان يتفظع يتفضل على نبيه ورسوله - 00:09:06
بمحمد بخير كثير وما ذكره بعض المفسرين من ان الصلاة هي الرحمة او الصلاة هي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الاعلى فهذا كله من مما يندرج في المعنى الذي ذكرت في تعريف الصلاة فاجمع قول في تعريف الصلاة انها شاملة لكل - 00:09:36
خير يدعى به للنبي صلى الله عليه وسلم قولك اللهم صلي على محمد هو سؤال الله عز وجل لرسوله الخير الكثير وقوله مع سلام اي الصلاة مصاحبة مع سلام لان حقه صلى الله عليه وسلم ان يسلم عليه وان يصلى عليه - 00:10:00
والفرق بينهما ان الصلاة دعاء لله عز وجل بخير كثير واما السلام فهو سؤال الله تعالى ان يقيه كل افة وكل نقص وكل عيب وبه يكمل العطاء لان الصلاة عطاء - 00:10:24
والسلام وقاية السلام وقاية وحفظ والصلاة عطاء وهبات ولذلك في الصلاة يقدم السلام عليه على الصلاة عليه. تخلية ثم تحلية فعندما نصلي نقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته - 00:10:48
ثم بعد ان نسلم عليه نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فبدأ بسؤال الصيانة والحفظ من كل مكروه ثم سؤال العطاء ثم جاء بسؤال العطاء والهبات والخيرات للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:14
بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. والامر في هذا قريب والمقصود ان السلام يختلف عن الصلاة فالصلاة سؤال عطاء والسلام سؤال وقاية واضح الفرق الصلاة سؤال عطاء وهبة والسلام سؤال وقاية وحفظ وصوم - 00:11:32
مع سلام دائم اي سلام مستمر لا قطع له عليه صلوات الله وسلامه عليه. على الرسول القرشي الخاتمي. الرسول المقصود به النبي صلى الله عليه وسلم فلالف واللام هنا للعهد - 00:11:55
الذهني فانه ينصرف الى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لما كان يمكن ان يشتبه بغيره فيقال له الف ولام هنا للجنس جاء بما يميز فقال القرشي وهذا وصف مميز له صلى الله عليه وسلم يخرج بقية الانبياء - 00:12:09
من المقصود وان كان السلام عليهم جميعا والصلاة عليهم جميعا مما يتقرب به الى الله لكن في هذا المقام اراد المصنف ان يخص النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والسلام عليه على وجه الخصوص صلوات الله وسلامه عليه. قال القرشي هذا وصف مميز من جهة - 00:12:27
الخاتم وصف مميز للنبي صلى الله عليه وسلم بالنظر الى الرسالة فهو الخاتم كما قال الله تعالى ما كان محمد من ابى احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ثم قال واله وصحبه - 00:12:47
الابرار اي والصلاة مع سلام على اله واله هم اهل بيته وقيل اله هم كل من امن به واتبع من اهل بيته واصحابه ومن تبعهم من اهل الايمان الى يوم الدين - 00:13:07
والاقرب والله تعالى اعلم ان المقصود بالال هنا اهل بيته فيما يظهر والله تعالى اعلم وان كان النص محتملا ان يكون المقصود بالالة الاتباع فيكون ذكر الصحابة بعد ذلك من باب عطف الخاص على العام والامر في هذا قريب. قوله وصحبه - 00:13:30
وعلى صحبه وهنا يشمل كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. سواء كان من متقدم الصحابة او كان من اخريهم فكل من لقيه ولو لحظة مؤمنا به ومات على ذلك فهو مستحق لهذا داخل في هذا الدعاء من الصلاة - 00:13:50
سلام. قال الابرار اي اهل البر فالابرار جمع بر والبر هو المشتغل بالطاعة المتجافي عن المعصية قال الحائزي مراتب الفخار اي الذين نالوا مراتب الفضل ومراتب العلو ومراتب السمو فقول الحائز اي الذين فازوا ونالوا - 00:14:12
مراتب العلو ولما كان العلو موجبا للفخر قال الفخار ولكن ينبغي ان يعلم ان هذه المراتب من حازها فانه لا يسوغ له الفخر على الخلق. والعلو عليهم. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيح انا سيد ولد - 00:14:40
ادم يوم القيامة ايش؟ ولا فخر يعني ولا اقول ذلك فخرا وطلبا للعلو على الناس انما بيان ما امرني الله تعالى بتبليغه وما افاض علي من نعمه. فقول ولا فخر اي ولا يوجب ذلك فخرا وعلوا عن الخلق - 00:15:00
وبه يعلم ان انه لا يسوغ لاحد ان يطلب العلو على الخلق باي سبب لا بسبب ديني ولا بسبب دنيوي. فمن طلب الفخر والعلو على الناس بسبب ديني فانه خالف ما جاءت به الشريعة. من ان الدين سبب للتواضع من تواضع لله رفعه - 00:15:20
واما الدنيا فهي ليست سببا للعلو فان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. فاذا كان العطاء الاخروي لا يوجب ولا يسوغ علو على الخلق مع عظيم المنة به. فالعطاء الدنيوي من باب اولى. قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض - 00:15:40
ولا فساد والعاقبة لمن؟ للمتقين نسأل الله ان نكون منهم. قال اعلم هديت الان بعد هذا التقديم بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عاد الى بيان مقصود المنظومة - 00:16:00
وافتتح ذلك بطلب العلم فقال اعلم. واعلم تقال في كلام العرب في سياق التنبيه الى ما ينبغي التنبه له من العلوم او المعارف او القضايا او الامور. ولذلك يؤتى بها في مقدمة المهمات من المخبر - 00:16:20
علما او عملا. قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. وقال جل وعلا فاعلموا ان ما غنمتم من شيء لله خمسا وللرسول ولذي القربى. وما الى ذلك من السياقات التي جاء فيها الامر بالعلم. فالامر بالعلم - 00:16:40
هو فتح الذهن الى ما ينبغي ان يعتنى به ولفت للنظر الى ما ينبغي ان يهتم به قال اعلم هديت ولما كان الامر بالعلم احيانا قد يلقي في نفس المتكلم او السامع في نفس المتكلم علوا لانه في مقام التعليم وفي - 00:17:00
نفس السامع ما يمكن ان يوحي اليه بشيء من الانكسار لانه في مقام الامر والتوجيه قرنه بما يزيل هذه الهواجس النفسية عن القائل وعن السامع وذلك بالدعاء. اعلم هديت اي اسأل الله لك الهداية. وهذا يدل على ان التعليم مقترن بالشفقة. مقترن بالرحمة. مقترن باللطف. وليس - 00:17:26
مقترنا بعلو وسمو على الخلق. اعلم هديت اي دللت على الخير بيانا وايظاحا وعملا وتوفيقا. فالهداية المطلوبة هنا نوعان الهداية المطلوبة هنا نوعان هداية الدلالة والارشاد والبيان والايضاح هذي واحدة وهداية التوفيق - 00:17:59
عمل والالهام وهذه هي الثمرة هي الثمرة وهي المنشودة لانها نتيجة الاول اعلم هديت اي وفق اي بين لك الحق رزقت العمل به اعلم هديت ان افضل علم يزيل الشك عنك والدرن - 00:18:25
نعم صدق رحمه الله فيما اخبر به من ان افضل ما يمن به على العبد ان يرزقه الله تعالى العلم به والعلم بشرعه اعلم هديت ان افظل المنن الاعلى النعم اسمى منازل العطاء افضل ما يتفضل الله تعالى به عليك - 00:18:52
ان ان يرزقك علما اعلم هديت ان افضل المئة علم جزاك الله خير. علم يزيل الشك عنك والدرن قال علم لكنه لم يتركه بدون تقييد حتى يعلم ان العلم ليس في ذاته مقصودا ومطلوبا - 00:19:18
دون ان يكون نافعا بل العلم هو العلم النافع فليس كل علم اه يطلب من الانسان ولا كل علم آآ يبهج به الانسان انما العلم الحقيقي الذي يتميز به الانسان هو ما كان - 00:19:40
من العلوم النافعة وهو ما ظبطه بقيد يزيل الشك عنك والدرن هذا هو العلم النافع العلم النافع هو ما ازال الشك عن الانسان والدرن ازال الشك اي اذهب عنه الشكوك - 00:20:01
ولماذا ذكر الشك؟ لان القلوب بلا هداية تعصف بها الشكوك والشكوك ضد الايمان ولذلك كان الايمان الحقيقي هو ما سلم فيه صاحبه من الشك كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا - 00:20:19
ثم لم يرتابوا اي لم يتطرق الى قلوبهم شك ولا ريب فلذلك كان افضل العلوم افضل المنن ان يمن الله عليك بعلم سالم من الشك يقشع عن قلبك كل شك وريب ولذلك علم يزيل الشك عنك والدرن الشك الريب - 00:20:41
وهذا ثمرة الايمان الصادق بالله ورسوله ثم قال الدرن الدرن القذر والمقصود به هنا القذر الحسي والمعنوي فان اول ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم وثيابك فطهر في اوائل ما امر به يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر. ثيابك - 00:21:05
قيل قلبك قيل معناه طهر قلبك وقيل ثياب عملك وقيل الثياب الحسية وكل المعاني داخلة في ما امر الله تعالى به فان الطهارة التي جاءت بها الشريعة طهارة طهارة حسية وطهارة معنوية الطهارة المعنوية طهارة القلوب والاخلاق والطهارة الحسية طهارة البدن والثياب من كل درن - 00:21:34
وقذر فقوله علم يزيل الشك عنك والضرن اي يطهرك سلوكا وعملا يطهرك اخلاقا معاملة تطهرك باطلا وظاهرا. هذا هو العلم الذي يعد افضل المنن وبه يخرج علم اللسان الذي يتجرد عنه سلوك الانسان - 00:22:01
او الذي يغيب عن سلوك الانسان فان علم اللسان اذا كان فصيحا بينا لا ثمرة ولا اثر له في السلوك والعمل والقلب والمعاملة كان وبالا على الانسان. ولهذا اول من تسعر بهم النار - 00:22:25
رجل قرأ القرآن وعلمه فيؤتى به يوم القيامة فيقال له يعرف الله تعالى منها فيقول قرأت القرآن فيك وعلمته فيك. فيقول الله تعالى انما قرأته وعلمته ليقال قارئ وقد قيل - 00:22:41
فيسحب على وجهه فيلقى في النار اعوذ بالله من الخذلان ويكون من اول من تسعر بهم النار. نسأل الله السلامة والعافية. فالمقصود ان قوله رحمه والله علم يزيل الشك عنك والدرن هذا ضابط - 00:23:02
للعلم النافع الذي ينبغي للعا لطالب العلم ان يسعى الى تحصيله. كل علم لا يحقق هذه الغاية فانه ليس نافعا ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم اللان كما في حديث ام سلمة كل صباح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا - 00:23:17
طيبا او واسعا وعملا صالحا. فالعلم النافع سأله النبي صلى الله عليه وسلم بل امر الله تعالى رسوله ان يطلب الزيادة منه وقل رب زدني علما قوله هنا افضل المنن تنبيه الى ان كل ما يعطاه الانسان من النعم لا يوازي نعمة العلم - 00:23:37
ولذلك لو تجرد الانسان من كل نعمة ومن الله عليه بالعلم فقد فاز فوزا عظيما وهذه تخفى على كثير من الناس فيظن العطاء في الدنيا العطاء في امر الملذات هو هو هو - 00:23:59
منا وهو النعمة التي تسعى لها النفوس وهو بهذا غافل عن ان هذه النعم اذا خلت عن العلم كانت وبالا على صاحبها ولهذا في الاربعة الذين آآ قسم النبي صلى الله عليه وسلم احوال الناس اليهم في حديث آآ - 00:24:17
اه انما الدنيا لاربعة او قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث ابي كبش الانماري في مسند الامام احمد باسناد جيد قال ماذا مثل مثل في ضربه للمثل مثل اربعة رجل اتاه الله علما - 00:24:39
و مالا فهو ينفق منه ويعرف حق الله فيه. فهذا باعلى المراتب. ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو اني اعطيت مثل اعطي فلان او اوتيت مثل ما اوتي فلان لعملت فيه مثل عملي فهما في - 00:24:59
ان اجلس وهذا ما عنده عمل ما عنده مال لكن عنده علم تمنى به ان يبلغ منزلة ذلك الذي اعطاه الله علما ومالا فكان في الاجر سواء. في عطاء الدنيا ورجل اتاه الله مالا ولم يعطه علما فهو يمنع حق الله فيه ويضعه في غير مواضعه - 00:25:18
ورجل اتاه الله لم يؤتيه الله علما ولا مالا. فقال لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عملي في السوء وحبس الحقوق فهما في الوزر سواء تنظر فضيلة العلم حيث ان فضيلة العلم تبلغ بالانسان مبلغا عاليا يكون به - 00:25:39
في منزلة من اعطي مالا وعلما علمه. واما الجاهل فانه يدرك السوء والشر ومن اعطي من الدنيا ولم يعطى علما كان مثله وكان مثله في السوء والشر. فالمقصود ان عطاء الدنيا نقص - 00:25:59
لصاحبه اذا لم يجعله في طاعة الله عز وجل واذا خلا عنه العلم. قال رحمه الله في ضابط العلم النافع علم يزيل الشك عنك قال ويكشف الحق لذي القلوب يوصل العبد الى المطلوب. ليس ثمة فيما - 00:26:18
عليه ضابط العلم النافع اجود من هذا هذا البيت والشطر الذي قبله فالعلم النافع هو ما ما جمع هذه الخصال علم يزيل الشك عنك والدرج هذا في التخلية هذا في التخلية. وفي التحلية ويكشف الحق لذي - 00:26:42
القلوب اي لهذه القلوب فذي هنا بمعنى هذه والحق اي الطريق الموصل الى الله في العلم والعمل ويكشف الحق لذي القلوب ثم انه لا يقتصر على هذا بل يتبعه عمل ويوصل العبد الى المطلوب. يوصله الى الغاية. يوصله الى المقصود من العلم والمعرفة والهداية - 00:27:03
والرشد فهذا من اجود ما قيل في ظبط العلم النافع - 00:27:31
التفريغ
ثم بعد ان فرغ من ذكر النعم انتقل الى ما يحمد عليه جل وعلا من موجبات حمده الحكم فقال والحكم الباهرة الكثيرة الحكم جمعه حكمة والحكمة المقصود بها الغاية والمقصود - 00:00:00
والسر فيما يشرعه ويقدره وثمة حكم في كل ما شرعه الله عز وجل فالله تعالى له حكمة في كل ما يقضيه واعلم ان حكم الله لا تختص فقط التشريع بل حتى فيما يقضيه ويقدره - 00:00:21
فكل ما يقضيه ربك له فيه حكمة. سواء كان ذلك في امر الشرائع او كان ذلك في امر الاقضية الاحكام الكونية دليل ذلك قول الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:00:47
ان الله كان عليما ايش حكيما فما شاءه لابد ان لابد ان يتوفر فيه شيئان علم وحكمة. فليس في فليس في شيء مما شاءه قدرا الا وفيه علم وحكمة قد تظهر هذه الحكمة وقد تخفى - 00:01:04
اما شرعه فشرعه لا يخلو من حكمة فكل ما شرعه الله وحكم به دينا له فيه حكمة بالغة دليل ذلك قوله تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم - 00:01:28
خبير فاثبت احكاما وحكمة الاحكام والاتقان. كتاب احكمت اي اتقنت اياته ثم فصلت اي بينت ووضحت من لدن حكيم. اي موصوف بالحكمة خبير اي عليم ببواطن امور فالخبير هو العليم ببواطن الامور وخفاياها - 00:01:48
ولذلك ليس في شيء مما قضاه الله تعالى شرعا الا وله في حكمة والمؤمن بحكم الله في حكمه القدري وفي حكمه الشرعي يجب ان يوقن بجملة عامة تنتظم كل الاحكام الشرعية - 00:02:13
والقدرية انه ما من شيء يقضيه الله الا وله فيه حكمة ثم تفاصيل هذه الحكمة منه ما جاء النص عليه في كلام الله وكلام رسوله ومنه ما لم يأتي النص عليه. ما جاء النص عليه كقوله تعالى - 00:02:32
في علة تحريم الخمر قال انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. واصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ حكم الهي وهو الانتهاء عن الخمر - 00:02:54
والميسر. ما حكمة ذلك؟ انه سبب للعداوة والبغضاء انه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة. هذي حكم ذكرها الله بالنص في احكامه. قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعمه اطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير. بعد ذلك قال - 00:03:12
فانه رجس نجس ذكر الحكمة في التحريم وبالتالي اذا ما اذا جاء النص على الحكمة والغاية والعلة من الحكم تبين وهذا مذكور في جملة من احكام الله القدرية والشرعية لكن ثمة - 00:03:35
احكام قدرية واحكام شرعية لم يأتي النص فيها على الحكمة لم يأت النص فيها على الحكمة وما لم يأتي النص على في على الحكمة هل يعني هذا انه لا حكمة فيه؟ الجواب لا - 00:03:58
فيه حكمة وان لم يأتي النص عليها لكن ما طريق التوصل الى الحكمة في مثل هذه الحال؟ طريق التوصل الى الحكمة في هذه الحال النظر والاستنباط والتأمل والفكر طيب اذا لم يصل الانسان الى معنى - 00:04:14
فيما قضاه الله قدرا او فيما حكم به شرعا. هل يعني هذا انه لا حكمة في ذلك الجواب لا كونك ما وصلت كونك ما تبين لك هذا لا يعني ان الحكمة غائبة او غير موجودة - 00:04:34
بل ثمة حكمة وان لم تبدو لك اسألكم الان افي السماء شمس ايها الاخوة اسألكم الان افي السماء شمس اجيبوا يا اخوان وينه؟ ما نشوفه عدم رؤيتنا للشمس لا يعني انها ليست موجودة لان ثمة ما يحول دون الابصار - 00:04:53
ودون الرؤية فكذلك الحكمة كونك ما تراها لا يعني انها غير موجودة هي موجودة وان لم تبصرها حال بينك وبينها حائل اما حائل حسي واما ان يكون حائل عائد اليك وهو عدم قوة بصرك لرؤية ما وراء ذلك ما وراء تلك الاحكام من حكم وغايات - 00:05:13
واسرار فكل ما قضاه الله له في حكمة وبه نقطع الطريق عن عن كل من يأتي يقول لماذا حرم الله كذا؟ لماذا حرم الله اكل الخنزير؟ لماذا حرم الله شرب الخمر لماذا - 00:05:39
اذا لم يقتنع الانسان بالادلة والعلل التي جاء النص عليها فيقال له ما لم هذا فيما فيه نص فيقال له الخلل ليس في ما قضاه الله وقدره فليس او ما حكم الله به وشرعه انما الخلل في ايمانك - 00:05:53
او في فكرك الذي لم يصل الى ادراك غايات واسرار وحكم الاحكام فليس للمؤمن عند ذلك الا ان يقول كما قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم - 00:06:15
خيارة من امرهم فقوله رحمه الله والحكم اي اي الاسرار والغايات والعلل فيما قضاه وشرعه من الاحكام ثم قال بعد ذلك والحكم الباهرة الغزيرة. الحكم الباهرة الكثيرة. وصف الحكم بامرين. الامر الاول ان - 00:06:34
انها باهرة ومعنى باهرة اي ان العقول لا تدركها بمعنى انها لكثرة ما فيها من البهاء والعمق والقوة قد تعجز العقول عن ادراكها قد تعجز العقول عن فهمها قد تعجز العقول عن الاحاطة بها - 00:06:59
هذا معنى قوله الباهرة والشريعة تأتي بما يبهر العقول ويذهلها لكنها لا يمكن ان تأتي بما تحيله العقول ولذلك قال باهرة لان العقول قد تتحير وقد تندهش في شأن من شؤون الشريعة والاحكام. لكنها لا - 00:07:27
يمكن ان تأتي الشريعة بشيء من الاحكام لا تقبله العقوبة لا تقره العقول تمنعه العقول. ولهذا من القواعد التي تذكر في شأن العلل والاحكام ان الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي بما تحيله العقول. الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول. اي تنبهر - 00:07:55
تأخذ وقتا حتى تدرك الغاية وقد لا تدرك الغاية والحكمة لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بشيء يقول العقل انه غير مقبول يقول العقل انه مرفوض فثمة فرق بين هذا وذاك. ثم قال المصنف رحمه الله فيما ذكر قال ثم الصلاة مع سلام دائم - 00:08:20
على الرسول القرشي يلغى الخاتمي بعد ان ذكر الحكم الباهرة الكثيرة وهو ختم ما فتح به النظم من حمد الله انتقل الى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول القرشي الخاتمي. ثم الصلاة الصلاة - 00:08:44
هي دعاء الله تعالى لرسوله بخير كثير. هذا معنى قولك اللهم صلي على محمد او صلى الله على محمد او او الصلاة والسلام على محمد فسؤالك الله عز وجل ان يصلي على محمد معناه انك تسأل الله عز وجل ان يتفظع يتفضل على نبيه ورسوله - 00:09:06
بمحمد بخير كثير وما ذكره بعض المفسرين من ان الصلاة هي الرحمة او الصلاة هي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الاعلى فهذا كله من مما يندرج في المعنى الذي ذكرت في تعريف الصلاة فاجمع قول في تعريف الصلاة انها شاملة لكل - 00:09:36
خير يدعى به للنبي صلى الله عليه وسلم قولك اللهم صلي على محمد هو سؤال الله عز وجل لرسوله الخير الكثير وقوله مع سلام اي الصلاة مصاحبة مع سلام لان حقه صلى الله عليه وسلم ان يسلم عليه وان يصلى عليه - 00:10:00
والفرق بينهما ان الصلاة دعاء لله عز وجل بخير كثير واما السلام فهو سؤال الله تعالى ان يقيه كل افة وكل نقص وكل عيب وبه يكمل العطاء لان الصلاة عطاء - 00:10:24
والسلام وقاية السلام وقاية وحفظ والصلاة عطاء وهبات ولذلك في الصلاة يقدم السلام عليه على الصلاة عليه. تخلية ثم تحلية فعندما نصلي نقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته - 00:10:48
ثم بعد ان نسلم عليه نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فبدأ بسؤال الصيانة والحفظ من كل مكروه ثم سؤال العطاء ثم جاء بسؤال العطاء والهبات والخيرات للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:14
بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. والامر في هذا قريب والمقصود ان السلام يختلف عن الصلاة فالصلاة سؤال عطاء والسلام سؤال وقاية واضح الفرق الصلاة سؤال عطاء وهبة والسلام سؤال وقاية وحفظ وصوم - 00:11:32
مع سلام دائم اي سلام مستمر لا قطع له عليه صلوات الله وسلامه عليه. على الرسول القرشي الخاتمي. الرسول المقصود به النبي صلى الله عليه وسلم فلالف واللام هنا للعهد - 00:11:55
الذهني فانه ينصرف الى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لما كان يمكن ان يشتبه بغيره فيقال له الف ولام هنا للجنس جاء بما يميز فقال القرشي وهذا وصف مميز له صلى الله عليه وسلم يخرج بقية الانبياء - 00:12:09
من المقصود وان كان السلام عليهم جميعا والصلاة عليهم جميعا مما يتقرب به الى الله لكن في هذا المقام اراد المصنف ان يخص النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والسلام عليه على وجه الخصوص صلوات الله وسلامه عليه. قال القرشي هذا وصف مميز من جهة - 00:12:27
الخاتم وصف مميز للنبي صلى الله عليه وسلم بالنظر الى الرسالة فهو الخاتم كما قال الله تعالى ما كان محمد من ابى احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ثم قال واله وصحبه - 00:12:47
الابرار اي والصلاة مع سلام على اله واله هم اهل بيته وقيل اله هم كل من امن به واتبع من اهل بيته واصحابه ومن تبعهم من اهل الايمان الى يوم الدين - 00:13:07
والاقرب والله تعالى اعلم ان المقصود بالال هنا اهل بيته فيما يظهر والله تعالى اعلم وان كان النص محتملا ان يكون المقصود بالالة الاتباع فيكون ذكر الصحابة بعد ذلك من باب عطف الخاص على العام والامر في هذا قريب. قوله وصحبه - 00:13:30
وعلى صحبه وهنا يشمل كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. سواء كان من متقدم الصحابة او كان من اخريهم فكل من لقيه ولو لحظة مؤمنا به ومات على ذلك فهو مستحق لهذا داخل في هذا الدعاء من الصلاة - 00:13:50
سلام. قال الابرار اي اهل البر فالابرار جمع بر والبر هو المشتغل بالطاعة المتجافي عن المعصية قال الحائزي مراتب الفخار اي الذين نالوا مراتب الفضل ومراتب العلو ومراتب السمو فقول الحائز اي الذين فازوا ونالوا - 00:14:12
مراتب العلو ولما كان العلو موجبا للفخر قال الفخار ولكن ينبغي ان يعلم ان هذه المراتب من حازها فانه لا يسوغ له الفخر على الخلق. والعلو عليهم. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيح انا سيد ولد - 00:14:40
ادم يوم القيامة ايش؟ ولا فخر يعني ولا اقول ذلك فخرا وطلبا للعلو على الناس انما بيان ما امرني الله تعالى بتبليغه وما افاض علي من نعمه. فقول ولا فخر اي ولا يوجب ذلك فخرا وعلوا عن الخلق - 00:15:00
وبه يعلم ان انه لا يسوغ لاحد ان يطلب العلو على الخلق باي سبب لا بسبب ديني ولا بسبب دنيوي. فمن طلب الفخر والعلو على الناس بسبب ديني فانه خالف ما جاءت به الشريعة. من ان الدين سبب للتواضع من تواضع لله رفعه - 00:15:20
واما الدنيا فهي ليست سببا للعلو فان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. فاذا كان العطاء الاخروي لا يوجب ولا يسوغ علو على الخلق مع عظيم المنة به. فالعطاء الدنيوي من باب اولى. قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض - 00:15:40
ولا فساد والعاقبة لمن؟ للمتقين نسأل الله ان نكون منهم. قال اعلم هديت الان بعد هذا التقديم بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عاد الى بيان مقصود المنظومة - 00:16:00
وافتتح ذلك بطلب العلم فقال اعلم. واعلم تقال في كلام العرب في سياق التنبيه الى ما ينبغي التنبه له من العلوم او المعارف او القضايا او الامور. ولذلك يؤتى بها في مقدمة المهمات من المخبر - 00:16:20
علما او عملا. قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. وقال جل وعلا فاعلموا ان ما غنمتم من شيء لله خمسا وللرسول ولذي القربى. وما الى ذلك من السياقات التي جاء فيها الامر بالعلم. فالامر بالعلم - 00:16:40
هو فتح الذهن الى ما ينبغي ان يعتنى به ولفت للنظر الى ما ينبغي ان يهتم به قال اعلم هديت ولما كان الامر بالعلم احيانا قد يلقي في نفس المتكلم او السامع في نفس المتكلم علوا لانه في مقام التعليم وفي - 00:17:00
نفس السامع ما يمكن ان يوحي اليه بشيء من الانكسار لانه في مقام الامر والتوجيه قرنه بما يزيل هذه الهواجس النفسية عن القائل وعن السامع وذلك بالدعاء. اعلم هديت اي اسأل الله لك الهداية. وهذا يدل على ان التعليم مقترن بالشفقة. مقترن بالرحمة. مقترن باللطف. وليس - 00:17:26
مقترنا بعلو وسمو على الخلق. اعلم هديت اي دللت على الخير بيانا وايظاحا وعملا وتوفيقا. فالهداية المطلوبة هنا نوعان الهداية المطلوبة هنا نوعان هداية الدلالة والارشاد والبيان والايضاح هذي واحدة وهداية التوفيق - 00:17:59
عمل والالهام وهذه هي الثمرة هي الثمرة وهي المنشودة لانها نتيجة الاول اعلم هديت اي وفق اي بين لك الحق رزقت العمل به اعلم هديت ان افضل علم يزيل الشك عنك والدرن - 00:18:25
نعم صدق رحمه الله فيما اخبر به من ان افضل ما يمن به على العبد ان يرزقه الله تعالى العلم به والعلم بشرعه اعلم هديت ان افظل المنن الاعلى النعم اسمى منازل العطاء افضل ما يتفضل الله تعالى به عليك - 00:18:52
ان ان يرزقك علما اعلم هديت ان افضل المئة علم جزاك الله خير. علم يزيل الشك عنك والدرن قال علم لكنه لم يتركه بدون تقييد حتى يعلم ان العلم ليس في ذاته مقصودا ومطلوبا - 00:19:18
دون ان يكون نافعا بل العلم هو العلم النافع فليس كل علم اه يطلب من الانسان ولا كل علم آآ يبهج به الانسان انما العلم الحقيقي الذي يتميز به الانسان هو ما كان - 00:19:40
من العلوم النافعة وهو ما ظبطه بقيد يزيل الشك عنك والدرن هذا هو العلم النافع العلم النافع هو ما ازال الشك عن الانسان والدرن ازال الشك اي اذهب عنه الشكوك - 00:20:01
ولماذا ذكر الشك؟ لان القلوب بلا هداية تعصف بها الشكوك والشكوك ضد الايمان ولذلك كان الايمان الحقيقي هو ما سلم فيه صاحبه من الشك كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا - 00:20:19
ثم لم يرتابوا اي لم يتطرق الى قلوبهم شك ولا ريب فلذلك كان افضل العلوم افضل المنن ان يمن الله عليك بعلم سالم من الشك يقشع عن قلبك كل شك وريب ولذلك علم يزيل الشك عنك والدرن الشك الريب - 00:20:41
وهذا ثمرة الايمان الصادق بالله ورسوله ثم قال الدرن الدرن القذر والمقصود به هنا القذر الحسي والمعنوي فان اول ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم وثيابك فطهر في اوائل ما امر به يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر. ثيابك - 00:21:05
قيل قلبك قيل معناه طهر قلبك وقيل ثياب عملك وقيل الثياب الحسية وكل المعاني داخلة في ما امر الله تعالى به فان الطهارة التي جاءت بها الشريعة طهارة طهارة حسية وطهارة معنوية الطهارة المعنوية طهارة القلوب والاخلاق والطهارة الحسية طهارة البدن والثياب من كل درن - 00:21:34
وقذر فقوله علم يزيل الشك عنك والضرن اي يطهرك سلوكا وعملا يطهرك اخلاقا معاملة تطهرك باطلا وظاهرا. هذا هو العلم الذي يعد افضل المنن وبه يخرج علم اللسان الذي يتجرد عنه سلوك الانسان - 00:22:01
او الذي يغيب عن سلوك الانسان فان علم اللسان اذا كان فصيحا بينا لا ثمرة ولا اثر له في السلوك والعمل والقلب والمعاملة كان وبالا على الانسان. ولهذا اول من تسعر بهم النار - 00:22:25
رجل قرأ القرآن وعلمه فيؤتى به يوم القيامة فيقال له يعرف الله تعالى منها فيقول قرأت القرآن فيك وعلمته فيك. فيقول الله تعالى انما قرأته وعلمته ليقال قارئ وقد قيل - 00:22:41
فيسحب على وجهه فيلقى في النار اعوذ بالله من الخذلان ويكون من اول من تسعر بهم النار. نسأل الله السلامة والعافية. فالمقصود ان قوله رحمه والله علم يزيل الشك عنك والدرن هذا ضابط - 00:23:02
للعلم النافع الذي ينبغي للعا لطالب العلم ان يسعى الى تحصيله. كل علم لا يحقق هذه الغاية فانه ليس نافعا ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم اللان كما في حديث ام سلمة كل صباح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا - 00:23:17
طيبا او واسعا وعملا صالحا. فالعلم النافع سأله النبي صلى الله عليه وسلم بل امر الله تعالى رسوله ان يطلب الزيادة منه وقل رب زدني علما قوله هنا افضل المنن تنبيه الى ان كل ما يعطاه الانسان من النعم لا يوازي نعمة العلم - 00:23:37
ولذلك لو تجرد الانسان من كل نعمة ومن الله عليه بالعلم فقد فاز فوزا عظيما وهذه تخفى على كثير من الناس فيظن العطاء في الدنيا العطاء في امر الملذات هو هو هو - 00:23:59
منا وهو النعمة التي تسعى لها النفوس وهو بهذا غافل عن ان هذه النعم اذا خلت عن العلم كانت وبالا على صاحبها ولهذا في الاربعة الذين آآ قسم النبي صلى الله عليه وسلم احوال الناس اليهم في حديث آآ - 00:24:17
اه انما الدنيا لاربعة او قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث ابي كبش الانماري في مسند الامام احمد باسناد جيد قال ماذا مثل مثل في ضربه للمثل مثل اربعة رجل اتاه الله علما - 00:24:39
و مالا فهو ينفق منه ويعرف حق الله فيه. فهذا باعلى المراتب. ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو اني اعطيت مثل اعطي فلان او اوتيت مثل ما اوتي فلان لعملت فيه مثل عملي فهما في - 00:24:59
ان اجلس وهذا ما عنده عمل ما عنده مال لكن عنده علم تمنى به ان يبلغ منزلة ذلك الذي اعطاه الله علما ومالا فكان في الاجر سواء. في عطاء الدنيا ورجل اتاه الله مالا ولم يعطه علما فهو يمنع حق الله فيه ويضعه في غير مواضعه - 00:25:18
ورجل اتاه الله لم يؤتيه الله علما ولا مالا. فقال لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عملي في السوء وحبس الحقوق فهما في الوزر سواء تنظر فضيلة العلم حيث ان فضيلة العلم تبلغ بالانسان مبلغا عاليا يكون به - 00:25:39
في منزلة من اعطي مالا وعلما علمه. واما الجاهل فانه يدرك السوء والشر ومن اعطي من الدنيا ولم يعطى علما كان مثله وكان مثله في السوء والشر. فالمقصود ان عطاء الدنيا نقص - 00:25:59
لصاحبه اذا لم يجعله في طاعة الله عز وجل واذا خلا عنه العلم. قال رحمه الله في ضابط العلم النافع علم يزيل الشك عنك قال ويكشف الحق لذي القلوب يوصل العبد الى المطلوب. ليس ثمة فيما - 00:26:18
عليه ضابط العلم النافع اجود من هذا هذا البيت والشطر الذي قبله فالعلم النافع هو ما ما جمع هذه الخصال علم يزيل الشك عنك والدرج هذا في التخلية هذا في التخلية. وفي التحلية ويكشف الحق لذي - 00:26:42
القلوب اي لهذه القلوب فذي هنا بمعنى هذه والحق اي الطريق الموصل الى الله في العلم والعمل ويكشف الحق لذي القلوب ثم انه لا يقتصر على هذا بل يتبعه عمل ويوصل العبد الى المطلوب. يوصله الى الغاية. يوصله الى المقصود من العلم والمعرفة والهداية - 00:27:03
والرشد فهذا من اجود ما قيل في ظبط العلم النافع - 00:27:31