الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض - 00:00:00
كونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل - 00:00:20
المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا هو الحديث - 00:00:40
الخامس والثلاثون من احاديث الاربعون النووية للامام النووي رحمه الله قد نقل تاني عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا تحاسدوا ولا تناجشوا - 00:00:57
ولا تباغظوا ولا تدابروا ولا يبع بعظكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا هذي ست جمل كلها تتعلق ما ينبغي ان يراعيه المسلم في معاملة اخيه وكلها من المنهيات كما سيأتي - 00:01:16
الا الاخير في قوله كونوا عباد الله اخوانا ثم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره وهذا كلمة ضمنه الحديث من بيان عقد الاخوة بين المسلمين وما يترتب على عقد الاخوة - 00:01:37
فذكر اربعة امور تترتب على عقد الاخوة وكلها جاءت منفية لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم ثالث ما تضمن الحديث بيان التقوى موضعا فقال التقوى ها هنا - 00:01:59
ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم والجملة الرابعة التي او الامر الرابع الذي تضمنه الحديث بيان حرمة المسلم على بيان حرمة المسلم فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه - 00:02:23
اذا هذا الحديث دائر في بيان ما يصلح به الوصل بين الناس من اهل الاسلام وما يكون ضمانة لصلاح احوالهم وبيان حق بعظهم على بعظ فهذا الحديث دائر على هذا المعنى اصلاح ذات البين - 00:02:40
وقطع اسباب الفساد بين اهل الاسلام وهو حديث قال عنه المصنف رحمه الله رواه مسلم وقد انفرد مسلم بهذا السياق وقد جاء بعضه في البخاري من طريق الزهري عن سالم على عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما - 00:03:09
اما هذه الرواية التي بين ايدينا فقد رواها مسلم من طريق عبد الله بن مسلمة عن داود ابن قيس عن ابي سعيد مولى عامر بن كريز عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:03:32
و افتتح النبي صلى الله عليه وسلم الحديث او النقل عنه صلى الله عليه وسلم بالنهي عن موجبات الفساد بين الناس موجبات الفساد بين الناس. ابتدأ الحديث بذكر ما يكون سببا لفساد ما بين الناس - 00:03:52
قال لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا قوله لا في هذه في هذه الاحاديث كلها ذاهية وكلها للنهي نهى عن هذه الامور الاربعة لا تحاسدوا فنهى عن عن التحاسد - 00:04:15
والتحاسد مأخوذ من الحسد وهو تفاعل اي لا يتعامل بعضكم مع بعض او لا يعامل بعضكم بعضا بالحسد والحسد كراهية نعمة الله تعالى على الغير هذا اجود ما قيل في تعريفه - 00:04:35
كراهية نعمة الله تعالى على الغير وهو ادنى مراتبه وقد عرفه كثير من اهل العلم بانه تمني زوال النعمة على الغير وهذا مرتبة اعلى من الكراهية حيث انها كراهية وامنية - 00:04:59
ولذلك اي التعريفين اوسع دلالة الكراهية اوسع دلالة لانها تكون دون تمني يعني لو كره ولو لم يتمناه فانه حاسد فاذا اظاف الى الكراهية التمني زاد شرا الى شر و - 00:05:35
النهي عن الحسد جاء في نصوص كثيرة وهو في هذا الحديث جاء بصيغة مفاعلة لتأكيد هذا المعنى انه لا يجوز ان يكون الحسد من طرف او من طرفين وقوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:00
ولا تناجشوا نهي عن النجش بلا يجوز ان ان ينجش المسلم اخاه والنج هنا يشمل كل ما يثير العداوات والبغضاء سواء كان في المعاملات المالية او في غيرها لان النج - 00:06:23
هو اثارة الافغان والبغظاء والخصومات والشر والسوء بين المسلمين. هذا معناه العام ويندرج فيه النجش الخاص في البيع الذي جاء انه يعان كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه - 00:06:58
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النج وهو الزيادة في في ثمن السلعة للاظرار بالمشتري من غير ارادة شرائها وهذا اوسع في التعريف الزيادة في ثمن السلعة من غير ارادة الشراء اما اضرارا بالمشتري او نفعا للبائع - 00:07:20
فهذا النوع من النج هو مندرج في جملة ما نهى عنه في قوله ولا تناجشوا فلا يختص هذا فقط بهذه الصورة بل يشمل كل ما يثير الضغائن والكراهية والبغضاء بين المسلمين - 00:07:43
قال ولا تباغضوا هذا نهي عن تعاطي اسباب البغضاء والتعامل بالبغضاء والبغض ضد الحب وهو الكره وهذا نهي عن تعاطي الاسباب والا في الكره قد يأتي في القلب دون سبب - 00:08:03
فينبغي ان يدفع المسلم عن نفسه في قوله وعمله ومعاملته كلما يكون سببا للبغضاء اولا تباغضوا اي تجنبوا كل ما يكون مفضيا الى التباغظ. الى ان يبغظ بعظكم بعظا وذلك ان - 00:08:27
الجنة لا يدخلها الا المتحابون من سلمت صدورهم من البغضاء والغل قال الله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين وقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:48
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ويكون لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا. يكون المعنى لا تدخل الجنة حتى تحابوا وعليه يفهم معنى قوله ولا تباغضوا اي لا تتعاطوا اسباب البغضاء - 00:09:17
فان من خصال اهل الايمان التواد تراحم وكل هذه الخصال تنتفي بالبغضاء والتباغض قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث نعمان ابن بشير مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد - 00:09:45
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وجاء في رواية وهي رواية مسلم المسلمون كرجل واحد اذا اشتكى عينه اشتكى كله واذا اشتكى رأسه اشتكى كله هناك التحام - 00:10:06
بين اهل الاسلام يقتضي التواد والتراحم والتعاطف ولهذا جاء في الصحيحين من حديث ابي بردة عن ابي موسى ابي مرضعة عن ابي بردة ابن عبد الله عن ابيه عن ابي موسى - 00:10:39
قال صلى الله عليه وسلم ان المؤمن للمؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه قال ولا تدابروا نهى عن التدابر اي لا يدبر اي لا يدبر بعضكم اي لا يدبر بعضكم عن بعض - 00:10:58
والتدابر هنا اي الاختلاف والتضاد والتشتت في التوجه سواء كان ذلك التدابر الحسي او التدابر المعنوي من التدابر الحسي والمعنوي التهاجر ان يمنع حق اخيه المسلم بسبب شحناء بينهما فهذا مما - 00:11:23
يدخل في التدابر المنهي عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان في عوظ هذا ويعذب هذا وفي رواية فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - 00:12:07
فهذا نوع من انواع التدابر التهاجر نوع من انواع التدابر الاختلاف نوع من انواع التدابر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا - 00:12:24
وقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ولا يبع بعضكم على بيع بعض ذكر صورة من الصور الموجبة للتباغض والتدابر فهو كالمثال لما يحصل به ما نهي عنه سابقا فنهى عنه - 00:12:47
بالنص قال ولا يبع بعضكم على بيع بعض هذا خامس ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من المنهيات ليبع بعضكم على بيع بعض وصورة ذلك بان يبيع الرجل شيئا - 00:13:14
فئة ايه من يقول له ابيعك اقل مما باعك به فلان او يذهب الى البائع ويقول اخذها منك باكثر مما اخذها منك فلان وقوله لا يبع بعضكم على على بيع بعض ايش؟ يدخل في كل انواع المعاملات المالية - 00:13:32
سواء كان ذلك في البيع او كذلك في الاجارة وسواء كان ذلك في عقد البيع او في مقدمته كالصوم فان ذلك يتضمن الاعتداء الذي يفضي الى الاختلاف والتدابر والتباغم والتناجس وهو - 00:13:59
اثارة البغضاء والكراهية بين والشر بين المسلمين وايضا التحاسد فهذه الصورة الوقوع فيها يقع التورط فيها يجلب كل ما تقدم من الملاهي يحصل به تحاسد يحصل به تناجش يحصل به - 00:14:26
تباغض يحصل به تدابر ثم قال صلى الله عليه وسلم كونوا عباد الله اخوانا وهذا الامر بظد ما نهي عنه ما ما تقدم كله من الامور التي ينبغي ان يتخلى عنها الانسان في سلوكه ومعاملته - 00:14:52
فهي داخلية مجموعها تخلية وقوله وكونوا عباد الله اخوانا تحلية اي تعاطوا كل سبب يصيركم متآخين متحابين وقول وكونوا عباد الله اخوانا اي كون محققين للاخوة التي سببها اشتراككم في العبودية لله عز وجل - 00:15:20
وهذه الجملة من اهل العلم من قال انها جملة اعتراضية والمقصود بها الحث على التخلي عن تلك الصفات ومنهم من قال انها جملة محقق جملة مقصودة يتحقق بها كمال التواصل - 00:15:51
فالمنهيات مما يحصل به الفساد والمأمور به هنا مما يحصل به الصلاح وزيادة الارتباط وتوثيق الصلات بين المسلمين وقوله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله - 00:16:23
ولا يكذب ولا يحقره هذا بيان لصفة الصلة بين المسلمين فاثبت في اوله صفة الصلة بين المسلم والمسلم وانها صلة اخوة كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة وهذه الاخوة تقتضي التراحم - 00:16:40
والتعاطف والحب والود كما تقدم في حديث النعمان ابن بشير وفي حديث ابي موسى الاشعري في صفة الصلة بين اهل الاسلام وذكر الاخوة لان الاخوة تقتضي تعاطفا وائتلافا وانضماما وسعيا في المصلحة - 00:17:06
وتقتضي مساواة وعدم علو بعضهم على بعض ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا يظلم ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره هذه من مقتضيات الاخوة انتفاء هذه الخصال لا يضربها اي لا يوصل اليه ظلما - 00:17:32
سواء كان في نفسه او في ماله او في عرضه ولا يخذله الظلم اعتداء ولا يخذله ترك واجب وواجب النصرة لا يخذله اي لا يترك نصرته فالظلم فعل ما لا يجوز - 00:17:54
نهى عنه بقول لا يظلمه والخذلان ترك ما يجب ونهى عنه بقوله لا يخذله وقوله لا يخذله اي لا يترك نصرته فيما يستطيع ان ينصره فيه وهو اما ان يكون على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب الوجوب العيني او على وجه - 00:18:22
آآ الوجوب الكفائي او الاستحباب وقوله ولا يكذبه اي لا يعامله بالكذب فلا اكذب عليه في معاملة ولا غيره ولا غيرها من معاملات المالية ولا غيرها من مما يكون بين الناس - 00:18:44
لا يكذب عليه في خبر ولا يكذب عليه في معاملة ولا يحقره اي لا ينظر اليه باحتقار لا يزدريه ليستخف به لا يستعلي عليه بل مقتضى الاخوة ازالة كل معنى من معاني العلو - 00:19:10
وقوله لا يحقره اكده صلى الله عليه وسلم بانه لتحقيق هذا المعنى اي نفي الاحتقار من القلب ان ينظر الى المعيار الذي يتفاضل به الناس وهو امر خفي وهو التقوى - 00:19:34
هذا المعيار الذي يتفاضل به الناس ويعلو به بعضهم على بعض به وهو امر لا يعلمه الناس لانه مما يكون في القلوب قد قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولا سبيل للعلم بذلك - 00:19:55
الا باطلاع الله عز وجل ولذلك قال بعد نهيه عن الاحتقار قال ولا يحقره؟ قال التقوى ها هنا وهي معيار التفاضل بين الناس فلا نظر الى مال ولا الى جاه ولا الى نسب - 00:20:18
ولا الى جمال صورة ولا الى حظوة ولا الى منصب كل هذه لا توجب الاحتقار ولا توجب الرفعة للانسان المطلقة فلا يعتق الانسان لنزوله في نسب ولا لنزوله في جاه - 00:20:34
ولا لنزوله في منصب ولا لنزوله في مال ولا نزوله في جمال ولا غير ذلك من امور الدنيا لان العلو الحقيقي هو فيما قام في قلوب الخلق من تقوى الله تعالى وهو امر خفي. قال التقوى - 00:20:54
ها هنا قال الراوي يشير الى صدره ثلاث مرات يعني كررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا اي في القلب - 00:21:11
وهو اجمل ما زينت به القلوب وجملت بها البواطن ان تحقق التقوى لله عز وجل وقوله صلى الله عليه وسلم التقوى اي اصلها والا فان التقوى تظهر على الجوارح وعلى القول - 00:21:27
يظهر تظهر اثارها وثمارها على الجوارح والاقوال والاعمال لكن في الاصل هي امر في القلب. قال الله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب من تقوى القلوب - 00:21:53
اما بيانية او تبعيضية اي ثمرة تقوى القلوب وقال تعالى ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى اي خلصها وامتحه وصفاها وانجحها في هذا الاختبار - 00:22:12
فكانت محققة للتقوى وقوله صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا اشارة الى ان الشأن بالعلو بين الخلق ليس في المظاهر والاشكال والصور انما فيهما حوته الصدور واكنته الظمائر وهذا امر خفي - 00:22:34
ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسادي ولا الى اجسادكم ولكن ينظر الى قلوبكم. وفي رواية واعمالكم وهي ثمرة ما في القلوب ثم قال صلى الله عليه وسلم - 00:22:58
بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم قلبة زائدة كما قال بعض اهل اللغة والزيادة للتوكيد وقوله بحسب اي يكفي الانسان من الشر ان يقوم في قلبه هذا المعنى ان يحقر اخاه المسلم - 00:23:14
ان يزدريه ان يتنقصه سواء كان ازدراؤه له سبب ديني او بسبب دنيوي ديني ان يحتقره لانه صاحب معاصي فيرى لنفسه عليه فظلا فهذا مما ينهى عنه او ان يحتقره لامر - 00:23:38
دنيوي لكونه قليل مال او قليلة نسب او قليلة جاه او ما الى ذلك فيكفي الانسان من الشر اي يكفي في اتصافه به وكونه آآ اجتمع فيه الشر ان يكون على هذه الحالة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي بقية الحديث - 00:24:04
تعليق على الحديث في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:28
التفريغ
الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض - 00:00:00
كونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل - 00:00:20
المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا هو الحديث - 00:00:40
الخامس والثلاثون من احاديث الاربعون النووية للامام النووي رحمه الله قد نقل تاني عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا تحاسدوا ولا تناجشوا - 00:00:57
ولا تباغظوا ولا تدابروا ولا يبع بعظكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا هذي ست جمل كلها تتعلق ما ينبغي ان يراعيه المسلم في معاملة اخيه وكلها من المنهيات كما سيأتي - 00:01:16
الا الاخير في قوله كونوا عباد الله اخوانا ثم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره وهذا كلمة ضمنه الحديث من بيان عقد الاخوة بين المسلمين وما يترتب على عقد الاخوة - 00:01:37
فذكر اربعة امور تترتب على عقد الاخوة وكلها جاءت منفية لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم ثالث ما تضمن الحديث بيان التقوى موضعا فقال التقوى ها هنا - 00:01:59
ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم والجملة الرابعة التي او الامر الرابع الذي تضمنه الحديث بيان حرمة المسلم على بيان حرمة المسلم فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه - 00:02:23
اذا هذا الحديث دائر في بيان ما يصلح به الوصل بين الناس من اهل الاسلام وما يكون ضمانة لصلاح احوالهم وبيان حق بعظهم على بعظ فهذا الحديث دائر على هذا المعنى اصلاح ذات البين - 00:02:40
وقطع اسباب الفساد بين اهل الاسلام وهو حديث قال عنه المصنف رحمه الله رواه مسلم وقد انفرد مسلم بهذا السياق وقد جاء بعضه في البخاري من طريق الزهري عن سالم على عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما - 00:03:09
اما هذه الرواية التي بين ايدينا فقد رواها مسلم من طريق عبد الله بن مسلمة عن داود ابن قيس عن ابي سعيد مولى عامر بن كريز عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:03:32
و افتتح النبي صلى الله عليه وسلم الحديث او النقل عنه صلى الله عليه وسلم بالنهي عن موجبات الفساد بين الناس موجبات الفساد بين الناس. ابتدأ الحديث بذكر ما يكون سببا لفساد ما بين الناس - 00:03:52
قال لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا قوله لا في هذه في هذه الاحاديث كلها ذاهية وكلها للنهي نهى عن هذه الامور الاربعة لا تحاسدوا فنهى عن عن التحاسد - 00:04:15
والتحاسد مأخوذ من الحسد وهو تفاعل اي لا يتعامل بعضكم مع بعض او لا يعامل بعضكم بعضا بالحسد والحسد كراهية نعمة الله تعالى على الغير هذا اجود ما قيل في تعريفه - 00:04:35
كراهية نعمة الله تعالى على الغير وهو ادنى مراتبه وقد عرفه كثير من اهل العلم بانه تمني زوال النعمة على الغير وهذا مرتبة اعلى من الكراهية حيث انها كراهية وامنية - 00:04:59
ولذلك اي التعريفين اوسع دلالة الكراهية اوسع دلالة لانها تكون دون تمني يعني لو كره ولو لم يتمناه فانه حاسد فاذا اظاف الى الكراهية التمني زاد شرا الى شر و - 00:05:35
النهي عن الحسد جاء في نصوص كثيرة وهو في هذا الحديث جاء بصيغة مفاعلة لتأكيد هذا المعنى انه لا يجوز ان يكون الحسد من طرف او من طرفين وقوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:00
ولا تناجشوا نهي عن النجش بلا يجوز ان ان ينجش المسلم اخاه والنج هنا يشمل كل ما يثير العداوات والبغضاء سواء كان في المعاملات المالية او في غيرها لان النج - 00:06:23
هو اثارة الافغان والبغظاء والخصومات والشر والسوء بين المسلمين. هذا معناه العام ويندرج فيه النجش الخاص في البيع الذي جاء انه يعان كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه - 00:06:58
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النج وهو الزيادة في في ثمن السلعة للاظرار بالمشتري من غير ارادة شرائها وهذا اوسع في التعريف الزيادة في ثمن السلعة من غير ارادة الشراء اما اضرارا بالمشتري او نفعا للبائع - 00:07:20
فهذا النوع من النج هو مندرج في جملة ما نهى عنه في قوله ولا تناجشوا فلا يختص هذا فقط بهذه الصورة بل يشمل كل ما يثير الضغائن والكراهية والبغضاء بين المسلمين - 00:07:43
قال ولا تباغضوا هذا نهي عن تعاطي اسباب البغضاء والتعامل بالبغضاء والبغض ضد الحب وهو الكره وهذا نهي عن تعاطي الاسباب والا في الكره قد يأتي في القلب دون سبب - 00:08:03
فينبغي ان يدفع المسلم عن نفسه في قوله وعمله ومعاملته كلما يكون سببا للبغضاء اولا تباغضوا اي تجنبوا كل ما يكون مفضيا الى التباغظ. الى ان يبغظ بعظكم بعظا وذلك ان - 00:08:27
الجنة لا يدخلها الا المتحابون من سلمت صدورهم من البغضاء والغل قال الله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين وقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:08:48
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ويكون لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا. يكون المعنى لا تدخل الجنة حتى تحابوا وعليه يفهم معنى قوله ولا تباغضوا اي لا تتعاطوا اسباب البغضاء - 00:09:17
فان من خصال اهل الايمان التواد تراحم وكل هذه الخصال تنتفي بالبغضاء والتباغض قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث نعمان ابن بشير مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد - 00:09:45
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وجاء في رواية وهي رواية مسلم المسلمون كرجل واحد اذا اشتكى عينه اشتكى كله واذا اشتكى رأسه اشتكى كله هناك التحام - 00:10:06
بين اهل الاسلام يقتضي التواد والتراحم والتعاطف ولهذا جاء في الصحيحين من حديث ابي بردة عن ابي موسى ابي مرضعة عن ابي بردة ابن عبد الله عن ابيه عن ابي موسى - 00:10:39
قال صلى الله عليه وسلم ان المؤمن للمؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه قال ولا تدابروا نهى عن التدابر اي لا يدبر اي لا يدبر بعضكم اي لا يدبر بعضكم عن بعض - 00:10:58
والتدابر هنا اي الاختلاف والتضاد والتشتت في التوجه سواء كان ذلك التدابر الحسي او التدابر المعنوي من التدابر الحسي والمعنوي التهاجر ان يمنع حق اخيه المسلم بسبب شحناء بينهما فهذا مما - 00:11:23
يدخل في التدابر المنهي عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان في عوظ هذا ويعذب هذا وفي رواية فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - 00:12:07
فهذا نوع من انواع التدابر التهاجر نوع من انواع التدابر الاختلاف نوع من انواع التدابر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا - 00:12:24
وقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ولا يبع بعضكم على بيع بعض ذكر صورة من الصور الموجبة للتباغض والتدابر فهو كالمثال لما يحصل به ما نهي عنه سابقا فنهى عنه - 00:12:47
بالنص قال ولا يبع بعضكم على بيع بعض هذا خامس ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من المنهيات ليبع بعضكم على بيع بعض وصورة ذلك بان يبيع الرجل شيئا - 00:13:14
فئة ايه من يقول له ابيعك اقل مما باعك به فلان او يذهب الى البائع ويقول اخذها منك باكثر مما اخذها منك فلان وقوله لا يبع بعضكم على على بيع بعض ايش؟ يدخل في كل انواع المعاملات المالية - 00:13:32
سواء كان ذلك في البيع او كذلك في الاجارة وسواء كان ذلك في عقد البيع او في مقدمته كالصوم فان ذلك يتضمن الاعتداء الذي يفضي الى الاختلاف والتدابر والتباغم والتناجس وهو - 00:13:59
اثارة البغضاء والكراهية بين والشر بين المسلمين وايضا التحاسد فهذه الصورة الوقوع فيها يقع التورط فيها يجلب كل ما تقدم من الملاهي يحصل به تحاسد يحصل به تناجش يحصل به - 00:14:26
تباغض يحصل به تدابر ثم قال صلى الله عليه وسلم كونوا عباد الله اخوانا وهذا الامر بظد ما نهي عنه ما ما تقدم كله من الامور التي ينبغي ان يتخلى عنها الانسان في سلوكه ومعاملته - 00:14:52
فهي داخلية مجموعها تخلية وقوله وكونوا عباد الله اخوانا تحلية اي تعاطوا كل سبب يصيركم متآخين متحابين وقول وكونوا عباد الله اخوانا اي كون محققين للاخوة التي سببها اشتراككم في العبودية لله عز وجل - 00:15:20
وهذه الجملة من اهل العلم من قال انها جملة اعتراضية والمقصود بها الحث على التخلي عن تلك الصفات ومنهم من قال انها جملة محقق جملة مقصودة يتحقق بها كمال التواصل - 00:15:51
فالمنهيات مما يحصل به الفساد والمأمور به هنا مما يحصل به الصلاح وزيادة الارتباط وتوثيق الصلات بين المسلمين وقوله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله - 00:16:23
ولا يكذب ولا يحقره هذا بيان لصفة الصلة بين المسلمين فاثبت في اوله صفة الصلة بين المسلم والمسلم وانها صلة اخوة كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة وهذه الاخوة تقتضي التراحم - 00:16:40
والتعاطف والحب والود كما تقدم في حديث النعمان ابن بشير وفي حديث ابي موسى الاشعري في صفة الصلة بين اهل الاسلام وذكر الاخوة لان الاخوة تقتضي تعاطفا وائتلافا وانضماما وسعيا في المصلحة - 00:17:06
وتقتضي مساواة وعدم علو بعضهم على بعض ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا يظلم ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره هذه من مقتضيات الاخوة انتفاء هذه الخصال لا يضربها اي لا يوصل اليه ظلما - 00:17:32
سواء كان في نفسه او في ماله او في عرضه ولا يخذله الظلم اعتداء ولا يخذله ترك واجب وواجب النصرة لا يخذله اي لا يترك نصرته فالظلم فعل ما لا يجوز - 00:17:54
نهى عنه بقول لا يظلمه والخذلان ترك ما يجب ونهى عنه بقوله لا يخذله وقوله لا يخذله اي لا يترك نصرته فيما يستطيع ان ينصره فيه وهو اما ان يكون على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب الوجوب العيني او على وجه - 00:18:22
آآ الوجوب الكفائي او الاستحباب وقوله ولا يكذبه اي لا يعامله بالكذب فلا اكذب عليه في معاملة ولا غيره ولا غيرها من معاملات المالية ولا غيرها من مما يكون بين الناس - 00:18:44
لا يكذب عليه في خبر ولا يكذب عليه في معاملة ولا يحقره اي لا ينظر اليه باحتقار لا يزدريه ليستخف به لا يستعلي عليه بل مقتضى الاخوة ازالة كل معنى من معاني العلو - 00:19:10
وقوله لا يحقره اكده صلى الله عليه وسلم بانه لتحقيق هذا المعنى اي نفي الاحتقار من القلب ان ينظر الى المعيار الذي يتفاضل به الناس وهو امر خفي وهو التقوى - 00:19:34
هذا المعيار الذي يتفاضل به الناس ويعلو به بعضهم على بعض به وهو امر لا يعلمه الناس لانه مما يكون في القلوب قد قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولا سبيل للعلم بذلك - 00:19:55
الا باطلاع الله عز وجل ولذلك قال بعد نهيه عن الاحتقار قال ولا يحقره؟ قال التقوى ها هنا وهي معيار التفاضل بين الناس فلا نظر الى مال ولا الى جاه ولا الى نسب - 00:20:18
ولا الى جمال صورة ولا الى حظوة ولا الى منصب كل هذه لا توجب الاحتقار ولا توجب الرفعة للانسان المطلقة فلا يعتق الانسان لنزوله في نسب ولا لنزوله في جاه - 00:20:34
ولا لنزوله في منصب ولا لنزوله في مال ولا نزوله في جمال ولا غير ذلك من امور الدنيا لان العلو الحقيقي هو فيما قام في قلوب الخلق من تقوى الله تعالى وهو امر خفي. قال التقوى - 00:20:54
ها هنا قال الراوي يشير الى صدره ثلاث مرات يعني كررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا اي في القلب - 00:21:11
وهو اجمل ما زينت به القلوب وجملت بها البواطن ان تحقق التقوى لله عز وجل وقوله صلى الله عليه وسلم التقوى اي اصلها والا فان التقوى تظهر على الجوارح وعلى القول - 00:21:27
يظهر تظهر اثارها وثمارها على الجوارح والاقوال والاعمال لكن في الاصل هي امر في القلب. قال الله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب من تقوى القلوب - 00:21:53
اما بيانية او تبعيضية اي ثمرة تقوى القلوب وقال تعالى ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى اي خلصها وامتحه وصفاها وانجحها في هذا الاختبار - 00:22:12
فكانت محققة للتقوى وقوله صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا اشارة الى ان الشأن بالعلو بين الخلق ليس في المظاهر والاشكال والصور انما فيهما حوته الصدور واكنته الظمائر وهذا امر خفي - 00:22:34
ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسادي ولا الى اجسادكم ولكن ينظر الى قلوبكم. وفي رواية واعمالكم وهي ثمرة ما في القلوب ثم قال صلى الله عليه وسلم - 00:22:58
بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم قلبة زائدة كما قال بعض اهل اللغة والزيادة للتوكيد وقوله بحسب اي يكفي الانسان من الشر ان يقوم في قلبه هذا المعنى ان يحقر اخاه المسلم - 00:23:14
ان يزدريه ان يتنقصه سواء كان ازدراؤه له سبب ديني او بسبب دنيوي ديني ان يحتقره لانه صاحب معاصي فيرى لنفسه عليه فظلا فهذا مما ينهى عنه او ان يحتقره لامر - 00:23:38
دنيوي لكونه قليل مال او قليلة نسب او قليلة جاه او ما الى ذلك فيكفي الانسان من الشر اي يكفي في اتصافه به وكونه آآ اجتمع فيه الشر ان يكون على هذه الحالة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي بقية الحديث - 00:24:04
تعليق على الحديث في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:28