السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين واسألك يا رب ان تصلي علينا معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00
وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثاني عشر بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثامن عشر من لقاءات تفسيرنا لسورة النساء - 00:00:27
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع الاية الثالثة والثلاثين من ايات السورة الكريمة ولم ننتهي من تفسيرها بعد الا وهي قول ربنا جل وعلا ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون - 00:00:52
توقفنا عند هذا الموطن من الاية ثم عطف الحق تبارك وتعالى بقوله جل وعلا والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم ان الله كان على كل شيء شهيدا والذين عقدت ايمانكم ايها الذين تحالفتم بالايمان المؤكدة - 00:01:10
معهم تحالفتم انتم وهم فاتوهم نصيبهم من الميراث كما وعدتموهم فان الله شاهد عليكم في تلك العهود والمعاقدات وقد كان هذا في اول امر الاسلام ثم نسخ بعد ذلك وامروا - 00:01:41
ان يوفوا لمن عاقدوه ولا ينشئوا بعد نزول هذه الاية معاقبة او حلفا او عهدا جديدا كما قال الحافظ ابن كثير وغيره واستدلوا مما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس - 00:02:12
رضي الله عنهما قال في تفسير قول الحق تعالى ولكل جعلنا مواليا كما بينتم في اللقاء الماضي اي ورثة اي ورثة والذين عقدت ايمانكم. اسمع ماذا يقول ابن عباس في قوله تعالى والذين عقدت ايمانكم - 00:02:37
قال كان المهاجرون رضي الله عنهم لما قدموا المدينة يرثوا المهاجري الانصارية يا الله دون ذوي رحمه يرث المهاجر من الانصار مع انه ليس من اهل الميراث وليس من ذوي الرحم - 00:03:02
وانما كان يتم الميراث ويقع الميراث للاخوة التي اخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ولقد اخى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار فكانت هذه الاخوة - 00:03:32
كاخوة النسب كان يرث احدهما الاخر بهذه الاخوة الايمانية فلما نزل قوله تبارك وتعالى ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم نسخت هذه الاحكام بهذه الاية كما يقول ابن عباس - 00:03:54
ولكل جعلنا مواليا مما ترك الوالدان والاقربون فنسخ هذا الحكم ثم قال والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم اي من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث اي الى اهله الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم - 00:04:36
ثم يوصى له اي لهذا الذي كان بينكم وبينهم عقود وعهود وقال ابن عباس رضي الله عنهما ايضا في قوله تعالى والذين عقدت ايمانكم فاتوا من مصيبهم قال كان الرجل - 00:05:01
قبل الاسلام يعاقب الرجل يعني يتعاقدان ويتعاهدان فيقول احدهما للاخر ترثني وارثه وكان الاحياء يتحالفون يتحالفون فيما بينهم وقال صلى الله عليه وسلم لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية - 00:05:20
لم يزده الاسلام الا شدة قال ابن عباس تنسختها هذه الاية الا وهي قوله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله وحديث لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية - 00:05:56
لم يزده الاسلام الا شدة حديث رواه مسلم وغيره. من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه والحديث يبين فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا حلف في الاسلام - 00:06:17
الحلف وعقد النصرة والتعاون بين فردين او بين قبيلتين او بين جماعتين والمراد بالحلف الذي نفاه النبي عليه الصلاة والسلام بقول لا حلف في الاسلام وحلف التوارث انتبه معي. وحلف التوارث - 00:06:38
هو الحلف على كل ما منعه دين الله جل وعلا ولقد كانوا في الجاهلية كما تعلمون يتحالفون على ان ينصر بعضهم بعضا ولو كان ظالما المهم ان ينصر اخاه ولو كان ظالما - 00:07:07
بخلاف قول النبي عليه الصلاة والسلام انصر اخاك ظالما او مظلوما قالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصر المظلوما فكيف ننصره ظالما قال انت كفه عن الظلم. لم يكن هذا واردا - 00:07:28
في الجاهلية قبل الاسلام فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فاقر ما كان من حلف في الجاهلية قبل الاسلام بشرط الا يخالف هذا الحلف الاسلام اقره النبي عليه الصلاة والسلام وفاء بالعهود - 00:07:45
وحفظا للحقوق ثم نهى صلى الله عليه وسلم عن احداث اي حلف في الاسلام يخالف الاسلام ويخالف شرع الله ودين الله وقواعد الشريعة المحكمة هذا هو المراد ثم ختم الحق تبارك وتعالى - 00:08:07
الاية الكريمة بقوله ان الله كان على كل شيء شهيدة اي لا يغيب ولا يخفى عليه شيء هو الشهيد علاء اقوالي وافعالي واحوال خلقه يسمعوا كلامهم ويرى اعمالهم ويعلم حركات خواطرهم - 00:08:31
ويعلم هواجس ضمائرهم ويعلم تقلب لواحظهم ثم يشهد عليهم جل وعلا يوم القيامة بما عملوا كما قال سبحانه يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد - 00:08:58
فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله اياها وكم من مصيبة قد كنت اخفيتها اظهرها الله لك وابداها فيا حسرة قلبك وقتها على ما فرطت في دنياك من طاعة سيدك ومولاك - 00:09:25
قال جل وعلا وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا - 00:09:47
اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين اية عظيمة الله جل جلاله مطلع على جميع الاشياء ظاهرها باطنها جليها وخفيها كبيرها وصغيرها مطلع على الايتاء والمنع ويجازي كل من المانع والمؤتي - 00:10:09
بالعدل والقسطاس المستقيم وما ربك بظلام للعبيد وبعد ان نهى الحق تبارك وتعالى كلا من الرجال والنساء في الايات الماضية عن تمني ما فضل الله به بعضهم على بعض ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض - 00:10:45
للرجال نصيب مما اكتسبوا للنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما بعد انها جل جلاله عن تمني ما فضل الله به البعض على البعض الاخر - 00:11:08
وامر سبحانه وتعالى يؤتوا الورثة انصبتهم المحددة المفروضة كما شرع الحق جل جلاله وفق القاعدة العظيمة في اول السورة يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين كأن البعض قد تساءل - 00:11:28
بل تساءل البعض فعلا كما في هذا الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والبيهقي والحاكم وابن جرير وابن حميد وغيرهم عن ام سلمة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله - 00:11:58
تغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث فانزل الله تعالى الاية كما بينت في لقاء ماض ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض المشرع الحكيم جل جلاله العليم الذي يعلم احوال الناس - 00:12:20
من حيث نوعهم وطاقاتهم وقدراتهم على تحمل التكاليف والمشاق والاعباء فمن هذه التكاليف ما كلف به الجميع من المكلفين من الذكور والاناث ومنها تكاليف خاصة بكل نوع تتناسب مع طبيعة الخلقة - 00:12:50
ومع ما يناط بكل نوع من اعباء الحياة ومتطلباتها دون ظلم او جور باحد النوعين من الذكور او الاناث ورتب جل جلاله الاجر على الاعمال والله سبحانه بعدله وفضله وحكمه - 00:13:24
وحكمته يتفضل على من يشاء من عباده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولذا جاء الجواب واضحا جليا عن سبب هذا الاختصاص والتفضيل فقال الملك الجليل الرجال قوامون على النساء - 00:13:48
بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم والصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن تعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا - 00:14:13
ان الله كان عليا كبيرا اللي قرأها اربعة وتلاتين من ايات السورة وهي اية عظيمة ومليئة بالاحكام وتحتاج مني الى وقفات لا الى وقفة متأنية لان في هذه الاية ولج كثير - 00:14:42
ممن لا يجيدون السباحة ممن لا يجيدون السباحة وممن لا يجيدون النزال في الميدان بلا علم ولا دراية ولا فهم ولا بصيرة وتناسوا ان هذا الكلام انما هو كلام من خلق - 00:15:06
الذي يعلم وحده من خلق ويعلم ما يصلحهم ويسعدهم ويفسدهم ويشقيهم في الدنيا والاخرة كثير من الناس لم يفهم معنى القوامة ومن ثم هناك من وظفا توظيفا قبيحا سيئا اساء به لدين الله - 00:15:35
وهناك من الناس من طعن في الاسلام بسبب ان تكون القوامة للرجل على المرأة واعتبروها سجن مؤبدا واعتبروا الزوج بالقوامة سجانا قاهرا للزوجة وللمرأة واعتبروا القوامة سلب لانسانية المرأة وكرامتها وحريتها الى غير ذلك من الكلمات الضخمة التي - 00:16:04
ترددوا ويهرف بها كثير ممن لا يعرفون ان التشريع من عند الحكيم العليم سبحانه وتعالى القوامة نعمة من نعم الله على الامة انظر الى هذا البون الشاسع بين هذه الجملة التي ذكرتها الان القوامة نعمة - 00:16:37
من نعم الله على الامة وبين قول من يقول القوامة سبب لضياع كرامة المرأة سبب الامتهان مكانتها وحريتها القوامة نعمة من نعم الله جل وعلا على الامة اذا فهمت على مراد الله - 00:17:04
وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم القوامة تلائم وتناسب طبيعة الرجل فقط لا بل تناسب طبيعة الرجل والمرأة وما فطر الله عليه كلا منهما ولكل نوع من النوعين صفات - 00:17:34
خلقية وطبيعية واستعدادات فطرية تناسب الوظيفة الشرعية الجليلة التي تحفظ خيانة الاسرة اين يقوم كل من الزوجين بدوره الذي كلف به والذي يتناسب مع قدراته وامكانياته لتظلل سماء الاسرة والمودة والرحمة - 00:18:02
سحائب السكن والطمأنينة والاستقرار بلا قهر او استعلاء طيب تعالوا بنا لنؤصل للقضية تأصيلا لغويا واصطلاحيا لانني اعلم انني اناقش الان جزئية من اخطر الجزئيات التي اثيرت بسببها شبهات على هذا الدين العظيم وعلى كتاب رب العالمين. تعالوا بنا - 00:18:42
لنرجع الى لغة العرب الى اللغة التي نزل القرآن بها بلسان عربي مبين. لنعرف في لغة العرب معنى القوامة بكسر القاف معنى القوامة القوامة ووالله ثم والله لو لم اؤصل الليلة - 00:19:12
الا معنى القوامة لغة دون ان اتطرق الى معنى القوامة اصطلاحا لكفى لتفنيد هذه الشبهات المثارة على قضية قوامة الرجل على المرأة القوامة في اللغة مأخوذة من قام على الشيء قياما. الله - 00:19:36
خلاص انتهت القضية انتهت القضية بتأصيل لغوي يسير جدا. القوامة في اللغة مأخوذة من قام على الشيء قياما اي حافظ عليه وراعى مصالحه ومن ذلك القيم القيم على الشيء هو الذي يقوم على شأن شيء ما - 00:20:03
ويليه ويرعاه ويصلحه ومن هنا قيم المرأة زوجها ليه استعلاء كبرياء تفضيل بلا سبب ولا علة انما اهو من اجل النوع فحسب. كلا قيم المرأة زوجها. ليه لانه يقوم بامرها - 00:20:30
وما تحتاج اليه يقال في لغة العرب قام الرجل على المرأة قام الرجل على المرأة اي قام بشؤونها وصانها وقام الرجل على اهله اي تولى امورهم وشؤونهم وقام بنفقتهم القوامة تأتي - 00:21:00
في لغة العرب بمعنى المحافظة والسياسة والصيانة والرعاية والحماية والاشراف ويشتق منها كما ذكرت القيم وهو الذي يسوس الامر ويختبر الطرق ليعرف اصلحها وانسبها بالله هل تريدون معنى بعد هذا التعريف اللغوي - 00:21:30
الذي يزيدنا فخارا فخارا واعتزازا بهذا القرآن واعتزازا بهذا الدين فالمعنى الاصطلاح للقوامة لا يبتعد اطلاقا عن المعنى اللغوي القوامة اصطلاحا هي ولاية يفوض الزوج بموجبها ومقتضاها بالقيام على ما يصلح شأن زوجته بالرعاية والحماية والصيانة والتدبير - 00:22:04
والحفاظ على الاسرة وتوفير الحاجات المادية والمعنوية والعواطف والمشاعر انسانية نبيلة يحقق كل هذا للزوجة ويتحمل المسئولية ويقوم اي اعوجاج في البيت بحكمة ورحمة وادب والتواضع القوامة ليست رمزا للتسلط - 00:22:45
وليست سبيلا لقهر الزوجة وليست سبيلا لامتهان عقلها. واحتقار فكرها وازدراء نوعها او جنسها. بل القوامة تكليف وتشريف تكليف للزوج وتشريف للزوجة التكليف هو مناطق الثواب والعقاب واذا احسن الرجل - 00:23:16
ووظف قوامته التوظيف الشرعي الذي بينت التوظيف الذي يرضاه ربنا التوظيف الذي يرضاه نبينا صلى الله عليه وسلم فحينئذ يثاب الرجل على تحقيقه لمعنى القوامة بل ويؤجر عليها. وان اهمل وقصر - 00:23:43
في حق القوامة في حق زوجته تقصيرا ماديا او معنويا واساء اليها واساء فهم القوامة ووظفها توظيفا خاطئا لاذلال الزوجة وقهرها واحتقارها ومحو شخصيتها هو مستحق لعقاب الله جل وعلا. نعم. فهو مستحق لعقاب الله جل وعلا. فالقوامة زيادة في - 00:24:06
مسؤولية الرجل عن المرأة وليس فيها انتقاص ابدا من شأن المرأة او تقليل من اهمية الدور المنوط بها والوظيفة العظيمة الشريفة السامية التي خلقت المرأة من اجلها انا اشعر بفخار - 00:24:36
وانا اتكلم عن القوامة بهذه المعاني وبهذه الكلمات وارجو ان يعيد الرجال فهمهم بعد هذا اللقاء للقوامة وان تفخر المرأة المسلمة بمعنى ان تكون القوامة للرجل بهذا التأصيل اللغوي والاصطلاحي والشرعي - 00:25:01
حينئذ تطمئن المرأة انه دين الرب العلي انه دين الرب العلي الذي خلق ويعلم من خلق واللطيف الخبير ويعتز الرجل بمعنى القوامة بهذا المفهوم الذي اصلت على مراد الله وعلى مراد رسول الله - 00:25:28
صلى الله عليه وسلم ليستشعر ان القوامة مسئولية عظيمة وامانة ثقيلة ذات تكاليف وذات اعباء نعم لا تقتصر على الاعباء المادية كلا كلا لا تقتصر على الاعباء المادية فحسب ما قيمة ان يقدم الرجل لزوجته ولاولاده ما يحتاجون اليه من النفقات من مأكل - 00:25:53
ومسكن وملبس ومصروفات ولكنه حب غليظ سيء الخلق سباب لعان فاحش بذيء الالفاظ ما حقق معنى القوامة وما فهم المراد بل القوامة امانة كبيرة ومسؤولية عظيمة ذات تكاليف واعباء مادية - 00:26:24
معنوية وروحية وحسية وعاطفية حينئذ تسعد المرأة بالقوامة نعم تسعد المرأة بالقوامة حينما ترى زوجا يقوم على شؤونها من الجانب المادي والجانب المعنوي والانساني والعاطفي نعم ما اسعدها من بيوت - 00:26:53
حين يحقق الزوج فيها معنى القوامة الله جل جلاله يشير في الاية الرجال قوامون على النساء الى سببين رئيسيين لاختيار الرجل للقوامة هذان السببان هما بما فضل الله بعضهم على بعض - 00:27:21
التفضيل ثم وبما انفقوا من اموالهم هنا عند السبب الاول الا والتفضيل بما فضل الله بعضهم على بعض. يعترض كثير من المعترضين الذين ينادون بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في كل شيء - 00:27:50
وقالوا هذا التفضيل تتنافى مع عدل الله حاشا وكلا وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يستدلون على ذلك بقوله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - 00:28:14
ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان الله عليم خبير غاب عن هؤلاء ان التفضيل ليس ذاتيا بل من باب توزيع المسؤولية بما يناسب الرجل والمرأة وكل منهما له صفات القية - 00:28:36
وبيولوجية تؤهلوا للقيام بدوره في الحياة الذي اراده له سيده مولاه الرجل له دور ولو وظيفة التميز من قوة البدن والقدرة على العمل والكسب ورعاية الاسرة وحمايتها. والمرأة تتميز برقتها - 00:29:00
ورحمتها وعطفها وسرعة انفعالها واستجابتها لمطالب الحمل والولادة والرضاع والتربية والرعاية. هذه ادوار لا يستطيعها اي رجل ان يقوم بها هذا خلق الله الذي يعلم من خلق واللطيف الخبير هذا هو السبب الاول - 00:29:28
اما السبب الثاني لاختيار الرجل للقوامة هو الانفاق وبما انفقوا من اموالهم اي من المهور وما تحتاج اليه الزوجة من نفقات والتدمير انتبه لما اقول حتى لا يخرج علي الان من يقول - 00:29:50
هناك نساء يعملن وينفقن على الازواج هذا مخالف لدينه الحق تبارك وتعالى انا لا احرمه لكن الاصل في دين الله ان الانفاق لا يكون ابدا على الزوجة بل على الرجل - 00:30:12
بل على الزوج وما شذ عن ذلك هو خلاف للاصل وخلاف لتشريع الحق تبارك وتعالى الاصل ان ينفق الرجل على زوجته لا ان ينام في البيت وان تنفق الزوجة عليه. اللهم الا اذا كان مريضا - 00:30:38
معذورا وخرجت هذه الوفية لتعمل عملا شريفا يليق بكرامتها من اجل ان تنفق عليه او ان تأتي له بدوائه هذه كرامة للمرأة هذا شرف لها لا يقلل من شأنها بل يزيدها رفعة عند ربها - 00:31:00
بل وفي مجتمعها وان زوجها واولادها. اما الاصل ان يتولى الانفاق على الزوجة الزوج الاسلام دين الفطرة والمرأة تشعر بحاجتها الى رجل يعرف معنى القوامة ويطبقها احب زوجته يحب زوجته - 00:31:21
ويحترمها ويصونها ويحميها ويرعى شؤونها ويوفر لها ما تحتاج اليه بود بحب برحمة هذا الرجل هو السيد فعلا يسود بحبه وعطائه. تدبر كل كلمة يسود بحبه وعطائه وتضحيته وبذله وانكاره لذاته - 00:31:53
يسود بتوجيهه وتقويمه بادب بلطف بحسن خلق وكذلك المرأة انتبه معي وكذلك المرأة سيدة في بيتها تسود تسود البيت بحبها لزوجها واولادها بقلبها بعاطفتها باحترامها لزوجها وطاعتها له في كل معروف - 00:32:29
بهذا تسعد البيوت وتقام الاسر على اساس من القوامة والمودة والرحمة الشرع الحكيم قد جعل القوامة للرجل وجعل لها ضوابط بينها احسن بيان حيث بين الحقوق التي يجب ان تتوفر للمرأة على الرجل - 00:33:02
وبين كذلك الحقوق التي يجب ان تتوفر للرجل على المرأة القوامة هي ان يقوم الزوج بواجباته ومسؤولياته تجاه امرأته واسرته بحب ورحمة وحسن عشرة ومصاحبة بالمعروف وبذل وعطاء وسخاء وكرم - 00:33:32
في حدود ما رزقه الله تبارك وتعالى ثم بين الحق جل جلاله حال النساء في البيوت التي تكون المرأة فيها تحت قوامة الرجل ورعايته وذكر ان النساء في هذه البيوت - 00:33:59
ينقسمن الى قسمين. تعالوا بنا في اللقاء المقبل ان شاء الله جل وعلا لنتعرف على هذين القسمين من النساء وكيف يكون التعامل مع كل قسم الله تعالى اسأل ان يملأ بيوتنا مودة ورحمة وسعادة - 00:34:21
وان يفطن كل زوج الى معنى القوامة. وان تسعد كل زوجة بزوجها الذي يحقق معنى القوامة على مراد الله وعلى مراد رسول الله انه ولي ذلك ومولاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه - 00:34:41
وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي غلة الظمأ هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير - 00:35:01
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين واسألك يا رب ان تصلي علينا معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00
وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثاني عشر بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثامن عشر من لقاءات تفسيرنا لسورة النساء - 00:00:27
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع الاية الثالثة والثلاثين من ايات السورة الكريمة ولم ننتهي من تفسيرها بعد الا وهي قول ربنا جل وعلا ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون - 00:00:52
توقفنا عند هذا الموطن من الاية ثم عطف الحق تبارك وتعالى بقوله جل وعلا والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم ان الله كان على كل شيء شهيدا والذين عقدت ايمانكم ايها الذين تحالفتم بالايمان المؤكدة - 00:01:10
معهم تحالفتم انتم وهم فاتوهم نصيبهم من الميراث كما وعدتموهم فان الله شاهد عليكم في تلك العهود والمعاقدات وقد كان هذا في اول امر الاسلام ثم نسخ بعد ذلك وامروا - 00:01:41
ان يوفوا لمن عاقدوه ولا ينشئوا بعد نزول هذه الاية معاقبة او حلفا او عهدا جديدا كما قال الحافظ ابن كثير وغيره واستدلوا مما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس - 00:02:12
رضي الله عنهما قال في تفسير قول الحق تعالى ولكل جعلنا مواليا كما بينتم في اللقاء الماضي اي ورثة اي ورثة والذين عقدت ايمانكم. اسمع ماذا يقول ابن عباس في قوله تعالى والذين عقدت ايمانكم - 00:02:37
قال كان المهاجرون رضي الله عنهم لما قدموا المدينة يرثوا المهاجري الانصارية يا الله دون ذوي رحمه يرث المهاجر من الانصار مع انه ليس من اهل الميراث وليس من ذوي الرحم - 00:03:02
وانما كان يتم الميراث ويقع الميراث للاخوة التي اخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ولقد اخى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار فكانت هذه الاخوة - 00:03:32
كاخوة النسب كان يرث احدهما الاخر بهذه الاخوة الايمانية فلما نزل قوله تبارك وتعالى ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم نسخت هذه الاحكام بهذه الاية كما يقول ابن عباس - 00:03:54
ولكل جعلنا مواليا مما ترك الوالدان والاقربون فنسخ هذا الحكم ثم قال والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم اي من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث اي الى اهله الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم - 00:04:36
ثم يوصى له اي لهذا الذي كان بينكم وبينهم عقود وعهود وقال ابن عباس رضي الله عنهما ايضا في قوله تعالى والذين عقدت ايمانكم فاتوا من مصيبهم قال كان الرجل - 00:05:01
قبل الاسلام يعاقب الرجل يعني يتعاقدان ويتعاهدان فيقول احدهما للاخر ترثني وارثه وكان الاحياء يتحالفون يتحالفون فيما بينهم وقال صلى الله عليه وسلم لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية - 00:05:20
لم يزده الاسلام الا شدة قال ابن عباس تنسختها هذه الاية الا وهي قوله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله وحديث لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية - 00:05:56
لم يزده الاسلام الا شدة حديث رواه مسلم وغيره. من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه والحديث يبين فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا حلف في الاسلام - 00:06:17
الحلف وعقد النصرة والتعاون بين فردين او بين قبيلتين او بين جماعتين والمراد بالحلف الذي نفاه النبي عليه الصلاة والسلام بقول لا حلف في الاسلام وحلف التوارث انتبه معي. وحلف التوارث - 00:06:38
هو الحلف على كل ما منعه دين الله جل وعلا ولقد كانوا في الجاهلية كما تعلمون يتحالفون على ان ينصر بعضهم بعضا ولو كان ظالما المهم ان ينصر اخاه ولو كان ظالما - 00:07:07
بخلاف قول النبي عليه الصلاة والسلام انصر اخاك ظالما او مظلوما قالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصر المظلوما فكيف ننصره ظالما قال انت كفه عن الظلم. لم يكن هذا واردا - 00:07:28
في الجاهلية قبل الاسلام فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فاقر ما كان من حلف في الجاهلية قبل الاسلام بشرط الا يخالف هذا الحلف الاسلام اقره النبي عليه الصلاة والسلام وفاء بالعهود - 00:07:45
وحفظا للحقوق ثم نهى صلى الله عليه وسلم عن احداث اي حلف في الاسلام يخالف الاسلام ويخالف شرع الله ودين الله وقواعد الشريعة المحكمة هذا هو المراد ثم ختم الحق تبارك وتعالى - 00:08:07
الاية الكريمة بقوله ان الله كان على كل شيء شهيدة اي لا يغيب ولا يخفى عليه شيء هو الشهيد علاء اقوالي وافعالي واحوال خلقه يسمعوا كلامهم ويرى اعمالهم ويعلم حركات خواطرهم - 00:08:31
ويعلم هواجس ضمائرهم ويعلم تقلب لواحظهم ثم يشهد عليهم جل وعلا يوم القيامة بما عملوا كما قال سبحانه يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد - 00:08:58
فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله اياها وكم من مصيبة قد كنت اخفيتها اظهرها الله لك وابداها فيا حسرة قلبك وقتها على ما فرطت في دنياك من طاعة سيدك ومولاك - 00:09:25
قال جل وعلا وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا - 00:09:47
اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين اية عظيمة الله جل جلاله مطلع على جميع الاشياء ظاهرها باطنها جليها وخفيها كبيرها وصغيرها مطلع على الايتاء والمنع ويجازي كل من المانع والمؤتي - 00:10:09
بالعدل والقسطاس المستقيم وما ربك بظلام للعبيد وبعد ان نهى الحق تبارك وتعالى كلا من الرجال والنساء في الايات الماضية عن تمني ما فضل الله به بعضهم على بعض ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض - 00:10:45
للرجال نصيب مما اكتسبوا للنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما بعد انها جل جلاله عن تمني ما فضل الله به البعض على البعض الاخر - 00:11:08
وامر سبحانه وتعالى يؤتوا الورثة انصبتهم المحددة المفروضة كما شرع الحق جل جلاله وفق القاعدة العظيمة في اول السورة يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين كأن البعض قد تساءل - 00:11:28
بل تساءل البعض فعلا كما في هذا الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والبيهقي والحاكم وابن جرير وابن حميد وغيرهم عن ام سلمة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله - 00:11:58
تغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث فانزل الله تعالى الاية كما بينت في لقاء ماض ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض المشرع الحكيم جل جلاله العليم الذي يعلم احوال الناس - 00:12:20
من حيث نوعهم وطاقاتهم وقدراتهم على تحمل التكاليف والمشاق والاعباء فمن هذه التكاليف ما كلف به الجميع من المكلفين من الذكور والاناث ومنها تكاليف خاصة بكل نوع تتناسب مع طبيعة الخلقة - 00:12:50
ومع ما يناط بكل نوع من اعباء الحياة ومتطلباتها دون ظلم او جور باحد النوعين من الذكور او الاناث ورتب جل جلاله الاجر على الاعمال والله سبحانه بعدله وفضله وحكمه - 00:13:24
وحكمته يتفضل على من يشاء من عباده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولذا جاء الجواب واضحا جليا عن سبب هذا الاختصاص والتفضيل فقال الملك الجليل الرجال قوامون على النساء - 00:13:48
بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم والصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن تعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا - 00:14:13
ان الله كان عليا كبيرا اللي قرأها اربعة وتلاتين من ايات السورة وهي اية عظيمة ومليئة بالاحكام وتحتاج مني الى وقفات لا الى وقفة متأنية لان في هذه الاية ولج كثير - 00:14:42
ممن لا يجيدون السباحة ممن لا يجيدون السباحة وممن لا يجيدون النزال في الميدان بلا علم ولا دراية ولا فهم ولا بصيرة وتناسوا ان هذا الكلام انما هو كلام من خلق - 00:15:06
الذي يعلم وحده من خلق ويعلم ما يصلحهم ويسعدهم ويفسدهم ويشقيهم في الدنيا والاخرة كثير من الناس لم يفهم معنى القوامة ومن ثم هناك من وظفا توظيفا قبيحا سيئا اساء به لدين الله - 00:15:35
وهناك من الناس من طعن في الاسلام بسبب ان تكون القوامة للرجل على المرأة واعتبروها سجن مؤبدا واعتبروا الزوج بالقوامة سجانا قاهرا للزوجة وللمرأة واعتبروا القوامة سلب لانسانية المرأة وكرامتها وحريتها الى غير ذلك من الكلمات الضخمة التي - 00:16:04
ترددوا ويهرف بها كثير ممن لا يعرفون ان التشريع من عند الحكيم العليم سبحانه وتعالى القوامة نعمة من نعم الله على الامة انظر الى هذا البون الشاسع بين هذه الجملة التي ذكرتها الان القوامة نعمة - 00:16:37
من نعم الله على الامة وبين قول من يقول القوامة سبب لضياع كرامة المرأة سبب الامتهان مكانتها وحريتها القوامة نعمة من نعم الله جل وعلا على الامة اذا فهمت على مراد الله - 00:17:04
وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم القوامة تلائم وتناسب طبيعة الرجل فقط لا بل تناسب طبيعة الرجل والمرأة وما فطر الله عليه كلا منهما ولكل نوع من النوعين صفات - 00:17:34
خلقية وطبيعية واستعدادات فطرية تناسب الوظيفة الشرعية الجليلة التي تحفظ خيانة الاسرة اين يقوم كل من الزوجين بدوره الذي كلف به والذي يتناسب مع قدراته وامكانياته لتظلل سماء الاسرة والمودة والرحمة - 00:18:02
سحائب السكن والطمأنينة والاستقرار بلا قهر او استعلاء طيب تعالوا بنا لنؤصل للقضية تأصيلا لغويا واصطلاحيا لانني اعلم انني اناقش الان جزئية من اخطر الجزئيات التي اثيرت بسببها شبهات على هذا الدين العظيم وعلى كتاب رب العالمين. تعالوا بنا - 00:18:42
لنرجع الى لغة العرب الى اللغة التي نزل القرآن بها بلسان عربي مبين. لنعرف في لغة العرب معنى القوامة بكسر القاف معنى القوامة القوامة ووالله ثم والله لو لم اؤصل الليلة - 00:19:12
الا معنى القوامة لغة دون ان اتطرق الى معنى القوامة اصطلاحا لكفى لتفنيد هذه الشبهات المثارة على قضية قوامة الرجل على المرأة القوامة في اللغة مأخوذة من قام على الشيء قياما. الله - 00:19:36
خلاص انتهت القضية انتهت القضية بتأصيل لغوي يسير جدا. القوامة في اللغة مأخوذة من قام على الشيء قياما اي حافظ عليه وراعى مصالحه ومن ذلك القيم القيم على الشيء هو الذي يقوم على شأن شيء ما - 00:20:03
ويليه ويرعاه ويصلحه ومن هنا قيم المرأة زوجها ليه استعلاء كبرياء تفضيل بلا سبب ولا علة انما اهو من اجل النوع فحسب. كلا قيم المرأة زوجها. ليه لانه يقوم بامرها - 00:20:30
وما تحتاج اليه يقال في لغة العرب قام الرجل على المرأة قام الرجل على المرأة اي قام بشؤونها وصانها وقام الرجل على اهله اي تولى امورهم وشؤونهم وقام بنفقتهم القوامة تأتي - 00:21:00
في لغة العرب بمعنى المحافظة والسياسة والصيانة والرعاية والحماية والاشراف ويشتق منها كما ذكرت القيم وهو الذي يسوس الامر ويختبر الطرق ليعرف اصلحها وانسبها بالله هل تريدون معنى بعد هذا التعريف اللغوي - 00:21:30
الذي يزيدنا فخارا فخارا واعتزازا بهذا القرآن واعتزازا بهذا الدين فالمعنى الاصطلاح للقوامة لا يبتعد اطلاقا عن المعنى اللغوي القوامة اصطلاحا هي ولاية يفوض الزوج بموجبها ومقتضاها بالقيام على ما يصلح شأن زوجته بالرعاية والحماية والصيانة والتدبير - 00:22:04
والحفاظ على الاسرة وتوفير الحاجات المادية والمعنوية والعواطف والمشاعر انسانية نبيلة يحقق كل هذا للزوجة ويتحمل المسئولية ويقوم اي اعوجاج في البيت بحكمة ورحمة وادب والتواضع القوامة ليست رمزا للتسلط - 00:22:45
وليست سبيلا لقهر الزوجة وليست سبيلا لامتهان عقلها. واحتقار فكرها وازدراء نوعها او جنسها. بل القوامة تكليف وتشريف تكليف للزوج وتشريف للزوجة التكليف هو مناطق الثواب والعقاب واذا احسن الرجل - 00:23:16
ووظف قوامته التوظيف الشرعي الذي بينت التوظيف الذي يرضاه ربنا التوظيف الذي يرضاه نبينا صلى الله عليه وسلم فحينئذ يثاب الرجل على تحقيقه لمعنى القوامة بل ويؤجر عليها. وان اهمل وقصر - 00:23:43
في حق القوامة في حق زوجته تقصيرا ماديا او معنويا واساء اليها واساء فهم القوامة ووظفها توظيفا خاطئا لاذلال الزوجة وقهرها واحتقارها ومحو شخصيتها هو مستحق لعقاب الله جل وعلا. نعم. فهو مستحق لعقاب الله جل وعلا. فالقوامة زيادة في - 00:24:06
مسؤولية الرجل عن المرأة وليس فيها انتقاص ابدا من شأن المرأة او تقليل من اهمية الدور المنوط بها والوظيفة العظيمة الشريفة السامية التي خلقت المرأة من اجلها انا اشعر بفخار - 00:24:36
وانا اتكلم عن القوامة بهذه المعاني وبهذه الكلمات وارجو ان يعيد الرجال فهمهم بعد هذا اللقاء للقوامة وان تفخر المرأة المسلمة بمعنى ان تكون القوامة للرجل بهذا التأصيل اللغوي والاصطلاحي والشرعي - 00:25:01
حينئذ تطمئن المرأة انه دين الرب العلي انه دين الرب العلي الذي خلق ويعلم من خلق واللطيف الخبير ويعتز الرجل بمعنى القوامة بهذا المفهوم الذي اصلت على مراد الله وعلى مراد رسول الله - 00:25:28
صلى الله عليه وسلم ليستشعر ان القوامة مسئولية عظيمة وامانة ثقيلة ذات تكاليف وذات اعباء نعم لا تقتصر على الاعباء المادية كلا كلا لا تقتصر على الاعباء المادية فحسب ما قيمة ان يقدم الرجل لزوجته ولاولاده ما يحتاجون اليه من النفقات من مأكل - 00:25:53
ومسكن وملبس ومصروفات ولكنه حب غليظ سيء الخلق سباب لعان فاحش بذيء الالفاظ ما حقق معنى القوامة وما فهم المراد بل القوامة امانة كبيرة ومسؤولية عظيمة ذات تكاليف واعباء مادية - 00:26:24
معنوية وروحية وحسية وعاطفية حينئذ تسعد المرأة بالقوامة نعم تسعد المرأة بالقوامة حينما ترى زوجا يقوم على شؤونها من الجانب المادي والجانب المعنوي والانساني والعاطفي نعم ما اسعدها من بيوت - 00:26:53
حين يحقق الزوج فيها معنى القوامة الله جل جلاله يشير في الاية الرجال قوامون على النساء الى سببين رئيسيين لاختيار الرجل للقوامة هذان السببان هما بما فضل الله بعضهم على بعض - 00:27:21
التفضيل ثم وبما انفقوا من اموالهم هنا عند السبب الاول الا والتفضيل بما فضل الله بعضهم على بعض. يعترض كثير من المعترضين الذين ينادون بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في كل شيء - 00:27:50
وقالوا هذا التفضيل تتنافى مع عدل الله حاشا وكلا وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يستدلون على ذلك بقوله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - 00:28:14
ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان الله عليم خبير غاب عن هؤلاء ان التفضيل ليس ذاتيا بل من باب توزيع المسؤولية بما يناسب الرجل والمرأة وكل منهما له صفات القية - 00:28:36
وبيولوجية تؤهلوا للقيام بدوره في الحياة الذي اراده له سيده مولاه الرجل له دور ولو وظيفة التميز من قوة البدن والقدرة على العمل والكسب ورعاية الاسرة وحمايتها. والمرأة تتميز برقتها - 00:29:00
ورحمتها وعطفها وسرعة انفعالها واستجابتها لمطالب الحمل والولادة والرضاع والتربية والرعاية. هذه ادوار لا يستطيعها اي رجل ان يقوم بها هذا خلق الله الذي يعلم من خلق واللطيف الخبير هذا هو السبب الاول - 00:29:28
اما السبب الثاني لاختيار الرجل للقوامة هو الانفاق وبما انفقوا من اموالهم اي من المهور وما تحتاج اليه الزوجة من نفقات والتدمير انتبه لما اقول حتى لا يخرج علي الان من يقول - 00:29:50
هناك نساء يعملن وينفقن على الازواج هذا مخالف لدينه الحق تبارك وتعالى انا لا احرمه لكن الاصل في دين الله ان الانفاق لا يكون ابدا على الزوجة بل على الرجل - 00:30:12
بل على الزوج وما شذ عن ذلك هو خلاف للاصل وخلاف لتشريع الحق تبارك وتعالى الاصل ان ينفق الرجل على زوجته لا ان ينام في البيت وان تنفق الزوجة عليه. اللهم الا اذا كان مريضا - 00:30:38
معذورا وخرجت هذه الوفية لتعمل عملا شريفا يليق بكرامتها من اجل ان تنفق عليه او ان تأتي له بدوائه هذه كرامة للمرأة هذا شرف لها لا يقلل من شأنها بل يزيدها رفعة عند ربها - 00:31:00
بل وفي مجتمعها وان زوجها واولادها. اما الاصل ان يتولى الانفاق على الزوجة الزوج الاسلام دين الفطرة والمرأة تشعر بحاجتها الى رجل يعرف معنى القوامة ويطبقها احب زوجته يحب زوجته - 00:31:21
ويحترمها ويصونها ويحميها ويرعى شؤونها ويوفر لها ما تحتاج اليه بود بحب برحمة هذا الرجل هو السيد فعلا يسود بحبه وعطائه. تدبر كل كلمة يسود بحبه وعطائه وتضحيته وبذله وانكاره لذاته - 00:31:53
يسود بتوجيهه وتقويمه بادب بلطف بحسن خلق وكذلك المرأة انتبه معي وكذلك المرأة سيدة في بيتها تسود تسود البيت بحبها لزوجها واولادها بقلبها بعاطفتها باحترامها لزوجها وطاعتها له في كل معروف - 00:32:29
بهذا تسعد البيوت وتقام الاسر على اساس من القوامة والمودة والرحمة الشرع الحكيم قد جعل القوامة للرجل وجعل لها ضوابط بينها احسن بيان حيث بين الحقوق التي يجب ان تتوفر للمرأة على الرجل - 00:33:02
وبين كذلك الحقوق التي يجب ان تتوفر للرجل على المرأة القوامة هي ان يقوم الزوج بواجباته ومسؤولياته تجاه امرأته واسرته بحب ورحمة وحسن عشرة ومصاحبة بالمعروف وبذل وعطاء وسخاء وكرم - 00:33:32
في حدود ما رزقه الله تبارك وتعالى ثم بين الحق جل جلاله حال النساء في البيوت التي تكون المرأة فيها تحت قوامة الرجل ورعايته وذكر ان النساء في هذه البيوت - 00:33:59
ينقسمن الى قسمين. تعالوا بنا في اللقاء المقبل ان شاء الله جل وعلا لنتعرف على هذين القسمين من النساء وكيف يكون التعامل مع كل قسم الله تعالى اسأل ان يملأ بيوتنا مودة ورحمة وسعادة - 00:34:21
وان يفطن كل زوج الى معنى القوامة. وان تسعد كل زوجة بزوجها الذي يحقق معنى القوامة على مراد الله وعلى مراد رسول الله انه ولي ذلك ومولاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه - 00:34:41
وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي غلة الظمأ هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير - 00:35:01