السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده - 00:00:00
على موعد مع اللقاء الرابع والسبعين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء التاسع والعشرين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي بفضل الرحيم الرحمن - 00:00:18
مع قول الله جل وعلا ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباء بغضب من الله. وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله - 00:00:37
ويقتلون الانبياء بغير حق. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. الاية رقم مية واتناشر من ايات السورة الكريمة ضربت عليهم الذلة اي احاطت بهم الذلة والهوان كما يحيط البيت المضروب على صاحبه او على ساكنه - 00:00:57
وجعلت الذلة ملصقة بهم كالشيء يضرب على الشيء فيلصق به اينما ثقفوا اي اينما وجدوا واينما كانوا ضربت عليهم الذلة الا بحبل من الله وحبل من الناس الا ان يعتصموا ويتمسكوا بحبل من الله - 00:01:23
اي بعهد من الله فيسلموا ان اسلموا لله جل وعلا فتزول عنهم الذلة او ان اعتصموا بحبل من الناس اي تمسكوا بعهد وعصمة وذمة من المؤمنين ومساعدة وحماية من المؤمنين والمسلمين لهم او من غير المسلمين - 00:01:48
ثم ذكر الحق جل جلاله عقوبتين انزلهما باهل الكتاب الذين كفروا وتعدوا حدود الله تبارك وتعالى وقال جل جلاله وباء بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة وباء بغضب من الله - 00:02:17
اي رجعوا مستوجبين ومستحقين لغضب الله وما اخطرها ورب الكعبة واشدها من عقوبة فضلا عن احاطة المسكنة بهم من كل جانب والمسكنة هي فقر النفس وشحها وان امتلكت ما امتلكت من الاموال - 00:02:40
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون اي كل ما وقع بهم من ضرب الذلة واحاطتها بهم وكذلك المسكنة وما وقع بهم من غضب الله جل وعلا كل هذا بسبب انهم كانوا يكفرون بايات الله - 00:03:07
ويقتلون الانبياء بغير حق وبسبب عصيانهم لله جل وعلا وتعديهم لحدود الله تبارك وتعالى التوغل المعاصي والذنوب والتعدي لحدود علام الغيوب وانتهاك حرمات الله كل ذلك يطفئ نور الايمان في القلب - 00:03:31
وتزداد ظلمة الكفر والضلال وفي الاية الكريمة من التذكير والتنبيه والعظة لاهل الايمان من امة النبي صلى الله عليه وسلم الكثير لتحذر الامة الميمونة سبيل هؤلاء ولا تستن الامة ابدا بسنتهم - 00:03:56
ولتحذر الامة من اتباع منهجهم وسلوكهم حتى لا يحل بهم من نقم الله ما حل بهؤلاء قال قتادة اجتنبوا المعصية والعدوان فان بهما اهلك الله من اهلك من قبلكم من الناس - 00:04:25
ومع كل ما سبق من حديث عن العقوبات التي حلت باهل الكتاب فان الحق جل جلاله يمدح من يستحق منهم المدح عدلا وانصافا وتكريما لهم ولمن اقبل على الحق منهم وخلع الباطل والضلال - 00:04:54
غاية في العدل والانصاف ارجو ان تتدبروا هذه الاية لتعلموا يقينا ان هذا القرآن من عند الله وانه كلام الحق الذي حرم الظلم على نفسه يقول الحق سبحانه مفرقا بين صنفين من اهل الكتاب - 00:05:20
فالقرآن لا يعمم الحكم عليهم ولذلك يقول جل جلاله ليسوا سواء الله يا له من عدل يا له من انصاف ليسوا سواء يتكلم ربنا جل جلاله عن اهل الكتاب وليعمم الحكم عليهم جميعا - 00:05:42
فيقول سبحانه ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين - 00:06:08
وما يفعلوا من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين يا الله ايات ورب الكعبة في غاية العظمة والعدل والانصاف والجلال والجمال الله سبحانه وتعالى يقول ويبين لنا في هذه الاية العظيمة - 00:06:30
ان اهل الكتاب الذين سبق ذكرهم وتقدم وصفهم وبان حالهم ليسوا سواء ليسوا متساوين في دينهم وفي ايمانهم فمنهم امة اي جماعة وطائفة قائمة على الحق وعلى امر الله جل وعلا - 00:07:00
لم تتركه كما تركه الاخرون منهم بل هي طائفة قائمة بطاعة الله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه وهي مستقيمة على دين الله الذي بعث به الرسل هذه الطائفة الكريمة يتلون ايات الله اناء الليل - 00:07:31
اي في ساعات مختلفة او في جوف الليل يقرأون ايات الله ويسجدون لله جل وعلا كذلك خضوعا وخشوعا وحبا وذلا وتقربا اليه سبحانه يبتغون فضله ورحمته ورضوانه ويا لها من شهادة - 00:07:57
انها شهادة الله لهذه الطائفة من اهل الكتاب. يؤمنون بالله واليوم الاخر ايمانا على مراد الله وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمنون باليوم الاخر ويعلمون انهم سيقفون بين يدي الله جل وعلا وسيحاسبون في هذا اليوم العظيم - 00:08:20
ويؤمنون بما في هذا اليوم من حساب وثواب وعقاب وجنة ونار ويزيد الحق تبارك وتعالى وصفهم الكريم اي لهذه الطائفة العظيمة فيقول جل وعلا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اي هذه الجماعة - 00:08:46
والطائفة والامة التي استقامت على دين الله القائمة بامر الله لم تتوقف على صلاح نفسها فقط بل اصلحت نفسها وراحت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر اصلاحا لغيرها ثم يزداد وصفهم الجميل - 00:09:12
فيقول الحق سبحانه ويسارعون في الخيرات وخلي بالك من قوله ويسارعون في الخيرات ولم يقل ويسارعون الى الخيرات وانما قال في الخيرات وكأنهم في كل اعمالهم في دائرة الخير لا يخرجون منها. بل ينتقلون فيها من خير الى خير. ومن طاعة الى طاعة ومن فضل الى فضل - 00:09:38
وهم يبادرون الى الخيرات ولا يتثاقلون ولا يتأخرون عن تأديتها لانهم يعرفون فضلها وعظيم اجرها ونفعها في الدنيا والاخرة يقول سبحانه واولئك من الصالحين شهادة رب العالمين في هذه الطائفة الكريمة - 00:10:05
الموصوفة بتلك الصفات العظيمة والخصال النبيلة والصفات الجليلة واولئك من الصالحين من عداد الصالحين الذين صلح عند الله حالهم سرا وعلانية وما يفعل من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين - 00:10:29
الله سبحانه وتعالى يشكر لهم صنيعهم وفعلهم الخير ويثيبهم عليه اعظم الثواب فهو جل جلاله عليم بالمتقين الذين كانت التقوى دافعة وحاملة لهم على فعل الخير والطاعة وامتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد - 00:10:58
والله عليم بالمتقين وبعد هذا الحديث الجليل الجميل عن هذه الطائفة والامة المؤمنة الكريمة من اهل الكتاب ينتقل الحديث عن الكافرين الذين انحرفوا عن منهج رب العالمين وسبيل رسل الله صلوات الله عليهم اجمعين - 00:11:27
وحادوا عن الصراط المستقيم فيقول سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الاية رقم مية وستاشر واولئك الكفار - 00:11:54
الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم لن تدفع عنهم اموالهم ولو اهتدوا بها لن تدفع عنهم عذاب الله كذلك لن تغني عنهم اولادهم وهم اقرب الناس اليهم وارجاهم عندهم لن يستطيع اولادهم ان يدفعوا عنهم ايضا عذاب الله جل وعلا - 00:12:18
وما قدره الله تبارك وتعالى عليهم من محن وفتن ومصائب وابتلاءات فضلا عن عذابه في الاخرة بل هم اصحاب النار خالدون فيها ولفظ الاية عام ولا دليل على التخصيص وقد خص الحق تبارك وتعالى الاموال والاولاد بالذكر - 00:12:52
لان الكفار كانوا اكثر ما يكونون اعتزازا واغترارا باموالهم واولادهم ويظنون انهم يستطيعون بذلك ان يسلموا من عذاب الله. ويتخلصوا منه كما في قوله جل وعلا وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. فرد الله وهمهم - 00:13:20
وابطل غرورهم وبين سوء عاقبتهم وما اعد لهم من عذاب شديد في الاخرة ثم ضرب لهم سبحانه وتعالى مثلا لبطلاني ما كان ينفقه هؤلاء الكافرون من اموال في الدنيا وقال سبحانه - 00:13:45
مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون فلربما سأل سائل وقال قائل فما حال ما ينفقه - 00:14:10
اولئك الكفار ويبذلونه من اموال في الدنيا في المكارم ويواسون به في المغارم ويبذلونه في اوجه الخير مع ما هم عليه من الكفر ما حكم هذه النفقة وما حكم هذا المال؟ - 00:14:37
والجواب يجزون به اتم الجزاء في الدنيا اما في الاخرة بين يدي الله جل وعلا فيجعلها الحق سبحانه وتعالى هباء منثورا فان لم تكن شيئا مذكورا فنفقة هؤلاء الكافرين باطلة - 00:14:56
ذاهبة تنفعهم في الدنيا من ثناء ومحمدة وعلو مكانة ورفعة شأن وغير ذلك وتحصين نفع ومكاسب لكنها لا تنفعهم وقت الحاجة اليها بين يدي الله جل وعلا في الاخرة بعد ان كانوا يطمعون في نفعها وفائدتها - 00:15:16
حال هؤلاء كحال اولئك القوم الذين ظلموا انفسهم بالكفر والمعاصي بغضب من الله جل وعلا وجعل الله اعمالا وباء منثورا كمثل زرع اصابه صر ريح باردة شديدة او نار محرقة - 00:15:43
احرقت هذا الزرع او اهلك هذا البرد القارس هذا الزرع ولم ينتفع اصحابه بشيء منه بعد ان كانوا يرجون نفعه وفائدته وينتظرون ثمرة ما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون اي بكفرهم - 00:16:05
الذي منع قبول اعمالهم من نفقة الكفر محبط لجميع الاعمال ولم يكن انفاقهم لله جل وعلا خالصا اذ لم يؤمنوا به ولم يقر له بالتوحيد والطاعة بل كفروا بالله سبحانه - 00:16:27
وخالفوا امره وكذبوا رسله الله جل جلاله لا يقبل عمل عامل الا باخلاص التوحيد له والاقرار والايمان برسله جميعا صلوات الله عليهم اجمعين وقد ذكرت في لقاء سابق حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم - 00:16:47
حين قالت يا رسول الله ان عبدالله بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين وفي لفظ ابن حبان ويقري الضيف ويحسن الجوار فهل ذاك نافعه اي في الاخرة بين يدي الله جل وعلا - 00:17:13
فقال عليه الصلاة والسلام لا ينفعه انه لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يا الله اي لم يكن يؤمن برب العالمين. ولم يكن ولم يكن يؤمن باليوم الاخر - 00:17:37
ثم بعد هذا البيان القرآني الواضح لسوء عاقبة الكافرين يأتي هذا التحذير الجليل لمن امنوا بالله الرب العلي الا يخالطوا الكافرين ولا يتخذ منهم بطانة واخلاء واصفياء يطلعونهم على اسرارهم - 00:17:59
ودواخلهم وما يحملونه في انفسهم لان اولئك الذين هم على غير دينهم يحملون لهم في قلوبهم من الغش والخيانة والبغي والظلم ما يحملون والذي يطلع اهل الايمان على ذلك هو من يعلم السر واخفى - 00:18:25
سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار الله جل جلاله لا يغيب عنه شيء بل ما يحمله القوم في الصدور يجليه العزيز الغفور - 00:18:52
لاهل الايمان والتوحيد. فيقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم. لا يألونكم خبالا اود ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر. قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون - 00:19:10
الاية مية وتمنتاشر من ايات سورة ال عمران يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة. ايه البطانة دي؟ ما معنى البطانة البطانة مصدر يسمى به الواحد ويطلق ايضا على الجمع - 00:19:34
وبطانة الرجل خاصته الذين يبطنون ان يعرفون ويعلمون اموره الخاصة من شدة به وقربهم اليه هذا معنى بطانة وجاءت كلمة بطانة نكرة في سياق النفي لتفيد الشمول والعموم اي لا يجوز لكم يا اهل الايمان والتوحيد - 00:19:54
ان تتخذوا من غير اهل ملتكم اولياء واصفياء يلقون اليهم بالمودة وتطلعونهم على اصراركم وشؤونكم الخاصة فهؤلاء بشهادة الله الذي يعلم السر واخفى لا يألونكم خبالا اي لا يقصرون ولا يتركون سبيلا - 00:20:32
يورثكم الشر والفساد في دينكم وانفسكم الا وسلكوه وفعلوه وهم يودون ما عنتم يحبون ما يوقعكم في المشقة والحرج يودون ما يوقعكم في شدة الضرر ويعرضكم للهلاك ها هي البغضاء - 00:21:00
قد بدت من افواههم وتجلت في كلماتهم ولقد عبرت السنتهم عما يحملونه لكم من شدة البغض واظهرت السنتهم ما تكنه لكم من عداوة وما تحمله صدورهم لكم من حقد وحسد وضغينة - 00:21:34
هذا ما ظهر لكن الحق جل جلاله يقول وما تخفي صدورهم اكبر اي ما تخفي صدورهم من العداوة والبغض والحقد والغيظ والحسد وارادة الشر والهلاك لكم اكبر بكثير مما تظهره الالسنة - 00:22:05
من فلتات هذا اقل بكثير مما في الصدور والقرآن كلام من يعلم السر واخفى كلام من يعلم ما في الصدور يظهر ما في قلوب القوم لاهل التوحيد والايمان وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:29
وكأنه صار امر معلنا ظاهرا لم يعد مقصورا ومخفيا في الصدور والقلوب والنفوس هل صار علنا واضحا جليا اذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ لانهم يحملون في قلوبهم العداوة لكم - 00:22:55
كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا بما جاءكم عن الحق هذه منة الله على اهل الايمان ان يظهر لهم هذه الاسرار - 00:23:26
التي في صدور القوم وكأنهم يرونها رأي العين ولذا يقول سبحانه في ختام الاية قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون كيف احذروا وانتبهوا واتعظ الاية فيها من تحريك العقول - 00:23:47
وهز النفوس ما هو ابلغ من التصريح حتى لا يقع اهل الايمان والتوحيد في المودة والمصافاة لغير ملتهم ودينهم وهذا لا يتنافى ابدا مع البر بهم والاحسان اليهم ومعاملتهم معاملة كريمة - 00:24:08
هذا كله لا ينقض اصل البراء كما قال رب الارض والسماء لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم - 00:24:32
على اخراجكم ان تولوهم. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون يقول الامام رحمه الله بعد ان ساق اقوال المفسرين في المراد بالذين لا ينهى الله عن برهم يقول واولى الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال - 00:24:57
عني بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع اصناف الملل والاديان ان تبروهم وتقسطه اليهم والله جل وعلا عم بقوله الذين لنقاتلكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:25:24
عم جميع من كان ذلك صفته. فلم يخصص به بعضا دون بعض ثم قال ولا معنى لقول من قال ذلك منسوخ فدعوى النسخ لا تصح ثم يبين الحق جل جلاله - 00:25:47
خطأ اولئك الذين اغتروا بتلك البطانة من دونهم فصافوهم وقربوهم واطلعوهم على امورهم واصرارهم بين الله جل وعلا خطأهم وخطأ فعلهم وقال سبحانه ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله - 00:26:09
واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ها انتم اولاء ها للتنبيه واولاء منادى واصله يا هؤلاء يا هؤلاء الذين - 00:26:33
صافيتم واتخذتم بطانة من دونكم وقربتموهم واطلعتموهم على اسراركم يا هؤلاء انتم تحبون هذه البطانة وهم لا يألونكم خبالا لا يقصرون في افسادكم وعنتكم وحرجكم وضرركم ومشقتكم اود ما عنتم - 00:27:00
تحبونهم لسلامة صدوركم يا اهل الايمان وللطهارة قلوبكم ولصفاء نفوسكم ولعدم ظنكم السيء بهم ولما يظهرونه لكم من كلمات جميلة واذا لاقوكم قالوا امنا ومع ذلك هم لا يحبونكم مع ان الحب عمل قلبي - 00:27:29
لكن الرب العلي قد اعطانا من القرائن والدلائل ما يظهر بغضهم وعدم حبهم لاهل الايمان والتوحيد وهم بحكم الله العزيز الحميد الذي يعلم السر واخفى ويعلو ما في الصدور لا يحبونكم - 00:27:56
ايها المؤمنون مع انكم تؤمنون بكتابهم وكتابكم وتؤمنون بالكتاب كله والكتاب هنا اسمه جنس يشمل جميع الكتب المنزلة كالقرآن والتوراة والانجيل والزبور والصحف المنزلة على ابراهيم وعلى موسى عليهم جميعا صلوات الله وسلامه - 00:28:14
واذا لاقوكم قالوا امنا ذلك من باب الخداع والنفاق والمداهنة وهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم واذا خلوا ببعضهم البعض بعيدا عن المؤمنين عضوا عليكم الانابل من الغيظ اذا خلا بعضهم الى بعض اظهروا ما في نفوسهم من الغيظ والحقد - 00:28:42
الذي لا يستطيعون تحقيقه فيكم فلا يملكون بعد ذلك الا ان يعضوا اناملهم من شدة غيظهم وحقدهم على اهل الايمان لما يرون من نعم الله وفضله عليهم لما يرونه من ائتلافهم واجتماع كلمتهم وحسن احوالهم - 00:29:07
الامر من الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم قل موتوا بغيظكم دعاء عليهم بدعام غيظهم ما داموا في الدنيا حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك - 00:29:30
والله جل جلاله العليم بما يحملونه في صدورهم من غل وحقد وغم. وعداوة وبغضاء وهو الذي سيجازيهم كما سيجزي ويحاسب جميع خلقه مما قدموه من خير وشر وايمان وكفر فختم الاية الكريمة سبحانه وتعالى بقوله ان الله عليم بذات الصدور - 00:29:44
وهذا الختام الجميل للاية الكريمة فيه من البشرى للمؤمنين ما فيه هؤلاء الذين يريدون لكم العنت والمشقة والحرج والضرر بقدر ما يحملونه من غيظ في قلوبهم وصدورهم هم لا يقدرون على تحقيقه - 00:30:11
ولا يضرون الا انفسهم بل لا يزالون معذبين بهذا الغيظ والحقد حتى يموتوا ثم اكد الله جل وعلا شدة بغض هؤلاء وعظيم عداوتهم لاهل الايمان بامور محسوسة ومشاهدة صريحة وقال سبحانه - 00:30:31
انت امسسكم حسنة تسوءهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وان تنصروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط نتوقف عند هذه الاية العظيمة لنعيش معها ان شاء ربنا جل وعلا - 00:30:52
في اللقاء المقبل ان قدر البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن - 00:31:15
يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:31:38
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده - 00:00:00
على موعد مع اللقاء الرابع والسبعين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء التاسع والعشرين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي بفضل الرحيم الرحمن - 00:00:18
مع قول الله جل وعلا ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباء بغضب من الله. وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله - 00:00:37
ويقتلون الانبياء بغير حق. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. الاية رقم مية واتناشر من ايات السورة الكريمة ضربت عليهم الذلة اي احاطت بهم الذلة والهوان كما يحيط البيت المضروب على صاحبه او على ساكنه - 00:00:57
وجعلت الذلة ملصقة بهم كالشيء يضرب على الشيء فيلصق به اينما ثقفوا اي اينما وجدوا واينما كانوا ضربت عليهم الذلة الا بحبل من الله وحبل من الناس الا ان يعتصموا ويتمسكوا بحبل من الله - 00:01:23
اي بعهد من الله فيسلموا ان اسلموا لله جل وعلا فتزول عنهم الذلة او ان اعتصموا بحبل من الناس اي تمسكوا بعهد وعصمة وذمة من المؤمنين ومساعدة وحماية من المؤمنين والمسلمين لهم او من غير المسلمين - 00:01:48
ثم ذكر الحق جل جلاله عقوبتين انزلهما باهل الكتاب الذين كفروا وتعدوا حدود الله تبارك وتعالى وقال جل جلاله وباء بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة وباء بغضب من الله - 00:02:17
اي رجعوا مستوجبين ومستحقين لغضب الله وما اخطرها ورب الكعبة واشدها من عقوبة فضلا عن احاطة المسكنة بهم من كل جانب والمسكنة هي فقر النفس وشحها وان امتلكت ما امتلكت من الاموال - 00:02:40
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون اي كل ما وقع بهم من ضرب الذلة واحاطتها بهم وكذلك المسكنة وما وقع بهم من غضب الله جل وعلا كل هذا بسبب انهم كانوا يكفرون بايات الله - 00:03:07
ويقتلون الانبياء بغير حق وبسبب عصيانهم لله جل وعلا وتعديهم لحدود الله تبارك وتعالى التوغل المعاصي والذنوب والتعدي لحدود علام الغيوب وانتهاك حرمات الله كل ذلك يطفئ نور الايمان في القلب - 00:03:31
وتزداد ظلمة الكفر والضلال وفي الاية الكريمة من التذكير والتنبيه والعظة لاهل الايمان من امة النبي صلى الله عليه وسلم الكثير لتحذر الامة الميمونة سبيل هؤلاء ولا تستن الامة ابدا بسنتهم - 00:03:56
ولتحذر الامة من اتباع منهجهم وسلوكهم حتى لا يحل بهم من نقم الله ما حل بهؤلاء قال قتادة اجتنبوا المعصية والعدوان فان بهما اهلك الله من اهلك من قبلكم من الناس - 00:04:25
ومع كل ما سبق من حديث عن العقوبات التي حلت باهل الكتاب فان الحق جل جلاله يمدح من يستحق منهم المدح عدلا وانصافا وتكريما لهم ولمن اقبل على الحق منهم وخلع الباطل والضلال - 00:04:54
غاية في العدل والانصاف ارجو ان تتدبروا هذه الاية لتعلموا يقينا ان هذا القرآن من عند الله وانه كلام الحق الذي حرم الظلم على نفسه يقول الحق سبحانه مفرقا بين صنفين من اهل الكتاب - 00:05:20
فالقرآن لا يعمم الحكم عليهم ولذلك يقول جل جلاله ليسوا سواء الله يا له من عدل يا له من انصاف ليسوا سواء يتكلم ربنا جل جلاله عن اهل الكتاب وليعمم الحكم عليهم جميعا - 00:05:42
فيقول سبحانه ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين - 00:06:08
وما يفعلوا من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين يا الله ايات ورب الكعبة في غاية العظمة والعدل والانصاف والجلال والجمال الله سبحانه وتعالى يقول ويبين لنا في هذه الاية العظيمة - 00:06:30
ان اهل الكتاب الذين سبق ذكرهم وتقدم وصفهم وبان حالهم ليسوا سواء ليسوا متساوين في دينهم وفي ايمانهم فمنهم امة اي جماعة وطائفة قائمة على الحق وعلى امر الله جل وعلا - 00:07:00
لم تتركه كما تركه الاخرون منهم بل هي طائفة قائمة بطاعة الله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه وهي مستقيمة على دين الله الذي بعث به الرسل هذه الطائفة الكريمة يتلون ايات الله اناء الليل - 00:07:31
اي في ساعات مختلفة او في جوف الليل يقرأون ايات الله ويسجدون لله جل وعلا كذلك خضوعا وخشوعا وحبا وذلا وتقربا اليه سبحانه يبتغون فضله ورحمته ورضوانه ويا لها من شهادة - 00:07:57
انها شهادة الله لهذه الطائفة من اهل الكتاب. يؤمنون بالله واليوم الاخر ايمانا على مراد الله وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمنون باليوم الاخر ويعلمون انهم سيقفون بين يدي الله جل وعلا وسيحاسبون في هذا اليوم العظيم - 00:08:20
ويؤمنون بما في هذا اليوم من حساب وثواب وعقاب وجنة ونار ويزيد الحق تبارك وتعالى وصفهم الكريم اي لهذه الطائفة العظيمة فيقول جل وعلا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اي هذه الجماعة - 00:08:46
والطائفة والامة التي استقامت على دين الله القائمة بامر الله لم تتوقف على صلاح نفسها فقط بل اصلحت نفسها وراحت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر اصلاحا لغيرها ثم يزداد وصفهم الجميل - 00:09:12
فيقول الحق سبحانه ويسارعون في الخيرات وخلي بالك من قوله ويسارعون في الخيرات ولم يقل ويسارعون الى الخيرات وانما قال في الخيرات وكأنهم في كل اعمالهم في دائرة الخير لا يخرجون منها. بل ينتقلون فيها من خير الى خير. ومن طاعة الى طاعة ومن فضل الى فضل - 00:09:38
وهم يبادرون الى الخيرات ولا يتثاقلون ولا يتأخرون عن تأديتها لانهم يعرفون فضلها وعظيم اجرها ونفعها في الدنيا والاخرة يقول سبحانه واولئك من الصالحين شهادة رب العالمين في هذه الطائفة الكريمة - 00:10:05
الموصوفة بتلك الصفات العظيمة والخصال النبيلة والصفات الجليلة واولئك من الصالحين من عداد الصالحين الذين صلح عند الله حالهم سرا وعلانية وما يفعل من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين - 00:10:29
الله سبحانه وتعالى يشكر لهم صنيعهم وفعلهم الخير ويثيبهم عليه اعظم الثواب فهو جل جلاله عليم بالمتقين الذين كانت التقوى دافعة وحاملة لهم على فعل الخير والطاعة وامتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد - 00:10:58
والله عليم بالمتقين وبعد هذا الحديث الجليل الجميل عن هذه الطائفة والامة المؤمنة الكريمة من اهل الكتاب ينتقل الحديث عن الكافرين الذين انحرفوا عن منهج رب العالمين وسبيل رسل الله صلوات الله عليهم اجمعين - 00:11:27
وحادوا عن الصراط المستقيم فيقول سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الاية رقم مية وستاشر واولئك الكفار - 00:11:54
الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم لن تدفع عنهم اموالهم ولو اهتدوا بها لن تدفع عنهم عذاب الله كذلك لن تغني عنهم اولادهم وهم اقرب الناس اليهم وارجاهم عندهم لن يستطيع اولادهم ان يدفعوا عنهم ايضا عذاب الله جل وعلا - 00:12:18
وما قدره الله تبارك وتعالى عليهم من محن وفتن ومصائب وابتلاءات فضلا عن عذابه في الاخرة بل هم اصحاب النار خالدون فيها ولفظ الاية عام ولا دليل على التخصيص وقد خص الحق تبارك وتعالى الاموال والاولاد بالذكر - 00:12:52
لان الكفار كانوا اكثر ما يكونون اعتزازا واغترارا باموالهم واولادهم ويظنون انهم يستطيعون بذلك ان يسلموا من عذاب الله. ويتخلصوا منه كما في قوله جل وعلا وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. فرد الله وهمهم - 00:13:20
وابطل غرورهم وبين سوء عاقبتهم وما اعد لهم من عذاب شديد في الاخرة ثم ضرب لهم سبحانه وتعالى مثلا لبطلاني ما كان ينفقه هؤلاء الكافرون من اموال في الدنيا وقال سبحانه - 00:13:45
مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون فلربما سأل سائل وقال قائل فما حال ما ينفقه - 00:14:10
اولئك الكفار ويبذلونه من اموال في الدنيا في المكارم ويواسون به في المغارم ويبذلونه في اوجه الخير مع ما هم عليه من الكفر ما حكم هذه النفقة وما حكم هذا المال؟ - 00:14:37
والجواب يجزون به اتم الجزاء في الدنيا اما في الاخرة بين يدي الله جل وعلا فيجعلها الحق سبحانه وتعالى هباء منثورا فان لم تكن شيئا مذكورا فنفقة هؤلاء الكافرين باطلة - 00:14:56
ذاهبة تنفعهم في الدنيا من ثناء ومحمدة وعلو مكانة ورفعة شأن وغير ذلك وتحصين نفع ومكاسب لكنها لا تنفعهم وقت الحاجة اليها بين يدي الله جل وعلا في الاخرة بعد ان كانوا يطمعون في نفعها وفائدتها - 00:15:16
حال هؤلاء كحال اولئك القوم الذين ظلموا انفسهم بالكفر والمعاصي بغضب من الله جل وعلا وجعل الله اعمالا وباء منثورا كمثل زرع اصابه صر ريح باردة شديدة او نار محرقة - 00:15:43
احرقت هذا الزرع او اهلك هذا البرد القارس هذا الزرع ولم ينتفع اصحابه بشيء منه بعد ان كانوا يرجون نفعه وفائدته وينتظرون ثمرة ما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون اي بكفرهم - 00:16:05
الذي منع قبول اعمالهم من نفقة الكفر محبط لجميع الاعمال ولم يكن انفاقهم لله جل وعلا خالصا اذ لم يؤمنوا به ولم يقر له بالتوحيد والطاعة بل كفروا بالله سبحانه - 00:16:27
وخالفوا امره وكذبوا رسله الله جل جلاله لا يقبل عمل عامل الا باخلاص التوحيد له والاقرار والايمان برسله جميعا صلوات الله عليهم اجمعين وقد ذكرت في لقاء سابق حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم - 00:16:47
حين قالت يا رسول الله ان عبدالله بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين وفي لفظ ابن حبان ويقري الضيف ويحسن الجوار فهل ذاك نافعه اي في الاخرة بين يدي الله جل وعلا - 00:17:13
فقال عليه الصلاة والسلام لا ينفعه انه لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يا الله اي لم يكن يؤمن برب العالمين. ولم يكن ولم يكن يؤمن باليوم الاخر - 00:17:37
ثم بعد هذا البيان القرآني الواضح لسوء عاقبة الكافرين يأتي هذا التحذير الجليل لمن امنوا بالله الرب العلي الا يخالطوا الكافرين ولا يتخذ منهم بطانة واخلاء واصفياء يطلعونهم على اسرارهم - 00:17:59
ودواخلهم وما يحملونه في انفسهم لان اولئك الذين هم على غير دينهم يحملون لهم في قلوبهم من الغش والخيانة والبغي والظلم ما يحملون والذي يطلع اهل الايمان على ذلك هو من يعلم السر واخفى - 00:18:25
سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار الله جل جلاله لا يغيب عنه شيء بل ما يحمله القوم في الصدور يجليه العزيز الغفور - 00:18:52
لاهل الايمان والتوحيد. فيقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم. لا يألونكم خبالا اود ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر. قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون - 00:19:10
الاية مية وتمنتاشر من ايات سورة ال عمران يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة. ايه البطانة دي؟ ما معنى البطانة البطانة مصدر يسمى به الواحد ويطلق ايضا على الجمع - 00:19:34
وبطانة الرجل خاصته الذين يبطنون ان يعرفون ويعلمون اموره الخاصة من شدة به وقربهم اليه هذا معنى بطانة وجاءت كلمة بطانة نكرة في سياق النفي لتفيد الشمول والعموم اي لا يجوز لكم يا اهل الايمان والتوحيد - 00:19:54
ان تتخذوا من غير اهل ملتكم اولياء واصفياء يلقون اليهم بالمودة وتطلعونهم على اصراركم وشؤونكم الخاصة فهؤلاء بشهادة الله الذي يعلم السر واخفى لا يألونكم خبالا اي لا يقصرون ولا يتركون سبيلا - 00:20:32
يورثكم الشر والفساد في دينكم وانفسكم الا وسلكوه وفعلوه وهم يودون ما عنتم يحبون ما يوقعكم في المشقة والحرج يودون ما يوقعكم في شدة الضرر ويعرضكم للهلاك ها هي البغضاء - 00:21:00
قد بدت من افواههم وتجلت في كلماتهم ولقد عبرت السنتهم عما يحملونه لكم من شدة البغض واظهرت السنتهم ما تكنه لكم من عداوة وما تحمله صدورهم لكم من حقد وحسد وضغينة - 00:21:34
هذا ما ظهر لكن الحق جل جلاله يقول وما تخفي صدورهم اكبر اي ما تخفي صدورهم من العداوة والبغض والحقد والغيظ والحسد وارادة الشر والهلاك لكم اكبر بكثير مما تظهره الالسنة - 00:22:05
من فلتات هذا اقل بكثير مما في الصدور والقرآن كلام من يعلم السر واخفى كلام من يعلم ما في الصدور يظهر ما في قلوب القوم لاهل التوحيد والايمان وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:29
وكأنه صار امر معلنا ظاهرا لم يعد مقصورا ومخفيا في الصدور والقلوب والنفوس هل صار علنا واضحا جليا اذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ لانهم يحملون في قلوبهم العداوة لكم - 00:22:55
كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا بما جاءكم عن الحق هذه منة الله على اهل الايمان ان يظهر لهم هذه الاسرار - 00:23:26
التي في صدور القوم وكأنهم يرونها رأي العين ولذا يقول سبحانه في ختام الاية قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون كيف احذروا وانتبهوا واتعظ الاية فيها من تحريك العقول - 00:23:47
وهز النفوس ما هو ابلغ من التصريح حتى لا يقع اهل الايمان والتوحيد في المودة والمصافاة لغير ملتهم ودينهم وهذا لا يتنافى ابدا مع البر بهم والاحسان اليهم ومعاملتهم معاملة كريمة - 00:24:08
هذا كله لا ينقض اصل البراء كما قال رب الارض والسماء لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم - 00:24:32
على اخراجكم ان تولوهم. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون يقول الامام رحمه الله بعد ان ساق اقوال المفسرين في المراد بالذين لا ينهى الله عن برهم يقول واولى الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال - 00:24:57
عني بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع اصناف الملل والاديان ان تبروهم وتقسطه اليهم والله جل وعلا عم بقوله الذين لنقاتلكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:25:24
عم جميع من كان ذلك صفته. فلم يخصص به بعضا دون بعض ثم قال ولا معنى لقول من قال ذلك منسوخ فدعوى النسخ لا تصح ثم يبين الحق جل جلاله - 00:25:47
خطأ اولئك الذين اغتروا بتلك البطانة من دونهم فصافوهم وقربوهم واطلعوهم على امورهم واصرارهم بين الله جل وعلا خطأهم وخطأ فعلهم وقال سبحانه ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله - 00:26:09
واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ها انتم اولاء ها للتنبيه واولاء منادى واصله يا هؤلاء يا هؤلاء الذين - 00:26:33
صافيتم واتخذتم بطانة من دونكم وقربتموهم واطلعتموهم على اسراركم يا هؤلاء انتم تحبون هذه البطانة وهم لا يألونكم خبالا لا يقصرون في افسادكم وعنتكم وحرجكم وضرركم ومشقتكم اود ما عنتم - 00:27:00
تحبونهم لسلامة صدوركم يا اهل الايمان وللطهارة قلوبكم ولصفاء نفوسكم ولعدم ظنكم السيء بهم ولما يظهرونه لكم من كلمات جميلة واذا لاقوكم قالوا امنا ومع ذلك هم لا يحبونكم مع ان الحب عمل قلبي - 00:27:29
لكن الرب العلي قد اعطانا من القرائن والدلائل ما يظهر بغضهم وعدم حبهم لاهل الايمان والتوحيد وهم بحكم الله العزيز الحميد الذي يعلم السر واخفى ويعلو ما في الصدور لا يحبونكم - 00:27:56
ايها المؤمنون مع انكم تؤمنون بكتابهم وكتابكم وتؤمنون بالكتاب كله والكتاب هنا اسمه جنس يشمل جميع الكتب المنزلة كالقرآن والتوراة والانجيل والزبور والصحف المنزلة على ابراهيم وعلى موسى عليهم جميعا صلوات الله وسلامه - 00:28:14
واذا لاقوكم قالوا امنا ذلك من باب الخداع والنفاق والمداهنة وهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم واذا خلوا ببعضهم البعض بعيدا عن المؤمنين عضوا عليكم الانابل من الغيظ اذا خلا بعضهم الى بعض اظهروا ما في نفوسهم من الغيظ والحقد - 00:28:42
الذي لا يستطيعون تحقيقه فيكم فلا يملكون بعد ذلك الا ان يعضوا اناملهم من شدة غيظهم وحقدهم على اهل الايمان لما يرون من نعم الله وفضله عليهم لما يرونه من ائتلافهم واجتماع كلمتهم وحسن احوالهم - 00:29:07
الامر من الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم قل موتوا بغيظكم دعاء عليهم بدعام غيظهم ما داموا في الدنيا حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك - 00:29:30
والله جل جلاله العليم بما يحملونه في صدورهم من غل وحقد وغم. وعداوة وبغضاء وهو الذي سيجازيهم كما سيجزي ويحاسب جميع خلقه مما قدموه من خير وشر وايمان وكفر فختم الاية الكريمة سبحانه وتعالى بقوله ان الله عليم بذات الصدور - 00:29:44
وهذا الختام الجميل للاية الكريمة فيه من البشرى للمؤمنين ما فيه هؤلاء الذين يريدون لكم العنت والمشقة والحرج والضرر بقدر ما يحملونه من غيظ في قلوبهم وصدورهم هم لا يقدرون على تحقيقه - 00:30:11
ولا يضرون الا انفسهم بل لا يزالون معذبين بهذا الغيظ والحقد حتى يموتوا ثم اكد الله جل وعلا شدة بغض هؤلاء وعظيم عداوتهم لاهل الايمان بامور محسوسة ومشاهدة صريحة وقال سبحانه - 00:30:31
انت امسسكم حسنة تسوءهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وان تنصروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط نتوقف عند هذه الاية العظيمة لنعيش معها ان شاء ربنا جل وعلا - 00:30:52
في اللقاء المقبل ان قدر البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن - 00:31:15
يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:31:38