التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله... - 00:00:00ضَ
أيُّها الكرام، ما زلْنا نسيرُ في سلسلةِ المرأة - 00:00:01ضَ
وقد وصلنا محطَّة (المرأة والتَّعليم). - 00:00:04ضَ
دعونا نعُدْ لتاريخ التعليم المدرسي الحديث، والذي هوَ مقدِّمةٌ للتَّعليمِ الجامعيِّ. - 00:00:07ضَ
لكنْ لماذا الانتقالُ إلى موضوعٍ آخرَ غيرِ المرأة؟ - 00:00:12ضَ
ليسَ انتقالًا بقدرِ ما هوَ تأسيسٌ، - 00:00:16ضَ
لنرى: هل التعليم المعاصر يَفي بحاجات الفتاة الَّتي ستكونُ امرأةَ المستقبلِ؟ - 00:00:19ضَ
هلْ يعينُها على أداءِ أدوارِها وما خُلقَتْ منْ أجلِه؟ - 00:00:24ضَ
هلْ هوَ نافعٌ لها، يحقِّقُ لها الطُّمأنينةَ والسَّعادةَ وخيرَ الدُّنيا والآخرةِ؟ - 00:00:28ضَ
الكلامُ اليومَ عامٌّ في تعليمِ الولدِ والبنتِ والشّابِّ والفتاة. - 00:00:33ضَ
سنستعرضُ مِيزاتِ التَّعلُّمِ والتَّعليمِ في الإسلامِ - 00:00:38ضَ
بَدءًا منْ نزولِ الوحيِ لنُبقيَها في أذهانِنا، - 00:00:40ضَ
ثمَّ نستعرضُ على ضوئِها نشأةَ التَّعليمِ المدرسيِّ المعاصرِ المنتشرِ في العالمِ، - 00:00:44ضَ
ومنْه عالمُنا الإسلاميُّ، - 00:00:49ضَ
فإنَّ منْ حقِّنا أنْ نعرفَ: - 00:00:51ضَ
ما الذي جاءَ بنا إلى هذه الغرفِ الصَّفيَّة - 00:00:53ضَ
الَّتي نُمضي فيها (12-14) سنةً منْ عمرِنا؟ - 00:00:55ضَ
المرحلةَ الأهمِّ الَّتي تُصاغ فيها شخصيّاتُنا. - 00:01:00ضَ
ومنْ حقِّنا أنْ نتساءلَ: - 00:01:04ضَ
ماذا كانَ إسهامُ المدارسِ في وجودِ الطَّبيبِ الفاسد،ِ - 00:01:06ضَ
والمهندسِ الغاشِّ، والبائعِ السّارقِ، والمسؤولِ المختلسِ، - 00:01:09ضَ
والفيزيائيِّ المتشكِّك، والبيولوجي الملحد، والدُّكتورةِ النِّسويَّةِ وغيرِهم. - 00:01:12ضَ
أوَّلُ آيةٍ أنزلَها اللهُ تعالى على عبدِه محمَّدٍ -صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ- - 00:01:17ضَ
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [القرآن 96: 1]، - 00:01:23ضَ
أيُّها الإنسانُ: اقرأْ وتعلَّمْ عنِ الكونِ والحياة، - 00:01:25ضَ
وافهمْهما باسمِ ربِّك، - 00:01:29ضَ
منطلِقًا منَ الإيمانِ بهِ ربًّا يربّيكَ، - 00:01:31ضَ
خلقَكَ منْ علقٍ، - 00:01:33ضَ
وهداكَ إلى تناقلِ العلومِ، وبناءِ المعرفةِ بالقلمِ، - 00:01:35ضَ
وبما أعطاكَ منْ فطرةٍ وعقلٍ قادرٍ على التعرُّفِ على الحقائقِ، لأنّهُ منْ صنعِ إلهٍ مطلقِ الكمالِ، - 00:01:39ضَ
ليسَ عقلًا جاءَ صدفةً خبطَ عشواءَ، - 00:01:46ضَ
بلْ عقلٌ مُهيَّأٌ من الخالقِ الأكرم الذي يريدُ للإنسان أن يتعلَّمَ ما لم يعلم، - 00:01:49ضَ
اقرأْ لتنتفعَ بعلمِك وتنفعَ النّاسَ، - 00:01:55ضَ
ولتستدلَّ بعلمِك على عظمةِ اللهِ فتشكرَه، - 00:01:58ضَ
وتحقِّقَ ما خُلقْتَ منْ أجلِه منَ العبوديَّةِ له بمفهومِها الشّاملِ - 00:02:01ضَ
فتسعدَ في الدُّنيا والآخرةِ. - 00:02:06ضَ
رؤيةٌ كونيَّةٌ تجعلُ الإنسانَ منسجمًا روحًا ونفسًا، عاطفةً وعقلًا، - 00:02:08ضَ
فتنخرطُ قواهُ كلُّها في تحقيقِ الهدفِ الأسمى. - 00:02:15ضَ
رؤيةٌ تنطلقُ منْ توحيدِ اللهِ، - 00:02:19ضَ
فتُخرجُ لنا نفسًا موحِّدةً لخالقِها موحَّدةً في نظرتِها، - 00:02:21ضَ
لا نفسًا مشتَّتةً مفكَّكةً. - 00:02:26ضَ
انطلقَ المسلمونَ بهذهِ الرُّؤيةِ وأنتجوا في العلومِ بأشكالِها نتاجًا ضخمًا، - 00:02:28ضَ
وقد ذكرنا في (رحلةِ اليقينِ) بعضَ المصادرِ الدّالَّةِ على الأصولِ الإسلاميَّةِ - 00:02:33ضَ
لكثيرٍ منَ العلومِ والاختراعاتِ، - 00:02:37ضَ
بل والمنهجِ التَّجريبيِّ برمَّتِه، - 00:02:39ضَ
وهو ما يعترفُ بهِ منصِفو الغربيّينَ. - 00:02:42ضَ
النظامُ التَّعليميُّ في الإسلام فيهِ عوامل حصانةٍ ومناعةٍ ضدَّ الإصابةِ بالفسادِ: - 00:02:45ضَ
أولا: أنَّ التَّعليمَ تعبُّديُّ، - 00:02:50ضَ
سواءً أكانَ في علومَ الشَّريعةِ أو علومِ الطَّبيعةِ، - 00:02:53ضَ
ومنْ ثمَّ فثقافةُ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [القرآن 96: 1] - 00:02:56ضَ
كانَتْ مبثوثةً في المجتمعِ - 00:02:59ضَ
على مستوى الأسرةِ، منَ المؤدِّبينِ، - 00:03:01ضَ
في الكتاتيب، في المساجد، في حِلَقِ العلم، - 00:03:03ضَ
في المدارسِ الَّتي نشأَتْ في العصورِ الإسلاميَّةِ. - 00:03:05ضَ
وهذا يقودُنا إلى العاملِ الثّاني للحصانةِ، - 00:03:08ضَ
ألا وهوَ: المسؤوليَّةُ المشتركةُ - 00:03:11ضَ
الكل يشاركُ في تحمُّلِ مسؤوليَّة التَّعليم - 00:03:14ضَ
ولا يُلقون بها على كاهلِ الدَّولةِ، - 00:03:16ضَ
كذلكَ فتحمُّلُ المسؤوليَّةِ يُعطي مناعةً من انتشارِ الفساد - 00:03:19ضَ
حتّى لو أُصيبَت مؤسَّسةُ الحكمِ بالفسادِ؛ - 00:03:23ضَ
لأنَّ مكوِّناتِ المجتمعِ توطَّدَت على: - 00:03:27ضَ
«كُلُّكم راعٍ، وكلُّكُمْ مسئول عن رعيَّته» [متفق عليه]، - 00:03:30ضَ
فسيسعى كلُّ راعٍ تقيٍّ إلى تخفيفِ الأضرارِ على منْ يرعاهُم - 00:03:33ضَ
إذا فسدَ رأسُ الهرمِ، - 00:03:38ضَ
وسيبقى الأبوانِ والمربّونَ يمارسونَ التَّعليمَ عبوديَّةً للهِ، - 00:03:39ضَ
وهذا يحافظُ على سلامةِ جذور المجتمع المسلم - 00:03:44ضَ
حتَّى وإنْ أصابَ الفسادُ الفروعَ، - 00:03:48ضَ
فتُنبتُ الجذورُ فروعًا سليمةً منْ جديدٍ. - 00:03:50ضَ
ثالثا: صحَّة المرجعيِّة وثباتُها، - 00:03:53ضَ
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [القرآن 96: 1]، - 00:03:56ضَ
الوحي هو المرجعيِّة، - 00:03:58ضَ
فالقِيم والمعايير الضابطة للعلم ثابتةٌ لا تتغير. - 00:04:00ضَ
انطلاقًا من الوحي توفِّر الدولةُ البيئةَ اللازمةَ لِبَثِّ العلم الصّحيح: - 00:04:04ضَ
تُصدِّر المؤهَّلين، - 00:04:09ضَ
تَحمي الناسَ من المتلاعبين والعابثين النّاشرين للجهل والضّلال؛ - 00:04:10ضَ
لأنَّ حِفظَ العقل من ضرورات الشريعة الخمس؛ - 00:04:14ضَ
الدولة تَضَعُ الأُطُر، ثم بعد ذلك هناك مرونة منضبطةٌ بالوحي. - 00:04:17ضَ
في المقابل، الناس يُحاسِبون الحاكمَ بناءً على الوحي أيضًا: - 00:04:22ضَ
هناك مرجعيَّةٌ، مرجعيُّةُ الوحي لا يستطيع الحاكمُ المِساس بها ولا تغييرَها، - 00:04:26ضَ
بل هو مُكلَّفٌ بالقيام على مصالح الناس بحسب هذه المرجعيّة، - 00:04:32ضَ
وإذا خالَفَها وأَمَرَ بتعليم ما يُخالف مصلحة الناس - 00:04:37ضَ
فلا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق، - 00:04:41ضَ
بل يُؤْخذ على يده ويُحمَل على الالتزام بالوحي؛ - 00:04:44ضَ
فسُلطتُه ليست مُطلَقَة بل - 00:04:48ضَ
﴿فَإِن تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [القرآن 4: 59]. - 00:04:51ضَ
رابعا: مراكز الثقل المالي في الوضع الإسلامي الصحيح موجودةٌ في المجتمع؛ - 00:04:55ضَ
ليست منهوبةً ولا متحكَّمًا بها من زُمرَة حاكمة، - 00:05:00ضَ
ولا من طبقة رأسمالية؛ - 00:05:04ضَ
فالإسلام يحارب تركُّز المال في يدِ فئةٍ - 00:05:06ضَ
﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ [القرآن 59: 7] - 00:05:09ضَ
كَوْنُ مراكزِ الثّقلِ المالي في الناس؛ - 00:05:13ضَ
هذا الاستقلال المالي يعني أنَّ طلَّابَ العلمِ وأهلَ العلم بأشكاله - 00:05:15ضَ
أحرارٌ في ما يقولون، - 00:05:19ضَ
مكْفِيُّون، لا يُهدَّدون بأرزاقهم، - 00:05:21ضَ
ولا ينتظرون راتبًا يُعطَى من فئة متحكِّمة - 00:05:23ضَ
ستمنع عنهم المال إذا امتنعوا عن الانصياع لأهوائها. - 00:05:27ضَ
في هذه الأجواء الحُرَّة كان للأوقاف الإسلاميِّة أثَرٌ كبيرٌ عظيمٌ في التعلُّم: - 00:05:31ضَ
يخصِّص مسلمٌ يمتلك المال جزءًا من ماله، - 00:05:36ضَ
ويُبقيه أوقافًا جاريةً بعد وفاته - 00:05:39ضَ
على تفريغ أشخاصٍ لطلب العلم، - 00:05:42ضَ
وهذا كان من عوامل محافظة المحاضن الشعبيَّة على قوَّتها - 00:05:44ضَ
ودورِها في تخريج العلماء في شتَّى المجالات، - 00:05:49ضَ
حتى في فَتَرات انحدار مؤسسة الحكم. - 00:05:53ضَ
الأزهر -مثلًا، قبل أن يُفسدَه الاستعمارُ البريطاني- - 00:05:55ضَ
كان يُنفَق عليه من الأوقاف، - 00:05:59ضَ
تَوَزُّعُ المالِ في الناس يمنع من أن يُسَخَّر التعلمُ - 00:06:01ضَ
لمصلحة طَغامَةٍ من أصحاب رأس المال، - 00:06:04ضَ
بل يكون المعنى التعبُّدي في التعلُّم هو الحاضرَ وبقوة، - 00:06:07ضَ
هدفُه أن تُحقِّق الأمَّةُ العبوديَّةَ لله بمعناها الشامل كما بيَّنّا. - 00:06:12ضَ
وهذا يأخذنا إلى الميزة الخامسة في منظومة التعلُّم الإسلاميِّة: - 00:06:16ضَ
أنَّ مُخرَجاتِ التعليم - 00:06:21ضَ
لا تُقاس بتأهيل أفرادٍ لخدمةِ أصحاب رأس المال والشركات العالمية في عبوديّةٍ مقنَّعة، - 00:06:23ضَ
بل تقاس بتحقيق أهداف الوحي: - 00:06:30ضَ
صلاحِ دنيا الناس وآخرتهم، وصلاحِ نفوسهم وأرواحهم وأخلاقهم، - 00:06:32ضَ
فيكون للفقيه قيمتُه وللأمِّ المربِّية قيمتُها، - 00:06:37ضَ
مع أنَّ هؤلاء لا قيمة لهم في المنظومة الرأسماليِّة؛ - 00:06:41ضَ
لأنهم لا يخدمون المنظومة الماديّة. - 00:06:44ضَ
كلُّ هذا يُهيِّئ الأجواء لكَونِ السُّلطان بأيدي المسلمين، - 00:06:47ضَ
ووجودِ أهل الحَلِّ والعَقْد من المسلمين، - 00:06:51ضَ
ولظهورِ أجيالٍ من الأحرار الذين تلقَّوا تعليمهم من مراكز الثقل المجتمعية التربوية، - 00:06:53ضَ
وأمانُهم الاقتصادي مرتبِطٌ بمراكز الثقل المجتمعيّة الاقتصاديّة، - 00:07:00ضَ
فمِقياسهم في قَبول أو رفض ما يُطلب منهم: - 00:07:05ضَ
هل هو حقٌ أم باطل فحسب؛ - 00:07:08ضَ
إذ لم يُعلَّموا العبوديّة لغير الله، ولا يُهدَّدُون في أرزاقهم. - 00:07:10ضَ
إذن تعليمٌ باسم الله، - 00:07:15ضَ
وهو تعبُّد يمارسه الجميع ويتحملون مسئوليّته، - 00:07:17ضَ
الوحيُ فيه مصدرُ الحقائقِ الكبرى والمحرِّكُ لاستكشاف العلوم، - 00:07:21ضَ
ومرجعيِّةٌ ثابتة لا تتغير، - 00:07:25ضَ
تعليمٌ تنسجمُ فيه مكوِّنات الإنسان، - 00:07:28ضَ
والهدف منه تحقيقُ الاستخلاف والعبودية لله بمعناها الشامل، - 00:07:31ضَ
مرتبطٌ باقتصادٍ عادلٍ لا تحتَكِره فئةٌ، - 00:07:36ضَ
وفيه عواملُ مناعةٍ من أن يَنحرف، - 00:07:40ضَ
ومن أن يُملَى فيه على الأجيال أهواءُ طَغامٍ من البشر. - 00:07:44ضَ
حسنًا، ما الذي كان يحدثُ في أوروبا في تلك الفترة؟ - 00:07:48ضَ
يُهِمُّنا أن نعرف؛ لأنَّ شَكلًا آخر تمامًا من التعليم كان يتَشَكَّل هناك في تلك الفترة، - 00:07:51ضَ
ثم لمَّا ضَعُف تمسُّكنا بالوحي، واحتلَّ الأوروبيون بلادَنا، - 00:07:56ضَ
استطاعوا أن يُفكِّكوا منظومة التعليم التي شرحناها، - 00:08:00ضَ
ليقضوا على عوامل قوَّتها وحَصانَتِها ويُحلِّوا محَلَّها منظومتَهم، - 00:08:04ضَ
لكن مع تشويهٍ ممنهجٍ يَضمَنُ تَبعِيَّتَنا لهم وتَخَلُّفَنا عن رَكْبِهم. - 00:08:09ضَ
كانت أوروبا تعيش بدايةً النظام الإقطاعيّ الطبقيّ: - 00:08:15ضَ
أسيادٌ وعمَّال، - 00:08:18ضَ
والتعليمُ حِكْرٌ على الطبقة الأرستقراطية، - 00:08:20ضَ
وإذا عُلِّم العمَّال شيئًا فإنما يُعلَّمون بالقدر اللازم لزيادة الإنتاجيّة للأسياد، - 00:08:23ضَ
ثم جاء عصر النهضة والذي بدأ في إيطاليا - 00:08:29ضَ
ما بين (1400) و(1600) من الميلاد، - 00:08:32ضَ
حصلتْ فيه ثورةٌ على السُّلطات القديمة - 00:08:35ضَ
وتَشكَّلت دُوَلٌ فيها مواطنون، لا أسياد وعمَّال، - 00:08:37ضَ
تَنَفَّسَ الناس الصعداء قليلًا قبل أن تظهر شيئًا فشيئًا طبقيَّةٌ ثانيةٌ - 00:08:41ضَ
هي طبقيَّةُ الرأسماليّة. - 00:08:46ضَ
بعد اقتصار التّعليم على طبقةٍ خاصةٍ، - 00:08:48ضَ
ظهرَ أن الحل الأمثلَ الممكنَ اقتصاديًّا لتعليم الشعوب الأوروبيّة مجانيًّا - 00:08:51ضَ
هو إنشاءُ المدارس النظاميَّة، - 00:08:56ضَ
والهدفُ منها ترسيخ عقيدة الدولةِ في الأجيال Indoctrination، - 00:08:58ضَ
وزيادةُ القدرة الإنتاجية للقوى العاملة؛ - 00:09:03ضَ
ليُقَوُّوا الدولة، ويُشغِّلوا المصانع، - 00:09:06ضَ
ويسيطروا على الدول التي يحتَلُّونها وينهبون خيراتِها، - 00:09:08ضَ
وفي سبيل ذلك أُنشئ ما يسمى بالمدارس المصنعيِّة - Factory model of school، - 00:09:12ضَ
التي تُنتج إنسانًا مُنصاعًا مُقَوْلَبًا fashioned، - 00:09:17ضَ
ليعمل في المصنع. - 00:09:20ضَ
ظهرتْ أولى هذه المدارس في مملكة (بروسيا) في ألمانيا عام 1717، - 00:09:21ضَ
وبإمكانك القراءة عن هذا النموذج من المدارس تحت عنوان: - 00:09:26ضَ
Prussian Education Model، - 00:09:30ضَ
ثمَّ في النصف الثاني من القرنِ الثامنَ عشر ظهرتْ الثورةُ الصناعيَّةُ الأولى، - 00:09:31ضَ
أُخْرِجت المرأة من بيتها، ووُّزِع على النساء حبوب منع الحمل؛ - 00:09:35ضَ
لتفريغهنَّ لوقت أطول للعمل في المصانع، - 00:09:40ضَ
وفي عام 1807 صَدَرَ القرارُ بإلزام المدارس في بروسيا بالخضوع لوزارة الداخلية؛ - 00:09:43ضَ
ليُدرَّس فيها ما يريده النظام. - 00:09:49ضَ
يقول الفيلسوف الألماني Johann Gottlieb Fichte في كتاب (الطابَعُ العام للتعليم الحديث): - 00:09:52ضَ
"على المدارس أن تُقَوْلِبَ الشخص - must fashion the person، - 00:09:58ضَ
تُقَوْلبَهُ بحيث لا يرى سوى ما تريده أنت". - 00:10:02ضَ
وذلك لأنَّ ألمانيا كانت في صراعات مع فرنسا خسرت فيها الكثير. - 00:10:05ضَ
(فشتة) اعتبر أن الخطأ الأكبر المتسبب في ضعف التّنشئة للألمانيين - 00:10:09ضَ
هو الإرادة الحرَّة للتَّلاميذ؛ - 00:10:14ضَ
لأنَّ الشخصَ يبقى فيها متردِّدًا بين الخير والشر، - 00:10:16ضَ
فعلى العكس، يجب أن تكونَ التنشئةُ الجيِّدة على أساس إعدام الإرادة الحرة، - 00:10:19ضَ
فالهدفُ الذي يَجبُ أن يُقَوْلَبَ من أجله الطلاب هو تَقْويَةُ الدولة، - 00:10:25ضَ
ولذا كان على الطلاب أن يقفوا في الطوابير الصباحيَّة - 00:10:30ضَ
في صفوفٍ كصفوفِ الجيش، مع طقوسٍ إلزاميَّةٍ لتقديس الدولة. - 00:10:33ضَ
بعد ذلك بقرابة ربعِ قرن جاءَ الألماني Friedrich Fröbel - 00:10:38ضَ
وأنشأ أول حضانة: Kindergarten عام 1830، - 00:10:42ضَ
وسبب إنشائها أنَّ أُمَّه ماتت، - 00:10:47ضَ
تزوَّجَ أبوه فعاش مُهمَلًا من كليهما؛ من أبيه وزوجة أبيه في طفولة بائسة. - 00:10:49ضَ
في هذه الفترة في عام 1835 - 00:10:55ضَ
-وبينما كانت بريطانيا تحتل الهند التي كانت قبلها تحت حكم المسلمين- - 00:10:58ضَ
وَجَّهَ المؤرِّخُ والسّياسي البريطاني: Thomas Macaulay - 00:11:02ضَ
تقريرًا للحاكم البريطاني في الهند بعنوان: - 00:11:05ضَ
(تقريرٌ عن التعليم في الهند)، - 00:11:08ضَ
وكان مما جاء فيه: - 00:11:10ضَ
"يجب علينا -في الوقت الحاضر- أن نبذل قُصارى جهدنا - 00:11:12ضَ
لإيجادِ فئةٍ تُشكِّل جِسرًا بيننا وبين ملايين الناس الذين تحت حكمنا، - 00:11:15ضَ
فئةٍ من الهنود الذين ما زالوا هنودًا بلونهم ودمائهم، - 00:11:22ضَ
لكنهم (إنجليز) في أخلاقِهم وآرائِهم ومَلَكَاتِهم الفكريَّة وأذواقِهم، - 00:11:26ضَ
وقد نترك لهذه الفئة مهمةَ تنقيحِ اللَّهَجاتِ العامِيَّة للبلاد، - 00:11:32ضَ
بحيث يتم إثراء هذه اللَّهَجَات بمصطلحاتٍ علميةٍ مُستعارَةٍ من التَّسميات الغربية، - 00:11:37ضَ
فتصبحُ هذه الفِئة -بدرجاتها المختلفة- - 00:11:44ضَ
ناقلاتٍ مناسبة تقوم بنَشْرِ المعارف بين الكتلة الأكبر من السكان". - 00:11:47ضَ
إذن فهذا هدف إنشاء المدارس في المستعمرات: - 00:11:52ضَ
الإبقاءُ على احتلال البلاد ثقافيًّا حتى بعد انجلاء المحتَلِّ عسكريًّا. - 00:11:55ضَ
أَبْقِ هذا الوصف الدقيق الذي نطق به توماس مكولي؛ - 00:12:02ضَ
لتستحضره عند حديثنا عن المدارس الدولية حاليًّا في بلاد المسلمين. - 00:12:04ضَ
أثناءَ هذه التَّطَوُّرات كلها نُقِلتْ كثيرٌ من العلوم من المسلمين إلى أوروبا، - 00:12:10ضَ
لكنْ مبتورةً عن أصولها العقَديَّة، - 00:12:15ضَ
مقطوعةً عن جذور: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [القرآن 96: 1]، - 00:12:18ضَ
وأصبح الشعار: اقرأ باسم الدولة وقوتها، - 00:12:21ضَ
والذي أصبح -في واقع الأمر- قراءةً باسم الإنسان وشهواتِه وطغيانه. - 00:12:25ضَ
عام (1843) انتقلت فكرة المدرسة المصنعيَّة من بروسيا إلى أمريكا وأوروبا، - 00:12:30ضَ
ثم ما بين عامي 1852 و1917 - 00:12:36ضَ
أُقِرَّ التعليم الإلزامي والمدرسة الحكومية في الولايات الأمريكية، - 00:12:40ضَ
أولها (massachusett) وآخرها (mississippi)، - 00:12:44ضَ
عام 1892 في أمريكا أقرَّ (10) أشخاص - 00:12:47ضَ
-فيما يعرف بالـ(committee of ten)- - 00:12:51ضَ
بِجَعْلِ التَّعليمِ المدرسي بشَكْلِه المعروف حتى الآن: - 00:12:52ضَ
12 سنة مُتضمِّنَةً لمنهجِ اليونان، - 00:12:56ضَ
مُعَدَّلة مع اللغة الإنجليزية الحديثة والعلومِ والتّاريخِ، - 00:13:00ضَ
وبَقِيَ نِظام الاثني عشرَ عامًا إلى يومنا هذا في عامَّة دول العالم. - 00:13:04ضَ
ولنا أن نسأل: - 00:13:09ضَ
عندما استُنْسخ هذا النظامُ الذي وضعه هؤلاء العشرةُ إلى دول العالم الإسلامي اليومَ، - 00:13:10ضَ
هل طُرِحَ التساؤل: - 00:13:15ضَ
مَن هؤلاء؟ وما مرجعياتهم؟ ولماذا نعتمد نحن ما اعتمدوه هم؟ - 00:13:17ضَ
ما الأهداف التي كانوا يسعون لتحقيقها حين أقرُّوا هذا النظام التعليمي؟ - 00:13:22ضَ
في الإجابة عن هذه التساؤلات عدنا إلى سيرة أحد أهم هؤلاء العشرة، - 00:13:27ضَ
وهو William Torrey Harris - 00:13:31ضَ
مفوَّضُ الولايات المتحدة الأمريكية للتعليم، - 00:13:33ضَ
والذي قدَّمَ لِرسالَةٍ بعُنوان: (Indian Education) تعليم الهنود، - 00:13:36ضَ
-يعني الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في أمريكا- - 00:13:41ضَ
وقرأنا الوثيقة الأصلية للرسالة. - 00:13:44ضَ
كخلفيةٍ تاريخيَّةٍ: - 00:13:46ضَ
الأراضي الأمريكية كان سُكَّانُها الأصليون من الهنود الحمر، - 00:13:48ضَ
غزاها الأوروبيون، وقاموا بحَمَلات إبادةٍ ضدَّ السكانِ الأصليين، - 00:13:51ضَ
قُتل فيها الملايين من الهنود الحمر - 00:13:56ضَ
في تاريخٍ أليمٍ تكلَّمنا عنه في كلمةِ: (نماذجُ السعادة البشرية)، - 00:13:58ضَ
بعدما استتبَّ الأمرُ نِسبِيًّا للأوروبيين - 00:14:03ضَ
بَقِيَتْ تَقَعُ مُناوَشَات بينهم وبين مَنْ تَبَقَّى من قبائل السُّكان الأصليين من الهنود الحُمر. - 00:14:06ضَ
في هذه الرسالة كان مفوَّض التعليم (Harris) ورجل الحرب الجنرال (Thomas Morgan) - 00:14:11ضَ
يُقدِّمان حلًّا لِتذويب أبناء الهنود الحمر حضارِيًّا في الحضارة الأمريكيّة الجديدة، - 00:14:17ضَ
بحيث لا يعودون يُشَكِّلون خطرًا على الغزاة - 00:14:23ضَ
الذين هم الآن السُكان "الشرعيّون" لأمريكا. - 00:14:26ضَ
الحلُّ الأمثَلُ الذي اقترحَه الكاتبانِ هو فَرضُ نظامٍ جَذْرِيٍّ للتعليم - 00:14:29ضَ
radical system of education، - 00:14:34ضَ
وذلك بعَزْلِ أطفالِ الهنود الحمر -منذ سنٍّ مُبَكِّرَةٍ قَدرَ الإمكان- عن محيطهم القَبَلِيِّ - 00:14:36ضَ
وإخضاعِهم جماعِيًّا للتعليم الإجباريِّ، - 00:14:42ضَ
ويقول هاريس إنَّ سنة أو سنتين أو ثلاثًا لا تُوَفِّر على الأمريكيين -بالقدر الكافي- - 00:14:45ضَ
مصاريفَ الصراع مع الهنود مثل خمس أو عشر سنوات من التعليم المدرسي؛ - 00:14:50ضَ
لأنَّ مُدَّة التعليم القصيرة لا تؤثِّر كثيرًا على الحياة القبلية للهنود - 00:14:56ضَ
ولا تُحَوِّلهم إلى مجتمعٍ منتجٍ صناعيًّا، - 00:15:00ضَ
وهو ما يَضْطَرُّ الدّولةَ لحماية نفسها من خطرِ الهنود - 00:15:03ضَ
بإنفاقِ مصاريفَ باهظةٍ باستمرارٍ - 00:15:06ضَ
لِدَعْمِ القوَّة العسكريَّة اللازمةِ لمُواجهتِهم، - 00:15:09ضَ
أو أن تُضْطَرَّ الدولةُ لخيارِ سياسة الإبادة القاسي؛ - 00:15:12ضَ
فيقترحُ (Harris) التعاملَ مع الهنود بروحٍ تَبْشِيرِيَّةٍ تَنْصِيرِيَّةٍ - 00:15:16ضَ
وفَرضَ تعليمٍ إجبارِيٍّ عليهم، وإبعادَهم عن أهلهم - 00:15:20ضَ
لمُدَّةٍ تَصلُ إلى عشرِ سنواتٍ - 00:15:24ضَ
كشكلٍ من الانخراط الحضاري. - 00:15:27ضَ
هذا هو (William Harris)، - 00:15:29ضَ
أحد أهم العشرة الذين وضعوا النظامَ التّعليمي المعمول به عالميًّا حتى الآن: - 00:15:30ضَ
إدخالُ الأطفال في المدارس مُبَكِّرًا وإبقاؤهم فيها لُمَدَدٍ مُطَوَّلَةٍ، - 00:15:35ضَ
ومن أهمِّ أهدافه: إضعافُ القوى القَبَلِيَّة، - 00:15:40ضَ
وإضعافُ تأثير آبائهم عليهم، - 00:15:43ضَ
وإملاءُ سياسة الدولة عليهم. - 00:15:45ضَ
إذا تحقَّقَتْ هذه الأهداف في المجتمعات بهدوء فبها ونِعْمَتْ، - 00:15:48ضَ
وإلا تكرَّرَ مثلُ هذا النموذج بشكل سافر - 00:15:51ضَ
كما يَحصُل الآن في الصين من انتزاع أبناء المسلمين الإيغور منهم، - 00:15:56ضَ
وتَنشِئتِهم من قِبَل الدولة الشيوعية، وإخراجِهم من دينهم وتاريخِهم؛ - 00:16:00ضَ
ليتحوَّلوا -كبقية الصّينيين- إلى آلاتٍ بشريَّةٍ مُنصَاعةٍ. - 00:16:04ضَ
أقرَّ (Harris) بوجود قولبة للناس عبر نظام التعليم المدرسي، - 00:16:10ضَ
حيث قال في كتابه (فلسفة التعليم): - 00:16:14ضَ
"إن تسعةً وتسعين بالمائة من الناس في كلِّ أمةٍ متحضرةٍ هم كائناتٌ آلية automata، - 00:16:17ضَ
حريصون على السّير في المسارات المحددة، - 00:16:23ضَ
وحريصون على اتباعِ العادات المُملاة عليهم، - 00:16:26ضَ
وهذا ليس صدفةً بل نتيجةٌ للنظام التعليمي المُكثَّف، - 00:16:28ضَ
والذي إن أردنا تعريفه بشكل علمي: - 00:16:33ضَ
هو عبارة عن تَقييد الفرد وتَذوِيبِه ونَزعِ فَرْدَانِيَّتِه" - 00:16:36ضَ
ثمَّ ذَكَرَ مقترحات لعلاج هذه القولبة. - 00:16:41ضَ
قد يقول قائل: يا أخي! وما شأننا وهارس وفشته؟ هذا الكلام قديم، - 00:16:44ضَ
الآن الغرب يُعلِي من قيمةِ حريَّة التفكير، - 00:16:48ضَ
هذه القولبة ونزع حرية الإرادة كانت قديمًا. - 00:16:51ضَ
كانت قديمًا؟! - 00:16:54ضَ
ما قولُك إذن في القولبة وغسلَ الأدمغةِ الذي يتعرَّض له الطُلَّاب في العالم اليوم؟ - 00:16:55ضَ
فيما يتعلَّق بملفِّ الشذوذ الجنسيِّ مثلًا، - 00:17:01ضَ
بعدما تمَّ نزع الإرادة وغسل الأدمغة من قبلُ بتحويل الزّنا إلى حريّة شخصية؟ - 00:17:03ضَ
إِذَا أصبح مُبَرَّرًا أن تُنتَزَع إرادةُ الطُلَّابِ -كما يريده فشته- - 00:17:09ضَ
ويتِمَّ إدماجهم حضاريًّا وإملاءُ القِيَمِ عليهم -كما يريده هاريس، - 00:17:13ضَ
وكلُّ هذا تحت عنوان (تقوية الدولة)، - 00:17:18ضَ
ولم تكن هناك مرجعيَّةٌ ثابتةٌ صحيحةٌ من الوحي تَحكُم القِيَمَ، - 00:17:20ضَ
فإنَّ القِيَمَ ستتغيَّر من زمنٍ لآخرَ، - 00:17:25ضَ
فتقبل الشذوذ -مثلا- هو الآن قيمةٌ حضاريّة، - 00:17:28ضَ
يجبُ قولبة الطلابِ وغَسلُ أدمغتهم لأجلها، - 00:17:31ضَ
بعدما كان الشذوذ مرفوضًا رفضًا قاطِعًا. - 00:17:35ضَ
قارنْ هذا بالوَضع الإسلامي الصحيح، - 00:17:37ضَ
الذي يكون فيه الوحيُ هو المَرجِعَ والمسطرة - 00:17:40ضَ
التي لا تتغيَّر ولا تتبدَّل مع مرور الزمن، - 00:17:43ضَ
والذي يكون فيه ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ شعارَ الجميعِ - 00:17:47ضَ
في مُجتمعٍ مُحصَّنٍ من أن يُملى على أطفاله أهواءُ أو آراءُ طَغامٍ من البشر. - 00:17:51ضَ
حتى عام 1954 لم يكن مسموحًا للأطفال السّودِ في أمريكا - 00:17:57ضَ
أن يدرسوا في نفس الفصول مع الأطفال البيض، - 00:18:02ضَ
ثم قرَّرت المحكمة العليا دمجهم مع البيض، - 00:18:05ضَ
فثارت ثائرة الكثيرين، وخرجوا في مظاهرات رافعين لافتات: - 00:18:08ضَ
(أوقفوا دمج الأجناس!)... (دمج الأجناس شيوعية)... - 00:18:12ضَ
الطفلة Ruby Bridges كانت إذا دخلت الصف - 00:18:16ضَ
يعترضُ الآباء ويخرجون أبناءهم البيضَ منه لتبقى وحدها، - 00:18:18ضَ
وروبي ما زالت على قيد الحياة، - 00:18:23ضَ
فتصوروا أننا نُقَلِّد هذه المنظومةَ ونَأخذ منها النّظام الّتعليمي دون كثيرِ غَربَلَةٍ، - 00:18:25ضَ
وهي التي بقيت لعهدٍ قريبٍ تَتَخَبَّطُ بشكل صارخ في التمييز على أساس لون البشرة، - 00:18:31ضَ
مع أننا أمةُ: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [القرآن 49: 13]، - 00:18:37ضَ
التي يقول فيها أمير المؤمنين القُرَشِيُّ عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه: - 00:18:41ضَ
"أبو بكر سيدُنا، وأعتقَ سيدَنا" - 00:18:45ضَ
يعني بلالا الحبشيّ الأسود كما روى البخاري. - 00:18:48ضَ
قد يقول قائل: - 00:18:52ضَ
أنت تَذْكر سلبيَّات هذا النظام التعليمي، ولا تَذْكر إيجابيَّاته، وهذا انحياز. - 00:18:52ضَ
فنقول: هدفُنا هنا -يا كرام- - 00:18:57ضَ
ليس العرضَ التاريخيَّ الأكاديميَّ الذي يذكر كافَّة تفاصيلِ الموضوع، - 00:18:59ضَ
بل هدفُنا التركيز على النقاطِ التي يفترق فيها هذا النظامُ التعليميُّ بشكل كبير - 00:19:03ضَ
عن مفهوم التعليم والتعلُّم في الإسلام، - 00:19:10ضَ
والثمارِ المشؤومةِ التي يُعانِيها العالم من ذلك. - 00:19:12ضَ
لسنا وحدنا من ينقدُ هذه المنظومة ونتاجَها، - 00:19:15ضَ
بل تتعالى أصوات منهم هم أنفسِهم بذلك، - 00:19:18ضَ
ففي عام 1983 وجَّهت اللجنةُ الوطنيَّةُ للتميُّزِ التعليميِّ في أمريكا - 00:19:21ضَ
تقريرًا للأمَّة الأمريكية ولوزارة التعليم بعنوان: - 00:19:27ضَ
(أمة في خطر - A Nation at Risk: حَتْمِيَّةُ إصلاح التعليم) - 00:19:31ضَ
وكان مما قاله James Harvey كاتبُ التقرير: - 00:19:35ضَ
"إنَّ الأُسَسَ التربوية لمجتمعنا تتآكل في الوقت الحاضر... - 00:19:38ضَ
بسبب المدِّ المُتصاعد للرداءة التي تهدِّد مستقبلنا كدولة وشعب،... - 00:19:42ضَ
فلو حاولت قوَّةٌ أجنبيَّةٌ وعَدُوَّةٌ فرضَ هذا الأداء التعليميِّ الرديءِ والفاشلِ... - 00:19:47ضَ
الذي نراهُ اليوم على أمريكا... - 00:19:52ضَ
لكُنَّا اعتَبَرْنا هذا التَصرُّفَ بمثابة عدوانٍ حربيٍّ علينا". - 00:19:54ضَ
حسنًا، هل تم بالفعل إصلاح النظام التعليمي بعدها؟ - 00:19:59ضَ
لعلَّ الجوابَ في كتاب John Gatto الذي نَشَره بعد 8 سنوات عام 1991، - 00:20:03ضَ
(جون جاتو) كان قد عمل طويلًا في التدريس - 00:20:09ضَ
ونشر كتابه: (Dumbing Us Down - يعني تخويفنا أو إخراسنا: - 00:20:11ضَ
المنهج المخفي للتعليم الإجباري)، - 00:20:16ضَ
ينتقدُ فيه المنهاج الأكاديمي في المدارس الأمريكية، - 00:20:18ضَ
وانتشرَ الكتاب بشكلٍ كبير، - 00:20:22ضَ
وأُصدِرَت منه نسخةٌ ثانيةٌ عام 2002، - 00:20:24ضَ
وأَوَدُّ أن أُترجم لكم مقتطفاتٍ مما جاء في هذا الكتاب؛ لتدركوا حجم الأزمة، - 00:20:27ضَ
يقول (جاتو): "إن المدارس والتعليم المدرسي هي -بشكل متزايد- - 00:20:33ضَ
غيرُ خادمةٍ للمشاريع العظيمة على هذا الكوكب -يعني الأرض،... - 00:20:37ضَ
لم يعدْ أحدٌ يُصدق أن علماء الطبيعة يحصلون على التأهيل اللازم في حِصَّةِ العلوم،... - 00:20:41ضَ
ولا السياسيين في حصة التربية الوطنية،... - 00:20:47ضَ
ولا الشعراء في حِصَّة اللغة الإنجليزية" - 00:20:50ضَ
يعني أن الناس الناجحين في تلك الدولِ - 00:20:52ضَ
لم تَكُنِ المدارس هي سببَ نجاحِهم، - 00:20:54ضَ
يقول جون جاتو: - 00:20:57ضَ
"إن الحقيقة هي أن المدارس لا تُدَرِّس أي شيء إلا كيف تطيع الأوامر"، - 00:20:59ضَ
يعني الـ(shaping) القولبة التي تكلمنا عنها، - 00:21:04ضَ
يتابع: "إن المؤسسة المدرسية سيكوباتية psychopathic معتلة نفسيا- - 00:21:07ضَ
ليسَ لديها وعيٌ أو إدراكٌ، - 00:21:12ضَ
يَرِنُّ الجَرسُ فيكون على الولد أن يقطع كتابة قصيدة شِعريَّة ويغلقَ دفتَره - 00:21:14ضَ
لينتقلَ إلى خليَّةٍ أخرى، - 00:21:20ضَ
حيث عليه أن يحفظَ أنَّ الإنسان والقردةَ ينحدرانِ من سَلفٍ مُشترَك". - 00:21:22ضَ
أي أن الطالب يتعلَّم معلوماتٍ متناقضةً، - 00:21:27ضَ
ويرى بنفسه في حصَّة الآداب أو اللغة قدراته البشريَّةِ التي تُمِيِّزُه عن الحيوانات، - 00:21:29ضَ
ثم في حِصَّةِ العلوم عليه أن يحفَظُ أنَّه أخٌ لهذه الحيوانات لأب مشترك، - 00:21:35ضَ
طبعًا لأنه ليس هناك رؤيةٌ موحَّدةٌ مُنْطلِقَةٌ من الوحي الصّادق، - 00:21:40ضَ
بل تفكيكٌ لمكوّنات الإنسان ووعيِه. - 00:21:45ضَ
هذا الفصامُ بين المواد هو الطابَعُ الموجود الآن في عامة المناهج المدرسية عبر العالم، - 00:21:48ضَ
خاصةً المناهجَ التي تُدَغْدِغُ عاطفةَ الناس بموادَّ دينيَّةٍ، - 00:21:54ضَ
وفي الوقت ذاتِه تُمْلِي على الطلَّابِ مَا تريده الدولةُ - 00:21:58ضَ
أو ما يمليه العلم الزائف عن الكون والحياة. - 00:22:01ضَ
يقول (جون جاتو) أيضًا في كتابه: - 00:22:04ضَ
"لن يَحْصُل إصلاحٌ على مستوى واسعٍ لطلابنا المُدَمَّرين ولا لمجتمعنا المدمَّر - 00:22:06ضَ
إلا بتوسيعِنا لمفهومِ المدرسةِ ليشملَ الأسرةَ كمحرِّكٍ أساسٍ للتعليم" - 00:22:12ضَ
وهو ما تَحدَّثنا عنه من تولِّي كلِّ راعٍ مسؤوليّته في التَّعليم، - 00:22:18ضَ
ويقول عن التعليم بشكلٍ عام: "يجب أن يجعلك غنيًّا روحيًّا، - 00:22:21ضَ
يجبُ أنْ يُعلِّمَكَ أَمْرَينِ مُهِمَّيٍن: كيفَ تَعيش، وكيفَ تَموت" - 00:22:26ضَ
وهو ما لا تُعَلِّمه المنظومةُ التعليميةُ التي تُعْنَى بالمادة أكثرَ من الإنسانِ. - 00:22:30ضَ
حتى من ناحيةٍ ماديَّةٍ إنتاجيَّةٍ، هل يعتبر هذا النظامُ التعليمي ناجحًا؟ - 00:22:35ضَ
بل ما زالتِ الأصواتُ تتعالى بقصورِه حتى من هذه النّاحية، - 00:22:40ضَ
عام 2006 المستشار الدولي Sir Ken Robinson - 00:22:44ضَ
-والذي مُنح لقب (فارس) لخدماته في التعليم- - 00:22:48ضَ
ألقى مُحاضرةً على TED هي الأكثر مشاهدة في تاريخ البرنامج - 00:22:51ضَ
-حوالي 66 مليون مشاهدة حتى الآن- - 00:22:55ضَ
بعنوان (هل المدارس تقتل الإبداع؟)، - 00:22:58ضَ
انتَقَدَ فيها النظام التعليميَّ للمدارس من حيث إنه يُوجِدُ رهبةً من الخطأِ، - 00:23:01ضَ
وهو ما يَقتُل في الطلاب الإقدامَ والقُدرةَ على الإبداعِ، - 00:23:06ضَ
وأنه لا يُراعي حاجة الأطفال للحركة واللعب، - 00:23:09ضَ
ومن حيثُ الجمود في التسلسل الهرميّ للمواد؛ - 00:23:13ضَ
فلا يستكشفُ المواهبَ، بل يَدفنُها. - 00:23:16ضَ
ويقول روبينسون: - 00:23:19ضَ
"إن التعليمَ مثلُ أداة التنقيب التي تبحث وتُنقّبُ عن أشياء محددة فقط من منجم العقل، - 00:23:20ضَ
وما دون ذلك، فقد يُوصمُ الطالبُ بأنه مريضٌ - 00:23:26ضَ
بدلًا من كونه مُتميِّزًا في جوانبَ أخرى غيرِ المُنَقَّبِ عنها"، - 00:23:30ضَ
ثم جاء الدكتور George Land ليتحدَّث في فيديو بعنوان (فشل النجاح) - 00:23:35ضَ
أن وكالة الفضاء الأمريكية NASA - 00:23:39ضَ
كانت طلَبَتْ منه ومن زميله beth jarman - 00:23:41ضَ
اختبارًا لفحص الإبداعية لدى موظفيها، - 00:23:43ضَ
طوَّر هو وزميله هذا الاختبار، ثم قالا: فلنجربه على الأطفال. - 00:23:46ضَ
فوجَدَا أنّه كلَّما تعلَّم الأطفال في المدارس قُتِلَت القدراتُ الإبداعيَّة - 00:23:50ضَ
التي كانت لديهم في البداية، - 00:23:55ضَ
ثم عاد روبينسون عام 2013 ليظهر على TED في محاضرة بعنوان: - 00:23:58ضَ
(كيف نجتازُ وادي الموت التَّعليمي). - 00:24:03ضَ
سيقول قائل: كيف يَصِف هؤلاء النظام التدريسيَّ بقتل المواهب، - 00:24:06ضَ
ونحن نشهد هذا التقدُّمَ الهائلَ في المُخترَعَات والاكتشافات؟ - 00:24:10ضَ
فنقول لكم: القدرات التي منحها الله للإنسان هائلةٌ، - 00:24:13ضَ
ومكتشفاتُ اليوم هي نتيجةُ تراكمٍ معرفيٍّ لقرونٍ كثيرةٍ، - 00:24:17ضَ
كان للمسلمين فيها بَاعٌ كبيرٌ -كما ذكرنا، - 00:24:21ضَ
فالتقدُّمُ في الاكتشافاتِ لا يعني أنَّ النظام التعليميَّ في المدارس ناجحٌ، - 00:24:25ضَ
بل في كتاب (دعائم التَمَيُّزِ) والمنشور عام 1962 - 00:24:30ضَ
تم استعراض طفولة أكثرَ من 400 شخصيةٍ مؤثرةٍ في القرن العشرين، - 00:24:34ضَ
ووُجِد أن 3 من كل 5 منهم -أي 60%- - 00:24:39ضَ
كانوا غيرَ راضين عن المدارس ولا عن المعلمين المدرَسِيِّين. - 00:24:44ضَ
وللعلم، Thomas Addison كان مُدَرِّسُوه قد وصَفوه بأنه غَير كُفْءٍ للتعليم المدرسيِّ misfit، - 00:24:48ضَ
لم يُكملْ تعليمه المدرسيَّ، وتوقَّف عند المرحلة الابتدائية، - 00:24:55ضَ
ثم أصبح هذا الـ(misfit) أحدَ أكبر المكتشفين في العصر الحديثِ، - 00:24:59ضَ
ولديه 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه. - 00:25:03ضَ
Albert Einstein كان أستاذُ اللغة الإغريقية قد أخبره أنه لن يُفلحَ في شيء - 00:25:08ضَ
وأنَّه يُضيعُ وقتَ الجميع، وعليه أن يغادِرَ المدرسة مباشَرَةً، - 00:25:13ضَ
والله أعلم كم من الأذكياء والموهوبين -شرقًا وغربًا- دُفِنَت مواهبُهم - 00:25:17ضَ
لعدم قُدرةِ النظام التعليميِّ على اكتشافهم وتنميةِ مواهِبِهم. - 00:25:22ضَ
هناك محاولاتٌ للخروج عن هذا النَمَطِ المدرسيِّ المعروفِ، - 00:25:27ضَ
مثل مدارس Wladorf التي تتَجَنَّب استخدامَ التكنولوجيا، - 00:25:30ضَ
وترفعُ شِعارَ التركيز على تنميةِ المواهب، - 00:25:34ضَ
وعددٌ من موظفي ما يعرف بـSilicon Valley في أمريكا يَضعون أبناءَهم فيها، - 00:25:37ضَ
مؤسسُ فكرة هذه المدارس هو Rudolf Steiner المتأثِّر بالفلسفة الشرقية، - 00:25:42ضَ
لذلك لا تستغربْ عندما ترى أن البرنامج - 00:25:47ضَ
الذي يُوزَّع على أولياء أمور الأطفال في الحضانات - 00:25:50ضَ
يتَضَمَّنُ في الـSnack time أغنيةً يشكرُ الطُّلَّابُ فيها الشمسَ - 00:25:53ضَ
والأرض والماء على الطعام الذي منحونا إياه، - 00:25:57ضَ
وهذا هنا في بلاد المسلمين. - 00:26:01ضَ
ورحمة الله على ابن تيمية إذ قال في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) - 00:26:03ضَ
في تبيين الحكمة من أمرنا بمخالفة المشركين، - 00:26:08ضَ
قال: "يكفيكَ أن فسادَ الأصلِ لا بُدَّ أن يؤثِّر في الفرع، - 00:26:11ضَ
ومن انتبهَ لهذا قد يعلمُ بعضَ الحكمة التي أنزلها الله، - 00:26:16ضَ
فإنَّ مَن في قلبِه مرضٌ قد يرتابُ في الأمر بنفسِ المخالفة لعدمِ استِبانته لفائدته..." - 00:26:20ضَ
"وحقيقة الأمر أن جميع أعمالِ الكافر وأموره - 00:26:26ضَ
لا بد فيها من خللٍ يمنعها أن تتم له منفعةٌ بها، - 00:26:30ضَ
ولو فُرِض صلاحُ شيء من أمورِه على التمامِ - 00:26:35ضَ
لاستحقَّ بذلك ثوابَ الآخرةِ، ولكنَّ كلَّ أموره إما فاسدةٌ وإما ناقصةٌ". - 00:26:38ضَ
يعني قد يستغربُ المسلم: - 00:26:45ضَ
لماذا يأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بمخالفة المشركين وعدم تقليدهم، - 00:26:46ضَ
تقليدِهم في المناهج الثقافية مثلًا، - 00:26:52ضَ
لا نتكلَّم عن الاستفادة من المكتشفات، - 00:26:55ضَ
لكنْ تقليدِهم في المناهجِ التي لها علاقة بالتصوُّر عن الكونِ والحياةِ، - 00:26:57ضَ
تقليدُهم في هذا متضمِّنٌ لفسادٍ قد تلاحظه وقد لا تلاحظه؛ - 00:27:02ضَ
فإنَّ أعمالَهم إما فاسدةٌ وإما ناقصةٌ، - 00:27:07ضَ
والجديرُ بالمسلمين أن يَصوغوا هم طريقتهم في التعليم انطلاقًا من مَرجِعيّة الوحيِ. - 00:27:10ضَ
من المحاولات للخروج عن النمط التدريسيِّ الشائع: - 00:27:16ضَ
محاولاتُ الأمريكي بنغالي الأصل Salman Khan - 00:27:20ضَ
الحاصلِ على شهاداتٍ متنوعةٍ - 00:27:23ضَ
وصاحبِ أسلوبٍ مُبَسَّطٍ في الشرح - 00:27:25ضَ
والذي انتَقدَ النظامَ التعليميَّ في كلِمةٍ له على TED، - 00:27:27ضَ
وكذلك في مقابلة له بعنوان: (تاريخ التعليم) - 00:27:31ضَ
وبعض معلومات حلقتنا مذكورة في مقابلته هذه، - 00:27:34ضَ
أسَّسَ سلمان خان منصةً تعليميَّةً مجانيَّةً عالمية تُدرِّس الكثير من العلوم، - 00:27:38ضَ
بما يفيدُه ذلك من مراعاةٍ للفُروقات الفرديَّةِ في الاستيعابِ؛ - 00:27:44ضَ
فتتيح للطالب أن يشاهدَ الموضوع الذي يريد دراسته، - 00:27:48ضَ
ويُعيدَ الموضعَ الذي لم يفهمْه بأسلوبِ شرحٍ مبسط، - 00:27:51ضَ
لكنْ ما إن اشتهرت هذه المِنَصَّة حتى احتواها حيتانُ الرأسماليَّة - 00:27:54ضَ
مثل Google وBill Gates بمنحٍ بملايين الدولارات، - 00:27:59ضَ
ومع المنحِ الماليَّةِ تأتي الأجندات الفكرية والأخلاقية كالعادة. - 00:28:03ضَ
العامَ الماضيَ في العيد الخمسينَ للشواذِّ، والذي احتفلت به Google وMicrosoft - 00:28:07ضَ
عَزَفَت (Khan Academy) على أنغامِهم بتغريداتٍ على Instagram - 00:28:12ضَ
تُرَمِّزُ شَخصياتٍ شاذَّةً جِنسِيًّا، - 00:28:16ضَ
ورصدت CBN NEWS كيف تقوم المِنصَّةُ بالزجِّ بِهذه الأجندةِ في دُروسِ الأطفالِ - 00:28:18ضَ
بتَركِ فراغٍ مثلًا في دُروس اللغة الإنجليزيةِ في الحديث عن امرأتين، - 00:28:23ضَ
وعلى الطَّالب أن يختار الإجابة الصحيحة لُغَويًّا، - 00:28:28ضَ
ما هي هذه الإجابة؟ - زوجَتَيهِما، - 00:28:31ضَ
أي كلُّ امرأةٍ كانت تخرجُ مع زوجتِها إلى الغداء، - 00:28:33ضَ
شَكْلٌ مِنْ أشكالِ الـindoctrination؛ - 00:28:37ضَ
غسلِ أدمغةِ الأطفال وإملاءِ ما يريده حيتان الرأسمالية. - 00:28:40ضَ
وعادت الأكاديميةُ فاحتفلتْ هذه السنةَ أيضًا بيومِ الشواذِّ - 00:28:45ضَ
بتغيير شعارِها على تويتر إلى ألوان علمِ الشواذِّ أثناءَ يومِهم. - 00:28:49ضَ
فما دام التغيير إنما هو في الأسلوب والشَكل - 00:28:53ضَ
وليس في الدَّوافع والغاياتِ والمرجعيةِ فلن يَحصُل الإصلاح المنشودُ، - 00:28:56ضَ
وما دام كثيرٌ من الدول ليسَ همُّها الأكبرُ تعليمَ الطلاب ما ينفعُهم في دينهم و دنياهم - 00:29:01ضَ
وإنما الـindoctrination القولبةُ - 00:29:07ضَ
وتكريسُ ما يُراد للأطفال أن يَقتنِعوا به - 00:29:10ضَ
وتعليم الانصياعِ -كما بيَّن أيمن عبد الرحيم- في محاضرتِه: (مجتمع بلا مدارس) - 00:29:13ضَ
فلن يَحصُل التغييرُ المنشودُ. - 00:29:18ضَ
ظهرتْ أيضًا البرامجُ الدولية مثل IG وSAT وIB - 00:29:20ضَ
لكن تَبقى هناك عناصرُ مشتركةً بين هذه الأشكال جميعًا - 00:29:25ضَ
-كلِّ أشكالِ التعليم التي ذكرناها اليوم: - 00:29:29ضَ
انقطاعُ العلم عن مرجعيةِ الوحي، - 00:29:31ضَ
قطعُ دلالةِ العلمِ على الخالق والإيمان به، - 00:29:33ضَ
غيابُ المعنى التعبُّدي في طلب العلم، - 00:29:36ضَ
القولبةُ، وترسيخُ الاعتقاداتِ المُراد للطلَّاب أن يعتَقِدوها - 00:29:39ضَ
بمرجعياتٍ متغيَّرةِ يُمْليها أصحابُ القُوَّةِ أو رأسِ المالِ، - 00:29:43ضَ
القابليةُ لتغيير القِيَم بشكل مستمر، - 00:29:48ضَ
قياسُ مُخرَجاتِ التعليمِ بالعلامةِ والتأهُّل لسوقِ العمل - 00:29:51ضَ
وليسَ ببناءِ الإنسان المُتكاملِ المُؤَهَّل لتحقيق العبوديةِ لله بمفهومها الشامل، - 00:29:55ضَ
وفي كثير من المناهج انفصالُ الموادِ بعضُها عن بعضٍ وتعارضُها فيما بينها، - 00:30:01ضَ
بحيث يُدَرَّس الطلاب في حصَّة الأحياء - 00:30:07ضَ
ما يُصادم الذي يتعلَّمونه في حِصَّةِ الدين - 00:30:10ضَ
عن نشأةِ الكونِ والحياةِ مثلًا. - 00:30:13ضَ
حسنًا، ما البديل؟ ما التعليم الذي نريد؟ - 00:30:15ضَ
ما أركانه؟ وما هو مكانُ المرأة مِن هذا كله متأثرةً أو مؤثرةً؟ - 00:30:18ضَ
هذا ما سنجيبُ عنه في الحلقة القادمة -بإذن الله-. - 00:30:22ضَ
يَجدُر الذِكْرُ بأنَّني حصلت على كثيرٍ من معلوماتِ هذه الحلقةِ من مادةٍ قام بتجميعها - 00:30:26ضَ
أخي: الدكتور عبد الرحمن ذاكر، - 00:30:31ضَ
الطبيبُ المعالج النفسي والتربوي المُهتَمُّ بملف النفس والتعليم، - 00:30:33ضَ
وكذلك استفدتُ في إعدادها من مناقشةٍ مع أخي الأستاذ: أنس شيخ كريِّم، - 00:30:37ضَ
المختصِّ في الشريعة وعلم النفس التربوي، - 00:30:41ضَ
ومن جهود بعض الإخوة والأخوات - 00:30:44ضَ
الذين ساعدوني في التحري واستخراج المعلومات لحلقة اليوم - 00:30:46ضَ
فجزاهم الله خيرا جميعًا. - 00:30:51ضَ
والسلام عليكم ورحمة الله. - 00:30:53ضَ