سلسلة المرأة

المرأة والبحث عن الذات

إياد قنيبي

السلامُ عليكم. - 00:00:00ضَ

جئنا إليها وهي منطلقةٌ كما في كلِّ يومٍ. - إلى أين يا فتاة؟ - 00:00:00ضَ

- إلى الجامعة، ثم إلى الوظيفة، إلى سوق العمل، إلى الإعلام - 00:00:04ضَ

- ماذا تريدين من ذلك؟ - 00:00:09ضَ

- أريد أن أثبت نفسي. - 00:00:10ضَ

- تثبتينها أمام مَن؟ - 00:00:12ضَ

- أمام نفسي، كي أحترم نفسي - 00:00:14ضَ

- كيف؟ - 00:00:17ضَ

- بالنجاح في الدراسة والعمل. - 00:00:18ضَ

- ماذا ستُثبتين لنفسكِ بذلك؟ - 00:00:20ضَ

- أنِّي لستُ أقلَّ من قريناتي ذكاءً ولا همَّةً ولا إنتاجيَّةً. - 00:00:22ضَ

- حسنًا، ومَن قال إنَّ هذه هي المعايير الصحيحة لتقييم نجاحكِ بصفتك امرأةً؟ - 00:00:27ضَ

مَن قال إنَّ الإنتاجيَّةَ هي الإنتاجيَّةُ في العمل الوظيفيِّ والمهنيِّ؟ - 00:00:32ضَ

- هذه هي المعايير التي يتعامل بها الناس. - 00:00:37ضَ

- إذن، فأنتِ تُثبتين للنَّاس وفقًا لمعاييرهم هُم! - 00:00:40ضَ

- نظرتي لنفسي ستتأثَّر -رغمًا عنِّي- بنظرة الناس إليّ. - 00:00:44ضَ

- هل أنت ناجحةٌ حقًّا وقويَّةٌ حقًّا - 00:00:48ضَ

إذا رهنتِ نظرتكِ إلى نفسكِ بنظرة الناس إليكِ وتقديرهم لنجاحكِ؟ - 00:00:52ضَ

هل ترهِنين سعادتَكِ بتحقيق النجاح وِفق المعايير التي يفرضها الناس؟ - 00:00:57ضَ

هل الناس هم الذين لهم الحقُّ أن يحدِّدوا متى تكونين ناجحةً ومتى تكونين فاشلةً؟ - 00:01:03ضَ

هل معاييرهم هي الحقُّ المُطلق لتشغلي بالك بها؟ - 00:01:10ضَ

ماذا إذا تغيَّرت معاييرهم -وهي حقًّا تتغيَّر مِن زمنٍ إلى آخر- - 00:01:14ضَ

هل ستحاولين تحقيق النجاح بمعاييرهم الجديدة؟ - 00:01:19ضَ

هل أنت تضمنين الاستقرار النفسيَّ بذلك؟ - 00:01:23ضَ

حسنًا، ماذا إذا لم تُثبِتي لهم أنَّكِ ناجحةٌ بمعاييرهم؟ - 00:01:25ضَ

- سأشعر بالفشل! - 00:01:30ضَ

- حسنًا، وإذا كنتِ ذكيَّةً صاحبةَ همَّةٍ، - 00:01:31ضَ

لكنَّ المجتمع ظلمكِ، - 00:01:34ضَ

نظامَ التعييناتِ ظلمكِ، - 00:01:35ضَ

اخْتِيرَت غيرُكِ للوظيفة؛ لأنَّها أجمل منكِ؛ لا لأنَّها أكثر كفاءة، - 00:01:37ضَ

هل ستشعرين بالفشل؟ - 00:01:41ضَ

لماذا ترْهنين حياتكِ بنظرة النَّاس لكِ؟ - 00:01:43ضَ

هل هدفكِ في الحياة نظرة الناس؟ - 00:01:46ضَ

بل هل تساءلتِ ما هدفك في الحياة؟ - 00:01:50ضَ

هل فكَّرتِ في: مَن أنتِ؟ - 00:01:53ضَ

لماذا أنتِ هنا في هذه الحياة؟ ماذا تريدين؟ - 00:01:55ضَ

إذا حدَّدتِ هدفكِ فإثباتُ النَّفس والبحثُ عن الذات يأتي تِلقائيًّا؛ - 00:01:58ضَ

لأنَّكِ ستجدينها في تحقيق هدفك. - 00:02:03ضَ

أنت -كونك مسلمةٍ- أليست لكِ أهدافٌ تميِّزكِ عن غيركِ؟ - 00:02:06ضَ

- لكن أنا أريد أن أحقِّق ذاتي بما لا يخالف ديني، - 00:02:10ضَ

فأخرج لميادين الدِّراسة والعمل وأنا ملتزمةٌ بحجابي. - 00:02:14ضَ

- هذه الطريقة هي أَسْلَمَةٌ سطحيَّةٌ لمفهومٍ مستورَدٍ، - 00:02:18ضَ

وكأنَّها خَتمٌ خارجيٌّ دون النَّظر في جذور الفكرة نفسها. - 00:02:22ضَ

القضيَّة ليست: (ماذا تلبسين) في المقام الأوَّل، - 00:02:26ضَ

بل المحرِّكُ الذي يدفعكِ إلى هذا العمل، - 00:02:29ضَ

وقيَمُكِ ومعاييركِ التي تقيِّمين بها الأمور. - 00:02:32ضَ

تحقيق الذات في الغرب مبنيٌّ على نظرتهم للحياة، - 00:02:36ضَ

النظرةِ الفرديَّة التي تُعرِض عن الله - 00:02:39ضَ

وما حدَّده للناس من أهدافٍ ومن أدوارٍ في هذه الحياة، - 00:02:42ضَ

ولا تحسِب حسابًا للآخرة، - 00:02:45ضَ

مرتبطٌ بسياقهم الاجتماعيِّ والثقافيِّ، - 00:02:48ضَ

مرتبطٌ بتعريفهم هم للسعادة والنجاح. - 00:02:51ضَ

أمَّا نحن فأمَّةٌ لها هدفها ومعاييرها، - 00:02:54ضَ

ولها قيمُها وتعريفاتها ونظرتها للكون والحياة، - 00:02:58ضَ

فلا أحقِّقُ ذاتي بعيدًا عن تحقيق غاية وجودي، - 00:03:02ضَ

﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [القرآن 6: 162]، - 00:03:06ضَ

فكلُّ حياتي عبادةٌ، - 00:03:12ضَ

وأنا أسعى لتحقيق نجاحي في هذه العبوديَّة لله، - 00:03:13ضَ

وأنا مؤمنٌ تمامًا أنَّه متضمِّنٌ لسعادتي ونجاحي؛ - 00:03:17ضَ

إذْ أومن بوعد الله -تعالى- القائل: - 00:03:22ضَ

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [القرآن 16: 97]. - 00:03:25ضَ

في مقابل المفهوم الغربيِّ - 00:03:32ضَ

الذي ألَّه الإنسان وشهواته وأعرض عن العبوديَّة، - 00:03:33ضَ

فانطبق عليه قول الله تعالى: - 00:03:37ضَ

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [القرآن 20: 124]. - 00:03:39ضَ

ألم يحدِّد خالقكِ -سبحانه- الذي تؤمنين به أهدافًا نهائيَّةً وقال: - 00:03:44ضَ

﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [القرآن 83: 26]؟ - 00:03:49ضَ

وأعطاكِ خريطة الطريق لهذه الأهداف، - 00:03:51ضَ

فمَن له الحقُّ بعد ذلك في تحديد معايير النجاح وأولويَّاته؟ - 00:03:54ضَ

الناس أم ربُّ الناس الذي خلقكِ وخلقهم، - 00:03:59ضَ

ورزقكِ ورزقهم، - 00:04:02ضَ

وبيده سعادتكِ وسعادتهم، وشقاؤكِ وشقاؤهم، - 00:04:04ضَ

وإليه معادكِ ومعادهم؟ - 00:04:08ضَ

ماذا إذا كانت معايير الناس فاسدةً - 00:04:10ضَ

ولا تحقِّقين النجاح في نظرهم إلَّا بإغضاب ربِّ الناس؟ - 00:04:13ضَ

ماذا -في المقابل- إذا كنتِ ناجحةً مَرضِيَّةً عند ربِّ الناس، - 00:04:17ضَ

وقمتِ بأعمال لم يطَّلع عليها إلَّا هو -سبحانه- - 00:04:22ضَ

ولم يرها الناس ولم تُثبتي لهم بها أيَّ شيءٍ، - 00:04:25ضَ

هل ضاعت هذه الأعمال، - 00:04:29ضَ

ولن تُسْهِمَ في نظرتكِ لنفسكِ واحترامكِ لذاتكِ؟ - 00:04:31ضَ

إذا لم تراعي هذا كلَّه وأصررتِ على إرضاء الناس، - 00:04:34ضَ

هل تظنِّين أنَّكِ ستخسرين في الآخرة فقط، وتحقِّقين السعادة والطمأنينة في الدنيا؟ - 00:04:38ضَ

أم ستكونين كمن قال الله فيهم: - 00:04:45ضَ

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا... - 00:04:47ضَ

...وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [القرآن 18: 28] - 00:04:51ضَ

فينفرِط عليكِ عقد الحياة - 00:04:55ضَ

فلا تطمئنُّ نفسكِ، ولا تُرضِين ربَّكِ، ولا تستقيم علاقاتكِ بالآخرين، - 00:04:57ضَ

كما رأينا في الحلقات عن المرأة الغربيَّة. - 00:05:02ضَ

أيُّهما الصواب: - 00:05:05ضَ

أن تقدِّري ذاتَكِ بعيدًا عن نظرة الناس لها؟ - 00:05:06ضَ

أم أن تجعليهم الحَكَم؟ - 00:05:09ضَ

أن تجعلي هدفكِ ثابتًا، أم مضطربًا تضْطَربين معه؟ - 00:05:11ضَ

أن تقيسي نفسكِ بميزانٍ ربَّانيٍّ عادلٍ، أم بنظرةٍ بشريَّةٍ قاصرةٍ؟ - 00:05:15ضَ

أن تجمعي قلبكِ على رضى الله، أم تُبعثريه في وديان الناس؟ - 00:05:21ضَ

أن تزكِّي نفسكِ وتجاهديها لتستقيمَ على هذا كلِّه؟ - 00:05:26ضَ

أم تستسلمي لها ولضعفها؟ - 00:05:29ضَ

قد تقولين: - 00:05:32ضَ

حسنًا، هذا الكلام ماذا يختلف فيه الرجال عن النساء؟ - 00:05:33ضَ

هل النساء هنَّ المطالَبَات به دون الرجال؟ - 00:05:36ضَ

بل هو للرجال والنساء على حدٍّ سواء، - 00:05:39ضَ

بل ولنفسي وللدُّعاة والموجِّهين كما لسائر الناس. - 00:05:42ضَ

وعندما يُقال: - 00:05:46ضَ

"إنَّ على من يتصدَّى للدَّعوةِ والتَّوجيه أن يعتنيَ بعلاقته بالله" - 00:05:47ضَ

فلأجل هذا؛ - 00:05:53ضَ

لأجل أن يخرُج بنفسٍ قويَّةٍ تَفيضُ على النَّاس بما يَلزمهم، - 00:05:54ضَ

لا بنفسٍ هشَّةٍ، - 00:05:58ضَ

فيُحاوِلَ إثباتَ نفسِه أمامَهَم، - 00:06:00ضَ

ويرهَن نظرته لنفسه بمديحهم - 00:06:02ضَ

فيُسمِعَهُم ما يشتهون لا ما يحتاجون، - 00:06:05ضَ

على طريقة إسلام السُّوق. - 00:06:08ضَ

فكلُّ ما سبق خطابٌ عامٌّ للرجال والنساء، - 00:06:10ضَ

لكنَّنا نرى شقاء المرأة وتعبها أكثر، من مخالفة ذلك، - 00:06:14ضَ

فخروجها للناس بمفاهيمَ غيرِ منضبطةٍ - 00:06:18ضَ

-تريد أن تثبت ذاتها لهم بالمعايير الماديَّة والرأسماليَّة المفروضة- - 00:06:21ضَ

يجعلها عُرضةً للإذلال والاستغلال، كما رأينا في حلقة (المرأة الغربيَّة). - 00:06:27ضَ

فتحتاج المرأة مزيد مجاهدةٍ وتزكيةٍ لنفسها، - 00:06:32ضَ

لتخرج -إن أرادت أن تخرج- بنفسٍ ممتلئةٍ تريد أن تفيض على الآخرين، - 00:06:36ضَ

لا بنفسٍ جَوْعى تنتظر مِن الآخرين أن يملؤوها بالتقدير والعاطفة. - 00:06:41ضَ

تخرج بنَفْسٍ مستغنيةٍ قويَّةٍ، - 00:06:46ضَ

كفى الإسلامُ حاجاتِها بنظام القوامة أو الأبوَّة الصالحة، - 00:06:48ضَ

لا هشَّةٍ محتاجةٍ قابلةٍ للاستغلال - 00:06:52ضَ

في زمنٍ يكثر فيه ظُلم القويِّ للضعيف، - 00:06:56ضَ

رجلًا كان أو امرأةً؛ - 00:06:59ضَ

لأنَّ القِيَم الماديَّة تحلُّ فيه محلَّ قيم الإسلام. - 00:07:01ضَ

تحتاج المرأة أن تُعِزَّ نفسها - 00:07:04ضَ

لتعامِل الناس بشروطها المستمَدَّةِ مِن دِينها، - 00:07:06ضَ

لا بالشروط التي يفرضها السَّاسةُ والرأسماليُّون - 00:07:09ضَ

والمستعبِدون للبشر ومن لا يحترمون دينها. - 00:07:13ضَ

قد تقولين: - 00:07:16ضَ

لكن أنا ليس في بالي موضوعُ أن أثبت نفسي ولا ما شابه، - 00:07:17ضَ

وإنما أريد الشهادة والعمل للأيَّام حتَّى لا أكون عالةً على أحدٍ، - 00:07:20ضَ

فأنا قد لا أتزوَّج، وإذا تزوَّجت فلا أريد أن يستغلَّ زوجي حاجتي له. - 00:07:25ضَ

أو قد تقولين: - 00:07:30ضَ

أنا أعمل لأنِّي بحاجةٍ إلى المال - 00:07:31ضَ

لأنفق على نفسي أو على عيالي كمطلَّقةٍ، أو حتى على والديَّ. - 00:07:33ضَ

هذا موضوع سنطرحه أيضًا -بإذن الله- - 00:07:38ضَ

ومع ذلك فما نذكره في حلقتنا اليوم يلزمنا جميعًا -ذكورًا وإناثًا- - 00:07:41ضَ

أيًّا كان دافعنا للعمل والنجاحِ فيه. - 00:07:46ضَ

عندما تتميَّز المرأة المسلمة عن غيرها بهويَّتها الإسلاميَّة - 00:07:49ضَ

وتجعلُ هدفَها تحقيقَ العبوديَّة لله بمفهومها الشاملِ، - 00:07:53ضَ

وتجمعُ قلبَها بهذا الاتجاه، - 00:07:58ضَ

فإنَّ هذا يعني التزامها بالأولويَّات والأدوار التي حدَّدها الإسلام - 00:08:00ضَ

بما يحقِّق مصلحتها ومصلحة المجتمع، بتوازنٍ دون تضييع حقِّ أحدٍ. - 00:08:06ضَ

فهناك مستويات من النجاح للمرأة: - 00:08:12ضَ

النجاح في الأساسيَّات، والإضافيَّات، والاستثنائيَّات. - 00:08:15ضَ

أولًا: النجاح في الأساسيَّات -وهي فروض العين التي تجب على كلِّ امرأة: - 00:08:20ضَ

علاقتُها مع الله بالتوحيد الصافي، والابتعادُ عمَّا يخدش التوحيد، - 00:08:25ضَ

بالخضوع والاحتكام لله في أمرها كلِّه وأداءِ الفروض. - 00:08:29ضَ

علاقتُها مع نفسها بتقبُّل نفسِها وحبِّها؛ بأن تحمِل نفسَها على الخير وتُجنِّبها الشر. - 00:08:33ضَ

أدوارُها الأسريَّة ابنةً كانت أو زوجةً أو أمًّا أو أختًا. - 00:08:40ضَ

طلبُ العلم الذي يُعينها على أداء واجباتها في هذا كلِّه. - 00:08:44ضَ

النجاحُ في هذا المستوى ممَّا يجب على كلِّ امرأةٍ وفتاةٍ بلا استثناء، - 00:08:49ضَ

ومِن جمال الحنيفيَّة السَّمحة التي بُعث بها نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- - 00:08:54ضَ

أنَّ نجاح المرأة في صُلب الأساسيَّات -في ذاتها وعلاقتها بربِّها- هو نجاحٌ ميسَّر، - 00:08:59ضَ

يعبِّر عنه قوله -صلى الله عليه وسلم: - 00:09:06ضَ

«إذا صلَّتِ المرأة خَمْسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها - 00:09:09ضَ

قيل لها: ادخلي الجنَّة من أيِّ أبواب الجنَّة شئتِ» [مسند احمد]. - 00:09:14ضَ

نعم، عليها واجباتٌ بعد ذلك في التزكيَّة وبرِّ الوالدين والتربيَّة، - 00:09:18ضَ

والنجاح في هذا كلِّه أمرٌ عظيمٌ ليس بالسهل - 00:09:24ضَ

إلا على من وفَّقه الله، - 00:09:27ضَ

ولهذا فهي تقرأ في صلاتها: - 00:09:29ضَ

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [القرآن 1: 5]. - 00:09:32ضَ

الرجل -بالمناسبة- مخاطَبٌ بنفس الأولويَّات، - 00:09:34ضَ

مطالَب بإعطاء الأولويَّة لنفسه وتزكيتها، ثم لأسرته، - 00:09:37ضَ

وهذا كلُّه ضمن المستوى الأوَّل الأساسي من النجاح، - 00:09:42ضَ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [القرآن 66: 6]، - 00:09:46ضَ

«ابدأ بنفسك ثمَّ بمَنْ تَعُول» [المغني لابن قدامة]. - 00:09:51ضَ

لكنَّ الرجل له أدوارٌ إضافيَّةٌ؛ - 00:09:53ضَ

فهو مكلَّفٌ برعاية المرأة، أبًا كان أو زوجًا أو أخًا أو ابنًا، - 00:09:55ضَ

مكلَّفٌ بحمايتها والإنفاق عليها، وكفاية حاجاتها وتوفير السكن لها. - 00:10:00ضَ

وكذلك على أولاده؛ - 00:10:06ضَ

مكلَّفٌ بالإنفاق على أولاده وحمايتهم، - 00:10:07ضَ

فنجاحه في ذلك هو من الأساسيَّات التي يأثم إذا قصَّر فيها. - 00:10:10ضَ

فالأولويَّات للرجل والمرأة واحدةٌ، - 00:10:15ضَ

لكنَّ طبيعة الأدوار المحدَّدة من الخالق لكلٍّ منهما تختلف بما يناسب طبائع الجنسين. - 00:10:18ضَ

المهم جدًا هنا أن تعرف الأنثى أنَّها إنْ نجحت في هذه الأساسيات - 00:10:24ضَ

فعليها أن تشعر بالرضى والتقدير لنفسها، - 00:10:29ضَ

بغضِّ النظر عن إثبات نفسها للآخرين، - 00:10:33ضَ

عليها أن تشعر بتقدير نفسها لأنَّها بالفعل حقَّقت غاية خَلْقها، - 00:10:36ضَ

وأثبتت نفسها كما يحبُّ ربُّها، أمام نفسِها - 00:10:41ضَ

وأمام أهلها الذين هم بحاجتها حقًّا وهي بحاجتهم حقًّا كذلك. - 00:10:44ضَ

فهنا ميدان التنافس الأهمُّ، - 00:10:50ضَ

إن نجحتِ فيه فأنتِ بذلك علامتُكِ كاملةٌ، - 00:10:52ضَ

أي لستِ محتاجةً إلى النجاح حتى تبحثي عنه، - 00:10:54ضَ

ذاتُك ليست ضائعةً لتبحثي عنها، ولا منكَرَةً لتُثبتيها، - 00:10:58ضَ

إن نجحت في هذه الأساسيَّات. - 00:11:03ضَ

المستوى الثاني من النجاح: - 00:11:05ضَ

مساهمة المرأة مباشرةً -دون واسطةٍ- في النفع العام، - 00:11:07ضَ

بأن تكون معلِّمةً أو طبيبةً أو غير ذلك ممَّا يناسب طبيعتها. - 00:11:10ضَ

ونحن نسمِّي هذا الشكل (مساهمةً دون واسطةٍ) - 00:11:15ضَ

لأنَّ المرأة عندما تؤدِّي دورها الأسريَّ فإنَّ كلَّ نجاحٍ للرجال هو نجاحٌ لها، - 00:11:18ضَ

فهي من فريق عملٍ واحدٍ - 00:11:24ضَ

يهدف لإعلاء كلمة الله، - 00:11:26ضَ

ولتحقيق استقلاليَّةَ الأمَّة اقتصاديًا، - 00:11:27ضَ

والاستخلاف في الأرض، والتمكين للمسلمين فيها. - 00:11:30ضَ

فالمرأة تسند ظهور الرجال في ذلك، - 00:11:33ضَ

وتوفِّر لهم بيئة الاستقرار النفسيِّ والإنتاج، - 00:11:35ضَ

وتربِّي جيلًا ناجحًا، - 00:11:38ضَ

فنجاحهم نجاحٌ لها. - 00:11:41ضَ

إذا تحرَّرت المسلمة عن النظرة الرأسماليَّة - 00:11:43ضَ

فإنَّ عملها ضمن فريق عمل الأسرة هذا لا يقلُّ عندها أهميَّةً عن عملها الظاهر للناس؛ - 00:11:45ضَ

ففي الإسلام: «إنَّما الأعمال بالنيَّات» [صحيح البخاري]، - 00:11:52ضَ

والذي يحدِّد المعايير ليس البشر بل ربُّ البشر، - 00:11:55ضَ

وربُّ البشر -سبحانه- جعل الإعانة كالفعل، - 00:11:58ضَ

فالدالُّ على الخير كفاعله، - 00:12:01ضَ

فالمرأة التي تُعين الرجال على الخير - 00:12:03ضَ

وتحمي ظهورهم بالعناية بالبيت والأسرة - 00:12:06ضَ

لها مثل أجرهم، - 00:12:09ضَ

والله مطَّلعٌ على عملها، ويجزيها به. - 00:12:10ضَ

لكنْ في المنظومة الماديَّة - 00:12:14ضَ

لا بدَّ أن يرى الناس أرقامًا لتثبت المرأة نفسها لهم. - 00:12:15ضَ

حسنًا، فإذا استطاعت المرأة أداء واجباتها في الأساسيَّات، - 00:12:19ضَ

وأرادت بعد ذلك أن تعمل خارج نطاق الأسرة - 00:12:23ضَ

فيما يناسب طبيعتها من أعمالٍ مباحةٍ في ظروفٍ شرعيَّةٍ، - 00:12:26ضَ

وبإذنٍ ممَّن له قوامةٌ عليها؟ - 00:12:30ضَ

جميلٌ، وقد يدخل بعض ذلك في فروض الكفايات، - 00:12:33ضَ

وهو من أشكال عمارة الأرض وتحقيق العبوديَّة بمفهومها الشامل، - 00:12:36ضَ

لكنَّ النجاح في هذا المستوى يخاطب به قِسم من النساء، - 00:12:40ضَ

وليس واجبًا عليهنَّ جميعًا، - 00:12:44ضَ

فإن قام به قسم من النساء والفتيات تحقَّقت الفائدة، - 00:12:46ضَ

واللواتي يقمن به لا يقمن به لإثبات ذاتٍ ضائعةٍ، - 00:12:50ضَ

بل لتلبية حاجةٍ حقيقيَّةٍ. - 00:12:55ضَ

أين المشكلة إذن؟ - 00:12:58ضَ

المشكلة عندما يخاطَب بهذا المستوى الثاني من النجاح (100%) من الفتيات والنساء، - 00:12:59ضَ

هنا يحدث خلط الموازين واختلال الأولويَّات، - 00:13:05ضَ

عندما تُبنى ثقافة المجتمع على إقحام كلِّ الفتيات في هذه الميادين - 00:13:09ضَ

دراسةً وعملًا على أنَّها معيار النجاح الوحيد. - 00:13:13ضَ

المشكلة عندما تُبنى المنظومة التعليميَّة والإعلاميَّة بطريقةٍ عولميَّة - 00:13:17ضَ

تهدم الحدود الفاصلة بين أمَّة الإسلام وسائر الأمم - 00:13:22ضَ

لصالح الساسة والرأسماليِّين، - 00:13:26ضَ

فيأزُّونها أزَّ الشياطين لتشعر بالنقص والدونيَّة والفشل، - 00:13:29ضَ

ويروِّجون لها وللمجتمع معاييرهم الماديَّة في تقييمها بدل المعايير الربانيَّة. - 00:13:34ضَ

كلُّ هذا مع تهميشٍ تامٍّ لمستوى النجاح الأوَّل الأساسيِّ، - 00:13:41ضَ

ألا وهو بناء شخصيَّةِ أنثى سويةٍ مستقرَّةٍ مطمئنةٍ متوازنةٍ واثقةٍ، - 00:13:45ضَ

مصطلِحةٍ مع نفسها، مقدِّرةٍ لذاتها، - 00:13:51ضَ

ناجحةٍ في علاقتها مع ربِّها، - 00:13:53ضَ

وفي أداء أدوارِها الأسريَّة التي لا تقوم إلَّا بها. - 00:13:56ضَ

يهمِّشون هذا كلَّه، - 00:13:59ضَ

بل ويعملون على تدميرها نفسيًّا في مستوى النجاح الأساسيِّ، - 00:14:01ضَ

فيُشوِّهون علاقتها بربِّها وعلاقتها بنفسها، - 00:14:05ضَ

ويشحنونها شحنًا عاطفيًّا مشوَّهًا بمسلسلاتهم وأغانيهم وأفلامهم. - 00:14:08ضَ

وفي الوقت ذاته يشوِّهون لها مؤسَّسة الأسرة والزواج الحلال، - 00:14:14ضَ

ويزرعون فيها النِّديَّة مع أوليائها من الرجال، - 00:14:18ضَ

ويُهمِلون النجاحات والناجحات في المستوى الأوَّل، - 00:14:22ضَ

الناجحات في علاقاتهنَّ الأسريَّة وفي التربيَّة. - 00:14:26ضَ

ثمَّ يقولون للفتاة: - 00:14:29ضَ

اخرجي، تعالي إلى ميادين الجامعة والعمل، تخلَّصي من الإحساس بالنقص والفشل! - 00:14:31ضَ

فتخرج الفتاة لميادين الدراسة والعمل وهي هشَّةٌ، ضعيفةٌ، قلِقةٌ، ضائعةٌ، - 00:14:37ضَ

ويصبح العمل هدفًا تهدر لأجله مِن نفسها وإيمانها، - 00:14:44ضَ

فتزداد فشَلًا في مستوى النجاح الأساسيِّ، - 00:14:48ضَ

ويصبح عملُها مذلَّةً لها ووسيلةً لاستعبادها مِن قِبل الساسة والرأسمالييِّن، - 00:14:51ضَ

إذ تعمل في الظروف التي يُمْلونها هم، بالشروط التي يريدونها هم، - 00:14:57ضَ

لتحقِّق ذاتها التي أوهموها أنها ضائعةٌ وستجدها عندهم. - 00:15:02ضَ

فتعاني المرأة وتعاني الفتاة، - 00:15:07ضَ

ومع ذلك فالذين أزُّوها أزًّا لتخوض هذه الميادين - 00:15:10ضَ

يهمِّشون الآلام والمشاكل التي تتعرَّض لها الأنثى في هذه الميادين، - 00:15:13ضَ

من ناحيةٍ بدنيَّةٍ ونفسيَّةٍ وأسريَّةٍ ومجتمعيَّةٍ، - 00:15:18ضَ

ليقع المزيد من الضحايا في هذه الدوَّامة. - 00:15:21ضَ

المشكلة هي حينما تنطلق الفتاة إلى مستوى النجاح الثاني - 00:15:24ضَ

الاختياريِّ غيرِ اللازم لكلِّ الفتيات، - 00:15:27ضَ

وهي فاشلةٌ في المستوى الأساسيِّ الأوَّلِ، - 00:15:30ضَ

فتنطلق بلا نفسيَّةٍ محصَّنةٍ، ولا رؤيةٍ واضحةٍ، - 00:15:33ضَ

ولا معاييرَ منضبطةٍ، ولا دوافع صحيحةٍ، - 00:15:37ضَ

فتجني على نفسِها، وتبحث عن ذاتها الضائعة في المكان الخطأ. - 00:15:40ضَ

وقد تتزوَّج وتشكِّل أسرةً وهي بهذه الصفات، - 00:15:45ضَ

فتنتج للأمة المزيد من هؤلاء الأفراد على شاكلتها. - 00:15:49ضَ

هنا سيقول لنا كثيرٌ من الفتيات والنساء: - 00:15:53ضَ

لكنَّني أستطيع أن أجمع بين النجاحين في نفس الوقت؛ - 00:15:56ضَ

النجاح في الأساسيَّات، والنجاح في العمل المهني. - 00:16:00ضَ

لن أجيبكِ بتوقُّعاتٍ مستقبليَّةٍ بل بواقعٍ مشهودٍ، - 00:16:03ضَ

ما الذي يحصل من جرَّاء هذه القناعة في الواقع؟ - 00:16:07ضَ

عندما تدخل المرأة في دوامة العمل الوظيفيِّ النمطيِّ بدوام (8) ساعاتٍ وتوابعها، - 00:16:10ضَ

ماذا ستبقي لها من طاقةٍ؟ - 00:16:16ضَ

وعن أيِّ نجاحٍ في المستوى الأوَّل نتكلَّم؟ - 00:16:19ضَ

ألا يصبح كثيرٌ من واجبات المستوى الأساسيِّ بالنسبة لها أمانيَ مؤجَّلةً - 00:16:22ضَ

تنضم لقائمة (سوف أعمل)، - 00:16:27ضَ

في حين أن العمل الوظيفيَّ لا يسعُها تأخيره؟ - 00:16:29ضَ

وتمرُّ على ذلك الشهور والسنين. - 00:16:32ضَ

ألا نرى نتاج ذلك من نساء حاملاتٍ لمسؤوليَّاتٍ فوق طاقتهنَّ، - 00:16:35ضَ

متوتِّراتٍ نفسيًّا، مشتَّتاتٍ - 00:16:40ضَ

شاعراتٍ بالتقصير والضياع وعدم الرضا عن أدائهنَّ في كلِّ شيءٍ غالبًا، - 00:16:42ضَ

وما ينتج عن ذلك من مشكلاتٍ نفسيَّةٍ وتربويَّةٍ لديها ولدى أبنائها، - 00:16:47ضَ

وتفكُّكٍ أسريٍّ، ليس بالضرورة أن يكون طلاقًا، - 00:16:52ضَ

بل لطالما قامت بيوتٌ على جفاء وسوء علاقات قد يكون أسوأ من الطلاق. - 00:16:56ضَ

قد يستطيع بعض النساء التوفيق بين مستويي النجاح، - 00:17:01ضَ

ولكن هذه نُدرةٌ يصعب القياس عليها، - 00:17:05ضَ

ولا ينبغي أن تكون الأصل في المجتمع، - 00:17:08ضَ

ولا الثقافة التي يُخاطب بها الجميع. - 00:17:10ضَ

فما بالكم عندما يتوجَّه الإعلام إلى مخاطبة المرأة بالمستوى الثالث من النجاح، - 00:17:13ضَ

ألا وهو: النجاح في الاستثنائيَّات. - 00:17:18ضَ

كوني مكتشِفةً، مخترعةً، إعلاميَّةً مشهورةً، مديرة شركةٍ، - 00:17:20ضَ

وعندما يتم تقديم هذه النماذج كرموزٍ وقدواتٍ لكلِّ الفتيات، - 00:17:25ضَ

بحيث تقارن الفتاة نفسها بهنَّ، - 00:17:29ضَ

ثمَّ تشعر بالفشل والألم إذا لم تحقِّق مثل ما حقَّقنه، - 00:17:31ضَ

ولن تحقِّقه؛ إذ أنَّنا لم نُخلَق جميعًا استثنائيِّين. - 00:17:35ضَ

ما بالكم عندما تشغل الفتاة بهذا، - 00:17:40ضَ

ولا هي ولا هؤلاء الرموز حقَّقن المستوى الأساسيَّ الأوَّل اللازم من النجاح. - 00:17:42ضَ

في حين ينبغي أن تُبنى ثقافة المجتمع كلِّه على - 00:17:48ضَ

أن لا تنتقل المرأة من دائرةٍ إلى التي تليها إلَّا بعد إحكام الأولى، - 00:17:52ضَ

وإلا كانت كطبيبٍ يعرِّض نفسه لمرضى الأمراض المُعدية بأشكالها، - 00:17:57ضَ

وهو عديم المناعة وغير آخذٍ بوسائل الحماية، - 00:18:02ضَ

ويبرِّر بأنَّ علاج الناس خيرٌ ونفعٌ عامٌّ! - 00:18:05ضَ

نعم، كان في الأمَّة استثنائيَّاتٌ كخديجة -رضي الله عنها- - 00:18:08ضَ

التي كانت باللغة المعاصرة: امرأة أعمالٍ ناجحةٍ، - 00:18:12ضَ

ودعمت الدعوة بمالها، - 00:18:15ضَ

لكنَّها كانت في الوقت ذاته مثالًا للنجاح في الأساسيَّات. - 00:18:17ضَ

المرأة المؤمنة تستحضر قول نبيها صلى الله عليه وسلم: - 00:18:21ضَ

«فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه» [صحيح البخاري]، - 00:18:25ضَ

وقوله: - 00:18:27ضَ

«وهي مسئولةٌ عن رعيَّتها» [صحيح البخاري]، - 00:18:28ضَ

فلن تُقدِّمَ على النجاح في هذه المسئوليَّةِ نجاحًا لم تُكلَّفْ به، - 00:18:31ضَ

ولن تبحث عن نجاحٍ إضافيٍّ وهي لم تعطِ أصحاب الحقوق حقوقهم، - 00:18:36ضَ

وإلَّا كانت كمَدينٍ يتبرَّع بالمال. - 00:18:40ضَ

فالمرأة الناجحة في الأساسيَّات - 00:18:43ضَ

قد تعمل من بيتها أو بدوامٍ جزئيٍّ وضمن تحكُّمها، - 00:18:45ضَ

مع كون السيادة للمستوى الأوَّل وجُلِّ الوقت فيه، - 00:18:49ضَ

قد تؤخِّر هذا العمل - 00:18:52ضَ

إلى ما بعد وصولها حدًّا مُرضيًا من قوَّة النفس واستقلال أبنائها، - 00:18:54ضَ

وبعد أن قامت بما عليها واكتسبت خبرة التربيَّة وحِكمتها، - 00:18:58ضَ

ممَّا يؤهِّلها للنجاح في الإضافيَّات. - 00:19:03ضَ

ولا شيء يستعجلها في ذلك - 00:19:05ضَ

لأنَّها لا تنطلي عليها حيل من يأُزُّونها ويُشعِرونها بالدُّونيَّة والفشل. - 00:19:07ضَ

مرة أخرى: - 00:19:13ضَ

بماذا يختلف الرجل عن المرأة في ذلك؟ - 00:19:14ضَ

يختلف بأنَّ الإسلام أوجب عليه النَّفقة على المرأة وعلى الأبناء، - 00:19:17ضَ

وحمايتهم وتوفير السكن والعيش الكريم لهم، - 00:19:22ضَ

وفق ما حدَّده الإسلام من تقسيم الأدوار، - 00:19:25ضَ

فنجاحه في ذلك هو من الأساسيَّات التي يأثم إذا فرَّط فيها. - 00:19:28ضَ

فخطابنا له هو خطابنا للمرأة تمامًا من حيث التزام الأولويَّات كما شرعها الله، - 00:19:33ضَ

وعلى الرجل أن يسعى سعيه على الرزق لا من قبيل إثبات الذات للناس، - 00:19:39ضَ

بل أداءً لأمر الله -تعالى- وتحقيقًا للعبوديَّة بمفهومها الشامل. - 00:19:44ضَ

فإذا انهمك الرجل في العمل حبًّا في المال، - 00:19:50ضَ

أو إثباتًا للذات، أو منافسةً للآخرين، - 00:19:52ضَ

على حساب زوجته وأولاده - 00:19:56ضَ

وإعطائهم حقوقهم من عاطفته ووقته وتوجيهه - 00:19:58ضَ

فهو آثمٌ كالمرأة التي تنشغل عن الأساسيَّات. - 00:20:02ضَ

ربمَّا ما زالت لديكِ أسئلةٌ: - 00:20:06ضَ

هل تقولون لي هذا الكلام لتقنعوني بالزواج وتكوين أسرةٍ - 00:20:08ضَ

بدلًا من الدراسة الجامعيَّة والعمل؟ - 00:20:12ضَ

هل المطلوب من المرأة أن تكون شغَّالة البيت؟ - 00:20:14ضَ

ماذا إذا كنتُ لا أجد نفسي مع زوجٍ وأولادٍ، - 00:20:17ضَ

وإنَّما في العمل التطوُّعيِّ أو التثقيفيِّ، - 00:20:20ضَ

أليست هذه أهدافًا ساميةً وليست ماديَّةً كما تقولون؟ - 00:20:22ضَ

تقولون: (تربية الأولاد)، - 00:20:26ضَ

أليست العبارةَ إيّاها: "كوني شمعةً تحترق لتضيء للآخرين"؟ - 00:20:28ضَ

أليس في شهادة المرأة وعملها حمايةً لها؟ - 00:20:32ضَ

سنجيبك عن هذه الأسئلة كلِّها في ما يأتي بإذن الله. - 00:20:35ضَ

خلاصة ما قلناه اليوم: - 00:20:39ضَ

أنت مسلمةٌ، فلكِ تميُّزكِ وأهدافكِ، - 00:20:41ضَ

فحقِّقي ذاتك بالعمل لتحقيق هذه الأهداف ضمن الأولويَّات الصحيحة، - 00:20:44ضَ

هنا النجاح وهذا ميدان التنافس الحقيقيِّ، - 00:20:50ضَ

ومن هنا تنشأ شخصيَّتكِ أنثى سويةً مستقرَّةً مطمئنةً متوازنةً واثقةً، - 00:20:53ضَ

مصطلِحةً مع نفسها، مقدِّرةً لذاتها، - 00:21:01ضَ

ناجحةً في علاقاتها، ومُرضيةً لربِّها. - 00:21:05ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله. - 00:21:08ضَ