بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان والصلاة والسلام الاتمان الاكرمان على سيد ولد عدنان وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان سلام من الله عليكم. وتحية مني اليكم. واهلا بكم في المحاضرة الثامنة عشرة - 00:00:01ضَ

من محاضراتنا في المنتخبات الادبية وتحليلها كنت ايها الاخوة الكرام قد بدأت معكم في المحاضرة السابقة بعرض قصيدة البردة بوردة البوصيري في مدح رسولنا صلى الله عليه واله وسلم. واستهلكت المحاضرة عرض الابيات المختارة - 00:00:29ضَ

وشرح هذه الابيات ونبذة عن الشاعر رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء. وارجأت حديث عن كيف قال او عن تحليل القصيدة التحليل الادبي المعتاد الذي اه نقف فيه عند الالفاظ والتراكيب والعاطفة والاسلوب والموسيقى وثم - 00:00:55ضَ

ونقف عند آآ بعض آآ مواطن الجمال والابداع والبلاغة والبديع في القصيدة ارجأت كل الى هذه المحاضرة ولعلها تكون المحاضرة الاخيرة ان شاء الله ابدأ اولا بملامح من التحليل الفني للاسلوب - 00:01:25ضَ

ملامح من التحليل الفني. ودائما عندما يذكر الاسلوب نعني به الالفاظ والتراكيب الموسيقى ويدخل في الاسلوب ايضا الخيال. الخيال من الاسلوب وقد الخيال الى ما سميناه بمواطني الجمال والبلاغة. للخيال الواقع هو مزيج من الصور البيانية - 00:01:50ضَ

ومن الرسم بالكلمات فقد يرسم الشاعر بعض صوره دون ان يحتاج الى آآ يعني ادوات بيانية الى تشبيه او استعارة او كناية او مجاز او ما اشبه ذلك نقف اولا عند الالفاظ - 00:02:22ضَ

الفاظ هذه القصيدة يلاحظ القارئ انها اختيرت بعناية فائقة لفظا لفظا الالفاظ مختارة مصطفى ليدل لتكون دالة على ما وراءها من المعاني. وسبق لي ان اشرت لان القصيدة مقسمة الى اجزاء الى اقسام الى افكار. فعندما آآ بدأ بالغزل - 00:02:42ضَ

النصيب نجد ان الفاظه كانت مناسبة كل المناسبة لغرض الغزل والنسيب اقرأ معي وقد اختار لي هذا الغرض طبعا ارق انواع الالفاظ لقاء معي ان شئت تذكر جيران مزجتها دمعا - 00:03:15ضَ

مقلة لعينيك اكفوفا همت فمال عينيك ان قلت تكففا همتا يعني اذا قلت كفاعا البكاء فانهما آآ تذرفان الدمع همتا اي انزلتا الدمع بغزارة وما لقلبك لقلبك استفق الصب الحب - 00:03:39ضَ

منكتم منسجم. لاحظوا انني اشير الى الفاظ مفردة. لاننا هنا في سياق او في مجال دراسة ما ينبغي ان تكون الامسلة آآ الا لفظا مفردا مضطرم منسجم الهوى طرق الطيف العذري. كل هذه الالفاظ آآ خاصة بالحب. هي من ارق - 00:04:10ضَ

قاضي الحب والغزل والنسيب. وحين جاء غرض المدح مدح نبينا صلى الله عليه واله وسلم كانت الالفاظ الصق بالمديح عبرت عن هذا المديح اجمل تعبير اقرأ معي قوله مثلا سيد - 00:04:39ضَ

الكونين الثقلين الفريقين عرب عجم الامر الناهي ابر الحبيب ترجى فاق خلق خلق يدانوه علم كرامة ظرفا رشفا بحر وهكذا. اذا كل هذه الالفاظ انما تناسب غرض المديح. وحين افتخر بامته - 00:05:01ضَ

جاءت الفاظه مزهوة تتبختر افتخارا لمثل قوله بشرى معشر الاسلام لاحظوا معشر الاسلام طبعا هذا مضاف ومضاف اليه. والمضاف مع المضاف اليه بمنزلة الكلمة الواحدة. يعني لا بأس بان نمثل اه للمفردات - 00:05:31ضَ

بالكلمات المضافة العناية ركنا غير منهدم دعا داعين لطاعته اكرم الرسل اكرم الامم وهكذا وننتقل من الالفاظ الى التراكيب. التراكيب ايضا كما كانت الالفاظ مناسبة آآ قوية كانت التراكيب متينة مترابطة جزلة - 00:05:52ضَ

متعانقة لا ضعف فيها لا هللة لا تعقيد فيها ولا معاضلة وانما هي السلاسة مع القوة وهذا يعني لو لم يكن شاعرنا شاعرا مقتدرا لما استطاع ان يجمع بين السلاسة من جهة - 00:06:22ضَ

السلاسة بمعنى العذوبة والقوة لان القوة تقتضي او الجزالة تقتضي احيانا اه فخامة لا سلاسة والبساطة مع الفخامة يطالعك ذلك في كل بيت تقرأه. من مثل مثلا من مثل قوله مزجت دمعا جرى من مقلة بدمي - 00:06:42ضَ

ان قلت اكف همتا ان قلت استفق يهم. لاحظوا انه يعني اعبر بتركيب كامل. فاذا كانت الجملة شرطية لابد ان يشتمل التركيب على فعل الشرط وجواب الشرط لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل - 00:07:04ضَ

هذا شطر كامل فيه آآ جملة شرطية ولا ارقت لذكر الباني والعلم. ايضا جملة معطوفة على اه جوابي الشرط سرى طيف من اهوى فارقني يلائمي في الهوى العذري معذرة لو انصفت لم تلم الى اخر هذه التراكيب التي ما من تركيب فيها الا وانت تجد فيه - 00:07:30ضَ

الجزالة والقوة والتعانق والاحكام في التركيب. يذكرك هذا بالعصر العباسي في الواقع يذكرك بكبار الشعراء الذين اتسمت تراتيبهم بهذه القوة وهذه الجزالة واما الموسيقى فلعل هذه القصيدة اكثر قصائد الشعر العربي غناء وانشادا - 00:08:01ضَ

ما اعرف قصيدة اخرى انشدت كما انشدت البوردة او غنيت كما غنيت البردة او عقد لها مجالس كما عقدت للبردة المجالس. فكم غنتها مزامير والمزمار هنا اعني به الصوت الحسن. كما قال رسولنا صلى الله عليه واله وسلم لابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه. لقد - 00:08:30ضَ

تيتا مزمارا من مزامير داوود لقد اوتيت مزمارا وهنا يعني انا آآ انبه الى ان في في استعمال رسولنا صلى الله عليه واله لكلمة مزمار اه اشارة الى ان لا نتحرج عن استعمال كلمة ككلمة الموسيقى او - 00:08:59ضَ

اناء او النغم او اللحن فيما كان كذلك يعني هذا ليس آآ محرما المحرم هو عند عندما حرمه طبعا هو ان تحزف الموسيقى وان آآ بالالات يعني ذكر العلماء تحريمها. اما ان تذكر ان في هذا النمط موسيقى - 00:09:27ضَ

فلا فلا اجد حرجا في هذا ابدا يعني ما الحرج اذا كان رسولنا صلى الله عليه واله وسلم بابي هو وامي قد قد استعمل لفظ لالة موسيقية معروفة. فنعت الصوت بانه مزمار - 00:09:57ضَ

اوتيت مزمارا من مزامير داوود. فلا حرج ان شاء الله. والله تعالى اعلم قلت فكم غنتها مزامير وكم طلبت لها اسماع وكم انشدها منشدون وكم رددها المرددون ولولا قابليتها للغناء والتلحين لما اسطاع كل هؤلاء - 00:10:17ضَ

ان يفعلوا ما فعلوا وان ينشدوا ما انشدوا او يغنوا ما غنوا وذكر النيابة بقول الشاعر سقوني وقالوا لا تغني ولو سقوا جبال حنين ما سقيت لغنتي. يعني هذا شعر غنائي. هو اصلا قابل للغناء - 00:10:47ضَ

طبعا عند اهل الادب والنقد ثمة اه اقسام للشعر اه الشعر الملحمي والشعر الغنائي والشر. فالشهر الغنائي ما ما كان مديحا وما كان غزلا وما كان ما اشبه ذلك يسمى بالشعر الغنائي - 00:11:10ضَ

لانه فيه آآ اثارة للوجدان. وهو قابل للتغني. وانت لا تكاد تقرأ من ابيات البردة الا وتشعر بهذا بهذه القابلية للغناء. طبعا القصيدة من البحر البسيط البحث البسيط مستفعل فاعل مستفعل فاعل - 00:11:30ضَ

ان البسي طلديه يبسط الامل. اصلا البحر البسيط كله مفتاحه نغم البردة. يعني انا عندما ادرس العروض اقول لطلبتي عادة اذا اردتم ان تختبروا البسيط فعليكم ان تقرأ البيت الذي على البسيط بنغم البردة فان استقام لكم هذا النغم وهذا البيت الذي تقرأونه فهو من البسيط وان لم يستقم - 00:11:57ضَ

عن غيره. فانت تقرأ مثلا في خلق وفي خلق ولم يدانوا في علم ولا كرم مولاي صل وسلم دائما. ابدا على حبيبك خير الخلق كله وكلهم من رسول الله ملتمس - 00:12:28ضَ

غرفة من البحر او رشفا من الديم فلها انغام متعددة وصوتي الحقيقة لا يساعد في هذه الايام على الاتيان بهذه الانغام. لكن هذه يعرفها وها كل من سمع البرد تنشد وتغنى. فانت تستطيع ان آآ تلحنها ان آآ - 00:13:04ضَ

اه تغنيها هذا الغناء هذا الغناء الجميل وهي كما قلت قابلة لذلك. واما قافية هذه فتنتهي بروي الميم. كما تلاحظون والميم من آآ اكثر حروف العربية ايضا آآ قابلية التغني والترنم والتلحين. حتى ان المرء اذا اراد ان يدندن فانما يدندن بالميم او بالنون. النون - 00:13:30ضَ

فيه غنة لكن الميم اكثر يعني يدندن فيها من يريد ان يردد لحنا من الالحان او نغما من الانغام وقد يختلط النون اه بالميم اه ثمان هذه طبعا الموسيقى الخارجية هي التي تتمثل عادة في البحر وفي القاضي - 00:14:00ضَ

وثمة موسيقى داخلية قد لا تقل احيانا اثرا وايقاعا عن الموسيقى الخارجية. اعني بالموسيقى الداخلية ما نجده في داخل البيت لا يشترط ان تكون كل الابيات كذلك يعني. انت تجد مثلا في مطلع القصيدة التصريع. التصريع بين - 00:14:27ضَ

المطلع بين الشطر الاول والشطر الثاني. ومطالب القصائد دائما على هذا يعني ما من قصيدة عربية الا شطرها الاول مع شطرها الاخر. يعني تكون قافيتها في شطرها في صدر البيت وفي عجوزها - 00:14:53ضَ

وهنا من تذكر جيران بذي سلمي دم عنجرة من مقلة بدمي. اذا سلمي بدمي. وافق الصدر العجز في هذه القافية سم آآ تجد احيانا آآ داخل البيت الواحد تنغيما وعلو وانخفاضا وآآ مدودا آآ متناظرة. تعطيك هذه الموسيقى الداخلية. اقرأ - 00:15:13ضَ

معي البيت الثاني ام هبت الريح من تلقاء كاظمة واو مضى البرق في الظلماء من اضم. لاحظ معي اه كيف اه اه تناظر الشطران ام هبت الريح من تلقائي بدأ بفعل - 00:15:48ضَ

فالفاعل تجار ومجرور فمضاف اليه. سم في البيت في الشطر الاخر. فعل او مضى. فاعل البرق في الظلماء جار مجرور ثم آآ نها نهى بالقافية بجار ومجرور ايضا. ونلاحظ ان المد - 00:16:12ضَ

كما كان المد من تلقاء قبل القافية في آآ وقبل الكلمة الاخيرة في الشطر الاول كذلك كان الحال في الشطر الثاني في الظلماء من اضمه. فهنا تلقاء وهنا والماء لينتهي الشطر الاول الى نهايته كاظمة والشطر الثاني الى نهايته - 00:16:38ضَ

من. اذا هذه موسيقى داخلية وانت لا تعدم امثالها في كثير من ابيات القصيدة. وبعض ابيات القصيدة وصلت الى غاية الغايات في مثل هذه الموسيقى. كقوله آآ كالبحر كالزهر في - 00:17:08ضَ

شرف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم لاحظ هذه المماثلة العجيبة التي جاء بها المشبه به بوزن واحد. الزهر والبدر والبحر والدهر اذا المشبه به في هذه في هذا البيت - 00:17:30ضَ

كله على وزن واحد. اربع كلمات بزنة فعل. وتنتهي بالراء. يعني بحر بدر الزهر اه دهر ثم ايضا اه وجه الشبه كذلك فيه مماثلة كالزهر في ترف والبدري في شرف - 00:18:01ضَ

والبحري في كرم والدهر في همم بين شرف وشرف ثمة مزاوجة ثمة اه موافقة في الوزن كرم وهمم ايضا موافقة في الوزن وفي القافية في في الحرف الاخير آآ توافقت الكلمات. هذه مماثلة في الواقع تذكرنا بمماثلة ابي تمام في قصيدته الرائعة - 00:18:31ضَ

السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب حينما قال تدبير معتصم بالله منتقم لله مرتقب مرتقب في الله مرتغب. لاحظوا تدبير معتصم بالله مر منتقم لله مرتقب في الله مرتغب. آآ بين معتصم ومنتقم - 00:19:07ضَ

وبين مرتقب ومرتغب ثمة مماثلة ثم في لفظ الجلالة في في اتباع آآ كل كل منها بلفظ الجلالة المناسب في حرف الجر المناسب معتصما بالله منتقم لله مرتقب في الله. وهكذا مرتغبي طبعا تعود الى مرتقبي ايضا فهو مرتغب في الله. ونأتي الان الى دراسة - 00:19:41ضَ

العاطفة عاطفة الشاعر في هذه القصيدة. والحق ان كل قصيدة لابد فيها من دراسة العاطفة. اما البرد ولا تحتاج الى دراسة العاطفة. لانك تشعر بنبض الحب حبي الشاعر وصدقه في لهجته. وفي محبته لرسولنا صلى الله عليه واله وسلم. تشعر بهذا - 00:20:11ضَ

الحب ينبض به كل بيت بل كل حرف من حروف القصيدة. ولعل من دلائل صدق صاحبها رحمه والله انه بهذا بهذه الابيات استطاع ان يوقد جدوة الشوق في كل قارئ كلما قرأ قارئ هذه البردة شعر بجذوة الشوق والحنين والحب - 00:20:37ضَ

تقديري لنبينا المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. ولعل اقول هذا من دلائل صدق آآ الشاعر وصدق لهجته وانه كتبها بقبس من نور المحبة الخالصة. طبعا القارئ يدرك آآ اثر - 00:21:07ضَ

هذا الحب في الابيات التي آآ مدح بها المصطفى صلى الله عليه واله وسلم خصيصا يعني في في في قسم المديح اه وحتى في قسم الغزال انت تشعر بهذا الحب بلا شك لانه الغزل سخره ليتغزل بالاماكن التي كان فيها - 00:21:27ضَ

نبينا صلى الله عليه واله وسلم. عندما تقرأ يعني ارجع البصر في هذه الابيات اه لا تسمع فيها الا حبا ولا ترى فيها الا وجدا. يقول هو الحبيب الذي ترجى شفاعته - 00:21:47ضَ

لكل هول من الاهوال مقتحم دعا الى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر او رشفا من الدين - 00:22:07ضَ

ونأتي الان الى مواطن الجمال والبلاغة وهي المحطة الاخيرة من محطاتنا مع هذه القصيدة بداية اذا كان الثناء والمديح يعلو بالممدوح ويعظب شأنه وينشر ذكره فان مديح مديح رسولنا صلى الله عليه واله - 00:22:35ضَ

وسلم يعلو بصاحبه ويعلي مكانته ويعظم امره. وقد اشرت في المحاضرة السابقة الى شيء من هذا؟ لاحظوا الان بعض الانواع التي الانواع البلاغية التي اتسمت بها هذه القصيدة. اولا براعة الاستهلال - 00:22:55ضَ

مبرعة الاستهلال اه محصل بديعي. المقصود منه ان يبدأ الشاعر الكلام على في قصيدته باشارة لطيفة الى المقصود الى الى غرضه من هذه القصيدة. وهذا ما يلمسه القارئ قارئ البردة - 00:23:17ضَ

بان الشاعر بدأ قصيدته بالغزل والنسيب على عادة شعراء المديح اذا قصدوا المديح. اه المتنبي يقول اذا كان مدح فالنسيب مقدم. اذا كان مدح فالنسيب المقدم. وقد استهل هذا الغزل بذكر - 00:23:37ضَ

الاماكن القريبة من طيبة الطيبة اي من المدينة المنورة. فذكر ذي سلم وذكر كاظمة والبان والعلم في اشارة واضحة الى ساكنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. ويطيب المكان بطيب قاطبة - 00:23:57ضَ

فيه ويحب بحب ساكنه. كما قال ابن الطيب الشرقي اذا لم تطب في طيبة عند طيب لدى به طيبة طابت. فاين تطيب؟ وان لم يجب في ارضها ربنا الدعا ففي اي ارض للدعاء يجيب - 00:24:20ضَ

ايا ساكني اكناف طيبة كلكم الى القلب من اجل الحبيب حبيب. وهكذا كان اه غزل الشاعر اشعرنا انه يحب هذا بقاع لانها تشرفت بنبينا عليه الصلاة والسلام. ثانيا التصريع والتصريع - 00:24:43ضَ

هو جعل العروض مقفاة تقفية الضرب. العروض ايها الاخوة هي هي التفعيلة الاخيرة من الشطر الاول والضرب والتفعيل الاخيرة من الشطر الثاني. فالتصنيع عادة اتفاق يكون باتفاق العروض مع الضرب وهذا عادة يكون في مطلع القصيدة وسبق لي ان اشرت اليه - 00:25:08ضَ

اه التجريد ثالثا والتجريد ان ينتزع المتكلم من نفسه شخصا يكلمه شخص اخر وكأنه يحدث مخاطبا. وفي الواقع يخاطب نفسه على حد قول المتنبي لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال - 00:25:36ضَ

او هو اخلاص الخطاب لغيرك وانت تريده لنفسك. يعني انت تخلص الخطاب تكلم غيرك لكنك في الواقع تريد هذا لنفسك. لاحظنا ذلك عند شاعرنا في قوله مزجت لعينك لقلبك فقد انتزع من نفسه شخصا فخاطبه. رابعا الجناس. والجناس كما تعلمون يضفي على الابيات وعلى الكلام - 00:26:02ضَ

في جرسا آآ بديعا لانه آآ يجانس بين كلمتين من من آآ لفظ واحد ومعنى مختلف. وقد يكون ناقصا الجناس الناقص هنا كثير كثير. فمن ذلك قوله دمع دم اه نقصت العين بين دمع ودم. او مضى اضام - 00:26:32ضَ

خلق خلق. هنا الجناس فقط باختلاف الحركات ساق النبيين في خلق وفي خلق ومن ذلك جناس الاشتقاق بين همتا سرق لائمي تلومي. العذري معذرة. دعا داعين وما اكثره في هذه القصيدة - 00:26:58ضَ

خامسا الطباق وهو يجلو المعنى ويوضحه ويحسنه فضلا عن جلسه اللطيف ووقعه الخفيف. وقد ورد بكثرة في البردة من مثل قوله استفق يا هيمي عجم الامر الناهي لا نعم هنا في حرفين بيننا ونعم - 00:27:25ضَ

سادسا الارصاد والارصاد هو ان يبدأ الشاعر بما يشعر بختامه ويسمى عند بعضهم او يسميه البلاغيون ايضا رد العجز على الصدر. لانك تبدأ بكلمة ثم تأتي هذه الكلمة في العجوز. فيرد - 00:27:54ضَ

عجز على الصدر يذكرك العجز بالصد بما كان منك في الصدر اه من مثل قوله يلائمي في الهوى العذري معذرة مني اليك ولوصفت ولو انصفت لم تلومي يا لائيمي لم تلومي. ومن مثل قوله دامت لدينا ففاقت كل معجزة من النبيين اذ جاءت - 00:28:17ضَ

ولم تدمي دامت لم تدم. طبعا اذكر بقوله تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا يظلمون هذه آآ دائما يمثلون بها على الارصاد. سابعا التشبيه. طبعا التشبيه ليس من المحصلات البديعية ولكن انا اذكر هنا الانواع البلاغية دون تمييز بين محسنات بديعية واخرى بيانية - 00:28:42ضَ

لتنتمي الى فن البيان. ففن البيان كما تعلمون يشتمل على التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز وما الى ذلك التشبيه كثير في البوردة بمثل قوله آآ وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر او رشفا - 00:29:12ضَ

من الديمي ففيه تشبيه لرسولنا صلى الله عليه واله وسلم فقد شبه الرسول صلى الله عليه واله وسلم في الارض بالبحر وبالغيث من السماء ووجه الشبه ان بهما حياة الاشياء وقوامها. وكذلك معارفه صلى الله عليه وسلم بها - 00:29:33ضَ

تقوم الحياة الابدية وتثمر الغراس السرمدية. ومن التشبيه ايضا من التشبيهات الجميلة. آآ قوله نعني ووصفي ايات له ظهرت ظهور نار القرى ليلا على علمي. فقد شبه ظهور معجزاته صلى الله - 00:29:52ضَ

الله عليه واله وسلم وسبوتها بالنار التي توقد ليلا على جبل فيراها الناس من كل مكان وهو تشبيه تمسيلي منتزع من متعدد فظهور المعجزات وسط ظلام الكفر كظهور النار وسط الليل البهيم وهي في اعلى الجبل - 00:30:12ضَ

وثامنا واخيرا الاستعارة وهي كثيرة ايضا في البردة الشريفة بمثل قوله فما لعينيك ان قلت اكف فاهمتا وما لقلبك ان قلت استفق يهم هو يعني هنا يشبه العينين آآ بمن له صلاحية في توجيه الامر يشخص على حد قول علماء البلاغة المحدثين او او النقاد - 00:30:38ضَ

هذا من قبيل التشخيص ان اه يبثوا الروح فيما لا روح له. فيكلم العينين وتكلمه العينان ويقلب القلب ويكلمه القلب. اه نعم. فهذه ان يجعل اه من ما لا حياة فيه. حياة هذا يسمى بالتشخيص. اه على حد قوله تعالى وقيل يا ارض ابلعي ما - 00:31:08ضَ

فامر الارض بان تبلع. وامر السماء بان تقلع. وكأن الارض والسماء انسانان صالحان للامر والنهي وكذلك في قوله نعم سرى طيف من اهوى فارقني والحب يعترض اللذات بالالم اذ شبه الطيف - 00:31:38ضَ

بانسان يسري ليلا وكنا عنه بفعل سرى فهي استعارة مكنية وهو تشخيص ايضا اختم الكلام بما كنت وعدتكم به من ذكر بعض معارضاتي اه البردة التي نعتت بالبديعيات. لانها اشتملت على - 00:32:01ضَ

انواع من فن البديع اتت على كثير من انواعه. هذه البديعيات اتسمت بانها وافقت البردة في غرضها. وهو مديح للنبي صلى الله عليه واله وسلم. وفي شكلها وهو وزن البحر البسيط وفي قافيتها. اه وفي رويها وهو حرف الميم المكسورة وفي - 00:32:28ضَ

فيها اذ غالب البديعيات لا تقل عن مائة بيت. ساذكر بعض مطالع هذه البديعيات منسوبة لاصحابها. فمن ذلك الكافية البديعية في المدائح النبوية لصفي الدين الحلي. ومطلب ان جئت سلعا فسل عن جيرة الكرم واقرأ السلام على عرب بذي سلب - 00:32:56ضَ

ومن ذلك بديعية اه العقد البديع في مدح الشفيع لزين الدين شعبان ابن محمد الموصلي. ومطلعه حصن البراعة حمد الله في الكلم ومدح احمد خير العرب والعجب ومن ذلك بديعية ابن حجة الحموي. آآ وهي البديعية التي شرحها في كتابه المشهور خزانة الادب من اعظم كتب - 00:33:27ضَ

البلاغة والبديع. وفيها ومطلعها اه مدحكم يا عربذي سلامي براعة تستهل الدمع في العالم. ومن ذلك آآ نظم البديع في مدح خير الشفيع وهي بديعية الامام السيوطي ومطلعها من العقيق ومن تذكار ذي سلمي براعة العين في استهلالها - 00:33:56ضَ

ومن ذلك بدعية عائشة الباعونية ومطلعها في حسن مطلع اقمار بذي سلمي اصبحت في زمرة العشاق كالعلم واخيرا نسمات الاسحار نسمات الاسحار في مديحه في مدح النبي لعبد الغني النابلسي ومطلعها يا منزل الركب بين الباني والعالم من سفح كاظمة - 00:34:26ضَ

حييت بالديم. وبهذا نأتي على ختام القول في هذه المحاضرة. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:34:56ضَ