بلاغ الرسالة القرآنية من اجل ابصار لايات الطريق تأليف فريد الانصاري بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح الكتاب تدبر ثم ابصر هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر اولوا الالباب - 00:00:00
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ - 00:00:27
الاهداء الى القلوب الضارعة الى الله المكابدة ظلمات الحيرة وتباريح الاحزان. بحثا عن نافذة للابصار. اهدي هذه البلاغات احبكم فريد الانصاري مقدمة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:50
من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين - 00:01:17
اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد فاني احمد الله مرة اخرى ان ارشدني اليوم الى تقديم هذه الرسالة الصغيرة بلاغ الرسالة القرآنية من اجل - 00:01:38
قارن لايات الطريق. لكل باحث عن معرفة الطريق السالكة الى الله اولا. ثم لكل المهتمين بالمشروع الاصلاحي وقد كانت هذه الرسالة اول الامر عبارة عن دروس القيتها بمجالس بعض اصحابنا المحبين واخواننا الصالحين. نحسب - 00:02:06
وهم كذلك ان شاء الله ولا نزكي على الله احدا مجالس قرآنية مباركة ان شاء الله. شهدتها مدينة مكناس الزيتون حرسها الله واصلح احوالها. تدارسنا خلالها ما تيسر من بلاغات القرآن العظيم وهي ثمرة لما استقر عليه النظر بفضل الله وتوفيقه من خلال بحث سابق في - 00:02:26
البيان الدعوي بعد تجربتي المتواضعة عملية ووجدانية في مجال الدعوة الى الله اذا صار بعدها لهذا الموضوع في قلبي حضور خاص. جعلني اقلب النظر فيما بين يدي من اعمال. باحثا فيما ارى واسمع منه - 00:02:50
تجارب ومبادرات جاهدا في تلمس طريق تقربني الى الله على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودعوته عسى ان اهتدي في الشأن التعبدي والاصلاحي الى التي هي اقوم - 00:03:08
هذا وقد كانت رحلتي لاداء فريضة الحج لعام الف واربعمئة وعشرين هجرية الموافق لالفين ميلادية فرصة لاعيد النظر والمراجعة. فيما تحصل لدي من رؤى وفهوم في المجال الدعوي والاصلاحي فشرعت منذ ذلك التاريخ في ترتيب النظر. وانا ارقب واقع العمل الاسلامي في ظل ما يجتاح العالم الاسلامي اليوم من فتن - 00:03:26
كقطع الليل المظلم لا يكاد قطر من اقطاره ينجو منها. ومن فجور سياسي داهم يحرق الاخضر واليابس. تهب وبه عواصف ما سمي بالعولمة او حركة تهويد العالم. هذه الريح الاستعمارية الغازية الشديدة. الجديدة في اساليب - 00:03:55
القديمة في غايتها ومقاصدها ثم اني رأيت الساحة الاسلامية تعج بالافكار من نظريات شتى وتنظيمات شتى وسياسات شتى. منها ما يتناقض ويتآكل ومنها ما يتكامل. وكل يتخذ موقعه فيها حسب استعداداته الفطرية ومؤهلاته الكسبية. وهي على - 00:04:15
رغم ما تزخر به من خير كثير لا تخلو من فقرات وسلامات. لم تجد بعد من يسدها ويقف مرابطا على حراستها بل ان بعض الاصول والمنطلقات بقيت مكشوفة الظهر عارية الثغر. رغم تدبيجها في الورقات. لا تجد من يقف - 00:04:39
لانصراف الناس الى اقتطاف بعض الثمرات. مما نحسبه خدعة واستدراجا وقصة نزول الرماة عن جبل الرماة في غزوة احد. لم يزل نذيرها يملأ اذان التاريخ. ولكن ان في ذلك لذكرى - 00:04:59
لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ولقد تبين لمن يتبين في غبار احداث العالم الكبرى التي تندلع عن تواتر الانهيارات الكبرى منذ مطلع الالفين الميلادية الثالثة ان مواقع المسلمين عامة ومواقع اهل الشأن الدعوي منهم خاصة قد تراجعت الى خط - 00:05:17
الدفاع الاخير ولعل في ذلك خيرا للاسلام والمسلمين علمه من علمه وجهله من جهله فذلك ان احسن استيعابه وتوظيفه مما سيقدح انطلاق دورة جديدة لحركة تجديد الدين في العالم بحول الله. بمستوى اعلى وبأداء ارفع - 00:05:42
ثم تبين ايضا ان المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد مضيا لا يراعي الظروف الجديدة. انما ها هو مقامرة بمصير الامة. ذلك ان هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض. ويطغى فيه النداء على البناء - 00:06:04
والحاجة اليوم اختلفت عما كانت عليه قبل سنوات. ولقد نطق شرق الغرب من قبل بحكمة مشهورة. تنص على ان النهوض قد يقع انجاز خطوة الى الوراء من اجل خطوتين الى الامام. وتلك مقولة لها اصل اصيل في صناعة القتال عند المسلمين. مفاد - 00:06:24
ان من لا يحسن الفرا لا يحسن الكر ولهذا نظرت بعد ذلك في كتاب الله. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو اصل الدين كله. منه ينطلق - 00:06:44
واليه يعود فتبين لي اولا انه لا ينفع الانسان في هذا كله الا ما بقي له مدخارا في قبره. عسى ان ينفعه يوم لقاء ربه فكان ان فتح الله بصيرتي على تولية الوجهة الى النظر في القرآن تعلما وتعليما ومدارسة وتدبرا - 00:06:58
عسى ان اهتدي في المسألة الدعوية الى التي هي اقوم. فكان ان اكتشفت انني كنت امر على كثير من الايات دون ان ابصر وذلك كان سببا في كثير من البلاء والارتباك الحاصل في السير. هنالك كانت الثغرات التي دخل منها المرض الى - 00:07:20
ويجمع الاطباء على ان اخطر مراحل التطبيب هو تشخيص الداء قبل وصف الدواء ثم انه لا بد بين يدي هذه الورقات ان اعلن ما سبق لي اعلانه في كتاب البيان الدعوي. من انني انطلق في عملي هذا من - 00:07:40
مبدأ تأميم الدعوة الى الله. كما سلف بيانه مفصلا في محله بادلته وشواهده والمقصود بتأميم الدعوة تحريرها من كل انتماء حركي ضيق. بالمعنى السياسي للكلمة لقد كان مما ضيق الاستيعاب الدعوي بالمغرب وغيره ان الكلمة الطيبة عرضت على الناس باسم التنظيمات والحركات حتى قاس كثير - 00:07:59
من الشباب الدخول الى الجماعة على ميزان الدخول الى الاسلام. والخروج عنها كالخروج عنه. لقد ان الاوان لتختص الحركات الحزبية بالاشتغال المؤسسي والتدافع السياسي كما هو حالها في الواقع اليوم - 00:08:25
وهو امر لا نقلل من شأنه واهميته. ولكن على اساس ان يتحرر الشأن الدعوي العام من قبضتها. فتجربة اثبتت انها ما زادته في المرحلة الاخيرة الا ضعفا وتقويضا ان الحركة مشروع اجتهادي قد تتباين وجهات النظر فيه من التوافق الى الاختلاف حتى التناقض والتنافي احيانا - 00:08:43
بينما الدعوة او الصحوة هي في الاغلب الاعم اشتغال بالمعلوم من الدين بالضرورة. فقل ما يميل الشأن فيها حتى الى مجرد الاختلاف بلها التنافي والتناقض. فقل لي بربك لو انك استدعيت محاضرا او عالما من كل حركة. ممن يعلم اختلافهم - 00:09:08
في مواقفهم السياسية وبرامجهم التغييرية. ثم اوكلت لكل واحد منهم ان يتحدث للناس في موضوع الانسان في يعني مثلا او موضوع المقاصد التعبدية في الاسلام او خطر الفساد الاخلاقي. بشرط التجرد عن الهوى التنظيمي. افلا - 00:09:28
يكون الكلام منهم جميعا واحدا في الجوهر لا تنافي فيه ولا اختلاف. الا كما تختلف العبارات والاساليب في عرض الافكار فلما اذا نرهن الدعوة بما لم يرهنها الله به. الا نكون قد حجرنا واسعا؟ بلى والله. وتلك هي افة الدعوة - 00:09:48
في زماننا هذا. وذلك ما قصدنا التخلص منه بمبدأ تأميم الدعوة نقدم رسالتنا هذه اذا ورقة عمل لنموذج تطبيقي تتلوه نماذج اخرى بحول الله على خطوات ومراحل من بعد ان اصلنا النظر في كتابنا البيان الدعوي فما بقي بعد القول الا العمل. والقاعدة ان كل علم ليس تحته عمل - 00:10:08
فهو باطل ولقد ظن بنا بعض اخواننا من هنا وهناك وبعض الظن اثم اننا بدلنا وغيرنا وركنا الى الذين ظلموا. فالى هؤلاء اولئك نقول لهم كلمة واحدة. الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. لا حجة بيننا وبينكم - 00:10:35
الله يجمع بيننا واليه المصير لقد اكتشفنا ان المنهج المعتمد لدى بعض اخواننا في الدعوة والحركة منهج مقلوب. ينطلقون فيه من العمران الى القرآن على طريقة قياس الشبه. وهو اضعف انواع الاقيسة في علم الاصول. ينظرون الى ما عند الاخر من بناء. فيقيسون - 00:10:57
عليه تشبيها وتخييلا. ما يرون انه يجب ان يكون عندنا وينطلقون في البناء بل في التقليد مع مراعاة الشكل الخارجي ويبقى الجوهر بعد ذلك يرشح بجاهليته. افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على - 00:11:20
جرف هار فانهار به في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين بينما هذا القرآن العظيم يقدم نموذجه العمراني كاملا. اننا قررنا ان ننطلق من القرآن الى العمران على منهج - 00:11:42
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته ودعوته. هذا هو الطريق ان شاء الله. فلن نصدر كتبنا الدعوية بعد اليوم يا تجاربنا العملية ان شاء الله الا بهذا المنهج وعلى اساسه تصورا وتطبيقا - 00:11:59
لا نبني بناء ولا نعمر تعميرا الا على اساس من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان القرآن العظيم تصميم رباني راق لبناء فخم. ما كلف الانسان الا بانجازه على شموليته وامتداده بدءا بعمران - 00:12:16
حتى عمران السلطان فاما عمران الانسان فاما عمران الانسان فهو البناء الكفيل باخراج الانسان القرآني. المشار اليه في قوله جل وعلا انما يعمرن مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من - 00:12:36
المهتدين وحينما نقول الانسان فهو الفرض والمؤسسة. وهو الوجدان الذاتي والجماعي. وهو الاسرة الواحدة والنسيج الاجتماعي وهو العامة والخاصة. وهو المجتمع والدولة. الى غير ذلك من الثنائيات التي يستوعبها مصطلح الانسان - 00:13:02
ورسالتنا هذه بلاغ الرسالة القرآنية هي من هذا المعنى الاول واما عمران السلطان فهو البناء الكفيل باخراج السلطان القرآني وليس المقصود بالسلطان عنصره البشري ومرجعه انساني كلا فذلك هو المعنى الاول وقد سبق وانما المقصود به طبيعته العمرانية وعمقه النظامي وهو - 00:13:22
اليه في قوله تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لله عاقبة الامور وليس هذا الا نتيجة للاول. ومن عكسهما فقد قلب المنهج. ولقد بينا في كتاب البيان الدعوي من ذلك احتجاجا - 00:13:48
لا لا ما يكفي ان شاء الله فلا داعي للاطالة والذي يجمع الاول والثاني ليتم كمال العمران هو عمران الاستخلاف الذي يشمل كل النشاط البشري. ويستوعب كل ابعاده الكونية. وهو المعبر عنه في القرآن الكريم بقوله تعالى هو انشأ - 00:14:10
لكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه. ان ربي قريب مجيب وقوله عز وجل واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. وقوله سبحانه يا داود انا جعلناك خليفة - 00:14:30
في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله كقوله تعالى فاحكم بين الناس بالحق هو جزء من كلي خلافته. وليس هو اياها. وقد سبق لنا في هذه المسألة تدليل وتأصيل في كتابنا المذكور لمن - 00:14:48
جاء التفصيل العمل اذا هو من القرآن الى العمران. ان معنى ذلك اننا ننخرط في حركة البعثة الجديدة التي نراها تنطلق اليوم تصديقا لوعد القرآن العظيم. ولبشارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقولنا حركة ليس بالمعنى السياسي للكلمة - 00:15:09
حيث يضيق اللفظ ويتقزم لينحصر في الدلالة على دائرة تنظيمية محدودة. كلا وانما الحركة هنا بمعناها العمراني الكبير حركة يديرها رب الكون. الحي القيوم سبحانه مجالها في الارض وتقديرها في السماء. تصميمها - 00:15:31
قرآن ومنفذها الانسان ولنا في هذا الموضوع تأصيل اخر في خطوة تأليفية تتلو هذه بحول الله. فما يا صاحي الان الا ان تتناول التصميم القرآني لهندسة العمران. فتنشره بين يديك نشرا. تتبين معالمه - 00:15:51
تتبصر موازينه وتشرع في التنفيذ بناء وتعميرا. وكل كلام دون ذلك مضيعة للاعمال في غير طائل. ويكفي الامة ما اهدرت ولا تزال من الطاقة في الجدل والكلام ومن الحكم المأثورة انه اذا اراد الله بقوم سوءا سلط عليهم - 00:16:11
الجدل ومنعهم العمل وقبل الخلاص من هذا التقديم اعلن لكل من يرغب في السير الى الله ان هذه الورقة المتواضعة هدية له مني هدية من قلب اخلص المحبة للمحبين. فمن وجد فيها ما ينفع فهي له. ومن لم يجد من ذلك شيئا فليدفع عنه ما يكره - 00:16:31
الله الهادي الى الخير والمعين عليه - 00:16:53
التفريغ
بلاغ الرسالة القرآنية من اجل ابصار لايات الطريق تأليف فريد الانصاري بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح الكتاب تدبر ثم ابصر هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر اولوا الالباب - 00:00:00
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ - 00:00:27
الاهداء الى القلوب الضارعة الى الله المكابدة ظلمات الحيرة وتباريح الاحزان. بحثا عن نافذة للابصار. اهدي هذه البلاغات احبكم فريد الانصاري مقدمة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:50
من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين - 00:01:17
اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد فاني احمد الله مرة اخرى ان ارشدني اليوم الى تقديم هذه الرسالة الصغيرة بلاغ الرسالة القرآنية من اجل - 00:01:38
قارن لايات الطريق. لكل باحث عن معرفة الطريق السالكة الى الله اولا. ثم لكل المهتمين بالمشروع الاصلاحي وقد كانت هذه الرسالة اول الامر عبارة عن دروس القيتها بمجالس بعض اصحابنا المحبين واخواننا الصالحين. نحسب - 00:02:06
وهم كذلك ان شاء الله ولا نزكي على الله احدا مجالس قرآنية مباركة ان شاء الله. شهدتها مدينة مكناس الزيتون حرسها الله واصلح احوالها. تدارسنا خلالها ما تيسر من بلاغات القرآن العظيم وهي ثمرة لما استقر عليه النظر بفضل الله وتوفيقه من خلال بحث سابق في - 00:02:26
البيان الدعوي بعد تجربتي المتواضعة عملية ووجدانية في مجال الدعوة الى الله اذا صار بعدها لهذا الموضوع في قلبي حضور خاص. جعلني اقلب النظر فيما بين يدي من اعمال. باحثا فيما ارى واسمع منه - 00:02:50
تجارب ومبادرات جاهدا في تلمس طريق تقربني الى الله على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودعوته عسى ان اهتدي في الشأن التعبدي والاصلاحي الى التي هي اقوم - 00:03:08
هذا وقد كانت رحلتي لاداء فريضة الحج لعام الف واربعمئة وعشرين هجرية الموافق لالفين ميلادية فرصة لاعيد النظر والمراجعة. فيما تحصل لدي من رؤى وفهوم في المجال الدعوي والاصلاحي فشرعت منذ ذلك التاريخ في ترتيب النظر. وانا ارقب واقع العمل الاسلامي في ظل ما يجتاح العالم الاسلامي اليوم من فتن - 00:03:26
كقطع الليل المظلم لا يكاد قطر من اقطاره ينجو منها. ومن فجور سياسي داهم يحرق الاخضر واليابس. تهب وبه عواصف ما سمي بالعولمة او حركة تهويد العالم. هذه الريح الاستعمارية الغازية الشديدة. الجديدة في اساليب - 00:03:55
القديمة في غايتها ومقاصدها ثم اني رأيت الساحة الاسلامية تعج بالافكار من نظريات شتى وتنظيمات شتى وسياسات شتى. منها ما يتناقض ويتآكل ومنها ما يتكامل. وكل يتخذ موقعه فيها حسب استعداداته الفطرية ومؤهلاته الكسبية. وهي على - 00:04:15
رغم ما تزخر به من خير كثير لا تخلو من فقرات وسلامات. لم تجد بعد من يسدها ويقف مرابطا على حراستها بل ان بعض الاصول والمنطلقات بقيت مكشوفة الظهر عارية الثغر. رغم تدبيجها في الورقات. لا تجد من يقف - 00:04:39
لانصراف الناس الى اقتطاف بعض الثمرات. مما نحسبه خدعة واستدراجا وقصة نزول الرماة عن جبل الرماة في غزوة احد. لم يزل نذيرها يملأ اذان التاريخ. ولكن ان في ذلك لذكرى - 00:04:59
لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ولقد تبين لمن يتبين في غبار احداث العالم الكبرى التي تندلع عن تواتر الانهيارات الكبرى منذ مطلع الالفين الميلادية الثالثة ان مواقع المسلمين عامة ومواقع اهل الشأن الدعوي منهم خاصة قد تراجعت الى خط - 00:05:17
الدفاع الاخير ولعل في ذلك خيرا للاسلام والمسلمين علمه من علمه وجهله من جهله فذلك ان احسن استيعابه وتوظيفه مما سيقدح انطلاق دورة جديدة لحركة تجديد الدين في العالم بحول الله. بمستوى اعلى وبأداء ارفع - 00:05:42
ثم تبين ايضا ان المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد مضيا لا يراعي الظروف الجديدة. انما ها هو مقامرة بمصير الامة. ذلك ان هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض. ويطغى فيه النداء على البناء - 00:06:04
والحاجة اليوم اختلفت عما كانت عليه قبل سنوات. ولقد نطق شرق الغرب من قبل بحكمة مشهورة. تنص على ان النهوض قد يقع انجاز خطوة الى الوراء من اجل خطوتين الى الامام. وتلك مقولة لها اصل اصيل في صناعة القتال عند المسلمين. مفاد - 00:06:24
ان من لا يحسن الفرا لا يحسن الكر ولهذا نظرت بعد ذلك في كتاب الله. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو اصل الدين كله. منه ينطلق - 00:06:44
واليه يعود فتبين لي اولا انه لا ينفع الانسان في هذا كله الا ما بقي له مدخارا في قبره. عسى ان ينفعه يوم لقاء ربه فكان ان فتح الله بصيرتي على تولية الوجهة الى النظر في القرآن تعلما وتعليما ومدارسة وتدبرا - 00:06:58
عسى ان اهتدي في المسألة الدعوية الى التي هي اقوم. فكان ان اكتشفت انني كنت امر على كثير من الايات دون ان ابصر وذلك كان سببا في كثير من البلاء والارتباك الحاصل في السير. هنالك كانت الثغرات التي دخل منها المرض الى - 00:07:20
ويجمع الاطباء على ان اخطر مراحل التطبيب هو تشخيص الداء قبل وصف الدواء ثم انه لا بد بين يدي هذه الورقات ان اعلن ما سبق لي اعلانه في كتاب البيان الدعوي. من انني انطلق في عملي هذا من - 00:07:40
مبدأ تأميم الدعوة الى الله. كما سلف بيانه مفصلا في محله بادلته وشواهده والمقصود بتأميم الدعوة تحريرها من كل انتماء حركي ضيق. بالمعنى السياسي للكلمة لقد كان مما ضيق الاستيعاب الدعوي بالمغرب وغيره ان الكلمة الطيبة عرضت على الناس باسم التنظيمات والحركات حتى قاس كثير - 00:07:59
من الشباب الدخول الى الجماعة على ميزان الدخول الى الاسلام. والخروج عنها كالخروج عنه. لقد ان الاوان لتختص الحركات الحزبية بالاشتغال المؤسسي والتدافع السياسي كما هو حالها في الواقع اليوم - 00:08:25
وهو امر لا نقلل من شأنه واهميته. ولكن على اساس ان يتحرر الشأن الدعوي العام من قبضتها. فتجربة اثبتت انها ما زادته في المرحلة الاخيرة الا ضعفا وتقويضا ان الحركة مشروع اجتهادي قد تتباين وجهات النظر فيه من التوافق الى الاختلاف حتى التناقض والتنافي احيانا - 00:08:43
بينما الدعوة او الصحوة هي في الاغلب الاعم اشتغال بالمعلوم من الدين بالضرورة. فقل ما يميل الشأن فيها حتى الى مجرد الاختلاف بلها التنافي والتناقض. فقل لي بربك لو انك استدعيت محاضرا او عالما من كل حركة. ممن يعلم اختلافهم - 00:09:08
في مواقفهم السياسية وبرامجهم التغييرية. ثم اوكلت لكل واحد منهم ان يتحدث للناس في موضوع الانسان في يعني مثلا او موضوع المقاصد التعبدية في الاسلام او خطر الفساد الاخلاقي. بشرط التجرد عن الهوى التنظيمي. افلا - 00:09:28
يكون الكلام منهم جميعا واحدا في الجوهر لا تنافي فيه ولا اختلاف. الا كما تختلف العبارات والاساليب في عرض الافكار فلما اذا نرهن الدعوة بما لم يرهنها الله به. الا نكون قد حجرنا واسعا؟ بلى والله. وتلك هي افة الدعوة - 00:09:48
في زماننا هذا. وذلك ما قصدنا التخلص منه بمبدأ تأميم الدعوة نقدم رسالتنا هذه اذا ورقة عمل لنموذج تطبيقي تتلوه نماذج اخرى بحول الله على خطوات ومراحل من بعد ان اصلنا النظر في كتابنا البيان الدعوي فما بقي بعد القول الا العمل. والقاعدة ان كل علم ليس تحته عمل - 00:10:08
فهو باطل ولقد ظن بنا بعض اخواننا من هنا وهناك وبعض الظن اثم اننا بدلنا وغيرنا وركنا الى الذين ظلموا. فالى هؤلاء اولئك نقول لهم كلمة واحدة. الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. لا حجة بيننا وبينكم - 00:10:35
الله يجمع بيننا واليه المصير لقد اكتشفنا ان المنهج المعتمد لدى بعض اخواننا في الدعوة والحركة منهج مقلوب. ينطلقون فيه من العمران الى القرآن على طريقة قياس الشبه. وهو اضعف انواع الاقيسة في علم الاصول. ينظرون الى ما عند الاخر من بناء. فيقيسون - 00:10:57
عليه تشبيها وتخييلا. ما يرون انه يجب ان يكون عندنا وينطلقون في البناء بل في التقليد مع مراعاة الشكل الخارجي ويبقى الجوهر بعد ذلك يرشح بجاهليته. افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على - 00:11:20
جرف هار فانهار به في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين بينما هذا القرآن العظيم يقدم نموذجه العمراني كاملا. اننا قررنا ان ننطلق من القرآن الى العمران على منهج - 00:11:42
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته ودعوته. هذا هو الطريق ان شاء الله. فلن نصدر كتبنا الدعوية بعد اليوم يا تجاربنا العملية ان شاء الله الا بهذا المنهج وعلى اساسه تصورا وتطبيقا - 00:11:59
لا نبني بناء ولا نعمر تعميرا الا على اساس من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان القرآن العظيم تصميم رباني راق لبناء فخم. ما كلف الانسان الا بانجازه على شموليته وامتداده بدءا بعمران - 00:12:16
حتى عمران السلطان فاما عمران الانسان فاما عمران الانسان فهو البناء الكفيل باخراج الانسان القرآني. المشار اليه في قوله جل وعلا انما يعمرن مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من - 00:12:36
المهتدين وحينما نقول الانسان فهو الفرض والمؤسسة. وهو الوجدان الذاتي والجماعي. وهو الاسرة الواحدة والنسيج الاجتماعي وهو العامة والخاصة. وهو المجتمع والدولة. الى غير ذلك من الثنائيات التي يستوعبها مصطلح الانسان - 00:13:02
ورسالتنا هذه بلاغ الرسالة القرآنية هي من هذا المعنى الاول واما عمران السلطان فهو البناء الكفيل باخراج السلطان القرآني وليس المقصود بالسلطان عنصره البشري ومرجعه انساني كلا فذلك هو المعنى الاول وقد سبق وانما المقصود به طبيعته العمرانية وعمقه النظامي وهو - 00:13:22
اليه في قوله تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لله عاقبة الامور وليس هذا الا نتيجة للاول. ومن عكسهما فقد قلب المنهج. ولقد بينا في كتاب البيان الدعوي من ذلك احتجاجا - 00:13:48
لا لا ما يكفي ان شاء الله فلا داعي للاطالة والذي يجمع الاول والثاني ليتم كمال العمران هو عمران الاستخلاف الذي يشمل كل النشاط البشري. ويستوعب كل ابعاده الكونية. وهو المعبر عنه في القرآن الكريم بقوله تعالى هو انشأ - 00:14:10
لكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه. ان ربي قريب مجيب وقوله عز وجل واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. وقوله سبحانه يا داود انا جعلناك خليفة - 00:14:30
في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله كقوله تعالى فاحكم بين الناس بالحق هو جزء من كلي خلافته. وليس هو اياها. وقد سبق لنا في هذه المسألة تدليل وتأصيل في كتابنا المذكور لمن - 00:14:48
جاء التفصيل العمل اذا هو من القرآن الى العمران. ان معنى ذلك اننا ننخرط في حركة البعثة الجديدة التي نراها تنطلق اليوم تصديقا لوعد القرآن العظيم. ولبشارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقولنا حركة ليس بالمعنى السياسي للكلمة - 00:15:09
حيث يضيق اللفظ ويتقزم لينحصر في الدلالة على دائرة تنظيمية محدودة. كلا وانما الحركة هنا بمعناها العمراني الكبير حركة يديرها رب الكون. الحي القيوم سبحانه مجالها في الارض وتقديرها في السماء. تصميمها - 00:15:31
قرآن ومنفذها الانسان ولنا في هذا الموضوع تأصيل اخر في خطوة تأليفية تتلو هذه بحول الله. فما يا صاحي الان الا ان تتناول التصميم القرآني لهندسة العمران. فتنشره بين يديك نشرا. تتبين معالمه - 00:15:51
تتبصر موازينه وتشرع في التنفيذ بناء وتعميرا. وكل كلام دون ذلك مضيعة للاعمال في غير طائل. ويكفي الامة ما اهدرت ولا تزال من الطاقة في الجدل والكلام ومن الحكم المأثورة انه اذا اراد الله بقوم سوءا سلط عليهم - 00:16:11
الجدل ومنعهم العمل وقبل الخلاص من هذا التقديم اعلن لكل من يرغب في السير الى الله ان هذه الورقة المتواضعة هدية له مني هدية من قلب اخلص المحبة للمحبين. فمن وجد فيها ما ينفع فهي له. ومن لم يجد من ذلك شيئا فليدفع عنه ما يكره - 00:16:31
الله الهادي الى الخير والمعين عليه - 00:16:53