محاضرات

تدبر كتاب الله أصل كل خير في الدنيا والآخرة | محاضرة | الشيخ رشاد بن أحمد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:00:00ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:00:24ضَ

واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله - 00:00:49ضَ

فقد فاز فوزا عظيما اما بعد يعلم ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - 00:01:14ضَ

فنحمد الله سبحانه وتعالى الذي من علينا بهذا اللقاء نحمد الله سبحانه وتعالى الذي يسر هذا الاجتماع بعد فراق وغياب عن هذا المسجد لنحو اربع اشهر ونصف ويعلم الله اننا نتمنى هذه الليلة - 00:01:44ضَ

التي نقف مع اخواننا فيها في هذا المكان الذي طالما تعلمنا فيه وانتفعنا فيه نحن واخواننا في هذه المكان والحمد لله رب العالمين على ما يسره وقدره ونقف في هذه الليلة - 00:02:20ضَ

مع اخواننا وقفة مختصرة حول امر عظيم حول كتاب الله سبحانه وتعالى واهمية تدبره والاستفادة منه والعناية به هذا القرآن العظيم الذي اخبر الله سبحانه وتعالى عنه بالخير الكثير في كتابه - 00:02:49ضَ

فقد اخبر الله تعالى عن هذا الكتاب انه مبارك في ايات كثيرة من القرآن والشيء المبارك هو الذي ثبت الخير الالهي فيه الشيء المبارك هو الذي يعظم به النفع ويكثر فيه الخير - 00:03:33ضَ

تتعدد ثمراته الكثيرة في الدنيا والاخرة فهذا الكتاب كتاب مبارك ما انعم الله تعالى على المسلمين على هذه الامة نعمة اكبر من هذه النعمة كيف لا يكون كذلك وهو كلام الله جل وعلا - 00:04:10ضَ

الذي خاطب به عباده ولولا ان الله تعالى يسره لما اطاق احد قراءته ولما اطاق احد سماعه فانه كلام الله سبحانه وتعالى كما انه لا يطيق احد في الدنيا رؤية الله جل وعلا - 00:04:41ضَ

ولذا لما تجلى الله تعالى للجبل جعله دكا وكذلك كلامه سبحانه لولا ان الله تعالى يسره وخففه على عباده لما اطاق احد ان يتلوه ولا اطاق صدر ان يحمله ولا طاق سمع ان يسمعه - 00:05:09ضَ

ولكن الله تعالى يسره وجعله نورا وهداية وشفاء وبركة يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين - 00:05:36ضَ

وصفه الله تعالى باعظم الصفات وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله - 00:06:05ضَ

ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فهذا القرآن العظيم كلام الله سبحانه اصل العلوم منبع العلوم منبع كل خير ما تعلم احد العلم بمثل تعلم كلام الله سبحانه وتعالى ما قلب صلاح القلب بشيء اعظم من طلب صلاحه بكلام الله جل وعلا - 00:06:33ضَ

ما حصلت الموعظة ولا الترغيب ولا الترهيب بشيء اعظم من حصولها بكلام الله جل وعلا ما حصل الترغيب في الاخرة والتزهيد في الدنيا بشيء مثل كلام الله جل وعلا. فهو منبع كل خير - 00:07:08ضَ

وهو اصل كل علم فلذا من المهم ان الانسان يعتني بكتاب الله جل وعلا يعتني بحفظه يعتني بفهم معانيه يعتني بتدبره يعتني بالعمل به وبالانتفاع منه والاستفادة وتحكيمه فهذا القرآن - 00:07:31ضَ

كلام الله سبحانه وتعالى وهو كتاب عظيم هذا القرآن انزله الله تعالى لتدبره واخبر ان له الاثر البالغ على النفوس كم من الايات التي اخبر الله سبحانه وتعالى فيها عن الاثر البالغ لهذا القرآن - 00:08:00ضَ

وان له تأثيرا الى غاية ما يمكن من التأثير وقال الله سبحانه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله اي لو كان هذا القرآن خوطبت به الجبال كما خطب به بنو ادم - 00:08:32ضَ

لخشعت هذه الجبال ولتصدعت فهذا تأنيب من الله جل وعلا للانسان تأنيب من الله جل وعلا لمن انزل عليهم القرآن من البشر ان يقول لو كان المخاطب بهذا القرآن هي الجبال لخشعت - 00:09:02ضَ

ولتصدعت هذه الجبال فكيف وقد خوطبتم به انتم ولم يحصل لكم ذلك وقال الله سبحانه وتعالى ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا - 00:09:27ضَ

ولو ان قرآنا اي ولو ان كتابا من الكتب التي تقرأ سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى لكان هذا القرآن لكان هذا الكتاب الذي انزله الله تعالى على محمد - 00:09:56ضَ

اي لو وجد كتاب من الكتب تحصل به هذه الامور تسيير الجبال او تقطيع الارض او تكليم الموتى لكان هذا الكتاب الذي هو القرآن اولى ما يحصل به ذلك فله تأثير عظيم - 00:10:18ضَ

تأثير ايظا على نفوس المؤمنين الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله تقشعر منه الجلود وتلين له القلوب - 00:10:40ضَ

والابدان الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها معنى متشابها اي يشبه بعضه بعضا في حصنه في فصاحته في بلاغته مثاني يثنى ويكرر تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله - 00:11:10ضَ

فهذا القرآن له تأثير عظيم اهم شيء ان يكون الانسان حاضر القلب ملقي السمع لكلام الله جل وعلا ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد - 00:11:41ضَ

والله اننا اذا نظرنا في احوالنا لا نحزن انها ضعفت عن الانتفاع بهذا القرآن ضعفت عن الاستفادة من هذا القرآن فان القرآن كما قال شيخ الاسلام رحمه الله بمعنى كلامه قال والمطلوب من القرآن - 00:12:09ضَ

هو فهم معناه وحفظ فهم معناه والعمل به قال فاذا لم يقم حافظه بذلك لم يكن من اهل العلم والدين اذا لم يقم حافظه بذلك اي بفهم معناه وبالعمل به لم يكن من اهل العلم والدين - 00:12:40ضَ

ولو نظرت في حال من سلف وكيف كانت عنايتهم بالقرآن وكيف كان تأثير القرآن عليهم لا تعجبت مما حصل لقلوبنا من القسوة او الغفلة او عدم الاستفادة من هذا القرآن - 00:13:06ضَ

فاحببنا في هذا المجلس ان نقف وقفة يسيرة نتذاكر فيها اهمية الانتفاع بكلام الله نتذاكر فيها اهمية التدبر لكلام الله والتفكر فيه حتى يحصل لنا به النفع. كان العرب اذا سمعوه - 00:13:27ضَ

بل وحتى غير العرب اذا بين لهم معنى اثر فيهم لما ذهب جعفر ابن ابي طالب ومن معه من المسلمين مهاجرين الى الحبشة كما في حديث ام سلمة الطويل عند الامام احمد - 00:13:52ضَ

قال النجاشي لجعفر قال هل معك شيء مما انزل على هذا الرجل؟ قال نعم. قال فاقرأه علي فقرأ علي جعفر صدرا من سورة مريم قالت ام سلمة رضي الله عنها قالت فبكى النجاشي. حتى اخذل لحيته اي حتى بلها - 00:14:10ضَ

وبكاء ساقفته اي العلماء الذين بيرهم الصحف علماء النصارى وبكى ساقفته من حوله حتى اخذلوا لحاهم ثم قال النجاشي قال والله ان هذا الذي انزل على صاحبكم والذي جاء به عيسى - 00:14:43ضَ

لا يخرج من مشكاة واحدة فانزل الله سبحانه وتعالى في هؤلاء واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين - 00:15:08ضَ

الى اخر الايات وتأمل هؤلاء الذين كان عندهم علم من الانجيل لما سمعوا هذا القرآن علموا ان هذا القرآن من الله جل وعلا واثر فيهم وجه او صدر جزء من سورة مريم - 00:15:31ضَ

قرأه علي جعفر فاثر فيه وفي من حوله حتى اشتد بكاءهم حتى بلوا لحاهم وهكذا كان بعض المشركين اذا سمعه عظم في قلبه القرآن جاء في صحيح البخاري ان جبير ابن مطعم - 00:15:50ضَ

قبل ان يسلم قدم المدينة وكان قدومه حين قدم لمفاداة اسارى بدر بعد غزوة بدر قدموا بالفداء للاسارى قال جبير فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة النجم او بسورة الطور في صلاة المغرب - 00:16:16ضَ

فسمعته يقرأ ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض؟ بل لا يوقنون قال كاد قلبي يطير وذلك اول ما وقر الاسلام في قلبي رجل لم يكن على الاسلام لكن سلطان القرآن اثر فيه - 00:16:41ضَ

قوة القرآن حين تأمل فيه وتسمع له وتدبر معناه كاد قلبه يطير وهو لم يكن مسلما يومئذ فاثر في هذا القرآن بل اثر في المشركين عموما جاء في الصحيحين عن ابن مسعود وبنحوه في البخاري - 00:17:15ضَ

عن ابن عباس قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم وهو بمكة فسجد فسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس قال ابن مسعود غير رجل واحد اخذ حجرا او ترابا الى ورفعه الى جبهته. وقال هذا يكفيني. قال ابن مسعود - 00:17:40ضَ

فلقد رأيته بعد قتل كافرا الشاهد انه سجد معه الجميع سجد المسلمون وسجد المشركون وسجد الجن والانس. قال العلماء كان سجود المشركين لقوة تأثير القرآن عليهم لقوة سلطان القرآن. اثر فيهم حتى وقعوا ساجدين - 00:18:08ضَ

ولا سيما ان سورة النجم فيها ذكر وعيد فيها ذكر اهلاك الامم السابقة وانه اهلك عادني الاولى. وثمود فما ابقى. وقوم نوح من قبل انهم كانوا اظلم واطغى اهوى فغشاها ما غش - 00:18:40ضَ

فبلغ بهم الخوف حين سمعوا اهلاك هذه الامم السابقة وظنوا ان ينزل بهم كما نزل بهم فخروا ساجدين تأثرا بهذا القرآن الذي سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على الشرك - 00:19:01ضَ

لما للقرآن من تأثير في القلوب ولذا المشركون اوصى بعضهم بعضا انه اذا سمعوا القرآن لا ينصتون له بل يرفعون اصواتهم ويلغطون ويصيحون لاجل الا يسمعوا هذا القرآن فيؤثر فيهم - 00:19:21ضَ

واوصى بعضهم بعضا بذلك يخافون ان يؤثر عليهم القرآن وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه اي لا تنصتوا له والغوء اي صيحوا وتكلموا اذا سمعتم القرآن يتلى - 00:19:46ضَ

لعلكم تغلبون. اي اذا سمعتم لا سيغلبكم القرآن سيؤثر في نفوسكم وهم مشركون علموا ان لهذا القرآن سلطانا في التأثير على النفوس ولذا منعوا ابا بكر الصديق من الصلاة كما جاء في البخاري في الحديث الطويل - 00:20:10ضَ

ان ابا بكر خرج مهاجرا فلقيه ابن الدغنة. قال مالك يا ابا بكر؟ قال اخرجني قومي قال ما مثلك يخرج؟ الحديث وجاء فيه قال رجع ابن الدغنة فقال انا اتي بك قريشا وتبقى في مكة بذمتين - 00:20:36ضَ

ولا يخرجك احد فاشترط عليه المشركون انه يصلي في بيته ولا يستعلم بقراءة القرآن لا يعلن بها فسأل ابن الدغنة لماذا؟ قالوا انا نخشى ان يفسد نسائنا وابناءنا نخشى انهم اذا سمعوا هذا القرآن يتأثرون به - 00:21:04ضَ

ويظنون هذا فسادا لنسائهم وابنائهم قال فمكث ابو بكر ما شاء الله يصلي في بيته ثم بدا له ان يبني مسجدا بفناء داره اي خارج البيت فبنى مسجدا وكان يصلي فيه ويقرأ. وكان ابو بكر سريع البكاء. اذا قرأ القرآن لم يملك عينيه - 00:21:35ضَ

قال فيتقصف عليه نساء المشركين واولادهم يتقصف عليه ان يزدحمون ويركب بعضهم بعضا حتى يكاد يكاد بعض ان يكسر بعضهم يستمعون ما يقرأ ابو بكر قال فارسلت قريش الى ابن الدغنة اما ان تمنع ابا بكر واما ان ترد - 00:22:04ضَ

الينا جوارك. فانا نخشى ان نخفر ذمتك فرجع ابن الدغنة فرد جواره انظر كيف خاف المشركون ان يؤثر هذا القرآن عليهم ولغوا فيه انظر كيف خاف المشركون على نسائهم واولادهم - 00:22:39ضَ

اذا سمعوا هذا الكلام العظيم ان يؤثر فيهم الجن حين سمعت هذا القرآن اذعنت له قل اوحي الي ان استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد - 00:23:03ضَ

فامنا به طلب بعضهم من بعض الانصات وان صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا انصتوا لهذا الكلام العجيب انصتوا لهذا الكلام الجميل كلام يؤثر في القلوب - 00:23:26ضَ

يؤثر في النفوس وهذه صفة المؤمنين ذكر الله تعالى عنهم انهم يتأثرون بهذا الكتاب يؤثر فيهم غاية التأثير كما قال الله تعالى عن عباد الرحمن والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما - 00:23:53ضَ

وعميانا وقال الله تعالى في صفة المؤمنين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون وقال الله تعالى في صفة المخبتين وبشر المخبتين. الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:24:19ضَ

فهذا القرآن يؤثر على المؤمن يؤثر فيه يتأمل فيه ليس حاله انه اذا سمعه كانه لم يسمع شيئا بل يجعل القرآن في نفسه اثرا عظيما ولذا نحن بحاجة عظيمة بحاجة شديدة - 00:24:47ضَ

ان نراجع انفسنا وان نسعى في اصلاح قلوبنا حتى تنتفع بكلام الله جل وعلا حتى تنتفع بهذا القرآن. هذا القرآن هو الاسلام الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس اليه - 00:25:20ضَ

جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووظيفته قراءة القرآن على الناس واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ هذا الامر الذي اوحى الله تعالى لاجله القرآن لاجل ان ينذر به الناس - 00:25:41ضَ

وقال الله سبحانه فذكر بالقرآن فالتذكير بهذا القرآن وقال الله سبحانه عن نبيه وامرت ان اكون من المسلمين وان اتلو القرآن اي هذا الامر الذي بعثني الله به وامرني به ان اتلو القرآن - 00:26:04ضَ

وهكذا قال الله عن النبي هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته كما ارسلنا فيكم رسولا من انفسكم يتلو عليكم اياتنا. هذي وظيفة النبي - 00:26:28ضَ

صلى الله عليه وسلم يتلو ايات الله فبه يحصل الدعوة وبه يحصل التأثير وبه يحصل الدخول في الاسلام جاء على الامام مالك رحمه الله انه قال فتحت المدينة بالقرآن ومعنى فتحت بالقرآن كما قال ابن رجب رحمه الله اي ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل اليه من يقرأ عليهم القرآن فاسلموا - 00:26:52ضَ

بعث عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة مصعب ابن عمير الى المدينة ليقرأ عليهم القرآن وليعلمهم القرآن فاسلموا رضي الله عنهم فالقرآن له تأثير عليهم دخلوا في الاسلام بهذا القرآن ومن اعرض عن هذا القرآن سلط الله تعالى عليه الشياطين - 00:27:22ضَ

ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين فكل من ابتعد عن هذا القرآن وغفل عنه تسلطت عليه الشياطين وبقدر منافسة غير القرآن للقرآن يذهب انتفاع العبد بالقرآن - 00:27:48ضَ

حتى قال شيخ الاسلام رحمه الله قال ومن اكثر السماع للقصائد التي كان الصوفية يسمعونها لصلاح قلوبهم يقولون نسمع القصائد لصلاح القلوب ومن اكثر السماع للقصائد لطلب صلاح قلبه ذهبت - 00:28:12ضَ

حلاوة القرآن من قلبه بل ربما كره القرآن الذي يكثر سماع القصائد الزهدية. التي يزعم انها ترقق قلبه يذهب لذة القرآن وتأثير القرآن من قلبه. بل ربما كره القرآن فان من اعرض عن هذا القرآن سلطت عليه الشياطين - 00:28:38ضَ

نتواصى نحن اخواننا جميعا بالاهتمام بكلام الله بحفظه واذا حفظنا نتدبر معناه ونتفكر فيه ونعمل بننتفع بكلام الله جل وعلا ليكون للقرآن النفع العظيم علينا على ان التدبر للقرآن مأمور به - 00:29:11ضَ

بل كره العلماء قراءة القرآن بدون تدبر بل جاء الوعيد على قراءة بعض القرآن بدون تدبر. والادلة في ذلك كثيرة اخبر الله تعالى انه انزل القرآن لاجل تدبره كتاب انزلناه اليك مبارك - 00:29:41ضَ

ليدبروا اياته فهذا هو القصد من انزال القرآن تدبر اياته. كما قال شيخ الاسلام رحمه الله المطلوب من القرآن فهم معناه والعمل به فاذا لم يهتم حافظه بذلك فليس من اهل العلم - 00:30:05ضَ

وان كان حافظا له والله تعالى انزله لتدبره. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب عاتب الله تعالى من لم يتدبر كلامه فقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا - 00:30:29ضَ

افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها هل صارت القلوب مقفلة؟ حتى لا تتدبر كلام الله جل وعلا افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين فكل هذه الاية يحث الله تعالى فيها عباده على تدبر كلامه - 00:31:00ضَ

يحط فيها المؤمنين على التأمل في كلامه العظيم. الذي اذا تدبره العبد المؤمن كان له الاثر البالغ عليه وهكذا ذم النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج انهم لا يتدبروا القرآن يحفظونه كما جاء في الصحيحين عن ابي سعيد وعن سهل ابن حنيف وعن غيرهم انهم يقيمون - 00:31:27ضَ

حروفه اقامة القدح اي اقامة السهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم لا ينزل الى قلوبهم فقط شيء بالالسن ليس هناك تدبر له مع اعتنائهم باقامة الفاظه. مع اعتنائهم بادائه وتلاوته - 00:31:59ضَ

ولكن لم يتدبروا معانيه ولم يتفكروا فيها فذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان هذا ذما لهم يقرأون القرآن اي بالالسن لا يجاوز الحناجر لا يصل الى القلوب ولا ينفذ اليها - 00:32:28ضَ

وفي الصحيحين ان رجلا قال لابن مسعود رضي الله عنه قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال له ابن مسعود هدا كهز الشعر قرأت المفصل من قاف الى الناس في ركعة هذا كهز الشعر - 00:32:54ضَ

ولذا جاء عن ابن مسعود عند ابن ابي شيبة قال لا تهدوه هب الشعر ولا تنفروه نثر الدقل والدقى الرديء التمر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم احدكم اخر السورة - 00:33:15ضَ

قفوا عند عجائبه اي تدبروه وحركوا به قلوبكم. ولا يكن حظكم منه التلاوة بالسنتكم وهكذا جاء في سنن ابي داوود عن عبد الله ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن في اقل من ثلاث لم - 00:33:41ضَ

ولذا كره العلماء قراءة القرآن في اقل من ثلاث ليال. من ثلاث ايام لان هذا يؤدي الى عدم تدبره ذم الله تعالى طائفة من اهل الكتاب انهم فقط يقرؤونه. كما قال الله عنهم لا يعلمون الكتاب الا اماته - 00:34:05ضَ

والاماني بمعنى التلاوة وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى اي اذا قرأ القى الشيطان في امنيته اي في قراءته فذم الله تعالى هذه الطائفة من اهل الكتاب انهم لا يعلمون الكتاب الا اماني - 00:34:28ضَ

اي الا قراءة فقط. تلاوة عاتب الله تعالى المؤمنين على ذلك بقوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال لم يكن بين - 00:34:51ضَ

هذه الاية وبين اسلامنا الا اربع سنين لم يكن بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية الا اربع سنين الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق - 00:35:16ضَ

تأمل حالي وحالك كم لنا نقرأ القرآن؟ عشر سنين عشرين سنة الصحابة بعد اربع سنين وهم خير القرون الذين كانوا يتدبرون القرآن عاتبهم الله سبحانه وتعالى بهذه الاية الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. فيا ترى اذا لم - 00:35:40ضَ

القارئ من القرآن ولم يخشع قلبه لذكر الله وما نزل من الحق بعد العشر السنين بعد الخمسة عشر سنة بعد العشرين سنة ثم متى يستفيد من هذا الكتاب متى يلين قلبه لما انزله الله سبحانه وتعالى من هذا الكتاب - 00:36:07ضَ

متى يجد ثمرة هذا القرآن الذي جعل الله تعالى فيه الثمرات الكثيرة فهذه الادلة كلها تبين ان تدبر القرآن امر لا بد منه وان قراءة القرآن بدون تدبر امر كرهه العلماء. بل جاء الوعيد - 00:36:27ضَ

في عدم التدبر فرأى النبي صلى الله عليه وسلم العشر الايات التي في اخر سورة ال عمران وبات يصلي بها وبكى حتى اخذ اللحية ثم بل ثوبه ثم بل الارض - 00:36:53ضَ

فجاء اليه بلال يوقظه لصلاة الفجر يؤذنه لصلاة الفجر فوجده يبكي على ذلك الحال قال لقد انزلت علي الليل ايات ويل لمن قرأها ولم يتدبرها ويل لمن قرأها ولم يتدبرها - 00:37:10ضَ

وهذا وعيد لمن قرأ هذه الايات ولم يتدبرها لما فيها من تذكير العبد المؤمن بمخلوقات الله العظيمة وبالجزاء على الاعمال وبما يحصل له في الاخرة امر النبي صلى الله عليه وسلم بتدبره وتوعد من قرأها دون تدبر - 00:37:34ضَ

فنحن بحاجة ماسة الى تدبر كلام الله الى التفكر في كلام الله سبحانه وتعالى. الى الانتفاع به هذا القرآن اخواني في الله هو اصل العلم هذا القرآن هو اصل صلاح القلب - 00:38:00ضَ

هذا القرآن هو اصل معرفة الرب وتعظيمه هذا القرآن هو اصل ومنبع كل خير فمتى استفاد منه العبد حصل على الثمرات الكثيرة يقرأ القرآن يحفظه يتدبره يعمل به فيرتقي بذلك الى اعلى الدرجات. في كل الابواب في باب العلم - 00:38:24ضَ

في باب صلاح القلب في باب معرفة الله سبحانه وتعالى وخوفه والخشي منه في باب معرفة الاحكام الشرعية ومعرفة المسائل هكذا في باب الاجر والثواب والحسنات هكذا في باب الرفعة في الدنيا وفي الاخرة - 00:38:52ضَ

اخرة وكم تعدد من الابواب الكثيرة التي يحصل المؤمن فيها على اعظم الخير من كلام الله جل وعلا وهنا في ختام هذا المجلس اشارة الى بعض الاسباب وبعض الامور التي تعين العبد - 00:39:13ضَ

على تدبر كلام الله فمما يعين العبد على تدبر كلام الله جل وعلا معرفة معانيه فمعرفة معاني القرآن والقراءة في كتب المفسرين من السلف ومن اخذ عنهم مما تعين العبد على تدبر القرآن - 00:39:38ضَ

لانه لا يمكن ان العبد يتدبر القرآن وهو لا يعرف معناه كيف يتدبر شيئا ويتفكر فيه وهو لا يعرف معناه كما قال الامام ابن جرير رحمه الله بمعنى كلامه قال عجبت لمن يقرأ القرآن - 00:40:06ضَ

ولا يعرف معناه كيف يلتذ بقراءته عجبت لمن يقرأ القرآن ولا يعرف معناه كيف يلتذ بقراءته ولذا اذا نظرنا الى هدي السلف في تعلم القرآن نجد انهم كانوا يتعلمون القرآن الفاظه ومعانيه - 00:40:28ضَ

وايضا العمل به جاء في اثر ابي عثمان ابي عبد الرحمن السلمي وهو اثر صحيح عند ابن جرير وغيره. اسناده صحيح وجاء بنحو عن ابن مسعود قال ابو عبد الرحمن حدثنا - 00:40:58ضَ

الذين كانوا يقرؤوننا القرآن. من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وابن مسعود انهم كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اذا تعلموا عشر ايات لم يجاوزوها حتى يعرفوا معناها ويعملوا بها - 00:41:17ضَ

فابو عبد الرحمن السلمي من كبار التابعين يحكي عن الصحابة كعثمان وابن مسعود وغيرهما من كبار الصحابة. حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا قرآن من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم سمى عثمان بن مسعود - 00:41:39ضَ

انهم كانوا اذا قرأوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يعرفوا معناها وحتى يعملوا بها فكان تعلمهم للقرآن مع تعلم معناه والعمل به - 00:42:02ضَ

وذلك يعينهم على تدبره. وعلى التفكر فيه وعلى الانتفاع به فمن اهم ما يعين العبد على تدبر كلام الله والتفكر فيه ان يكون عارفا بمعانيه يعرف معاني القرآن فذلك يعينه على تدبر هذا القرآن وعلى التفكر فيه - 00:42:22ضَ

ايضا مما يعين العبد على تدبر كلام الله كثرة قراءته وترديده وهكذا ترتيله فاذا اكثر قراءة القرآن واكثر ترداده ورتله في قراءته كان اعون له على تدبره جاء عن بعض السلف قال الاية - 00:42:53ضَ

كالتمرة كلما زاد مضغك لها كلما استخرجت حلاوتها التمرة كلما مضغتها كلما استخرجت حلاوتها فهكذا القرآن كلما كررته كلما رددته واكثرت من تلاوة وقراءته كلما انفتح لك في تدبره والتفكر فيه ابوابا كثيرة. قال الله سبحانه ولقد يسرنا القرآن للذكر - 00:43:30ضَ

فهل من مدكر قال قتادة رحمه الله هل من طالب علم فيعان عليه هل من طالب علم يكثر ترداد القرآن فيعينه الله تعالى عليه وقال الله سبحانه ورتل القرآن ترتيلا - 00:44:09ضَ

وسئل انس كما في الصحيح كيف كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال كانت مدا كان يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. والمعنى انه لا يستعجل فيها وجاء في صحيح مسلم عن حفصة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة من القرآن فيرتلها. حتى - 00:44:35ضَ

اكون اطول من اطول منها سورة مئة اية فيرتلها حتى تكون في قراءته تلك اطول من سورة مئة وخمسين اية اي بقراءته وترتيله لها وهكذا استحب كثير من اهل العلم ترداد الاية - 00:45:02ضَ

ان يردد الانسان الاية فان هذا يعين على تدبرها وقد جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم بات ليلة يصلي في اية يردد حتى اصبح ان تعذبهم فانهم عباده وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم - 00:45:25ضَ

وبات يرددها صلى الله عليه وسلم حتى اصبح وهكذا جاء عن تميم الداري عند ابن المبارك في الزهد انه بات ليلة يردد اية ام حسب الذين اجترحوا سيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون - 00:45:48ضَ

وفي صحيح البخاري ان رجلا بات يردد قل هو الله احد حتى اصبح وكان له جار يقال هذه السورة. ان يراها قليلة. فلما اصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره وقال ان - 00:46:13ضَ

سمعت فلانا يردد قل هو الله احد حتى اصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن فاستحب جماعة من العلماء وقد عقد النووي رحمه الله فصلا - 00:46:35ضَ

كما مر معنا في كتابه التبيان في اداب حملة القرآن فصلا لترديد الاية وان جماعة من السلف استحبوا ذلك لما يحصل من ترديدها من تأثير ومن تفكر ومن تدبر فتكرار قراءة القرآن وترداده وترتيل والاكثار منه عموما مما يعين العبد على - 00:46:57ضَ

التدبر لكلام الله سبحانه وتعالى مما يعين العبد ايضا على التدبر لكلام الله جل وعلا ان يقرأ القرآن في الليل في صلاة الليل فان الانسان اذا نام ثم استيقظ قام فارغ البال - 00:47:32ضَ

فارغ القلب من كل الاشغال بخلاف الانسان اذا قد مارس الحياة في سائر يومه ربما هناك مشاكل واشغال ومسائل وامور قد مرت عليه في سائر يومه تشوش عليه اما اذا نام - 00:48:01ضَ

ثم استيقظ فانه يستيقظ فارغ القلب فيكون ذلك اعون له على تدبر كلام الله. ولذا قال الله سبحانه يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. نصفه او انقص منه قليلا - 00:48:24ضَ

او زد علي ورتل القرآن ترتيلا. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ناشئة الناشئة بانها القيام للقراءة بعد النوم القيام للقراءة بعد النوم. قال الله في صفة هذه القراءة هي اشد وطئا - 00:48:47ضَ

اشد وطئا اي اشد مواطئة وموافقة بين القلب واللسان فكل ما قرأه اللسان واطأ عليه القلب ثم قال الله واقوم قيلا اقوم الاقوال وافضل الاقوال هي ناشئة الليل ان ناشئة الليل هي اشد وطئا فاشد ما يكون القارئ مواطئة بين قلبه ولسانه اذا - 00:49:22ضَ

قرأ القرآن في الليل واقوم الاقوال هو قراءة القرآن في الليل وقال الله سبحانه وتعالى في صفة طائفة من اهل الكتاب ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل - 00:49:56ضَ

مدحهم الله سبحانه وتعالى بذلك وقال الله سبحانه امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. والقنوط هو طول القيام طول القراءة. امن هو قانت اناء الليل جاء عن عبدالله بن الزبير - 00:50:19ضَ

انه قال هو عثمان او عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال هذه الاية نزلت في عثمان وهي شاملة لكل احد امن وقانث اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه - 00:50:42ضَ

فمما يعين العبد على تدبر كلام الله جل وعلا. قراءته في الليل الصلاة به في الليل فذلك عون عظيم على تدبره ايضا مما يعين على تدبر كلام الله جل وعلا سماعه من الغير - 00:51:07ضَ

ممن يكون حسن القراءة ممن تجد لقراءته لذة فان سماع القرآن من الغير ممن يحسن قراءته وممن يقرأه بخشوع وتدبر يعين العبد على التدبر فيه ورب اية قرأتها مرارا ولا يقع في قلبك من معناها حتى تسمعها من غيره. فكأنه يقرأها لك مفسرة - 00:51:32ضَ

يتلوها تلاوة وكانه يفسرها لك تفسيرا بتلاوته ولذا جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب سماع القرآن من غيره كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه قال له النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن. فقال يا رسول الله اقرأه عليك وعليك - 00:52:08ضَ

سانزل قال اقرأ فاني احب ان اسمعه من غيري قال فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قول الله سبحانه فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا على هؤلاء شهيدا - 00:52:32ضَ

قال حسبك الان قال فالتفت فاذا عيناه تذرفان وبكاء النبي صلى الله عليه وسلم من العلماء من قال انه بكى لانه علم انه سيشهد على امته ومن امتي من يكون مقصرا وانه لا بد من شهادته عليهم - 00:52:53ضَ

فلرحمته بهم بكى وسماع القرآن من الغير لا سيما السماع من العلماء الذين يقرأون القرآن بتدبر بخشية هذا يعين على تدبر كلام الله جل وعلا هذا يعين على تأثير القرآن في قلب السامع له - 00:53:17ضَ

فهذا الامر مما جاء في السنة الترغيب فيه وهو مما يعين المسلم على تدبره لكلام الله سبحانه وتعالى ايضا مما يعين المسلم على تدبر كلام الله جل وعلا ان يستحضر المسلم حين قراءته للقرآن انه يقرأ كلام الله - 00:53:47ضَ

ان يستحضر المسلم حين قراءته للقرآن ان هذا القرآن يخاطبه والله لو قرأ الانسان كلام الله وهو يستحضر انه كلام الله لاثر ذلك في تأثيرا عظيما ولا اعانه على تدبره - 00:54:17ضَ

ولو شعر ان القرآن يخاطبه ويوجه الاوامر والنواهي اليه لكان لذلك تأثير عظيم في نفسه. ولكننا نقرأ القرآن ونشعر انه يخاطب غيرنا وكأنه خطاب لغيرنا وليس خطابا لنا نقرأ هذا القرآن ونحن في غفلة اننا نتلو كلام الله جل وعلا - 00:54:41ضَ

الذي لولا تيسير الله تعالى له ان يجري على السننا لما اطقنا ذلك فاذا قرأ العبد القرآن وهو يستحضر ذلك كان ذلك مما يعينه على تدبر كلام الله سبحانه وتعالى - 00:55:11ضَ

وهناك غير هذه الامور مما يعين العبد على تدبر كلام الله جل وعلا ولكن هذه اسباب معينة للعبد على تدبر كلام الله جل وعلا يحصل له بذلك الخير الكثير اذا استعان بها - 00:55:38ضَ

واذا تدبر كلام الله فتح الله تعالى له من العلوم الشيء الكثير. اهل العلم ما كانوا يفزعون اذا فزعوا الا الى القرآن واذا جاءت المسائل العويصة تفكروا في القرآن واستخرجوا الحلول لتلك المسائل من القرآن - 00:56:01ضَ

واضرب لكم مثلا بالامام الشافعي رحمه الله حين جاءه الرجل فقال له يا ابا عبد الله ما الحجة في دين الله؟ بماذا نحتج في دين الله قال بكلام الله وبكلام رسوله - 00:56:26ضَ

وبما اجمعوا عليه هذه الثلاثة الامور حجة تحتج بها لدينك بكلام الله حجة لدينك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حجة بما اجمع عليه السلف فقال له هذا الرجل اطلب دليلا على الثالث - 00:56:47ضَ

يقول الاول هو القرآن حجة هذا امر واضح السنة حجة هذا امر واضح. بقي الثالث ما اجمع عليه السلف ما هو الدليل انه حجة قال له الشافعي امهلني ثلاثا اين ذهب الشافعي؟ هل ذهب يقلب كتب اهل العلم فقط - 00:57:12ضَ

لينظر ما هو الدليل ان الاجماع حجة مباشرة فزع الشافعي الى القرآن علم ان حل هذه المسألة ودليلها في القرآن قال راوي القصة فمكث الشافعي ثلاثا لا يخرج الا لصلاة الفريضة - 00:57:38ضَ

ويرجع الى بيته يقرأ القرآن فلما جاء الرجل بعد ثلاث طرق بابه فقال يا ابا عبد الله اعطني حاجتي فقال له الشافعي رحمه الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له - 00:57:58ضَ

هدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصبه جهنم وساءت مصيرا قال فتوعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين. اي ما اجمعوا عليه بجهنم ولا يتوعد بجهنم الا على شيء واجب - 00:58:20ضَ

فقال له السائل جزاك الله خيرا اذا هذه الاية دليل ان الاجماع حجة وكان الشافعي رحمه الله هو اول من لفت النظر الى ان هذه الاية دليل على حجية فاذا كلام الله جل وعلا فيه الخير - 00:58:44ضَ

فيه الخير لصلاح القلب فيه الخير لزيادة العلم فيه الخير لتعظيم الرب فيه الخير لخشية الله جل وعلا الا والخوف منه في الخير للازدياد من العلم ومعرفة المسائل والاحكام الشرعية فيه الخير للعبد في سائر حياته - 00:59:07ضَ

فنتواصى جميعا بالعناية بكلام الله جل وعلا بحفظه وبتدبره وبالحرص على فهم معانيه. وعلى تطبيقه والعمل به فمن وراء ذلك الخير الكثير نسأل الله جل وعلا ان يفقهنا واياكم في الدين وان يعلمنا - 00:59:27ضَ

وان يجعلنا من الراسخين في العلم. ونسأل الله جل وعلا ان يصلح قلوبنا واحوالنا وسائر شؤوننا انه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمده اشهد ان لا اله الا انت استغفرك - 00:59:51ضَ

واتوب اليك - 01:00:11ضَ