التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع فضيلة الشيخ احمد ابن عمر الحازمي ان يقدم لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:00ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ولا زال الحديث مع الجماعة في تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم. وعرفنا ان مصنف رحمه الله تعالى جعل هذا الكتاب على خمسة - 00:00:24ضَ
ابواب وجعل الباب الاول فيما يتعلق بي بفضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه وذكر المصنف رحمه الله تعالى ادلة من الكتاب والسنة سبق بيان ذلك بالتفصيل. وذكر اثارا عن السلف في ذلك وبينا فيما يتعلق بتلك الاثار - 00:00:46ضَ
زدنا بعض المسائل المتعلقة بحكم طلب العلم وكذلك مسألة فرض الكفاية وفرض العين وبينا كلام ابن القيم رحمه الله تعالى ولا شك ان الوقوف على النصوص المبينة لفضيلة العلم واهله هذه تحرك - 00:01:14ضَ
همة الى طلب السمو ولذلك انتهينا من الفصل والباب الاول نختم بي بكلام للشوكاني رحمه الله تعالى كلام مؤصل من عالم مجتهد له باع فيه في العلم ونصيحته لها مكانتها والشوكاني معلوم ان - 00:01:38ضَ
له كتاب ان له كتابا في ادب الطلب الذي قسم فيه المراحل الى اربعة مراحل يقول رحمه الله تعالى وينبغي لمن كان صادق الرغبة القوية الفهمي النظر عزيز النفس شهم الطبع - 00:02:02ضَ
عالي الهمة سامي الغريزة الا يرضى لنفسه بالدون. وذكر هذه الاوصاف رحمه الله تعالى لان هذه الاوصاف شرط في تحقق العلم. ان العلم لابد من من همة محركة ولابد من ارادة - 00:02:23ضَ
جازمة والا لن يسعى الى شيء البت بل قال اهل العلم كما ذكره رحمه الله تعالى ان المطالب الدنيوية لن تنال الا بذلك فكيف بالمطالب الاخروية الدينية فمن باب اولى واحرى - 00:02:43ضَ
وينبغي لمن كان الصادق الرغبة عنده رغبة صادقة وقوي الفهم لابد ان يكون ذا فهم قوي. فان من لم يكن صادق الرغبة لن ينال شيئا لا من الدنيا من الدين - 00:03:01ضَ
وكذلك من لم يكن ذا فهم قوي كان ضعيفا في الفهم لن يناله. كذلك ثاقب النظر عزيز النفس شهم الطبع يقال شهم من باب ذرفة فهو شهم اي جلد ذكي فؤادي. والطبع المراد به سجية التي جبل عليها - 00:03:17ضَ
الانسان وهو في الاصل مصدر والطبيعة مثله وكذلك الطباعة. عالي الهمة ذا همة عالية وسيأتي بحث ما يتعلق ان شاء الله تعالى سامي الغريزة قال من تصف بذلك الا يرضى لنفسه بالدون. ولا يقنع بما دون الغاية - 00:03:37ضَ
ولا يقعد عن الحد والاجتهاد المبلغين له الى اعلى المراد او الى اعلى ما يراد وارفع ما يستفاد فان النفوس الابية ممتنعة عن الدنو والهمم العلية لا ترضى بدون الغاية في المطالب الدنيوية - 00:04:00ضَ
من جاه او مال او رئاسة او صناعة او حرفة فاذا كانت النفوس لا ترضى وبالدون في المطالب الدنيوية من باب اولى واحرى الا ترضى بالدون في المطالب الاخروية. اذا اوتي الانسان همة عالية واوتي فهما - 00:04:21ضَ
وذكاء وحرصا وهمة ووقتا عن اذن لا ينبغي ان يترك العلم وان يحصن اعلى ما يمكن من من قالوا قد ورد هذا المعنى كثيرا في النظم والنثر وهو المطلب الذي تنشط اليه الهمم الشريفة وتقبله النفوس العلية - 00:04:46ضَ
واذا كان هذا شأنه في الامور الدنيوية التي هي سريعة الزوال. قريبة الاضمحلال. محل الشيء ذهب. فكيف لا يكون ذلك في من مطالب المتوجهين الى ما هو اشرف مطلبا واعلى مكسبا وارفع مرادا واجل - 00:05:09ضَ
خطر واعظم قدرا واعود نفعا واتم فائدة وهي المطالب الدينية مع كون العلم اعلاها. اعلى المطالب الدينية الشرعية الاخروية هو طلب العلم لانه به ينال العبد سعادة الدنيا والاخرة. وكما مر معنا كلام ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:05:29ضَ
انه لن تصح له عبادة البتة الا بي بالعلم الشرعي. صحيح اذ كل عبادة لابد فيها من اخلاص ولابد فيها من متابعة ولن يتحقق له الاخلاص الا بالعلم ولن يتحقق له المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم الا - 00:05:54ضَ
العلم اذا لن تصح له عبادة الا الا بعلم. ولن ينال دخول الجنة ورفعة الدرجات في الجنة الا بالعبادات اذا كانت مبنية على العلم وصحته دل على ان اشرف مطلوب هو العلم. ولذلك قال مع كون العلم - 00:06:14ضَ
اعلاها وهو كذلك كما قال رحمه الله تعالى واولاها بكل فضيلة واجلها واكملها في حصول المقصود وهو الخير الاخروي. فان الله سبحانه قد قرن العلماء في كتابه بنفسه وملائكته فقال - 00:06:34ضَ
شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم وقصر الخشية له التي هي سبب الفوز لديه عليهم فقال انما يخشى الله من عباده العلماء واخبر عباده بانه يرفع - 00:06:52ضَ
علماء امته درجات فقال يرفع الله الذين امنوا منكم الذين اوتوا العلم درجات. واخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بان العلماء ورثة الانبياء. قال وناهيك بهذه المزية الجليلة والمنقبة النبيلة. فاكرم - 00:07:09ضَ
نفس تطلب غاية المطلب في اشرف المكاسب واحبب برجل اراد من الفضائل ما لا تدانيه فضيلة ولا تساميه منقبة ولا تقاربه مكرما. فليس فليس بعد ما يتصوره فليس بعد ما يتصوره اهل الطبقة الاولى متصور بمعنى انه قسم الطبقات الى اربعة ويأتي بحثه في محله ان شاء الله تعالى - 00:07:29ضَ
فجعل المرتبة الاولى اعلى الدرجات التي اراد بها طالب العلم ان ينال المكانة الرفيعة في المكانة الرفيعة في العلم. فان نالوه على الوجه الذي تصوروه فقد ظفروا من خير العاجلة والاجلة وشرف الدنيا والاخرة بما - 00:07:58ضَ
لا يظفر به الا من صنع صنيعهم ونال نيلهم وبلغ مبالغهم. وان اخترمهم دونه مغتلم وحال بينهم وبينه حائل فقد اعذروا كما بينا سابقا ان من نوى ان يرفع الجهل عن - 00:08:18ضَ
ونال ما نال من العلم ولم يتمكن فانما الاعمال بالنيات فيرفعه الله عز وجل مكانة العلماء وان لم يصل الى تلك المرتبة. وليس على من طلب جسيما ورامى امرا عظيما - 00:08:38ضَ
ان منعته عنه الموانع وصرفته عنه الصوالف من بأس كما قررناه سابقا ثم قال رحمه الله تعالى فيا ايها العالم الصعلوك قد ظفرت برتبة ارفع من رتب الملوك ونلت من المعالي اعلى - 00:08:54ضَ
ومن المناقب والفضائل اولاها بالشرف واولاها. فان كل المعاي الدنيوية وان تلاهت فليست باعتبار المعاني العلمية والشرف الحاصل بها في ورد ولا صدر. ومعلوم ان الورد المراد به الماء الذي يورد الصدر هو الرجوع منه من الشيء. قال فانه يحصل للعالم اولا. وبالذات الفوز - 00:09:12ضَ
بالنعيم الاخروي الدائم السرمدي. اولى ما يناله العالم وعرفنا ان العالم في الشرع لا يطلق الا على من جمع بين العلم والعمل. اذ العلم الشرعي لا يكون نافعا الا اذا اثمر العمل - 00:09:42ضَ
وان له حجة على على العبد. وهي حينئذ يكون شرا ولا يكون خيرا البتة. وهذا محل وفاق كما بينا فيما فيما سبق قال رحمه الله تعالى فانه يحصل للعالم اولا وبالذات يعني ثم منافع تحصل العالم هي على درجات - 00:09:59ضَ
وعلى مراتب بعضها لا يصح ان ينويها ابتداء وهو ما يكون له من المحمدة والثناء عند الناس لكنها تأتيه لكنه لا يقصدها. واما ما ينويه ابتداء هو رفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن امته. فانه يحصل - 00:10:20ضَ
عالمي اولا وبالذات الفوز بالنعيم الاخروي الدائم السرمدي. الذي لا تعدل منه الدنيا باسرها. قيد شرط وفي بعض النسخ قيدة شوط بل مقدار شوط ويحصل له ثانيا وبالعرض وان كان لا يجوز - 00:10:40ضَ
يجوز له ان ينويه ابتداء يحصل له ثانيا وبالعرض من شرف الدنيا ما يصغر عنده كل شرف ويتقاصر دونه كل مجد ويتضائل لديه كل فخر وان من فهم مقدار ما في العلوم من العلو كان عند نفسه عز - 00:11:00ضَ
واعلى محلا واجل رتبة من الملوك. ولذلك مر كلام عبد الله بن مبارك رحمه الله تعالى ان ان العلماء اصل في الشرع ان يكونوا حاكمين على على الملوك فهم اعلى مرتبة منهم. واجل رتبة من - 00:11:23ضَ
الملوك وان كان متضايق المعيشة يركب نعليه ويلبس طمريه فاحرص ايها الطالب على ان تكون من اهل الطبقة الاولى فانك اذا ترقيت من البداية التصورية الى العلة الغائبة التي هي اول الفكر واخر العمل كنت فرض العالم. يعني اذا تصورت المراد بالطبقة الاولى ثم عملت - 00:11:43ضَ
ما تصورت كنت فرد العالم وواحد الدهر وقريع الناس وفخر العصر ورئيس القرن. لكن كما ذكرنا هذه تكون تبعا ولا يجوز للعبد لطالب العلم ان ينويها ابتداء والا صارت النية حينئذ فاسدة وكان له - 00:12:10ضَ
من عرض الدنيا ومر التحذير منه من ذلك. واي شرف ان سامي شرفك او فخر يدان في فخرك وانت تأخذ دينك عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم لا تقلدوا في ذلك احدا ولا تقتدي - 00:12:30ضَ
قول رجل ولا تقف عند رأي لان هذا هذه الثمرة هي كذلك من اعظم ثمان العلم يقتطف الحكم الشرعي مباشرة من الكتاب والسنة وان يتحرر منه رق التقليد للرجال. ولا تقف عند - 00:12:50ضَ
اسرائيل ولا تخضع لغير الدليل. ولا تعول على غير النص هذه والله رتبة تسمو على السماء ومنزلة تتقاصر عندها النجوم فكيف بك اذا كنت مع هذه المزية مرجعا في دين الله ملجأ - 00:13:10ضَ
لعباد الله مترجما لكتاب الله وسنة رسول الله يدوم لك الاجر ويستمر لك النفع ويعود لك الخير وانت بين اطباق الثرى وفي عداد الموتى بعد بعد مئين من السنين ولا يحول بينك وبين - 00:13:30ضَ
هذا المطلب الشريف ما تنازعك نفسك اليه من مطالب الدنيا التي تروقها وتود الظفر بها. فانها اصلة لك على الوجه الذي تحب. والسبيل الذي تريد. بعد تحصيلك لما ارشدتك اليه من الرتبة العلمية. وتكون - 00:13:50ضَ
مخطوبا لا خاطب ومطلوبا لا طالب. وعلى فرض انها تكدى عليك المطالب اي تقطع. كما في قوله تعالى واعطى قليلا واكدى اي قطع القليل قال وعلى فرض انها تكدى عليك المطالب وتعاندك الاسباب فلست تعدم الكفاف الذي لابد لك منه. يعني - 00:14:10ضَ
لن لا يحول بينك وبين هذه المطالب العلية الامور الدنيوية. ولو كان في السعي الى كسب والرزق. قال قال فما رأينا عالما ولا متعلما مات جوعا. بل ولا مسلما مات جوعا فان الرزق مكتوب محدود - 00:14:35ضَ
ولن يموت احد الا وقد استوفى رزقه وكمل رزقه. فما رأينا عالما ولا متعلما مات جوعا ولا اعوزه الحال حتى انكشفت عورته عليا او لم يجد مكانا يكنه ومنزلا يسكنه وليست الدنيا الا هذه الامور طعام وشراب وثياب - 00:14:55ضَ
عورته وكذلك مسكن وما عداها فضلات مشغلة للاحياء مهلكة للاموات. وعلى العاقل ان يعلم انه لن يصيبه الا ما كتبه الله له ولا يعدوه ما قدره له وانه قد فرغ من امر - 00:15:21ضَ
رزقه الذي فرضه الله له فلا القعود يصده ولا السعي واتعاب النفس يوجب الوصول الى ما لم يأذن به الله معلوم من الشرع قد توافق عليه صريح الكتاب والسنة. وتطابقت عليه الشرائع فلا ينشغل العبد بامور الدنيا - 00:15:41ضَ
بحجة الكسب ونحو ذلك الا ما لا بد منه من ضرورة ونحوها. وما زاد على ذلك فكما قال رحمه الله تعالى فضلات مشغلة للاحياء مهلكة للاموات. واذا كان الامر هكذا فما احق هذا النوع العاقل من الحيوان الذي دارت رحى التكليف - 00:16:01ضَ
عليه انيطت اسباب الخير والشر به ان يشتغل بطلب ما امره الله بطلبه وتحصيل ما خلقه الله وهو الامتثال لما امره به من طاعته. والانتهاء عما نهاه عنه من معاصيه. ومن اعظم ما يريده الله - 00:16:21ضَ
ان هو يقربه اليه ويفوز به عنده ان يشغل نفسه ويستغرق اوقاته في طلب معرفة هذه الشريعة التي شرعها الله لعباده وينفق ساعاته في تحصيل هذا الامر الذي جاءت به رسل الله لعباده ونزلت به ملائكة - 00:16:41ضَ
فان جميع ما يريده الله من عباده عاجلا واجلا. وما وعدهم به من خير وشر قد صار في هذه الشريعة اكرم برجل تاقت نفسه عن ان يكون عبد بطنه الى ان يكون عبد دينه حتى يناله على الوجه - 00:17:01ضَ
الاكمل ويعرفه على الوجه الذي اراده الله منه. ويرشد اليه من عباده من اراد له الرشاد ويهدي به من حق الهداية فانظر اعزك الله كم الفرق بين الرجلين وتأمل قدر مسافة التفاوت بين الامرين؟ هذا يستغرق جميع اوقاته - 00:17:21ضَ
وينفق كل ساعاته في تحصيل طعامه وشرابه وملبسه وما لابد منه. قام او قعد او وقف وهذا يقابله بسعي غير هذا السعي وعمل غير ذلك العمل فينفق ساعاته ويستغرق اوقاته في طلب ما جاء عن الله - 00:17:44ضَ
وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من التكاليف التي كلف بها عباده وما اذن به من ابلاغه اليهم من امور دنياهم لينتفع بذلك ثم ينفع به من يشاء الله من عباده ويبلغ اليهم حجة الله ويعرفهم شرائعه - 00:18:06ضَ
قد تعاظم الفرق بين النوعين وتفاوت تفاوتا يقصر التعبير عنه ويعجز البيان له الا على الاجمال بان يقال ان احد النوعين قد التحق بالدواب والاخر بالملائكة. لان كل واحد منهم - 00:18:26ضَ
قد سعى سعيا شابه من التحق به فان الدابة يستعملها مالكها في مصالحه ويقوم بطعامها وشرابها وما يحتاج اليه ومع هذا فمن نظر في الامن بعين البصيرة وتأمله حق التأمل - 00:18:46ضَ
وجد عيش من شغل نفسه بالطاعة وفرغها للعلم ولم يلتفت الى ما تدعو اليه الحاجة من امر دنياه تجده ارفه اكثر رفاهية وحاله اقوم وسروره اتم وتلك حكمة الله البالغة التي يتبين عندها انها لن - 00:19:04ضَ
يعدو المرء ما قدر له ولن يفوته ما كان يدركه. وهذا المعنى الذي ذكرناه ثابت في الشريعة مصرح به في غير موضع منها وان من تصور هذا الامر حق التصور وتعقله كما ينبغي انتفع به انتفاعا عظيما ونال به من - 00:19:24ضَ
والدي جسيما والهداية بيد الهادي جل جلاله. وتقدست اسماؤه. ثم قال وان لحسن النية واخلاص العمل تأثير عظيما في هذا المعنى. فمن تعكست عليه بعض اموره من طلبة العلم او اكلف عليه - 00:19:44ضَ
وتضايقت مقاصده فليعلم انه بذنبه اصيب وبعدم اخلاصه عوقب او انه اصيب بشيء من ذلك محنة له وابتلاء واختبارا لينظر كيف صبره لينظر كيف صبره واحتماله ثم يفيض عليه بعد ذلك من خزائن الخير ومخازن العطايا ما لم يكن بحسبان. ولا يبلغ اليه تصوره - 00:20:04ضَ
فليعض على العلم بناجذه ويشد عليه يده ويشرح به صدره فانه لا محالة واصل الى المنزل الذي ذكرنا نائل للمرتبة التي بينا وما احسن ما حكاه بعض اهل العلم عن الحكيم افلاطون فانه قال الفضائل - 00:20:34ضَ
مرة الاوائل حلوة العواقب. فضائل مرة الاوائل حلوة العواقب. يعني في البداية يكون فيها شيء من المرارة والقسوة على القلب والطباع ولكن النتيجة تكون حينئذ نائلة من ذكرنا. والرذائل بالعكس - 00:20:54ضَ
حلوة الاوائل مرة العواقب. وقد صدق فان من شغل اوائل عمره وعنفوان شبابه بطلب الفضائل لابد ان يفطم نفسه عن بعض شهواتها ويحبسها عن الامور التي يشتغل بها اترابه ومعارفه من الملاهي - 00:21:14ضَ
ومجالس الراحة والشهوات الشباب. فاذا انتهى اليه ما هم فيه من تلك اللذات والخلعات. وجد في نفسه بحكم الشباب وحداثة السن وميل الطبع ما هناك مرارة. واحتاج الى مجاهدة يرد بها جامحة طبعه ومتفلت هواه - 00:21:35ضَ
ومتوثبة نشاطه ولا يتم له ذلك الا بالجام شهوته بلجام الصبر. ورباطها بمربط العفة وكيف لا يجد حرارة الحبس للنفس من كان في زاوية من زوايا المسجد ومقصورة من مقاصد المدارس لا ينظر الا في - 00:21:55ضَ
دفتل ولا يتكلم الا في فن من الفنون ولا يتحدث الا الى عالم او متعلم واترابه ومع الفه من قرابته وجيرانه وذوي سنه واهل نشأته وبلده يتقلبون في العيش ورائق القصف واذا انضم لذلك - 00:22:15ضَ
الطالب الى هذه المرارة الحاصلة له بعزف النفس عن شهواتها مرارة اخرى هي اعواز الحال وضيق المكسب وحقارة الدخل فانه لا بد ان يجد من المرارة المتضاعفة ما اعظم ما يعظم عنده موقعه لكنه يذهب عنه قليلا قليلا. فاول عقدة تنحل عنه من عقد هذه المراحل - 00:22:35ضَ
عندما يتصور ما يؤول به الامر وينتهي اليه حاله من الوصول الى ما قد وصل اليه من يجده في عصره من العلماء ثم تنحل عنه العقدة الثانية بفهم المباحث وحفظ المسائل وادراك الدقائق فانه عند ذلك يجد من - 00:23:04ضَ
اللذة والحلاوة ما يذهب بكل مرارة ثم اذا نال من المعارف حظا واحرز منها نصيبا ودخل في عداد اهل العلم كان متقلبا في اللذات النفسانية التي هي اللذات بالحقيقة ولا يعدم عند ذلك من اللذات الجسمانية - 00:23:24ضَ
ما هو افضل واحلى ولا يعدم عند ذلك من اللذات الجسمانية ما هو افضل واحلى من اللذات التي يتقلب فيها كل من كان من اترابه وهو اذا توازن بين نفسه الشريفة وبين فرض معارفه الذين لم يشتغلوا بما اشتغل به اغتبط بنفسه غاية الاغتباط - 00:23:43ضَ
وجد من السرور والحبور ما لا يقادر قدره الى اخر كلامه رحمه الله تعالى. وهي وصية جامعة لطالب العلم لا سيما في اول امره ولا سيما اذا وقفت امامه حبائل الدنيا وما قد يسوفه الانسان لي - 00:24:06ضَ
وما يراه من من غيره من الاقبال على على الدنيا قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الثاني في ادب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه يعانون له في المقدمة بلفظ مغاير لي لهذا اللفظ وهو قوله الباب الثاني في اداب العالم في نفسه ومع طلبته - 00:24:26ضَ
ولا سيما ان ما تقدم للمقدمة قد يكون متأخرا في الكتابة وقد يكون سابقا كما هو عادة اهل العلم وقد يقال بان المصنف رحمه الله تعالى انما اراد المغايرة بينهما لان الكتاب ليس فيما يتعلق الفقه ونحوه فانما - 00:24:55ضَ
اراد ان يتفنن فيه في العبارة. وسبق معنا كذلك بيان ما يتعلق بي بالادب وتعريفه عند عند اهل العلم وكلام العلماء قديما وحديثا في مراتب الادب وهذه الاداب المذكورة في هذا الفصل وما سيأتي هي على نوعين - 00:25:15ضَ
منها ما هي اداب شرعية منسوبة الى الى الشرع دل عليها دليل الكتاب واو السنة وهذه على نوعين منها ما هو مشترك بين العالم والطالب. ومنه ما هو مختص بي بالعالم - 00:25:35ضَ
هذا الذي اراد هنا ان يذكر شيئا من من النوعين المشترك كما سيأتي فيما يتعلق به بصلاح الباطن والظاهر هذا ليست خاصة العالم بينما هي عامة بين بين اهل الاسلام كلهم. كل مسلم يجب عليه ان يصلح ظاهره وباطنه. لكن يتأكد ذلك - 00:25:52ضَ
العالم ويتأكد ذلك في حق المتعلم النوع الثاني من الاداب عرفية ترجعنا الى العرف وهذه ينظر فيها قد تناسب هذا العصر لانه قد يؤلف المؤلف في ذاك الزمان ويكون ثم عرف شائعا بينهم قد لا يحسن اعماله فيه في هذا - 00:26:12ضَ
الزمن وليس كلما قرأ طالب العلم شيئا في كتب الادب لا سيما فيما يتعلق بالعرف حينئذ يكون ماذا؟ يكون ممتثلا به على وجه او انه يطالب غيره من طالب او عالم متعلم ان يكون على ذلك النهج الذي قد كان سابقا. بل لابد من النظر في ان الاعراف تتغير. واذا كان كذلك - 00:26:35ضَ
ينظر فيها بحسبها كل واحد او كل ادب ينظر فيه ويوزن به بالشرع. اذا هذه الاداب التي سيذكرها المصنف رحمه الله تعالى على نوعين منها اداب شرعية دل عليها الكتاب والسنة وهي عامة ولا اشكال فيها - 00:26:59ضَ
والاداب العرفية التي ترجع الى العرف ومقام المروءة ونحوها هذه تختلف من زمن الى زمن بل من بلد الى الى الى بلدنا وقد يكون الشيء خادما للمروءة في بلد ولا يكون كذلك فيه في بلد اخر - 00:27:15ضَ
قال الباب الثاني في ادب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه يعني سيذكر ثلاثة اشياء ادب العالم في نفسه يتعلق ببذاته وقلبه وبدنه ومراعاة طالبه يعني طالب العلم ودرسه اذا تم اداب تتعلق بالعالم في نفسه - 00:27:32ضَ
وثم اداب تتعلق بالعالم مع تلميذ مع الطلبة وتم اداؤه تتعلق بالعالم مع مع الدرس رحمه الله تعالى قدم هذا النوع على ما يتعلق الم تعلم كان الذي يتبادر الى الذهن انه يقدم ما - 00:27:55ضَ
يتعلق بالمتعلم على ما يتعلق بي بالعالي لان ثاني وسيلة الى الى الاول فيكون متعلما ويتأدب بالاداب ثم بعد لذلك يكون ماذا؟ يكون عالما معلما قال وفيه ثلاثة فصول اي في هذا الباب ثلاثة فصول. اصل فصول جمع فصل ومر تعريف الفصل باللغة والاصطلاح - 00:28:15ضَ
قال الفصل الاول في ادابه اداب العالم في نفسه هو يعني في ذاته. وذكر انواعا وهي اثني عشر نوعا قال رحمه الله تعالى وهو اي هذا الادب الذي قدره بانه في نفسه اي في ذاته. والمراد بالنفس هنا ما يتعلق بالباطن - 00:28:38ضَ
والظاهرة لان البدن او الانسان اسم مسماه الظاهر والباطن. ولذلك اذا قيل العبد فهو اسم مسماه الروح هو الجسد واذا قيل زيد مسماه الروح والجسد. ليس الروح دون الجسد ولا ولا العكس. هذا الذي يكون في لسان العرب وهو كذلك - 00:29:02ضَ
الطبيب الشرعي لذلك الخلاف الوارد بين اهل العلم في كون النبي صلى الله عليه وسلم اسري بروحه دون بدنه حين يذكر هذا مخالف للنص لان الله تعالى قال سبحان الذي اسرى بعبده والعبد اسم مسماه الروح والبدن معا. ليس الروح دون البدن ولا البدن دون الروح - 00:29:23ضَ
حينئذ يحتاج الى الى دليل وليس ثم دليل. وظاهر النص ماذا؟ انه اسري بروحه وجسمه معه. فقوله في نفسه اي في ذاته. حينئذ يصدق على ما على الباطن وعلى وعلى الظاهر ثم اداب تتعلق بالقلب. وثم اداب تتعلق - 00:29:43ضَ
لسان وثم اداب تتعلق بالاعمال الجوارح والاركان. قال وهو اثنا عشر نوعا. نوع الصنف من كل شيء. هذا باعتبار المعنى اللغوي. وان كان عندهم هو واخص من الجنس وتم اعتبارات منطقية لا داعي - 00:30:03ضَ
التعرض لها وانما اراد به هنا وهو اثنى عشر نوعا اي صنفا نوع بمعنى بمعنى الصنف والصنف من كل شيء يختلف باعتباره من الثياب وصنف من البيوت صنف من الاراضي صنف من عقارات ونحو ذلك فهو مختلف - 00:30:23ضَ
قال النوع الاول اي الصنف الاول من الاداب المتعلقة العالم ذكر هذا الادب وهو مستفتح بالاداب وهو في الحقيقة عام يتعلق بي بكل مسلم لانه كما سيأتي في هذه الاداب او ما سيأتي بالاداب المتعلقة بالمتعلم - 00:30:41ضَ
هذه تم او جملة منها ما يتعلق باعمال القلوب ولا شك ان اعمال القلوب وصلاح الباطن هو الاساس الذي ينبغي ان ينطلق منه المتعلم وان يعتمد عليه بعد الله عز وجل كذلك العالم. فان صلاح الظاهر فرع عن صلاح الباطن. هكذا المقرر - 00:31:02ضَ
في شرع لان ثمة تلازم عند اهل السنة والجماعة بين الباطن والظاهر. فليس الباطن مفكا عن ظاهر وليس الظاهر منفكا عن عن الباطن بل هما متلازمان والذي يوجد اولا ويكون اساسا وقاعدة للاخر هو صلاح الباطن يكون قاعدة واساسا لي لصلاح الظاهر وليس - 00:31:28ضَ
عكسه كما قد يظنه البعض وانما بين النبي صلى الله عليه وسلم لقوله الا وان في الجسد مضغة اذا صلح صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. اذا صلحت صلح رتبه على جهته جواب الشرط مع فعل الشرط - 00:31:53ضَ
كما اذا قلت اذا جاء زيد اكرمته. فالاكرام مرتب على ماذا؟ على مجيء زيد. حينئذ مجيء زيد يكون اولا ثم عليه الاكرام هذا الذي يدل عليه صيغة الشرط. كذلك اذا صلحت هذه المضغة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث انها ماذا - 00:32:13ضَ
القلب اذا صلحت قال صلح الجسد كله. فدل ذلك على ان ثمة اصلا وثم فرعا. الاصل هو صلاح القلب والفرع هو صلاح الجسد وليس العكس. ليس ليس العكس. فمن رام اصلاح الباطن باصلاح الظاهر فقد اخطأ الطريق - 00:32:33ضَ
وكان مصادما لي لهذا النص. لماذا؟ لانه قد يوجد صلاح الظاهر فيما يتبادر. الى الناظر بكونه صلاحا لا يستلزم صلاح الباطل ويدل على ذلك وجود الفئة التي اطلق عليها الشرع بانها - 00:32:53ضَ
المنافقون اهل النفاق ما الذي يميزهم عن اهل الايمان؟ اهل الايمان جمعوا بين الصلاحين. اليس كذلك؟ قسم الله عز وجل الطوائف طوائف الناس في اول سورة البقرة الى ثلاث طوائف. الطائفة الاولى المؤمنون الخلص الذين جمعوا بين صلاح الباطل - 00:33:13ضَ
الظاهر الطائفة الثانية الكفار الخلص الذين جمعوا بين فساد الباطن وفساد الظاهر. الطائفة الثالثة المنافقون هذا افترق عندهم الصلاح في ظاهر فعلهم من حيث القول والفعل وافقوا اهل الاسلام. اذا وجد ما ظاهر ماذا الصلح؟ لكن - 00:33:34ضَ
فاسد اذا وجد صلاح الظاهر ولم يستلزم صلح الباطن. فلو كان مستلزما لحصل عنده. وليس عندنا العكس وهو انه يصلح وباطنه ولا يصلح ظاهره الا على قول المرجئة اللي على قول المرجئة صلاح الباطن يكون معمورا بي بالايمان. ولكنه في ظاهر ماذا؟ لا يفعل واجبا ولا - 00:33:55ضَ
ينتهي عن محرم قالوا هذا مؤمن كامل الايمان. وهذا ليس مخرزا على اصول اهل الاسلام انما هو مخرج على اصول الجهم ابن صفوان واتباعه. حينئذ نقول هذا الذي دل عليه الشرع وهو ان العبرة بصلاح البواض - 00:34:22ضَ
واما الظاهر فيكون حينئذ فرعا على صلاح الباطل. هذا يجعل المرء والمسلم يعرف حينئذ كيف يصلح نفسه. وهو ان يكون ثم اهتمام باعمال القلوب. ثم اهتمامه ما يفسد القلوب ما الذي يعمرها؟ وما هي الاسباب الجالبة لصلاح الباطن؟ وما الذي يفسدها؟ وما حقائق هذه - 00:34:41ضَ
المفسدات ان وجد وتحقق ذلك حينئذ فليهن صلاح ظاهره واما الاهتمام بالواجبات الظاهرة دون واجبات الباطن والاهتمام بالمحرمات الظاهرة دون محرمات الباطن هذا على خلاف الشرع. وهذا كذلك يفيد في مقام الدعوة الى الله - 00:35:10ضَ
الله عز وجل وحث الناس على ما يصلحه قلوبهم اكثر مما يتعلق بترك الواجبات او فعل المنهيات التي تتعلق به بالظاهر ما يذكره المصنف رحمه الله تعالى من جملة من اعمال القلوب هذه لابد من التعرض لها على جهة الاجمال في موضع الاجمال والتفصيل - 00:35:30ضَ
في موضع التفصيل لكن طالب العلم ينبغي ان يفهم قاعدة وهي ان ان الادب في طلب العلم اول شيء تقول المنهجية في طلب العلم مبنية على ومبنية على هذين الاصلين. اولا من هدية تتعلق بمعاملة العبد مع مع ربه. ثانيا منهجه - 00:35:50ضَ
تتعلق بماذا؟ بمعرفة ما يقرأ وكيف يقرأ؟ وماذا يحفظ؟ وما الذي يحفظه؟ وكيف لا الى اخر ما يكون من شأن النظر في هذه المنهجية. الان نجد العكس الاهتمام بالمنهجية اللي متعلقة بالحفظ والمتون - 00:36:13ضَ
وصارت هي الاصل واما المنهجية المتعلقة بمعاملة الم تعلم طالب العلم مع ربه جل وعلا هذه صارت فرعا بل قد لا ينشط لها طالب العلم قد لا يريد ان يتحدث عنها ابتداء وانما اذا سأل عن المنهجية قال ماذا احفظ في النحو؟ ما الذي يقدم - 00:36:33ضَ
وما الذي يؤخر؟ وكيف يكون الحفظ ونحو ذلك؟ لا شك ان هذه مهمة. ولابد من السؤال عنها لكنها ليست هي الاصل. ماذا يستفيد طالب علم ان يحفظ عشرين الفية او يحفظ الجمع بين الصحيحين والنية فاسدة - 00:36:53ضَ
اللي يستفيد شيئا؟ الجواب لا. العلم ليس ما ما حفظ. العلم ما نفع كما قال الشافعي رحمه الله تعالى. قال النوع الاول وذكر رحمه الله تعالى جملة من اعمال القلوب المتعلقة بالقلب. قال النوع الاول دوام - 00:37:10ضَ
مراقبة الله تعالى في السر والعلانية والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته واقواله وافعاله فانه امين على ما اودع من العلوم. وما منح من الحواس والفهوم. قال الله تعالى - 00:37:29ضَ
لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم. وانتم تعلمون. وقال تعالى بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوا. قال الشافعي رحمه الله تعالى ليس العلم ما حفظ - 00:37:53ضَ
علم ما نفع هذه ينبغي حفظها ليس العلم ما ما حفظ يعني المحفوظ وكم من حافظ لم ينتفع به بعلمه انما العلم ما ما نفعه او الذي يعمل به ويصحح النية به وهو الذي يورث خشية الله عز وجل والخوف منه. ذكر رحمه الله تعالى في هذه القطعة - 00:38:13ضَ
ادبين وعملين صالحين من اعمال القلوب الاول ما اشار اليه بقوله دوام المراقبة دوام يقال دام الشيء يدومك قال يقول وكذلك دام يدام كخاف يخافه. الماظي منه قد يكون على وزن فعالة - 00:38:39ضَ
وقد يكون على وزن فعل دوما ودوما وديمومة. والمداومة على الامن المواظبة عليه. وهنا ذكر عملا قلبي وهو المراقبة ثم ليس المراد المراقبة فحسب في وقت دون دون وقت وانما المراد المداومة والمحافظة - 00:39:02ضَ
على هذا العمل الجليل. ورقب الشيء يرقبه حرسه. تراقبه مراقبة ورقابا قاله ابن الاعرابي وانشد يراقب النجم رقاب الحوت. ولا شك ان من اسمائه جل وعلا الرقيب من اسمائه الرقيب وهو الحارس والحافظ - 00:39:22ضَ
الناس من ايد الرقبة شيئا يرقبه حرسه فراقبه مراقبة ورقابا. وانشد ابن اعرابي يراقب النجم رقاب الحوت يصف رفيقا له يقول يرتقب النجوم ويراقبها كي يرعاها ويراعيها. دوام المراقبة اذا ثم مراقبة وهي عمل صالح جلي يأتي بيانه. والمراد هنا المداومة والمحافظة والملازمة والمراعاة لهذا - 00:39:47ضَ
العمل قال في السر والعلانية. سر بكسر ما يكتم في النفس من الحديث يقال سررته اي كتمته. وهو من الاضاد قالوا اسررته اي اعلنت. لكن المراد به ماذا هنا مع الكتمان لانه قابله بالعلانية وجمعه اسرار وسريرة كذلك عمل السر من خير او شر والجمع - 00:40:19ضَ
سرائر واما العلانية فهي معلومة من قوله السر. واذا كان السر المراد به الكتمان والمراد به ما يكون في النفس كذلك العلانية يكون بمعنى ما يظهر اما من الاعمال واما ما يكون باعتبار اعتبار الناس. حينئذ قد يفسر في السر - 00:40:46ضَ
انه الباطن ما يخفيه في نفسه. والعلانية ما يظهره يعني ما يقابل الظاهر والباطن. لان العمل قد يكون قلبيا سيكون سرا وقد لا يكون قلبيا انما يكون باعتبار الظاهر ويشمل حينئذ اللسان قول اللسان ويشمل اعمال الجوارح - 00:41:06ضَ
اركان او باعتبار اخر ان السر ما يفعله بينه وبين ربه يعني لا يراه احد من من الناس والظاهر او العلانية ما فهو معتبر بهذين الامرين واما ما يتعلق بالمراقبة ونحوها قد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارس في منزلة المراقبة قال قال الله تعالى واعلموا - 00:41:26ضَ
ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه. وقال تعالى وكان الله على كل شيء رقيب. على كل شيء يعني على كل حركة وسكنة في القلب او في الظاهر كان رقيبا. وقال تعالى وهو معكم اينما - 00:41:50ضَ
اكنتم؟ وقال تعالى الم يعلم بان الله يرى؟ وقال تعالى فانك باعيننا. وقال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الى غير ذلك من الايات الدالة على عموم علم الله عز وجل وعموم معيته. وفي حديث جبريل عليه السلام انه سأل النبي صلى الله عليه - 00:42:10ضَ
وسلم عن الاحسان فقال له ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك مشاهدة والاطلاع ان تعبد الله كانك تراه كانك مطلع على الله عز وجل فان لم تكن تراه - 00:42:36ضَ
فانه يراك اذا مشاهد لك. قال رحمه الله تعالى المراقبة تعريفها دوام علم العبد. وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه وظاهره وباطنه هو ما عناه المصنف رحمه الله تعالى بقوله في السر - 00:42:56ضَ
والعلاني اذا دوام علم العبد ثم علم يتعلق به بالعبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. حينئذ يتيقن العبد ويعلم ان الله عز وجل المطلع على ما يكون في في قلبه وكذلك ما يظهره على لسانه وجوارحه. فاستدامته - 00:43:16ضَ
هذا العلم واليقين هي المراقبة. اذا ملاحظة الرب جل وعلا وانه مطلع على على العبد ظاهرا وباطنا هو المراد بمعنى المراقبة. قال وهي ثمرة علمه بان الله سبحانه رقيب عليه ناظر اليه سامع - 00:43:41ضَ
لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين اذا استشعر العبد وطالب العلم والعالم ذلك المعنى حينئذ اثمر من اعمال القلوب ما لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:44:01ضَ
قال والمراقبة هي التعبد باسمه الرقيب الحفيظ العليم السميع البصير. فمن عقل هذه الاسماء عرف معانيها وتعبد لله عز وجل بما دلت عليها من مضمونها. وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة - 00:44:21ضَ
والله اعلم اذا بين رحمه الله تعالى معنى المراقبة وان التعبد لله عز وجل ببعض اسمائه التي تدل على عموم علم وعموم سمعه وبصره وحفظه ورقابته على العبد. قال رحمه الله تعالى وارباب الطريق - 00:44:41ضَ
على ان مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر. بمعنى انه اذا تيقن ان ان ما يكون في القلب الله عز وجل مطلع عليه. لا بد وان يؤثر في ماذا؟ فيما يتعلق بالظاهرين. قال - 00:45:01ضَ
ارباب الطريق مجمعون على ان مراقبة الله تعالى في الخواطر. يعني ما يخطر فيه في النفس وما يكون من حديث النفس وما يكون من ارادات في القلب وحركاته سبب لحفظها في حركات الظواهر. وهذا كما ذكرت لك انفا ان ما يكون في القلب هو الذي - 00:45:21ضَ
ينبني عليه صلاح الظاهر قال فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته. قيل من راقب الله في خواطره عصمه في حركات جوارحه. وقيل علامة المراقبة ايثار ما انزل الله. وتعظيم - 00:45:41ضَ
عظم الله وتصغير ما صغر الله وقيل المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل. وقيل افضل ما يلزم الانسان نفسه في هذه الطريق المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم ان يسوس عمله بالعلم ان يكون العلم قائدا لي لكل - 00:46:04ضَ
لعمل وقيل اذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك انهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنه. كل ذلك يشير الى المعنى الاصلي الذي قدمه رحمه الله تعالى وهو ان المراد - 00:46:29ضَ
متعلقة بالقلب في الاصل ولها اثر في في الجوارح. ثم جعل صاحب المنازل مراقب على درجتين الدرجة الاولى مراقبة الحق تعالى في السير اليه على الدوام بالسير. اذا لابد من سير المراد به التعبد - 00:46:49ضَ
وهو ايجاد العمل الباطن والظاهر. ثم لابد ان يكون هذا السير بالاستقامة والمداومة عليه. بين تعظيم مذهل ومدناة حاملة وسرور باعث. وسيفسر ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الجمل. قال وقوله بين تعظيم - 00:47:08ضَ
مذهل فهو امتلاء القلب من عظمة الله عز وجل. ابتلاء القلب من عظمة الله عز وجل. بحيث يذهله ذلك عن تعظيم غيره وعن الالتفات اليه اي لذلك الغيب. فلا ينسى هذا التعظيم عند حضور قلبه مع الله - 00:47:28ضَ
بل يستصحبه دائما فان الحضور مع الله يوجب انسا ومحبة ان لم يقارنهما تعظيم اورثاه خروجا عن حدود العبودية ورعونته. فكل حب لا يقارنه تعظيم المحبوب هو سبب للبعد عنه والسقوط من عينيه ولذلك قال بعض السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. فدل ذلك على - 00:47:48ضَ
انه لابد ان يجمع بين الحب والتعظيم معا وكذلك الخوف والرجاء. قال ابن القيم رحمه الله تعالى فقد تضمن كلامه خمسة امور في الدرجة الاولى سير الى الله. يعني تعبد لله عز وجل بالاعمال الباطنة والظاهرة. واستدامة هذا السيم - 00:48:17ضَ
وهو ما جاء التعبير عنه في الشرع الاستقامة والديمومة. وحضور القلب معه. ثالث وتعظيمه قولوا بعظمته عن غيره لانه اذا احب الله عز وجل انشغل القلب بمحبة الله عنه محبة الغير وكذلك سائر - 00:48:41ضَ
الاعمال القلبية واما قوله ومداناة حاملة فيريد دنوا وقربا حاملا على هذه الامور الخمسة يعني قرب من الله عز وجل وهذا الدنو يحمله على التعظيم الذي يذهله عن نفسه وعن غيره. فانه كلما ازداد - 00:49:02ضَ
قربا من الحق ازداد له تعظيما. وذهولا عن سواه وبعدا عن الخلق. قال واما السرور الباعث فهو الفرحة والتعظيم واللذة التي يجدها في تلك المدانة. فان سرور القلب بالله وفرحه به قرة - 00:49:22ضَ
قرة العين به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البتة. وجعل رحمه الله تعالى ان السرور والفرح هذا باعد الى تحقيق التعبد لله عز وجل. لان القلب اذا سر وفرح بالشيء اقبل عليه. واذا لم يكن ثم فرح ولا - 00:49:42ضَ
تروح اذ انكمش منه فكلما تعلق السرور بالله عز وجل كان ذلك خيرا له في الاقبال على ربه عز وجل. قال وليس له ونظير يقاس به وهو حال من احوال اهل الجنة. حتى قال بعض العارفين انه لتمر بي اوقات اقول فيها ان كان - 00:50:02ضَ
اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب. ولا ريب ان هذا السرور يبعثه على دوام السير الى الله عز وجل بذل الجهد في طلبه وابتغاء مرضاته. ومن لم يجد هذا السرور ولا شيئا منه فليتهم ايمانه واعمالهم - 00:50:22ضَ
فان للايمان حلاوة كما جاء النص بذلك من لم يذقها فليرجع وليقتبس نورا يجد به حلاوة الايمان. دل ذلك على ان هذه مسائل متعلقة بالباطن اولا واخرا ثم ما يكون الفرع باعتبار الظاهر. قال - 00:50:42ضَ
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الايمان ووجد حلاوته فذكر الذوق والوجدة وعلقه بالايمان فقال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا مذاقا طعم الايمان - 00:51:05ضَ
ان الطعم هنا المراد به الطعم الذي هو حسي يعني يدرك بالحس ويشعر به في قلبه. ثم علقه على ماذا؟ من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا والرضا لا شك انه عمل قلبي. والايمان في الاصل هو عمل قلبي وله - 00:51:25ضَ
ثمرة باعتبار الظاهر. وقال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان فاثبت للايمان حلاوة كما اثبت في الحديث السابق طعما. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومن - 00:51:45ضَ
يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما يكره ان يلقى في النار. وهذه الاعمال الثلاث. كما ترى اعمال قلبية وهي من متعلقات الايمان. قال رحمه الله تعالى وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول اذا لم تجد للعمل حلاوة - 00:52:05ضَ
في قلبك وانشراحا فاتهمه. يعني اتهم العمل بانه مدخول. لم يكن على الجادة في الباطن والظاهر. اذا لم تجد في العمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه فان الرب تعالى شكور. اذ عمل العبد عملا شكره - 00:52:25ضَ
الله عز وجل يعني انه لابد ان يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول اما باعتبار الباطل واما باعتبار - 00:52:47ضَ
الظاهر ثم قال درجة الثانية من درجات المراقبة مراقبة نظر الحق برفض المعارضة بالاعراض عن الاعتراض ونقظ رعونة التعرض يتضح ذلك من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى قال هذه مراقبة لمراقبة الله لك يعني مراقبة المراقبة. فهي مراقبة لصفة خاصة - 00:53:07ضَ
عين وهي رفظ المعارضة في الباطن. لان العبد قد تكون له ارادات تعارض ماذا؟ تعارض الشرع باعتبار الشرع واما باعتبار القدر وهي توجب صيانة الباطن والظاهر. وصيانة الظاهر بحفظ الحركات الظاهرة. يعني الا يكون - 00:53:36ضَ
فيها ما يخالف الشرع. وصيانة الباطن بحفظ الخواطر والايرادات. والحركات الباطنة التي انها رفض معارضة امره وخبره بان يعترض على على الشرع. فيتجرد الباطن من كل شهوة وارادة تعارض امره. ومن كل ارادة تعارض ارادته ومن كل شبهة تعارض خبره - 00:54:00ضَ
من كل محبة تزاحم محبته. وهذه حقيقة القلب السليم الذي لا ينجو الا من اتى الله به وهذا هو حقيقة تجريد الابرار المقربين العارفين. وكل تجريد سوى هذا فناقص. وهذا تجريد ارباب - 00:54:31ضَ
العزائم هذا ما يتعلق ببيان الدرجتين الاولى والثانية. وهذا مما يجعل العبد ينبغي ان ينظر وفي هذه المنزلة على وجه التحقق والتحقيق. نتعلم ما يراد بمثل هذه الاعمال القلبية ثم يتحقق بها ويراقب نفسه في في ذلك. قال ابن القيم كذلك رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يندب - 00:54:51ضَ
الى اعلى المقامات فان عجز العبد عنه حط الى المقام الوسط كما قال اعبد الله كأنك تراه بين الدرجة العليا فهذا مقام المراقبة الجامع لمقامات الاسلام والايمان والاحسان. ثم قال فان لم تكن تراه فانه - 00:55:21ضَ
يراك فحطه عند العجز عن المقام الاول الى المقام الثاني وهو العلم باطلاع الله عليه ورؤيته له ومشاهدته لعبده في الملأ والخلاء. وهكذا الحديث الاخر ان استطعت ان تعمل لله بالرضا. مع اليقين فافعل - 00:55:43ضَ
لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. لان الصبر ادنى منزلة من من الشكر والرضا فرفعه الى اعلى المقامات ثم رده الى اوسطها ان لم يستطع الاعلى. فالاول مقام الاحسان. والذي حطه اليه مقام الايمان - 00:56:03ضَ
وليس دون ذلك الا مقام الخسران. وسئل اسماعيل ابن جيد ما الذي لا بد للعبد منه؟ فقال ملازمة العبودية على سنة ودوام المراقبة. وكذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومقام المراقبة جامع للمعرفة مع الخشية - 00:56:23ضَ
وبحسبهما يصح مقام المراقبة اعمال القلوب في الجملة هي هي متداخلة بعضها مبني على على بعض بل بعضها لا يوجد الا اذا تحقق بي بالاخر وبين ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في مقدمة مدارج السالكين. اذا دوام مراقبة الله تعالى في - 00:56:43ضَ
والعلانية بان يشعر العبد سواء كان عالما او متعلما او مسلما ايا كان ذلك المسلم ان الله عز وجل مطلع على ما في قلبه. مطلع على قوله مطلع على اعماله. وينبني على ذلك انه سيكتب ما له - 00:57:03ضَ
ما عليه ثم بعد ذلك يحاسب ويجازى. قال والمحافظة على خوفه هذا اشارة الى منزلة اخرى. وهو ما يتعلق بالخوف من من الله عز وجل والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته - 00:57:23ضَ
يقال حفظه كعالمه حفظا حرسه. اذا المحافظة على خوفه. اذا يوجد الخوف ثم يحرسه. لان هذه اعمال قلبية توجد وقد تزول. ولذلك يخاف العبد من ماذا؟ يخاف من العقوبة كما سيأتي وهو الذي سماه باب السلك الخوف - 00:57:43ضَ
العامة وقد يكون ثمة ليس ثم معصية يخاف منها وانما تكون عنده طاعات فيخاف ان يسلب هذه الطاعات. حينئذ قد لا توجد الطاعة يترك اما واجبا ويتلبس منهي عنه فيخاف من العقوبة. حينئذ قد لا لا يترك واجبا ولا يتلبس بمنهي - 00:58:03ضَ
كيف يخاف؟ قل يخاف من ماذا؟ يخاف من مكر الله عز وجل ان يسلب هذه الطاعات. ولذلك المحافظة على الخوف مطلقا كان عاصيا فيخاف العقوبة وان كان طائعا ولم يتلبس بمعصية كذلك يخاف من مكر الله عز وجل. فالمحافظة - 00:58:26ضَ
مأخوذة من حفظه كعلمه اي حرسه كما في الصحاح وحفظ القرآن استظهره فيوعاه على ظهر قلب وحفظ المال والسر رعاه والمحافظة المواظبة على على الامر ومنه قوله تعالى حافظوا على الصلوات اي صلوها في اوقاتها. وقال الازهري اي واظب على اقامتها في مواقيتها. ويقال حافظ على - 00:58:46ضَ
الامن وثابر عليه وحارص وبارك اذا داوم عليه. والقبض حينئذ لا بد من المداومة ولابد من من الحراسة وقال غيره المحافظة المراقبة وهو من ذلك ولكن هنا لابد من جعل فصل بين بين النوعين. قال في جميع حركاته - 00:59:15ضَ
ضد السكون سكنات بمعنى انها ضد الحركات متقابلات لقوله في السر والعلانية واقواله وافعاله كذلك داخل في في الحركات لان ما يتحرك به اما ان يكون قولا واما ان يكون فعلا وقد يكون تكون الحركة بالقلب - 00:59:36ضَ
فانه اي العالم امين اي حافظ والامانة والامانة ضد الخيانة وضد الخيانة. استودعه الله عز وجل عنده العلم الشرعي. فلابد من حراسته ولابد من العمل به ولابد من تبليغه غيره والا صار فيه شيء من من الخيانة. وقد امنه وفي الحديث المؤذن - 00:59:56ضَ
ثمن ثمن القوم الذي يثقون اليه ويتخذونه امينا حافظا والامين كذلك القوي لانه يوثق بقوته ويؤمن ضعفه. قال فانه امين على ما اودع من العلوم. المراد بالعلوم هنا العلوم الشرعية - 01:00:21ضَ
واودع والذي اودعه من الله عز وجل وهو الذي اعطاه العلم وهو الذي منحه ما منحه من وسائل العلم. والوديعة واحدة الودائع يقال اودعه مالا اي دفعه اليه ليكون وديعة عنده واودعه مالا ايظا قبله منه وديعة وهو من الاوضاد واستودعه وديعة استحفظه اياها. قال - 01:00:41ضَ
وما منح من الحواس والفهوم هذا اشبه ما يكون به عطف خاص على على عام وما منح مانح والله عز وجل ومنحه يعني اعطاه والاسم المنحة بالكسر وهي العطية من الحواس جمع حاسة وهي وسيلة العلم - 01:01:07ضَ
قال من الحواس والفهوم والفهم حينئذ هو نتيجة حواسي اليس كذلك؟ الحواس جمع حاسة ومن السمع والبصر ونحو ذلك. فبه يتعلم فحصل الفهم. اذا اودع من العلوم واعطي كذلك وسائل العلم من الحواس والفهوم والحواس والمشاعر الخمس وهي - 01:01:27ضَ
السمع والبصر والشم والذوق واللمس. واحس الشيء وجد حسه. قال الاخفش احس معناه ظن ووجد ومنه قوله تعالى فلما حس عيسى منهم الكفر لكن المراد هنا المشاعر وهي الحواس الخمس وتسمى كذلك المدارك الخمس - 01:01:54ضَ
والفهوم جمع فهم وفهم الشيء بالكسل فهما اي علمه. والفهم المراد به ادراك معنى معنى الكلام العلم هو مطلق الادراك والفهم اخص منه. قال هنا وما منح من الحواس والفهوم - 01:02:14ضَ
المحافظة على خوفه لماذا؟ فانه امين على ما اودع من من العلوم فان ضيع حينئذ حاسبه الله عز وجل وحاسبوا كذلك على الوسائل التي اعطي من اجل ان ينال بها العلم. واشار رحمه الله تعالى بهذه الجملة الى - 01:02:34ضَ
منزلة الخوف من من الله عز وجل. قال ابن القيم رحمه الله تعالى هي من اجل منازل الطريق وانفعها قلبي وهي فرض على كل احد على كل مسلم. ولذلك اذا فات الخوف من القلب مطلقا فات الايمان - 01:02:54ضَ
اسلام بمعنى انه عمل قلبي شرط في صحة الايمان. كما هو شأن التوكل على الله عز وجل ولذلك قال وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين اذا جعله شرطا من صحة الايمان. فدل ذلك على انه اذا انتفى التوكل بكلية انتفى الايمان بالكلية. وهي - 01:03:14ضَ
فرض على كل احد قال الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فلا تخافوهم وخافوني. هذا امر والامر الوجوب ثم علقه بشرط بقول كنتم مؤمنين فدل على ذلك على انه اذا انتفى الخوف انتفى الايمان وجعلهما مترابطين متلازم - 01:03:34ضَ
ولذلك قلنا هذه الاعمال ليست خاصة بالعالم ولا بالمتعلم انما هي عامة لي لكل مسلم. وقال تعالى واياي فارهبون وقال فلا تخشوا الناس واخشوا ومدح اهله في كتابه واثنى عليه فقال ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون الى قوله اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون - 01:03:54ضَ
وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله قول الله تعالى والذين يؤتون ما اتى وقلوبهم وجليلة اي خائفة مشفقا. اهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق. قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف - 01:04:17ضَ
الا يقبل منه اذن الخوف ليس متعلقا بالعاصي والعصاة فحسب انما يكون كذلك باهل الطاعة قال قال الحسن عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها. وخافوا ان ترد عليهم. ان المؤمن جمع - 01:04:37ضَ
وخشية والمنافق جمع اساءة وامنا. والوجل والخوف والخشية والرهبة الفاظ متقاربة غير مترادفة يعني ثم فرق هي متقاربة في الجملة لكنها ثم فروق بينها تجعلها غير مترادفة قيل الخوف توقع العقوبة على مجال الانفاس. توقع العقوبة على مجال الانفاس. يعني بعدد - 01:04:56ضَ
يتوقع العقوبة. وقيل الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكر المخوف وقيل الخوف قوة العلم بمجاري الاحكام. وهذا سبب الخوف لانه نفسه يعني ثم اسباب للخوف وقيل الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره. هرب القلب. الخوف هرب القلب من حلول المكروه - 01:05:26ضَ
الذي هو المخوف عند استشعاله وحضوره بالقلب. قال والخشية اخص من الخوف فان الخشية للعلماء بالله تعالى قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. فهي خوف مقرون بمعرفة بعلم. واما خوف - 01:05:55ضَ
عامة هو ما يكون بدون دون علم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اني اتقاكم لله واشدكم واشدكم له خشية قال فالخوف حركة والخشية ان جماع وانقباض وسكون فان الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان. احداهما حركة للهرب منه يعني يتحرك القلب ويريد ما - 01:06:15ضَ
ان يهرب من هذا العدو وهذه هي حالة الخوف. والثانية سكونه وقراره في مكان لا يصل اليه فيه وهي الخاشية. اذا اذا رأى عدوا او رأى سبعا حينئذ ثم حركتان. الحركة الاولى فرار. يريد ان يفر. الحركة الثانية ان - 01:06:44ضَ
يستقر حيث يكون ثم مأمن هذه الثانية هي هي الخشية. قال واما الرهبة فهي الامعان في الهرب من المكروه. الامعاء امعن الفرص تباعد في عدوه الامعان في الهرب من المكروه يعني البعد تمام البعد. لان الخوف قد يبتعد لكنه يكون قريبا كذلك. لكن اذا امعن - 01:07:04ضَ
يعني بعود وتم بعده حينئذ هي الرهبة. وهي ضد الرغبة التي هي سفر القلب في طلب المرغوب فيه. واما الوجه فرجفان القلب وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او لرؤيته. واما الهيبة - 01:07:28ضَ
مقارن للتعظيم والاجلال. واكثر ما يكون مع المحبة والمعرفة والاجلال تعظيم مقرون بالحب وهذا يدل على ان هذه الاعمال كلها متقاربة وبعضها يدخل في في بعض وبعضه قد يكون اصلا لبعض قال فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين والهيبة للمحبين - 01:07:48ضَ
والاجلال للمقربين وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية. كلما كان بالله اعرى كان منه اخوف. وكذلك اخشاه. والمراد المعرفة بالله عز وجل باسمائه وصفاته وافعاله وما يتعلق كذلك بشرحه فكل بشرعه فكلما كمل ذلك بقلب العبد - 01:08:16ضَ
كمل خوفه وخشيته من ربه جل وعلا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلمكم بالله واشدكم له خشية وفي رواية خوفا وما ذاك الا لكمال علمه بربه وخالقه جل وعلا. وقال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم - 01:08:42ضَ
قليلا لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم من الصعدات الى بضم الصاد والعين تجأرون الى الله تعالى. يعني ان الجبال والمرتفعات. قيل الخوف صوت الله يقوم به الشاردين عن بابه - 01:09:02ضَ
وقيل الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر. وكل احد اذا خفته هربت منه الا الله عز وجل فانك اذا خفته هربت اليه فالخائف هارب من ربه - 01:09:24ضَ
الى ربه. ولذلك قال تعالى ففروا الى الله. تفروا منهم اليه جل وعلا. وقيل ما فارق الخوف قلبا الا وقال ابراهيم لسفيان اذا سكن الخوف القلوب احرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها. ومع - 01:09:44ضَ
ومع جلالة هذه المنزلة الا ان الخوف ليس مقصودا لذاتي. وانما هو مقصود لي لغيره. فهو ان كان عملا قلبيا جليلا عظيما وهو فضل على كل عبد على كل مسلم. الا ان فرضيته باعتبار الوسيلة لا باعتبار - 01:10:04ضَ
المقصد ولذلك قال ابن القيم الخوف ليس مقصودا لذاته. بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل. لانه يكون حاجزا بين العبد وبين الوقوع فيه في المعاصي. قال ولهذا يزول بزوال المخوف اذا زال المخوف زال زال الخوف. فان - 01:10:24ضَ
اهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والخوف يتعلق بالافعال والمحبة تتعلق بالذات والصفات. ولذلك يدخل الجنة مع حبه لله عز وجل. لان متعلق حب الذات والصفات وهي بقيته. واما ما يتعلق بالخوف فقد زال بدخول الجنة. ودل ذلك على ان الخوف ليس مقصودا لذاته - 01:10:44ضَ
ولهذا تتضاعف محبة المؤمنين لربهم جل وعلا اذا دخلوا دار النعيم ولا يلحقهم فيها خوف. ولهذا كانت منزلة المحبة ومقامها اعلى وارفع من منزلة الخوف ومقامه. والخوف المحمود الصادق محال بين صاحبه وبين - 01:11:08ضَ
الله عز وجل فاذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل ولا شك ان اليأس والقنوط من الكبائر التي قد تغضب صاحبها الى الى الكفر. قال ابو عثمان صدق الخوف هو الورع عن الاثام ظاهرا - 01:11:28ضَ
وباطنا. يعني الخوف الصادق هو الذي يجعل العبد ينكف في الظاهر وفي الباطن عن الوقوع في في المعاصي قال ابن القيم وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله - 01:11:48ضَ
ما كان واقيا وحاجزا بينك وبين الوقوع في معصية الله عز وجل في ترك واجب او فعل محرم فهو الخوف ازداد على ذلك فلا حاجة اليه البتة. وقال صاحب المنازل الخوف هو الانقلاع من طمأنينة الامن - 01:12:08ضَ
بمطالعة الخمر. قال ابن القيم يعني الخروج عن سكون الامن باستحضار ما اخبر الله به من الوعد والوعيد. من الوعد والوعيد ثم ذكر رحمه الله تعالى انواعا ودرجات الخوف ولابد من ذكرها فيما يأتي ونقف على هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 01:12:28ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:12:51ضَ