التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع فضيلة الشيخ احمد ابن عمر الحازمي ان يقدم لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:00ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ان شاء الله انا في الباب الثاني من ابواب الخمسة التي ذكرها جماعة رحمه الله تعالى في تذكرة السامع وهو الذي عنون له بقوله الباب الثاني في ادب العالم - 00:00:24ضَ
في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه. وفيه ثلاثة وصول جعله الفصل الاول فيما يتعلق في ادابه في نفسي يعني فيما يتعلق بي بذاته بما يصلح قلبه وكذلك ظاهره وقد ذكر فيه اثني عشر نوعا - 00:00:41ضَ
من انواع الاداب وهي اكثر من من ذلك ولم يرد الحصر بعض ما اشتهر ذكره في هذا الموضع وهو اثنى عشر نوعا النوع المراد به صنف من كل شيء وبدأ رحمه الله تعالى بالنوع الاول - 00:01:01ضَ
واشار به الى جملة من اعمال القلوب وهي الاعمال المتعلقة بصلاح الباطل وعرفنا ان هذا الادب مشترك بين عالم والمتعلم بل كل مسلم او مفتقر الى الى هذا الادب اليس هو من خصائص العلماء ولا طلاب العلم بل هو عام ولكن لما كان الاولى بالعالم والمتعلم - 00:01:21ضَ
ان يتحلى بذلك ذكر فيما يتعلق باداب العالم والمتعلم. وعرفنا ان صلاح الظاهر مبني على صلاح الباطل والباطن لا شك انه علم وعمل. بمعنى ان ما يتعلق بالقلب من الايمان مبني على جزئين على ركنين - 00:01:50ضَ
العلم وهو التصديق والايقان والاذعان وثانيا العمل واعمال القلوب هذه متفاوتة ومختلفة وبعضها مبني على على بعض ومر معنا التعليق على حديث النبي صلى الله عليه وسلم بشأن المضغة التي هي القلب. وبين النبي صلى الله عليه وسلم انها اذا صلحت - 00:02:15ضَ
سائل الجسد واذا فسدت هذا سائل الجسد هذا اصل اصيل كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فيما يتعلق ترابط التلازم بين الظاهر والباطن ان لا ينفك - 00:02:42ضَ
الظاهر لا ينفك الباطن عن اثر وهو اعمال الجوارح والبدن. وقد ينفك الظاهر في ظاهره عن للباطن وهو ما جعله الشارع فيما يتعلق به بالمنافق وهو وجد فيه فيما يبدو للناس صلاح الظاهر من الاسلام. اقامة الصلاة والزكاة والصوم ونحو ذلك. لكن باطنه يكون - 00:02:58ضَ
حينئذ انفك الظاهر عن الباطن واما العكس فلا وجود له عند اهل السنة والجماعة وانما هو موجود عند اهل بدعة ممن جعل ثم فرقا بين الباطن والظاهر اعمال القلوب هذه متفاوتة كما ذكرنا وبعضها مبني على على بعض - 00:03:23ضَ
ولا اصل يستمد منه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى. ونظر في اعمال القلوب انما يكون بالنظر فيما جاء به الكتاب والسنة قد تنازع بعض الفرق الصوفية وغيرها فيما يتعلق باعمال القلوب وذكروا اعمالا - 00:03:43ضَ
او ما جاء كذلك بالكتاب والسنة ذكروا لها اصولا قد يكون فيها شيء من التباين مع مذهب اهل السنة والجماعة اذا اراد طالب العلم ان ينظر فيه ما يتعلق باعمال القلوب فثم اولا الكتاب وثانيا السنة وثالثا ما ورد عن - 00:04:08ضَ
سلف الامة واما ما الف في كتب التصوف ونحوها وما جرى مجراها هذه على طريقة اهل السنة والجماعة ومنهج السلف السابق يحذر احذروا منها والغلو والنظر في دقائق هذه الاعمال - 00:04:28ضَ
لا يظهر انه من منهج السلف فيما يتعلق بهذه الاعمال. فاذا نظر اليها بهذا النظر حينئذ ينبغي الحذر من التعمق فيما يتعلق بالجزئيات التي قد يقال بانها لم تخطر على بال ابي بكر وعمر وعثمان - 00:04:47ضَ
علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين. ولذلك نوصي طالب العلم اذا اراد ان ينظر في اعمال القلوب وان يصلح قلبه اولا تدبر كتاب الله عز وجل. وثانيا بالنظر في الاحاديث المتعلقة بهذا المعنى. ابن القيم رحمه الله تعالى عقد فصلا - 00:05:06ضَ
في مدار السالكين من احسن ما كتبه رحمه الله تعالى. ومدار السالكين يعتبر اصلا في هذا الباب لابن القيم بل سائر كتبه رحمه والله تعالى لكن مدارج يختلف نوعا ما لانه ارتبط بي بكتاب منازل السائلين للهروي - 00:05:25ضَ
وهروي في منهجه ومسلكه يسلك مسلك تصوف ونحو ذلك وقد جرى معه رحمه الله تعالى في بعض الالفاظ من الشهود والفناء ونحو ذلك مما قد يقال انه فيه شيء من المخالفة لمنهج السلف في ذلك. ولذلك لا يقرأه الا طالب علم - 00:05:42ضَ
قد تشبع بالنظر في هذه المسائل. وما عدا كتبه وما عدا هذا الكتاب فهي على على الجادة. بمعنى انه لا يتعلق في كلام الصوفية نحوها وقد يذكر بعض اقوال عن بعض هؤلاء الذين اشتهروا بعلم التصوف - 00:06:02ضَ
وان كان علم التصوف على درجتين كما قال الشاطبي في الاعتصام الصوفية الاول ويعني بهم من لم يكن ثم انحراف في المنهج. وثم الصوفية المتأخرة وهذه عندها انحراف في التوحيد فضلا عن عن غيره. النظر حينئذ يكون بهذا الاعتبار - 00:06:20ضَ
مدارج السالكين من الكتب النفيسة في هذا المقام لكن لا يقرأه اي طالب علم وثانيا ليس كل ما قرأ حينئذ يكون هو الصواب او هو الحق قد ينازع فيه بعض ذلك. ذكر في - 00:06:41ضَ
في منزلة الورع فصلا اجمل فيه اعمال القلوب وبين بعضها المبني على على بعض ثم ختم الفصل بذكر الطريق الموصل الى الى ذلك وكما ذكرت لك فصل بديع ينبغي النظر فيه وقراءة مراءة - 00:06:57ضَ
قال رحمه الله تعالى فصل الخوف يثمر الورع اصل الخوف يثمر الورع والاستعانة وقصة الامل وقوة الايمان باللقاء تثمر الزهد والمعرفة يعني بالله عز وجل باسمائه وصفاته وافعاله تثمر المحبة والخوف والرجاء - 00:07:16ضَ
والقناعة تثمر الرضا والذكر يثمر حياة القلب. والايمان بالقدر يثمر التوكل ودوام تأمل الاسماء والصفات يثمر المعرفة والورع يثمر الزهد ايضا والتوبة تثمر المحبة ايضا ودوام الذكر يثمرها والرضا يثمر الشكر ترى - 00:07:43ضَ
ان الاعمال بعضها يثمر بعضا وهو كذلك والعزيمة والصبر يثمران جميع الاحوال والمقامات والاخلاص والصدق كل منهما يثمر الاخر ويقتضيه. والمعرفة تثمر الخلق والفكر يثمر العزيمة والمراقبة تثمر عمارة الوقت وحفظ الايام والحياة والخشية والانابة واماتة النفس واذلالها - 00:08:09ضَ
يوجب حياة القلب وعزه وجبره ومعرفة النفس ومقتها يوجب الحياء من الله عز وجل واستكثار ما منه واستقلال ما منك من من الطاعات يعني عد ما اعطاك الله عز وجل من النعم كثيرة - 00:08:43ضَ
يعد ما قمت به من الطاعات قليلا. قال ومحو اثر الدعوة من القلب واللسان وصحة البصيرة تثمر اليقين وحسن التأمل لما ترى وتسمع من الايات المشهودة والمتلوة يثمر صحة البصيرة - 00:09:04ضَ
اذا هذه المقدمة بين فيها رحمه الله تعالى وهي فائدة عظيمة ان اعمال القلوب بعضها مبني على على بعض ثم قال وملاك ذلك كله امران احدهما اذا اردت ان تملك جميع تلك الاعمال القلبية تتصف بها - 00:09:25ضَ
ملاكها امران احدهما ان تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الاخرة. يعني ينتقل بقلبه من وطن الدنيا فيسكنه في وطن الاخرة ثم تقبل به كله على معاني القرآن - 00:09:47ضَ
واستجلائها وتدبرها وفهم ما يراد منه وما نزل لاجله واخذ نصيبك وحظك من كل اية من اياته. لان كل اية انما نزلت لي مخاطبتك انت ودل ذلك على ان المخاطب اولا وثانيا هو وقارئه. ولذلك افة الحاجب بين القرآن وبين القارئ ان يظن ان القرآن - 00:10:09ضَ
فلا يخاطبه عندما نزل لاقوام قد انتهى امرهم او المراد به غيرهم وتنزلها على داء قلبك فهذه طريق مختصرة قريبة سهلة بل هي طريقة السلف رضي الله تعالى عنهم اجمعين وهو الاقبال بكلية القلب على - 00:10:37ضَ
تدبر القرآن علما ومعرفة وتصديقا وامتثالا وعملا. واذا عمل بما جاء به القرآن حنيذ الصلاة تلك الاعمال علم بها او لم يعلم. اذ ليس اللازم هنا ان ان يسمي العمل باسمه المعروف - 00:10:56ضَ
عند اهل العلم فقد يحصل له ولكن دون دون نظر فيه باسمائه وشروطه ودرجاته ونحو ذلك قال فهذه طريق مختصرة قريبة سهلة موصلة الى الرفيق الاعلى امنة لا يلحق سالكها خوف ولا عطب - 00:11:16ضَ
ولا جوع ولا عطشه ولا فيها افة من افات سائل الطريق البتة وعليها من الله حارس وحافظ يكلأ السالكين فيها يحميهم ويدفع عنهم ولا يعرف قدر هذه الطريق الا من عرف طرق الناس وغوائلها وافاتها وقطعها والله - 00:11:36ضَ
اشار الى ان هذه الطريق قد حصل فيها شيء من من الخلط عند الصوفية وغيرهم بل عند كثير ممن تكلم في هذه مسائل على جهة الخصوص. ولذلك نؤكد ان صلاح القلب انما يكون بالاقبال على القرآن به بكليته. والعمل بما فيه - 00:11:56ضَ
فاذا حصل ذلك حينئذ قد حصل ما كتبه الله عز وجل له من هذه الاعمال ولا يمنع ذلك من النظر في هذه الكتب التي ذكرنا واشرنا من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:12:16ضَ
قال رحمه الله تعالى النوع الاول دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلانية. وعرفنا انه اشار الى منزلة من منازل سائلين ومن اعمال القلوب وهي المراقبة وهي اصل لسائر الاعمال. كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى فيما - 00:12:31ضَ
من كلامه وعرفنا المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه وان منزلة الاحسان مرادفة لهذه المنزلة فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة. وهي ثمرة علمه بان الله سبحانه رقيب عليه - 00:12:51ضَ
ناظر اليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين وعرفنا كذلك فيما اشار اليه رحمه الله تعالى ان المراقبة هي التعبد بسم الله عز وجل الرقيب الحفيظ العليم السميع البصير. فمن عقل هذه الاسماء وتعبد بمقتضاها - 00:13:19ضَ
حصلت له المراقبة. عرفنا كذلك ان ارباب الطريق قد اجمعوا على ان مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر. لانه اذا استشعر بقلبه ان الله تعالى مطلع عليه - 00:13:45ضَ
حينئذ اثر فيه في قوله ولسانه فلا يكون ثم قول يخالف مراد الله عز وجل. وكذلك اثر فيما يتعلق حركاته وسكناته. فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته - 00:14:04ضَ
ثم قال والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته واقواله وافعاله فانه امين. بمعنى انه حافظ وقد وثق فيه الناس على ما اودع على ما اودع عنده من العلوم الشرعية - 00:14:24ضَ
الله عز وجل جعل العلم شرعي وديعة عنده. وما منح من الحواس والفهوم والحواس والفهوم لا شك انهما الطريقان الى الى تحصيل علمي. وعرفنا ان هذا فيه اشارة الى منزلة من منازل السائلين مما ينبغي - 00:14:45ضَ
تحصيله وهو الخوف من من الله عز وجل. وعرفنا ان الخوف ليس مقصودا لذاته بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل. ثم منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم. والمحمود - 00:15:05ضَ
الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل. فاذا تجاوز ذلك عن اذ خيف منه اليأس والقنوط. ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الخوف المحمود ما حجزك - 00:15:21ضَ
عن محارم الله وما زاد على ذلك فلا يحتاج اليه وانما يكون الخوف حاجزا بين العبد وبين الوقوع فيه في المحارم. والمربي المحارم هنا ترك الواجبات والتلبس بمنهيات. وليس المحالف دائما ينصرف الذهن للمنهيات - 00:15:40ضَ
بل يدخل فيه ماذا؟ ترك الواجبات لان ترك الواجب يعتبر محرما وكذلك التلبس المنهيات يعتبر من من المحرمات. دل ذلك على ان ما حجزك عن ترك الواجب يعتبر خوفا محمودا وما حجزك عن التلبس محرماتي حينئذ المنهيات حينئذ يكون خوفا محمودا - 00:15:59ضَ
وقال صاحب المنازل في تعريف الخوف الخوف هو الاقلاع من طمأنينة الامن بمطالعة الخبر. قال ابن القيم يعني الخروج عن سكون الامن اصله في الانسان ان يكون امنا وامينا واذا خرج عن سكون الامن باستحضار ما اخبر الله به من الوعد والوعيد وحصل - 00:16:25ضَ
خلاع يعني اضطراب القلب وفزعه. حينئذ هذا يسمى يسمى خوفا. قال ابن القيم رحمه الله تعالى وهو على ثلاث درجات ثلاث درجات. الدرجة الاولى الخوف من العقوبة ولا شك ان الوقوف على مثل هذه الدرجات الاصل فيه انه لم ينقل في كتاب - 00:16:48ضَ
ولا ولا سنة وانما ذكره ارباب التصنيف والوقوف معه قد يستفيد منه الناظر. لكن لا ينبغي ان يجعل اصلا فيه في المقام. لان التقسيم الى خوف العامة وخوف الخاصة قد يكون له وجه من حيث انما اتصف به الانبياء والمرسلين والصديقين لا شك انه اعلم - 00:17:08ضَ
درجة من من غيرهم لكمال علمه. الذي ادى بهم الى كمال خوفه. لان هذه اعمال القلوب مرتبطة بالعلم. عرفنا يتعلق بالقلب والقلب له علم وله وله عمل. فكمال علم القلب وعمله يستلزم كمال الظاهر - 00:17:31ضَ
هذا لا شك انه من خصائص الانبياء والمرسلين. فبهذا الاعتبار لا شك ان الخوف يتفاوت. لكن باعتبار الناس هذا فيه احتمال قال الدرجة الاولى الخوف من العقوبة. وهو الخوف الذي - 00:17:51ضَ
لا يصح به الايمان لا يصح بالذي لا يصح بدونه الايمان. عرفنا الخوف شرط. جعله الله عز وجل شرطا في صحة الايمان وخافوني ان كنتم مؤمنين مفهومه من لم يكن - 00:18:06ضَ
مؤمنا فلا يخاف الله عز وجل. واذا انتبه الخوف من القلب كذلك انتفى الايمان. انتفى الايمان. قال هنا الخوف من العقوبة وهو الخوف الذي يصح به الايمان. وهو خوف العامة - 00:18:26ضَ
وهو يتولد من تصديق الوعيد يعني النص وذكر الجناية ومراقبة العاقبة ذكر الجناية يعني العقوبة التي رتبها الله عز وجل على الفعل على الفعل تركا او تلبسا ومراقبة العاقبة ثم قال رحمه الله تعالى والخوف مسبوق بالشعور والعلم. يعني لن يحصل الخوف الا اذا شعر وعلم - 00:18:41ضَ
والشيء اذا لم يكن ثم شعور يتوجه اليه حينئذ يخاف مما لابد ان يعلم الخبر ولابد ان يعلم ويصدق بالخبر ولابد ان يصدق بالعقوبة المرتبة على الفعل ايجادا او تركا. اذا لم يكن كذلك فلن يحصل خوف. والخوف مسبوق بالشعور والعلم - 00:19:09ضَ
فمحال خوف الانسان مما لا شعور له به. قال وله متعلقان احدهما يعني الخوف له وهذه فائدة نفيسة من ابن القيم رحمه الله تعالى احدهما نفس المكروه المحذور وقوعه كالنار مثلا - 00:19:29ضَ
او المقت او الغضب يعني العقوبة نفسها والثاني السبب والطريق الموصل له الى العقوبة. هذا يدل على ان ثم امرين اولا العقوبة ذاتها وهي مخوفة يخافها الانسان. وكذلك الطريق الموصل الى الى العقوبة فثم خوفان. ثم خوفان - 00:19:49ضَ
نفس المكروه المحذور وقوعه. والثاني السبب والطريق المفضي اليهم فعلى قدر شعوره بافظاء السبب الى المخوفين وبقدر المخوف يكون خوفه. كلما عظم علمه بالمخوف المحذور وقوعه. وكلما عظم علمه بالسبب - 00:20:11ضَ
هذه العقوبة حينئذ عظم خوفه. وما نقص من شعوره باحد هذين نقص من خوفه بحسبه. فمن لم يعتقد ان سبب كذا يفضي الى محذور كذا لم يخف من ذلك السبب. وهذا قطعي - 00:20:33ضَ
ومن اعتقد انه يفضي الى مكروه ما ولم يعرف قدره لم يخف منه ذلك الخوف وهو كذلك. فاذا عرف قدر المخوف وتيقن افظاء السبب اليه حصل له الخوف. اذا ثم امران لا بد من النظر فيهما - 00:20:51ضَ
والتدبر لهما المخوف وهو العقوبة ذاتها. والسبب المفظي الى العقوبة. فالنار مكروه وكل ترك لواجب او فعل لمنهي فهو سبب مفض الى الوقوع في النار. فلا بد من النظر في في الامرين. هذا - 00:21:10ضَ
معنى تولده من تصديق الوعيد وذكر الجناية ومراقبة العاقبة. قال وفي مراقبة العاقبة زيادة زيادة استحضار المخوف مراقبة العاقبة يعني التي يؤول اليها ويفضي اليها السبب وجعله نصب عينيه بحيث لا ينساه - 00:21:30ضَ
فانه وان كان عالما به لكن نسيانه وعدم مراقبته يحول بين القلب وبين الخوف. ولذلك كان الخوف علامة صحة الايمان وترحله من القلب علامة ترحل الايمان منه والله اعلم. ثم قال الدرجة الثانية - 00:21:50ضَ
اذا كان الانسان على طاعته ولم يكن ثم ترك لواجب وفعل لمعصية كيف يتحقق عنده الخوف يتحقق في كونه يخشى ويخاف ان يسلب النعمة اذا ثم خوف يتعلق بهذه المرتبة. خوف المكر - 00:22:11ضَ
في جريان الانفاس المستغرقة في اليقظة المشوبة بالحلاوة. يشعر بي بلذة وطعم للايمان وحلاوة لي للايمان. هذا قد يسلب اياه. اليس كذلك؟ قد يفعل شيئا ويظن انه طاعة لكنه يسلم هذه الحلاوة وهذه الوجدان الذي مرت - 00:22:31ضَ
التنبيه عليه بالامس. حينئذ قال ابن القيم يريد ان من حصلت له اليقظة بلا غفلة واستغرقت انفاسه فيها السحل ذلك فانه لا احلى من الحضور في اليقظة. فانه ينبغي ان يخاف المكر. يعني مكر الله عز وجل وان يسلب هذا الحضور واليقظة - 00:22:51ضَ
والحلاوة فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال ورجع من حسن المعاملة الى قبيح الاعمال فاصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين على الشمال الى اخر كلام رحمه الله تعالى دل ذلك على ان متعلق الخوف امران - 00:23:11ضَ
احدهما ما جعله درجة مستقلة وهو خوف العقوبة والسبب المفضي لا الى ذلك. فان لم يكن سببا فان لم يكن سبب مفضيا الى ذلك حينئذ خاف مما الله عز وجل ان يسلب حلاوة الايمان طعم الايمان. قال رحمه الله تعالى والمحافظة على خوفه في - 00:23:35ضَ
جميع حركاته وسكناته واقواله وافعاله ثم علل ذلك بانه امين على ما اودع من العلوم وما منح من الحواس ثم اورد ايتين و اثرا عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى قال قال الله تعالى لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم - 00:23:59ضَ
تعلمون وقال تعالى بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوا. قوله تعالى لا تخونوا الله والرسول. هذا خطاب لاهل الايمان. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون. وكل خطاب للمؤمنين - 00:24:25ضَ
انما يدل على ان ما بعده اما واجب يؤمر به يؤمرون به. واما محرم ينهون عنه. وهنا قال يا ايها الذين امنوا لا تخونوا ولا ناهية وتخون هذا سلط عليه النهي بدليل حذف النون تخونون هذا الاصل وعلق الخيانة - 00:24:51ضَ
الله عز وجل يعني خيانة تتعلق بذناب الله عز وجل. وعطف عليه الرسول حينئذ تم خيانة تتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم وهنا الخطاب عام يا ايها الذين امنوا. قال ابن عطية رحمه الله تعالى هذا خطاب لجميع المؤمنين الى - 00:25:12ضَ
يوم القيامة وهو يجمع انواع الخيانات كلها قليلها وكثيرها لانه قال لا تخون ادنى خيانة وقالوا وتخونوا امانتكم جمع مضاف فيعم. دل ذلك على ان هنا تم عمومان عموم اول في جهة الخطاب يا ايها الذين امنوا - 00:25:32ضَ
وثانيا عموم في المخاطب به. وهو عدم الخيانة خيانة الله عز وجل وخيانة رسوله صلى الله عليه وسلم. في التفريط في الامانات قليل وكثيرهم. قال القرطبي الخيانة الغدر واخفاء الشيء ومنه يعلم خائنة الاعين وكان عليه السلام يقول اللهم اني اعوذ بك من الجوع فانه بئس الضجيج - 00:25:56ضَ
ومن الخيانة فانها بئست البطانة. اخرجه النسائي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره وقوله وتخون امانتكم تخون هذا بالعطف عطفا على تخون الاول ولذلك جزم واماناتكم هذا - 00:26:20ضَ
مضاف جمع مضاف عن اذ يعم. قال والامانات الاعمال التي ائتمن الله عليها العباد. وسميت اما وسميت امانة لانها يؤمن معها من منع الحق. مأخوذ من الامن وانتم تعلمون اي ما في الخيانة - 00:26:40ضَ
من القمح والعار وقيل تعلمون انها امانة. ودل ذلك على وجود العمومين كما ذكرنا. قال ابن كثير رحمه الله تعالى قلت والصحيح ان الاية عامة وان صح انها وردت على سبب خاص فالاخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من - 00:27:00ضَ
من العلماء قالوا الخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية اللازمة التي تتعلق بشخص ذاته وكذلك المتعدية واراد المصنف رحمه الله تعالى ان يبين هنا ثم علاقة بين الخوف وبين خيانة الامانة. اذ بين ان العالم - 00:27:20ضَ
مؤتمن على على العلم فلا يخون فلا يخون الله ورسوله والناس بكونه يظمر في نفسه ما الناس يحتاجون اليه ولذلك كان من الواجبات على العلماء تبيين الحق ايا كان ذلك الحق وكتمان الحق مع القدرة على النطق به يعتبر من انواع الخيانة الداخلة - 00:27:43ضَ
هذا النص وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس تخون اماناتكم الامانة الاعمال. التي ائتمن الله عليها العباد. يعني الفريضة يقول لا تخونوا لا تنقضوها. وفي رواية لا تنقصوها. وقال في رواية لا تخون الله والرسول يقول بترك سنته - 00:28:08ضَ
معصيته. وقال محمد بن اسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير في هذه الاية اي لا تظهره لله من الحق ما يرضى به منكم ثم تخالفوه بالسر الى الى غيره فان ذلك هلاك لاماناتكم وخيانة لانفسكم - 00:28:30ضَ
وقال السدي اذا خانوا الله والرسول فقد خانوا امانتهم. وقال ايضا كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيفشون حتى يبلغ المشركين. وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم - 00:28:50ضَ
نهاكم ان تخونوا الله والرسول كما صنع المنافقون. وهذه كلها تدل على على العموم. فدخل فيها العلم المقام هنا المناسب لما ذكره المصنف هو ما يتعلق بالعلم فالعلم امانة وتبليغ العلم من الامانة. حينئذ لا تخوض - 00:29:07ضَ
اماناتكم اي لا تخونوا الدعوة الى الله عز وجل ببيان ما ما ذكر وفي اضواء البيان الشيخ الامين رحمه الله تعالى قوله تعالى والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان من صفات المؤمنين - 00:29:27ضَ
من المفلحين الوارثين الفردوس انهم راعون لاماناتهم وعهدهم اي محافظون على الامانات والعهود والامانة تشمل كل ما استودعك الله وامرك بحفظه فيدخل فيها حفظ جوارحك من من كل ما لا يرضي الله وحفظ ما اؤتمنت عليه من حقوق الناس والعهود ايضا تشمل كل ما اخذ عليك - 00:29:44ضَ
العهد بحفظه من حقوق الله وحقوق الناس. وقوله تعالى بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. فلا الناس واخشون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى مدح ثم مدح التوراة التي انزلها على عبده ورسوله موسى ابن - 00:30:11ضَ
في عمران فقال انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. اي لا يخرجون عن حكمها ولا يبدلونها ولا يحرفونها. وهذا حكم عام يعني خطاب لاهل الكتاب وهو خطاب كذلك لهذه الامة. كما مر مع - 00:30:31ضَ
ان كل حكم شرعي او كل خطاب خوطب به المشركين خوطب به المشركون فهو خطاب لهذه الامة. وكل وجه لليهود والنصارى وكذلك هو خطاب لي لهذه الامة. قال والربانيون والاحبار. اذا قوله انا انزلنا التوراة - 00:30:54ضَ
فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا. للذين هادوا اي لا يخرجون عن حكمها. ولا يبدلونها ولا يحرفونها لا يخرجون عن حكمها يعني مع اثباتها. ولكنهم لم يعملوا بها - 00:31:14ضَ
ولا يبدلون تبديله والتغيير. تبديله وهو التغيير. يعتقد الحرام حلالا والحلال حراما. ولا يحرفونها واداخن في التبديل والربانيون والاحبار اي وكذلك الربانيون منهم وهم العباد العلماء وهم عباد العلماء والاحبار - 00:31:29ضَ
وهم العلماء قال وكذلك الربانيون منه وهم العباد والعلماء. بما استحفظوا من كتاب الله اي بما استودعوا من كتاب بسم الله الذي امروا ان يظهروه ويعملوا به وكانوا عليه شهداء. فلا تخشوا الناس واخشوا اي لا تخافوا منهم وخافوا - 00:31:49ضَ
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى قوله بما استحفظ من كتاب الله البأس سببية اي بسبب ما استحفظوا واستحفظوا امروا بالحفظ اي امرهم الانبياء بحفظ التوراة عن التغيير والتبديل والجار المجرور متعلق به يحكم - 00:32:09ضَ
اي يحكمون بها بسبب هذا الاستحفاظ. قوله وكانوا عليه شهداء اي على كتاب الله. والشهداء الرقباء فهم يحمونه عن التغيير تبديلي بهذه المراقبة. ولذلك ينظر هنا اهل العلم يعبرون بالتبديل فقط. ولا يأتون بلفظ الاستبدال لان هو عينه لا فرق بين - 00:32:30ضَ
التبديلي والاستبدال وقال في اضواء البيان اخبر تعالى في هذه الاية الكريمة ان الاحبار والرهبان استحفظوا كتاب الله يعني استودعوه وطلب منهم حفظه او استودعوه وطلب منهم حفظه ولم يبين هنا هل امتثلوا الامر؟ في ذلك وحفظوه - 00:32:50ضَ
او لم يمتثلوا الامر في ذلك وضيعوه. ودلت نصوص اخرى على انهم قد ضيعوا قال ولكنه بين في مواضع اخر انهم لم يمتثلوا الامر ولم يحفظوا ما استحفظوه بل حرفوه وبدلوه عمدا ثم قال - 00:33:10ضَ
ان قيل ما الفرق بين التوراة والقرآن فان كلا منهما كلام الله انزله على رسوله على رسول من رسله صلوات الله وسلامه عليهم. والتوراة حرفت والقرآن لم لم يحرف الجواب بينهما الجواب واضح بين وهو ان القرآن تكفل الله عز وجل بحفظه بخلاف السائل - 00:33:26ضَ
الكتب ودل ذلك على ان ثمة فرقا بين بين النوعين ولكن اورد هنا رحمه الله تعالى من اجل التأكيد على هذه المعلومة قال والتوراة حرفت وبدلت كما بيناه انفا والقرآن محفوظ من التحريف والتبديل. لو حرف منه احد حرفا واحدا فابدله بغيره او زاد فيه - 00:33:49ضَ
حرفا او نقص فيه اخر لرد عليه الاف الاطفال من صغار المسلمين فضلا عن عن كبارهم. فالجواب ان الله استحفظهم التوراة واستودعهم اياها فخانوا الامانة ولم يحفظوها بل ضيعوها عمدا والقرآن الكريم لم يكل الله حفظه الى احد حتى - 00:34:15ضَ
يمكنه تضييعه بل تولى حفظه جل وعلا بنفسه الكريمة المقدسة كما اوضحه بقوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وقوله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اية الى غير ذلك من الايات فدل على ان الحفظ هنا متعلق بجانبين. الجانب الاول ما يتعلق باللفظ - 00:34:35ضَ
او محفوظ. والجانب الثاني ما يتعلق بالمعنى. وكل معنى ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وهو منقول الينا. قطعا كذلك ما ذكره الصحابة رضي الله تعالى عنه منقول الينا قطعا ولذلك نستدل كما ذكرنا مرارا ان كل ما لم ينطق - 00:35:00ضَ
الصحابة مما يخالف ظاهر القرآن فهو اجماع لسكوت بمعنى ان ظاهر القرآن هو المعتبر ولو كان ظاهرا عند عند الاصوليين وهو ما احتمل معنيين هو في احدهما ارجح من الاخر. وظاهره هو الراجح. والباطن هو المرجوه - 00:35:20ضَ
اذ نجعل الظاهر هو هو النص. ونجعل هذا الظاهر في معنى النص الذي لا يحتمل الا معنى واحد. هذه قاعدة مطردة في باب الاسماء والصفات والاحكام وغيرها. فكل لفظ في القرآن لم ينقل عن السلف عن الصحابة - 00:35:40ضَ
ما يخالف ظاهره بان جعلوا المعنى الباطن المرجوح هو الذي هو الذي اراده الله عز وجل حكمنا باجماعهم على ان الظاهر هو هو المراد. ولا يستقيم لنا البتة من ادعاء الاجماع - 00:35:59ضَ
في مسائل الاسماء والصفات الا بهذا الطريق. ولذلك السلف لاهل السنة والجماعة يذكرون اثبات كل صفة على جهة الخصوص كتابي والسنة والاجماع. لو اريد بالاجماع هنا الاجماع الذي عنون له اهل الاصول او الاجماع الاصولي - 00:36:14ضَ
ان تجد صفة واحدة قد اجمع عليها الصحابة البتة لا يوجد صفة واحدة نطق جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم بكون المراد هو كذا وكذا لا وجود له. وانما يتكلم البعض - 00:36:34ضَ
يسكت الاخرون وهو الذي يسمى اجماعا سكوتيا وهذا قطعي ولو قال الجماهير والصين بانه ظني. ثانيا قد لا ينقل خلاف ظاهر القرآن نقول اجماع ولو لم ينقل حرف عن عن اذ لو كان غير الظاهر هو المراد لكان - 00:36:49ضَ
الله عز وجل قد اجرى الحق على واحد او على لسان واحد منهم من الصحابة. لو ما لم يكن كذلك علمنا بان الظاهر هو هو المراد قال والباء في قوله بما استحفظوا متعلقة بالرهبان والاحبار لانهم انما صاروا في تلك المرتبة بسبب ما استحفظوا من كتاب الله وقيل متعلقة - 00:37:08ضَ
يحكم والمعنى متقارب. اذا ذكر رحمه الله تعالى هاتين الايتين ليبين ان من صفات اهل العلم انهم لا يخون الامانة التي اودعها الله عز وجل في قلوبهم من العلم الشرعي - 00:37:28ضَ
فان فعلوا ذلك وحينئذ قد وقعوا فيما وقع فيه من قبلهم من من اهل الكتاب. قال قال الشافعي رحمه الله تعالى ليس ما حفظ العلم ما نفع ليس العلم ما حفظ يعني الذي حفظ اي المحفوظ - 00:37:45ضَ
انما العلم او العلم ما نفعه. يعني النافع الذي ينتفع به العبد. قال البيهقي في المدخل الى السنن كبرى. اخبرنا ابو عبدالرحمن السلمي قال سمعت ابا الحسن ابن مقسم المقرئ ببغداد يقول سمعت ابا بكر الخلال يقول سمعت - 00:38:04ضَ
ابن سليمان يقول سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع. ثم روى بسنده عن عن مطر قال خير العلم ما نفع وانما ينفع الله بالعلم من علمه وعمل به - 00:38:24ضَ
لا ينفع بمن علمه ثم تركه. فقسم لك العلم الى قسمين علم نافع وعلم غير نافع العلم الذي يكون في القلب ويظهر اثره على الجوارح بان يعمل به العبد هو العلم النافع. وعرفنا انه ما من اية ذكر فيها العلم وذكر فيها - 00:38:44ضَ
فيها العلماء ومدح فيها العلم ومدح فيها العلماء واثني على العلم واثني فيها على العلماء لا يراد به قولا واحدا الا العلم الذي اثمر العمل واما اذا لم يثمر العمل هذا وجوده وعدمه سواء بل هو حجة الله تعالى على على بني ادم - 00:39:07ضَ
قال وروى ابن ابي حاتم في تفسيره قوله عز وجل وانه لذو علم لما علمناه عن قتادة قوله وانه لذو علم واعلمه ان خير العلم ما نفع. يعني هذا الاثر موجود كذلك في من؟ في من سبق - 00:39:28ضَ
وروي كذلك عن ابن مسعود لكنه لا لا يصح. واعلمه ان خير العلم ما نفع وان افضل الهدى ما اتبع. وان اغوى ضلالة الضلالة بعد الهدى. وانما ينتفع بالعلم من من علمه ثم عمل به - 00:39:45ضَ
ولا ينتفع به من علمه ثم تركه. ولك ان تقول وانما ينتفع بالعلم من علمه ثم عمل به ولا ينتفع به من علمه ثم تركه وفي مصنف ابي شيبة وغيره عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول في - 00:40:04ضَ
ان اصدق الحديث كلام الله. واوثق واوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة ابراهيم. واحسن القصص هذا القرآن واحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم واشرف الحديث ذكر الله وخير الامور عزائمها وشر الامور محدثاتها واحسن الهدى - 00:40:24ضَ
واحسن الهدي هدي الانبياء واشرف الموت قتل الشهداء. واغر الضلالة الضلالة بعد الهدى وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب الحديث. اخرجه البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في التاريخ رواه - 00:40:50ضَ
العسكري والديلمي عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه واخرجه ابن ابي شيبة وابو نعيم القضاعي عن ابن مسعود موقوفا وقال بعض صباح السهام حسن غريب اخرجه ابو نصر - 00:41:10ضَ
عبد الله بن سعيد السجزي بكسر السيل المهملة في كتاب الابانة عن اصول الديانة عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا وقيل في الموقوف اسناده حسن حسنه بعض العلماء قال الهيثمي رواه الطبراني باسناد منقطع - 00:41:26ضَ
ورجال اسناده ثقات وقال المناوي وهذه الخطبة قد عدها العسكري من الحكم والامثال والامثال يعني امثال النبوة يعني التي هي لو قيل بان قائلها نبي لو كان ما اجري على لسان احد وكان نبيا لكان هذا الكلام - 00:41:41ضَ
وفي حلية الاولياء قال محمد بن يوسف ومن افضل الاشياء العلم والمبتغى من العلم يعني المطلوب والمراد نفعه فاذا لم ينفعك فحمل تمرة خير لك من حمل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ منه فقال اعوذ بك من علم لا ينفع وقال خير العلم - 00:42:02ضَ
ما نفعل لكنه لا لا يصح مرفوعا. والعلم يصاب من عند المخلوقين والنفع لا يصاب الا من الا بالله ومن عنده ومنفعة العلم طاعته وطاعته منفعته والعلم النافع هو الذي به اطعته والذي لا ينفع هو الذي - 00:42:27ضَ
به عصيته. وقوله رحمه الله تعالى ليس العلم ما حفظ اشارة الى ان العلم الذي يسمى بعلم المسائل ليس هو المقصود والموصل الى رضوان الله عز وجل وانما اذا اثمر عملا به في القلب وفي اللسان وفي الجوارح والاركان حينئذ - 00:42:47ضَ
صار علما شرعيا والا يكون حجة على على العبد وقال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قالوا معناه المسلم الكامل - 00:43:07ضَ
يعني المسلم الذي كمل وما ومن لم يتصف بذلك لا يخرج عن وصف الاسلام وليس المراد نفي اصل الاسلام على من لم يكن بهذه الصفة. بل هذا كما يقال العلم ما نفع. او العالم - 00:43:23ضَ
زيد اي الكامل او المحبوب وهو وكما يقال الناس العرب والمال الابل فكله على التفضيل لا للحصر وافاد ان قولهم العلم ما نفع اراد به ماذا الكمال وهذا لا يسلم له رحمه الله تعالى. وقال ابن مفلح في الاداب الشرعية وروى ابن بطة عن عمر رضي الله تعالى عنه انه كتب - 00:43:41ضَ
الى ابي موسى ان الفقه ليس بسعة الهذر بفتحتين وهو الهذيان ان الفقه ليس بسعة الهذر وكثرة الرواية انما الفقه خشية الله تعالى وروى ايضا عن ابي حازم قال لا يكون العالم عالما حتى يكون فيه ثلاث خصال. لا يحقر من دون - 00:44:05ضَ
انه في العلم ولا يحسد من فوقه ولا يأخذ دنياه وروي ايضا عن الحسن انه قال الفقيه الورع الزاهد المقيم على سنة محمد صلى الله عليه وسلم. الذي لا يسخر - 00:44:29ضَ
بمن اسفل منه ولا يهزأ بمن فوقه ولا يأخذ على علم علمه الله عز وجل حطاما. وقال ايضا ما رأيت فقيها قط. هذا في زمانه رحمه الله تعالى. وروى البيهقي عنه كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث ان يرى ذلك - 00:44:46ضَ
في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده. وقال ابن مبارك عن ما لك ابن دينار عن ما لك ابن دينار سألت الحسن ما عقوبة العالم؟ قال موت القلب. عقوبة العالم اذا لم يعمل بعلمه. قال موت القلب. قلت وما - 00:45:06ضَ
ما موت القلب؟ قال طلب الدنيا بعملي الاخرة وقال الاوزاعي رحمه الله تعالى بلغني انه يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين المحرمات بالشبهات. وقال مالك ان حقا على من طلب العلم ان يكون له وقار وسكينة وخشية - 00:45:26ضَ
ان يكون متبعا لاثر من مضى قبله. وقال الربيع سمعت الشافعي يقول اخشى ان اطلب العلم بغير نية الا ينتفع بي وقال الشافعي كذلك زينة العلم الورع والحلم. وقال ايضا لا يجمل العلم ولا يحصن الا - 00:45:49ضَ
ثلاثة خلال تقوى الله واصابة السنة والخشية وقال ابو قنامة لايوب اذا حدث لك علم فاحدث فيه عبادة ولا يكن همك ان تحدث به الناس بمعنى انه اذا طلب انما يطلبه من اجل ان يعمل به لا من اجل انه يبلغ غيره فقط ان كان هذا من النوايا الحسنة كذلك لكن ليست - 00:46:09ضَ
نية استقلالا وانما هي على جهة التبع قال وقال احمد بن محمد سمعت وكيعا يقول قالت ام سفيان الثوري اذهب فاطلب العلم حتى اعولك انا بمغزلي. فاذا عشرة احاديث فانظر هل في نفسك زيادة فابتغه والا فلا تتعنى. يعني كلما كتبت عشرة احاديث - 00:46:34ضَ
حاسب نفسك هل عملت بها فازددت ايمانا؟ فان كان كذلك فاستمر. والا فلما تزدد من حجة الله عليك كيف لا تتعلم؟ وقال الفضيل بن عياض بلغني ان العلماء فيما مضى كانوا اذا تعلموا عملوا. واذا - 00:46:59ضَ
شغلوا واذا شغلوا فقدوا. واذا فقدوا طلبوا واذا طلبوا هربوا وقال عمر رضي الله تعالى عنه تعلموا العلم وتعلموا العلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن يعلمكم وتواضعوا لمن تعلمون لا تكونوا من جباري العلماء. فلا يقوم عملكم مع جهلكم. وقيل في منثور الحكم لم ينتفع بعلمه من ترك العمل به - 00:47:19ضَ
وقال بعض العلماء ثمرة العلم ان يعمل به وثمرة العمل ان يؤجر عليه. وقال بعض الصلحاء العلم يهتف بالعمل ان اجابه اقام والا ارتحل وقال هلال بن علاء طلب العلم شديد - 00:47:48ضَ
وحفظه اشد من طلبه والعمل به اشد من حفظه والسلامة منه اشد من العمل ثم انشد يقول يموت قوم ويحيي العلم ذكرهم والجهل يلحق امواتا باموات وجاء مرفوعا ولم يثبت تعلموا ما شئتم ان تعلموا فلن ينفعكم الله - 00:48:05ضَ
حتى تعملوا بما تعلمون. والمعنى الصحيح ويؤيد ما ذكره الامام الشافعي رحمه الله تعالى تعلموا ما شئتم ان تعلموا فلن ينفعكم الله بما تعلمتموه حتى تعملوا بما تعلمون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. قال العلاء رحمه الله تعالى مقصود الحديث - 00:48:29ضَ
ان العمل بالعلم هو المطلوب من العباد ليس مقصودا لذاته. العلم وسيلة. وان كان في بعضه كما مر هو مقصد مما يتعلق باسماء جل وعلا وصفاته وافعاله. قال على اي مقصود الحديث ان العمل بالعلم هو المطلوب من العباد النافع عند قيام الاشهاد - 00:48:55ضَ
ومن تتخلف العمل عن العلم كان حجة على صاحبه وخزيا. وندامة يوم القيامة. رواه ابن عديب كامل الحديث والخطيب اقتضاء العلم العمل عن معاذ بن جبل وابن عساكر في التاريخ عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال الحافظ العراقي سند ضعيف قالوا - 00:49:15ضَ
الدارم وقوف على معاذ بسند صحيح. وكذلك ورد عن انس تعلم مرفوعا تعلموا من العلم ما شئتم. فوالله لا تؤجروا بجمع العلم حتى تعملوا. هذا رواه ابو الحسن ابن الاخرم المديني في اماليه. عن انس وهو ضعيف - 00:49:35ضَ
تعلموا من من اهل العلم ما شئتم تعلموا من علم ما شئتم فوالله لا تؤجروا حتى لا تؤجروا بجمع العلم حتى تعملوا يعني تظاهر لان العلم كالشجرة والتعبد كالثمرة. التعبد الذي هو العمل. كالثمرة. فاذا كانت الشجرة لا ثمر لها فلا فائدة في - 00:49:53ضَ
ولها وان كانت حسنة المنظر فينبغي مزج العلم بالتعبد لانه ليس ثم عمر طويل غالبا حتى يترك له الزمن برهة من العلم قبل العمل. فيخشى عليه ان يموت وهو بالسبب قبل وصوله للمقصود قال الحسن - 00:50:14ضَ
علمان فعلم في القلب فذاك العلم النافع. وعلم على اللسان فذاك حجة الله عز وجل على ابن ادم. رواه الدارمي واسناد حسن فقسم العلم الى علمين وهو كذلك جمهور السلف او قاطبة على على ذلك العلم علم ان - 00:50:34ضَ
علم في القلب يعني ما ظهر اثره ونوره في القلب بان يعمل به ويجري على مقتضاه ويظهر به في السنة ويبطل البدعة وذاك العلم النافع المطلوب. وهو الوارد فيه الاثار وكذلك الايات والاحاديث. والثاني قال - 00:50:53ضَ
علم على اللسان عن الجار على اللسان ظاهر عليه فقط لم يظهر اثره ونوره في القلب ولا اورث العمل فذاك حجة الله على ابن ادم. فيقول له يوم القيامة ماذا عملت فيما تعلمت - 00:51:13ضَ
وهو الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اعوذ بك من علم الله لا ينفع اذا قول الشافعي رحمه الله تعالى ليس العلم ما حفظ على على بابه وهو نفي للعلم النافع منه من اصله فانما العلم ما نفع - 00:51:29ضَ
على انه عمل به العبد ويحمل عليه سائر الايات والاحاديث واقوال السلف الدالة على فضائل العلم واما من لم يعمل به لا يكون داخل في الاجور العظام التي ثبتت لهذا العلم. ثم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك رجع الى بيان شيء مما يتعلق - 00:51:46ضَ
اعمال القلوب ومن الاداء التي هي صلاح للعالم وكذلك بما ذكرنا السابق ان هذه ليست من خصائص العلماء بل هي قال ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع والورع والتواضع لله والخضوع. هذه جملة تضاف الى ما سبق من دوام المراقبة. وكذلك المحافظة على - 00:52:06ضَ
خوفه دوام السكينة والوقار يعني ليست السكينة فحسب ليست السكينة فحسب انما المداومة عليه وكذلك الشأن في في الوقار. الوقار هو الحلم والرزانة. وقيل الحلم والاناة. قال نقيم في اعلام الموقعين فليس صاحب العلم والفتيا - 00:52:31ضَ
الى شيء احوج منه الى الحلم والسكينة والوقار. بمعنى انه احوج ما يكون ان يتصف بهذه الصفات فانها كسوة علمه وجماله. واذا فقدها كان علمه كالبدن العالي من اللباس. وقال بعض السلف - 00:52:52ضَ
ما قرن شيء الى شيء احسن من علم الى حلم. والناس ها هنا اربعة اقسام. فخيارهم من اوتي هي الحلم والعلم جمع بينهما. وشرارهم من عدمهما فقد الحلم والعلم ثالث. من اوتي علما بلا حلم - 00:53:12ضَ
الرابع عكسه اوتي حلما ولم يؤتى علما. فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله وضد الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات الحليم لا يستفزه البدوات يعني بداية الامور. ولا يستخفه الذين لا يعلمون. ولا يقلقه اهل الطيش - 00:53:32ضَ
والجهل بل هو وقور ثابت ذو اناة يملك نفسه عند ورود اوائل الامور عليه ولا تملكه اوائله يعني لا تحركوا ولا تجعلوا يغضبوا فيتكلم او يفعل بما لا يحصل. لان العالم كذلك طالب العلم ينبغي ان - 00:53:58ضَ
ليكون متأنيا عند النوازل ونحوها. قال بل هو وقور ثابت ذو اناة يملك نفسه عند ورود اوائل الامور عليه ولا تملكه اوائلها وملاحظته للعواقب تمنعه من ان تستخفه دواعي الغضب والشهوة فبالعلم تنكشف له - 00:54:18ضَ
قاطع الخيل والشر والصلاح والفساد وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصير اليه وعند الشر فيصبر عنه فبالعلم فالعلم فالعلم يعرفه رشده والحلم يثبته عليه والوقيت والسكينة ثمرة الحلم ونتيجته. قال في بيان حقيقة السكينة. فالسكينة فعيلة من السكون. وهو طمأنينة - 00:54:38ضَ
القلب واستقراره. واصلها في القلب ويظهر اثرها على الجوارح. وقال في المدارج واصل السكينة هي امينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد - 00:55:08ضَ
ذلك لما يرد عليهم ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات. ولهذا اخبر سبحانه عن على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة اذ هو وصاحبه في الغار والعدو - 00:55:28ضَ
فوق رؤوسهم لو نظر احدهم الى ما تحت قدميه لرآهما وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي احد منهم على احد وكيوم الحديبية حين طربت قلوبهم - 00:55:48ضَ
تحكم الكفار عليهم ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس. وحسبك بضعف عمر رضي الله تعالى عن حملها وهو عمر حتى ثبته الله بالصديق رضي الله تعالى عنهما. قال ابن عباس - 00:56:04ضَ
رضي الله تعالى عنهما كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة الا التي في سورة البقرة. كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة ولذلك فسر ابن القيم السكينة بالطمأنينة وهي عامة وخاصة. عامة وخاصة. فسكينة الانبياء - 00:56:23ضَ
صلوات الله وسلامه عليهم اخص مراتبها. واعلى اقسامها كالسكينة التي حصلت لابراهيم الخليل. وقد القي في منجنيق مسافرا الى ما اضرم له اعداء الله من النار. فلله تلك السكينة التي كانت في قلبه حين ذلك السفر - 00:56:43ضَ
كذلك السكينة التي حصلت لموسى عليه السلام. وقد غشيه فرعون وجنوده من ورائهم. والبحر امامهم وقد استغاث بنو اسرائيل يا موسى الى اين تذهب بنا؟ هذا البحر امامنا وهذا فرعون خلفنا وكذلك السكينة التي حصلت له وقت تكليم الله له - 00:57:03ضَ
نداء ونداء كلاما حقيقة سمعه حقيقة باذنه وكذلك السكينة التي حصلت له قد رأى العصا مبينا وكذلك السكينة التي نزلت عليه. وقد رأى حبال القوم وعصيهم كانها تسعى فاوجس في نفسه - 00:57:23ضَ
خيفة وكذلك السكينة التي حصلت لنبينا صلى الله عليه وسلم وقد اشرف عليه وعلى صاحبه عدوهما وهما في الغار فلو نظر احدهم الى تحت الى تحت قدميه لرآهما. وكذلك السكينة التي نزلت عليه في مواقفه العظيمة واعداء الله - 00:57:43ضَ
احاطوا به كيوم بدر ويوم حنين ويوم الخندق وغيره. فهذه السكينة امر فوق عقول البشر. وهي من اعظم بمعجزاته عند ارباب البصائر فان الكذاب لا سيما على الله اقلق ما يكون واخوف ما يكون. واشد - 00:58:03ضَ
اضطرابا في مثل هذه المواطن فلو لم يكن للرسل صلوات الله وسلامه عليهم من الايات الا هذه وحدها لكفتهم. هذا ما يتعلق بالسكينة الخاصة التي تتعلق باهل بالانبياء واما العامة فتكون لاتباع الرسل بحسب متابعتهم وهي سكينة الايمان. وهي سكينة تسكن القلوب عن الريب والشك - 00:58:23ضَ
لهذا انزلها الله على المؤمنين في اصعب المواطن احوج ما كانوا اليها. هو الذي انزل السكينة بقلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض. وكان الله عليما حكيما. فذكر نعمته عليهم بالجنود الخالدة عنهم. والجنود - 00:58:50ضَ
الدخيلة فيهم وهي السكينة عند القلق والاضطراب وجعلها من جند الله عز وجل وهي السكينة عند القلق والاضطراب الذي لم يصبر عليه مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذلك يوم الحديبية. قال الله سبحانه وتعالى - 00:59:10ضَ
اذكر نعمته عليهم بانزالها احوج ما كانوا اليها. فقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. لما علم الله سبحانه وتعالى ما في قلوبهم من القلق والاضطراب - 00:59:27ضَ
لما منعهم كفار قريش من دخول بيت الله وحبسوا الهدي عن محله واشترطوا عليهم تلك الشروط الجائرة الظالمة واضطربت قلوبهم وقلقت ولم تطق الصبر فعلمت ما فيها وثبتها بالسكينة رحمة منه ورأفة ولطفا. وهو اللطيف الخبير. وتحتمل الاية وجها اخر - 00:59:47ضَ
وهو انه سبحانه علم ما في قلوبهم من الايمان والخير ومحبته ومحبة رسوله فثبتها بالسكينة وقت قلقها واضطرابها. والظاهر ان الاية تعم الامرين سكينة في القلوب بانها باعتبار الاضطراب قلق وثاني باعتبار ما فيها من محبة الله ومحبة رسوله. وهو انه علم ما في قلوبهم مما يحتاجون اليه الى انزال سكينة وما في قلوبهم - 01:00:11ضَ
من الخير الذي هو سبب انزالها ثم قال بعد ذلك اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزل الله سكينته على وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا احق بها واهلها وكان الله بكل شيء عليما. قال لما كانت حمية الجاهلية - 01:00:41ضَ
توجب من الاقوال والاعمال ما يناسبها جعل الله في قلوب اوليائه سكينة تقابل حمية الجاهلية وفي كلمة التقوى مقابلة لما توجبه حمية الجاهلية من كلمة الفجور. فكان حظ المؤمنين السكينة في قلوبهم - 01:01:01ضَ
وكلمة التقوى على السنتهم وحظ اعدائهم حمية الجاهلية في قلوبهم وكلمة الفجور والعدوان على السنتهم هذه السكينة وهذه الكلمة جندا من جند الله ايد بها الله رسوله والمؤمنين في مقابلة جند الشيطان - 01:01:21ضَ
الذي بقلوب اوليائه والسنتهم. قال رحمه الله تعالى وثمرة هذه السكينة الطمأنينة للخبر تصديقا وايقانا وللامر تسليما واذعانا. طمأنينة القلب التي تحصل فيه القلب من جهة السكينة اذ يكون ثم تعلق من جهة الخبر فيكون مصدقا به وموقنا به. وعند الامر يسلم ويذعن - 01:01:41ضَ
فلا تدع شبهة تعارض الخبر ولا ارادة تعارض الامر فلا تمر معارضات السوء بالقلب الا وهي ممتازة من مرور الوساوس الشيطانية التي يبتلى بها العبد ليقوى ايمانه ويعلو عند الله ميزانه بمدافعتها - 01:02:11ضَ
وعدم السكون اليها فلا يظن المؤمن انها لنقص درجته عند الله تعالى. قالوا من انواع السكينة منها عند القيام بوظائف العبودية طمأنينة. وهي التي تورث الخضوع والخشوع وغض الطرف. و - 01:02:31ضَ
القلب على الله تعالى. وهي التي تورث الخضوع والخشوع. وغض الطرف وجمعية القلب على الله تعالى. بحيث يؤدي عبودية بقلبه وبدنه معا والخشوع نتيجة هذه السكينة وثمرتها وخشوع الجوارح نتيجة خشوع القلب - 01:02:51ضَ
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. قال رحمه الله تعالى فان قلت قد ذكرت اقسامها ونتيجتها وثمرتها وعلامتها فما اسبابها الجالبة لها؟ قلت سببها - 01:03:11ضَ
استيلاء مراقبة العبد بربه جل جلاله حتى كأنه يراه. يعني المراقبة التي بدأها او بدأ هذا النوع من الاداب بقوله دوام مراقبة الله تعالى في السن والعلانية. سببها استيلاء مراقبة العبد بربه جل جلاله حتى كأنه يراه. وكلما اشتدت هذه المراقبة اوجبت له من الحياء - 01:03:31ضَ
والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع والخوف والرجاء ما لا يحصل بدونها. ثم قال رحمه الله تعالى فالمراد اساس الاعمال القلبية كلها. وعمودها الذي قيامها به. ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم - 01:04:01ضَ
اصول اعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة وهي قوله صلى الله عليه وسلم الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه وتأمل كل مقام من مقامات الدين وكل عمل من اعمال القلوب. كيف تجد هذا اصله ومنبعه وهذا - 01:04:21ضَ
يردني الى وصية السابقة وهي ان اعمال القلوب انما تؤخذ من قرآن واو والسنة وما اثر من كلام السلف الامة. واما ما يذكره باب الطرق التي يحكى او تحكى اقوالهم في مصنفات المتعلقة بالقلوب. هذه لا بأس ان ينظر فيها - 01:04:46ضَ
لكن لا تجعل اصلا. قال دوام السكينة والوقار اذا عرفنا ان السكينة تتعلق بالقلب من حيث الطمأنينة. ويكون لها اثر في في الجوارح والوقار في غض البصر وخفض الصوت ونحو ذلك. وقال والخشوع - 01:05:06ضَ
وهذا كذلك منزلة من منازل السائلين الى الله عز وجل ومن اعمال القلوب الجليلة. قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ان تخشع اي خشوع قلوبهم. قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه - 01:05:24ضَ
ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية الا اربع سنين. اربع سنين. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن. وقال تعالى قد افلح - 01:05:44ضَ
المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. فوصف كونهم خاشعين في في صلاتهم. والخشوع في عصر اللغة انخفاض والذل والسكون. حينئذ لابد من وجود هذا المعنى اللغوي في المعنى الشرعي. قال تعالى وخشعت - 01:06:04ضَ
الاصوات للرحمن اي سكنت وذلت وخضعت ومنه وصف الارض بالخشوع وهو يبسها وانخفاضها وعدم ارتفاعها بالري والنبات. قال تعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت والخشوع. قيام القلب - 01:06:24ضَ
بين يدي الرب بالخضوع والذل والجمعية عليه. فاصله في القلب وله كذلك ثمرة في الجوارح الاركان وقيل الخشوع الانقياد للحق. بمعنى انه ينقاد للحق حيثما كان قالوا هذا من موجبات الخشوع. فمن علاماته ان العبد اذا خولف ورد عليه بالحق استقبل ذلك - 01:06:48ضَ
بالقبول والانقياد يعني من لوازم وعلامات الخشوع دورانه مع الحق وجودا وعدما. متى ما ذكر الحق له حينئذ وجب عليه التسليم. وثم امر اخر وهو انه ما من حق في السماوات والاراضين الا وهو اثر من اثار اسم الباري جل وعلا الحق. فاذا رده حينئذ وقد رد - 01:07:15ضَ
الله عز وجل فمن علاماته ان العبد اذا خولف ورد عليه بالحق استقبل ذلك بالقبول والانقياد. وقيل الخشوع خمود نيران الشهوة يعني في القلب وسكون دخان الصدور واشراق نور التعظيم في القلب. وقال الجنيد الخشوع تذلل - 01:07:41ضَ
القلوب لعلام الغيوب. قال ابن القيم واجمع العارفون على ان الخشوع محله القلب. سائر اعمال القلوب محلها قلب ولها ثمرة لازمة لها. بمعنى ان العلاقة بين الباطن والظاهر والتلازم. وليس المراد ان ما يكون من - 01:08:01ضَ
اعمال الجوارح هو بمثابة المسبب على السبب فان هذا مذهب المرجئة وليس مذهب اهل السنة والجماعة كما بين ذلك يقول السلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قال اجمع العارفون على ان الخشوع محله القلب وثمرته على الجوارح وهي تظهره. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته بالصلاة - 01:08:21ضَ
فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه اثر عن بعض الصحابة هذا النص ولا يثبت مرفوعا. قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق ها هنا واشار الى صدره ثلاث مرات. وقال بعض العارفين حسن ادب الظاهر عنوان ادب الباطن. وراضي - 01:08:43ضَ
بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال يا فلان الخشوع ها هنا واشار الى صدره لا ها هنا واشار الى انتباه وكان حذيفة يقول اياكم وخشوع النفاق. فقيل له وما خشوع النفاق؟ قال ان ترى الجسد خاشعا - 01:09:03ضَ
الباب ليس بخاشع ورأى عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا طأطأ رقبته في الصلاة وقال يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب انما الخشوع فيه في القلوب واثره ليس المراد به الاثر الحسي وانما المراد - 01:09:23ضَ
الانكفاف عن المعاصي وعدم ترك الواجبات انما الخشوع في القلوب ورأت عائشة رضي الله عنها شبابا يمشون ويتمارضون في مشيتهم فقالت لاصحابها من هؤلاء وقالوا نساك فقالت كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه اذا مشى اسرع واذا قال اسمع واذا ضرب اوجع - 01:09:43ضَ
واذا اطعم اشبع وكان هو الناسك حقا. وقال الفضيل بن عياض كان يكره ان يري الرجل من الخشوع اكثر مما في قلبه وقال حذيفة اول ما تفقدون من دينكم الخشوع واخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب - 01:10:09ضَ
صل لا خير فيه ويوشك ان تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعة. وقال سهل من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان قال والورع وهذا كذلك من المنازل قال الله تعالى يا ايها الرسول يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا - 01:10:29ضَ
اني بما تعملون عليم. وقال تعالى وثيابك فطهر. قال قتادة ومجاهد. نفسك فطهر من الذنوب على احد الاقوال فكان عن النفس بالثوب وثيابك فطهر اي ونفسك فطهر. وهذا قول ابراهيم النخعي والضحاك - 01:10:51ضَ
والشعب والزهري والمحققين من اهل التفسير. ولا ريب ان تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به. يعني داخل في في معنى الاية اذ به تمام اذ به تمام اصلاح الاعمال والاخلاق - 01:11:11ضَ
لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بازالتها والبعد عنها. قال ابن القيم والورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته. وقد جمع النبي صلى الله عليه - 01:11:29ضَ
الورع كله في كلمة واحدة فقال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذا تعريف لي للورع قال ابن القيم رحمه الله تعالى فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي - 01:11:53ضَ
والفكري وسائل الحركات الظاهرة والباطنة. فهو عام فيما يتعلق بالظاهر والباطن. فهذه الكلمة كافية شافية في الورع قال من من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه قال ابراهيم ابن ادهم الورع ترك كل شبهة وترك ما لا يعنيك هو ترك الفضلات ما فضل من الكلام وما فضل من - 01:12:17ضَ
النظر وما فضل من الاستماع وقس عليه سائر الامور وفي الترمذي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة كن ورعا تكن اعبد الناس وحسنه بعض اهل العلم. وقال ابو سليمان الداراني الورع اول الزهد. كما ان القناعة اول الرضا وقيل - 01:12:47ضَ
الورع على وجهين يتعلق بالباطن ويتعلق ذلك بالظاهر. ورع في الظاهر وورع في الباطن. فورع الظاهر الا يتحرى الا لله وورع الباطن هو الا تدخل قلبك سواه ورع الظاهر الا يتحرك الا الا لله وورع الباطل - 01:13:07ضَ
هو الا تدخل قلبك سواه. وقال من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل الى الجليل من العطاء قال يونس ابن عبيد الورع الخروج من كل شبهة ومحاسبة النفس في كل طرفة عين. وقال سفيان الثوري - 01:13:30ضَ
رحمه الله تعالى ما رأيت اسهل من الورع ما رأيتك اسهل من الورع ما حاك في نفسك فاتركه. ما شككت فيه وترددت حينئذ ماذا تصنع فاتركه. اذا سهل. وقال الحسن مثقال ذرة من الورع خير من الف مثقال من الصوم والصلاة. وقال بعض - 01:13:50ضَ
السلف لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس وقال بعض الصحابة كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة ان نقع في باب من الحرام. قال والتواظع - 01:14:17ضَ
الله جل وعلا قال ابن القيم رحمه الله تعالى قال الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا اي سكينة ووقارا متواضعين غير اشرين ولا مرحين ولا متكبرين. قال الحسن مصري - 01:14:35ضَ
رحمه الله علماء حلماء. وقال محمد بن حنفية اصحاب وقار وعفة لا يسفهون وان عليهم حلموا. والهون بالفتح في اللغة الرفق واللين هون. الرفق واللين والهون بالضم الهوى اخوان فالمفتوح منه هو صفة اهل الايمان - 01:14:56ضَ
والمضموم الهود صفة اهل الكفران وجزاؤه من الله النيران. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. هذا خطاب لمن - 01:15:21ضَ
للمؤمنين قال من يرتد منكم اذا قد تقع الردة من من المؤمن. قال رحمه الله تعالى لما كان الذل منهم ذل رحمة وعطف وشفقة واخبات عداه باداة على اذلة على المؤمنين كأنه فيه معنى الرحمة والعطف والشفقة والاخبات - 01:15:41ضَ
عداه باداة على تظمينا لمعاني هذه الافعال. فانه لم يرد به ذل الهوان الذي صاحبه ذليل. وانما هو ذل اللين والانقياد. الذي صاحبه ذلول. فالمؤمن ذلول كما في الحديث المؤمن كالجمل الذلول والمنافق والفاسق ذليل. اذا فرق بين الذليل وبين الذلول. فالمراد في الاية - 01:16:05ضَ
اذلة على المؤمنين المراد انهم ماذا؟ ذلولين. قالوا اربعة يعشقهم الذل اشد العشق كذاب والنمام والبخيل والجبار. هؤلاء اذلة بالمعنى الثاني وقول اعزة على الكافرين هو من بعزة القوة والمنع والغلبة. قال عطاء للمؤمنين كالوالد لولده. وعلى الكافرين كالسبع. على - 01:16:32ضَ
فريسته وليس العكس كما قال في الاية الاخرى اشداء على الكفار رحماء بينهم. وهذا عكس حال من قيل فيهم كبرا علينا وجبنا عن عدوكم لبئست الخلتان كبر والجبن قالوا في صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:17:02ضَ
ان الله اوحى الي ان تواضعوا ان تواضعوا. هذا فعل امر او فعل مضارع نتواضع ان تتواضع قال حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:17:27ضَ
ايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر او في الصحيحين مرفوعا الا اخبركم باهل النار كل عتل جواض المستكبر وفي حديث احتجاج الجنة والنار ان النار قالت ما لي لا يدخلني الا الجبارون المتكبرون. وقالت الجنة ما لي - 01:17:50ضَ
لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم. اهو في الصحيح. وفي صحيح مسلم عن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل العزة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته. وكان - 01:18:10ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم من تواضعه يمر على الصبيان فيسلم عليهم وكانت الامة تأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فتنطلق به شاءت وكان صلى الله عليه وسلم اذا اكل لعق اصابعه الثلاث وكان صلى الله عليه وسلم يكون في بيته بخدمة اهله ولم يكن - 01:18:30ضَ
انتقموا لنفسه قط وكان عليه الصلاة والسلام يقصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لاهله ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ويجالس المساكين ويمشي مع الارملة واليتيم. في حاجتهما ويبدأ من لقيه بسلام. ويجيب دعوة من دعاه - 01:18:50ضَ
ولو الى ايسر شيء وكان صلى الله عليه وسلم هين المؤونة لين الخلق كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما واضعا من غير ذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما بكل مسلم حافظ الجناح للمؤمنين لين الجانب - 01:19:10ضَ
لهم سئل الفضيل بن عياض عن التواضع. ما حقيقته؟ فقال يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قالهم وقال الجنيد ابن محمد هو خفض الجناح ولين الجانب قال صاحب المنازل التواضع ان يتواضع العبد - 01:19:30ضَ
لصولة الحق يقال صال عليه استطال اصال عليه وثبى والمصاولة المواثبة قال ابن القيم رحمه الله تعالى يعني ان يتلقى سلطان الحق بالخضوع له والذل والانقياد والدخول تحت رقه بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المال - 01:19:50ضَ
في مملوكه يدور مع الحق حيثما كان. فبهذا يحصل العبد خلق التواضع. ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده فقال عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق وغمص الناس. غمط الناس - 01:20:16ضَ
لمس الناس فبطر الحق رده وجحده والدفع في صدره كدفع الصائم. قال وغمص الناس بالصاد وازدراؤهم ومتى احتقرهم وازدرائهم دفع حقوقهم وجحدها واستهان بها. قال ابو عبيد وغمط الناس يختار لهم الازدراء بهم ومثله غمس الناس بالصاد. قال ابن رجب ومن ذلك احتقار المسلم ومن ذلك احتقار المسلم - 01:20:35ضَ
لاخيه المسلم وهو ناشئ عن الكبر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق. وغمط الناس خرجه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وخرجه الامام احمد وفي رواية له الكبر سفه الحق وازدراء الناس. وفي رواية وغمصة - 01:21:05ضَ
الناس وفي رواية زيادة فلا يراهم شيئا. وغمص الناس قال ابن رجب الطعن عليهم والزراؤهم. قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم. ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن. قال - 01:21:25ضَ
المتكبر ينظر الى نفسه بعين الكمال والى غيره بعين النقص فيحتقرهم ويزدريهم ولا يراهم اهلا لان يقوم بحقهم او بحقوقهم ولا ان يقبل من احد منهم الحق اذا اورده عليه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ولما كان - 01:21:45ضَ
لصاحب الحق مقال وصولة كانت النفوس المتكبرة لا تقر له بالصولة على تلك الصولة التي فيها. ولا سيما النفوس فتصول على صولة الحق بكبرها وباطلها. فكان حقيقة التواضع خضوع العبد لصولة الحق وانقيادة - 01:22:05ضَ
لها فلا يقابلها بصولته عليها. قال رحمه الله تعالى والخضوع وهو اخر منزلة ذكرها صاحبنا رحمه الله تعالى قال في مختار الصحاح الخضوع التطامن والتواضع يقال خضع يخضع بفتح الضاد فيهما خضوعا - 01:22:25ضَ
واخضع واخضعتني اليه الحاجة ورجل خضع بوزن همزة يخضع لكل احد وقال ايضا الخشوع الخضوع يعني فسر الخضوع بالخشوع فهو قريب منه جدا. وقال والانقياد الخضوع يقال قاده فانقاد واستقاد ايضا وقال واصل العبودية الخضوع والذل. قال ابن القيم في الداء والدواء وخاصية التعبد الحب مع الخضوع - 01:22:46ضَ
اي انقياد والذل للمحبوب فمن احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له. بل التعبد اخر مراتب الحب وقال كذلك والله تعالى انما خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخظوع له والانقياد - 01:23:16ضَ
امره فالمراد بالخضوع هو معنى الخشوع او قريب منه او يفسر به بالانقياد. عرفنا ان القيادة للحق داخل كذلك في معنا التواضع لله السابق قال مصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك قال ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع والورع وتواضع لله والخضوع وسيأتي مزيد اعمال يذكرها - 01:23:38ضَ
وفيما يأتي ان شاء الله تعالى قال ومما كتب مالك الى الرشيد رحمه الله تعالى اذا علمت علما فليرى عليك اثاره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه لقوله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء. العلماء - 01:24:02ضَ
ورثة الانبياء ولما كان الانبياء متصفين بتلك الصفات من ظهور اثر العلم عليهم كان كذلك من كان وارثا لعلمهم تحلى بحليتهم واتصف بصفاتهم قال وقال عمر رضي الله تعالى عنه تعلموا العلم اثر عمر هذا لا رؤيا مرفوعا وموقوفا ولا يصح مطلقا لا - 01:24:22ضَ
ولا موقوفا. وروي مرفوعا من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وكذلك لا لا يصح. قال تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار. هذا كذلك معنى صحيح - 01:24:46ضَ
قال تعلموا العلم وعلموه الناس في بعض الروايات تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم وتواضعوا لمن علمتموه علما ولا تكون من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم. وهذا معنى لا شك انه انه صحيح ولذلك اورده المصلي رحمه الله تعالى - 01:25:04ضَ
رواه ابو نعيم في الحلية باسناد غريب ضعيف كما قال المناوي وكذلك ادم من ابي اياس العلمي والديناوي في المجالسة ابن منده في غرائب شعبة والآجور باخلاق حملة القرآن والبيهقي بالشعب - 01:25:27ضَ
وابن عبدالبر في العلم وابن ابي شيبة. وروي عن ابي هريرة مرفوعا بلفظ. تعلموا العلم وتعلموا العلم السكينة والوقار. وتواضعوا من تعلمون منه قال في الزوائد رواه الطبراني في الاوسط. وفي عباد ابن كثير وهو متروك الحديث فلا يصح وانما اورده المصنف رحمه الله تعالى لان - 01:25:42ضَ
صحيحة ولا يدققون فيما نسب الى الصحابة او من بعدهم. قالوا عن السلف والمعاني هذه المذكورة في هذا الاثر هي مذكورة في الحديث السابق يعني الكلام السابق. قالوا عن السلف اي بعض السلف - 01:26:02ضَ
حق على العالم ان يتواضع لله في سره وعلانيته. وعرفنا السر والعلن يطلق باطلاقين. اما ان يراد عمل الباطل عمل الظاهر واما ان يراد بانه ما كان في السر في خلوته وما كان في العلانية وما كان امام الناس. قال ويحترس - 01:26:19ضَ
من نفسه ان يصونها من الخواطر. كما سيأتي بحث ان شاء الله تعالى ويقف عما اشكل عليه. يعني ما اشكل عليه حينئذ يقف ولا يتحدث فيه البتة لان العلم هو ما ما نفع وما نفع هو ان يتعلمه فيقول - 01:26:39ضَ
اذا لم يتعلم او لم يعلم حينئذ الجواب ان يقول الله اعلم فيقف عما عما اشكل عليه. هذا هو الادب الاول الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى اراد به الاشارة الى ان العالم وكذلك كما ذكرنا الم تعلم بل كل مسلم الاصل فيه صلاح القلب - 01:26:59ضَ
فيصلح قلبه بما ذكر اعمال تصلح قلبه من المراقبة والخوف لله عز وجل وما عطف عليه من الاعمال فان تحلى بها حينئذ ظهر اثره على لسانه وبدنه وجوارحه والله اعلم. وصلى الله وسلم على - 01:27:19ضَ
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:27:39ضَ