تفسير آيات الصيام وبيان مافيها من الأحكام

تفسير آيات الصيام وبيان مافيها من الأحكام (المجلس الأول) | الشيخ رشاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد - 00:00:00ضَ

وباذن الله سبحانه وتعالى نبدأ في هذه الليلة بما كنا وعدنا به من تفسير ايات الصيام وبدا ما فيها من الاحكام والمراد بايات الصيام هي الايات الاربع من سورة البقرة - 00:00:25ضَ

وهي الاية يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ثم الاية التي تليها ثم الاية التي تليها ثم ذكرت اية فيها مسألة الدعاء. اذا سألك عبادي عني فاني قريب - 00:00:54ضَ

ثم ذكر اية بعدها ايضا تتعلق باحكام الصيام احل لكم ليلة الصيام الرفع الى نسائكم وهذا المراد بايات الصيام والمتأمل في هذه الاية يجب انها قد اشتملت على كثير من الاحكام - 00:01:21ضَ

المتعلقة بهذا الفرض وبهذا الركن العظيم من اركان الاسلام وباذن الله سبحانه نقف مع الايات في بيان معانيها اولا اي في بيان معنا كل اية ثم بيان ما يستنبط من الاية. ثم ننتقل الى الاية التي تليها - 00:01:46ضَ

وهكذا ولا نطيل بالتطويل الكثير والا فلو حصل التوسع فيها هي مسائل كثيرة حتى ان القرطبي رحمه الله فسرها في كتابه الجامع لاحكام القرآن في اكثر من مئة اية من مئة صفحة - 00:02:20ضَ

وبين ما فيها من المعاني. واوجه اللغة والاحكام ونحن مرادنا في هذا الدرس ان شاء الله بيان معناها عموما ثم ما يستفاد منها من المسائل والاحكام مع ذكر ما يتعلق بها ان شاء الله - 00:02:44ضَ

الاية الاولى هي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهذه الاية فيها خطاب للمؤمنين وبيان فرضية شيء عليهم هو من الايمان - 00:03:09ضَ

وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام. كتب اي فرض والكتابة تطلق كثيرا بمعنى الفرظ والايجاب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء - 00:03:44ضَ

يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى فالكتابة هنا بمعنى الفرض والايجاب كتب عليكم الصيام هذا الركن من اركان الاسلام كما كتب على الذين من قبلكم اي كما فرظ ووجب على الذين من قبلكم من الامم السابقة - 00:04:09ضَ

ومنهم من خص بعض الامم وصية ان شاء الله الاشارة اليه منهم من قال المراد بهم اليهود ومنهم من قال المراد بهم النصارى وظاهر الاية انه عام كما فرض على الامم السابقة - 00:04:45ضَ

وظاهر هذه الاية ان الصيام فرض على كل الامم التي سبقه لا يخص من ذلك امه دون امة اخرى لان الله قال كما كتب على الذين من قبلكم والاسماء الموصولة من الفاظ العموم - 00:05:03ضَ

ويشمل الذين من قبلنا جميعا اي كما فرظ على اليهود اليهود كان عليهم صيام مفروض كما فرض على النصارى ورجعت ادلة تبين ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب. اكلة السحر - 00:05:27ضَ

اذا كان عليهم صيام اهل الكتاب ولكن الفرق بين صيامهم وصيام المسلمين وهكذا غير اليهود والنصارى من الامم كان الصيام عليهم فرضا ثم قال لعلكم تتقون اي لعله يحصل لكم التقوى. لعلكم تحصلون تقوى الله سبحانه وتعالى بهذه العبادة العظيمة - 00:05:55ضَ

فهذه الاية الاولى وهي الاية الثالثة والثمانون من سوء ومائة الثالثة والثمانون ومئة من سورة البقرة وقوله تعالى كتب عليكم الصيام اي فرض كما سبق والصيام المراد به الامساك عن الطعام والشراب - 00:06:29ضَ

والجماع وسائر المفطرات من طلوع الشمس او من طلوع الفجر الى غروب الشمس. مع اقتران النية فلابد من هذه الامور كلها من هذا الامساك ومن هذا الوقت ومن حصول النية ولا يسمى الصيام صياما في الشرع الا بوجود هذه الامور - 00:06:58ضَ

الامساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات مما يقوم مقام الطعام والشراب ونحو ذلك ولابد ان يكون في هذا الوقت المعلوم من طلوع الفجر والمراد به الفجر الصادق الى غروب الشمس - 00:07:28ضَ

هذا هو وقت الصيام من طلوع الفجر اي ظهوره وتبينه وكلوا واشربوا حتى يتبين. وصيته ان شاء الله الى غروب الشمس مع اقتران النية فلابد من هذا الامر. فلو امسك الانسان عن الطعام والشراب وسائر المفطرات - 00:07:57ضَ

من طلوع الفجر الى غروب الشمس ولم ينوي بذلك لا يصح صيامه فلابد من النية والنية تبييتها في الليل. ويكفي لشهر رمضان نية واحدة ينوي في اول الشهر. ان يصوم الشهر كله - 00:08:26ضَ

فهذه النية كافية ما لم يقطع تلك النية يستفاد من هذه الفقرة منها كتب عليكم الصيام ان الصيام فرض وواجب على المسلمين والصيام الذي هو فرض وواجب على المسلمين بين هلالتي بعدها انه شهر واحد - 00:08:48ضَ

شهر رمضان وهو فرض دلت على فرضية هذه الاية ودلت على فرضيته سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. في احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس - 00:09:18ضَ

وذكر منها صيام رمضان وهو ركن من اركان الاسلام وجاء رجل من اهل نجد الى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل عن الاسلام ما هو الاسلام؟ قال ان تشهد ان لا اله الا الله - 00:09:47ضَ

وان محمدا رسول الله قال هل علي غيرها؟ ذكر له الصلاة ثم ذكر له الصيام صيام شهر رمضان قال هل علي غيره؟ قال لا الا ان تطوع وهو فرض واجمع المسلمون على كونه فرضا - 00:10:08ضَ

لم يخالف احد في انه فرض بل انكار فرضية صيام شهر رمضان تكذيب للقرآن وللسنة ويكون فرضا على كل مسلم عاقل بالغ مقيم غير مسافر قادر على الصيام وليس عاجزا - 00:10:36ضَ

وهو فرض على كل مسلم وهو فرض على العاقل مجنون لا يسوي فرض عليه وفرض ايضا على البالغ من بلغ الحلم فليس فرضا على الصبي لكن من السنة تعويد الصبي على الصيام. ما لم يشق عليه - 00:11:12ضَ

ومن السنة تعويد عليه. كما كان الصحابة رضي الله عنهم يعودون ابناءهم على ذلك بل كانوا يصومونهم واذا بكى احدهم على الطعام اعطوه اللعبة من العهن ليتلهى بها حتى تغرب الشمس - 00:11:39ضَ

بمعنى ان كانوا يصومونهم مع ما يجدون منهم من بكاء على الطعام يبكي على الطعام يريد الطعام ولكن لا يفهم من هذا انه يضر به فاذا كان سيضر به الصيام - 00:12:03ضَ

فليسوا الفرض عليه ولا يجوز له ان يضر بالصبي لكن كان لا يضر به فيعود على الصيام وهذا من السنة وهكذا هو فرض على المقيم واما المسافر فكما سيأتي ان شاء الله في الاية - 00:12:19ضَ

ان له الفطر وليس بفرظ عليه وهكذا هو فرض على القادر على الصيام فالعاجز لكبر او مرض لا يجب عليه الصيام وليس بفرظ عليه ايضا صيام هذا الشهر شهر رمضان - 00:12:43ضَ

فرض على من وجدت فيه هذه الاوصاف وكانت فرظية الصيام فرضه الله تعالى على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة فصام النبي صلى الله عليه وسلم رمظان في السنة الثانية لم يأتي رمظان في السنة الثانية - 00:13:14ضَ

الا وقد فرض صيامه اذا كم صام النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان ها تسعة صام الشهر الثاني السنة الثانية وتوفي في السنة الحادية عشرة من الهجرة ولكن قبل ان يأتي رمضان - 00:13:40ضَ

توفيق يا ربيع فاخر رمظان صامه كان في السنة العاشرة من الهجرة واول رمظان صامه كان في السنة الثانية فصام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات تسع سنوات وفرضية رمظان - 00:14:09ضَ

اذا علمنا انه فرض من حكمة الله سبحانه وتعالى انه لم يفرض على المسلمين مرة واحدة ودفعة واحدة وانه قد يشق على بعض الناس الذين الفوا تناول الطعام والشراب في سائر الاوقات - 00:14:39ضَ

فكان من حكمة الله سبحانه وتعالى ان جعل فرظية صيام شهر رمظان مرحلة ثالثة سبقت بمرحلتين وفرض على المسلمين اولا صيام يوم عاشوراء كما جاء في احاديث كثيرة في الصحيحين - 00:15:04ضَ

ان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بصيام يوم عاشوراء بل بعث من ينادي في سكك المدينة من اصبح صائما فليتم صومه ومن اصبح مفطرا فليمسك وليصم وفرض صيام يوم عاشوراء - 00:15:29ضَ

وهو العاشر من شهر الله المحرم ثم في السنة الثانية من الهجرة فرظ رمظان وقبل ان يفرظ رمظان على الجميع كان في اول امره في تخيير من شاء صام ومن شاء افطر واطعم مسكينا عن كل يوم - 00:15:59ضَ

قال الله سبحانه وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين على الذين يطيقونه اي اذا افطروا وصيتي ان هذا هو معنى الاية دلوقتي ان شاء الله ما فيها من القراءة وفرض اولا صيام يوم عاشوراء ثم فرض شهر رمضان على التخيير - 00:16:33ضَ

من شاء ان يصوم صام ومن شاء ان يفطر افطر واطعم مسكينا وكان الذي يطيق الصيام ان شاء يصوم وان شاء افطر واطعم مسكين ونسخ صيام يوم عاشوراء. والمراد نسخ اي نسخ وجوبه - 00:17:00ضَ

وصار مستحبا ثم فرض الله تعالى صيام شهر رمضان على من كان عاقلا بالغا مقيما قادرا من المسلمين ومن شهد منكم الشهر فليصمه لم يكن هناك تخيير. نسخت الاية التي قبلها - 00:17:22ضَ

فكان هذا من الحكمة العظيمة في التشريع ان جعل رمضان على مراحل ثم قال الله سبحانه اذا عرفنا هذا ان الصيام مفروض على المسلمين قال الله كما كتب على الذين من قبلكم - 00:17:53ضَ

والمراد على الذين من قبلكم فما سبق اي على الامم السابقة وان كان ابن العربي رحمه الله ضعف هذا القول واختار انهم نصارى في كتاب احكام القرآن المراد على الذين من قبلكم اي النصارى - 00:18:18ضَ

قال لانهم ادنى الناس الينا اي اقرب الناس منا قال ولان الصيام في اول الاسلام كان يشبه صيام النصارى. كان اذا نام الرجل لا يحل ان يأكل شيئا كما سيأتي ان شاء الله الاشارة اليه - 00:18:43ضَ

قال فالذين من قبلنا المراد بهم في ادلاهم النصارى والظاهر ان المراد به كل من سبق من الامم لانه قد جاء في الادلة ان الصيام كان على اليهود وكان على النصارى - 00:19:04ضَ

ويشمل كل من كان قبلنا بقي ما وجه التشبيه في قوله كما كتب على الذين من قبلكم من اهل العلم من ذهب الى ان التشبيه في الزمان اي كتب عليكم شهر كما كتب عليهم شهر - 00:19:21ضَ

وبعضهم يعني خص القول الاول في الزمن برمضان كتب عليكم شهر رمظان كما كتب عليهم شهر رمظان وان من كان وان من كان قبلنا كان يجب عليهم صيام شهر رمظان - 00:19:49ضَ

وهذا قول ليس بقوي ان المراد التشبيه في الزمان ومنهم من قال المراد بالتشبيه هنا المقدار اي فرض عليكم صيام شهر ثلاثون يوما كما فرظ عليهم صيام شهر ثلاثون وتسعة وعشرون يوما - 00:20:05ضَ

ومنهم من ذهب ان التشبيه في الوصف اي فرظ عليكم صيام كالصيام الذي فرظ على من كان قبلكم وكل هذه الاقوال ليست بقوية وقد ذكرها كثير من المفسرين وكثير ممن ذكر في الف في احكام القرآن - 00:20:32ضَ

والصحيح ان المراد بالتشبيع اي التشبيه في الفرضية. التشبيه في الفرضية وهذا هو المقطوع به. اما تلك فهي ليست بظاهرة المعنى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم اي فرظ عليكم كما فرظ على من كان قبلكم - 00:20:54ضَ

تشبيه الفرضية والايجاب. اي كما انه كان واجبا وفرظا على من قبلكم. ايظا هو واجب وفرض عليكم التشبيه في فرضية الصيام. والا فهناك فروق بين صيام المسلمين وصيام غيرهم ليس في الدليل انهم كانوا يصومون رمضان بل قد - 00:21:20ضَ

ذكر غير واحد ان رمظان من خصائص هذه الامة نعم كان هناك صيام في الامم السابقة لكن صيام رمظان من خصائص امة محمد صلى الله عليه وسلم ايضا فرق بين صيامنا وصيامهم - 00:21:49ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر او هم لا يتسحرون والمسلمون شرع لهم ذلك ايضا جاء انهم يؤخرون الافطار وصيام المسلمين رغبوا فيه في تقديم الافطار - 00:22:13ضَ

اي تقديمه بعد تحقق غروب الشمس ايضا من الفوارق بين صيامهم وصيام المسلمين ما اشار اليه ابن العرب فيما سبق ان الصيام في اول الاسلام كان على مثل صيام الامم السابقة - 00:22:44ضَ

كان على مثل صيام النصارى الذين قبلهم حتى نزلت الاية اي كان الصيام يصوم الى غروب الشمس ثم له رخصة في الاكل حتى يصلي العشاء او حتى ينام فقط فايهما وجد قبل الاخر حرم على هذا الصائم الاكل - 00:23:05ضَ

الصائم يصوم ويفطر بغروب الشمس وهم كانوا يأخرون ثم له رخصة في الاكل حتى يصلي العشاء الاخرة اذا صلى العشاء حرم عليه الاكل او حتى ينام. ولو نام قبل العشاء حرم عليه لا هو - 00:23:36ضَ

كذا كان الصيام في اول الاسلام كما في صحيح البخاري وغير صحيح البخاري احاديث السنن تبين هذا المراد حتى ان بعض الانصار الانصاري كان يعمل في مزرعته فجاء يريد الافطار - 00:24:03ضَ

وكان نهاره يعمل كان طوال النهار يعمل فجاء يريد من اهله الطعام فقالوا ليس عندنا طعام ولكن ننظر لك قال فغلبته عينه فنام. من شدة ارهاقه فجاءت زوجته وقالت خيبة لك. نمت - 00:24:32ضَ

فلا يحل لك ان تأكل شيئا فبقي لم يأكل حتى كان اليوم الثاني وانتصف النهار اغمي عليه وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله سبحانه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيظ من الخيط الاسود من الفجر - 00:24:55ضَ

فرخص للمسلمين الاكل في كل الليل. الشاهد ان هذا من الفوارق بين صيام المسلمين وصيام من كان قبلهم فاذا التشبيه في قوله كما كتب على الذين من قبلكم في ماذا يكون - 00:25:17ضَ

في الفرضية اي كما كان فرضا عليهم هو ايضا فرض عليكم لا في صفة الصيام ولا في مقدار الصيام ولا في زمان الصيام هذي امور تحتاج الى دليل والمقطوع به انه - 00:25:36ضَ

في الفرضية وتلك تحتاج الى دليل نستفيد من هذه من قوله كما كتب على الذين من قبلكم فوائد. من هذه الفوائد اهمية الصيام ولاهميته فرضه الله تعالى على كل الامم - 00:25:57ضَ

فان في فوائد ومنافع والله تعالى يشرع للعباد ما يصلح احوالهم وما هو خير لهم فكان مما جعله فرضا عاما قال الامم صيام ايام معلومة ايضا مما نستفيد من قوله كما كتب على الذين من قبلكم - 00:26:17ضَ

ان هذا فيه تسلية لهذه الامة تسلية لهم فالله سبحانه وتعالى يقول هذا الصيام الذي وجب عليكم وربما يكون في مشقة على بعضكم هذا ايضا واجب على من كان قبلكم ليس معنى انكم انتم خصصتم به. بل هو لكل الامم - 00:26:44ضَ

ثم قال الله تعالى لعلكم تتقون اي فرض عليكم الصيام لهذه الحكمة العظيمة لعله ان يحصل لكم تقوى الله سبحانه وتعالى وتتحقق التقوى في الصيام من وجوه كثيرة من هذه الاوجه - 00:27:13ضَ

ان الانسان اذا صام صبر على الجوع وعلى العطش وعلى مفارقة ملذاته وشهواته ابتغاء وجه الله سبحانه كان ذلك عونا له وتبريبا له على ترك المحرمات فالمحرمات غالبا تكون مما تشتهيه النفوس. حفت النار بالشهوات - 00:27:46ضَ

مما تميل اليه النفوس فكيف يمنع الانسان نفسه عن هذه المحرمات ويتقيها كان هذا الصيام تدريبا على التقوى تدريب على تقوى الله بحيث يمتنع من الطعام. يمتنع من الشراب يمتنع من الشهوات - 00:28:15ضَ

الى غروب الشمس من طلوع الفجر ربما يعطش ويجوع ويمتنع من ذلك. اذا هذا سيتمرن على اتقاء المحرمات واجتنابها كان من اوجه حصول التقوى ايضا من اوج حصول التقوى في الصيام - 00:28:41ضَ

ان الصيام يضعف وغالبا لا يميل الانسان الى المعاصي والمحرمات الا اذا كان عنده قوة ونشاط فاذا ضعف غالبا لا يلتفت الى المعاصي فيحصل له بذلك تقوى الله جل وعلا - 00:29:09ضَ

باجتناب هذه المعاصي فان التقوى هي اتقاء معصية الله ايضا من الاوجه في حصول التقوى للصائم ان الصائم يحصل في صيامه خشوع ولذة في هذه الطاعة والعبادة فهذا الخشوع الحاصل عنده. وهذه اللذة لهذه العبادة - 00:29:35ضَ

تمنع من معصية الله ولذا تجد الصائم بعيد عن المعاصي لما قد صار في قلبه من لذة هذه العبادة ومن الخشوع فيه فيمتنع عن المعاصي فيكون الصيام محصلا لتقوى الله جل وعلا - 00:30:05ضَ

فالانسان يحصل تقوى الله تعالى في الصيام من هذه الاوجه ومن غيرها من الاوجه من الاوجه يكرمه الله سبحانه وتعالى بان يجعله من المتقين بان يحبب اليه الطاعة ويبغض اليه المعصية وهذا هو تقوى الله - 00:30:27ضَ

وهذه فائدة من فوائد الصيام حصول تقوى الله جل وعلا وهذه والله من اعظم الربح من ينتهي الانسان من صيام هذا الشهر وقد صار من المتقين التي هي اعلى درجات المؤمنين - 00:30:49ضَ

وقد ذكر العلماء للصيام فوائد كثيرة من هذه الفوائد ان الله جل وعلا جعل الصيام خاصا به وله مع ان العبادات كلها لله ولكن خص الله تعالى من بينها الصيام - 00:31:13ضَ

كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لي لان الصيام في ترك الشهوات والملذات لاجل الله. لان الصيام سر بين العبد وبين ربي عز وجل لا يطلع عليه الناس - 00:31:35ضَ

ايضا من فوائد ومنافع ما يترتب عليه من الاجور العظيمة والحسنات الكثيرة. فجزاء الصائمين بغير حساب جاء في الحديث كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف قال الله الا الصيام - 00:31:52ضَ

فانه لي وان اجزي به فاجره غير معدود. ولذا قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والصيام هو الصبر. ولذا سمي الصيام بالصبر ايضا مما فيه من الفوائد والمنافع - 00:32:13ضَ

انه يحسس الانسان ويشعر بحال الاكباد الجائعة واذا صام الانسان وجاع شعر بمن يعتريه الجوع كثيرا وفي سائر ايام السنة فهو من اسباب عطف المسلمين بعضهم على بعض وليس لذا تجد الناس كثيرا ما يقبلون على الصدقة في شهر رمضان في الصيام يحس قل اخرجوا للجيران الطعام - 00:32:36ضَ

اعطوا فلانا من هذا الطعام. شعر بالجوع فاحس بغيره. وشعر بغيره. فكان انا من منافعي العظيمة انه يجعل الانسان يشعر بالمحتاج ايضا من منافعه العظيمة ان من اسباب الاجتماع والائتلاف لمن تأمل ذلك - 00:33:09ضَ

فان الناس جميعا يصومون في ساعة واحدة ويفطرون في ساعة واحدة يبدأون الصيام في يوم واحد ويكملون الصيام في يوم واحد يجتمعون على الصيام فهو يشعر الناس بتوحدهم واجتماعهم وهكذا لو تأملت اركان الاسلام العملية كلها - 00:33:41ضَ

مما فيه اشعار بتوحد المسلمين واجتماعهم والفتهم الصلاة وجب عليهم ان يصلوا في المساجد يجتمعوا في يجتمعون فيها الصيام كذلك في يوم واحد يصومون وفي يوم واحد يفطرون في ساعة واحدة يصومون - 00:34:16ضَ

في ساعة واحدة يفطرون هكذا الحج يجتمعون فيه تتحد افعالهم والمشاعر الشعائر التي يقومون بها والمشاعر التي ينزلونها فكان من فوائد الصيام انه مشعر باجتماع المسلمين والفتهم واتفاقهم وان تفرقهم من الشيطان - 00:34:42ضَ

ايضا من فوائد الصيام ومنافعه كما ذكر ابن القيم وغيره انه يضيق مجاري الشيطان فان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم وهذا الدم يكثر ويتحرك اذا شبع الانسان واكل كانت اكثر حركة وجرير - 00:35:19ضَ

واذا جاع الانسان ضاقت هذه المجاري التي يجري فيها الشيطان فكان في تضييق على الشيطان الذي يجري من ابن ادم مجرى الدم ايضا من فوائد الصيام ان في نفعا وصحة حتى للاجساد - 00:35:50ضَ

في نفق حتى للاجساد وقد جاء في ذلك حديث لكنه ضعيف صوموا تصحوا وهو مروي من طرق احسن هذه الطرق نرسل عن الحسن البصري والا سائر الطرقي شديدة الضعف هو - 00:36:16ضَ

ضعيف وهذا مجرب ففيه نفع للانسان وصحة لجسده فانه يخرج الفضلات يعين المعدة على هظم الطعام واصلاحه بخلاف ما اذا تراكم طعام بعد طعام في البطن يؤثر على الانسان ولذا يراه كما ذكر ابن القيم يراه الاطباء - 00:36:39ضَ

من اكبر اسباب حفظ الصحة وانه بالتجربة اصح الناس اكثرهم صياما فهذا ما في هذه الاية الاولى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذا بعض - 00:37:09ضَ

وما فيها من المسائل والاحكام المتعلقة بالصيام ثم الايات التي بعدها ستأتي معنى ان شاء الله ادلها العلماء في احكام القرآن اوسع كتاب فيما اعلم مؤلف في احكام القرآن كتاب القرطبي الجامع لاحكام القرآن يسمى - 00:37:33ضَ

القرطبي وكان مما قال في مقدمته قال ولما رأيت كلام الله سبحانه فيه كل العلوم وهو مستودع العلوم قال عزمت على قضاء ما بقي من العمر فيه. وفي التأمل فيه وفي استنباط - 00:38:03ضَ

احكام من قال فخرج في هذا الكتاب كما ذكر في مقدمته كلاما بمعنى ذلك وهكذا الف غيره الف ابن العربي المالكي كتابا في احكام القرآن والقرطبي ايضا مالكي الف ايضا بعض الشافعية يقال له الكيا الهراسي - 00:38:28ضَ

والكيا معناه في لغة العجم هو الرجل الكبير القدر. العظيم المنزلة وهذا كان من الشافعية وكتابه في مجلدين لا بأس ايضا الف في احكام القرآن القصاص واظنه من المالكية ها حنفي - 00:38:57ضَ

حنفي يقول الاخ محمد حنفي. في احكام القرآن الف كتابا لكن هذه التي عندنا في المكتبة عندنا كتاب ابن العربي كتاب الكيا الهراسي كتاب القصاص كتاب القرطبي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان عزم على - 00:39:25ضَ

ذلك ان يمشي لكن يأخذ الايات التي فيها الاحكام فقط اما تفسير القرطبي فسر القرآن كله. واعتنى كثيرا بالايات التي فيها الاحكام الشيخ ابن عثيمين كان عزم على اخذ اية الاحكام وتفسيرها وبيان ما فيها من الاحكام - 00:39:46ضَ

ثم توفي رحمه الله قبل ان يتمه. وصل الى سورة ال عمران عمل البقرة وشيء من ال عمران. مطبوع في مجلدين وهذا من الفقه السهل. ومن الفقه اليسير ان يأخذ الانسان هذا الفقه من كلام الله - 00:40:10ضَ

ويفهم معاني الايات يثبت عنده جدا انظر المواريث ثلاث ايات في القرآن لو فهمها فهم المواريث مع بعض التتميمات مما جاءت في الاحاديث وكلام السلف صيام اربع ايات يفهمها يحوي مسائل كثيرة من مسائل الصيام - 00:40:32ضَ

هكذا احكام القتل والديات ذكرها الله في اية في سورة البقرة واية في سورة المائدة واية في سورة النساء ما شاء الله واحكام كثيرة في عدة ايات فكان هذا من الفقه السهل استنباط الاحكام من القرآن - 00:40:59ضَ

ونسأل الله تعالى ان ينفعنا بذلك وان يعيننا على فهمها والاستفادة منها نعم فتركت الاكل نعم نعم جائز صيامك صحيح بارك الله فيك يقول اذا اذن المؤذن اذان الفجر الثاني. والانسان في يده الطعام هل يكمل او يوقف ولا يكمل - 00:41:27ضَ

لا يوقف ولا مسابقة معنا المسألة في ذلك وان الحديث الذي ورد فيه فيه ضعف فليقظ منه نعمته والله تعالى قال حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر - 00:42:05ضَ

والمؤذن لا يؤذن الا اذا تبين له الخيط الابيظ. فمعنى انه يجب عليه ان يترك الطعام والشراب اخ يقول هل نقول ان حديث صوموا تصحوا معناه صحيح نعم قد ذكروا من ذلك عجائب - 00:42:25ضَ

بعضهم صار يداوي بالصيام من كثير من الامراض ايضا مجرب يقول رجل لديه بنات واخوة واب مات قبل ابيه وعندما مات ابوه اقتسم اخوته الميراث ولم يعطوا بناته شيئا فهل ما عملوه صحيحا؟ نعم - 00:42:47ضَ

ان من شروط الارث ان يكون الوارث موجودا بعد موت المورث ولو لحظة فاذا مات الوارث قبل المورث ولا يأخذ من منه شيئا فاذا اقتسم هؤلاء الاخوة اعمام هؤلاء البنات الميراث ولم يعطوا البنات شيئا ففعلهم صحيح. لان اباهن ما - 00:43:14ضَ

قبل المورث الذي هو الجد وان اعطوهن شيئا منهم برضاهم ومأجورون عليه نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:43:44ضَ