التفريغ
وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما به جمعا ان الانسان لربه لكنود. وانه على ذلك لشهيد افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور - 00:00:02ضَ
ان ربهم بهم يومئذ لخبير هذه السورة العظيمة سورة العاديات وهي من السور المكية في قول عبد الله ابن مسعود وجابر ابن عبد الله رضي الله عنهم والحسن وعكرمة وعطاء - 00:00:45ضَ
رحمهم الله من التابعين وهي مدنية في قول عبد الله بن عباس وانس ابن مالك رضي الله عنهم رحمه الله بعض الصحابة والتابعين قالوا هي مكية وبعضهم قال مدنية والمكي ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:14ضَ
قبل هجرته من مكة الى المدينة يعني خلال الثلاث عشرة سنة الاولى والمدني ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته صلى الله عليه وسلم الى المدينة - 00:01:48ضَ
حتى ولو نزل بمكة يقال له مدني يعني ما كان بعد الهجرة حتى ولو نزل بمكة او نزل بعرفات او نزل في الغزوات واسفار النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مدني - 00:02:07ضَ
والمدني هو اكثر القرآن وفيه التشريع ونزوله خلال عشر سنوات والمكي نزوله خلال ثلاث عشرة سنة ومدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة ثلاث وعشرون سنة وعن الحسن رحمه الله قال - 00:02:25ضَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا زلزلت الارض تعدل نصف القرآن والعاديات اعدل نصف القرآن وهو حديث مرسل ورؤيا عن ابن عباس مرفوعا مثله اخرجه محمد ابن نصر من طريق عطاء ابن ابي رباح - 00:02:53ضَ
وزاد وقل هو الله احد اعدلوا ثلث القرآن وقل يا ايها الكافرون تعدل ربع القرآن قوله جل وعلا والعاديات ظبحا. الواو حرف قسم وجر والعاديات مقسم به والله جل وعلا - 00:03:22ضَ
يقسم بما شاء من خلقه واما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم الا بالله او بصفة من صفاته تبارك وتعالى ولا يجوز ان يقسم باي مخلوق كائنا من كان حتى وان كان افضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم - 00:03:52ضَ
فلا يجوز ان نقسم به لان المرأة اذا اقسم بشيء ما فقد اعطاه منتهى التعظيم ولا يجوز لعبد من عباد الله ان يعطي منتهى التعظيم الا لمن يستحقه وهو الله تبارك وتعالى - 00:04:20ضَ
وقد قال عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا - 00:04:43ضَ
لان الحلف بالله والانسان كاذب فيه حسنة التوحيد الحلف بالله وفيه سيئة الكذب والحلف بغير الله وان كان صادق الحلف بغير الله فيه سيئة الشرك والصدق فيه حسنة الصدق فسيئة الشرك - 00:05:01ضَ
مع حسنة الصدق اكثر اثما من حسنة من سيئة الكذب مع حسنة التوحيد لان الحلف بالله والانسان كاذب في حسنة التوحيد وسيئة الكذب والحلف بغير الله وان كان صادق ففيه سيئة الشرك - 00:05:34ضَ
مع حسنة الصدق اذا فسيئة الشرك اعظم اثما من سيئة الكذب فلا يجوز لمخلوق ان يحلف باي مخلوق كائنا من كان لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالكعبة ولا بملك من الملائكة ولا بالابوين ولا بالاب ولا بالام ولا باي مخلوق - 00:06:07ضَ
وانما الحلف بالله او بصفة من صفاته كالرحمن والعزيز والجبار والمتكبر وغير ذلك من اسماء الله جل وعلا وصفاته والواو هذه و حرف قسم وتأتي العطف والمراد بها هنا حرف قسم وجر - 00:06:39ضَ
وحروف القسم الواو والباء والفاء قوله جل وعلا والعاديات ضبحا العاديات كلمة عادية معادية صفة وصفوف ما هذا الموصوف المحذوف قال بعض المفسرين ويروى عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه - 00:07:06ضَ
الابل والابن اقسم الابل العاديات وقال ابن عباس رضي الله عنهما الخيل وعلي رضي الله عنه يقول حينما نزلت هذه الاية ما كان عندنا خيل وحضرنا بدر ما معنا الا فرسان - 00:07:49ضَ
الزبير فرس للمقداد ابن عمر وانما المراد بها الابل وابن عباس رضي الله عنهما وجمع من المفسرين يقول المراد بها الخير وعادية اصلها اصليائها واو لانها من عدا يعدو اذا اردت ان تعرف مثلا - 00:08:16ضَ
هل الياء اللي فيه او الالف اصلها ياء او اصلها واو فحول الفعل الى المضارع يظهر لك يقول عادية اصلها واو ولا يا حول عدا الى المضارع فتقول عدا يعدو - 00:08:46ضَ
عدا يعدو تريد ان تعرف هذه الالف اصلها واو او اصلها يع الى المضارع يقضي ويصلح قضاء يقضوا هذا يقضي بتصريف الكلمة الى المضارع والمصدر يظهر اصل الحرف منقلب عن ماذا - 00:09:10ضَ
اصلها عادية او هي عاديات فاصلها عاد وات عادي ووقعت الواو بعد الكسر وقلبت ياء وصارت عاديات عادية المفردها وجمعها عاديات والعاديات ظبحا والعدو هو المشي بسرعة المشي بسرعة يقال عدا يعدو - 00:09:42ضَ
ولا يقال لمن يمشي بسكينة يقول وانما يقال لمن يمشي بسرعة يقول عاد يعدو هو الصوت الذي يخرج من اجواء الخيل او مناخرها عند عدوها بسرعة واسراعها والعاديات ظبحا وقالوا - 00:10:14ضَ
مما يقوي ان المراد بها الخيل قالوا ان الابل ما يخرج لها صوت عند عدوها وانما الصوت يكون عند مع الخيل الخيل هي التي اذا عدت صار لها صوت فحيح - 00:10:51ضَ
كذا يعني في من جوفها ويخرج او من خياشيمها لان الغالب قالوا انها تكمم يعني ما يحصل عندها صهيل تكمم لاجل ان لا تسهل لانه اذا صهلت نبهت الاعداء على انها اقبلت الخيل - 00:11:10ضَ
وهم يريدون من عدو الخيل ان يباغتوا العدو فيكون نفسها فحيحها في جوفها والعاديات ظبحا اقسم الله جل وعلا بالعاديات يلفت نظر العباد الى منافع الخيل وقد جاء في الحديث الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة - 00:11:32ضَ
والله جل وعلا يقول واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم فالخيل فيها فوائد عظيمة وقوة وتحمل على كر والفر والاقدام على الاعداء - 00:12:07ضَ
وظرب العدو وهو على خيله على فرسه وحركتها خفيفة وسريعة وهي الغالب هي الصالحة للجهاد والقتال قتال الاعداء وكان كفار قريش حينما خرجوا الى النبي صلى الله عليه وسلم معهم عدد من الخيل - 00:12:28ضَ
يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ما معهم الا اثنان فرسان فقط والكفار معهم العدد ومعه كثرة العدد ومعهم العدة لكن النصر بيد الله جل وعلا. انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا - 00:12:54ضَ
ولينصرن الله من ينصره والله جل وعلا تكفل بنصر المؤمنين اذا اخلصوا لله واذا اختلفوا فشلوا وضعفوا وقلبهم العدو وقد يحصل الفشل مع افضل الخلق حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في موقعة احد - 00:13:21ضَ
لما خالف الرماة امر النبي صلى الله عليه وسلم وحصلت المعصية انهزموا والعاديات ضبحا. يقسم الله بها الموريات قدحا موري يقال اورى ويوري النار يعني يشب النار الموريات قدحى تظهر قدح النار لماذا - 00:13:47ضَ
قالوا بحوافرها بحوافرها قوة حوافرها مع سرعة عدوها اذا ضربت الحجر شعت النار الموريات قدحا يعني انها عند ظرب الحجر بحافرها تشع النار او عند ضرب الحجر بحافرها يقفز ويضرب الحجر الاخر - 00:14:21ضَ
تشع النار ان ما بين الحجرين تخرج النار ومن المعروف انه اذا ضرب حجر بحجر حصل القاد والنار يوضع بينهما آآ قماش او شيء خفيف تعلق به النار في ضرب حجر في حجر فتحرج النار ويوقد الناس بها - 00:14:53ضَ
الموريات قد حاء المغيرات صبحا المغيرات الاغارة هو التوجه الى الاعداء بسرعة وافضل ما تكون الاغارة صباح وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح القوم اذا اراد ان يغير عليهم عليه الصلاة والسلام فكان يأتيهم في اخر الليل - 00:15:18ضَ
ولا يفاجئهم في الليل ينتظر حتى الصباح فان سمع اذانا لا يغير عليهم لانهم مسلمون وان لم يسمع اذانا اغار عليهم عليه الصلاة والسلام وافضل ما يكون الاغارة في الصباح - 00:15:50ضَ
لم؟ لان الناس يكونوا من بعد النوم يفاجؤون قبل ان يمتدوا فمن اراد من عدوه ان ينال منه يغير عليه في الصباح المغيرات صبحا التي هي الخيل على هذا فاثرن به نقعا - 00:16:10ضَ
اذا اغرنا صبحا اثرنا النقع والنقع هو الغبار النقع الغبار فاذا اغارت الخيل في الصباح ثار الغبار بقوة فالخيل عند الاغارة تثير النقع الذي هو الغبار واثرنا به نقعا فوسطنا به جمعا فوسطنا - 00:16:39ضَ
يعني هذا النقع يوصلنه ويسرن به حتى يتوسط في العدو حتى يتوسط في العدو ماي يقفن دون العدو وانما يغرن حتى يتوسطن في العدو في كلمة وسط تأتي بالاسكان الفتح - 00:17:10ضَ
قالوا اذا كان يصلح بينك بدل كلمة وسط باين فيقال لها واذا كان لا يصلح فيقال وسط يقول مثلا وسط الدار ولا تقولوا وسط الدار الا على ضعف وسط الدار لانك ما يصلح ان تقول بين الدار - 00:17:43ضَ
وتقول جلست وسط القوم يعني جلست بين القوم يقول اذا وقفت الشمس في وسط السماء ولا يصلح ان تقول وسط السماء لان ما يصلح ان تقول بين السماء وانما تقول - 00:18:14ضَ
واش واش وسط السماء ما يصلح فيه بين تكون ساكنة وسط وما لا يصلح فيه بين تكون سينه مفتوحة وسط وسط القوم وسط البلد مثلا بين طرفي البلد وهكذا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا يعني هذا النقع - 00:18:40ضَ
وصلنا به حتى توسط القوم العدو هذا دلالة على اقدام الخيل مع ركابها الى وسط العدو ووسطنا به جمعا. الى هنا انتهى المقسم به قد يقول قائل قول علي رضي الله عنه من قال بقوله ان المراد بها الابل - 00:19:15ضَ
اذا ماذا يكون المراد نعم يقول رضي الله عنه والعاديات ضبحا انصرافهن انصراف الابل من عرفة الى مزدلفة ومن مزدلفة الى منى والموريات قدحا هذا يعني مخرجات للنار ايا كانت الابل او الخيل - 00:19:51ضَ
فالمغيرات صبحا يقول مغيرات في الصباح من من مزدلفة الى منى في مشاعر الحج فاثرن به نقعا يعني اثرنا الغبار هذا بالخيل والابل سيان به جمعا يقول جمع مزدلفة انها يصلنا الى جمع التي هي مزدلفة - 00:20:22ضَ
ثم من مزدلفة ينصرفن الى من وقيل سبب نزول هذه الاية الايات والسورة ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل سرية وانقطعت اخبارها عن النبي صلى الله عليه وسلم شهرا - 00:20:53ضَ
فخاف عليها على القوم الذين في السرية خاف النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وكان اليهود والمنافقون المرجفون اذا رأوا شخصا ممن له قرابة مع تلك السرية اخذوا يتناجون لانهم يقولون ابو هذا مات في السرية - 00:21:17ضَ
اخو هذا مات في السرية ابو هذا عم هذا قتل ونحو ذلك فاثر هذا في نفوس بعظ الصحابة رظي الله عنهم فانزل الله هذه الايات اخبارا النبي صلى الله عليه وسلم بان السرية التي بعثها هذه صفتها - 00:21:42ضَ
انها مغيرة عادية اثارت النقع وغلبة العدو ثم قال جل وعلا والمقسم به المقسم به الايات السابقة العاديات والمغيرات الموريات المغيرات فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا صفتهن ما هو جواب القسم - 00:22:06ضَ
ان الانسان لربه لكنود ان الانسان بربه لكنود ما المراد بالانسان المراد به الجنس يشمل المؤمن والفاجر يشمل المؤمن والكافر يعني طبيعة الانسان انه جحود جنود جحود يجحد النعمة اذا انعم عليه بنعمة جحدها - 00:22:35ضَ
واذا ابتلي بمصيبة ضجر وتضجر واشتكى وخاف ونحو ذلك اذا المراد بالانسان هنا الجنس الا من عصم الله وهم قلة الا من هو مؤمن بالله راض بما اعطاه الله شكور لنعمة الله وهم قلة وقليل من عبادي - 00:23:07ضَ
الشكور كما قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارظ يضلوك عن سبيل الله وما اكثر الناس ولو حرصت ان الانسان لربه لكنود مطلق الانسان جنس الانسان هذه صفته - 00:23:33ضَ
كما قال الله جل وعلا والعصر ان الانسان في خسر الا من استثنى الله وهنا المراد به جنس الانسان ان طبيعة الانسان هذه الصفة هذه الصفة تغلب على كثير من الناس الا القليل منهم - 00:23:53ضَ
وقيل المراد بالانسان هنا الكافر فيكون اللفظ عام ذنبه الخصوص عام اللفظ ان الانسان والمراد به الكافر. لان الكافر هذه طبيعته انه اذا اعطي فطر وتكبر وتعاظم وقال انا استحق وانا ادركت هذا بذكائي وفطنتي. وحيلتي واجتهادي ونحو ذلك - 00:24:12ضَ
واذا ابتلي بمصيبة تضجر واظهر السخط والاعتراظ على الله جل وعلا ونحو ذلك ان الانسان لربه لكنود يعني جحود لنعمة ربه عليه يقسم الله تعالى بالخيل اذا اجريت في سبيلي فعدت وذبحت - 00:24:44ضَ
وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو والموريات قدحا يعني نعلها للصخر فتقدح منه النار والمغيرات صبحا يعني الاغارة وقت الصباح كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحا - 00:25:14ضَ
ويستمع الاذان وان سمع اذانا والا اغار وقوله تعالى فاثرن به نقعا يعني غبارا في مكان معترك الخيول ووسطنا به جمعا اي توسطنا ذلك المكان كلهن وقد روى ابو بكر البزار - 00:25:35ضَ
حديثا وقال حدثنا احمد عبده عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا اشهرت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت والعاديات ضبحا بارجلها الموريات قدحا قدحت بحوافرها الحجارة - 00:25:58ضَ
عورت النار فالمغيرات صبحا صبحت القوم بغارة فاثرن به نقعا اثارت بحوافرها التراب به جمعا قال صبحت القوم جميعا وقوله تعالى ان الانسان لربه لكنود هذا هو المقسم عليه بمعنى انه لنعم ربه لك انه لي - 00:26:20ضَ
بنعم ربه لكفور جحود قال ابن عباس مجاهد ابو العالية وغيرهم وانه على ذلك لشهيد وانه على ذلك لشهيد. اقسم الله جل وعلا بالعاديات وما عطف عليها وما وصفت به بقوله ان - 00:26:47ضَ
رسالة لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد وانه الضمير في انه يعود الى الانسان في قول بعض المفسرين رحمهم الله وانه اي الانسان على ذلك لشهيد يعني يشهد على نفسه - 00:27:11ضَ
بهذا ولا ينكره وقيل الظمير يعود الى الله جل وعلا وانه اي الله على ذلك شهيد يعني مطلع جل وعلا لا تخفى عليه خافية فالانسان قد يعمل العمل او ينكر شيئا ما ويظن - 00:27:31ضَ
انه لا يطلع عليه او لا يعلم عنه والله جل وعلا مطلع وانه اي الانسان على ذلك لشهيد يعني يشهد على نفسه او وانه اي الله جل وعلا على ذلك - 00:27:53ضَ
على ذلك على جحود الانسان وكفره بنعمة الله لشهيد عليه بما صدر منه وانه لحب الخير لشديد. الخير المال وغالبا ما يطلق على المال الكثير وان الانسان طبيعته يحب المال - 00:28:09ضَ
ومحبته للمال قد لا يلام عليها لانه يقضي به حوائجه ويصون به نفسه ويكف بها عرضه ويستعين بالمال على طاعة الله لكن الشدة في هذا هي التي يلام عليها المرء - 00:28:40ضَ
الشدة يلام عليها وانه لحب الخير شديد والخير المال وليس المراد العمل الصالح والا لو كان المراد العمل الصالح لقيل حسن الحرص على العمل الصالح نعم ولكن المراد بالخير هنا المال ويأتي في القرآن مرادا به المال كما في قوله جل وعلا ان ترك - 00:29:05ضَ
الوصية للوالدين ان ترك خيرا يعني مال وفير فيوصي ان ترك شيء قليل يعني مات وتركته قليلة فالافضل للانسان ان لا يوصي متى يستحب للانسان ان يوصي؟ اذا ترك مالا كثير - 00:29:32ضَ
يوصي لمن شاء من غير الورثة. اما اذا ترك مالا قليلا فلا ينبغي له ان يوصي يحرم ورثته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انك ان تدع ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس - 00:29:52ضَ
فالوصية مستحبة لمن ترك مالا كثيرا واما من ترك مالا قليلا ولا هو وارث محتاج الى ما له فالاولى ان تكون شركته لوارثه ولا يخرج منها شيئا حب الخير لشديد. يعني حب المال - 00:30:12ضَ
شديد يعني حريص كل الحرص وهذا يلام عليه الانسان لان الانسان قد يحرص على المال متوسط يقضي حاجته ولينفق على من يعول وليكف نفسه عن التعرض للاخرين وغير ذلك فلا يلام على هذا والنبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:38ضَ
اخذ المال وقبله استعان به على طاعة الله جل وعلا وعليه الصلاة والسلام الحرص او الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتاجرون وكانوا يبيعون ويشترون ويتكسبون فطلب المال من حيث هو طلب ما يلام عليه الانسان لكن يلام عليها الانسان على الحرص الشديد - 00:31:01ضَ
والرغبة في جمع المال من حلال وحرام لحب الخير لشديد ذكره الله جل وعلا بقوله ما ينبغي له ان يكون هكذا افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور يعني انتبه - 00:31:30ضَ
لا يكن ايها الانسان همك الدنيا وحرصك عليها وجمعها وتوفيرها اعلم بان لك مصير ومعاد انا اخراج من في القبور افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور والبعثرة الاخراج ما كان خفي - 00:31:54ضَ
نبش ما كان خفي والقبور كانت تضم الاموات ثم يخرجون فاذا اخرجوا اخرج الاموات من القبور. ماذا سيكون فيما بعد بعدها وحصل ما في الصدور يعني الحساب الثواب والعقاب على ما في القلوب - 00:32:21ضَ
وعمل الجوارح تابع لما في القلب فاهم ما يكون القلب اذا صلحت فرح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله وكما تقدم يصلي اثنان خلف امام واحد بصفة واحدة ما يختلف احدهما عن الاخر في الظاهر - 00:32:50ضَ
احدهما تصعد صلاته ولها نور وتفتح لها ابواب السماء وتقول حفظك الله كما حفظتني وينال بها رضا الله جل وعلا ويدخل الجنة والاخر مثله تصعد فلا تفتح لها ابواب السماء - 00:33:19ضَ
وتلف كما يلف الثوب الخلق ويرمى بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني هذا اقبل على صلاته وصلى لله واتقى الله جل وعلا وعظم الله قلبه جل وعلا بقلبه وجوارحه - 00:33:41ضَ
والاخر والعياذ بالله صلى مجاملة او ليصون ويحفظ دمه لانه لو ترك الصلاة استتاب فان تاب والا قتل وصلى لغير الله فلا تنفعه صلاته لان قلبه فاسد لان نيته خبيثة - 00:34:03ضَ
لانه مراعي ما له صلاة التحصيل يوم القيامة على ما في الصدور واما في الدنيا فعلى ما في الظاهر لان ما يعلم ما في القلوب الا الله جل وعلا فمعاملة الناس في الدنيا على ظاهر عملهم - 00:34:29ضَ
هذا اظهر الاسلام نقبل منه اثنان اظهر الاسلام احدهما مخلص مؤمن بالله جل وعلا الاخر منافق كلاهما عندنا في الدنيا سوا ما ندري عن هذا من هذا انما نعاملهم على حسب الظاهر - 00:34:55ضَ
اما في الاخرة فالحساب على ما في القلوب اذا كان القلب نيته طيبة وصالحة مخلصة لله جل وعلا يثاب صاحبه وينال ثواب عمله واذا كان نيته وقلبه فاسد والعياذ بالله ما له ثواب - 00:35:21ضَ
كما قال الله جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا المنافقين منهم من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه للجهاد واعطى النبي زكاة ما عليه - 00:35:46ضَ
هي اقسمها على المستحقين والفقراء وصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وحضروا مجلسه وكان يعاملهم عليه الصلاة والسلام مثل ما يعامل المؤمنين الظاهر منهم من يعلم النبي صلى الله عليه وسلم نفاقه اطلعه الله جل وعلا عليه - 00:36:05ضَ
ومنهم من لا يعلم النبي صلى الله عليه وسلم نفاقه ويظنه من ظمن المسلمين المؤمنين فمعاملة الدنيا بحسب الظاهر وبحسب العمل والجوارح والمعاملة في الاخرة بحسب ما في الباطن لان الله جل وعلا يعلم ما في القلوب - 00:36:30ضَ
كما جاء في الحديث الثلاثة الذين اول من تسعر بهم النار والعياذ بالله عملهم في الظاهر عمل صالح احدهم مجاهد والاخر متصدق والاخر متعلم وعالم ثلاثة كلهم لما كان عملهم لغير وجه الله جل وعلا لا قيمة لعملهم - 00:36:59ضَ
وفي الدنيا مثل غيرهم مثل المؤمنين المتقين المخلصين ما يعلم عما في في القلوب لا يعلم ما في القلوب الا الله جل وعلا افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور - 00:37:25ضَ
وصل ما في الصدور استخرج وحسب عليه المرء ونال كتابه بيمينه والعياذ بالله كتابه بشماله ان ربهم بهم يومئذ لخبير الله جل وعلا خبير بالعباد في كل وقت يومئذ يعني يوم القيامة - 00:37:46ضَ
وهل علم الله جل وعلا باحوال عباده محصور بيوم القيامة؟ لا هو عالم بهم جل وعلا من قبل لا تخفى عليه خافية لكن يظهر في ذلك الموقف اثر علم الله جل وعلا - 00:38:13ضَ
في الدنيا لا يظهر لنا ربما نكرم المنافق ونقدمه على كثير من المؤمنين وربما قبلنا شهادته وربما زكاه عدد من المسلمين وهو منافق فاجر لكن ظاهره الصلاح ما ندري عما في باطنه - 00:38:33ضَ
اما في الاخرة الحساب على ما في القلب والله جل وعلا مطلع لا تخفى عليه خافية وتتكلم الجوارح يعني قد يقول المنافق والفاجر وخاصة المنافق الذي كان يصلي ويصوم ويجاهد ويزكي - 00:38:56ضَ
يقول يا ربي انا مع المسلمين ولا اقبل شاهدا علي الا من نفسي فيحبس جل وعلا اللسان عن النطق ويقول الجوارح تكلمي تتكلم كل جارحة بما عندها ما تستطيع ان تكذب ولا تزيد ولا تنقص - 00:39:18ضَ
يوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون ان ربهم بهم يومئذ لخبير. والخبير المطلع على خفايا الامور اطلع على خفايا الامور يقال مثلا هذا مزارع وهذا خبير زراعي - 00:39:41ضَ
ايهما اجود الخبير اللي يعرف يقول هذي اذا زرعت في كذا في هذا المكان اصبحت كذا عنده فراشة وعنده قوة ويعرف لا الظاهر يعرف الخفي ان ربهم بهم يومئذ لخبير يعني مطلع على خفايا امورهم التي يخفونها لان المرء قد يكون منافق - 00:40:10ضَ
بين اهله وذويه ولا يعلم عنه ولده ولا يعلم عنه ابوه ولا يعلم عنه اهل بيته. ويظن انه من الصلحاء بينما قلبه خبيث ويخفى على الناس حاله في الدنيا والله جل وعلا مطلع عليه ويحاسبه في الدار الاخرة على ما في قلبه - 00:40:38ضَ
وفي هذا حث للمسلم ان يحرص على صلاح القلب الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ويصلح المرء نيته وقصده وهدفه لله تبارك وتعالى وانه يطلب ثواب الله جل وعلا - 00:41:04ضَ
وقوله تعالى وانه على ذلك لشهيد قال قتادة وسفيان الثوري وان الله على ذلك لشهيد ويحتمل ان يعود الظمير على الانسان قاله محمد بن كعب فيكون تقديره وان الانسان على كونه كنودا لشهيد - 00:41:30ضَ
بلسان حاله اي ظاهر ذلك عليه ظاهر ذلك عليه في اقواله وافعاله وقوله تعالى وانه لحب الخير لشديد اي وانه لحب الخير وهو المال لشديد ثم ثم قال تعالى ثم قال تبارك وتعالى مزهدا في الدنيا مرغبا في الاخرة - 00:41:50ضَ
ومنبها على ما هو كائن بعد هذه الحال وما يستقبله الانسان من الاهوال افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور؟ اي اخرج ما فيها من الاموات وحصل ما في الصدور حصل ما في الصدور فيها قراءتان - 00:42:16ضَ
فصل قراءة الجمهور وحصل بالتخفيف عصا لا ما في الصدور يعني ظهر وبان وحصل ما في الصدور. قال ابن عباس وغيره يعني ابرز واظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم ان ربهم بهم يومئذ لخبير - 00:42:36ضَ
قيل عالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم عليه اوفر الجزاء ولا ولا يظلم مثقال والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:42:58ضَ