تفسير ابن كثير | سورة الأنبياء

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 12- سورة الأنبياء | من الأية 64 إلى 70

عبدالرحمن العجلان

في هذه الايات الكريمة يقول الله جل وعلا فرجعوا الى انفسهم وقالوا انكم انتم الظالمون بعدما قال لهم ابراهيم عليه السلام بعدما قالوا لابراهيم عليه الصلاة والسلام اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم - 00:00:00ضَ

قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون لما قال لهم ابراهيم عليه السلام فاسألوهم ان كانوا ينطقون قال الله جل وعلا فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون - 00:00:35ضَ

ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون قالوا حرقوه وانصروا الهتكم - 00:01:07ضَ

ان كنتم فاعلين يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. وارادوا به كيدا فجعل هم الاخسرين لما وجدوا الهتهم مكسرة مبعثرة نقم على من فعل وارادوا تقرير الفاعل ليوقعوا العقوبة - 00:01:36ضَ

وقال ابراهيم عليه السلام بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم اسألوا الهتكم ان كانوا يستطيعون النطق ويكلموكم ويدركوا شيئا من ذلك فاسألوهم ان كانوا ينطقون قال الله جل وعلا فرجعوا الى انفسهم - 00:02:15ضَ

وقالوا انكم انتم الظالمون انفسهم بالظلم ما هو هذا الظلم قال بعض المفسرين لاموا انفسهم بالظلم بانهم هم الذين اهملوا الهتهم ولم يجعلوا عندها من يحرصها لان لا يحصل ما حصل - 00:02:45ضَ

وقالوا انتم فرطتم بالهتكم فلم تجعلوا عليها حراسا او فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون. لما عبدتم هذه الاوثان والاصنام والتماثيل التي لا تنفع ولا تضر ولا تدفع عن نفسها - 00:03:18ضَ

انتم الظالمون لما عبدتم هذه وقال بعضهم بعض المفسرين قالوا انكم انتم الظالمون لما عبدتم هذه الاصنام الصغار مع هذا الصنم الكبير لو عبدتم الكبير وحده ما حصل شيء من ذلك - 00:03:48ضَ

لكنكم اخذتم اتخذتم معبودات صغار فغار الكبير فاتلفها المهم انهم لاموا انفسهم على ما حصل ولومهم لانفسهم قد يكون فيه تذكر وقد يعقبه استجابة لابراهيم عليه السلام لكنه لم يحصل شيء من ذلك - 00:04:15ضَ

قال الله جل وعلا ثم نكسوا على رؤوسهم نقصوا على رؤوسهم رجعوا في ظلالهم وعماهم رجعوا الى ظلالهم وشقاوتهم ما استمروا على ما كانوا عليه من رمي انفسهم بالظلم بل - 00:04:56ضَ

رجعوا الى غوايتهم وظلالهم فوجهوا اللوم الى ابراهيم قالوا كيف تقول لنا فاسألوهم ان كانوا ينطقون وانت تعلم ان هذه لا تنطق لقد علمت ما هؤلاء ينطقون؟ يعني ما هذه الاصنام تنطق - 00:05:27ضَ

فكيف تقول لنا اسألوهم عند ذلك ظهرت الحجة لابراهيم عليه السلام وقرروا يا اهلهم وعنادهم بعبادتهم من لا يستطيع النطق فتوجه اليهم ابراهيم عليه السلام من النصيحة والتوجيه واللوم والتوبيخ ان لم يستجيبوا - 00:05:54ضَ

قائلا قال لهم قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم كيف تعبدون هذه الاشياء التي لا تنفع ولا تضر لا تستطيع الدفع عن نفسها بل لا تستطيع النطق - 00:06:36ضَ

والكلام قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا وان قل لا ينفع ابدا ولا يضركم ان تركتم عبادته لا يضركم شيئا لا يستطيع ان يضركم كما لا يستطيع ان ينفعكم - 00:07:00ضَ

كما انه لا يستطيع ان ينفع نفسه ولا ان يدفع ضرا عن نفسه اف لكم اظهر عليه السلام الظجر والتبرم بتعلقهم بما لا ينفع ولا يضر اف لكم تبا لكم - 00:07:28ضَ

ولما تعبدون من دون الله تبا لمعبوداتكم هذه وحقرهم وجهلهم وحقر معبوداتهم من دون الله اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون اليس عندكم عقل تدركون به اجهلتم - 00:08:03ضَ

فلا تعقلون وكما تقدم الاستفهام هنا للتقريع والتوبيخ والفا عاطفة على مقدر افلا تعقلون يعني اليس لكم عقول تعقلون بها ان هذه الاصنام لا تستحق العبادة فلما لزمتهم الحجة لجأوا - 00:08:43ضَ

الى قوتهم وبأسهم ما استطاعوا ان يجادلوا بالحجة والبرهان شأن الظالم العنيد الذي اذا جودل بالحق لم يقبل ولا يستطيع ان يجادل فيتوعد بقوته وجبروته كما قال فرعون اللعين لموسى عليه السلام - 00:09:17ضَ

لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ما استطاعوا المجادلة وقرروا ايقاع اشد العقوبة ابراهيم عليه السلام لانه لا ما هم بعبادة الاصنام واحتقر الهتهم حرقوه وانصروا الهتكم. احرقوه بالنار - 00:09:46ضَ

على ملأ من الناس نصرا لالهتكم حيث اهانها في محضر ملأ من الناس قال ابن عمر رضي الله عنهما الذي قال لهم هذه المقالة حرقوه وانشروا الهتكم رجل من الاكراد يقال له هيزا - 00:10:23ضَ

وخسف الله به الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة وقيل ان الذي قال هذا القول هو نمروذ ابن كنعان ملكهم وكبيرهم يصل نسبه الى حام بن نوح فقرروا تحريقه بالنار لكن ماذا يعملون - 00:10:51ضَ

كيف يحرقونه اجتمعوا وقرروا حبسه حبس إبراهيم حتى لا يفلت من ايديهم في بيت وبنوا بنيانا عظيما حجروه في جدران منيعة ثم جمعوا له صلاب الحطب واصناف الخشب غدة شهر وهم يجمعون ذلك - 00:11:19ضَ

يقول بعض المفسرين رحمهم الله كان الرجل يمرض ويقول لئن عوفيت لاجمعن حطبا لابراهيم وكانت المرأة تندر في بعض ما تطلب لئن اصابته لتحتطبن لابراهيم وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها احتسابا - 00:12:00ضَ

في دينها فلما جمعوا الحطب العظيم اشعلوا في نواحيه النار حتى يشتعل دفعة واحدة فاشتعلت النار واشتدت حتى ان الطير لا يسقط من شدة وهجها وحرارتها اوقدوا على هذه النار - 00:12:33ضَ

سبعة ايام فلما ارادوا ان يلقوا ابراهيم لم يعلموا كيف يعملون. لانهم لا يستطيعون القرب من النار لشدة بحرارتها يقال ان ابليس اللعين جاءهم وعلمهم عمل المنجنيق الذي يجعلون المنجنيق هذا في اعلى - 00:13:02ضَ

بيت من بيوتهم ثم يجعلون ابراهيم فيه ويرمون به في النار فلما عملوا ذلك وقيدوا ابراهيم ووضعوه في المنجنيق. لرميه في النار ظجت السماء والارض ومن فيها غير الثقلين اجأر الى ربها يا ربنا خليلك - 00:13:31ضَ

يعمل به هكذا وانت ترى وتسمع فاذن فاذن لنا في نصرته وقال الله جل وعلا انه خليلي ليس لي خليل غيره وانا الهه ليس له اله غيري فان استغاث باحد منكم - 00:14:03ضَ

او دعاه فلينصره فقد اذنت له في ذلك اذن الله جل وعلا لملائكته الذين اعطاهم الله جل وعلا من القوة ما لم يعطي غيرهم فهم قادرون على نصرته بيسر وسهولة - 00:14:35ضَ

فجبريل عليه السلام اقتلع قرى قوم لوط سبع قرى بطرف جناحه ورفعها الى السماء حتى سمعت الملائكة صياح ديكتهم ونباح كلابهم ثم رمى بها عليه السلام فاعترض له خازن المطر - 00:15:01ضَ

وعرض عليه المساعدة بان يصب على هذه النار المطر صبا فتذهب فلم يقبل المساعدة منه فجاءه خازن الهوى فقال ان شئت طيرت النار في الهوى الم يقبل منه المساعدة ورمي - 00:15:26ضَ

بالمنجنيق فاعترض له جبريل في الهوى فقال له الك حاجة ربما يقال انه في اول الامر لم يقبل المساعدة من احد لانه لم يتحقق حصول مقصود الكافرين فلما رمي وهو في الهوى اعترض له جبريل عليه السلام - 00:15:53ضَ

قائلا الك حاجة قال اما اليك فلا واما الى الله فبلى لا غنى بي عن ربي وقال اسأل ربك وقال عليه السلام علمه بحالي يكفي عن سؤالي لانه مطلع جل وعلا لا تخفى عليه خافية - 00:16:20ضَ

انظر اخي قوة هذا الايمان والثقة بالله جل وعلا والاعتماد عليه تعرض عليه الملائكة المساعدة فيابى ثقة بربه جل وعلا من يقدر على المساعدة يعرضها فيابى فيأتي الامر من الله جل وعلا - 00:16:48ضَ

اسرع من مساعدة الملائكة يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم قال ابن عباس رضي الله عنه لو لم يقل الله جل وعلا وسلاما على ابراهيم لمات ابراهيم من شدة بردها - 00:17:17ضَ

يا نار كوني بردا وطفئت كل نار تلك ذلك اليوم ولم ينتفع احد بنار في ذلك اليوم بامر الله جل وعلا فارسل الله جل وعلا ملك الظل الى ابراهيم وجعل على صورة ابراهيم حتى يستأنس به - 00:17:42ضَ

وجلس معه ونزل على عين في وسط النار وحف ما حوله بالزهور وجاءه جبريل عليه السلام بقميص من حرير من حرير الجنة وفراش من فراش الجنة فجلس على الفراش ولبس القميص - 00:18:09ضَ

ولم تحرق النار من ابراهيم. هذه النار العظيمة سوى القيد. لانه كان مقيد واحرقت النار القيد ولم تمسه بسوء وجلس فيها اياما عليه السلام واطلع نمرود من مجلس له عال ليرى ما الذي صار - 00:18:37ضَ

ووجد ابراهيم عليه السلام في احسن حال وبجواره شخص يشبهه يوانسه فاستغرب ذلك وكلم ابراهيم هل تستطيع ان تمشي بالنار؟ قال نعم فمشى عليه السلام ولم تضره وقال من هذا الذي بجوارك - 00:19:05ضَ

قال هذا ملك الظل ارسله الله الي قال ان الهك هذا الذي تعبده لعظيم يستحق ان يتقرب اليه لما ابيت الا عبادته وقاك ولكني ساتقرب اليه باربعة الاف بقرة اذبحها له - 00:19:30ضَ

قال ان ربي لا يقبلها منك حتى تترك دينك الى ديني قال وماذا اعمل؟ اترك ملكي وسلطاني لا اتركه ولكني ساتقرب اليه لطف من الله جل وعلا بعبده ورسوله وخليله ابراهيم - 00:20:03ضَ

عليه السلام يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وعلم الله جل وعلا حال ابراهيم وقوة ايمانه وعدم التفاته الى احد كائنا من كان لم يلتفت الى مخلوق اي مخلوق مع قدرة الكثير منهم على نصرته - 00:20:26ضَ

وسلم ابراهيم من كيد الكائدين بكلمة جليلة من رب العالمين. يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فتنعم ابراهيم عليه السلام في هذه النار التي تحرق غيره وفي هذه الايات - 00:21:01ضَ

ان عقول البشر اذا لم توفق بتوفيق من الله جل وعلا فانها لا تنفع صاحبها وتضره اكثر مما تنفعه فهؤلاء مع ما اعطاهم الله جل وعلا من الفكر والعقل والادراك والتمييز - 00:21:28ضَ

كانوا يتقربون الى الله جل وعلا بكيد خليله يمرض المريض فينذر ان شفي ان يوقد على نار إبراهيم بالحطب وانما الذي ينفع العقل ينفعه عقله مع توفيق الله جل وعلا وهدايته - 00:22:00ضَ

قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم قال الله جل وعلا وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ارادوا بابراهيم الكيد والهلاك والاحراق في النار والقضاء عليه والتنكيل به يرتدع غيره عما بدر منه عليه السلام - 00:22:27ضَ

ولكن الله جل وعلا جعل هذا خسارة عليهم في اموالهم وابدانهم ودارت الدائرة عليهم فسلط الله جل وعلا عليهم اضعف خلقه البعوض فاكل لحومهم وشرب دماءهم ودخلت بعوضة في دماغ النمرود حتى هلك - 00:22:55ضَ

فاخذ يصيح ويبكي حتى هلك والله جل وعلا ينصر عباده المؤمنين بما شاء ويهلك اعداءه بما شاء بامره جل وعلا لمن شاء من خلقه بتسليطه او بنصره وتأييده وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين - 00:23:26ضَ

يعني هم الخاسرون واصبح كيدهم هذا عليهم وسلط الله عليهم من سلط من خلقه فهلكوا وايد الله عبده ورسوله وخليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بتعييده ونصره وهو الوحيد في ذلك الوقت في الارض المؤمن - 00:24:05ضَ

هو الوحيد وحده عليه السلام ثم امن معه من امن بعد ذلك لما رأوا الايات الباهرة وسيأتي الكلام على ما يلي من الايات والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:24:32ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:58ضَ