تفسير ابن كثير | سورة الزمر

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 14- سورة الزمر | من الأية 46 إلى 48

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اللهم مالك الملك قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه - 00:00:01ضَ

لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون هذه الايات الكريمة من سورة الزمر - 00:00:45ضَ

يقول الله جل وعلا قل يا محمد قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لما ذكر الله جل وعلا عنهم انهم - 00:01:16ضَ

اذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون هذه صفتهم والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى توحيد الله والى ما فيه صلاح الدنيا والاخرة - 00:01:40ضَ

والى الاستقامة والى الايمان بالله جل وعلا الذي هو حياة القلوب والابدان وطمأنينتها يدعوهم الى الخير فيابوا ويزعمون ان طريقتهم اسلم وغرتهم اليهود في ذلك حينما سألوا اليهود قالوا بل انتم اهدى سبيلا من محمد - 00:02:08ضَ

قال الله جل وعلا جبر لخاطره وليهوض الامر الى الله جل وعلا قل يا محمد قل اللهم فاطر السماوات والارض ايمان بقدرة الله جل وعلا على كل شيء الذي خلق السماوات والارض على غير مثال سبق - 00:02:39ضَ

فاطر بمعنى خالق وموجد فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة جمع جل وعلا بين صفات الكمال القدرة الفائقة والعلم العظيم عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك لديه جل وعلا القدرة - 00:03:09ضَ

ولديه العلم انت تحكم بين عبادك بين خلقك تحكم بينهم متى في الاخرة فيجازي المحسن باحسانه ويثيبه الثواب العظيم ويعاقب المسيء باساءته واعماله السيئة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون - 00:03:41ضَ

فيما كانوا فيه يختلفون فيما كانوا فيما اختلفوا فيه او في الذي كانوا فيه يختلفون. فما هنا يصلح ان تكون موصولة وان تكون مصدرية فيما كانوا فيه يختلفون في الدنيا - 00:04:19ضَ

اي انت يا محمد واياهم اختلفتم انت تدعوهم الى البر والخير والاحسان وطاعة الله جل وعلا وصلاح الدنيا والاخرة وهم يريدون خلاف ذلك ويقولون ان طريقتنا احسن والله فمردكم الى الله جل وعلا هو الذي يحكم بينكم - 00:04:46ضَ

قل اللهم واللهم اصلها يا الله قالوا حذفت الياء ياء النداء وعوض عنها الميم وشددت الميم لتكون عوضا عن الياء لانها بحرفين ياء الله يا يا والف فشددت الميم والمشدد بحرفين ليكون عوضا عن الحرفين المحذوفين - 00:05:16ضَ

ولهذا قالوا لا يجمع بين الياء والميم فلا يقال يا اللهم الا في الضرورة كما في قول الشاعر اني اذا ما حدث الم اقول يا اللهم يا اللهم قالوا هذا للضرورة والا فالاصل ان لا يجمع بين الميم - 00:05:52ضَ

ياء النداء فلا يقال يا اللهم وانما يقال اللهم او يا الله الله يا ربي يا الله مثلا او تقول اللهم اغفر لي وارحمني قل اللهم فاطر السماوات وفاطر منصوب لانه منادى مضاف - 00:06:20ضَ

والمنادى المضاف ينصب خواطر السماوات والارض عالما. كذلك مثلها عالم الغيب والشهادة والمراد بالغيب ما غاب وخفي ولم يظهر امره للناس. والشهادة الشيء الذي يشهدون عليه ويطلعون عليه. يعني الشيء البين - 00:06:52ضَ

قاهر والشيء الخفي. فهو جل وعلا يعلم الغيب والشهادة. وكلاهما لديه جل وعلى سواء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله - 00:07:18ضَ

وجل وعلا هو عالم الغيب ولا يعلم الغيب لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الا ما اطلعه الله جل وعلا على عليه فهو يطلع من شاء على ما شاء جل وعلا - 00:07:43ضَ

قل اللهم قل اللهم فاطر السماوات والارض خالق السماوات والارض. وموجد السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك الحكم اليه جل وعلا في الدار الاخرة لا الى غيره - 00:08:03ضَ

سبحانه واخرج مسلم وابو داوود والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل افتتح صلاته بقوله اللهم رب جبريل - 00:08:29ضَ

وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم هذا الحديث - 00:08:51ضَ

الوارد في الصحيح صحيح مسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته من الليل بهذا الاستفتاح وصلى الله عليه وسلم كان ينوع في الاستفتاح احيانا يأتي في قوله سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك وهذا كثيرا ما يأتي - 00:09:18ضَ

بالفرائض ويستفتح صلاة الليل غالبا بقوله عليه الصلاة والسلام اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض رب وفاطر وعالما كلها منصوبة لانها منادى مضاف اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بعد - 00:09:48ضَ

اين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؟ اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وقد يأتي بقوله صلى الله عليه وسلم اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي - 00:10:20ضَ

كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. فكل الاستفتاحات هذه واردة صلى الله عليه وسلم انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. يعني اختلفوا فيه في الدنيا - 00:10:45ضَ

قالت اليهود الحق عندنا. وقالت النصارى الحق عندنا. وقال المشركون الحق عندنا والنبي صلى الله عليه وسلم دعا الجميع الى الحق الذي لا مرية ولا شك فيه والله جل وعلا يتولى الحكم بين عباده - 00:11:06ضَ

ثم قال جل وعلا ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا الظالم الذي ظلم نفسه بان اعطى حق الله جل وعلا لخلقه لمخلوق من خلقه هذا اظلم الظلم من تعدى على حقوق العباد - 00:11:30ضَ

واخذها لنفسه او اعطاها لغيره وذلك ظالم لكن اظلم منه من تعدى على حق الله جل وعلا الذي هو توحيده وصرفه لغير الله صرف العبادة لغير الله. فذلك اظلم الظلم - 00:12:00ضَ

ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا لو ان له كل ما في الارض من اموال عثمان ذهب وفضة ومجوهرات وحيوانات وحدائق وبساتين وكل ما وجد في الارض ومثله معه - 00:12:25ضَ

ما في الارض مضاعف لو على سبيل المحال لو ملكوه نتمنى ان يفتدوا به من عذاب ذلك اليوم. لما لان العذاب شديد ومؤلم وموجع ولكن ما يتقبل منهم ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا كله - 00:12:56ضَ

من الاموال وغيرها ومثله معه لافتدوا به يعني اذا بذلوه فدا عن العذاب الذي حل بهم لا افتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ان عذاب ذلك اليوم شديد لا يطاق - 00:13:27ضَ

وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. يعني ظهر لهم ظهر لهم من فنون العذاب والعقوبة الشديدة الشيء الذي ما كانوا يتوقعونه فامور الاخرة من العذاب ومن النعيم لا يتصوره الانسان ولا يدركه عقله في الدنيا - 00:13:53ضَ

لا يدرك مدى فظاعة عذاب النار كما لا يدرك مدى نعيم الجنة الذي اعده الله جل وعلا لاولياءه وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. يعني الشيء الذي ما كانوا يحتسبونه - 00:14:26ضَ

ولا خطر على بالهم. لانهم ما كانوا يتوقعون ان العذاب الذي سيصيبهم كذا ولو علموا انه كذا لاخذوا لذلك الحيطة وانا ما اقحم انفسهم فيما لا يحل لهم لكنهم ما كانوا يتوقعون انهم - 00:14:50ضَ

يصلون الى هذا النوع من العذاب المؤلم وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. قال سفيان الثوري رحمه الله ويل لاهل الرياء ويل لاهل الرياء ويل لاهل الرياء هذه اياتهم وقصتهم - 00:15:17ضَ

يعني يعملون الاعمال يظنون انهم يجدون ثوابها. اعمال عظيمة يظنون انهم يجدون ثوابها وهم عملوها في الدنيا مراءات وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وهو ما قال الله جل وعلا عنهم وقدمنا الى - 00:15:43ضَ

ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وقال عكرمة بن عمار نزع محمد بن المنكدر رحمه الله عند موته جزعا شديدا فقيل له ما هذا الجزع؟ قال اخاف اية من كتاب الله تعالى - 00:16:09ضَ

وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون اخشى ان يكون عملي غير مقبول ولا قيمة له انا اتوقع واظن الخير لكن اخشى ان يكون عملي مردود لسبب من الاسباب. والله جل وعلا لا يظلم عباده - 00:16:34ضَ

لكن العبد يظلم نفسه قال مجاهد رحمه الله عملوا اعمالا توهموا انها حسنات. فاذا هي سيئات يعمل العمل يظن انه مثاب عليه فاذا هو معاقب عليه لسبب من الاسباب الذي - 00:16:59ضَ

اوجد الخلل في عمله اما الرياء والسمعة واما لانه لم يكن على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدا لهم من الله ما لم يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا - 00:17:27ضَ

ظهر لهم عقوبة اعمالهم السيئة اعمال كسبوها عملوها من تلقاء انفسهم كانت عقوبتها هذه العقوبة الشديدة التي ما كانوا يتوقعونها نعم اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم يقول تبارك وتعالى بعدما ذكر عن المشركين ما ذكر من المذمة لهم - 00:17:53ضَ

في حبهم الشرك ونفرتهم عن التوحيد قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة ايدعو انت الله وحده لا شريك له الذي خلق السماوات والارض وفطرها اي جعلها على غير - 00:18:29ضَ

احتفال سبق عالم الغيب والشهادة هاي السر والعلانية انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اي في دنياهم ستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم وقيامهم من قبورهم قال مسلم في صحيحه - 00:18:52ضَ

حدثنا عبد بن حميد حدثنا حدثنا عمر ابن يونس حدثنا عكرمة حدثنا يحيى ابن ابي كثير حدثني ابو سلمة عن عبد الرحمن قال سألت عائشة رضي الله عنها باي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته اذا قام من - 00:19:17ضَ

الليل قالت رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون - 00:19:44ضَ

اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وقال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة روي عن سعيد ابن المسيب وعن سعيد بن جبير - 00:20:12ضَ

انه من قال لا اعرف اية قرأت فدعي عندها الا اجيب سواها. يعني هذه الاية اذا قرأها المرء ثم دعا بعدها فهو حري ان يجاب اللهم فاطر السماوات والارض الاية. نعم - 00:20:35ضَ

حدثنا سهيل عن ابي صالح وعبدالله بن عثمان بن خثيم عن عون ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:58ضَ

من قال اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة اني اعهد اليك في هذه الدنيا اني اشهد اني اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك - 00:21:17ضَ

فانك ان تكلني الى نفسي تقربني من الشر. وتباعدني من الخير. واني لا اثق الا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفنيه يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد الا قال الله عز وجل لملائكته يوم القيامة ان عبدي قد عهد الي عهدا فاوفوه اياه - 00:21:37ضَ

فيدخله الله الجنة قال سهيل فاخبرت القاسم ابن عبد الرحمن ان عونا اخبر بكذا وكذا فقال ما فينا جارية الا وهي تقول هذا في خدرها انفرد به الامام احمد. يعني هذا - 00:22:06ضَ

دعاء معلوم لدينا كأنه يقول معلوم لدى صغيرنا وكبيرنا ذكورنا واناثنا وقال الامام احمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا حي ابن عبد الله ان ابا عبد الرحمن حدثه قال اخرج لنا عبد الله ابن ابن عمر رضي الله عنه - 00:22:27ضَ

قرطة لنا اخرج لنا عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه رضي الله عنهما قرطاسا وقال رضي الله عنهما لانه هو وابوه صحابيان رضي الله عنهما فاذا كان هو وابوه من الصحابة يقال رضي الله عنهما. واذا كان هو وابوه وجده من الصحابة فيقال رضي الله عنه - 00:22:58ضَ

واذا كان هو الصحابي فقط فيقال رظي الله عنه اذا قلت مثلا عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وعن الحسن ابن علي تقول رضي الله عنهما وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا - 00:23:26ضَ

اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت رب كل شيء واله كل شيء اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون اعوذ بك من الشيطان وشركه واعوذ بك ان اقترف على نفسي اثما او اجر - 00:23:50ضَ

الى مسلم قال ابو عبد الرحمن رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله ابن ابن عمرو رضي الله عنهما ان يقول ذلك حين يريد ان ينام - 00:24:18ضَ

تفرد به احمد ايضا وبدا لهم سيئات ما كسبوا اي مساوئ اعمالهم السيئة من الشرك وظلم العباد وغير ذلك من الاعمال التي ما كانوا يتوقعون ان يصل ان تصل عقوبتها الى هذا الحد - 00:24:35ضَ

وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم يعني احاط بهم وعمهم ما كانوا به يستهزئون. يعني كانوا في حال الدنيا يستهزؤون بالاعمال الصالحة احاط بهم وعمهم العذاب الشديد لما صدر عنهم في دار الدنيا - 00:25:02ضَ

كما قال الله جل وعلا ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. واذا مروا بهم يتغاضوا واذا انقلبوا الى اهلهم وانقلبوا فكهين. واذا رأوهم قالوا انها هؤلاء لظالمون يقولون هذا عن المؤمنين - 00:25:37ضَ

اليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون اي يوم القيامة وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. كان النبي صلى الله عليه وسلم ينذرهم العذاب ويسخرون منه ويستهزئون به كان استهزاؤهم في الدنيا - 00:26:02ضَ

عذابا شديدا عليهم في الدار الاخرة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:29ضَ