تفسير ابن كثير | سورة الزمر

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 15- سورة الزمر | من الأية 49 إلى 52

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمدلله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم - 00:00:01ضَ

بل هي فتنة ولكن اكثرهم لا يعلمون قد قالها الذين من قبلهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون فاصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا. وما هم بمعجزون - 00:00:43ضَ

اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون هذه الايات الكريمة من سورة الزمر يقول الله جل وعلا فاذا مس الانسان ضر دعانا - 00:01:16ضَ

ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم بل هي فتنة ولكن اكثرهم لا يعلمون قال الله جل وعلا قبل ذلك واذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة - 00:01:50ضَ

واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون ثم قال هنا فاذا مس الانسان ضر دعانا هناك اذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوبهم واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون يفرحون ويسرون - 00:02:17ضَ

وهنا قال جل وعلا فاذا مس الانسان ضر دعانا يبين جل وعلا تناقض الكفار حال الرخاء اذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوبهم وعند الشدة وعند الكرب وعند الذر يلتجئ الى الله جل وعلا - 00:02:48ضَ

فهذا تناقض منهم في حال الرخاء يتوجهون الى معبوداتهم ويعرضون عن الله وفي حال الشدة يعرفون انه لا ينقذهم مما هم فيه الا الله جل وعلا ثم شرعان ما تتغير حالهم - 00:03:17ضَ

اذا اعطاهم الله جل وعلا النعم تفضلا منه كشف الظر عنهم اعطاهم ما طلبوا اضافوا هذا الى انفسهم والى حذقهم والى قدرتهم ونشاطهم ومعرفتهم بوجوه الكسب او الى فظلهم ومكانتهم عند الله جل وعلا وهم لا يعلمون ذلك - 00:03:46ضَ

فاذا مس الانسان المراد بالانسان هنا الجنس باعتبار ان بعض افراده هذه صفتهم ليس كل انسان بعينه وانما بعض افراد الانسان هذه صفتهم وقيل المراد بالانسان هنا الكافر والكفار والاول عليه جمهور المفسرين - 00:04:18ضَ

ان المراد بالانسان الجنس فيعم الجميع والعبرة كما قيل بعموم اللفظ لا بخصوص السبب حتى وان كانت نزلت في حق الكفار فان هذه الصفة قد يكون بها بعض المسلمين المراد بالانسان هنا الجنس اي ان بعض افراده هذه صفتهم ومقل ومستكثر - 00:04:56ضَ

فاذا مس الانسان ضر دعانا يعني اذا حزبه امر لا يتوجه الى الالهة يخلص العبادة لله جل وعلا كما قال الله جل وعلا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين - 00:05:29ضَ

فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون هم اذا خولناه كلمة خولة هذه تكون من باب الفضل والعطاء بدون مقابل لا جزاء على عمل لان الجزاء على العمل لا يقال له خوله كذا - 00:05:51ضَ

يعني خوله اذا اعطاه بدون مقابل. ثم اذا خولناه نعمة منا اعطيناه وتفضلنا عليه بنعمة منا قال انما اوتيته على علم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته. قال اوتيته - 00:06:20ضَ

ولم يقل اوتيتها والمتقدم النعمة مؤنث كلمة لان المراد به الفضل قال انما اوتيته اي الفضل على علم على علم مني او على علم من الله اني استحق ذلك قيل هذا وقيل هذا ولا منافاة - 00:06:45ضَ

على علم يعني انا استحق هذا لما يعلم الله من فضل واستحقاق او انا استحق هذا لاني حاذق او استحق هذا لاني اخذته بذكائي وحيلتي وتصرفي انما اوتيته على علم - 00:07:20ضَ

وقال جل وعلا على علم ولم يقل على علم منه تعالى ولم يقل على علم مني ليعم قال الله جل وعلا بل هي فتنة ليس الامر كما زعم ليس على علم منه - 00:07:54ضَ

وليس على علم من الله بانه يستحق ذلك بل هذا فتنة يعني ابتلاء وامتحان والمرء يبتلى بالنعم كما يبتلى بالمصائب فينعم الله عليه بالنعمة قد تكون في حقه نقمة ويبتليه الله جل وعلا بالمصيبة في الدنيا - 00:08:16ضَ

فتكون مصيبة في الدنيا وخسارة في الاخرة بخلاف حال المؤمن المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امره له خير ان اصابته شرا فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء - 00:08:47ضَ

صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن قال انما اوتيته على علم بل هي فتنة هل هذا ابتلاء وامتحان من الله جل وعلا للعبد ولكن اكثرهم اكثر الناس - 00:09:13ضَ

لا يعلمون ذلك وقال اكثرهم قال اكثرهم جل وعلا لان الغالب في الاكثرية على الظلال ان الله جل وعلا قال وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله - 00:09:41ضَ

وقال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ولكن اكثرهم لا يعلمون ذلك يظنون ان النعم في الدنيا دليل الرضا من الله وقد يتوقعون ان المصائب دليل البغض من الله جل وعلا والكراهية وليس الامر كذلك - 00:09:59ضَ

بل نعم الدنيا لا تدل على المحبة كما لا تدل على الكراهة فهي لا تدل على الرضا كما لا تدل على السخط النعمة قد تكون في حق العبد نقمة وقد تكون النعمة في حقه نعمة في الدنيا والاخرة - 00:10:25ضَ

كما ان المصيبة قد تكون على العبد مصيبة في الدنيا وعذاب في الاخرة وقد تكون له مصيبة في الدنيا ونعيم في الدار الاخرة بحسب ما ينتج منه من صبر وجزع - 00:10:49ضَ

او شكر للنعمة او كفران لها ويؤخذ من هذه الاية الكريمة انه ينبغي للعبد ان يضيف كل ما اتاه من خير الى الله جل وعلا ولا يضيف الى نفسه شيء - 00:11:14ضَ

لانه بنفسه بحد ذاته لا يستطيع وليست نعم الله تأتي بالقوة ولا بالقدرة ولا بمعرفة المكاسب وانما هي تفضل منه واحسان فتجد الرجل القوي الاشد العظيم المتصرف فقير لا يجد ما يكفي - 00:11:37ضَ

وتجد الرجل الضعيف العاجز المريض غير القادر على الكسب قد وفر الله له الخير وانعم عليه النعم لا تدل لا تؤخذ بالقوة كما انها لا تدل على الرضا ولا تدل على السخط - 00:12:07ضَ

فينبغي للعبد في كل ما اصابه من خير ان يضيفه الى الله هذه الصحة من الله جل وعلا تفضل علي بها. لا يقل انا منظم والوجبات محافظ على صحة اعمل رياضة اعمل كذا اعمل كذا - 00:12:30ضَ

يضيف ما من الله عليه به من صحة الى حسن تصرفه وكثيرا ممن هو احسن منك تصرف تجده مبتلى بانواع الامراض كذلك اذا انعم الله عليه برزق وسعة في المال - 00:12:53ضَ

فلا يضف ذلك الى نفسه والى حسن تصرفه. والى كسبه والى تعرضه للتجارة واعماله وكذا الى اخره. وانما يظيف ذلك الى الله جل وعلا. فهو الذي تفضل عليه ويشكر الله جل وعلا فيستعمل صحته في طاعة الله - 00:13:12ضَ

كما يستعمل ما له في رضا الله جل وعلا ولا يستعين بذلك على معصيته فان اصابته ضراء يجعل الامر بسبب نفسه وبسبب تصرفه ولا يضيف الى الله الشر لان ما من شيء الا هو من الله جل وعلا - 00:13:39ضَ

لكن ادبا مع الله ان تضيف التقصير الى نفسك فتقول اصبت بهذا بسبب كذا الذي صدر مني يقول بعض السلف اني لاعصي الله فارى اثر ذلك في زوجتي في وجه زوجتي وفي دابتي - 00:14:06ضَ

دابته تتمنع عليه وزوجته لا تطيعه بسبب معصيته ويضيف ما يحصل اليه يحصل له من المصائب الى فعله ونفسه وهكذا ينبغي للعبد اذا من الله عليه بنعمة ان يضيفها الى الله جل وعلا ويشكر الله عليها والله جل وعلا وعد - 00:14:26ضَ

الشكر بالثواب الجزيل والزيادة واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد اذا من الله عليه بالشفاء من المرض فلا يقل انا احسن الدواء او هذا من الطبيب الذي - 00:14:56ضَ

اسعفني بكذا وكذا. هذا من الله جل وعلا وكثيرا ممن عرض نفسه على اجاويد الاطباء ما نفعوه شيئا وكثيرا ممن يحسن استعمال الدواء استعمله ومات. او زاد مرضه المرء عاصر وعاجز عن ايصال النفع الى نفسه - 00:15:21ضَ

وانما يجعل ما يصيبه من خير من الله جل وعلا وما يصيبه من شر بحسب تفريطه وتقصيره هو يضيف الشر الى نفسه تأدبا مع الله الله جل وعلا ثم قال جل وعلا في هذه الاية قد قالها الذين من قبلهم - 00:15:50ضَ

من هؤلاء قالها قارون حينما قيل له وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك. ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين. قال انما اوتيته على علم عندي - 00:16:17ضَ

قد قالها الذين من قبلهم يعني من قبل كفار قريش قالها قوم قبل كفار قريش وهو قارون ومن شابهه فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون ما اغنى عنهم كسبهم ولا اغنى عنهم ما لهم - 00:16:42ضَ

ولا اغنى عنهم جاههم فهو الذي هو قارون قد خسف به داره فهو يتجلجل في اسفل في الارض الى يوم القيامة ولهذا دعاية بها فيقول بعض العلماء رحمهم الله كافر - 00:17:07ضَ

لم تأكل الارض جسده يعني الله جل وعلا حرم على الارض اجساد الانبياء الانبياء لا تأكل الارض اجسادهم فيقال كافر لم تأكل الارض جسده من هو يخسف به من يوم ان خسف الله جل وعلا به داره - 00:17:31ضَ

في حياة موسى عليه الصلاة والسلام حينما دعا عليه فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة ينزل قد قالها الذين من قبلهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون يعني ما اغنى عنهم الذي كسبوه - 00:17:59ضَ

او ما اغنى عنهم كسبهم يصح ان تكون هذه ما مصدرية وان تكون موصولة يعني ما نفعهم شيء كما قال الله جل وعلا فخسفنا به وبداره الارظ فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين - 00:18:19ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم يقول تبارك وتعالى مخبرا عن الانسان انه في حال الظراء يتضرع الى الله عز وجل وينيب اليه ويدعوه واذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال انما اوتيته على علم - 00:18:39ضَ

اي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا اني ولولا اني عند الله خصيصا لما خولني هذا قال قتادة على علم عندي على خبر عندي قال الله عز وجل بل هي فتنة - 00:19:06ضَ

اي ليس الامر كما زعم بل انما انعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما انعمنا عليه ايطيع ام يا عصيم؟ والله جل وعلا يعلم حال العبد ازلا قبل ان يختبره لكن يكون هذا الاختبار نتيجته استحقاق الثواب والعقاب لان الله جل وعلا لا يعاقب العباد بما في علمه - 00:19:28ضَ

لانهم يعصون لا يعاقب العبد جل وعلا لانه يعلم انه سيعصي لا فليختبره فتحصل المعصية ما يستحق العقاب. والا فالله جل وعلا يعلم ازلا ما العباد عملوا حينما خلقهم جل وعلا وقبل ان - 00:19:57ضَ

وقبل ان يخلقهم حينما كانوا في خلق اباهم ادم عليه السلام وقبل ذلك جرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة. نعم لنختبره فيما انعمنا عليه ان يطيع ام يعصي ما علمنا المتقدم بذلك - 00:20:21ضَ

فهي فتنة اي اختبار ولكن اكثرهم لا يعلمون ولهذا يقولون ما يقولون ويدعون ما يدعون. ويدعونه. ويدعون ما يدعون قد قالها الذين من قبلهم اي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوة كثيرة - 00:20:45ضَ

ممن سلف من الامم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون كيفما صح قولهم ولا نفعهم جمعهم وما كانوا يكسبون فاصابهم سيئات ما كسبوا. والذين ظلموا من هؤلاء اي من المخاطبين - 00:21:09ضَ

سيصيبهم سيئات ما كسبوا. اي كما اصاب اولئك وما هم بمعجزين كما قال تبارك وتعالى مخبرا عن قارون انه قال انه قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين - 00:21:32ضَ

وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك. قيل في معنى ولا تنسى نصيبك من الدنيا. يعني الدنيا فيما ينفعك من طاعة الله جل وعلا. لان الله جل وعلا خلق - 00:21:52ضَ

العبادة واوجدهم في الدنيا ليعملوا اعمالا صالحة تنفعهم في الدار الاخرة فمن عمل في الدنيا خيرا فهو لم ينسى نصيبه من الدنيا يعني استغل واستفاد من وجوده في الدنيا. ومن لم يعمل خيرا فقد ضيع الدنيا والاخرة. لان الدنيا العمل - 00:22:17ضَ

فيها لا لها وانما للاخرة لغيرها. فاذا عمل فيها العبد خيرا فهو لم ينسى نصيبه من بل استفاد منه لاخرته. وان لم يعمل فيها خيرا فهو ضيع دنياه. ولم يستفد منها - 00:22:40ضَ

خيرا ولو نال في الدنيا اصناف الملذات لان الدنيا ليست مقصودة لذاتها. فما فيها من النعيم مهما كان فانه زائل لا محالة ولا يعتبر فليس المقصود والله اعلم تنسى نصيبك من الدنيا يعني تمتع بالدنيا كما قال بعض المفسرين وانما لا تنسى نصيبك من الدنيا - 00:23:00ضَ

استعمل الدنيا فيما وجدت له من طاعة الله فتكون استفدت من وجودك في الدنيا كما قال بعض المفسرين رحمهم الله. نعم ولا تبغي الفساد في الارض. ان الله لا يحب المفسدين - 00:23:27ضَ

قال انما اوتيته على علم عندي اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. وقال تعالى - 00:23:49ضَ

وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. عاشوا ماء اعطوه من الدنيا على ان لهم حظ عند الله جل وعلا وليس الامر كذلك الله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب - 00:24:08ضَ

ولا يعطي الدين والعلم الا من احبه وقوله تبارك وتعالى اولم يعلموا ما اصابهم سيئات ما كسبوا. يعني اولئك الذين قالوا هذه المقالة اصابهم سيئات كسبهم. يعني عقوبة عملهم والعقوبة هذه ليست سيئة وانما من باب المشاكلة - 00:24:30ضَ

لانها مجازاة على استحقاقه استحق ذلك وانما من باب المشاكلة وجزاء سيئة سيئة مثلها. فالجزاء ليس بسيئة وانما هو مقابل ما فعل لكن من باب المشاكلة فاصابهم سيئات ما كسبوا يعني اولئك الامم - 00:25:00ضَ

والذين ظلموا من هؤلاء يعني من قومك يا محمد سيصيبهم سيئات ما كسبوا فيصيبهم هذا وعيد وتهديد لكفار قريش وقد حصل لهم ما حصل من القتل السبي والعذاب الاليم في الدنيا وما اعد الله لهم في الدار الاخرة من مات منهم على كفره اشد واعظم - 00:25:26ضَ

فاصابهم سيئات ما كسبوا. والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا. ثم قال جل وعلا وما هم بمعجزين. يعني بمفلتين وما هم بناجين لان المرء في الدنيا قد يتحيل على عدوه ومن يترصد له فيهرب منه - 00:25:58ضَ

او يبتعد عنه او يستعين عليه بالغير او نحو ذلك. واما الدار الاخرة فلا وهو بين يدي الله جل وعلا لا يفلت. في الدنيا ولا في الاخرة لان المرأة في الدنيا يحرص على معاجلة عدوه لانه يخشى عليه الانفلات - 00:26:23ضَ

واما الله جل وعلا فلا ينفلت من يده احد بل الكل في قبضته وبين يديه يتصرف فيهم كيفما شاء جل وعلا. ولذا قال جل وعلا وما هم بمعجزين يعني بمفلتين ولا بناجين من العذاب ولا سالمين منه - 00:26:45ضَ

ثم قال جل وعلا او لم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر اولم يعلموا كما تقدم لنا الهمزة للاستفهام والواو حرف عطف على معطوف مقدر يقتضيه المقام فقالوا ذلك ولم يعلموا ان الله يبسط الرزق - 00:27:06ضَ

او اغفلوا عن ذلك ولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر اولم يعلموا ان الله يبسط يعني يوسع الرزق لمن يشاء من عباده. ويقدر يضيق واقدروا له ضيقوا عليه - 00:27:39ضَ

فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه يعني ظيق عليه رزقه فيقول ربي اهانن اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق - 00:28:05ضَ

يوسع الرزق لمن يشاء من العباد. مع ضعفه وعجزة او مرضه او قلة حيلته او سوء تصرفه او نحو ذلك ويقدر يضيق ويقبض الرزق عمن شاء مع قوته وحسن تصرفه - 00:28:26ضَ

وقوتي تحمله كثرة حركته عمله وسفره واقامته ونحو ذلك ومع ذلك قد يضيق الله عليه ويقدر عليه رزقه يعني يكون في ضيق لان الله جل وعلا يعطي لحكمة ويمنع لحكمة - 00:28:55ضَ

وقد يعطي من احبه الدنيا وقد يحرم من احبه الدنيا وقد يعطي من يبغضه الدنيا وقد يحرمه منها جل وعلا فالعطاء من الدنيا لا يدل على المحبة كما لا يدل على الكراهية - 00:29:23ضَ

وانما يفعل ذلك جل وعلا لحكمة يعلمها جل وعلا فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتلاه الله جل وعلا بالحاجة احيانا كثيرة ووسع عليه جل وعلا احيانا كثيرة كان عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة رضي الله عنها لاحد التابعين - 00:29:48ضَ

يا بني انا لنرى الهلال ثم نرى الهلال ثم نرى الهلال ثلاثة اهله وما اوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نارا يقول قلت يا اماه فما طعامكم؟ قالت الاسودان التمر والماء - 00:30:18ضَ

الا انه كان لنا جيران من الانصار وعندهم لبن يبعثون بشيء من لبنهم الى النبي صلى الله عليه وحين حفر الخندق رؤيا بعض الصحابة قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع - 00:30:39ضَ

وهم يعملون ليل نهار مع النبي صلى الله عليه وسلم فرؤي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط على بطنه حجرين من شدة الجوع وفتح الله له من الدنيا فاعطى رجلا مائة من الابل - 00:30:58ضَ

ثم استزاد فاعطاه مئة من الابل ثم السزادة فاعطاه مئة من الابل ثلاث مئة من الابل لرجل واحد في جلسة واحدة واعطى رجلا اخر غنما بين جبلين لا يحصيها العد - 00:31:17ضَ

هل عطى من الدنيا لا يدل على المحبة. كما ان الحرمان لا يدل على المحبة. وانما ذلك ابتلا وامتحان وقد يبتلى العبد بالنعمة وينجح ويحصل على الدرجات العلى بسبب ذلك - 00:31:35ضَ

وقد يبتلى العبد بالنعمة فيخفق ويخسر الدنيا والاخرة بسبب هذه النعمة وقد يبتلى العبد بالمصيبة فينال الدرجات العلى والنعيم المقيم في هذه المصيبة التي ابتلي بها وقد يبتلى العبد بالمصيبة في الدنيا فيخفق ويخسر الدنيا والاخرة - 00:31:56ضَ

وايضاح ذلك يبتلى بالنعمة ويستعملها في طاعة الله ويشكر الله جل وعلا على هذه النعمة فيحصل له الثواب الجزيل في الدنيا والاخرة ويبتلى العبد بالنعمة ويستعين بها على معصية الله والعياذ بالله - 00:32:24ضَ

فيخسر الدنيا والاخرة ويبتلى العبد بالمصيبة فيصبر ويحتسب ويرضى بما قسم الله له ويحمد الله جل وعلا على ذلك. فينال بذلك الثواب الجزيل في الدنيا والاخرة وقد يبتلى العبد بالمصيبة فيجزع - 00:32:45ضَ

ويصيبها الهلع والخور والضعف ويجزع من فعل الله جل وعلا. وينسب ربه جل وعلا وتقدس الى عدم العدل ويخسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله تحصل عليه المصيبة ولا يربح لا في دنياه ولا في اخرته - 00:33:08ضَ

وهكذا يبتلي الله جل وعلا العباد بما يعطيهم اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك اي البشت والتضييق لايات علامات دالة على عظمة الله جل وعلا وعلى حسن تصرفه. لمن من يدرك ذلك لقوم يؤمنون. لان - 00:33:32ضَ

المؤمن هو الذي يدرك هذا بايمانه وعقله وتدبره وتأمله. واما الفاجر والكافر والمنافق فهو لا يستفيد من الايات. ان اصابته نعمة بطر وتكبر على العباد واستعمل النعمة هذه في معصية الله - 00:34:05ضَ

وان اصابته مصيبة سخط وجزع واصابه الهلع والخور نسب الى ربه جل وعلا ما هو منزه عنه تعالى وتقدس وقوله تبارك وتعالى اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر - 00:34:28ضَ

ايها على قوم ويضيقه على اخرين ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون اي لعبرا وحججا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:53ضَ