التفريغ
الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن ولكن يناله التقوى منكم - 00:00:01ضَ
كذلك سخرها عليكم لتكبروا الله كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور هذه الاية الكريمة - 00:00:35ضَ
قوله جل وعلا لن ينال الله لحومها ولا دماؤها جاءت بعد قوله جل وعلا والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير اسم الله عليها صواف. فاذا وجبت ذنوبها فكلوا منها. واطعموا - 00:01:06ضَ
القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم الله جل وعلا هو الرزاق المتين وهو الغني سبحانه وهو المعطي لخلقه فهو جل وعلا - 00:01:36ضَ
غني عن صدقة المتصدق وعن هدي المهدي وعن اضحية المضحي ولكنه جل وعلا شرع ذلك للعباد ليتقوه وليطيعوه وليظهر من يعمل بطاعة الله جل وعلا ويمتثل اوامره ومن يعرض عن ذلك - 00:02:18ضَ
ليستحق المطيع الثواب على ذلك ويستحق العاصي العقاب على معصيته والا فالله جل وعلا يعلم ازلا من يطيع ومن يعصي يقول الله جل وعلا لن ينال الله لحومها لحومها لا تصل الى الله جل وعلا والله غني عن ذلك - 00:03:06ضَ
وكذلك دماؤها ولكن الله جل وعلا يريد من عباده ان يتقوه ولكن يناله يصل الى الله جل وعلا تقواكم اياه وخشيتكم له واحتمامكم باوامره ونواهيه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها - 00:03:48ضَ
قال ابن عباس رضي الله عنهما كان المشركون اذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء فينظحون بها نحو الكعبة واراد المسلمون من يفعلوا ذلك فانزل الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها - 00:04:34ضَ
فالمضحي حين يضحي يثاب على ما وقر في قلبه من امتثال امر الله واجتناب نهيه والله جل وعلا لا ينظر الى الصور وانما ينظر الى القلوب وقد يبذل المرء بذلا سخيا اموالا كثيرة - 00:05:11ضَ
لا تنفعه عند الله شيئا. لانها لم تقترن بالاخلاص وقد يتمنى المرء ان يعمل العمل ولا يستطيعه فيكتب الله جل وعلا له بذلك ثوابا جزيلا النية الحسنة والرغبة في الخير - 00:05:48ضَ
يثاب العبد وان لم يعمل كما قال عليه الصلاة والسلام ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم وفي رواية شاركوكم في الاجر وفي رواية حبسهم العذر - 00:06:23ضَ
النية والرغبة في الخير يثاب العبد وقد يقدم العمل الجزيل لا يثاب عليه شيئا العمل الذي ينفع ما اقترن بتقوى الله جل وعلا وفي هذا حث للعباد على اخلاص العمل لله تعالى - 00:06:55ضَ
وقد يتصدق المرء في تمرة او بقدرها بنية صادقة خالصة لله يجد العبد ثوابها يوم القيامة كالجبل العظيم اقترنت بالاخلاص وقد يقدم المرء العمل الكثير لا ينفعه عند الله شيء - 00:07:31ضَ
لانه تجرد وخلي من الاخلاص كذلك سخرها لكم كرر هذا جل وعلا في ايات سابقة مع هذه للتذكير بنعمته تعالى حيث سخر هذه الحيوانات العظيمة وصارت تنقاد مع المرء بيسر وسهولة - 00:08:05ضَ
وبدون مشقة والا فلو سلطها الله جل وعلا ما قدر البعير الواحد الجمع من الناس كذلك سخرها لكم لتكبروا الله لتكبروا الله جل وعلا يقولوا بكم والسنتكم واعمالكم في شرع التكبير - 00:08:44ضَ
عند النحر لهذه الاية الكريمة ويقال بسم الله والله اكبر لتكبروا الله على ما هداكم ما هنا يصلح ان تكون مصدرية تسبت هي وما بعدها بمصدر ويصلح ان تكون موصولة - 00:09:23ضَ
على ما هداكم مصدرية على هدايته لكم وموصولة على الذي هداكم له هداكم اي ارشدكم ودلكم عليه وبشر المحسنين البشارة كما اتقدم الاخبار بالخبر الذي يظهر اثره على البشرة سرورا - 00:09:53ضَ
او حزنا وغالبا ما يراد به السرور وقد يراد به السوء قد يراد به ما يسوء الانسان وبشر المحسنين لماذا لم يقل جل وعلا بكذا ليشمل سعادة الدنيا والاخرة بشر المحسنين - 00:10:32ضَ
والمحسن هو الذي احسن العمل فيما بينه وبين الله والاحسان هو اعلى الدرجات التي يتصف بها العبد الدرجات التي يتصف بها العبد الاسلام والايمان والاحسان واعلاها درجة الاحسان وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:12ضَ
في حديث جبريل حينما جاء يسأله عن الاسلام والايمان والاحسان قال والاحسان ان تعبد الله كأن انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ان تعبد الله كانك تشاهده وبشر المحسنين - 00:11:47ضَ
الذين يعملون لله جل وعلا باخلاص ومراقبة يعملون العمل لله جل وعلا معتقدين جازمين بان الله مطلع عليهم وبشر المحسنين ترغيبا الاحسان واتقان العمل واخلاصه فيما بين العبد وبين ربه - 00:12:14ضَ
ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله يدافع عن الذين امنوا وقرأ يدفع ان الله يدفع عن الذين امنوا يدافع يدافع من يدافع الكفار يدافع من يريد المؤمنين بسوء - 00:12:55ضَ
من كافر او منافق او فاسق يدافع صيغة مفاعلة قيل جاءت بهذه الصيغة المفاعلة للتكرر لان الله لا يدفع عنهم مرة او في موقعة او في حالة وانما دائما وابدا - 00:13:33ضَ
بدأ يدافع عنهم وكأن هذه الاية والله اعلم جاءت موطئة ومبشرة بالنتيجة الحسنة للاذن الاتي فيما بعد في قوله جل وعلا اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير - 00:14:09ضَ
وجاءت قبلها ليستبشر المؤمنون بذلك ولا يستصعب الاذن بالقتال بقتال الكفار لان الله جل وعلا وعدهم بان يدافع عنهم ومن دافع الله جل وعلا عنه فهو المنتصر لا محالة والله جل وعلا قال لرسوله - 00:14:51ضَ
صلى الله عليه وسلم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى والله جل وعلا تكفل بالمدافعة عن المؤمنين ان الله يدافع عن الذين امنوا ماذا لم يذكر ليعم لا نوعا واحدا او شيئا واحدا - 00:15:28ضَ
او حالة واحدة او مرة واحدة وانما دائما وابدا وفي جميع الاحوال ان الله يدافع عن الذين امنوا ثم ذكر جل وعلا ما يدل على ان المدافعة من الله جل وعلا لمن اتصف - 00:16:06ضَ
الصفتين الاتيتين يدافع الله جل وعلا عن الذين امنوا من في قوله ان الله لا يحب كل خوان كفور فالله يحب المؤمنين ولا يحب هؤلاء الخوان الكفور اذا فالمدافعة التي يدافع الله - 00:16:37ضَ
عن المؤمنين يدافع هؤلاء وامثالهم ان الله لا يحب كل خوان صيغة مبالغة قد يقول قائل الخيانة اليسيرة لا يكرهها الله تعالى الله لا اذا قد يقول قائل لم؟ قال الله جل وعلا ان الله لا يحب كل خوان - 00:17:14ضَ
يعني كثير الخيانة لا يحبه الله. واما قليل الخيانة فلا بأس بها لا اذا لماذا جاءت صيغة المبالغة كما قال بعض المفسرين قال لان اي خيانة تحصل في جانب الله جل وعلا فشأنها عظيم - 00:17:49ضَ
تستحق ان توصف بالمبالغة لان خيانة المنعم المتفضل المطلع المشاهد ليست كخيانة الغافل الذي يغفل ولا يدري فان خيانة الله جل وعلا استخفاف بحقه اهيا وان قلت فهي عظيمة واسمها عظيم - 00:18:16ضَ
ان الله لا يحب كل خوان قالوا لا اعظم من خيانة من اعترف في وجود الله جل وعلا وعبد غيره الله جل وعلا هو المعطي وهو المتفضل المنعم ثم تصرف العبادة لغيره - 00:18:51ضَ
ويصرف الشكر لغيره ويصرف الذبح لغيره ويصرف الدعاء والرجا لغيره لا اعظم خيانة ممن اتصف بهذه الصفة ان الله لا يحب كل خوان كفور. كفور كذلك صيغة مبالغة فعول يعني كافر بالله جل وعلا - 00:19:23ضَ
وناشد ان تختم الاية ان الله يدافع عن الذين امنوا في هذا الختام الحسن لان فيه ادخال السرور على المؤمنين لان الله سيدافع عنهم ويدافع عنهم من ابغض الناس اليه تعالى - 00:19:56ضَ
فهو سينتصر لهم لا محالة ينتصر للمؤمنين جل وعلا لان المرء اذا طلب منه انتقام او عقوبة لمن كان عدوا له يكون اشد مما لو طلب منه الانتقام والعقوبة لمن لا يكرهه - 00:20:26ضَ
ولله جل وعلا المثل الاعلى وقال تعالى ان الله لا يحب كل خوان كل خوان كفور ليدخل السرور على عباده. في لانه ينتقم ممن ناوأهم وارادهم بسوء لما؟ لان الله يحب المؤمنين ولا يحب من اتصف بصفة الخيانة والكفر - 00:20:56ضَ
ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور وفي هذه الاية اثبات صفة المحبة لله جل وعلا فالله يحب المؤمنين ويحب الصادقين ويحب المخلصين وصفة المحبة ثابتة لله جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته وينزه سبحانه وتعالى عن - 00:21:32ضَ
صفات المخلوقين ان الله لا يحب كل خوان كفور والله اعلم وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:03ضَ