باحث

محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد - 00:00:00ضَ

لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد هذه الايات الكريمة من سورة ايقاف جاءت بعد قوله جل وعلا فعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد - 00:00:34ضَ

ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد - 00:01:06ضَ

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. الايات لما بين جل وعلا قدرته على البعث وان كل امرئ مسجل عليه ما يتكلم به او يفعله بين جل وعلا - 00:01:31ضَ

الحالة التي يظهر للمرء البعث والحساب والجنة والنار قال جل وعلا وجاءت سكرة الموت بالحق جاءت فعلا ماضي وعبر عن المستقبل بالفعل الماضي لتحقق وقوعه وهذا كثير في القرآن يعبر - 00:02:04ضَ

في الماضي عن المستقبل لتحقق الوقوع وقال تعالى وجاءت سكرة الموت ولم يقل وتجيء وستجيء قال وجاعت وعند سكرة الموت يتبين للمرء المرء الامر جليا واضحا لكن هيهات لا ينفعه التذكر - 00:02:48ضَ

ولا الاجابة لانه عاين الملائكة بقبظ روحه فاذا طلعت الشمس من مغربها او عاين المرء الملائكة لقبظ روحه حينئذ لا ينفع نفس لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل - 00:03:29ضَ

وانما الايمان ينفع قبل ذلك حينما يكون في حالة النزع قبل ان يعاين الملائكة ينفعه ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا ابا طالب الى شهادة ان لا اله الا الله - 00:04:05ضَ

وان محمدا رسول الله وهو في مرض الموت وهو محتضر لكنه ما فات الاوان وجاءت سكرة الموت بالحق بالحق الشيء اليقين لان عند سكرات الموت يعاين المرء ويعرف وبصيرة يرى - 00:04:30ضَ

من جاء في مبشرات ومنذرات مخوفات ترى اما ملائكة الرحمة واما ملائكة العذاب والعياذ بالله كما قال الله جل وعلا في حق المتقين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:05:03ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون تتنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار وعند الوظع في القبر وعند الخروج من القبور المواطن الحرجة الشاقة تأتيهم الملائكة - 00:05:29ضَ

تبشرهم الرحمة والرضوان من الله جل وعلا وجاءت سكرة الموت بالحق. سكرة الموت سكرات الموت وذهول المرء عما حوله وازمته وشدته ذلك ما كنت منه تحيد اهرب يهرب المرء عن الموت - 00:06:03ضَ

ويتخوف من الموت ويحاول التخلص منه لكن مجال لهذا لان الموت مدركه جاء ام ابى اينما هرب فالموت له يأتيه في المكان الذي هو فيه كما ورد في الحديث التمثيل - 00:06:37ضَ

لثعلب يطالبه الارض بدين وهرب عن الارض فلما انفك حيله وتعب ظن انه سلم فاذا بها تطالب بدينها فانطلق على وجهه هاربا حتى مات والذي تطالبه الارض بدين لا محالة مدركته. لانه لا مفر له - 00:07:04ضَ

عنها وكذلك من يطلبه الموت لابد وان يدركه في اي مكان هو فيه ذلك اي الموت ما كنت منه تحيد جميل او تهرب او تفر معان متقاربة وما بعد هذا ماذا يكون - 00:07:39ضَ

بعد الموت انها مباشرة ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد لان من مات فقد قامت قيامته ما بين المرء وبين القيامة وان استبطأها الا ان يقال مات فلان فاذا مات - 00:08:08ضَ

فقد قامت قيامته. انتقل من هذه الدار الى دار البرزخ ومنها الى القيامة الى المحشر ونفخ في الصور السور هو القرن ينفخ فيه اسرافيل وهذه النفخة نفخة البعث وورد النفخات - 00:08:33ضَ

ثلاث اثنتان من قال ثلاث قال النفخة الاولى نفخة الفزع والنفخة الثانية نفخة الصعق والنفخة الثالثة نفخة البعث الاولى يفزع الخلائق والثانية يموتون والثالثة يبعثون ومن قال اثنتان قال نفخة الصعق ونفخة البعث - 00:09:02ضَ

ونفخ في الصور السور ينفخ فيه اسرافيل عليه الصلاة والسلام ملك من الملائكة العظام وقد ورد انه التقم الصور منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم لان مبعث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:34ضَ

من علامات الساعة وقد قال عليه الصلاة والسلام بعثت انا والساعة كهاتين واشار باصبعيه السبابة والوسطى لانه عليه الصلاة والسلام اخر الرسل يا نبي بعده وهو بعث بين يدي الساعة - 00:10:03ضَ

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد عند نفخ الصور يكون يوم الوعيد يوم القيامة ويخرج الناس من قبورهم ويصيرون الى ما يستحقونه اما الى الجنة واما الى النار ذلك يوم الوعيد يعني هذا هو اليوم - 00:10:30ضَ

الذي وعد فيه الكفار وهو كما انه يوم الوعيد هو يوم الوعد وعد المتقين الجنة والرضوان من الله جل وعلا وواعد الظالمين بالعذاب وعبر عنه بيوم الوعيد ولم يقل يوم الوعد والوعيد - 00:10:59ضَ

لان المقام مقام نذارة ومقام تخويف تهويل للكفار لعلهم اليه راجعون الى الله ذلك يوم الوعيد الذي يقع ما وعدوا به من العذاب الاليم ولا مفر ولا محيص ولا مهرب لهم عنه - 00:11:28ضَ

يقول وقد اختلف المفسرون في المخاطب بقوله وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد الصحيح ان المخاطب بذلك الانسان من حيث هو وقيل الكافر وقيل غير ذلك وقال ابو بكر ابن ابي الدنيا حدثنا بك ما كنت التاء المخاطب فيها هو الانسان مطلقا - 00:11:59ضَ

البر والفاجر بان كل واحد لا يريد الموت وقيل المراد الكافر فقط لان المقام مقام وعد. مقام وعيد وتخويف وقال ابو بكر بن ابي الدنيا حدثنا ابراهيم بن زياد بن سبلان قال اخبرنا عباد بن عباد عن محمد بن عمرو بن علقمة عن ابيه عن - 00:12:27ضَ

علقمة ابن وقاص قال ان عائشة رضي الله عنها قالت ابي رضي الله عنه وهو يموت وانا جالسة عند رأسه فاخذته غشية وتمثلت من غشم سكرات الموت فتمثلت ببيت من الشعر - 00:12:54ضَ

من لا يزال دمعه مقنعا فانه لا بد مرة مدفوقة قالت فرفع رضي الله عنه رأسه فقال يا بنية ليس كذلك ولكن كما قال تعالى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد - 00:13:14ضَ

يتمثلت رضي الله عنها ببيت من الشعر فرد عليها ابوها رضي الله عنه وقال ليس كذلك وانما هو كما قال الله جل وعلا وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد - 00:13:33ضَ

قال وحدثنا خلف بن هشام قال حدثنا ابو شهاب الخياط عن اسماعيل ابن ابي خالد عن البهي قال لما انتقل ابو بكر رضي الله عنه جاءت عائشة رضي الله عنها فتمثلت بهذا البيت - 00:13:54ضَ

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى اذا اذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر وكشف عن وجهه وقال رضي الله عنه ليس كذلك. ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بحق ذلك ما كنت منه تحيد - 00:14:09ضَ

يعني الاستشهاد بما ورد في القرآن اولى واحرى من الاستشهاد بما قاله العرب وقد اوردت لهذا الاثر طرقا كثيرة في سيرة الصديق رضي الله عنه عند ذكر وفاته وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:27ضَ

انه لما تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول سبحان الله ان للموت لسكرات الرسول عليه الصلاة والسلام وهو افضل الخلق على الاطلاق تغشاه سكرات الموت وما يستطيع ان ينطق فاذا جلي عنه قليلا - 00:14:48ضَ

قال اي والله ان للموت لسكرات. وفي قوله ذلك ما كنت منه تحيد. قولان احدهما انما ها هنا موصولة اي الذي كنت منه تحيد؟ ما بمعنى الذي ذلك الذي كنت منه تحيد - 00:15:11ضَ

ما موصولة يعني بمعنى الذي ذلك الذي كنت منه تحيد. نعم بمعنى تبتعد وتتنائى وتفر قد حل بك ونزل بساحتك والقول الثاني انما نافية ان ماء نافية بمعنى ذلك ما كنت - 00:15:33ضَ

لست تستطيع الهروب عنه ما كنت منه تحيد ما كنت تهرب ما تستطيع ان تهرب ما نافية بمعنى ذلك ما كنت تقدر على الفرار منه ولا الحيد عنه. يعني ما تقدر ان - 00:15:57ضَ

تفك نفسك ماء نافية وقد قال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا مؤمل بن علي السائغ المكي قال حدثنا حفص عن ابن عن ابن عمر الحدي قال حدثنا معاذ بن محمد هلزلي عن يونس ابن عبيد عن الحسن عن سمرة قال - 00:16:18ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يفر من الموت مثل الثعلب تطلبه الارض بدين فجاء يسعى حتى اذا اعيا واسهد دخل حجرة. وقالت له الارض يا ثعلب ديني - 00:16:38ضَ

وخرج وله حصاص فلم يزل كذلك حتى تقطعت عنقه ومات ومضمون هذا المثل كما لا انفكاك له ولا محيد عن الارض. كذلك الانسان لا محيد له عن الموت وقوله تبارك وتعالى - 00:16:55ضَ

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد قد تقدم الكلام على حديث النفخ في السور والفزع والسعك والبعث وذلك يوم القيامة وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:17:13ضَ

كيف انعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر ان يؤذن له قالوا يا رسول الله للنفخ الذي هو اسرافيل عليه السلام لا يدري متى يؤمر بالنفخ لا يدري متى يؤمر التقم القرن يعني وضعه على فيه ينتظر الامر متى ينفخ فيه - 00:17:28ضَ

قالوا يا رسول الله كيف نقول؟ قال صلى الله عليه وسلم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فقال القوم حسبنا الله ونعم الوكيل لان المرأة اذا تخوف من شيء ما عليه ان يلجأ الى الله جل وعلا بالاعتماد عليه والاتكال عليه وتفويض الامر اليه. بان يقول حسبنا الله - 00:17:58ضَ

الله ونعم الوكيل. ورد في الحديث انها ما قيلت على في شدة الا وهانت ويسرها الله وهذه الكلمة العظيمة هي من كنز تحت العرش وقالها الخليلان في حال الشدة قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار. قال حسبنا الله ونعم الوكيل - 00:18:25ضَ

وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد اي ملك يسوقه الى المحشر. وملك يشهد عليه باعماله هذا هو الظاهر من الاية الكريمة - 00:18:54ضَ

وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد جاءت الى ارض المحشر تساق كل نفس صغيرة كبيرة عظيمة فقيرة ذكر انثى وجاءت كل نفس معها سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها ما المراد بالسائق والشهيد - 00:19:20ضَ

السائق ملك يسوقها الى ارض المحشر والشهيد ملك اخر يشهد عليها بعملها وقيل السائق هو الملك الذي يكتب السيئات والشهيد الملك الذي يكتب الحسنات وقيل السائق ملك من الملائكة والشهيد الجوارح - 00:19:55ضَ

اليدان والفخذان كل ينطق بما فعل. هم الشهداء على ابن ادم وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه سائق ملك يسوقها الى امر الله وشهيد ملك يشهد عليها بما عملت - 00:20:31ضَ

وعن ابي هريرة رضي الله عنه السائق الملك والشهيد العمل وقال ابن عباس رضي الله عنهما السائق الملك والشهيد شاهد عليه من نفسه وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ما المراد بهذه النفس - 00:20:57ضَ

قيل انها عامة كل نفس المؤمن والكافر البر والفاجر وقيل المراد هنا الكافر خاصة والاول هو الذي قال به جمع من المفسرين يروى عن الجمهور انه عام في المسلم والكافر - 00:21:27ضَ

كل معه سائق يسوقه وشاهد يشهد عليه ويشهد معه ومن هو السائق ومن هو الشاهد على اختلاف بين العلماء كما سبق وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا - 00:21:51ضَ

لقد كنت في غفلة من هذا هذا في حق الكافر انك غافل عن هذا اليوم الذي تساق اليه وساهم لا انت في سكرة في غفلة في سهو واشتغال في الدنيا - 00:22:19ضَ

وفي محسوساتها وملوذاتها ومعرض عن الاستعداد لهذا اليوم فقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك. ازلنا عنك هذه الغفلة الان صار الامر جليا واضحا بين يديك ترى وقيل - 00:22:38ضَ

ان هذا عام في كل احد لقد كنت في غفلة من هذا لان كل انسان برا او فاجر لابد وان يكون عنده شيء ما من التساهل في امور الاخرة لابد وان يكون عنده شيء من الغفلة - 00:23:04ضَ

وان قلت لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك. ازلنا وازلنا الغفلة التي كنت فيها. وازلنا الغطاء الذي يحجب عنك رؤية الاخرة. الان تراها عيانا واضحا جليا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. بصرك قيل المراد بصرك - 00:23:26ضَ

رؤية رؤيتك عينك وقيل المراد بصر القلب وبصرك اليوم حديد. وقيل المراد به ميزان الاعمال الذي توزن به اعمال المرء حديد بمعنى قوي مدرك. لكن هيهات حين لا ينفع ذلك بالنسبة للكافر - 00:23:57ضَ

وبصرك اليوم حديد اي قوي مدرك للامور على حقيقتها لانه في حال الدنيا مكذب بكثير من امور الاخرة وصف الله جل وعلا المؤمنين بانهم يؤمنون بالغيب ان يؤمنون بما غاب عن اعينهم - 00:24:25ضَ

من امور الاخرة التي اخبرهم الله جل وعلا بها في كتابه العزيز على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهم يؤمنون بهذا وان لم يروه وكأنهم يشاهدونه لقوة ايمانهم بما اخبرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:24:51ضَ

واما الكافر فهو ينكر ويكذب ولا يصدق باي خبر يقال له عن امور الاخرة. لانه منكر للاخرة بالكلية يقول ليس بعد الموت شيء ويحسن ان ننبه على كلمة تقال احيانا - 00:25:17ضَ

يقال انتقل الى مثواه الاخير وهذا ليس بصحيح لان هذا القبر ليس المثوى الاخير هذا دار بين دارين دار البرزخ دار الدنيا وبين دار الاخرة الجنة او النار وانما الكفار الذين لا يؤمنون بالبعث - 00:25:41ضَ

يقولون هذا القول عن اعتقاد انه انتهى واكلته الارض وانتهى وخلاص لكن المؤمن يؤمن بانه الان في روضة من رياض الجنة المقبور او في حفرة من حفر النار الله اعلم بحاله - 00:26:06ضَ

ولا يستمر على هذا لان المؤمن اذا وضع في قبره وفتح له باب الى الجنة قال ربي اقم الساعة نتمنى ان تقوم الساعة ليذهب الى اهله وما اعد الله جل وعلا له في الجنة - 00:26:25ضَ

واما الكافر والفاجر والعياذ بالله فاذا رأى ما اعد له في الدار الاخرة قال ربي لا تقم الساعة مع ما هو فيه من انه في حفرة من حفر النار يتمنى المقام فيها ولا ينتقل الى ما هو اعظم وافظع منها - 00:26:43ضَ

القبر ليس هو المثوى الاخير وانما هو دار بين دارين. ودار البرزخ وقبله دار الدنيا وبعده الدار الاخرة وهو اختيار ابن جرير ثم روى من حديث اسماعيل ابن ابي خالد عن يحيى ابن رافع مولى لثقيف قال - 00:27:04ضَ

سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يخطب فقرأ هذه الاية وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد وقال سائق يسوقها الى الله تعالى وشاهد يشهد عليها بما عملت وكذا قال مجاهد وكان عثمان رضي الله عنه - 00:27:26ضَ

اذا وقف على القبر بكى حتى تبتل الارظ بدموعه قيل له يرحمك الله نذكر الجنة والنار ولا يحصل عندك شيء من هذا وتذكر القبر وتبتل الارض بدموعك وقال ان القبر هو اول منزل من منازل الاخرة - 00:27:46ضَ

فان كان خيرا فما بعده خير منه وان كان شرا والعياذ بالله فما بعده شر منه المرء اذا وضع في قبره عرف مآله اما ان يوسع له في قبره ويفتح له باب الى الجنة - 00:28:11ضَ

ويكون في روضة من رياض الجنة نسأل الله الكريم من فضله والا والعياذ بالله ضيقوا عليه في قبره وتلتئم فيه اضلاعه يعرف من حين ما يوضع في قبره والبشارة الاولى عند الاحتضار - 00:28:31ضَ

يرى هل يحضره ملائكة الرحمة وملائكة العذاب وقال مطرف عن ابي جعفر مولى اشجع عن ابي هريرة رضي الله عنه قال السائق الملك والشهيد العمل وكذلك قال الضحاك والسدي وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما السائق من - 00:28:48ضَ

الملائكة والشهيد الانسان نفسه يشهد على نفسه. يشهد على نفسه كما قال الله جل وعلا يوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون عندما يقف المرء بين يدي الله جل وعلا يقول يا ربي الم تجرني من الظلم؟ قال بلى. قال يا ربي اني لا اقبل شهيدا الا من نفسي - 00:29:09ضَ

يظن انه يسلم بهذا. فيقول الله جل وعلا له ذلك كذلك ويختم الله على فيه ثم تنطق الجوارح بما عملت من الاعمال السيئة كل جارحة تنطق بما عملت ثم يفتح له في الكلام. فيقول قبحكم ان الله وسحقا لكن وبعدا. اكنت اناضل عنكن - 00:29:33ضَ

كان جحوده خوفا عليهن من النار وهن الاعضاء الجوارح فضحنه قلنا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وحكى ابن جرير ثلاثة اقوال في المراد بهذا الخطاب في قوله تعالى لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد - 00:30:03ضَ

احدها ان المراد بذلك الكافر رواه علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وبه يقول الضحاك ابن مزاحم وصالح ابن كيسان والثاني ان المراد بذلك كل احد من بر وفاجر. لان الاخرة بالنسبة الى الدنيا كاليقظة والدنيا كالمنام - 00:30:29ضَ

وهذا اختيارك المنام حتى بالنسبة للمؤمن والاخرة يقظة يرى الامور واضحة وهذا اختيار ابن جرير ونقله عن حسين بن عبدالله بن عبدالله بن عبيد الله عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما - 00:30:51ضَ

والثالث ان المخاطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وبه يقول المخاطب بهذا النبي صلى الله عليه وسلم اي لقد كنت في غفلة من هذا يعني عن الرسالة ما كنت تتوقعها ولا تتهيأ لها - 00:31:10ضَ

ما اتاك من الله ما لم تتوقعه وهو هذا التكريم والرسالة العظمى وبه قراءة الجمهور لقد كنت في غفلة من هذا وكشفنا عنك بفتح الكاف. غطاءك بفتح الكاف وفتح التافي كنت - 00:31:29ضَ

وقراءة اخرى سبعية لقد كنت بكسر التاء وكسر الكاف والمراد بها النفس لقد كنت ايها النفس قد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وبه يقول زيد بن اسلم وابنه والمعنى على قولهما لقد كنت في غفلة من هذا القرآن قبل ان يوحى اليك - 00:31:55ضَ

وكشفنا عنك غطاءك بانزاله اليك بصرك اليوم حديد. والظاهر من السياق خلاف هذا وللخطاب مع هو الاقرب يعني هذا القول الثالث والله اعلم وانما لعل المراد والله اعلم العموم او خصوص الكافر يصح العموم ويصح - 00:32:29ضَ

بخصوص الكافر بل الخطاب مع الانسان من حيث هو والمراد بقوله تعالى لقد كنت في غفلة من هذا يعني من هذا اليوم هو يوم القيامة وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. اي قوي لان كل احد يوم القيامة يكون مستبصرا حتى - 00:32:52ضَ

كفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة لكن لا ينفعهم ذلك قال الله تعالى اسمع بهم وابصر يوم يأتوننا يعني عندهم السمع والبصر والادراك والقوة لكن لا ينفع لانه انتهى وقت الاستجابة والاجابة منهم وانتهى وقت - 00:33:19ضَ

العمل وانما الوقت وقت جزاء على ما قدم المرء من خير او شر. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:33:42ضَ