التفريغ
قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم - 00:00:00ضَ
عفا الله عنها والله غفور حريم قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين هذه الايات الكريمة الثلاث من سورة المائدة جاءت بعد قوله جل وعلا ما على الرسول الا البلاغ - 00:00:28ضَ
والله يعلم ما تبدون وما تكتمون قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم لعلكم تفلحون. الايتين يقول جل وعلا قل يا محمد - 00:00:58ضَ
للناس كافة لا يستوي الخبيث والطيب ما المراد بالخبيث؟ وما المراد بالطيب قل لا يستوي الخبيث والطيب لا يستوي المؤمن والكافر المؤمن طيب والكافر خبيث قل لا يستوي المطيع والعاصي - 00:01:29ضَ
قل لا يستوي المتق الله والفاسق قل لا يستوي الحلال والحرام قل لا يستوي العمل الصالح والعمل السيء لا يستوي الخبيث والطيب فلا يقارن الخبيث بالطيب لان الخبيث لا ينفع صاحبه بل يضره ايا كان نوعه - 00:02:07ضَ
والطيب ينفع صاحبه وان قل عمله باذن الله ولو اعجبك كثرة الخبيث ولو اعجبك ايها المخاطب غير النبي صلى الله عليه وسلم لانه عليه الصلاة والسلام لا يعجبه كثرة الخبيث فهو عليه الصلاة والسلام يتورع عن كثير من المباحات - 00:02:44ضَ
تقوى لله جل وعلا فهو معصوم عليه الصلاة والسلام من ان يعجبه كثرة الخبيث ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب ولو اعجبك كثرة الخبيث لا تغتر بالمظهر - 00:03:18ضَ
او بجمال الصورة او مظهر من مظاهر الدنيا والبهارج وما الى ذلك كل هذه لا تزن عند الله شيئا وانما العمل الصالح والتقى والايمان بالله جل وعلا وان كان صاحبه لا يأبه له ولا يلتفت له - 00:03:47ضَ
ويرد عند الدخول ولا يؤذن له ما هو عزيز عند الله بعمله الصالح رب اشعث ابر مدفوع بالابواب. لو اقسم على الله لابره ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن الى قلوبكم فهو جل وعلا يعلم المتقي - 00:04:15ضَ
وهو المقرب عنده وهو الكريم عنده ان اكرمكم عند الله اتقاكم فاتقوا الله يا اولي الالباب. ما المراد بالالباب؟ العقول. فاتقوا الله يا اصحاب العقول لا تغتروا بالمظاهر بل اهتموا بما يحبه الله جل وعلا. اهتموا بما يرضي الله تبارك وتعالى - 00:04:47ضَ
اهتموا بما ينفعكم عند الله في الدار الاخرة اهتموا بما له وزن عند الله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر - 00:05:18ضَ
الانسان في خسارة وهلاك الا من اتصف بهذه الصفات الاربع واتقوا الله ابتعدوا عن معصية الله واعملوا بطاعة الله وتقوى الله جل وعلا وصيته للاولين والاخرين من خلقه فهو يوصي جل وعلا بتقواه في ايات كثيرة من كتابه العزيز - 00:05:41ضَ
وقد يوصي بالاية في الاية الواحدة بالتقوى اكثر من مرة اكثر من مرة يكرر التقوى الامر بالتقوى في الاية الواحدة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله مرتان - 00:06:12ضَ
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله في اية واحدة وهي كما فسرها بعض العلماء رحمهم الله هي العمل بطاعة الله - 00:06:37ضَ
على نور من الله الرجاء ثواب الله والبعد عن معصية الله على نور من الله خوفا من عقاب الله يعني يعمل الطاعة لانه يعرف انها طاعة وان الله يحبها ويرجو ثوابها - 00:07:03ضَ
ويترك المعصية لا حياء من الناس ولا مجاملة ولكن لان الله يبغضها ويعاقب عليها واتقوا الله يا اولي الالباب. يا اصحاب العقول يا اولي اولي بمعنى اصحاب يا اولي الالباب اصحاب العقول - 00:07:26ضَ
لان من عنده العقل الراجح حري به ان يتقي الله جل وعلا لان العقل يقوده الى ما فيه صلاحه ويبعده عما فيه هلاكه واتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. فلاحكم وسعادتكم في الدنيا والاخرة - 00:07:50ضَ
منوط بتقوى الله جل وعلا اذا اتقيتم الله افلحتم في الدنيا والاخرة الثواب العظيم في الاخرة. والفلاح في الدنيا بطيب الخاطر وانشراح النفس والرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا - 00:08:17ضَ
والاقبال على طاعة الله. وان كان معدما من المال وان كان فقيرا وان كان مريظا وان كان مبتلى فهو محتسب كما قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير - 00:08:43ضَ
فهو في حال خير دائما وابدا. ان اصابته سر شكر. يحمد الله على هذه النعمة. وان اصابته ضرا صبر واحتسب ذلك وانشرح نفسه بالرضا بالله والاطمئنان بان الله اراد له - 00:09:04ضَ
قد يبتلي الله جل وعلا عبده وهو يريد له الخير ويحبه والله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب واتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون ثم انه جل وعلا حذر عما سلكته بنو اسرائيل مع انبيائهم - 00:09:26ضَ
من كثرة سؤالاتهم بعضها تعنتا وتشددا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم لا تسأل عن شيء لست مكلفا به وقد تكلف به لا تسأل عن شيء انت معافا عنه فقد تبتلى به - 00:09:56ضَ
لا تسأل والله جل وعلا يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء وما ترك شيئا يحتاجه العباد الا وبينه. وما سكت عن شيء الا رحمة بالعباد. لا نسيانا ولا غفلة وما - 00:10:29ضَ
كان ربك نسيا فهو جل وعلا لا ينسى ولا يغفل ويترك بعض الشيء رحمة بالعباد. فلا يظهرها ولا يفضحها يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم - 00:10:45ضَ
نهى صلى الله نهى نهى الله جل وعلا عباده عن ان يسألوا اشياء هم في عافية منها لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس ان الله كتب - 00:11:08ضَ
عليكم الحج فحجوا فقام رجل فقال يا رسول الله في كل عام فغفل عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم كرر ثم كرر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتموه - 00:11:30ضَ
والرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا رسول الله ارأيت لو وجد احدنا مع امرأته رجلا ماذا يصنع؟ ان قتله قتلتموه به وان سكت سكت على عظيم - 00:11:53ضَ
اعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجبه ثم جاء بعد يوم او يومين او اكثر فقال يا رسول الله ان الذي سألتك عنه قد ابتليت به وجدت رجلا مع امرأتي قد تفخذها - 00:12:12ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة او حد في ظهرك اثبت ما تقول انت رميت رجلا بامرأة ورميت امرأة بالرجل وتثبت ما تقول منين يثبت؟ وهم في بيته مختفين. وما اطلع عليهم الا هو - 00:12:34ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة او حد في ظهرك ابتلي بهذا والرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال ما سألتموني عن شيء الا اخبرتكم به في هذه الساعة - 00:12:55ضَ
وقام رجل فقال يا رسول الله اين ابي؟ قال ابوك في النار ان تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم قام اخر فقال يا رسول الله من ابي؟ قال ابوك فلان - 00:13:14ضَ
وقام عمر رضي الله عنه وقال رضينا بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالاسلام دينا وبالقرآن اماما ولا تسألوا او لا تقولوا فنحن يا رسول الله حديث عهد بشرك - 00:13:33ضَ
هدأ النبي صلى الله عليه وسلم ورضي بقول عمر رضي الله عنه وارضاه فانزل الله جل وعلا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم قد يكون الانسان في عافية من شيء ما - 00:14:00ضَ
فيسأل عنه فيبتلى به قد يكون ما يعلم عنه انه منسوب الى ابيه او لغير ابيه ينسب لابيه ولا يعلم عن شيء اخر ويسأل عن شيء ما فيفتضح بشيء ما ستر الله ستره الله - 00:14:23ضَ
وهكذا ما ينبغي للانسان ان يسأل اسئلة تعنت او اسئلة فرض لو وجد كذا ماذا يكون؟ لو وجد كذا ماذا يكون وانما يسأل عما يشكل عليه من امر دينه مما هو محتاج اليه. يسأل عن صفة الصلاة. يسأل عن الزكاة الواجبة. يسأل عن الحج. يسأل عن امور دين - 00:14:46ضَ
التي هو مكلف بها اما يسأل عن اشياء هو معافى منها فقد يبتلى بها وكما جاء في الحديث اشد الناس جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته - 00:15:12ضَ
والله جل وعلا لام بني اسرائيل ووبخهم وفظحهم لما اكثروا الاسئلة على انبيائهم فشددوا على انفسهم فشدد الله عليهم يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم. وان تسألوا عنها - 00:15:34ضَ
حين ينزل القرآن تبدى لكم. عفا الله عنها ان سألتم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء لا تعلمونه وانتم لستم محتاجون اليه وجود محمد صلى الله عليه وسلم بين اظهركم قد يأتيكم الوحي بذلك - 00:16:01ضَ
قد يأتيكم الوحي بذلك فتكون فضيحة فلا تسألوا ان تسألوا عن شيء ربما ينزل الوحي في بيانه فيفتضح صاحبه كما روي عن احد الصحابة رضي الله عنه قال مطمن ما اطمئنا ومستأنسنا بازواجنا الا بعد ما انقطع الوحي - 00:16:26ضَ
لان الواحد يتخوف انه يستأنس مع زوجه مثلا بشيء ما فينهى عنه فينهى عنه الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتحرجون ولهذا كانوا اذا جاء الرجل من البادية يفرحون به حتى - 00:16:51ضَ
يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اشياء يستحون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يسألوها والاعراب اكثر جفاء وعدم عدم مبالاة فيسألون من حضر من الصحابة يعلم السؤال والجواب ويستفيد وهم رضي الله عنهم يستحيون من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:13ضَ
ولهذا يقول احد الصحابة رضي الله عنهم اسئلة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم معدودة معدودة وجاءت كلها في القرآن. يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير يسألونك عن الخمر والميسر وخير ذلك مثلا من الاسئلة التي جاءت بحق - 00:17:41ضَ
فنزل القرآن ببيانها اما بنو اسرائيل فيسألون سؤالات تعنت لما امرهم الله جل وعلا ان يذبحوا بقرة جاء في الحديث انهم لو اخذوا اي بقرة وذبحوها وضربوا بجزء منها القتيل لاحياه الله وتكلم. لكنهم - 00:18:06ضَ
كما قص الله جل وعلا علينا عنهم في القرآن انهم قالوا سألوه عدة اسئلة عن هذه البقرة وفي كل مرة ينزل بيان حتى شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم فلم يجدوا هذه البقرة الا بملئ جلدها ذهب - 00:18:29ضَ
ولو اخذوا اي بقرة وذبحوها كما جاء في الحديث. وظربوا بها القتيل لاحياه الله وتكلم لكنهم تشددوا وتعنتوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها - 00:18:50ضَ
عفا الله عنها ولا تزر وازرة وزر اخرى. فلان ابن فلان مثلا قد يكون من خيار الصحابة رضي الله عنه. ابوه وامه اخطأوا او اخطأت امه مثلا في الجاهلية فاصله من غير ابيه مثلا - 00:19:16ضَ
فلا يظير ولا تزر وازرة وزر اخرى وقد سترها الله جل وعلا. وكما قال جل وعلا عن بعض المعاندين عتل بعد ذلك زنيم. يعني في تفسير زنيم انه ابن زنا. يعني ليس ابوه هو المنسوب اليه - 00:19:37ضَ
حاليا هو كذا وكذا صفاته مع ذلك هو ولد زنا. فضحه الله جل وعلا عفا الله عنها والله غفور حليم. غفور كثير المغفرة جل وعلا. حليم كثير الحلم عن عباده يطلع على معاصيهم ويطلع على ما في قلوبهم ويطلع على سوء اعمالهم ويسترهم - 00:19:57ضَ
جل وعلا ويحلم عليهم قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين سألها قوم من قبلكم من الامم قبلكم ما استفادوا منها اجابهم الله على طلبهم فكفروا بما اعطاهم - 00:20:29ضَ
والله اصحاب المائدة اصحاب عيسى على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام. سألوا الله ان ينزل عليهم مائدة من السماء فانزلها الله جل وعلا عليهم وتوعدهم ان لم يؤمنوا بها. فما امنوا بها كفروا بها - 00:20:57ضَ
اصحاب نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام سألوا الله سألوا نبيهم ان يسأل الله ان يخرج لهم ناقة من هذه الصخرة واخرج الله جل وعلا لهم الناقة من الصخرة فكفروا بها وقتلوها - 00:21:20ضَ
والله يحذر عباده من ان تسألوا اشياء ان تبدى لكم تسوءكم وان تسألوا عنها يأتي بيانها. ثم يكون الكفر منكم بها قد سألها قوم من قبلكم من الامم ثم اصبحوا بها كافرين. ما امنوا بهذه الاية العظيمة التي - 00:21:43ضَ
اعطاهم الله بل كفروا بها. جاءتهم على ما طلبوا وكفار قريش سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل الله لهم الصفا ذهبا واوحى الله الى عبده انه ان شاء جعله الله جل وعلا لهم ذهبا وهو قادر على كل شيء. لكن من - 00:22:07ضَ
بذلك فالويل له وما رغب صلى الله عليه وسلم بان يعطيهم الله ذلك خشية من ان يعاجلهم بالعقوبة قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم - 00:22:33ضَ
قل يا محمد لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك ايا ايها الانسان كثرة الخبيث يعني ان القليل ايها الانسان يعني الاعجاب هنا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم وانما الاعجاب - 00:23:03ضَ
مطلق الانسان. نعم كثرة الخبيث يعني ان القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار كما جاء في الحديث ما قل وكفى خير مما مما كثر والهى وتفسير الاية بالعموم في كل شيء طيب وخبيث. اولى والله اعلم. نعم - 00:23:22ضَ
وقال ابو العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ليست في الحلال والحرام فقط بل المؤمن والكافر والتقي والفاسق وهكذا نعم وقال ابو القاسم البغاوي عن ابي امامة ان ثعلبة ابن حاطب الانصاري قال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني مالا. فقال النبي صلى - 00:23:49ضَ
الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه لان الانسان قد يكون عنده المال الكثيف ما يؤدي حق الله فيه. يستكثر الزكاة والعطاء جزيل من الله. والزكاة هي هي في - 00:24:15ضَ
ما للقليل والكثير. قد يجود الانسان بالزكاة القليلة من المال القليل. لكن قد يبخل الكثيرة من المال الكثير وقال له قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه نعم فاتقوا الله يا اولي الالباب. اي يا ذوي العقول الصحيحة المستقيمة. وتجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا بالحلال واكتفوا به - 00:24:32ضَ
لعلكم تفلحون. اي في الدنيا والاخرة ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبد لكم تزؤكم. هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين. ونهي له عن ان يسألوا عن اشياء مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها. لانها ان اظهرت لهم تلك الامور ربما ساءتهم وشق عليهم - 00:25:03ضَ
وشق عليهم سماعها كما جاء في الحديث ان رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبلغني احد عن شيء لا يبلغني احد عن احد شيئا اني احب ان نخرج اليكم وانا سليم الصدر - 00:25:27ضَ
وقال البخاري عن انس ابن مالك قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط وقال فيها لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. قال فغطى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:44ضَ
وجوههم لهم حنين. يبكون رضي الله عنهم وارضاهم. نعم. فقال الرجل من ابي؟ قال فلان. فنزلت هذه الاية لا تسألوا عن اشياء وعن ابي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان محمر وجهه حتى جلس على المنبر فقام رجل فقام اليه - 00:26:02ضَ
يا رجل فقال اين ابي؟ قال في النار فقام اخر فقال من ابي؟ فقال ابوك ابوك حذافة. فقام فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رضينا بالله ربا الاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. وبالقرآن اماما. ان يا رسول الله حديث عهد بجاهلية وشرك - 00:26:25ضَ
الله اعلم من اباؤنا. قال فسكن غضبه ونزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم الاية واسناده جيد وقد ذكر هذه وقد ذكر هذه القصة مرسلات غير غير واحد من السلف منهم السدي. قال البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه - 00:26:48ضَ
قال كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من ابي؟ ويقول الرجل تظل تظل ناقته فيقول اين ناقتي؟ فانزل الله فيهم هذه الاية. يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم حتى حتى - 00:27:11ضَ
ومن الاية كلها وظاهر الاية النهي عن السؤال عن الاشياء التي اذا علم بها الشخص ساءته فالاولى الاعراض عنها وتركها وما احسن الحديث الذي رواه الامام احمد عن عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه - 00:27:31ضَ
لا يبلغني احد عن احد شيئا فاني احب ان اخرج اليكم وانا سليم الصدر. الحديث وقوله تعالى وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم اي وان تسألوا عن هذه الاشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على رسول الله - 00:27:48ضَ
صلى الله عليه وسلم تبين لكم وذلك على الله يسير. ثم قال عفا الله عنها اي عما كان منكم قبل ذلك. والله غفور رحيم والله غفور حليم. قيل المراد بقوله وان تسألوا عنها ينزل القرآن تبدى لكم - 00:28:07ضَ
اي لا تسألوا عن اشياء تستأنف تستأنفون السؤال عنها فلعله قد ينزل بكم قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد او تضييق وقد ورد في الحديث اعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته. يعني يكون بمسألته هذه ضرر وتعب وارهاق - 00:28:26ضَ
لعموم المسلمين فيأثم بذلك نعم. ولكن اذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن بيانها بينت لكم حينئذ لاحتياجكم اليها عفا الله عنها اي ما لم يذكره في كتابه فهو اما عفا عنه فاسكتوا انتم عنها كما سكت عنها. وفي الصحيح ان رسول الله - 00:28:50ضَ
الله عليه وسلم انه قال ذروني ما تركتكم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم وفي الحديث الصحيح ايضا ان الله تعالى فرض فرائضا فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهي - 00:29:13ضَ
وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين اي قد سأل هذه المسائل من هي عنها قوم من قبلكم فاجيب عنها ثم لم يؤمنوا - 00:29:34ضَ
بها فاصبحوا بها كافرين. اي بسببها اي بينت لهم فلم يتبعوا فلم ينتفعوا بها. لانهم لم يسألوا عنها على وجه الاسترشاد. بل على وجه الاستهزاء والعناد وقال العوفي عن ابن عباس في الاية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في الناس وقال يا قوم كتب عليكم الحج فقام رجل - 00:30:14ضَ
من بني اسد وقال يا رسول الله افي كل عام فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم واذا لكفرتم فاتركوني ما تركتكم واذا امرتكم بشيء - 00:30:39ضَ
فافعلوا واذا واذا نهيتكم عن شيء فانتهوا. فانزل الله هذه الاية نهاهم ان يسألوا عن مثل الذي سألت عنه النصارى من المائدة فاصبحوا بها كافرين. فنهى الله عن ذلك وقال لا تسألوا عن اشياء ان نزل القرآن فيها بتغليظ نسائكم ذلك. ولكن - 00:30:58ضَ
فاذا نزل القرآن فانكم لا تسألون عن شيء الا ان وجدتم بيانا ثم قال قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين روي عن عكرمة رحمه الله ان المراد بهذا النهي عن سؤال وقوع الايات كما سألت قريش ان يجري لهم انهارا وان يجعل لهم مصطفى ذهبا وغير ذلك - 00:31:18ضَ
وكما سألت اليهود ان ينزل عليهم كتاب من السماء وقد قال الله تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. وقال تعالى واقسم بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن بها قل انما الايات عندي ليؤمنن ليؤمنن واقسم بالله جهد ايمانكم - 00:31:39ضَ
لئن جاءتهم اية ليؤمنن بها قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا انها اذا جاءت لا يؤمنون الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:31:59ضَ