تفسير ابن كثير | سورة الفرقان

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 6- سورة الفرقان | من الأية 45 إلى 54

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم المتر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم اجعلنا الشمس عليه دليلا - 00:00:00ضَ

ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا انعاما - 00:00:28ضَ

ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا اكثر الناس الا كفورا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج - 00:01:00ضَ

وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا في هذه الايات الكريمة بيان لعظم قدرة الله جل وعلا ووحدانيته تعالى وانه هو المستحق - 00:01:38ضَ

للعبادة وحده لا شريك له بعدما لام الكفار على اعراضهم عما دعاهم اليه محمد صلى الله عليه وسلم وقال تعالى الم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا - 00:02:20ضَ

ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا هذا الدليل الاول من ادلة خمسة ستأتي ان شاء الله والظل هو امر متوسط بين الظوء الخالص والظلمة الخالصة وهذا التوسط هو اعدل الطرفين اعدل من الطرفين - 00:02:59ضَ

وهو اطيب الاحوال يسكن اليه الانسان ويرتاح فيه لان الظلمة الخالصة يكرهها الانسان بطبعه وينفر عنها بحسه والظوء الكامل لقوته يبهر ويؤذي ولذا وصف الله جل وعلا الجنة وقال تعالى - 00:03:40ضَ

وظل ممدود وما المراد بهذا الظل قيل المراد به من طلوع الفجر والاصفرار الى طلوع الشمس قالوا في هذا الظل في هذا الوقت يجد المريض الراحة وكذلك المسافر والانسان يرتاح لهذا الوقت - 00:04:20ضَ

والاستفهام هنا للتقرير وترى الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره تبعا له والرؤية هذه يصح ان تكون بصرية لان الظل يرى بالعين يقول رأيت محمدا يعني بعيني ويصح ان تكون الرؤيا هذه - 00:05:02ضَ

علمية يقول رأيت الله اكبر كل شيء يعني علمت ذلك الرؤية تكون بصرية وتكون علمية ويصح في هذه الاية ان يكون المراد بها البصرية وان يكون المراد بها العلمية لان فيها استدلال - 00:05:37ضَ

على الخالق جل وعلا القادر المتصرف في الكون لان الظل يتجدد وكل متجدد حادث وكل حادث لابد له من محدث وهو الله جل وعلا والظل قال اهل اللغة الظل يكون بالغداة يعني من الصباح - 00:06:07ضَ

الى استواء الشمس والفيء يكون ما بعد ذلك الى غروب الشمس يسمى في لانه فاع ورجع وقال بعضهم الظل ما نسخته الشمس والفيء ما نسخ الشمس وهو بمعنى الاول لان الظل ما نسخته الشمس يعني هو اول النهار - 00:06:41ضَ

والظل والفيء ما نسخ الشمس الذي هو مما بعد منتصف النهار الى اخره الم تر الى ربك كيف مد الظل وبقدرة الله جل وعلا جعل هذا الظل وجعل الشمس عليه - 00:07:15ضَ

ما يزيد وينقص ويضمحل وينتشر قال بعض اهل اللغة وهذا الكلام على القلب والتقدير المتر الى الظل كيف مده ربك يعني اعتبر في الظل على قدرة الله جل وعلا واستدل بذلك. واعلم - 00:07:42ضَ

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف مد الظل اي بعد الفجر قبل ان تطلع الشمس ورؤي عنه رضي الله عنه انه قال المتر انك اذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس الى مغربها ظلا - 00:08:13ضَ

ثم بعث الله عليه الشمس دليلا فقبض الظل ويستدل بذلك على قدرة الله جل وعلا. كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا هذي جملة معترظة جملتين الم تر الى ربك كيف مد الظل - 00:08:37ضَ

ثم جعلنا الشمس عليه دليلا مده وجعل الشمس عليه ولو شاء جل وعلا لجعله ساكنا ولكنه بقدرته جعله هكذا وذلك نعمة من الله جل وعلا على الخلق والله جل وعلا امتن على الخلق - 00:09:07ضَ

بان جعل لهم الليل والنهار وامتن عليهم بالشمس والقمر وامتلن عليهم بالظل وهم يستفيدون من هذا فائدة كبيرة في ابدانهم وفي معاشهم وفي زروعهم واشجارهم وانعامهم والكل يستفيد من ذلك فائدة - 00:09:37ضَ

عظيمة ولو شاء الله لجعله ساكنا يستمر دائما او يكون مع وجود الشمس فلا تؤثر فيه او تحجب الشمس عنه بشيء ما من مخلوقات الله جل وعلا من سحاب او غيره - 00:10:10ضَ

ولكن الله جل وعلا جعله بهذا الشكل متحرك ثم جعلنا الشمس عليه دليلا علامة واضحة وهو يتبعها كما يتبع الدليل المرء اذا كان معه دليل يكون امامه وهو يتبع الدليل - 00:10:38ضَ

وكذلك هذا الظل تابع للشمس زيادة ونقصا ينقص من طلوعها الى او الى منتصف النهار ثم يبدأ بالزيادة من منتصف النهار الى غروب الشمس ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا فمن نعمة الله جل وعلا على العباد - 00:11:05ضَ

من جعل قبض الظل شيئا فشيئا تدريجيا ولا تنتشر عليهم الشمس دفعة واحدة ويرتفع الظل ويزول دفعة واحدة بل تدريجيا لما في ذلك من المصالح وقيل في قوله جل وعلا قبضا يسيرا - 00:11:36ضَ

اي سهلة وذلك سهل على الله جل وعلا يسير عليه يسير الظل هكذا والشمس نتوجه اليه بيض محل ثم يبدأ بالزيادة ذلك سهل يسير على الله جل وعلا ثم امتن جل وعلا بنعمة اخرى على العباد - 00:12:07ضَ

ودليل ثان على قدرة الله جل وعلا ووحدانيته وانه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له وقال تعالى وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا وهو الذي جعل لكم الليل لباس - 00:12:40ضَ

جعل الليل بظلامه بمنزلة اللباس الذي يستر ويتوقف الناس عن الحركة وجعل النوم سباتا سبات الراحة جعل النوم صراحة للبدن وراحة للروح ولو استمر الانسان بالعمل اكثر من يوم لا ارهق وتعب وما استطاع - 00:13:08ضَ

والله جل وعلا امتن على العباد بالليل والنهار ولو كان الوقت كله ليل ما استطاع الناس العمل والحركة والتصرف وطلب المعاش ولو كان الوقت كله نهار لتعب الناس وما وجدوا وقتا للراحة - 00:13:45ضَ

وانهمكوا في العمل وما استراحوا ولكن الله جل وعلا امتن عليهم بهذا وهذا وهو الذي جعلكم جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا ترتاحون فيه فيرتاح فيه البدن وترتاح فيه الروح كذلك - 00:14:12ضَ

وينقطع الانسان عن العمل في النوم وفي الليل ليستريح وان لم يحب ذلك ولكن لمصلحته قال اهل اللغة واصل السبات التمدد يقال ثبتت المرأة شعرها بمعنى نقظته وارسلته وسرحته ورجل مسبوت الخلقة - 00:14:42ضَ

اي ممدود والنوم غالبا يكون حالة تمدد الانسان وهو النوم المريح نوم الجالس لا يرتاح له ويطلق السبت والسبات على القطع واطلاقه على النوم بانه يقطع الحركة اذا نام الانسان - 00:15:18ضَ

انقطعت حركته وهو يبدأ النوم الرأس ثم يمتد حتى يصل الى القلب ويقال السبات النوم الثقيل والانسان لا يرتاح الا اذا نام نوما كاملا يعني ثقيلا يرتاح بذلك كذلك نعمة - 00:15:50ضَ

من الله جل وعلا والنوم المستغرق يسمى وفاة كما قال الله جل وعلا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار وجعل النهار نشورا اي ينتشر فيه الخلق باعمالهم ولطلب معاشهم - 00:16:22ضَ

وجعل جل وعلا زمنا لطلب المعاش والعمل والحركة وزمنا للراحة والسكون والاستقرار ليستمر عطاء البدن وعمله ونفعه وفي هذه الاية دلالة على قدرة الخالق جل وعلا لهذا الشيء وفي النوم واليقظة كذلك - 00:16:56ضَ

دليل الحياة والموت والبعث ان الله جل وعلا يميت المرء بالنوم اولا ثم يحييه بعد ذلك بالاستيقاظ وكذلك المرء في الدنيا يموت اذا انقضى اجله ثم يحيه الله جل وعلا - 00:17:33ضَ

في الدار الاخرة وكما قال لقمان الحكيم لابنه كما تنام فتوقظ كذلك تموت فتنشر يعني تحيا كما تنام وبعد النوم تستيقظ وكذلك يأتيك الموت الذي هو مثل النوم ثم يأتيك البعث الذي هو مثل - 00:18:09ضَ

الاستيقاظ وفي قدرة الله جل وعلا على ان ينام المرء ويستيقظ بارادة الله جل وعلا كذلك بقدرته يموت ويحيا وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته دليل ثالث على قدرة الله جل وعلا - 00:18:41ضَ

وعلى حسن تصرفه في الكون وانه هو الخالق وهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له وهو الذي ارسل الرياح بشرى يعني مبشرة بالغيث والمطر وقرأ النشرة النون متفرقة الرياح يرسلها متفرقة - 00:19:21ضَ

امام المطر بين يدي رحمته بين يدي المطر لانه يوجد الرياح ثم السحاب ثم المطر بارادة الله جل وعلا والمراد بالرياح الجنس وجمعها الرحمة الرياح بلفظ الجمع رحمة يرحم الله بها العباد - 00:20:04ضَ

والريح بلفظ الافراد عذاب ونقمة والنبي صلى الله عليه وسلم اذا هبت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا وهي انواع الصبا والجنوب والشمال هذه رحمة والدبور عذاب فهي ريح العذاب - 00:20:36ضَ

وهي التي اهلك الله جل وعلا بها عاد ارسل عليهم الريح ولم يرسل عليهم رياحا الشمال تأتي من جهة الشمال كما هو معروف والجنوب تأتي من جهة الجنوب الشمال قالوا شامية - 00:21:18ضَ

والجنوب يمنية تأتي من جهة اليمن والصبا تأتي من مطلع الشمس والدبور تأتي من المغرب من جهة الغرب والريح والرياح الرياح يصح ان تؤنس وان تذكر ويقال هبت الرياح وهب الرياح - 00:21:43ضَ

وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته امام المطر مبشرة به ومشعرة بقرب نزولي المطر وانزلنا من السماء ماء طهورا وانزلنا من السماء ماء طهورا والطهور هو الطاهر في نفسه - 00:22:16ضَ

المطهر لغيره وقسم الفقهاء رحمهم الله الماء الى ثلاثة انواع طهور وطاهر ونجس والطهور والطاهر في نفسه المطهر لغيره. وهو الذي يتوضأ به وتغسل به النجاسة وطاهر وهو الطاهر في نفسه غير المطهر لغيره - 00:22:50ضَ

والثالث النجس في نفسه وينجس ما اصابه والماء الطهور هو انفع المياه واحسنها للاستعمال والله جل وعلا امتن على العباد بذلك وانزلنا من السماء ماء طهورا يقال طهور وطهور والطهور الماء - 00:23:27ضَ

والطهور المصدر الذي هو الفعل يقول تريد اريد ان اعمل طهورا يعني مصدر وهذا الماء يعني يتطهر به ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر لما قال له الصحابي رضي الله عنه - 00:24:04ضَ

يا رسول الله انا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا فهل نتوضأ بماء البحر وقال صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته ماء البحر طهور يتطهر به - 00:24:32ضَ

ويتوضأ منه ويغتسل وميتته حلال التي هي السمك تجد السمكة في البحر ميتة لا تحل فهي حلال فاحسن المياه هو الطهور وامتن الله جل وعلا به على اهل الجنة فقال - 00:24:56ضَ

وسقاهم ربهم شرابا طهورا وانزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا انزله الله جل وعلا لمصالح عظيمة لا غنى للخلق عنها من ذلك لنحيي به بلدة ميتة البلدة - 00:25:19ضَ

مؤنث والمؤنس يخبر عنه بانه ميتة وقال جل وعلا بلدة ميتة لانه لانه مراد بالبلدة هنا والله جل وعلا ينزل المطر على الارض وهي ميتة يعني ليس فيها شيء حي - 00:25:57ضَ

لا نبات ولا غيره فتحيا باذن الله من نبات والخضرة بل التزم بلد تميت ونسقيه جعله الله جل وعلا شرابا للانعام وللإنس ونسقيه بفتح النون وبالظم ونسقيه فبدأ به جل وعلا باحياء الارض - 00:26:20ضَ

اسقاء الانعام لان الناس في حاجة ماسة لذلك فلا قوام لهم ولا استمرار لحياتهم الا بحياة ارضهم وانعامهم ونسقيه ونسقيه مما خلقنا انعاما والله جل وعلا يسقي به جميع المخلوقات - 00:27:07ضَ

لكن حاجة الخلق الى الانعام اكثر فامتن الله جل وعلا عليهم بذلك مما خلقنا انعاما والانعام اذا اطلقت في الاصطلاح فيراد بها الابل والبقر والغنم وحاجة الناس الى هذه اشد - 00:27:41ضَ

من حاجتهم الى غيرها واناسية كثيرة اناسي جمع انسان على ما قرره سيبويه رحمه الله هنا للتعليل لانزال المطر لاجل كذا وكذا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه او ونسقيه مما خلقنا انعاما - 00:28:07ضَ

واناسية كثيرة ولقد صرفناه بينهم ليذكروا شرفناه الظمير يعود الى الماء الذي ينزل من السماء المطر وقيل راجع الى القرآن لان الله جل وعلا قدم ذكرى في الايات السابقة وقيل - 00:28:42ضَ

راجع الى ما تقدم من الايات الدالة على قدرة الله جل وعلا وهي الاظلال وانشاء السحاب وانزال المطر ليتفكروا ويعتبر وفي صرفناه قرأتان ولقد صرفناه بالتخفيف وشرفناه مثقلا بالتشديد ليذكروا - 00:29:28ضَ

ليذكروا للتخفيف والتشديد كذلك قراءتان سبعيتان يتذكروا ليتعظوا وليذكروا من الذكر ولقد صرفناه اي القرآن وبيناه ووضحناه صرفناه اي المطر لانه اقرب مذكور ووزعه الله جل وعلا في البلدان المختلفة - 00:30:08ضَ

ورؤي ان النازل من المطر في كل عام بمقدار واحد لكن الله جل وعلا يزيد في جهة وينقص في جهة لحكمة يعلمها الله جل وعلا وينزله في اوقات متغايرة وبكميات - 00:30:49ضَ

متفاوتة واسماء المطر في حالاته وطش وطل وجود ورذاذ وديمة كل هذه الاسماء لحالات نزول المطر ومقداره وكثرة ولقد صرفناه او صرفناه بينهم ليذكروا او ليذكروا فابى اكثر الناس الا كفورا - 00:31:13ضَ

ما اتعظوا وما ذكروا وما ذكروا وما استفادوا توجد الايات العظيمة الدالة على قدرة الله جل وعلا ووحدانيته ولكن اكثر الناس يكفر بها فابى اكثر الناس الا كفورا. يعني كفران النعمة - 00:32:02ضَ

قال عكرمة رحمه الله المراد هو قولهم في الافواه مطرنا بنوء كذا يعني ينسبون المطر الى غير موجده ينسبونه الى النوء النجم وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح - 00:32:30ضَ

لما انصرف من صلاة الغداة على اثر مطر نزل من الليل قال عليه الصلاة والسلام اتدرون ما قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر - 00:32:56ضَ

فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته كذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن الكوكب وكانت العرب في الجاهلية تنسب المطر الى الانواع. الى النوء - 00:33:18ضَ

نوع كذا نوء ممطر ونوء كذا نوء ممحل وغير ممطر والنوم عندهم سقوط نجم من المنازل في الغرب وطلوع رقيبه من الشرق والنجوم لكل نجم ثلاثة عشر يوما قالوا الا نجم الجبهة فان له - 00:33:43ضَ

اربعة عشر يوم وهذه تسير بقدرة الله جل وعلا فهي مخلوقة من مخلوقات الله جل وعلا. وليس لها تصرف في الكون ولا عمل وللذي اوجد المطر هو الذي اوجدها جل وعلا فهي مخلوقة لله سبحانه وتعالى وليس لها تصرف في الكون خلافا - 00:34:19ضَ

لما يزعمه اهل الجاهلية ومن نحى نحوهم من غيرهم ثم قال جل وعلا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا الله جل وعلا ارسل محمدا صلى الله عليه وسلم الى الثقلين - 00:34:49ضَ

الجن والانس بكاملهم والامم قبلنا قد يوجد في الزمن الواحد اكثر من نبي لكل نبي جهة وقد يوجد في المكان الواحد اكثر من نبي يساعد بعضهم بعضا ويصدق بعضهم بعضا ويعزز - 00:35:20ضَ

ويوازر بعضهم بعضا وميز الله محمدا صلى الله عليه وسلم بان فظله على سائر الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ارسله الى الثقلين الجن والانس وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اعطيت خمسا - 00:35:54ضَ

لم يعطهن احد قبلي ومنها وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة صلوات الله وسلامه عليه وهنا يقول الله جل وعلا ولو شئنا ولو اردنا لبعثنا في زمنك يا محمد - 00:36:25ضَ

في كل قرية نذيرا فالله جل وعلا قادر على ان يبعث في كل مكان نذير في كل بلد يبعث فيها رسول ولكن ذلك لتفضيل محمد صلى الله عليه وسلم ولتعظم - 00:36:48ضَ

رسالته وليعظم الحمل عليه صلوات الله وسلامه عليه فحمله اثقل الاحمال ورسالته اعظم رسالة وبهذا قال صلى الله عليه وسلم افضل الرسل وله المقام المحمود الذي يحمده فيه الاولون والاخرون. صلوات الله وسلامه عليه - 00:37:10ضَ

ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين لا تلن معهم ولا تستجب لهم والله جل وعلا ربك عظمك وميزك وكرمك على غيرك فلا تلن للكافرين يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم - 00:37:53ضَ

ولا تطع الكافرين فيما يطلبونه منك ولا تمل اليهم بل اجتهد في تبليغ الرسالة والدعوة الى ربك وجاهدهم به اي بالقرآن وجاهدهم به جهادا كبيرا وجاهدهم به اي بالقرآن وقيل - 00:38:33ضَ

جاهدهم بالله او جاهدهم بالاسلام او جاهدهم بالسيف ولكن الاول واقرب والله اعلم كما قرره جمع من المفسرين رحمهم الله يعني تحمل فرسالتك عظمى فهي اعظم رسالة ارسل بها رسول من قبل الله جل وعلا - 00:39:18ضَ

والجهاد الكبير هو الشديد العظيم وموقعه عند الله جل وعلا عظيم ويثيب عليه جل وعلا ثوابا عظيما وكما يقال الاجر على قدر المشقة كلما كان العمل فيه مشقة اكثر كان الاجر على قدره - 00:40:09ضَ

ولهذا لما كانت للصيام مشقة قال الله جل وعلا كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لي وانا اجزي به الصيام ثوابه لا يدخله عبد ولا حصر لما فيه من المشقة - 00:40:42ضَ

والصيام فيه انواع الصبر الثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله المؤلمة وقال الله جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فلما كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم اعظم الرسالة - 00:41:10ضَ

اعظم حمل تحمله عليه الصلاة والسلام في ذلك تحمل شديد اعطاه الله جل وعلا على قدر ذلك. ميزه على سائر الخلق. صلوات الله وسلامه عليه وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه - 00:41:36ضَ

وهذا ملح اجاج وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا هذا من ادلة قدرته جل وعلا ما رجع بمعنى ارسل البحرين متجاورين - 00:42:05ضَ

وقد يكون متلاصقين ولا يتمازجان ومرج تطلق بمعنى خلى يقال مرجت الدابة اذا خليتها وارسلتها في المرعى ويقال مرج بمعنى اختلط كما يقال مرج الدين اذا اختلط واضطرب الناس وهو الذي مرج البحرين ارسلهما - 00:42:39ضَ

وخلطهما في ثنايا الارظ وميز واحدا عن الاخر ولكل واحد فوائد عظيمة العذب فوائد عظيمة وفي الملح والمر فوائد اخرى عظيمة هذا عذب يقال فرات الشيء البالغ في العذوبة اذا عذب - 00:43:26ضَ

عذوبة قوية قيل له فرات وكلمة وفرت بمعنى قطع وسمي العذب فرات لانه يقطع العطش بخلاف غيره من المالح والمر فهو يستفاد منه في نواحي لكن لا يقطع العطش لو شرب منه المرء اكثر - 00:44:15ضَ

ما روي وهذا ملح اجاج بليغ الملوحة الاول بليغ العذوبة والثاني بليغ الملوحة قال ابن عباس رضي الله عنهما خلع احدهما على الاخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب - 00:44:54ضَ

وهما متقابلان ولا يؤثر ومتظادان ولا يؤثر احدهما على الاخر بقدرة الله جل وعلا وجعل بينهما برزخا البرزخ الحاجز والحائل بين الشيئين بقدرته تعالى والا فقد يكون في ثنايا الارض - 00:45:36ضَ

يحجب جل وعلا بعضهما عن الاخر وهما على منوال واحد يحفر المرء فيجد المال المالح ثم يحفر ويجد العذب ثم يحفر ويجد المالح بعد ذلك طبقات وجعل بينهما برزخا وان كان مما على سطح الارض - 00:46:08ضَ

كالبحار والانهار جعل بينهما حاجزا يحجزه بعضهما يحجز احدهما عن الاخر وحجرا محجورا اي سترا مستور قوي يمنع افساد احدهما للاخر وافساد المالح العذب اكثر اذا اختلط بالمال حظار لا اثر له - 00:46:35ضَ

وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ساترا وقيل المراد بالحجر المحجور كما تقدم لنا قريبا انها كلمة استعاذة حينما يرى الظالمون الملائكة والعذاب يقولون حجرا محجورا يعني استعاذة لكن لا تنفع - 00:47:12ضَ

وهنا كذلك يستعيذ احدهما من الاخر وجعل وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا. كل واحد يستعيذ من الاخر وكما قال الله جل وعلا في سورة الرحمن مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان - 00:47:38ضَ

قال ابن عباس رضي الله عنهما حجر احدهما عن الاخر بامره وقضائه جل وعلا وقد يكون في موقع واحد وفي مكان واحد ويحجب الله جل وعلا احدهما عن الاخر كما وجد - 00:48:08ضَ

عيون عذبة في وسط البحر ويعرف ذلك البحارة ومواطن الماء العذب ويأتون ويستقون من الماء العذب في وسط البحر ثم بين جل وعلا اية وعلامة على قدرته جل وعلا فقال - 00:48:26ضَ

وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وهو الذي خلق من الماء بشرا ما المراد بالماء هنا؟ قيل الماء النطفة قطرة المني يخرج منها يخلق الله جل وعلا منها الولد - 00:48:50ضَ

البشر ذكر او انثى وقيل المراد بهذا الماء الماء الذي عجنت به ادم التي خلق منها ادم لانه خلق من طين وعجن بالماء ولعل الاول اقرب والله اعلم اي خلق من الماء النطفة - 00:49:21ضَ

من ماء النطفة انسانا فجعله نسبا وصهرا النسب الذي ينسب اليه المرء الاباء والاجداد والاعمام والعمات والاقارب والصهر قرابة الزوج بالنسبة للزوجة وقرابة الزوجة بالنسبة للزوج الحمو غريب الزوج والختم - 00:49:49ضَ

قريب الزوجة والجميع يقال لهم اسحار وخلق الانسان وجعل النسب والصهر والمحرمات النكاح بالنسب معلومات الام والبنت والاخت وبنت الاخ وبنت الاخت مهما نزلوا والام مهما علت وبالمصاهرة ام الزوجة وبنت الزوجة - 00:50:37ضَ

واخت الزوجة والجمع بين الاختين - 00:51:27ضَ