تفسير اين كثير | سورة الأحقاف

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 8- سورة الأحقاف | من الأية 33 إلى 35

عبدالرحمن العجلان

السلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر انه على كل شيء قدير - 00:00:01ضَ

ويوم يعرض الذين كفروا على النار اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار - 00:00:35ضَ

بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون هذه الايات الكريمة اخر سورة الاحقاف يقول الله جل وعلا اولا يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى - 00:01:08ضَ

بلى انه على كل شيء قدير لما وبخ الله جل وعلا كفار قريش ونوه استجابة الجن لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم وتعثرهم من القرآن وايمانهم به قرر جل وعلا - 00:01:44ضَ

مبدأ البعث وانه سهل ميسور على الله جل وعلا عقلا وشرعا شرعا بالادلة وعقلا بالنظر في ايات الله جل وعلا الكونية فقال جل وعلا اولا الهمزة حرف استفهام والواو حرف عطف - 00:02:14ضَ

معطوف على مقدر بين الواو والاستفهام اولا يروا يعلم لان رأى هذه علمية رأى تأتي علمية وتأتي بصرية والعلمية تنصب مفعولين والبصرية تنصب مفعولا واحدا البصرية مثل قولك رأيت محمدا - 00:02:53ضَ

انتهى الكلام مفعول واحد رأيت يعني ببصري محمدا العلمية التي لا يرى الشيء بالبصر وانما يعلم رأيت الله اكبر كل شيء. او اكبر من كل شيء ما رأيت الله جل وعلا ببصري - 00:03:38ضَ

وانما علمت ذلك رأيت الله اكبر انك لو قلت رأيت الله ووقفت قلنا لا ما يصح هذا اما ان الكلام ما تم واما انك جاهل مخطئ انت ما رأيت الله ببصرك ولن تراه - 00:04:06ضَ

لابد ان تقول رأيت الله اكبر من كل شيء. نقول نعم احسنت لان رؤية الله جل وعلا لا تتأتى الان بالبصر فاذا نصبت مفعولين عرفنا انها علمية واذا نصب بها مفعول واحد عرفنا انها بصرية - 00:04:27ضَ

اولم يروا قلنا الواو حرف عطف عطف على ماذا على مقدر بين الاستفهام والواو ما تقديره يقدر حسب سياق الكلام حسب الايات ليس التقدير شيئا واحدا وانما هو حسب السياق - 00:04:53ضَ

فتقول مثلا هنا ولم يروا ان الله خلق السماوات والارض عاموا ولم يروا او تقول يتفكر ولم يروا هنا الرؤية بمعنى كما قلنا العلم الذي هو التفكر والتأمل عما حولهم - 00:05:19ضَ

ولم يروا ان الله خلق السماوات والارض ومن خلق السماوات والارض بهذا الشكل وهذه العظم وهذا التصريف فيها وما فيها من الايات جل وعلا ان يحيي الموتى اولم يروا ان الذي خلق السماوات والارض ولم يعيا - 00:05:58ضَ

ولم يعي قراءتان ولم يعي بخلقهن ولم يعي ولم يعي بخلقهن اي لم يعجز لا يعجز ولا يشق عليه بقادر على ان يحيي الموتى اين جواب ان اولم يروا ان - 00:06:32ضَ

واين خبرها واين اسمها؟ اسمها بجوارها اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض يعني اوجدهما من العدم ولم يعي بخلقهن ما تم الجواب وما تم ما جاء الخبر الى الان - 00:07:04ضَ

ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى قادر الباء هنا مجيدة للتأكيد بقادر على ان يحيي الموتى اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يحيي الموتى. الاصل في خبر - 00:07:26ضَ

ان الرفع لكنه هنا جر في حرف الجر الباء بقادر قادر على ان يحيى الموتى الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعجزه ذلك تعالى اليس قادر على ان يحيى الموتى - 00:07:59ضَ

اجاب جل وعلا بقوله بلى جيء بها جواب للنفي بابطاله بابطال النفي بخلاف نعم فهي لاثبات النفي تقول مثلا اعلم انك نجحت في الامتحان فتقول الجواب ان كنت نجحت ماذا تقول - 00:08:27ضَ

يعني بلى نجحت في الامتحان فان قلت نعم فهمت انك لم تنجح في الامتحان نعم لاثبات النفي جواب لاثبات المنفي عدم النجاح بخلاف فلا فهي لابطال النفي واثبات الشيء المنفي - 00:09:11ضَ

الم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى؟ بلى يعني قادر بلى اي قادر انه تعليل على كل شيء قدير قادر على احياء الموتى لانه جل وعلا على كل شيء قدير - 00:09:39ضَ

وهذا تقرير لاثبات الميعاد واثبات البعث في شيء ظاهر محسوس يدركه كل انسان يقال له الذي خلق السماوات هذا الذي تشاهدها وخلق هذه الارض هذان الكوكبان العظيمان اليس بقادر على ان يحيي الموتى - 00:10:12ضَ

فتقول بلى يعني بلى انه قادر ثم علل ذلك بقوله انه على كل شيء قدير قادر على كل شيء بما في ذلك احياء الموتى يقول تعالى او لم يروا اي هؤلاء المنكرون للبعث يوم القيامة - 00:10:40ضَ

المستبعدون لقيام الاجساد يوم المعاد ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن اي لم خلقهن بل قال لها كوني فكانت بلا ممانعة ولا مخالفة بل طائعة مجيبة خائفة وجلة - 00:11:08ضَ

افليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى كما قال في الاية الاخرى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون. لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس - 00:11:32ضَ

فكيف ينكر منكر البعث البعثة وهم يرون ويعلمون ان الله خلق السماوات والارض ايهما اكبر في نظر العاقل خلق السماوات والارض؟ ام خلق انسان او اعادة انسان بعد مماته فرق عظيم بينهما - 00:11:52ضَ

لا شك ان خلق السماوات والارض اكبر وما دام انه اكبر والله جل وعلا خلقهما على غير مثال سبق فهو قادر على احياء الميت بعد موته واعادته كما كان ولهذا قال بلى انه على كل شيء قدير. على هذا وغيره - 00:12:17ضَ

وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. نعم ثم ذكر جل وعلا شيئا مما يكون يوم القيامة تخويفا للعباد لهؤلاء المنكرين للبعث البعث لا شك فيه والاهوال والعظائم كلها تكون بعد البعث - 00:12:43ضَ

فيذكر جل وعلا بشيء مما يحصل بعد البعث لعل العبد يتذكر لعله يتعظ لعله يؤمن بالله يصور الله جل وعلا يوم القيامة للناس كانه رأي عين وقال جل وعلا ويوم يعرض الذين كفروا على النار - 00:13:13ضَ

اليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا اقسموا وحلفوا انه صدق وصحيح قال قال الله جل وعلا فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. فذوقوا هذا ماضي كأنه شيء حصل لان هذا شيء متحقق وقوعه. والا هذا مستقبل الى الان ما صار - 00:13:46ضَ

وسيكون فيؤتى بالماضي بدل المضارع لتحقق الوقوع كما في قوله جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه يوم القيامة اتى وهو يأتي ولكن هذا شيء محقق والمحقق ممكن يؤتى به - 00:14:16ضَ

على على صيغة الماضي بانه شيء حصل وانتهى كأن الله جل وعلا يقول لهم اذكروا او اذكر لهم يا محمد يوم يعرض الذين كفروا على النار يؤتون بهم يعرضون على النار يعني يقذفون في النار - 00:14:44ضَ

يلقون في النار يوقفون عليها ويخاطبون ويقال لهم اليس هذا بالحق؟ انتم كنتم منكرين البعث منكرين النار ائتنا بعذابنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب مما قاله كفار قريش يقول يا محمد عجل لنا العذاب هات العذاب الذي عندك - 00:15:09ضَ

قبل يوم القيامة كانه يقولون ان كان هناك عذاب فهاته. الان يتهكمون ويسخرون فيقول الله جل وعلا العذاب الذي ذكرت لكم الرسل اصبح حقا باطل ام مجرد وعيد؟ قالوا بلى انه الحق - 00:15:35ضَ

وربنا حلفوا يعني امنا ايمان كامل يقين حق اليقين لانه شيء يرى بالعين ما في مجال لانكاره قالوا بلى وربنا يتمنون ويودون انهم يخفف عنهم اذا اعترفوا كما يقال للمجرم مثلا عند التحقيق - 00:16:04ضَ

اعترف بما حصل ونعدك التخفيف يقول المحققون كثير لمن يؤتى به مجرم متلبس بجريمة ويراد منه الاعتراف بما حصل يقولون اعترف بما حصل وتسامح ويبادر الاقرار ثم تأخذ القضية مجراها - 00:16:36ضَ

وهنا يظنون ان المسألة كذلك انه يقال لهم اعترفوا يتسامحون وقالوا بلى انه لحق وربنا حلفوا بالله انه حق فهل ينفع هذا الاعتراف والندم واليمين على الحق هل ينفع؟ لا والله - 00:17:03ضَ

لانه انتهى وقت الاستعتاب والتوبيخ والاسترجاع والاستعطاف لعلهم يؤمنون لعلهم يصدقون يتمنى النبي صلى الله عليه وسلم ويتقرب اليهم فيما يحبون في غير معصية الله لعلهم يستجيبون له عليه الصلاة - 00:17:31ضَ

السلام ويترجاهم ويتحبب اليهم هذاك في الدنيا اما الان فلا يوم القيامة قالوا بلى وربنا بلى انه لحق وهنا كذلك بلى هذه جاءت لابطال النفي لان الله جل وعلا قال اليس - 00:17:54ضَ

اليس هذا بالحق لو اجابوا بنعم معناه انه ليس بحق ولكن اجابوا ببلى يعني انه حق اليس هذا بالحق بالصدق واليقين قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب ما دام الان امنتم به هذا هو - 00:18:16ضَ

ادخلوا فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. الباء سببية وما هذه مصدرية فذوقوا العذاب بسبب كفركم ما وما بعدها تسبكان بمصدر كفر تذوقوا العذاب بسبب كفركم ما ظلمكم الله شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. انتم الذين ظلمتم انفسكم - 00:18:42ضَ

واولجتم انفسكم النار وذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون بكفركم دخلتم العذاب ثم قال متهددا ومتوعدا لمن كفر به ويوم يعرض الذين كفروا على النار اليس هذا بالحق اي يقال لهم - 00:19:16ضَ

اما هذا حق افسحر هذا ام انتم لا تبصرون قالوا بلى وربنا فاذا يسعهم الا الاعتراف قال فزحر هذا في الاية الاخرى لانهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم كلامك هذا سحر - 00:19:39ضَ

حينما يوقفون على العذاب يقال اسحر هذا هذا سحر هذا العذاب الذي يعدكم محمد قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ثم قال تعالى امرا رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على تكذيب من كذبه كما صبر اولو - 00:19:59ضَ

من الرسل الله جل وعلا يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبر والنبي عليه الصلاة والسلام هو اصبر الخلق. اصبر الخلق على ما يناله من اذى ولا احد اصبر من الله جل وعلا. فمحمد عليه الصلاة والسلام - 00:20:23ضَ

اصبر الخلق والله يأمره بالصبر لانه لا احد اصبر من الله على اذى الله جل وعلا يتخذ له الشريك ويزعمون له الصاحبة. ويزعمون له الولد ويعبدون غيره ويدر عليهم الارزاق - 00:20:52ضَ

والخيرات يعطيهم الصحة والعافية والمال والبنون والجاه وزينة الحياة الدنيا وهم يكفرون به كما ورد لا احد اصبر على اذى من الله جل وعلا. ومحمد صلى الله عليه وسلم هو اصبر الخلق - 00:21:14ضَ

لانه لما ضاق بهم درعا واتعبوه واذوه وانالوه اشد الاذى اراد الله جل وعلا لما يعلم من طيب نفسه عليه الصلاة والسلام وصبره وتحمله ايها النسا فارسل له ملك الجبال - 00:21:37ضَ

جاء الى محمد صلى الله عليه وسلم فقال له سلم عليه وقال يا محمد ان الله سمع ما قلته لقومك وما اجابوا لاجابة الشنيعة وانه ارسلني اليك. فان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين - 00:21:59ضَ

الجبلين ابي قبيس ومقابله اطبق عليهم مكة وقال عليه الصلاة والسلام بصبره وتحمله بل استأني بهم لعل الله ان يخرج من من يعبد الله لا يشرك به شيئا واخرج الله جل وعلا من اصلابهم - 00:22:19ضَ

عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه من قواد الفتح الاسلامي رضي الله عنه وهو ابن ابي جهل وغيره وغيره من الصحابة اباؤهم كفار وهو عليه الصلاة والسلام اشد الناس صبرا - 00:22:43ضَ

ومع ذلك الله جل وعلا يأمره بالصبر ويأمره جل وعلا بما هو فيه لزيادة الاستمساك به كقوله جل وعلا يا ايها النبي اتق الله يعني اثبت على ما انت عليه واستمر - 00:23:04ضَ

على تقوى الله جل وعلا وليس معنى هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم نفذ صبره او غير متصف بهذه الصفة الحسنة لا بل هو اكمل الخلق فيها عليه الصلاة والسلام - 00:23:22ضَ

وقال الله جل وعلا له فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل انت عندنا خيار الناس وقبلك رسل واصبر كما صبروا اسوة المرء اذا اتصف بصفة وعلم ان فيه اناس اخرون يتصفون بمثل هذه الصفة حاول ان يكون - 00:23:42ضَ

من اكملهم كما قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. هذا فيه حفص الهمم بان خذوا اعلى درجة في الصيام لانه قد كتب على الذين من قبلكم فلا يسبقونكم - 00:24:19ضَ

ليس الصيام لكم وحدكم يقولون على اي صفة اتينا بها ننال ثوابه؟ لا قد فرظ على من قبلكم واخذوا فيه ما اخذوا فلا يسبقوكم هذا في حفص وقول الله جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل - 00:24:41ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ان الله جل وعلا امرني ان اصبر وساصبر فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل قال العلماء رحمهم الله الفاء واقعة في جواب شرط محذوف - 00:25:03ضَ

تقديره اذا عرفت ذلك اذا عرفت ما سيحصل على الكفار يوم القيامة فاصبر كما صبر غيرك وما المراد في اولي العزم من الرسل اقوال كثيرة اوصلها بعض المفسرين ابن الجوزي رحمه الله - 00:25:28ضَ

الى عشرة اقوال في كتابه زاد المسير في علم التفسير المراد باولو العزم من الرسل هم اربعة وخامسهم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو اشهر الاقوال هم نوح وابراهيم - 00:25:57ضَ

وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم وقيل هم الانبياء كلهم والرسل لان الانبيا والرسل كلهم من اولي العزم وقيل الانبيا كلهم والرسل الا ادم ويونس لان الله جل وعلا قال عن ادم فلم نجد له عزما - 00:26:19ضَ

وقال عن يونس ولا تكن كصاحب الحوت يونس ابن متى عليه الصلاة والسلام وقيل هم الثمانية عشر المذكورون في سورة الانعام لان الله جل وعلا قال عقب ذكر الثمانية عشر - 00:26:48ضَ

اولئك الذين هدى الله وقيل غير ذلك اقوال كثيرة كما قدمت وصلت الى عشرة اقوال واشهرها واقربها انهم الخمسة العزم من الرسل لان الله جل وعلا جمع الخمسة في ايتين - 00:27:09ضَ

جمعهم جميعا في اية الاحزاب واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا خمسة وقال جل وعلا وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين - 00:27:36ضَ

ايتان من كتاب الله جمع فيهما الخمسة من الرسل عليه الصلاة عليهم الصلاة والسلام ولذا قال كثير من المفسرين ومن العلماء ان المراد باولي العزم هؤلاء الخمسة وقيل كل الرسل وقيل كل الرسل الا ادم ويونس وقيل كل الرسل الا يونس وقيل - 00:28:01ضَ

الثمانية عشر وقيل غير ذلك وقيل هم اصحاب القتال الذين امروا بالقتال وقاتلوا بالفعل اممهم الكافرة هم اولو العزم وقيل غير ذلك قال مجاهد اولو العزم من الرسل خمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد - 00:28:27ضَ

عليهم الصلاة والسلام وهم اصحاب الشرائع يعني شرائع جديدة مشرعة بخلاف بعض الرسل او اكثر الرسل يحكمون بشريعة من قبلهم وبه قال ابن عباس وقال ابو العالية هم نوح وهود وابراهيم - 00:28:50ضَ

فامر الله رسوله ان يكون رابعهم وقال السدي هم ستة ابراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم وقيل نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى وقال ابن جريج ان منهم اسماعيل ويعقوب وايوب وليس منهم يونس. لان الله جل وعلا قال ولا تكن - 00:29:16ضَ

صاحب الحوت وقال الشعبي والكلبي هم الذين امروا بالقتال فاظهروا المكاشفة وجاهدوا الكفرة وقيل هم نجباء الرسل يعني عظماء الرسل المذكورين في سورة الانعام وهم ثمانية عشر ابراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى - 00:29:51ضَ

عيسى واسماعيل والياس واليسع ويونس واختار هذا الحسين ابن الفضل لقوله تعالى بعد ذكرهم اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى وقيل هم اثنا عشر نبيا ارسلوا الى بني اسرائيل وقال الحسن هم اربعة ابراهيم وموسى وداوود وعيسى - 00:30:24ضَ

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال هم الذين امروا بالقتال حتى مظوا على ذلك وهم نوح وهود وصالح وموسى وداوود وسليمان وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال بلغني ان اولو العزم من الرسل كانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر يعني - 00:30:58ضَ

الرسل وعن عائشة رضي الله عنها قالت ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ثم طوى ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال يا عائشة ان الله ان الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لال محمد - 00:31:22ضَ

يا عائشة ان الله لم يرظى من اولي العزم من الرسل الا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها اي الدنيا ثم لم يرظ مني الا ان يكلفني ما كلفهم. فقال اصبر كما صبر اولو العزم من الرسل - 00:31:43ضَ

واني والله لاصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة الا بالله. اخرجه ابن ابي حاتم والديلمي وقيل هذه الاية منسوخة باية القتال باية السيف لان هذا الصبر كان امر له حينما كان بمكة - 00:32:09ضَ

والمراد الصبر على اذى الكفار ثم نسخ الله ذلك بامره بالقتال في قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم الاقادير والايات الاخر من كتاب الله جل وعلا التي فيها الامر بالقتال والتي - 00:32:35ضَ

يعبر عنها المفسرون رحمهم الله بقولهم اية السيف كثيرا ما يمر عليك بالتفسير يقول هذه الاية منسوخة باية السيف قد تتساءل وتقول ما هي اية السيف؟ اقول لك ليست اية واحدة وانما هي الايات المأمور فيها - 00:32:58ضَ

بالقتال ولا تستعجل لهم لا تستعجل يا محمد بعذابهم لان عذابهم محقق ولن يفوت وانما طبيعة ابن ادم الاستعجال لما لانه يخاف الفوات الانسان يستعجل طلب الخير او في قاع الشر بعدوه - 00:33:21ضَ

يستعجل هذا لماذا لانه يخاف ان يفوت عليه والله جل وعلا هل يفوت عليه شيء الناس في قبضته ابن ادم مثلا يلحق عدوه ويحب ان يظفر به ليوقع عليه العذاب الذي يريد - 00:33:54ضَ

لانه يخاف ان يفلت منه فلا يتمكن منه والله جل وعلا هل يخاف الافلات هل يفلت من قبضته ويده احد؟ اين يذهب تقدم لنا في قول الجن جماعتهم ومن لم يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض - 00:34:14ضَ

اينما ذهب في الارض فهو في قبضة الله جل وعلا وكذلك الله جل وعلا يقول لا تستعجل لهم هم في القبضة عذابهم محقق لا محالة سواء عجل في الدنيا او عجل في الاخرة - 00:34:40ضَ

عجل في الدنيا مع ما ينالون في الاخرة. او اجل في الاخرة لا محالة ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون كانهم ساعة يعرضون على النار العرض المتقدم بيانه - 00:34:55ضَ

كأنهم لم يلبثوا في الدنيا الا ساعة من نهار ساعة واحدة العذاب واقع لا محالة والاستعجال لا داعي له لانه لا خوف من الافلات او السلامة ابدا وهم حينما يعرضون على النار - 00:35:23ضَ

كانهم لم يلبثوا الا ساعة يذهب الذي استطالوه وقالوا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب يذهب كله كانه لم يمكثوا الا ساعة من نهار جزء بسيط من نهار يوم واحد - 00:35:49ضَ

لانهم يرون الاهوال والفظائع فينسوا النعيم الذي كانوا به في الدنيا وكأن لم يكن قال الله جل وعلا بلاغ يعني هذا بلاغ تبليغ للامة تحذير للناس بيان ايضاح للحقيقة وضح الله جل وعلا الحقيقة وما يقع يوم القيامة قبل وقوعه - 00:36:13ضَ

حتى تقوم الحجة على الخلق ما يقول الانسان ما ظننت ان الامر يصل الى هذا ظننت ان النار التي نتوعد بها مثل حر الرمظا او في مكان حار في غرفة حارة - 00:36:50ضَ

او فيه حر او رطوبة شديدة هذا الذي كنت اتوقع ان النار كذا ما توقعت ان العذاب الذي توعدنا به محمد بهذا الشكل يقول الله جل وعلا بلغ بلغناكم كل شيء على لسان اصدق مخلوق عندكم - 00:37:10ضَ

ما اتاهم الله جل وعلا بشخص غريب يقولون ما كنا نتوقع انه يصدق توقعنا انه جاءنا ليكذب علينا هذا تعرفون صدق يوم حينما كان شاب صغير ما كان يكذب فكيف لما بلغ الاربعين يبدأ بالكذب - 00:37:32ضَ

لما عقل وكمل عقله هذا بلاغ خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا بلاغ او مبتدأ والخبر محذوف تقديره لهم بلاغ لهم فهل يهلك الا القوم الفاسقون فهل يهلك قراءة اخرى الا القوم الفاسقون - 00:37:51ضَ

فهل نهلك قراءة ثالثة الا القوم هنا نهلك القوم فهل نهلك الا القوم الفاسقون الفاسقين فهل نهلك ان القوم الفاسقين فهل يهلك الا القوم الفاسقون فهل يهلك الا القوم الفاسقون - 00:38:27ضَ

ثلاث قراءات كلها سبعية. يعني من القراءات السبع قال قتادة رحمه الله لا يهلك على الله الا هالك مشرك وهذه الاية اقوى اية في الرجاء ايات الرجاء كثيرة في القرآن. يعني المبشرة بالخير - 00:39:01ضَ

فهذه الاية قيل اقواها لان الله جل وعلا قال لا يهلك عندنا الا القوم الفاسقون. اللي ما فيهم خير اطلاقا اما من كان فيه هذا وهذا فهذا يرجى له الخير - 00:39:27ضَ

وقال الزجاج تأويله لا يهلك مع رحمة الله تعالى وفضله الا القوم الفاسقون وهذا تطميع في سعة فضل الله سبحانه وتعالى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:39:49ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:40:14ضَ