تفسير ابن كثير | سورة الزخرف

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 8- سورة الزخرف | من الأية 40 إلى 45

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افانت تسمع الصم او تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين - 00:00:01ضَ

فانا عليهم مقتدرون انك على صراط مستقيم واسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهتين يعبدون هذه الايات الكريمة من سورة الزخرف - 00:00:30ضَ

يقول الله جل وعلا افا انت تسمع الصم او تهدي العميا ومن كان في ضلال مبين جاءت بعد قوله جل وعلا ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون - 00:01:27ضَ

لما ذكر الله جل وعلا اعراضهم وبعدهم من قبول الحق والاستجابة لداعي الايمان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا من باب التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:58ضَ

افانت يا محمد تسمع الصم هؤلاء فيهم صمم عن الحق وعما عن الحق فلا يبصرونه وهم في ضلال بين واضح لان النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد في دعوتهم وكل ما جت هذا ازدادوا بعدا - 00:02:29ضَ

ونفورا وعدم قبول وقال الله جل وعلا تسلية لمحمد هون على نفسك فليست المسألة لتقصير منك في البلاغ وعدم البيان وعدم الايضاح ولا لانهم يكذبونك وانما لان فيهم صمم عن الحق - 00:03:06ضَ

عنه وهم في ضلال بين واضح العيب فيهم والاعراض منهم والا فدعوتك واضحة فلا تتعب نفسك والاستفهام حينئذ للانكار بمعنى لا تستطيع ان تسمع الصم ولا تهدي العمي ولا يستجيب لك من في من هو في ضلال - 00:03:43ضَ

والعطف هنا في تغاير الجمل والا المعنى واحد الذي فيه صمم عن الحق وفيه عمى عنه هو هو شيء واحد لا يسمع حقا ولا يبصر حقا. يعني اعراظ عن الحق - 00:04:25ضَ

وهو في ضلال بين هو هذا الاعمى والاصم عن الحق افا انت تسمع الصم او تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين اي ليس اي ليس ذلك اليك انما عليك البلاغ - 00:04:57ضَ

وليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وعليك البلاغ وقد بلغت والهداية التي هي التوفيق والالهام ليست اليك هذه الى الله جل وعلا هو يهدي من يشاء - 00:05:16ضَ

انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء قد يقول قائل لم نفى الله جل وعلا عنه الهداية وقد اثبتها له في اية كريمة في قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم - 00:05:40ضَ

نقول نعم نفى عنه الهداية التي هي بمعنى التوفيق والالهام هذه لا يملكها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يستطيعها وهي المنفية في قوله تعالى انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء - 00:06:04ضَ

اما الهداية المثبتة له صلى الله عليه وسلم فهي هداية الدلالة والارشاد توضيح في قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. اي ترشد وتدل وتوجه وتبين هذا اليك والى اتباعك والدعاة الى سنتك على بصيرة - 00:06:30ضَ

فهداية الدلالة والارشاد الرسول صلى الله عليه وسلم ولمن اتبع سبيله وهداية التوفيق والالهام هذه لا يملكها مخلوق وانما هي بيد الخالق جل وعلى ثم قال تعالى فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون - 00:07:03ضَ

فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون لا نريينك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدرون يقول جل وعلا عذاب هؤلاء المعرضين عن الحق محقق وواقع لا محالة وهم في قبضة الله لا يستطيعون الافلات - 00:07:31ضَ

والله جل وعلا له المشيئة والارادة انشاء عجل عذابهم واقر عينك به وان شاء اخذك اليه جل وعلا ثم جاء العذاب في الدنيا او في الدنيا والاخرة. في الدنيا معجل مع ما يكون في الاخرة. او يكون في الاخرة - 00:08:05ضَ

كما يريد الله جل وعلا فاما ان هذه الشرطية وماء الزائدة فاما نذهبن بك فان منهم منتقمون قد يريد الله جل وعلا ان يأخذك اليه ثم ينزل عليهم العذاب وقد - 00:08:41ضَ

يريك جل وعلا ما تقربه عينك في الدنيا من تعذيبهم الذي وعدتهم به وقد اقر الله جل وعلا عين رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من عذب صناديد كفار قريش في وقعات بدر الكبرى - 00:09:11ضَ

حيث ملكه الله جل وعلا رقابهم يقتل ويأسر هو واصحابه رضوان الله عليهم فقتل من صناديدهم وقتل واسر منهم سبعون والله جل وعلا اقر عينه رأى في اعدائه المعرضين عن الحق - 00:09:44ضَ

والله جل وعلا يطمئن رسوله صلى الله عليه وسلم بان عذاب هؤلاء واقع وقد يعجله الله جل وعلا وقد يؤخره وهؤلاء ما دام ان الله توعدهم بالعذاب لا يفلتون من يده جل وعلا - 00:10:20ضَ

لان المخلوق يستعجل العذاب يخشى الافلات عدوه بين يديه ويحب ان ينتقم منه الان يخشى ان يفلت ولا يستطيعه او يخشى ان يمنعه منه مانع او ان يجد له انصارا - 00:10:44ضَ

يمنعونه من تعذيبه ومن الانتقام منه. اما الله جل وعلا فالخلق كلهم في قبضته يتصرف فيهم كيفما شاء جل وعلا فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون مذهبن بك الموت اما ان - 00:11:10ضَ

يأخذك الله جل وعلا اليه فينتقم من اعدائك بعد ذلك واما ان يريك جل وعلا ما تقر به عينك. في الدنيا قبل الممات وقد ارى الله الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ما قرت به عينه من قتل صناديق - 00:11:41ضَ

قريش ومن تحكمه صلى الله عليه وسلم في رقابهم حيث تمكن منهم في في مكة لما فتح الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم مكة واجتمع حوله اهل مكة - 00:12:10ضَ

وهو واقف بباب الكعبة عليه الصلاة والسلام يقول يقول لهم مخاطبا ما تظنون اني فاعله بكم هم في قبضته الان وفي يده ومغلوبون قالوا اخ كريم وابن اخ كريم قال عليه الصلاة والسلام اذهبوا فانتم الطلقاء. اطلقهم واعتقهم بعد ان مكنه الله جل وعلا - 00:12:30ضَ

منهم فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون اي لابد ان ننتقم منهم ونعاقبهم ولو ذهبت انت لنرينك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدر اي نحن قادرون على هذا وعلى هذا ولم يقبض الله رسوله حتى اقر عينه من اعدائه - 00:13:00ضَ

وحكمه في نواصيهم وملكه ما تضمنته صياصيهم هذا معنى قول السدي واختاره ابن جرير فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم هذا الذي انت عليه هو الحق خذ به - 00:13:27ضَ

وعظ عليهم النواجذ وان رده الكفار وان لم يقبلوه فانت على الحق ولا يضيرك انه لم يسلم معك الا الضعفاء والفقراء والمساكين انت على الحق وتلك سنة الله في خلقه - 00:13:55ضَ

ان الضعفاء والفقراء والمساكين هم غالبا الذين يتبعون الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فاستمسك بالذي اوحي اليك الذي هو القرآن وعض عليه بالنواجذ. وان رده هؤلاء ولم يقبلوه انك على صراط مستقيم انك على طريق حق - 00:14:20ضَ

وموصل الى الجنة وموصل الى رضوان الله جل وعلا. فخذ به وعظ عليه بالنواجذ. وقد قال ورد لا تستوحش من قلة السالكين لان انصار الحق غالبا هم القلة وانصار الباطل هم الكثرة - 00:14:51ضَ

كما قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فانك على صراط اي طريق مستقيم فريق حق - 00:15:14ضَ

نوصل الى رضوان الله جل وعلا. موصل الى الجنة فخذ به وعظ عليه بالنواجذ. وهو عليه الصلاة والسلام مستمسك بذلك لكن امره صلى الله عليه وسلم بذلك امر لامته الله جل وعلا يقول له فاستمسك - 00:15:38ضَ

الذي اوحي اليك هو مستمسك صلى الله عليه وسلم ولكن هذا امر له وامر للامة. اذا كان نبيكم صلوات الله وسلامه عليه مأمور من ربه جل وعلا بان يستمسك بهذا فاستمسكوا به - 00:16:03ضَ

انتم استمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. ما هو الذي اوحي اليه؟ القرآن الذي فرق الله جل وعلا به بين الحق والباطل وهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم - 00:16:23ضَ

اي خذ بالقرآن المنزل على قلبك فانه هو الحق وما يهدي اليه هو الحق المفضي الى صراط الله المستقيم الموصل الى جنات النعيم والخير الدائم المقيم وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون - 00:16:43ضَ

وانه اي القرآن العظيم ذكر شرف شرف عظيم لك يا محمد شرفه الله جل وعلا بالقرآن فهو افضل الخلق لهذا عليه الصلاة والسلام ولقومك لقومك لقريش لانه شرف لهم ان نزل على واحد منهم - 00:17:08ضَ

شرف لهم ان نزل بلغتهم ولهجتهم شرف لك ولقومك العرب جاء القرآن بلغة العرب هذا تشريف وتكريم شرف لك ولقومك اتباعك الذين اتبعوك شرف لهم القرآن العجمي اذا هداه الله للاسلام فذلك شرف له عظيم - 00:17:38ضَ

شرف لك يا محمد شرف لقريش شرف للعرب شرف لكل مسلم ايا كان فطره وبلده وانه لذكر لك ولقومك وهذا الشرف العظيم ستسألون عنه هذا قول كثير من المفسرين وانه لذكر يعني شرف - 00:18:13ضَ

وقيل وانه لذكر لك ولقومك يعني يذكركم بالله اذكركم بالاخرة فهو ذكر اي تذكير وعظة القرآن من له قلب حي وسوف تسألون يسألون عنه متى؟ في الدار الاخرة يسألكم الله جل وعلا عن هذا القرآن هل قمتم بحقه؟ او لا - 00:18:48ضَ

وكما ورد في الحديث ان العبد يسأل عن في قبره عن ثلاث عن ربه ودينه ونبيه. ودينه الاسلام الذي جاء به القرآن وسوف تسألون عنه فمن قام بحق القرآن سعد السعادة الابدية - 00:19:26ضَ

ومن اهمل القرآن وضيعه او لم يرفع به رأسا خسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله وان اعطي من الدنيا ما اعطي وسوف تسألون عنه عدوا لهذا السؤال جوابا هل قمتم بحقه - 00:19:53ضَ

ام لا وانه لذكر لك ولقومك قيل معناه لشرف لك ولقومك قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة واورد البغوي ها هنا حديث الزهري عن محمد ابن جبير عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذا الامر - 00:20:19ضَ

قريش لا ينازعهم فيه احد الا اكبه الله على وجهه. ما اقاموا الدين. رواه البخاري. فهم احق ولاية بالقرآن والاسلام ما اقاموا العدل ما حكموا القرآن ورجعوا اليه واخذوا به وعظوا عليه بالنواجذ - 00:20:44ضَ

وقيل معناه انه شرف لهم من حيث انه انزل بلغتهم فهم افهم الناس اليه فينبغي ان يكونوا اقوم الناس به واعلق واعملهم بمقتضاه؟ لانه نزل على واحد منهم فهو شرف لهم عظيم ان ينزل على قرشي - 00:21:08ضَ

المفروض انهم اتبعوه ولو من باب الحمية انه واحد منهم وهكذا خيارهم وصفوتهم من الخلف من المهاجرين السابقين الاولين ومن شابههم وتابعهم وقيل معناه وانه لذكر لك ولقومك اين تذكير لك ولقومك وتخصيصهم بالذكر - 00:21:28ضَ

تذكير وعظة يعني. نعم كقول الله كقوله تعالى لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون. ذكركم اي شرفكم او ذكركم البيان والايضاح لكم واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا - 00:21:56ضَ

اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون واسأل من ارسلنا الى هذه الاية مكية والامر بالسؤال لما اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس وعرج به الى السموات العلا - 00:22:23ضَ

جمع الله جل وعلا له الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في بيت المقدس وصلى بهم عليه الصلاة والسلام ركعتين وهذا تشريف وتكريم له صلى الله عليه وسلم امره جبريل ان يسأل - 00:22:54ضَ

هؤلاء الرسل من اولهم من ادم الى اخرهم قبل محمد صلى الله عليه وسلم. ومحمد هو خاتم الانبياء والرسل. صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. امره جبريل ان هل الله جل وعلا - 00:23:19ضَ

اذن في وقت من الاوقات السابقة في عبادة غيره وكلهم يقول لا فرؤي انه سألهم ورؤي انه قال لا اسأل لان لانه عليه الصلاة والسلام هو اعرف الرسل بالله جل وعلا فلا يحتاج الى ان يسأل هذا السؤال - 00:23:40ضَ

وقيل الاية مدنية وليست مكية والمراد واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اسأل قوم واتباع الرسل من قبلك وهم اهل الكتاب اليهود والنصارى هل انبياؤهم اباحت لهم ان يعبدوا مع الله غيره - 00:24:10ضَ

وسيكون الجواب قطعا؟ لا لان الله جل وعلا لم يبح في وقت من الاوقات ولا في شريعة من الشرائع عبادة غيره وكل الرسل من اولهم الى اخرهم كلهم يدعون الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له - 00:24:48ضَ

واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن اجعلنا من دون الله اجعلنا مع الله غيره الهة تعبد لا والله ما جعل الله جل وعلا معه الها يعبد - 00:25:12ضَ

قديما ولا حديث لا لم ينزل ذلك على نبي ولا على رسول واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا يعني من الرسل لما جمعهم الله جل وعلا او من رسلنا من اتباع رسلنا. من اهل الكتاب - 00:25:40ضَ

وخاصة والمقصود العقلاء منهم والمنصفون الذين يقولون الحق اما الحائضون عن الحق فهم لا يقبل منهم وقد امن بالنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة من اليهود مجموعة ولكنهم قلة - 00:26:07ضَ

وامن به صلى الله عليه وسلم كثير من النصارى النصارى كثير منهم سارع الى الدخول في الدين الاسلامي واما اليهود فالذين اسلموا قلة لما اتصفوا به من الحسد والحقد والكبر - 00:26:31ضَ

ومحبة اكل اموال الناس بالباطل لذا لم يسلم منهم الا القليل كعبد الله ابن سلام رضي الله عنه واخيه عدد من اليهود الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهم من الذين - 00:26:53ضَ

اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم يؤتون اجرهم مرتين. رضي الله عنهم وارضاهم نعم واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون اي جميع الرسل دعوا الى ما دعوت الناس اليه من عبادة الله وحده لا شريك له - 00:27:14ضَ

ونهوا عن عبادة الاصنام والانداد بقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. كل الرسل هذه دعوتهم ولقد بعثنا في كل امة رسولا لماذا؟ ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة - 00:27:40ضَ

قال مجاهد في قراءة عبد الله ابن مسعود واسأل الذين ارسلنا اليهم قبلك رسلنا هكذا حكاه قتادة والضحاك والسدي عن ابن مسعود وهذا كأنه تفسير لا تلاوة والله اعلم الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:28:04ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:28:29ضَ