التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون - 00:00:00ضَ
واجعلنا فيها جنات من نخيل واناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها بهم ما تنبت الارض مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون - 00:00:33ضَ
هذه الايات الكريمة من سورة ياسين يقول الله جل وعلا واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون اية لهم يعني علامة على كمال قدرة الله جل وعلا - 00:01:16ضَ
بشيء يشاهدونه ويدركونه والاية الدالة على كمال القدرة دالة على وحدانيته تعالى وانه هو المستحق للعبادة وان غيره لا يستحق شيئا من انواع العبادة لان العبادة لا ينبغي ان تكون الا لقادر - 00:01:48ضَ
عظيم ينفع ويضر يتشرف التصرف الكامل واما المخلوق فهو عبد مثل عابدة لا يستحق ان يعبد هو نفسه عبد فلا يعبد واية لهم على البعث والجزاء والحساب الارض الميتة احييناها - 00:02:24ضَ
بين ايديهم يرونه بانفسهم يرون الارض ميتة لا نبات فيها وينزل الله جل وعلا عليها المطر وتنبت وتحيا ويخرج الله جل وعلا منها امورا كثيرة واشياء كثيرة تنفعهم حاضرا ومستقبلا - 00:03:05ضَ
وذكر الحب لان النعمة به اتم بخلاف غيره من البقول والخضروات فهي في وقتها وفي موسمها ولا تبقى واما الحبوب فينتفع بها طول السنة. تحفظ فتقتات وتدخر ويستفاد منها واية لهم الارض الميتة - 00:03:38ضَ
اية خبر للمبتدى مقدم والارض مبتدأ مؤخر الارض الميتة والميتة صفة احييناها جعلها الله حية بما فيها من النبات فهذا سبب كونها اية الاحياء واخرجنا منها حبا فمنه اي من الحب - 00:04:20ضَ
الحنطة والشعير وغيرهما مما يقتات ويدخر كالذرة والدخن وغيرها من الحبوب وجعلنا فيها اي في الارض جنات من نخيل واعناد الجنات جمع جنة والجنة هي الشجر الملتف بعضه ببعض سمي جنة - 00:05:04ضَ
لانه يجن ما تحته ان يستر يستر ما تحته جنات من نخيل نخيل جمع نخلة واعناب شجر ملتف كثير من النخيل والعنب وغير ذلك من النباتات لكن النعمة النخيل والعنب - 00:05:46ضَ
اتم من النعمة في غيرها لان النخيل ينتج التمر وهو غذاء كامل يستغني به الانسان والعنب كذلك مثله ويستمر ويبقى بخلاف غيره من الخضروات والفواكه فهي موسمية امتن الله عليهم بالحبوب - 00:06:20ضَ
وبالنخيل والعنب لبقاء نفعها واستمرارها وفجرنا فيها اي في الجنات من العيون جعلنا فيها عيونا ينبع من اسفل الارظ او تجري على سطح الارض مما يتجمع من الامطار والسيول في الجبال والاودية - 00:06:53ضَ
فتجري من مكانها الى ان تصب في نهاية مصبها وفجرنا فيها من العيون ويصح ان تكون من مزيد والعيون في محل نصب مفعول به وفجرنا فيها العيون وفجرنا فيها قراءتان - 00:07:29ضَ
فجرنا بالتشديد وفجرنا بالتخفيف التفجير مثل التفتيح فجرنا فتحنا وفجرنا فتحنا قال العلماء مثل التفتيح وزنا ومعنى. يعني التفجير والتفتيح متقارب المعنى عملنا هذه الاعمال واوجدناها ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم - 00:07:58ضَ
ليأكلوا من ثمرة يعني ثمر هذه الاشجار والنخيل الموجودة في الجنات او من ثمنه تمر تفجير العيون لان الثمر ناشئ من الماء لو لم يأتي الماء ما اثمرت الاشجار ليأكلوا من ثمره - 00:08:42ضَ
فيها قراءتان سبعيتان وقراءة ثالثة غير سبعية السبعيتان بفتحتين الفتح الثاء والميم والاخرى بضمتين بضم الثاء والميم ليأكلوا من ثمره والثالثة بضم الثاء واسكان الميم. ثمره ليأكلوا من سمره ثلاث قراءات - 00:09:16ضَ
ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم ليأكلوا من هذا الثمر حسب نتائجه وما احدثوا فيه صنعة العصير والدبس وغيرها مما يشتق من التمر والعنب مما احل الله وما عملت ايديهم - 00:10:03ضَ
اي ما عملوه وادخلوا عليه الصنعة ليستفيدوا منه من نوع اخر وما عملته ايديهم ما هذه يصح ان تكون موصولة والذي عملته ايديهم ويصح ان تكون نافية انه قال وما لم تعمله ايديهم - 00:10:33ضَ
قالوا الاشياء التي تنبت باذن الله ولا دخل للادمي في انباتها يعني يستفيدوا من شيء لم تعمله ايديهم وقالوا مما لا لم تعمله ايديهم اجراء الانهار كنهر دجلة والفرات ونهر النيل - 00:11:06ضَ
اوجدها الله جل وعلا بقدرته ولم يوجدها الناس وما عملته ايديهم اي والذي عملته ايديهم او ما لم تعمله ايديهم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية قال وجدوها معمولة - 00:11:37ضَ
ولم تعملها ايديهم افلا يشكرون الهمزة للاستفهام والفا عاطفة على مقدر يقتضيه السياق يتنعمون فيها فلا يشكرون موجدها ايتنعمون بهذه النعم ولا يشكرون من اوجدها سبحان الذي خلق الازواج كلها - 00:12:01ضَ
نزه جل وعلا نفسه تعليما للخلق لينزهوه عما لا يليق بجلاله مما نسب اليه الظالمون والكافرون سبحان الذي خلق الازواج يعني الاصناف وجعلها متفاوتة التمور انواع كثيرة والعنب انواع كثيرة - 00:12:37ضَ
والحبوب انواع كثيرة خلق الازواج كلها مما تنبت الارض يعني من الاصناف التي انبتتها الارظ التمور مثلا والحبوب والعنب ومن انفسهم ولقد ذكر والانثى لبقاء النسل ليتوالد فيبقى النوع ولا ينتهي بالموت - 00:13:10ضَ
ومن انفسهم ومما لا يعلمون خلق ما لا يعلمونه فلله خلق كثير لا يعلمه الناس لا يعلم الناس الا قليلا من خلق الله جل وعلا فكثير من خلق الله في الارض - 00:13:51ضَ
وخلق الله في السماء وخلق الله فيما بينهما لا يعلمه كثير من الناس قالوا ففي الاودية مخلوقات عظيمة لم يدركها الناس ولم يقفوا عليها ولم يروها ولا يستطيعون الوصول اليها - 00:14:20ضَ
ومما لا يعلمون من اصناف الخلق وفي هذه الايات جمال قدرته جل وعلا وانه المستحق للعبادة وان صاحب هذه القدرة قادر على احياء الموتى وهو قادر على ذلك جل وعلا - 00:14:48ضَ
واعادة الخلق في احياء الموتى اهون عليه من ايجاد الخلق لاول وهلة والله جل وعلا لا يعجزه شيء والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:17ضَ